رواية زهرة الأصلان الفصل السابع عشر 17 بقلم يسر
رواية زهرة الأصلان البارت السابع عشر
رواية زهرة الأصلان الجزء السابع عشر
رواية زهرة الأصلان الحلقة السابعة عشر
– فسألته وقد تهدج صوتها : و روحى ؟؟
فأجابها برقة : هردهالك .. و لم يمهلها أكثر من ذلك .. فضمها لصدره و التقط شفتيها بين خاصته بكل رقة و عينيه لا تفارق عينيها التى أسقطت دموعها راحة لانتهاء عذابها و عذابه .. انفصل عنها لثانية ثم عاد ليقبلها مجددا بشغف أنهك روحه و أضعف قدميها .. ألتقطها أصلان بين ذراعيه عند شعوره بأنهيارها و اتجه بها إلى فراشه ووضعها عليه برقة بالغة لا تليق إلا بزهرته .. لم تفارق عينيه خاصتها التى لم تتوقف دموعها دلالة على استنزاف كل طاقتها من بعده عنها و التى قابلتها دموعه التى ظهرت
بعد أن انهكته رغبته باتحادهما .. مشاعر عنيفة متبادلة بينهما و كأنهما عاشقان من الأبدية جعلتهما لا يهتزان لملابسه التى تخلص منها ولا ملابسها التى أزالها عنها .. و أقترب يقبلها بسخونة شبيهة بسخونة مشاعره و مشاعرها مرة .. ثم مرة .. ثم مرة .. وهى لا تمل ولا تتغير نظراتها المتطلبة له كأنثى انهكها عشقها .. ولم يبخل بها كرجل أشتاق بكل كيانه لأنثاه .. و كأنهما يرتويان و قد أختلطت أنفاسهما لا يشبعان.. ثم أكمل
أرتوائه منها بتقبيل باقى أجزاء جسدها الذى يئن شوقا له .. وقد أظهر شغفه دموعها دموعا أخرى جديدة عليها كأنثى اتحدت بحبيبها .. جعلتها تناديه بشغف مرات ومرات حتى همست بحبها له .. فرفع رأسه عنها متفاجأ يناظرها بأعين عاشق أنهكه عشقه : حبيبك رورو ؟ .. ردت بأنفاس لاهثة مؤكدة لما بينهما : حبيبى أصلان .. حبيبى .
جعلت هذا العاشق يكمل إتحادهما و قد همس لها بكلمات مطمئنة و رقيقة خوفا عليها من قوته .. تألمت قليلا برقة ثم طمئنته بقبلاتها له مما جعله يقودها لمكان لا يوجد به إلا متعتهما حتى أنتهيا بطريقة لم تجعلهما يتمالكان أنفسهما إلا بعد فترة .. ولكن على غير الطبيعة لم يشعر هذا اﻷصلان بالاكتفاء منها إلا أنه ألزم نفسه بحزم لمرضها الذى لم تتعافى منه إلا من فترة قليلة .. وكذلك حتى يستريح جسدها ويلتئم جرحها الذى حولها لإمرأة
.. إلا أن تلك اﻷنثى التى تبادله العشق بعشق .. و الوله بوله ..و الشغف
بشغف .. والرغبة برغبة .. لم يرضيها بعده عنها ولم تشعر بالاكتفاء لعدم شعور نصفها اﻵخر به أيضا .. ونظرت له بفزع لبعده فى لحظة لا يجب فيها الابتعاد بل إكمال الأمر لنهايته .. إلا أنه أمسكها بحزم رقيق و همس لها بالتمهل وقد كذبت عيناه كلامه لتتسارع أنفاسها و تظهر الدموع بعينيها لحرمانها منه .. مما جعله لا يتحمل ذلك الحرمان الذى يتآكلهما فهما لم يشبعا من إتحادهما و جعله من جديد يشغفها حبا يقبلها وتقبله .. تعاتبه و يراضيها .. يعاتبها و تراضيه .. حتى أنتهيا من جديد وهما ينظران لبعضهما
ثانية .. إثنان .. ثلاثة .. حتى بدء مجددا يهمس لها بجنون أنه عشق وليس رغبة وتهمس له بقبولها و تفهمها وكأن كل منهما يعوض نصفه اﻵخر عن بعده عنه .. و بعد كثير من الوقت انتزع نفسه انتزاعا و قد أنهك كل منهما مما جعله يسألها أولا عن ألمها فأجابته نافية ثم عن إكتفائها الأمر الذى جعلها تشهق برقة و قد اكتسى وجهها ورقبتها بحمرة قانية بعد أن أفاقت من نشوة شغفها وحركت رأسها له برفق وهى فرحة دلالة على موافقتها
مما جعله يقبلها على جبينها فرحا فرحة عاشق اجتمع بمعشوقته وجعلتها تدفن رأسها بصدره .. ضمها أقرب لصدره حتى التحمت أجزاء جسدها بجسده ورفع عليهما غطاء خفيف وخفف الضوء و ناما بعمق جاء من اكتمال إتحادهما قلبا و روحا و جسدا .
2
– فى منتصف الليل انتفضت زهرة فزعة فى أحضان أصلان من صوت وقوع شىء ما بخارج الجناح الخاص بهما .. وقد أيقظت انتفاضتها أصلانها الذى شرع بتهدئتها .. و أخبرها بظنه أن الصوت راجع لوقوع المزهرية الكبيرة المصنوعة من النحاس الموجودة فى الرواق وأنه فى الغالب اصطدم بها شخصا ما أثناء مروره لضعف الإضاءة خارجا .. وبعدها بقليل هدأت هى و قد انتبها على وضعهما الجديد عليهما فهما
عاريان وأصلان يحاوطها بذراعيه داخل أحضانه وجسدها ملامس لجسده ويشعر به بطريقة جلبت الإحمرار لوجهها و فرحة اﻵخر الذى لا يصدق أنها باتت له بكل كيانها .. ينظر كل منهما لنصفه اﻵخر و كأنه يدقق ملامحه بنظرة تختلف عن مثيلاتها اللاتى آتين لاندفاعه و عذابه ببعدها عنه و عذابها ببعده عنها .. أما الآن فكان اﻷمر له طعم مختلف .. ورغبة من كل منهما لاكتشاف جنبات اﻵخر .. فاقتربت الشفاة فى لقاء شغوف ساخن عبر عن حرارة أحاسيسهما وبعد أن أفلت شفتيها من خاصته أسند جبينه على جبينها و أغمض عينيه لا يريد لها أن ترى العاصفة الهائجة التى سببها قربها منه .. ابتعد عنها قليلا ووجد أن عينيها تحملان عاصفة مشابهة لخاصته وقد تأكد أن قطته تجابهه كأنثى ترغب برجلها و لا مجال لأى فوارق بينهما .. فناداها هامسا برقة اكتسبها من عمق مشاعره ناحيتها و
كأنه يريد إذنها لقربه لم ترد عليه وإنما علت أنفاسها دلالة على رغبتها بقربه .. فتعانقت الشفاة و اتحدت الأجساد و لا يوجد إلا أنفاسه و أنفاسها .. قبلاته و همساته .. لمساته و أنينها الذى انطلق منها دون إرادتها استمتاعا بما يتم مما أدى لإحمرار وجهها وجنون أصلانها و زيادة لقائهما حرارة و شغف انتهى ونام على ظهره ثم رفعها عليه محتضنا لها لا يريد أن يبعدها عنه بعد أن ذاق حلاوة قربها واستمر بالتمسيد على ظهرها إلى أن ناما
ثانية .
– استيقظ أصلان على صوت الباب فوجد قطته نائمة بعمق بحضنه .. لم يتحرك و لم يرد وإنما ظل متأملا لها فقط .. سمع ثانية أصوات عند الباب لم تكن إلا ﻷمه و هى توبخ أسماء على طرقها للباب بكثرة .. وقد فهم أنها صرفتها ثم طرقت أمه طرقة خفيفة خاف معها أصلان أن تستيقظ قطته ثم قالت أمه التى وكأنها تعلم باستيقاظه تنبه أن الغذاء بعد ساعة وشعر من تصرف أمه بهذا الشكل أنها تعلم بحالهما .
لم يستمر بأفكاره كثيرا فقد تململت قطته بأحضانه دلالة على استيقاظها .. ثم أفاقت زهرة إلا أنها لم تتحرك من فوقه ولكنها فقط زادت من ضم رأسها لصدره وتتمسح به اﻷمر الذى أحياه بعد أن مات طويلا .. و زاد له ضربات قلبه خاصة بعد أن وجدها تستنشق رائحته بهدوء و كأنها تحتفظ بها داخلها
ثم رفعت رأسها لتواجه عيناه لتجده مستيقظا مبتسما و كأنه مستمتع بمراقبتها فقالت له برقة وقد زادت زرقاويها لمعة :
صباح الخير أصلان .
و رد مبتسما : صباح الخير رورو .. جوعتى .
همهمت له برقة دلالة للايجاب ثم رفعها عنه واستقام آخذا لها دون كلمة المرحاض وترك الغطاء الملتف حولها عند بابه و أوقفها على قدميها لفتح الماء لم تعترض ولم يوضح و كأنهما معا من زمن .. فتح الماء عليهما فنزلت باردة قليلا بالنسبة لأجسادهم الساخنة .. ابعدها قليلا و حصرها بجسده تجاه الحائط جاعلا الماء تسقط عليه فقط حتى يعدل حرارتها ثم ضمها إليه و جذبها للماء وتولى أمر استحمامها وكأنها ابنته وهى مندسة بأحضانه لا تريد الابتعاد وقد زادتها لمساته على جسدها رغبة بالاقتراب .. يا إلهى و كأنهما لا يكتفيان .. فرفعها فجأة بين ذراعيه تاركا للماء على حاله خارجا للجناح مرة ثانية و الماء يقطر من أجسادهما .. علت أنفاسها و نظرت إليه وكان وجهه أكثر إحمرارا و ذبلت عيناه وأخبرها حانقا :
جعان رورو .. لسه مشبعتش.
رمشت بعيناها كثيرا تستوعب المعنى اﻵخر لكلماته التى أذابت روحها ..
ضمت رأسها لصدره وهى تهز برأسها له إيجابا وهى مضطربة بسسب رغبتها المتأججة به فجوعه يقابله مثيله عندها وألم رغبتها يعصف بها .. وضعها برقة على الفراش ينهل منها و تنهل منه .. تبادله شغف بشغف .. همسات بهمسات .. لمسات بلمسات .. يناديها ضعيفا راغبا و تناديه ضعيفة
ليرضيها .. حتى انتهى ولم يكتفى كعادته لمرة واحدة فتبعها بأخرى أكثر منها حرارة ..قبلها ببطء عل جبينها و طلب منها البقاء هادئة على الفراش حتى يأتى لها .. بعد فترة خرج أصلان من المرحاض بعد أن أتم حمامه يرتدى بنطال رياضى جملى اللون فقط .. لم يخجل من تشوهه أمامها وكأنه لم يكن .. رفعها ببطء و دخل بها ثانية للمرحاض يقبلها على جبينها بحب ويضعها بالماء الدافئ .. يغسل لها جسدها .. يغسل لها شعرها .. يرفعها من الماء .. يجفف جسدها ويحاوطه بمنشفة ..يمشط لها شعرها ويجففه لها .. لم يخجل منها ولم تخجل منه .. لم يتحدث و لم تعترض إلا أنه أخبرها أنه لا يريد لأحد غيره أن يلمس شعرها .. ارتدى جلبابه البيتى و ارتدت فستانا محتشم باللون البيج وعلى أحد كتفيها شالا قطنيا باللون اﻷحمر ثم نزلا لتناول غذاء متأخر .
– على طاولة السفرة اجتمعت العائلة لغذاء متأخر فقد شارفت الساعة على الرابعة عصرا تحت تأفف أسامة الذى أهلكه الجوع قائلا للجد :
أسامة صائحا بحنق :
يا جدى حرام بقى .. ارحمونى و حطوا اﻷكل بدل المائدة
المستديرة الفاضية اللى إحنا آعدين عليها دى .. أنتوا حجزين
اﻷكل جوا ليه ؟؟
قال بودة الذى يلاعبه أبيه محمد و قد استبد به الجوع :
فين رورو يا جدى ؟؟
الجد : لسه فوق يا بودة .
بودة : فوق فين ؟؟
الجد الذى بدأ يتملل : فى أوضتها.
بودة بتلقائية :
أنى أوضة يا جدى .. أوضتها هى وخالى أصلان و لا أوضتها
هى و تاتا .
ضحك أسامة بصخب على كلام بودة كما جعل الجد يقول له حانقا :
أخرس يلا .. ” ثم أجاب بودة ” .. فى أوضتها هى و خالك أصلان .
إإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإ ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ❗❗❗❗❗1
نطق تلك الكلمة أربعة أفواه متعجبة ل أسامة و سوما و محمد و أسماء .. ثم علق أسامة : هالله .. هالله .. إيه اللى بيحصل و إحنا منعرفش ؟ .. و
فين أصلان من ساعة ما كان بيكسر المكتب و إحنا مشوفناهوش؟
وأكمل محمد : إيه اللى خلاه يكسر المكتب أصلا ؟
وعقبت أسماء : ومن أمتى وإحنا فاهمين أى حاجة ؟
فقالت السيدة نعمة حانقة :
ومن أمتى وأنتوا بتفهموا .. وإيه يعنى أما يكسر اﻷوضة ؟ ..
هى أول مرة .. كان متدايق شوية وبعدين راق و طلع أوضته
فيها حاجة دى ؟؟
” طاب و زهرة ؟ ” قالت سوما .
السيدة نعمة متأففة : مالها ؟
أسرعت أسماء بقولها :
هى فين ؟ .. كل ما نسألك عليها تتهربى من الكلام .
نعمة وهى تنظر للجد نظرة ذات معنى جعلت الجد يفاجأ الجميع و يقول :
طلعت أوضتها مع أصلان .
محمد : و هو رضا يا جدى ؟
الجد الذى يسعى لتثبيت قدم زهرة :
يرضا بأيه يابنى .. واحد ومراته هيناموا فين يعنى ؟
أسامة معلقا :
آه والله يا جدى .. واحد ومراته هيناموا فين يعنى فى أوضة أمى .
\
السيدة نعمة محذرة : ولا ؟؟؟
أسامة : لمؤاخذة يا ماما .. ثم أكمل .. يعنى هو و زهرة اتصالحوا ؟
فأجاب الجد تحت نظرات أربعتهم : أيوه .
هللت أم أحمد التى يبدو أنها استمعت ﻵخر الحديث وهى تأتى بالطعام على طاولة السفرة .. مما جعل نعمة تقول حانقة :
جبتى الأكل ليه الوقتى يا أم أحمد ؟
فأشارت أم أحمد بأتجاه السلم حيث ينزل أصلان محتضنا زهرة إليه بتملك ويبتسم .. مما لقى الحبور عند الجد والسيدة نعمة اللذان لم يراه سعيدا بهذا الشكل منذ حادثته هو و بثينة مدركين أنه لم يخرج هو و زهرة من جناحهما منذ مغادرة عابد وإسراء الليلة السابقة .
– أما عن محمد وأسماء فأفواههم مفتوحة وهم يرون أصلان محتضنا زهرة بشكل حميمى.. و أسامة غص بالماء و سوما تضرب على ظهره .. ثم علق أسامة بعد جلوس أصلان على الطاولة مقربا زهرة التى تجلس على كرسيها له حتى تكاد تكون ملاصقة له
أسامة : اللهم صلى على النبى .
أصلان : أخرس يا حيوان .
محمد : يضحك على أسامة .
سوما وأسماء معا : مبروك يا زهرة .. فأحمر وجهها خجلا .
– وضعت أم أحمد الأصناف المختلفة من الطعام بل والمبالغ فى كثرتها على مائدة الطعام .. و التى أوصتها السيدة نعمة بعملها يعاونها فى ذلك فاطمة و ورد السعيدتان و اللتان تبدوا قد فهمتا ما يدور فى اﻷجواء من خلال أم أحمد التى ذهبت لتبشرهما وكذلك تبشر زوجها .. فكانت أم أحمد تضع الطعام بكثرة أما أصلان الذى لم يتوافر لديه الوقت للاعتراض أو الخجل فقد استبد به الجوع فأكل بكثرة وسرعة تعاونه فى ذلك زهرة التى أخذت تفصص قطع اللحم وتضعها أمامه تارة وتناولها له تارة أخرى بهدوء
جعل السيدة نعمة والجد يحلقان من السعادة لوضعهما .. وأسماء تهمس لمحمد وهى تنظر ل زهرة التى تناول الطعام ل أصلان :
شايف بيحبوا بعض إزاي؟
فرد محمد الذى ينظر لهما هو اﻵخر : إزاى ؟
فردت أسماء حانقة : شايفها عمالة تأكله .
فرد محمد متعجبا من أمرها : طاب متأكلينى أنتى كمان .. حد قالك لأ .
أما سوما ابتسمت لوضع زهرة وأصلان و أكلت بصمت .. و أسامة لم يمس الطعام و إنما ظل محدقا بابتسامة أصلان التى لم تفارقه منذ نزوله من جناحه ويأكل بشراهة أنبتت الحقد فى قلب أسامة فقال بصوت منخفض :
كل .. كل .. ما أنت تلاقيك موت نفسك إمبارح .
ونظر لسوما التى تتناول طعامها بتركيز وصمت أثار ضيقه :
مالك مركزة فى اﻷكل كأنك هتمتحنى فيه كده ليه ؟ .. و لما وجدها تضايقت .. قال لها بلين :
مش كله نفسك و بس .. أنا شوية و أنتى شوية زيهم كده .
أما زهرة التى استمعت لحديثه فغصت بالطعام مما جعل أصلان يترك طعامه بسرعة وينتبه لها بخوف عليها والذى يظهره أمامهم لأول مرة و
محاوطة قطته بذراعه ويناولها الماء .. اﻷمر الذى جعل الجميع يتركون طعامهم ويحدقون به وهو يتخلى ﻷول مرة عن طباعه الوحشية و يكون رقيقا على عكس عادته معهم أمام تلك الزهرة التى أحمر وجهها من العيون المحدقة بهم .. أما أصلان عاد يتناول طعامه بهدوء و كأنه لا يهتم لتلك العيون المحدقة بهم قائلا :
الأكل على السفرة مش على وشنا .
فتنحنح الجد وأشار لنعمة بعينيه لتتناول الطعام وتبعهم باقى الجالسين على السفرة و لا يخلو اﻷمر من اختلاس بعض النظرات لأصلان و قطته .1
– تعمد أصلان أن يكون آخر الموجودين على السفرة و كذلك زهرة التى أنهت طعامها قبل أصلان إلا أنها لم تستطع مغادرة السفرة بسبب يد أصلانها التى تمسك بيدها .. أنهى الجميع طعامهم وغادروا السفرة واحد تلو اﻵخر .. وعندها أطلق أصلان يد زهرته التى احتفظ بها فى يده بعد أن طبع عليها قبلة .. ثم التفت أصلان فى جلسته لزهرة قائلا :
رورو وراية شغل فى المكتب و هتأخر شوية .. أطلعى ارتاحى
شوية .
زهرة التى حزنت لبعده حتى ولو قليلا و لكنها متفهمة أنه كبير عائلته يقع على عاتقه مسئوليات عدة ومن واجبها كحبيبة له و زوجة أن تتفهم هذا اﻷمر و تعينه عليه .. فقالت بابتسامة صادقة و صوت أنثوى رقيق :
طيب مفيش مشكلة خالص .. أنا أصلا وراية حاجات اعملها.
أصلان بغضب نابع من خوفه على قطته التى يوقن أنه انهكها لأقصى درجة :
لأ رورو .. أطلعى استريحى فى أوضتك أنتى وشك مرهق أوى .
ثم نادى بصوت عالى أشبه بالصراخ على فاطمة و طلب منها أن تأتى بكوب عصير لقطته والتى أحضرته لها سريعا وغادرت بعد أن شكرتها زهرة ثم تناولته زهرة أمام أعين أصلانها الذى رفض التحرك من جانبها
إلا بعد أن شربته كله .. ثم تركها أصلان قبل أن تتحدث معه ذاهبا أو باﻷحرى هاربا إلى مكتبه .. الأمر الذى أدى إلى تعجب زهرة و قلقها من تغيره فهى تعلم يقينا أنه لا يندم على إتحادهما إلا أنها لا تعلم ما أصابه فجأة .. لم تجعل هذا اﻷمر يؤثر عليها وقامت بروتينها المعتاد فى يومها من مساعدة فاطمة و ورد بحمل اﻷطباق إلى المطبخ حيث وجدت السيدة نعمة و أم أحمد تجلسان على طاولة بزاوية المطبخ و أمامهما كوبان من الشاى و تضحكان بسعادة .. عندما رأت السيدة نعمة و أم أحمد زهرة قادمة باتجاههم وتحمل أطباق طعام الغذاء مع فاطمة وورد أسرعتا إليها تستقبلانها باﻷحضان و القبلات و المباركات من فاطمة وورد اﻷمر الذى أغرقها بالخجل بسبب علم كل أهل المنزل باتحادها مع وحشها اللطيف .. ردت لهم المباركات بصوت رقيق و حاولت مساعدتهم إلا أنهم رفضوا ذلك ضاحكين عليها بأنها عروس ولا بد من الراحة لها .. فاتجهت بصمت لعمل قهوة سادة لأصلان وهى تعى الضحك المتبادل خلفها عليها إلا أنها لم تهتم كثيرا .. وبعد أن أنهت عمل القهوة اتجهت لمكتب أصلان .
– فى مكتب أصلان جلس وحيدا ينوى إكمال العمل الفائت من الليلة السابقة إلا أنه وجد نفسه شاردا بقطته بدلا من أوراق عمله .. وقد انتبه أنه آذاها الليلة السابقة ولم يعى على نفسه فإن كانت إمرأه أخرى بدلا منها لكان اكتفى معها بمرة واحدة حرصا على صحتها وهو اﻷحمق لم يراعى أنها مرتها اﻷولى وضعف جسدها و صغر سنها فأنهكها بكثرة وشره يشعر به ﻷول مرة و المشكلة أنه خاص بها فقط فهو شره لها هى دون غيرها .. ولما وجد أنه لن يكتفى بالشرود بها فقط وأن جنونه سيقوده إلى اختطافها من بين نساء المنزل .. فهو يكاد يكون متيقنا أنهن ملتفات حولها يستجوبوها ..تنحنح أصلان لينبه نفسه و ألزم نفسه بالتفكير فى عمله .. وبعد فترة قصيرة سمع صوت طرقات هادئة على الباب أعلمه قلبه المتسارع دقاته بصاحبتها .. لم يطل اﻷمر حتى أطلت عليه بوجهها المبتسم .. فابتسم لها
وهى تدخل مقتربة منه تحمل بيديها صينية عليها الماء وقهوتهالتى يعشقها.
زهرة :
قهوتك أصلان .. أنت مشربتش قهوة من امبارح .
لم يجيبها أصلان ولكن وجد نفسه يبتعد بكرسيه عن مكتبه قليلا ويفتح ذراعيه لها .. توقفت زهرة أمام مكتبه وحدقت قليلا بزرقاويها ثم اقتربت منه ووضعت القهوة أمامه على المكتب واتجهت مسرعة مندسة بين ذراعى أصلانها الذى انتشلها من اﻷرض ووضعها على قدميه .. يضمها له وهى تضع رأسها على كتفه ثم تقترب من رقبته و تستنشق رائحته بهدوء و صمت .. قطع هذه المشاعر صوت أصلان الهادىء:
رورو
همهمت زهرة بهدوء .
أصلان : اطلعى ارتاحى فوق أنتى منمتيش كويس من امبارح .
زهرة دون حديث حركت له رأسها بمعنى لا .
فأكمل أصلان و هو يلوم نفسه :
أنتى مجروحة حبيبى .
رفعت زهرة رأسها عنه تنظر له برقة و عتاب :
هتطلع معايا ؟؟
لم تفارق أنظاره عينيها وحرك رأسه بمعنى لا .
زهرة و قد اتضح عليها الحزن و لم تعلو نبرة صوتها و كأنهما يتهامسان :
خلاص هستناك لحد ما تخلص اللى وراك و بعدين نطلع نستريح
سوا .
أصلان : لأ .. كتير عليكى .
زهرة بعتاب : عاوزنى أنام من غيرك أصلان ؟
أصلان الذى نظر لها ولسانه يقول نعم أما قلبه فيرفض أن تنام بعيدا عن ذراعيه .
أما تلك الزهرة التى فهمت حيرة أصلانها أخرجته من حيرته برفضها القاطع
للصعود إلى جناحها دونه :
أنا هستناك بره أصلان لحد ما تخلص اللى وراك إنهاردة وكل يوم
.. متقلقش مش هتعب نفسى .
أصلان الذى يحتفظ بها بين ذراعيه مبتسما لها و يحاوطها بنظرات عينيه التى يكللها الحب لتلك الزهرة التى لونت له أيامه الرمادية التى عاش بها طويلا لدرجة أنه نسى طعم اﻷلوان بحياته .. أشار لها برأسه موافقا عل رأيها .. ابتعدت زهرة عن ذراعيه وقامت من على قدميه بعد أن افسح لها المجال و اتجهت للخارج لتسمح له بممارسة عمله بعد أن حاوطته بنظرات
عينيها المحبة له .. وما كادت تخرج من مكتبه حتى حاوطها زوجان من اﻷذرع تخطفانها لمقر عصابة
” خدونا خطفونا حمونا بالليفة و الصابونة “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)