رواية زهرة الأصلان الفصل الخامس 5 بقلم يسر
رواية زهرة الأصلان الجزء الخامس
رواية زهرة الأصلان البارت الخامس
رواية زهرة الأصلان الحلقة الخامسة
– بعد ان ألقى الجد مفاجاته صمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير ، فمن
جهة علم حامد بما سوف تنتهى إليه الأمور بعد أن نظر لوجه أخيه
المتجهم دلالة على إنه لن يجعل أى من بنتيه كبش فداء لتلك العائلة
الدموية .
– كذلك الجد الذى شرد فى العقبة التى وضعها لنفسه قبل العائلة الاخرى
فمن سوف يتزوج بالقادمة الجديدة ؟
فاصلان مضرب عن الزواج كما أنه على الرغم من عدم معرفته بها فهو
يشفق عليها من وحشيته، وأسامة فهو فى حكم الخاطب لحفيدته سوما
تلك اليتيمة التى فقدت كل ما لديها وتعلقت باسامة وتعلق هو بها كما أنه
لن يكسر قلبها ، ولم يتبقى أمامه سوى الاستعانة بابنه الشارد زاهر
الذى رفض إعلامه بتلك المشكلة ولم يحضره حتى حتى لا يصل أمر
اسراء لتلك الحية صفصف فتصبح سيرتها علكة فى فمها ، ولكن ها هو
القدر ابى الا ان يستعين بهم والله وحده يعلم أنه مضطر ، ولكن لا مانع
لديه من إخفاء جزء من الحقيقة عنهم وهو مشكلة اسراء .
– كسر هذا الصمت صوت كبير المجلس وقد أدلى باستحسانه لهذا الحل
ولكن ظهر صوت معارض ولم يكن إلا ل الحج صابر الذى رفض إشراك
ابنتيه فى هذا الأمر ، الأمر الذى قدره أخيه فهو لو كان مكانه لم يكن
ليقبل ذلك على ابنته ولكنه ابنه الطائش هو من اوقعه فى ذلك الأمر ،لم
يخرجه من شروده سوى صوت الجد الذى وجه حديثه لصابر بأنه خارج
المشكلة ، مع أنه ينوى زواج القادمة من ابن اخيه زاهر وليس أصلان
ولكنه كان يريد فتاة من صلب حامد ليضمن عدم اى إساءة لحفيدته،
ومن احسن من ابنته من زوجته الاخرى ” الغالية” التى لم تطأ قدمها
البلد ابدا ولم يراها أحد من قبل .
– وما لبث ان نطق حامد بما يدور فى باله وقد رفض بشدة زواج ابنته
الغالية من أصلان نظرا لطباعه الوحشية التى يعلمها الكل،ومتحججا
بحجة واهية ولكنها كل ما يملك حاليا وهى أنها صغيرة أولا فئه على
أعتاب الثامنة عشر ، كما أنها تخرجت حديثا من الثانوية بمجموع عالى
جدا و لها مستقبلها .
– لم يعترض الجد على تلك الحجج الواهية ، فحفيدته سوما تخرجت من
الثانوية العامة بمجموع عالى وقد تم قبولها بكلية الطب وها هى سوف
تتزوج أسامة خريج كلية زراعة ، ولكنه أراد تمرير الأمر لعدم رغبة أصلان
فى الزواج من الأساس ،وطمانه بأنه سوف يتقدم للزواج منها حفيده رائد
الدكتور بكلية الطب ، وقد أصمت كلامه الجميع .
– وقد اتفقوا على أن تذهب عائلة المنصورى للتقدم لخطبة ابنة عائلة قدرى
وتذهب فى المقابل عائلة قدرى فى نهاية الاسبوع للتقدم لابنة حامد
الغالية ، وانفض بعدها المجلس .
– قام الحج قدرى بمهاتفة ابنه زاهر فى اليوم التالى لابلاغه بما يحدث
وأنه واجب على ابنه الزواج من ابنة تلك العائلة لردع الثأر الذى
اشتعل من جديد بسبب رصاصة طائشة أصابت ابنهم وقد تم اتهامهم
ظلما بها ، مما أدى لقيام جلسة عرفية للصلح قبل ان يهدد الثار الجميع
وطبعا لن يستثنى أحد حتى أولاده ، كما أنه سوف يقوم أحد أبناء تلك
العائلة بالزواج من حفيدته اسراء ،وأنه أعطى كلمة بذلك ولن يتراجع
فيها ، وأن معاد تقدمهم لتلك الفتاة فى آخر الاسبوع .
– أيقن الجد أن هذا الأمر الذى قام به هو الحل الأفضل للجميع ،فهو
قد لمس وتر حساس لزاهر وهو أبناءه ، مع العلم أنه لم يخدعه كليا
لأن هذا ما سوف يحث فعلا اذا رفض رائد الزواج .
فى محافظة الإسكندرية ” منزل زاهر قدرى”:
– أغلق زاهر الهاتف مع والده وهو مقتنع تماما بكلامه ، مع أنه ليس غبيا
فقد علم من نبرة والده أن الأمر به أكثر من رصاصة طائشة ،الا ان
هناك فرحة كبيرة تسكن عينيه وحنين لماضى بعيد ظل سنوات يقتات
عليه لغذاء روحه وقلبه ، فقد علم من ابيه أن تلك الفتاة هى الابنة التى
لم تنجبها صفية عشقه القديم الذى تحول لرماد ، فقد كان من طرف واحد
كما أنها تزوجت من حبيبها ذلك المدرس الذى نسى اسمه والذى قد توفاه
الله ، كما أنه قد تزوج من تلك التى لا تشبهها فى شئ إلا اسمها ،
وقد حمد الله على عوضه له بتلك الفتاه التى أكيد من أنها قد استقت
ولو القليل من روحها ،وبالنسبة له هى أفضل هدية يقدمها لولده الذى
يخاف عليه من معتقدات أمه ، كما أن هذا الأمر سوف يجعل من حبيبة
صباه وشبابه أمامه أغلب الوقت ، ولكنه عليه إقناع تلك العقربة التى
رعاها فى بيته .
.
.
.
– ” صالة منزل واسعة جدا تحوى طقمين من الأثاث الفاخر أحدهم للضيوف
مفصول بستارة راقية عن الآخر المصمم لأهل المنزل ويتكون من
كنبة كبيرةمصممة لثلاث أفراد وأخرى أصغر مصممة لفردين ثم
كرسيان منفردان وعلى الأرض سجادة راقية فوقها طاولة مستطيلة
وعليها :(بالترتيب )
* كوب ماء مشبر لم يمس .
* كوب عصير مانجو مشبرمن كيس مخزن لوقت غير معلوم
لم يمس أيضا.
* فنجان قهوة سكر زيادة ساخن قد فرغ نصفه ،وعند الانتهاء
منه يكون العصير قد أصبحت برودته مقبولة .
* طبق به أنواع لب مختلفة .
* طبق به أنواع مكسرات مختلفة .
* طبق به قطعتين بسبوسة موجودة منذ ثلاثة ايام بالثلاجة.
اى بمعنى اصح معرض الشرقية للمنتجات العصرية .
فى ركن من الصالة شاشة تلفاز 49 بوصة معروض عليها فيلم
مارى منيب حياتى ملاك .3
آه …. حقك عليا يا ست صف … صف
– لا جمعهم
– (زاهر وقد استحضر كل ما يستطيعه من صبر ) نطق سريعا :
صفصف .
– فعلا مش عايز .
-( بنبرة عالية) : ايه .
– بقول مش قادر …… جعان .
– ( صفية وهي تحرك يدها فى كل اتجاه وبصوت تعمدته عاليا ):
اصبر على ما البت إللى فى المطبخ تطفى على الأكل ، ما هى
المكموعة التانية اتسهوكتلى ودخلت جرى على الأوضة ال ايه
حامل ، ثم أصدرت صوت من شفتيها دلالة على استنكارها
.. محنه ، قاصدة بذلك سلوى زوجة منير تلك الفتاة الخجولة التى
وقع منير فى حبها عند رؤيتها لأول مرة فى محله لشراء
انتيكة هدية لصديقتها حديثة الزواج لتلحقها هى أيضا معه ،
فهو شاب فى الرابعة والثلاثون ،له شعر قصير بنى وعينان
عسليتان .
– (خرج منير من حجرته على صوت أمه العالى متافف فهو يعلم امه):
خير يا أمى .
– ( توجهت له بالحديث لتكمل معه وصلة الردح الشرقى ): فيه أن
المحروسة هربت من عمايل الأكل واتسهوكتلى. .ال ايه تعبت
– حق بها ابنها وزوجها بغضب ، ثم رد زوجها دفاعا عن تلك الفتاة التى
دخلت قلبه منذ أن رآها :
تطبخ ايه أمال اللى جوا دى بتعمل ايه ، ثم أنها لسه فى اول
حملها المفروض تريح علشان ربنا يقومها بالسلامة، ولو شغل
البيت كتير على اللى جوا نخليهم اتنين بدل واحدة .
– وأكمل منير كفاية عليها نفسها وأنها بتراعينى ومش مقصرة معايا ،
وأنا لما جيت من الشغل لقيتها فى المطبخ وقولتلها تدخل تستريح .
– انتوا هتخشولى قافية انتوا الاتنين ألا محد فيكو دافعلى كده قبل كده .
.
.
.
– وقبل أن تقوم بنهاية العرض ببكاء كالعادة ، خرجت تلك القابعة فى غرفتها
وقد سمعت العرض كاملا ، وعينيها على حبيبها الذى رأت فى عينيه
اعتذارا كالعادة كلما ضايقتها والدته والتى قد أفهمها طباعها كاملة
قبل زواجهما ، فارتسمت ابتسامة صادقة على شفتيها وتوجهت لمارى
منيب :
حقك عليا يا ماما ، معلش بقى حفيدك تعبنى شوية
– ردت صفية بلهفة وقد قامت سلوى بالضغط على كلمتها السحرية( الحفيد)
لأ. .لأ يا سلوى انا عاوزاكى تريحى تتغذى كده خلى الواد يملى.
– وجدت صفصف أمامها ثلاثة أفواه مفتوحة على وسعها وستة أزواج
من العيون تنظر لها وكأنها كائن فضائي بثلاث رؤوس ، فهبت بهم :
ايه فى ايه … بتبصولى كده ليه
زييييييييينب زييييييييينب انتى يا بت شهلى عشان نأكل الواحد جاع.
.
.
.
– صوت مفتاح يدار فى الباب يدخل منه شاب فى الثلاثين من عمره
طويل ولكن ليس بطول اصلان ،جسمه متوسط ، ابيض البشرة شعره
بنى طويل لنهاية رقبته، ويرتدي نظارة طبية خلفها عينان عسليتان كاخيه
ويرتدى بدلة أنيقة .
………….. السلام عليكم .
– كويس وهو رائد وصل انتى يا بت حتى السفرة
– ازيك يا أمى … ثم قبل يديها ، ازيك يا بابا
– الله يسلمك يا بنى .
– وانتى يا سوسو الواد رائد الصغير عامل ايه
– ضحكت سلوى تعبنى .
– منير : أكيد مش طالع لعمه .
– صفية : تف تف تف ، فشر دا رائد سيد الرجالة ،دا كل صحباتى عوزينه
لبنتهم.
– زاهر : يلا يا رائد بدل هدومك عشان عايزكوا فى موضوع بعد الغدا .
– رائد : خير يا بابا .
– زاهر : خير ان شاء الله بعد الغدا زى مقولتلكوا- تتوسط الكنبة التى تتسع لثلاثة أفراد ايشارب من ايام الأربعينات
أبو ترتر تحته وجه لا يختلف كثيرا عن مارى منيب ولكن لم تزر البسمة
شفتيها الا فى الأعياد لا نعلم لسخطها الدائم على كل ما حولها او
لانها تفتقد الناب والسنة التى تليه فى كل جهة ، لا تترك تلك الكنبة
المسكينة ولا تسمح لأحد بالجلوس عليها وكأنه عرشها لاتتخلى
عنه لأحد حتى زوجها ، عيناها على الشاشة تتابع الفيلم بشغف
فهو يعرض الدور الذى تعشقه ،واذنيها مع زوجها الذى يحدث ابيه
وعند انتهاءه استغربت تأخره لتلتفت فتجده سارح مع بسمة غريبة
لم يظهرها هو لها منذ خمس وثلاثون عاما ، مما أدى لتركها الفيلم
، وتسحبت على أطراف أصابعها تاركة خلفها شبشبها العزيز
حتى وصلت أمامه فوجدته مازال شاردا ، مما جعلها تفزعه كعادتها.
– زااااهررررررررررر.
– سلام قولا من رب رحيم ، ايه فى ايه يا صفية .
– سرحان فى ايه ، وبعدين ايه صفية دى ميت مرة قولتلك متقوليش
صفية .
– (زاهر بنظرة قرف تقريبا ) :
– بعد الغذاء قص زاهر على أسرته محادثة ابيه له و قراره بجواز رائد حتى
لا يمسهم الثأر، فاطرق الجميع رؤوسهم الا تلك الصفصف التى سألته
– صفية: وميخدهاش أصلان ليه ، البت من عندهم من ورا الجاموسة ،
والنوع ده لو ضربته بالنار مش هيتكلم، إنما انا ابنى الايما
والسيما ده ياخد من عندكوا ليه ،أنت عايز تفضحنى يا راجل انت
وسط صحابى.
– هم زاهر أن يوضح لهم أنها من القاهرة وليس سوهاج، ولكنه تراجع عن
حتى لا ترفض فهى تكره صفية بشدة ، فقد قصت أحد أقربائه اول
زواجه بها حكاية حبه لصفية لتنتقم منها لسوء معاملتها لهم فى البلد ،
وقال بدلا من ذلك :
اسراء أخت أصلان هتاخد واحد منهم ،فمش من العدل ان أصلان كمان ياخد منهم ، الموضوع على الكل ،مع ان ابيه لم يخبره بذلك ولكن ليتخلص من
أسئلة زوجته،التى قالت مرة أخرى :
طاب ما البت إللى المفروض يخدها رائد أخت اللى هتاخده اسراء ،
إشمعنى بقى ، ولا انتوا عاوزين تورطوا ابنى وخلاص .
– رد زاهر كاذبا : مفيش غيرها بنات عمها صغيرين اوى .
– رائد : لا حول الله ، انا كده انتهيت ، يا بابا انا عاوز واحدة مناسبة
ليا تفهمني وافهمها .
– واكملت صفية : وانا كمان عاوزة واحدة اتفشخر بيها وسط صحباتى .
– زاهر : صدقنى يا رائد، بكرة لما تعاشرها هتشكرنى على الهدية دى .
– صفية : ايه ده انت تعرفها (بنبرة اتهام)
– ارتبك زاهر : لا طبعا ، انا بس عارف أبوها على الرغم من المشاكل
إلا أنه محترم ، هاه قلت ايه يابنى
– رائد : هقول ايه يعنى مش عاوزين مشاكل، حاضر .
– صفية : انت بتقول ايه لا طبعا احنا طول عمرنا بعيد عن البلد ومشاكلها
ملناش دعوة بالموضوع ده خلى ابوك يحل مشاكله بعيد عننا .
– انتفض زاهر : احترمى نفسك يا صفية ، متخلنيش اهينك ولادك رجالة
أطول منك ، ومش ده أبويا اللى احنا متمرغين فى خيره
من غير حتى ما نمد ادينا فى اى شغل ، واصلان هو اللى
شايل الحمل كله .
– صفية : وهو ببلاش ما بقى الكبير عليك وانت موج….
– زاهر : اخرسى
اذا كان كبير فى الشغل بمجهوده، أما انا فمقامى محفوظ
– منير ورائد : خلاص يا جماعة استهدوا بالله ،
مش كلام ده يا ماما .
– صمتت صفية لتهدئة الوضع حتى لا تخسر زوجها ، ولكنه لم يهدئ من
حقدها تجاه نعمة واصلان اللذان من وجه نظرها استحوذوا على كل شىء
والآن يريدان توريط ابنها بزواج فاشل ، ويتزوج هو من ابنة حسب ونسب
تزيد أمواله ،ولكنها أقسمت سرا أن تلغى تلك الزوجة وتلصقها باصلان
لترد كيده ، ولكن يلزمها الصبر ليتحقق مخططها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)