رواية زودجر الفصل العاشر 10 بقلم عبدالرحمن ماهر
رواية زودجر الجزء العاشر
رواية زودجر البارت العاشر
رواية زودجر الحلقة العاشرة
– انتى عارفة إن حبيبة كده ممكن تخرج من المدرسة ؟!
– لا إن شاء الله مش هيحصل يا سلمی حرام علیکی خوفتینی
– يابنتى احنا ف ايطاليا مش ف مصر ، ماحدش هنا هيصبر علیکی کثیر … لو مادفعتيش البنت مش هتكمل ف المدرسة دی و ابقی قولی سلمی قالت
– هتكمل يا سلمى انتى بتفولي ع البت ليه ؟!
– انا بفول !! يابت انا بقولك عشان توافقی تاخدي فلوس منی ، استلفی یا ستی و ابقی ردیهم ف اى وقت .. إنما المكابرة دى غلط
– كريم قالي إنه هيحلها ماتقلقيش عليا .. حبيبة سيبى
شنطتها !!
” نرى حبيبة ذات الخمس سنوات تلعب في حقيبة بنت سلمی”
– خدت لعبتی یا ماما !!
– انا ماخدش حاجه یا طنط !
” لتتحدث سلمی ”
– بس بقي صدعتوني .. ادينا وصلنا أهه بكره بقى نبقى نشوف دى لعبة مين .. سلام يا أسماء
” أسماء شاردة تفكر في كلامها ”
– سلام
_قطع_
منزل كريم و أسماء / يومين بعدها / الشروق
” يحضر كريم حقيبة سفر و يدخل على أسماء الغرفة يقبل
جبهتها و يخرج ”
” تخرج وراءه أسماء على الباب “
– کریم استنی … انت ازای عایز تنزل من غير ما تصحيني ها ؟
– لقيتك نايمه یا حبیبتی قولت حرام أصحيكي الحق عليا يعنى !
– اه طبعا الحق عليك … انت هتوحشنی اوی !
” يترك كريم حقيبته و يذهب ليحتضنها في هدوء و يقبلها ”
– كريم انت لازم تسافر فعلا و لا ممكن تأجلها أو حتى تلغيها خالص مش مهم ؟
– لا يا أسماء لازم اسافر ، و بعدين هما كلهم يومين تلاته و بإذن الله هكون بعت بضاعتي اللي هناك و رجعت بفلوس كويسة
– طيب هو انت ماينفعش تقدم ع الشرطة اللى هنا و تبقى
ظابط ایطالی … عشان ترجع ظابط تانی ( تمزح )
– سيبينى أتوكل على الله يا أسماء بقى والنبي انتي شكلك ناوية تأخرینی و کده مش هوصل ف معادی
– طيب قولى بجد .. لازم تسافر اكيد ؟! أصلى من ساعة ماجينا هنا و مش متعودة إنك تبعد عنى يوم واحد
– أيوة يا حبیبتی لازم طبعاً .. لازم عشان حبيبة تكمل ف المدرسة ، و بعدين ماتقلقيش المشاكل المادية دى فترة و هتعدي و الدنيا هترجع طبیعی تاني .. و لا انتى مش واثقة
فيا و لا ايه
– لا واثقة فيك و أكثر من نفسي والله … خلى بالك من نفسك
– و انتی کمان و لو احتجتيني أي وقت کلمینی
– حاضر خلى بالك من الطريق
– اسماء
– نعم !
– بحبك اوى اوى
– و انا كمان بحبك اكثر من أي حاجه والله
– بای یا حبیبتی
– بای .
_قطع_
★ صباح اليوم التالي …
” أسماء ترد على فتحى الذي اتصل كثيرا ”
– سافر ؟!
– ايوة كريم سافر امبارح .. هو فيه ايه انا مش فاهمه من طريقتك دى حاجة ؟
– یعنی انتی دلوقتي قاعدة لوحدك ؟
– لا معايا زين و ندی و یاسمین و حبيبة نايمين جوه
– مش قصدى قصدى إنك متأكدة إنه مش موجود ؟
– أيوة يا فتحى فيك ايه قلقتني ، بقالك يومين مريب اوى
– طب اسمعيني كويس يا أسماء .. خدى التليفون و اقعدى ف أى حتة بعيدة عن الولاد
– حاضر .. اما نشوف أخرتها ، اهه بقيت لوحدی اهه
– طيب اعرفي إن اللي هقولهولك ده خبر وحش و وحش اوی حاولي تستمحليه بس انا لازم احكيلك عشان نلحق نتصرف
– طمنی طیب یا فتحی قلقتنی اوی
– من شهرين لما رجعت مصر تانی و بعد شهر العسل .. سكنت في شقة إيجار جديد ف الزمالك فاكره حكيتلك قبل كده
الموضوع ده
– أيوة فاكرة
– الشقة اللي قدامي بقى كانت فاضية ، و انا فضلت حوالي شهر و شوية كده مش ف دماغی و مش بسأل عنها .. لحد ما سألت من اسبوع بالظبط
– أيوة يعنى و بعدين ؟!
– عرفت إنها شقة ملك واحد اسمه كريم سید عبدالخالق
– كريم !!!
– و لما اتكلمت مع البواب اکتر قالى إنه كان متجوز فيها على مراته … و لما اديته فلوس حکالی كل اللى حصل
– حكالك ايه يا فتحى ؟!
” يتنهد فتحى و يتحدث بصوت مخنوق به دموع ”
– قالى إن مراته دى ماتت من مدة طويلة .. فوق السبع سنين يا أسماء ، و إن حد من عيلتها هو اللي قتلها
” تظهر الصدمة على وجه أسماء و تكمل الحديث ببلادة و كأنها ماتت ”
– کمل !
– كنت هتجنن ساعتها و عمال أفكر ، و مارتحتش غير لما ف يوم دخلت البيت ده .. كان فعلا باين إن ماحدش دخله من مدة طويلة ، قعدت أقلب فيه لحد ما لقيت خزنة و لما عرفت افتحها لقيت فيها عقد جواز عُرفي الطرف الثاني فيه كانت هي… كانت غادة يا أسماء !
– کمل
– لما دخلت أوضة نومه لقيت كاميرا .. خدتها معايا و عرفت أطلع اللي صورته و لقيت ابن الكلب مصور نفسه و هو نايم مع غادة بس مفيم وشه ف مش باين اوى إنه هو
– کمل
– فكرت هو ممكن يكون صور الفيديوهات دى ليه .. جت ف دماغي كذا حاجة ، و احتمال منهم قررت أمشى وراه للآخر و هو إنه يكون بعتهم ليوسف عشان هو عارف إنه بيحب غادة و مجنون بیها و ممکن يقتلها لو شاف الفيديوهات دى ، و لما روحت للواد صاحبه ده اللي اسمه جرجس قالي إنه قبل ما الحادثة تحصل بأيام لقى يوسف بيعيطله ف التليفون و بیقوله خانتنی و فضل يعيد الجملة كذا مره و هو بيعيط و قفل السكة و من بعدها ماشافوش .. ف اتأكدت إن اللي افتكرته طلع هو الصح .. كريم بعت فيديوهات غادة ليوسف عشان يخلص عليها و يخلص منها
– (لاترد)
– اللي عايزك تعمليه دلوقتى خدى العيال و سیبیله ابنه ده و و اطلعي على بيتى انتى عارفه العنوان
– حاضر
– و خليكي هناك يومين ثلاثه بالكتير هكون رجعت .. و و کتاب الله لا أسيح دمه بأيدى أول ما أوصله ابن الكلب
– ماشی
– ماشى ايه يا أسماء .. انتى معايا
– حاضر .. سلام یا فتحی .. سلام
_قطع_
★ نفس الليلة / الرابعة و النصف صباحاً
” أسماء في الشرفة تفكر و لاتزال عليها ملامح البلادة و الفتور التام ”
” تتحدث في عقلها ”
– مش هقدر استنى لما يرجع ، و لا هقدر استني لحد ما اعرف شیخ عارف عن زودجر عشان ارجع لدينى تانى ، و لا هقدر اكلم حد مشلول ذي الشيخ عثمان مش هيعرف يخلصني .. انا هخلصني ، انا كان عندى استعداد أفضل عايشة كده عشانه و عشان البنات ، بس دلوقتى خلاص انا أخيراً فوقت .
هستخدم زودجر للمرة الأخيرة بس المرة دى مش عايزة أرجع هسيب الفجر يعدى عليا انا و هو سوى ، و مش هخاف إنك يارب ماترحمنيش .. انت بتحبنى و عارف إن مكانش ف ايدى أى حاجة ، مش هستنى إجراءات معينة من شيوخ و لا سَحرة ، انا هخاطبك بقلبي و انت هترحمنى .. انا متأكدة .
” يرن المنبه داخل الغرفة فجأة .. فتخرج من الشرفة و تشعل الجمر ف غرفة مظلمة ”
– اشهد أنك أنت الله و أن محمد عبدك و رسولك انا رجعتلك يارب من غير شيوخ و من غير طريقة .. رجعتلك و خلاص
” ثم تبتلع الجمرة ف تظلم الغرفة ”
_قطع_
★ طريق سفر / الساعة الرابعة و النصف و خمس
” كريم تقريباً وحده في طريق طويلة بجوار البحر قريب من ايطاليا و الظلام شديد ”
” فجأة يرى شبح أسماء يقف في منتصف الطريق أمامه بثبات و لا يتحرك ”
” يضغط على الفرامل بقوة و يوقف السيارة أمامها ”
– أسماء !! انتى ازای جیتی هنا ؟
” تنظر إليه أسماء و الدموع فى عينيها و لا ترد ”
– بصى يا أسماء !
” يقوم بإخراج حقيبة من السيارة و يذهب لها بها ‘
– بصی یا حبیبتی بقى معايا فلوس قد ايه .. خلاص هندفع مصاريف حبيبة و هتكمل ف المدرسة و هنجدد البيت كله و نعمله بالذوق المصری عشان ماتقعدیش تقولیلی تانی الالوان دى الخواجات ، اقولك … انا كمان بفكر تعملى معادلة لشهادتك ف الطب هنا و تشتغلى بيها … انتى بتعيطى ليه يا اسماء ؟
” أسماء تستمع له و تحاول کتمان بكائها و لا تقدر ”
– انا عارف انتى زعلانه منى عشان طولت ف السفر عم يومين .. اوعدك بقى إنى مش هسافر تاني و لا هبعد عنك يوم واحد
دول كانوا يومين صاعبين أوى يا أسماء لا عرفت اكل و لا انام و لا اعمل أى حاجة و انا من غيرك .. و لا حتى عرفت أغنى تخيلى مع إنك عارفة أنا بحب الغنا ازای ، بس من غيرك ماعرفتش أغنى .. كنت بقعد افتكر لما بنقعد نغنى مع بعض الأغنية اللى بتحبيها و عايز لما ارجع أغنيهالك عشان بتحبيها بصوتى ذى ما بتقوليلى دايماً .. أغنيهالك ؟!
” تنظر له أسماء و تملكها الإشفاق و الدموع تسيل منها ، تشاور له برأسها أن يغنى ”
– الحلوة دى قامت تعجن في الفجرية
و الديك بيدن كوكوكوكو ف الصبحية
يالا بنا على باب الله يا صنايعية
يجعل صباحك صباح الخير يسطا عطية
بردو الفقير له رب كريم
” فجأة تواجهه أسماء بصوت قوى ”
– قتلتها ليه ؟!
” يصدم كريم و لا يرد ”
– رد عليا عملت كده لييييه ؟! انت خونتني مع أختى و بعت فيديوهاتها ل یوسف عليها عشان يقتلها .. انت ازاى طلعت وسخ كده !!
– انتي جاية تقتليني يا أسماء !! انا كنت مستنى اليوم ده على فكرة و عمري ما شكيت إنه جاي .. و طبعا انتى زودجر … انتى الروح دلوقتى
– اه .. بس دی آخر مرة يا كريم ، نصیبى منه انتهى خلاص
– عايزة تعرفى ايه بالظبط ؟
– ليه خونتنی معاها ؟!
– ضعفت … و بینی و بينك لقيتها عايزاني و الراجل عمره ما يرفض ست عينيها بتشتهيه ، و بعدين أنا اتجوزتها عشان أصلح غلطتى
– انت ازاى قادر تقولى الكلام ده بالبجاحة دى ؟!
– مش هكدب عليكى .. هتعرفلك بكل اللى حصل من غير ما أخبى حرف واحد
– و قتلتها ليه ؟
– عشان مش وش نعمة ، سكنتها بيت ماتحلمش بیه و ادیتها كل حاجه اقدر عليها بس ماعرفتش اتجوزها رسمی عشان كان عندي بيت كنت خايف يتخرب .. هي بقى لما طالت اللي ما حلمتش بیه و كطبيعة البشر طمعت و زادت جشع .. بقت تطلب اکثر و لو اتأخرت ده معناه إنها هتبلغ مراتی ، کل کام يوم كانت تسيب البيت و تبات عندكوا غضبانة .. بس آخر مرة هي اللي اتسببت ف كل حاجة … مدت ايديها عليا و ضربتنى بالقلم ، ماضربتهاش و لا مديت ايدى عليها .. بس حلفت لأخلص منها ، مافوقتش غير و انا باعت
فيديو لينا مع بعض ليوسف و مافكرتش ايه اللي ممكن يحصل … و الباقى انتى عارفاه .
– و عرفت منين موضوع زودجر ؟
– يوسف .. دخلی بیتی و کلمني فيه قبل كده ، بعدها بفترة خليته يتقبض عليه ف ميكروباص و هو مروح و دخلت بيته بالليل و بقی عندی نسخ من اللي عنده و من هنا عرفت إنه مش بيكدب و فيه حاجة أسمها زودجر بجد
– و انا … كنت عایزنی اموت لیه یا کریم ؟
– انا عمري ماكنت عايزك تموتى .. انا عمري ما حبيت حد قدك يا أسماء ازاى هتمنى موتك !! ، اللي حصل ده كله خرج عن إرادتي بالعكس كل اللي جه ف بالى إنى أخرجك من اللي انتى فيه عشان عارف إنك مش مسؤولة عن أي حاجة .. دى كانت غلطتى أنا
– طيب مادام كنت بتجرى ورا زودجر .. ماقتلتنيش لیه و خدته ، كنت ساعتها هتملك كل اللى بتحلم بيه
– عشان عمری ما فكرت ف كده ، انا كنت مع كل اللي انتي فيه ده مبسوط عشان رجعت لحياتك تاني … و لما اتخيرت بين إنى اسافر معاکی بره مصر و أسيب وظیفتی و بیتی و بلدي و بينك اختارتك انتي .. و كنت راضي و مبسوط ، أسماء أنا عشت معاكى اجمل سنين ف حیاتی کلها و لو حیاتی هتنتهى هموت و انا راضی عشان بين ايديكى … بس عندي طلب واحد
ـ أيه هو ؟
– ممكن تحضنيني الاول ؟
– انت بجد ده طلبك الاخير قبل ما تموت ؟!!
– اه .. اخر حاجة بطلبها إني أموت و انا ف حضنك
” تمتلأ عيناهما بالدموع و يحتضنا بعضهم بشدة و يبكون
” يأذن الفجر ”
” بينما أسماء تحضنه تمد يدها ف يدخل صدره و تعصر قلبه”
– مش عارفة هنتقابل تانى و لا لا … بس الاكيد إنك هتوحشنى
” يسقط أمامها و بعدها بلحظة تذوب روح أسماء تماماً ”
” في نفس اللحظة تدخل ندى غرفة نوم أسماء ”
– أسماء اسماء !! انتي نايمة ع الأرض ليه ؟ أسماء انتى سمش بتصحى ليه ؟ .. يا أسماء ! ”
” فجأة أسماء تمد يدها و تضعها على وجه ندى الصغيرة و تنظر فى عينيها و تبتسم لها ثم تسكن تماماً ”
” تذوب الجمرة تماما في عنقها و كأنها لم تبتلعها … تبدو جميلة و وجهها باسم ”
_قطع_
★ يومين بعدها / مصر
” يقوم فتحى و بعض أفراد العائلة بحمل جثمان أسماء و إدخاله في القبر ”
” ندی و یاسمین و زين يبكون بشدة بين النساء و الحضور ”
” حبيبة تحملها صديقتها من إيطاليا سلمى و هى تبكى بين الحشود ”
” الاعلام يصور الحدث و تحدث ضجة إعلامية كبيرة ”
_قطع_
★ نفس الليلة / الساعة الثالثة بعد منتصف الليل
” نام الجميع ف البيت بعد العزاء ”
” نامت ندی و بدأت تحلم “
” رأت أسماء و هي تقتل كريم ف الطريق الذي كانا فيه فعلا ”
” تركتهم و فجأة رأت مرآة تعرفها جيداً ”
” نظرت لها فوجدت جسدها عاري تماماً ”
“و قرأت على صدرها بخط أسود كبير لامع كلمة ”
“زودجر”
#النهاية
★ بإذن الله دعمكم للقصة و رغبتكم ف وجود جزء تانى أو لا هو اللى هيخلى القصة تكمل
★ شكراً ليكم على كل الدعم الكبير اللى دفعنى أكمل رغم ظروف كتير صعبة .. شكرا بجد ❤️❤️
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زودجر)