رواية زواج وسيلة للفرار الفصل الخامس 5 بقلم مآب جاسور
رواية زواج وسيلة للفرار الجزء الخامس
رواية زواج وسيلة للفرار البارت الخامس
رواية زواج وسيلة للفرار الحلقة الخامسة
– إنتَ إزاي تخبي عليا موضوع الأوضة ده؟
كُنا واقفين قُصاد بعض في الأوضة، بص حواليه بشرود وقال:
– لأني ماكُنتش أعرف!
– هنصيع على بعض يا سَلِيم ؟؟ هي أول مرة تخبي حاجة عليا؟ وعمالة أقولك مساحتـَك الشخضية، مساحتـَك الشخصية!
– إنتِ عايزة إيه دَلوقتي ؟
– عايزة أعرف عملت كِدَه ليه؟
– ماعرفش!
رفعت حاجبي بعدم تصديق:
– واللهِ؟
– أنا بتكلم بجد، معنديش إجابة على سؤالِك..
إتنهدت وأنا باخُد بيجامة وفوطة معايا:
– تمام يا سَلِيم، على راحتك
– إنتِ رايحة فين؟
– هنام في الأوضة التانية.. عندك مانع؟
– وزوزو؟
– أفندم؟
– قصدي هنقولها إيه ؟
– إحنا هنحور على بعض، زوزو قافشة الحوار مِن أول يوم، وبجد يا سَلِيم سيبني دَلوقتي هموت وأنام..
– طب سيبك من كُل الهبل دَه، مالِك انهاردة؟
إتنهدت لَـ تاني مرة بـملل:
– عادي بقى، مابقتش فارقة
قعد على السرير وربع:
– وأنا يا ستي سامعِك، ها؟ حصل إيه ؟
إبتسمت على منظرُه:
– شوفتُه..
– مين؟ قرينِك؟
– تؤ، عَلي
عقد حواجبُه بعدم فهم:
– مين عَلي دَه؟
– عَلي ده تاني أسوء نقطة في حياتي بعد أبويا ..
شدني مِن إيدي وخلاني أسيب الحاجة إللي كُنت مسكاها وطلعنا نقعد نفس قعدتنا في البلكونة..
-أنا عمر ما كان عندي صحاب، كنت بفضل الوحدة والقاعدة على الأرض ، كنت بفضل ابقى بعيد عن عيون الناس علشان ماشوفش نفسي ف عين اللي قصادي، كنت بدور على نفسي ب عيوني جايز افهمها.. بس ماعرفتش!
لحد ما شوفتُه، قربنا بعد مُدة طويلة أوي كنا نعرف فيها بعض، بس كُنت قافلة على نفسي بقى ومش عايزة حد يدخُل قوقعتي المتوحدة..
لمحت شبح إبتسامة على وشُه لتشبيهي الغريب قبل ما أكمل:
– لما سمحت ل علي يقرب ويشوف كل حاجة أنا كُنت عملاها لنفسي وكل حصار كُنت حطاه بيني وبين إللي حواليا ماكُنتش شايفة ساعتها إني برتكب أكبر غلط في حياتي، لأني سيبت المفاتيح للشخص الغلط..
– وشايفة إنها غلطة كبيرة إرتكبتيها ف حق نفسِك؟
– تؤ، ده درس عظيم أنا عملته لنفسي، على قد ما بشوف إن عَلي كان سبب تعاسة كبيرة حصلتلي لكني كمان بشوف إنُه بسببُه إتعلمت حاجات كتير.. حاجات كتير أوي!
مسك إيدي وإبتسم:
– بس إنتِ مِش لوحدِك، ولا إيه ؟
إبتسمت:
– ولا أه..
– صح فكرتني
قالها وهو بيخرج حاجة من جيبه وبيديهالي، بصيت له بَـ إستغراب وأنا بقول:
– إيه دَه؟
– تذكرة!
– إيوة ما أنا أخدت بالي، بتاعِت إيه؟
– دي تذكرة لمعرض الكتاب.. بصراحة إنتِ أخر مرة عملتي مجهودات كبيرة في إنقاذ الشركة، وأنا قولت أرُد الجميل!
مسكتهم وكنت فرحانة بيهم:
– إنتَ بجد عملت كِدَه علشاني؟
– وأنا عندي كام لولا؟
حقيقي كان جميل أوي وهو بيقولها! ضحكت وأنا حاسة إن الزعل إللي جوايا إتبخر وحلت السعادة محلـُه!
– شُكراً..
– بـس أنا مَعملتش كِدَه علشان تشكُريني، لَيْلَى إنتِ مراتي، وأنا مِش ناسي دَه..
بصيتلُه:
– أنا محدش عمل معايا رُبع إللي إنتَ عملتُـه وبتعملُه علشاني!
– وأنا محدش وقف جنبي زيك..
إبتسمت وأنا بَـبـُص حواليا بإستهبال ومازِالت فرحانة بيهم:
– مكانش لُه لزوم واللهِ
– أنا عرفت يعني إنِك بتحبي تروحي كُل سنة، فـقولت أبقى أول واحد أعزمِك..
إبتسمت ل تاني مرة:
– بَس حتى لو كُنت إتأخرت شوية كُنت عرفت إني بروح لوحدي، محدش بيعزمني!
– فعلاً ؟
– فعلاً
– بس من إنهاردة الموضوع هيختلف شوية، ليكي عليا يا ستي كل سنة أحجز تذكرتين
– فعلاً ؟
ضحك بصوت عالي نسبياً:
– فعلاً
“الخامسة مساءً – معرض القاهرة الدولي”
– إتبسطتي؟
– أوي
كُنت فخورة وأنا بقولها بـمرح غريب! عكس كُل الخوف إللي بيفضل جوايا
– كُنت حاسة إني طايرة كِدَه وأنا بجيب كُل الروايات والكُتب إللي إستنيتهُم سنة! مِش عارفة دَه شعور بالفخر مني ولا لذاذة الكُتب..
– واللهِ إنتِ إللي عسل!
عيوني وسعت:
– إيه!!
– إيبيه!؟
– إنتَ.. إنتَ حد قالَك قبل كِدَه الله يخليك؟
– مين؟ إية الجُملة؟
– ربنا يكرمَك على الـ..
– خلاص يا لَيْلَى عرفنا إنِك مابتعرفيش ترُدي على الكلام الحلو!
ضحكت:
– اللهي تتستر
– أممم، طيب رأيك لو كل فترة مفاجأة من دي؟
إبتسمت بـمرح أشد:
– أحلف!! إمتى وفين؟
– لا ما كده مش هتبقى مفاجأة!
– أمممم، مِن الواضح إن مُفاجأتَك كترت وإبتديت أخاف، بس ماشي.. أما نشوف أخرتها معاك يا عم سِمسِم..
– سِمسِم!!؟
– أه، مِش زوزو بتقولَك كِدَه برضُه؟
إبتسم:
– ربنا يسمحِك يا زوزو
ضحكت بصوت عاليا:
– والنبي زوزو دي قمر!
في يوم كنت قاعدة ف البيت وتليفوني رن، كان رقم غريب واللي زاد غرابة لما رديت وصاحب الصوت قالي:
– أنا عَلي يا لَيْلَى
إتنهدت بملل وأنا سمعاه بيكمل:
– لو سمحتي يا لَيْلَى أنا كُل إللي طالبُه منِك قاعدة واحدة بس، نتكلم فيها
– مبقاش في كلام خلاص!
– ولو قولتلِك إعتبريها أخر مرة هتسمعي مني وبعديها قرري إنتِ عايزة إيه
– قراري محسوب على فكرة
– بس أنا..
قطعتُه:
– خلاص يا عَلِي الموضوع خلص!
كنت هقفل وأنا بستوعب إن قدرت أعمل دَه بعد ما كنت فاكرة إني هفضل ضعيفة قُصاد نبرة صوتُه.. لكن إللي منعني جملتـُه الأخيرة:
– لَيْلَى أنا واقف تحت بيتِك، لو منزلتيش هطلع أنا
برقت بصدمة وأنا بستوعب إنُه واقف تحت بيتي القديم ولو طلع ساعتها هيحصل مشكلة كبيرة مع بابا..
لقيت نفسي بلبس وأنا غصب عني بعيط، بعت له لوكيشن مكان نقعد فيه وحمدت ربنا إنه ماطلعش لَـ بابا، وفي ظرف نص ساعة كنت في المكان.. قعدت و قولتله بعصبية:
– إنتَ عايز إيه بقى؟ مش كفاية!!
– عايزِك إنتِ
ضحكت غصب عني وعيوني لمعت:
– لا قولها صح بقى.. قول عايز إهتمامِك بيا زي الهبـ*ـلة، عايز أستنزفِك طاقة زي كُل مرة، قولي عايزك ستِبن مؤقت يا لَيْلَى علشان حياتي فاضية اليومين دول لحد ما ألاقي حاجة تخليني أقولِك مع السلامة.
– ليه حسباها كده؟
– علشان كنت قصادَك، كنت بشوف فيك حاجات كتير أوي مش فَـ حد، قولت لنفسي إني مش هلاقي زيك ولو خسرتك يبقى بخسر أكبر إنجاز في حياتي، كنت هبـ*ـلة أوي !!أنا كنت بشوفَك ب عيون تانية غير إللي الناس بيشوفوك بيها، وفي الأخر طلعت أحقـ*ـر من الصورة إللي كنت رسمهالَك، إنت إستغليت حُبي بصورة بشِـ*ـعة لصالحَك.. أنا فوقت يا عَلي، فوقت بس متأخر
– بس أنا ندمت على كل إللي كنت بعملـُه معاكي، أنا كمان فوقت يا لَيْلَى.. وراجع المرة دي وأنا مقرر إني مش هبقى لحد غيرِك.
إبتسمت:
– مش بقولك متأخر!
– مِش فاهم؟
– عَلِي، إنتَ أخدت قرار البُعد علشان نفسَك! قررت فَـ دماغَك إن الوضع غير لائق مع إحترامي لَـ دماغك التعبانة، بس ده كان قرار وهمي!! وأقنعت نفسَك برضُه ترجع! رغم كُل القسوة والبرود إللي ظهروا فاجأة واللي علموني كتير، إلي أن كل ده مش فارق معايا..
ضحكت بسخرية وكملت:
– إنت فركشت معايا بمسِدچ، دَه إنتَ حتى مكانش عندك الجرأة إنك تيجي وتواجهني!! عايزني أحترمَك إزاي وإنتَ ماحترمتش إللي بينا؟ أنا سِـت متجوزة يا عَلِي وأظن من أول مرة شوفت الدبلة فَـ إيدي وإنتَ إلتزمت السكوت ورغم كده بتحاول، عارف إني في بيت تاني غير بيتي القديم وجيت! لا وبتهددني إنك تطلع وأنت عارف إن بابا بس إللي فوق.. كُنت فاكرني هسيب حياتي وجوزي بكل سهولة علشان خاطر عيونَك؟ كان لازم أفهم إنُه خلاص وإن مفيش منَك رجا!
إنت ماحبتنيش زمان، يبقى أكيد مش هتعرف تلعب دور المُنقذ دَلوقتي..!؟
لأول مرة يا عَلي مابقاش غبـ*ـية، إنتَ بتعمل كل ده علشان أنا مشيت من غير ما أبص ورايا، بتحب إنتَ الحاجة لما ماتبقاش قصادَك، بتبقى مجنون عليها أكتر من وهي جنبَك! يا بجحتَك يا أخي!
مشيت، بس وأنا ماشية كُنت محتارة، وقفت قصاد شركة سَلِيم، الوقت كان متأخر شوية.. ماحستش بنفسي غير وأنا واقفة قُصاد موظفة الإستقبال وبتقولي إني ممنوع أدخل..
– هو إية إللي ممنوع؟ أتصليلي بَـ سَلِيم لو سمحتي
– قولت لحضرتِك ممنوع، وأستاذ سَلِيم حالياً مش فاضي
مسكت تليفوني وحاولت أكلمه بس كان مغلق!
فضلت واقف مخنوقة مش قادرة أتصرف.. كنت جيالُه أفضفض بس الوقت مايسمحش، وإللي زاد أكتر لما سمعت الموظفة بتقول:
– حضرتك ماينفعش الواقفة هنا
هنا بقى كنت وصلت ل قمة عصبيتي وإتخليت عن أخر ذرة هدوء لما لفيت ليها وقولت بَـ أعلى صوت عندي:
– هو إيه إللي ممنوع ممنوع! أنا مش فاهمة إنتِ..
قَطعتني صوته لما زعق وقال:
– في إيه ؟ إيه إللي بيحصل!؟
– الأُستاذة مُصممة تدخل وأنا قولتلها ممنوع ورغم كده فصلت واقفة وكنت هجيبلها الأمن
إتعصب سَلِيم بطريقة أول مرة أشوفها:
– تجيبي لمين الأمن؟ دي مراتي!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج وسيلة للفرار)