رواية زواج وسيلة للفرار الفصل الرابع 4 بقلم مآب جاسور
رواية زواج وسيلة للفرار الجزء الرابع
رواية زواج وسيلة للفرار البارت الرابع
رواية زواج وسيلة للفرار الحلقة الرابعة
– إنتَ إزاي ماتقوليش إنَك بقيت شريك؟
– واللهِ الموضوع جه بسرعة، الشركة كانت هتفلس كمان ٣ شهور بـالكتير.. وعلشان كَدَه رئيس مجلس الإدارة طلب مني أدخل كـ شريك لكِن بحصة النُص
– فهمتك، بَس سَلِيم علشان خاطري محدش هِنـا عارف موضوع الجواز ولا المِنحة دَه.. هُما فاهمين إني قدمت عليها عادي!
– ما تسيبِك بقى مِن حوارات الشركة دي، تيجي نهرب انهاردة؟
إبتسمت غصب عني:
– نهرب!!
– معندكيش إختيارات على فكرة
– أيوه بـس أنا مِش هينفع أهرب
– ليه إن شاء الله؟
قَطع حديثنا صوت أُنثوي!:
– سولي.. إنتَ هِنـا وأنا بدور عليك؟؟
سولي!!
– تعالي يا ياسمين، أعرفِك يا سِتي لَيْلَى مراتي.. ودي ياسمين صديقة الطفولة وشريكتي، والدها وبابا كانوا شُركاه في نفس الشركة..
إبتسمت وبصتلي:
– إنتِ بقى لولا، دَه أنا كان نفسي أشوفِك مِن بدري علشان أعرف أتعرفتوا إزاي، أصل سَلِيم من ساعة ما رجعت وهو مش راضي ينطق!
إبتسمت:
– بجد؟ هو الموضوع غريب شوية لكِن..
بصلي فـعيني وقَطعني لما إتكلم هو:
– لكِن أنا عمري ما هنسى أول مرة شوفتـِك فيها يا لَيْلَى، جنانها وعصبيتها خلوني عايز أعرفها أكتر.. حسيت إن البِنت دي جواها حاجة محتاج أعرفها، محتاج أقرب.. لدرجة إني كُنت عايز أعرف مين البِنت دي وأشوفها تاني، مِش هكدِب عليكِ أنا دورت عليها كتير، بس ملقتهاش، كُنت عايز أشوفها تاني بس مش عارف إية السبب.. وكُنت بروح نفس المكان كُل يوم جايز الاقيها! لحد ما ظهرتلي تاني..
نظرتُه ليا كانت غريبة! وترتني، لدرجة إني صدقت كلامُه!
إبتسمت ياسمين وقالت:
– كلام جميل، بس أسفة إني هقطع اللحظة الرومانسية دي وأقولَك إحنا عندنا مشكلة كبيرة أوي، أولهُم الحسابات، وكمان العملاء مستنيين الإستلام وعايزين يعرفوا سبب التأخير يإما هنخسرهم فـ أي وقت، زود على دول بقى إن أغلبهُم فسخوا التعاقد معانا
لقيتني بقول بإندفاع:
– أنا مُمكن أخلص كُل دَه
رفعت ياسمين حاجبها بـعدم فهم:
– هتقدري!!
– أيوه
عدل وقفتُه وركز معايا وقال:
– بس دَه مِش شُغلِك يا لَيْلَى!! في موظفين بيقبضوا راتب كل شهر علشان دَه شُغلهُم!
– يا سَلِيم، مُمكِن تخليني إنهاردة بس، أنا حابة أعمل كده صدقني..
– وإنتَ ذنبِك إيه؟
– ذنبي إني عايزة أساعدَك يا أخي.. ماتمشي المركَب بقى الله!
– إستحالة!
– يا سَلِيم ؟؟
بصلي شوية بتفكير قبل ما يقرر:
– قولت مِش هَينفع!
“الثانية ظهراً، شركة دويدار”
“كان قاعد على مكتبُه وأنا قُصادُه”
– هو إنتَ ليه كدبت على ياسمين؟
– ومين قالِك إني كدبت؟
– يعني إيه ؟
– تشربي لمون؟
– سَلِيم بلاش إستفزاز لو سمحت ورد عليا
– عايزة الصراحة؟
– ياريت
– كُل كلمة قولتها لـ ياسمين كانت بجد
– هحترم فكرة إنَك مقولتش لإني خلاص إتعودت، ولإنها مساحتَك الشخصية! بَس أنا عندي سؤال فضولي حبتين، هيقتحم مساحتَك إللي لسه قايلالَك عليها..
ضحك بـ عفوية:
– إتفضلِ..
– ليه كنت عايز تشوفني تاني؟ ليه كُنت بتستناني في نفس المكان على أمل إني أرجع؟
– هتصدقيني لو قولتلِك إني لحد إنهاردة مِش عارف، جايز كان عندي فضول إتجاهِك.. طبيعي لأول مرة أشوفِك فيها كان عندي أسألة كتير، لإن بعد الـ clash إللي حصل ما بيننا طبيعي أكون عندي فضول إتجاهِك!
إبتسمت:
– لسه عايز إجابات؟
– تؤ، عايزِك تهربي معايا إنهاردة
– إنتَ لسه مُصمم يا سَلِيم؟؟
– قولتلِك مفيش إختيارات!
“الثالثة عصراً – شركة دويدار”
المشهد كالآتي:
سَلِيم وياسمين قاعدين بيخلصوا شُغل الحسابات، وأنا رايحة جاية فـ المكتب ماسكة أرقام العُملا كالآتي:
– مساء الخير مع حضرتَك لَيْلَى سَالِم
– يا فندم التسليم هيتم أكيد
– واللهِ يا أُستاذ حُسام التأخير دَه لمصلحة المشروع
– يا مدام هالة زي ما بقولِك
– أنا مِش بقنِع حضرتَك ترجع تتعاقد معانا ولكِن بفهمَك الصورة كاملة!
– المُهلة المحددة شهر، شهر بالظبط والإستلام يكون فوري
– معاكِ لَيْلَى يا فندِم
– بنعتذر لحضرتَك ونتمنى المهلة تكون مُناسبة
– أيوه يا أُستاذ عاصِم بالظبط كِدَه التأخير في مصلحة المشروع
إتهبدت على الكنبة إللي موجودة على المكتب وأنا بحاول أتنفس:
– أنا ظبط العُملا بتوعَك على شهر، شهر يا سَلِيم علشان شهر ويوم هتلاقيهُم إتبخروا، ماتصغرنيش قُصادهُم يا معلِم
ضحك:
– خلصانة يا رجولة
“الثانية عشر بعد منتصف الليل – وسط البلد”
– أنا بجد مِش عارفة إزاي طوعتَك وجيت معاك!
إبتسم:
– جاهزة؟
– ياريت!
وقف بالعربية عند شارع سد ولكِن كان شِبه فاضي، تحسُه معزول.. نزلنا وقربت وأنا شايفة شاشة كبيرة محطوطة فـ نُص الشارع وتحتيها قاعدة فيها شِلت كتير وجميع أنواع السناكس إللي قلبَك يتخطف علشانها!
قربت وقفت قصاد الشاشة، كان العد التنازلي شغال، لحد ما أشتغل أول فيلم وكان سِندريلا.. وبعديه أليس فـبلاد العجائب، سنويت والأقزام الـ ٧، حرية البحر، الأميرة والضفدع، مولان.. واصلة كاملة لجميع أفلام ديزني..
كُنت مُستمتعة بـكمية اللُطف دَه، ولاحظت تركيز سَلِيم معايا كُل ما أبُص عليه..
ومع شروق الشمس كان فيلم روبانزِل شغال، وأول ما أُغنيتي المُفضلة إشتغلت قومت وقفت وأنا بغني معاها:
“طُول عُمري من البُرج شايفة
الدُنيا مِن شِـباكِ بعيد..
طُول الوقت، عُمري ما كُنت أعرف
شكل أفراح العيد..”
كُنت مبسوطة وأنا بتحرك حوالين نفسي وبحس معنى الأُغنية:
“برَه البُرج شايفة كُل نِجمة
برَه البُرج فجأة حسيت
بجو جميل وبألف دليل
إن الخلا هو البيت!..”
لقيتُه وقف قُصادي ورقص معايا أجمل رقصة ممكن حد يتمناها الوقت دَه:
“وأخيراً شفت النور…
والسما من فوقي صافية
وأخيراً شفت النور
والسما مليانة نجوم
والقلب إتملى بسرور
والهوا بالفرحة الدافية..”
بصيت فَـ عيونُه وكملت بـصوت مسموع:
“فجأة لقيت الحياة مُختلفة
لما شُفت عنيك..”
مفاجأتي كانت أكبر لما سَلِيم غنىَ مع يوچين:
“طول العمر عايش في أحلامي
بَجري وانا مقطوع الأنفاس
وطول الوقت، عمري ما شفت
الدنيا بجد بعين الناس..”
بَص جوا عيوني وإحنا مكملين رقص لدرجة إني حسيت كلامُه لما قال:
“دلوقتي هي قدام عيني
دلوقتي القلب يقول
وياها .. ومعاها،
وطريقي مش مجهول..”
إبتسمتُله وهو ماسك إيدي وبرقُص حواليه وبنغني بـصوت أعلى:
“وأخيراً شُفت النور
والسما من فوقي صافية
وأخيراً شُفت النور
والسما مليانة نجوم
والقلب إتملى بسرور
والهوا بالفرحة الدافية..”
كُنت فرحانة فَـ أخِر جُزء معاه:
“فجأة لقيت الحياة مُختلفة
لما شُفت عنيك
لما شُفت .. عنيك..”
فضلنا ٣٠ ثانية باصيين لبعض ومِش حاسيين بَـالدُنيا حوالينا، أدركت الموقف وحمحمت بَـصوت مسموع:
– أحمم، الشمس ظهرت مِش هنمشي؟
أدرك هو كمان هُروبي وإبتسم وهو بيشاورلي على الطريق زي الأُمراء:
– إتفضلِ سِموك
“فَـ العربية”
– أنا ماكُنتش أتوقع إنَك حافظ الأُغنية!! أو عارف كُل الأفلام دي وأغانيهُم!
– تفتكري أب زي عندُه بنوتة زي زينة مِش هيحفظ كُل دَه؟
– أيوه صح، بَس على ما أعتقد زِينة مِش مِن النوع إللي بيهتم بـ ديزني!
– ماهو دَه كان سبب مِن الأسباب إني أعرف كُل دَه، بـمعنى آخر.. كُنت بحاول أعرف وأحفظ علشان أحببها فَـ العالم دَه! لإن حبيبتي بطبعها مابتهتمش بـأي حاجة!
– وهي حبت إيه بقى مِن كُل دَه؟ أقصُد مِن عالم ديزني تحديداً ؟
بَص نحيتي وضحك:
– مِش هتصدقي!
– لا هصدق بَس قول..
– أُغنية روبانزِل ويوچين..
– ماتهزرش!
– مِش قولتلِك؟
بصيت قُصادي على الطريق وسرحت مِن قمة السعادة إللي كانت جوايا ساعتها!
قَد إيه الإنسان دَه طفل، طفل كبير.. طفل على هيئة أشياء كتير أخرى، لكنـُه فـ الأول والأخر روح بريئة!
تاني يوم خلصت شُغلي ورايحة أركب عربيتي، لكني سمعت صوت مميز.. قلبي عارفـُه!
– لَـيْـلَى
لفيت بصيت على مصدر الصوت إللي كنت مُتأكدة إن هو صاحبُه وقولت:
– عَلي!!
– أخر حد كُنت مُمكن أتوقع أشوفه هو إنتِ، بتعملي إيه هنا؟
– ده مكان شُغلي إنتَ إللي رجعت ليه؟ أ.. أقصُد إمتى؟
– بقالي إسبوع فَـ مصر، حالياً بصور إعلان هِنـا جنبك
– فعلاً!!
– فعلاً
فضل مثبت نظرُه عليا قبل ما يقول:
– وحشتيني
رجعت بَـ ذاكرتي ٣ سِنيـن!
– أنا بجد مابقتش عارف أعمل إيه ؟
– إنتَ اشطر مصور، وأنا واثقة فيك.. حبيبي إنتَ حلمَك مُهِم أوعى تيأس يا عَلي
– السفر فاضلُه كام يوم يا لَيْلَى، وأحتمال أقعد هِنـاك سنتين
بصيت حواليا بَـ حيرة:
– بَس سنتين دَه كتير يا علي
– الأصعب إني لازم أقفل حساباتي هِنا، مُمكن أكمل هِناك لو الوضع كويس
– طب وأنا يا عَلي؟
سكت، ومع سكوتُه قومت أخدت شنطتي وخرجت برَه المكان ، ما أنا مِش هفضل مستنية إجابة كتير! رميت الكُره فَـ ملعبـُه وهو يختار..
بعد يومين صحيت مِن نومي على مسِدچ مِنـُه، كان محتواها كالآتي:
“لَيْلَى أنا فَ المطار طيارتي فاضل عليها ساعتين، أنا أسف مِش هعرف أكمل..”
قرر إنـُه ينهي كُل إللي بِينـا بَـ مسِدچ!
فوقت مِن شرودي على صوتُه:
– لَيْلَى إنتِ معايا ؟
– معلش يا عَلي أنا لازم أمشي دَلوقتي، فُرصة سعيدة
– طب هشوفِك تاني؟
– عَن إذنك..
ركبت عربيتي وإتحركت، فضلت ألف بيها زي التايهه، معقول!؟ بَس إزاي!!؟ هو أختار يمشي ومَفرقش معاه مشاعري، بعترف إني كُنت في يوم مِن الأيام بحب الشخص دَه رغم كُل عيوبـُه، بَس مِش ندمانة، هندم ليه على حاجة عملتها مِن جوايا؟
بَس إجابتـُه كانت قاسية أوي، رغم كُل حِلم حِلمنا بيه سوا!
دخلت البيت، كانت زوزو محضرة الأكل ومتجمعين على السُفرة.. “طاقة حنية غير طبيعية”..
– مساء الخير
إبتسمتلي زوزو لما قالت:
– مساء النور، تعالي يا حبيبتي كُلي
– لا يا زوزو مِش قادرة
– مفيش حاجه إسمها مِش قادرة، إنتِ مأكلتيش حاجة مِن الصُبح!
قعدت وأنا بحاول أتجنب أي شيء حواليا، عايزة أهرب مِن صدمة اليوم وأطلع أنام..
– صحيح يا سَلِيم هي أُم صالِح لما جت إمبارح روقت أوضة الضيوف إللي فوق زي كُل مرة ؟
– أحم، مِش فاكر يا زوزو
تنحت وبصيتلها:
– أوضة إيه يا زوزو ؟
– دي الأوضة إللي جنب أوضة سَلِيم، بيبات فيها قرايبنا لما حد مِنهُم يجي
– معلش بَس علشان ماكُنش فاهمة غلط، هي دي الأوضة إللي جنب السِلم؟
– أيوه هي
بصت على سَلِيم إللي ملامحُه كانت عُبارة عَن يا أرض إنشقي وأبلعيني!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج وسيلة للفرار)