رواية سأنال مرادي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بسنت جمال
رواية سأنال مرادي الجزء التاسع والعشرون
رواية سأنال مرادي البارت التاسع والعشرون
رواية سأنال مرادي الحلقة التاسعة والعشرون
رجع مراد لعمله مجددا، وهو على حال غير الحال، سعيدا نشيطا تشعر بالراحة مرسومة على وجهه، الابتسامة لا تفارق وجهه، الكل لاحظ هذا التغيير، وبالطبع أول الملاحظين كان مروان.
مروان بلؤم: فيك حاجة متغيرة.
مراد بابتسامة واسعة: باين عليا للدرجة دى؟
مروان: أوبا بقى، يبقى فى حاجة، إيه قول قول والنبي.
مراد بضحك: اصبر هقولك والله.
مروان: ما تنطق بقى.
مراد : أنا اتجوزت نور.
مروان بغباء : نعم، ما أنا عارف، إيه الجديد يعنى؟
مراد: بقولك اتجوزتها بجد، مش على الورق بس.
مروان: أيووووة بقى.
مراد: أخييييير فهمت.
مروان: امتى وإزاى؟ احكى لى.
أخذ مراد يقص عليه ما حدث، وكم خاف أن تضيع من يديه، وكيف علم أنه يعشقها، كل التفاصيل أخذ يحكيها لمروان.
مراد: بس يا سيدى.
مروان: طيب وسوزان؟
مراد : هقولها بس بعد امتحانات نور.
مروان بحب: مبروك يا صاحبي.
مراد: عقبالك.
مروان بتنهيدة: يااارب.
مراد بتفاجؤ: إيه ده؟ ده أنت عندك جديد أنت كمان مش أنا بس.
مروان: أيوة.
مراد بحماس: هنا، صح؟
مروان: هتجننى يا مراد، من ساعة لما مشت وأنا مش عارف أوصل لها.
مراد: متقلقش، هتيجى تانى عشان تاخد حاجتها وتمضى بقية أوراقها، ابقى أقعد معاها واتكلم.
مروان: ما هى جت عندى عشان تمضي، وحاولت أتكلم معاها، البت سابتنى وجرت، سابت حاجاتها كمان، مجنونة خالص.
مراد بضحك : أنتوا اللى الاتنين مجانين.
مروان برجاء: ما تظبط أخوك والنبي.
مراد : اممممم، هفكر.
مروان: عشان خاطرى، ده أنا أخوك وصاحب عمرك وعشرة السنين.
مراد : يوووووة، حاضر.
عند هنا
تتحدث هنا فى الهاتف مع نور التى تقص عليها كل الأحداث السابقة التى حدثت لها مع مراد.
هنا بفرحة: حبيبتى، ألف ألف مبروك، فرحتينى.
نور بخجل: الله يبارك فيك يا هنوش، عقبالك.
هنا بحزن: ربنا يخليك.
نور: مفيش أخبار عن مروان؟
هنا: لا، خلاص بقى يا نور، مفيش نصيب.
نور: لو فى نصيب معاه هتلاقيه بيخبط على بابك، ادعى ربنا يكتبلك الخير.
هنا : يارب.
أغلقت هنا مع نور الهاتف، وجلست هنا تفكر فى حالها، تدعو من الله أن يوفقها فى حياتها القادمة سواء مع مروان أو غيره.
دخل والدها عليها وهى على هذه الحالة، هو يلاحظ أنها منذ فترة يوجد شئ يؤرقها، ولكنه لم يود أن يزعجها، فهو يحاول أن يوطد علاقته بها على قدر الإمكان.
محمد: مالك يا هنا؟
هنا: مفيش يا بابا، قلقانة عشان الامتحانات.
محمد : ربنا يوفقك إن شاء الله، وتعدى على خير.
هنا: يارب، بقول لحضرتك مش ناوى تصالح نور.
محمد : ياريت، بس مكسوف منها أوى.
هنا: مفيش أطيب من نور.
محمد : طيب اتكلمى معاها وشوفى رأيها.
هنا: حاضر وبالمرة تبارك لها، أصلها اتجوزت.
محمد باستغراب: فجأة كده، ومين ده؟
هنا: لا مش فجأة، ده مراد ابن عمها، هحكيلك كل حاجة.
عند نور
ينام مراد على السرير محتضنا نور، صامتا لا يتحدث، أحست نور بوجود شئ ما يفكر فيه.
نور: بتفكر في إيه؟
مراد مبتسما: فيكى.
نور : لا بجد.
مراد : بجد والله فيكى.
نور: بتفكر فيا وأنا جنبك؟
تنهد مراد واعتدل فى جلسته.
مراد وقد تلاشت ابتسامته: أنت متستهليش كده يا نور.
نور باستفهام: مستهلش إيه؟
مراد: متستهليش تعيش العيشة دى، أجيلك سرقة، أبقى خايف حد يشوفنى، متستهاليش ساعتين بس أقعدهم معاكى وبعد كده أسيبك وأمشي،حتى البيت ده مش من قيمتك خالص، أنت قيمتك كبيرة أوى، أنت غالية أوى أوى ، أنت حور من الجنة.
ابتسمت نور ابتسامة كبيرة فرحة بهذا الكلام، ولأول مرة تبدأ هى باحتضان مراد، احتضنته بشدة.
نور بسعادة: يا حبيبي يا مراد، ربنا يخليك ليا، أنا بحبك أوى، مش عاوزاك تضايق نفسك كده، أنا مبسوطة معاك فى أى حتة وأى مكان.
مراد : كلامك ده بيزود إحساسي بالذنب.
نور: مش احنا اتفقنا هنظبط أمورنا بعد الامتحانات، خلاص الامتحانات بعد أسبوع، هانت يعنى.
مراد بتنهيدة : إن شاء الله، فى حاجة كمان، الواد مروان هيموت ويتكلم مع هنا، عاوزين نظبط لهم قعدة عندنا، إيه رأيك؟
نور بتصفيق: الله، عنيا حاضر.
مراد : ومالك فرحانة أوى كده ليه؟
نور: أصلها زعلانة إنها مش هتشوفه تانى.
مراد: الله الله، حلو يبقى نظبط يوم الجمعة نعزمهم هنا.
نور: فى موضوع عاوزاك فيه.
مراد باهتمام: خير، عاوزة فلوس؟
نور: لا لا، ربنا يخليك، كانت هنا كلمتنى عشان خالى محمد عاوز يقعد معايا .
مراد : ليه؟
نور: عشان يصفى المواضيع ما بينا.
مراد : امممم، برده يبقى بعد الامتحانات عشان متشغليش بالك.
نور: أوك.
مراد: المهم، كنتى عملنى حاجة كده من شوية.
نور: حاجة إيه؟
مراد: الحضن الحلو ده.
نور بخجل: يا مراد بقى.
مراد: نعم.
نور: قلت لك متكسفنيش.
مراد : طيب تعالى أضيع لك الكسوف ده.
يوم الجمعة
مراد: إيه يا عم جاى لى من بعد الصلاة تعمل إيه؟
مروان: مش أنت عازمنى عالغدا.
مراد : أيوة، الغدا مش بدرى كده.
مروان: وقلت لى إن هنا جاية.
مراد: برده أيوة، بس هى مش هتيجي من بدرى كده.
مروان بابتسامة واسعة: أهى، جت هناك أهى.
مراد باستغراب: والله مجانين أنتوا الاتنين.
مروان: قوم جوه عند مراتك، وسيبنى أنا أستقبلها.
مراد: ماشي يا خويا، مروان خلى بالك، أوعى تضايقها.
مروان بزهق: امشي بقى.
رأت هنا مروان من بعيد فابتسمت بفرحة؛ فنور قد أخبرتها بقدومه وبرغبته فى الجلوس معها.
هنا: صباح الخير.
مروان بابتسامة: صباح الفل والورد والياسمين.
هنا بخجل: هى فين نور؟
مروان: جاية، اتفضلى اقعدى.
عند نور ومراد
نور بضحك: والله شبه بعض.
مراد: جدا، ربنا يصلح لهم الحال، مروان جدع وراجل.
نور: واضح جدا إنه طيب.
مراد بغيرة: نعم ياختى، هو مين اللى طيب، بقولك إيه متتكلميش عن راجل غيرى.
نور بضحك: خلاص يا عم الصعيدى آسفين.
مراد: أيوة كده.
نور: طيب مش هنخرج لهم.
مراد: شوية كده، لو خرجنا الوقت هيقتلنا.
عند مروان وهنا
مروان: عاملة إيه؟
هنا : الحمد لله.
مروان: كل الأمور تمام؟
هنا: آه الحمد لله.
ثم صمت مروان لا يعرف من أين يبدأ الحديث معها.
مروان لنفسه: هو فى إيه، أنا لسانى مقطوع ليه النهاردة، لا لازم أتكلم معاها دى فرصتى النهاردة، اتشجع يا مروان.
وفجأة نطق مروان.
مروان : مشيتى ليه من الشركة؟
هنا: بابا عاوز كده.
مروان: هو أنت رجعتى البيت تانى؟
هنا بتنهيدة : لا.
ثم أخذت هنا تقص عليه ما حدث، وكيف رفضتها والدتها وطردتها، وكيف رجعت مرة أخرة لحضن والدها الذى تغير كثيرا فى معاملته.
هنا بتأثر: بس، ده كل اللى حصل، عشان كده يومها كنت منفعلة شوية .
كان مروان صامتا ، يسمعها بكل جوارحه، يؤنب نفسه على ما فعله معها، وعدم تقديره لظروفها، ولكنه عزم على تغيير هذا الوضع.
مروان مقاطعا لها: هنا، أنا بحبك.
بعد ساعتين
يجلس مراد وبجانبه نور، ومروان وبجانبه هنا التى يظهر على وجهها كل علامات السعادة والفرحة بسبب اعتراف مروان لها بحبه حتى وإن لم تقل له نفس الكلمة إلا أنه شعر بها.
أتت سوزان على أصوات ضحكاتهم فعزمت أمرها أن تعكر صفو هذه الجلسة السعيدة.
سوزان: إيه الضحك ده كله؟ مش تقولولى كنت آجى أقعد معاكوا.
ثم اقتربت من مراد وقبلته من خديه، توتر مراد بشدة خوفا من أن تتضايق نور التى بالفعل غارت عليه.
سوزان: إزيك يا مورى؟
مراد بتوتر: الحمد لله.
سوزان: إزيك يا مروان؟
مروان: إزيك أنت؟
سوزان: ممكن يا نور أقعد جنب مراد، أصله واحشنى أوى.
قامت نور خجلة من مكانها، استأذنت فى الدخول قليلا.
سوزان بتعالى: ممكن تعملى لى شوية شاى؟
نظرت نور لمراد بحدة وتفاجؤ.
مراد بحدة: لا متعمليش حاجة، نبقى تشربيه فى الفيلا، يلا قدامى.
وهكذا تم تعكير صفو الجلسة السعيدة، فانصرف الجميع، حاولت هنا أن تهدأ من نور التى لم تعلق على أى شئ مما حدث، فقط انتظرت رحيل الجميع وانفجرت فى البكاء.
بعد فترة، كان مراد يشعر بالضيق مما حدث، أحس بإهانة نور من طريقة كلام سوزان معها، فقرر النزول لكى يطمئن عليها.
فتحت نور له الباب وكما توقع انهيارها الشديد، فبمجرد ما رأته حتى ارتمت داخل أحضانه، قضى مراد معها الليل بأكلمه يراضيها ويهدأها ، شعور مختلف اليوم شعرت به تجاه مراد وهو الغيرة عليه، لم يتركها مراد لحظة فى هذا اليوم .
بعد شهر ونص
انتهت نور من امتحاناتها على خير، سعدت لهذا بشدة، اتفق مراد معها على العودة إلى البلدة لكى يقضيا وقتا مع عائلتهما، وفى نفس الوقت تكون التجهيزات النهائية لشقتهما الجديدة قد انتهت حيث اختارت نور كل شئ على ذوقها دون تدخل من مراد الذى أحب أن يرى بيتهما على ذوقها هى، حتى أنه لم يرى أى شئ مما اختارته نور حيث أراد أن يرى كل شئ لأول مرة معها عندما يذهبان للعيش فيها.
تجلس نور وسط سيدات العائلة، ومراد مع رجال العائلة وسط سعادة الجميع حيث تم إعلان خبر زواج نور ومراد للكل .
فى صباح اليوم التالى
مراد مناديا: يلا يا نور، قومى بقى.
نور بتكاسل: حاضر.
مراد: كسلانة ليه النهاردة؟
نور بتعب: مش عارفة، يمكن عشان سهرنا امبارح مع العيلة كلها.
مراد: يمكن، طيب إيه أسيبك تنامى شوية؟
نور : لا لا، هقوم أهو.
قامت نور بصعوبة بالغة وما هى إلا خطوة واحدة ونادت بتعب على مراد.
نور بتعب: الحقنى يا مراد.
جرى عليها مراد مسرعا.
مراد برعب: مالك يا نور؟ حاسة بإيه؟
نور بضعف: الدنيا بتلف بيا، مش قادرة…
لم تكمل باقى جملتها حتى سقطت مغشيا عليها.
يقف مراد فى الأسفل قلقا بشدة على نور، حيث يفحصها الطبيب فى غرفتها، لم يقدر أن يراها هكذا فترك والدته معها.
عاصم: اهدى يا مراد، إن شاء الله خير.
مراد داعيا: يارب، يارب، شكلها كان تعبان أوى.
الحج عمران مبتسما: متجلجش، دلوجت الدكتور يطمنا.
بعد قليل، نزل الطبيب ومعه والدة مراد التى على وجهها ملامح السعادة.
مراد بلهفة: خير يا دكتور.
الطبيب مبتسما: ألف مبروك المدام حامل.
مراد بتفاجؤ: إيه؟
يقف مراد مذهولا مما سمع، يتلقى التهانى من عائلته، يستمع ولا يتكلم، ينظر لهم فى صدمة كبيرة.
كريمة بسعادة: اطلع يا ولدى اطمن عليها، دى من كتر فرحتها بتبكى فوج.
كانت كلمات والدته إشارة تنبيه له بأن يصعد لزوجته.
صعد ببطء شديد، قدماه تكاد لا تحمله، فتح باب الغرفة بهدوء ، ثم أغلقه بالمفتاح ، نظر ناحيتها فوجدها تبتسم له بحب كبير ثم جلس بجانبها على السرير.
نور بفرحة: أنا فرحانة أوى أوى يا مراد، نفسى فى ولد ويبقى شبهك ، ولا نفسك فى بنت؟ لو بنت هسميها حور زى ما بتقولى أنتى حور عشان تبقى حور مراد، مراد، مراد، مش بترد عليا ليه؟
مراد ناظرا أمامه : الواد ده ابن مين؟
نور بصدمة: أنت بتقول إيه؟
مراد : بقولك أنت حامل من مين؟
نور بانفعال: أنت اتجننت ولا إيه؟
انتفض مراد وهجم عليها، أمسها من شعرها بعنف، وأخذ يصفعها على وجهها، صفعات تليها صفعات، حتى نزفت من فمها دماء كثيرة، لا تستطيع أن تتكلم فقط تصرخ وتصرخ وسط ذهولها وصدمتها.
اقترب منها مراد أكثر.
مراد بشر: انطقى يا فاجرة، ابن مين، خنتينى مع مين؟ أنا محبتش حد قدك تقومى تعملى فيا كده، كل ده يطلع منك أنتى، انطقى.
تصرخ نور وتبكى على حالها ، حاولت التحدث ولكن لم يترك لها فرصة للكلام ولا للدفاع عن نفسها، بدأ يجرها من شعرها فسقطت على الأرض بقوة، وأخذ يركلها بكلتا قدميه فى وجهها وفى بطنها وظهرها، هو لا يرى أمامه إلا شرفه.
فى الأسفل، انتفض الجميع على صوت صراخها.
الحج عمران : هو في إيه؟
كريمة: استر يارب.
عاصم: أنا طالع أشوف فى إيه؟
وما هى إلا خطوتين وانفتح باب الغرفة وصعق الجميع من هيئة مراد وهو يجر نور من شعرها، ويجرها على السلالم وسط صراخها واستنجادها بالكل.
مراد راميا نور أسفل قدمى جده: خد اللى جوزتهالى أهى.
عاصم صافعا مراد على وجهه: أنت اتچننت عاد، كيف تعمل فى مرتك اكده؟ إيه اللى حصل؟
مراد بلغته الصعيدية : أسأل الفاچرة.
تصرخ نور من آلامها النفسية والجسدية، تحتضنها كريمة بحضن أم خائفة على ابنتها، أما الحج عمران كان أكثرهم رعبا.
الحج عمران بانفعال: اخرس يا كلب، كيف تجول كده على مرتك أم ولدك.
مراد بصراخ : مش ابنى، مش ابنى، أنا مبخلفش 😱
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)