رواية زهرة الأصلان الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم يسر
رواية زهرة الأصلان البارت الحادي والثلاثون
رواية زهرة الأصلان الجزء الحادي والثلاثون
رواية زهرة الأصلان الحلقة الحادية والثلاثون
ما إن لامس صدره وجنتها حتى انفجرت فى بكاء مرير …. تشكو منه إليه …. و يضمها الآخر لصدره أكثر ….. تشكو منه بصمت أكثر من موقف رفضه لتعليمها و يضمها لصدره معتذرا بصمت أكثر من موقف رفضه لتعليمها
…. استغرق الأصلان فى ضمها وقت طويل
يحتويها بذراعيه التى مسدت كامل ظهرها و شعرها و لم تبعد وجهها عن صدره بعد أن لهتها رائحته عن سبب قدومها .
– استمر الأصلان فى هدهدة قطته بذراعيه
و يناجيها برقة كخاصتها :
رورو … حبيبتى …. خلاص أهدى .1
– تنهدت الأخرى بنفس عميق من بكائها إلا أنها
لم تبعد نفسها عن صدره العريض .
– و كعادته هو و هى عند وجودها بين ذراعيه
تقلب الموازين و ينتهى أى شىء آخر غير
لحظتهما التى يتوقف عندها الزمن فيحب
هدهدتها دون سبب و تضم الأخرى نفسها
لصدره دون سبب متمسكة به بشدة .
– همس برقة قرب أذنها كعادته معها فى
حديث حميمى …. فتشعر هى بشفتيه
تلامس أذنها .
رورو … حبيبى …. بصيلى يا زهرة .
– تهدج نفسها بصدرها لا تريد لقاء عينيه ….
تعلم ستنسى ما عاهدت نفسها عليه …
ستضعف و تلامس شفتيه بنفسها و تغرقه
بقبلات حسية تجعله يلاقيها بشكل لا
يعلمه إلا هو و هى … أفاقت هى على
إلحاحه بالنظر إليها
بصيلى يا زهرة .
– أطاعته كعادتها فى كل شىء خاص به و
تلاقت نظراتهما …. لا يريد أن ينتهى هذا
اللقاء الذى حرم منه طويلا إلا أنه يقسم
إن لم يزح عينيه عنهاو يبدء بحديث ما
سيضاجعها بمكتبه بشكل يجعل أهل المنزل
يعلمون ما يحدث بالداخل .
– أصلان بحنية خاصة بقطته فقط لا غير
رجعتى ليه ؟!1
– سيطرت الحزن المغلف بشراسة رقيقة على
زرقاوى قطته فقالت دون ترتيب :
أنت مردتش تيجى معايا … و و و ….
و مجبتليش حاجة الكلية …. و لا سلمت
عليا قبل ما أمشى … و كمان مفطرتش
معايا .
1
– عدم ترتيبها لكل ما يضايقها منه ألان قلبه لتلك القطة التى تناست تماما رفضه لذهابها
من الأساس و أسقطت قلبه بقولها :
أنا أنا طالعة .
و ألتفتت عنه بغرض الخروج قبل أن ترجو وصاله بيأس …. إلا أنها وجدته يمسك ذراعها
بقليل من الشدة مراعيا رقة جسدها … و سألها مشككا لما تقصده :
طالعة …. طالعة فين ؟
– نظرت له برقة لم تنفى معها حزنها منه :
طالعة استريح فى أوضتى .
– ضمها أقرب له و تأملها مليا شوقا قبل أن يكون تفحصا لها :
ليه ؟! …. حاسة بحاجة ؟ …. أجيبلك
دكتورة ؟
– نفت برأسها غير قادرة على النطق من حرارة
نظراته لها و التى جففت ريقها .
– فسألها و قربها له أكثر :
مش هتروحى كليتك ؟
– ملئت الدموع زرقاويها بشكل خطف أنفاسه
و أجابت بحزن :
لأ .
– طرق قلبه سريعا بصدره :
لأ ليه ؟ …. مش جدى قالك روحى ؟ …
و جابلك كل اللى أنتى محتاجاه ؟
– أجابت بحنق رقيق منه :
لكن أنت قلت لأ .
– ألصق جسدها به بشكل حميمى للغاية و قال
معاتبا لها :
و جدى قالك …………………………..
– قاطعته برقة :
أنت بس أصلان … مليش دعوة بحد .
– إنتقلت يديه التى تحكم بشدة على ذراعيها إلى خصرها بنفس الشدة :
مش هتحضرى انهاردة ؟
– سالت دموعها من حكمه و من تلامس جسديهما بهذا الشكل و الذى افتقدته بشدة :
مش هروح خالص .
– حاولت إفلات نفسها منه …. إلا أنه لم يسمح لها و توحشت تعبيراته بشكل باتت تعرفه جيدا :
أنتى بتقولى إيه ؟!
و ليس كأنه هو من حكم بذلك الأسبوع الماضى و ليس كأنه هو من قلب المنزل على رأسهم منذ الصباح بسبب ذهابها .
– نظرت له معاتبة برقة لا تناسب الموقف نهائى :
عشان خاطرك … أنت مش قولت
إنى ماروحش أدام البيت كله ؟!
و لم تستطع أن تكمل معاتبتها و غصت فى بكائها …. و نظرت بعيدا عنه لا تريد أن تراه .
– لم يستطع تحمل معاتبتها الرقيقة و دمعت
عينيه على الشقاق الحادث بينهما …. فأنزل
يديه عنها و إتجه لكرسى مكتبه .
– نظرت لظهره بحزن على حالهما و على قسوته معها …. و إتجهت لباب المكتب تخرج
قبل أن تختنق فى بكائها أمامه و لكن توقفت
حينما وجدته ألتقط عباءته من على كرسى مكتبه و عاد إليها ….. ألتقط يدها بيده و سحبها خلفه و ذهب بها خارج مكتبه و خارج المنزل أيضا دون أن تواجه عينيه خاصتها و دون كلمة واحدة بينهما .
شاهد أهل المنزل الأصلان و هو يتمسك بيد
زهرته متجها للخارج دون أن يعير أحد منهم
انتباهه ….. تحت إستغراب معظم الحاضريين
فسألت السيدة نعمة الجد على مسمع من الجميع
– السيدة نعمة بحيرة :
أمال الأصلان واخد مرته و رايح على
فين يا عمى ؟!
– الجد بحيرة مماثلة :
و الله ما إنى عارف يا نعمة .
خرج أسامة لاحقا أخيه يريد أن يتأكد مما فى باله بعد أن استوقفه خارجا لوقت ليس بطويل حيث بادله الأصلان كلمات قليلة مقتضبة ثم ترك أخيه الأصغر و انطلق بسيارته هو و زهرة …. عاد أسامة الى الداخل ليحضر معه سوما و بوسى للحاق بأخيه .
– السيدة نعمة دون صبر تريد الإطمئنان على ابنها و زوجته :
إيه يا أسامة …. أصلان خد زهرة و
راح فين يا بنى ؟!
– أسامة بمرح :
خدها يوصلها الجامعة بعربيته و رمانا
وراه … و لا حتى فكر فى الغلابة
اللى آعدين دول .
” مشيرا بكلماته إلى سوما و بوسى ”
– الجد بفرحة :
صح يا أسامة …. يعنى راح يوديها
بنفسه ؟!
– أسامة بمرح :
أيوة …. فالح بس يقلب البيت على دماغنا
…. و بقاله أسبوع منكد علينا …. و فى
الآخر زهرة تخشله خمس دقايق …..
تخليه يروح يوديها بنفسه .
– السيدة نعمة :
طاب الحمد الله …. كنت عارفة إن زهرة
مش هتهون عليه .
– بوسى بحنق :
الله طاب و إحنا ….. يعنى إحنا رجعنا
عشان خاطرها و فى الآخر يسيبونا و
يمشوا .
– أسامة :
جدعة ….. البت مسيطرة … الأصلان
بجلالة قدرة مخدش فى إيدها غلوة
…. اتعلموا منها …. مش عمالين تقولولها
زعقى و اتخنقى و الهبل ده …. أهى رجعت
و مردتش تروح غير لما يوافق و خلته
بشطارتها يقوم يوديها بنفسه .
– ضحكت أسماء :
زهرة بردة مطلعتش سهلة .
– السيدة نعمة :
بس يا هبلة …. بقى عشان عاملة اعتبار
لأخوكى تبقى مش سهلة … اتعلمى منها
يا آخرة صبرى .
– أسماء حانقة :
الله إنتى سيبتيهم و مسكتى فيا أنا
أنا طالعة …. يلا يا بودة .
– سوما بحيرة :
طاب و إحنا ؟!
– الجد :
هتروحوا مع رائد … و أنت يا أسامة
اتوكل على شغلك .
– أسامة حانقا من الأصلان الذى أضاع عليه فرصة توصيل سوما :
الله …. ليه كده يا جدى ؟! … ما أنا
هوصلهم و بعدين أرجع على شغلى
…. الشغل مش هيطير يعنى .
– الجد :
و ليه يعنى …. هيا زفة يا بنى ….
يعنى أصلان و أنت و رائد …. العيلة
كلها هتروح .
– صمت أسامة فلم يرد الجد أن يكسر بخاطر أحفاده :
خلاص …. على رأيك هو إحنا لينا بركة إلا
البنات اللى رفعوا راسى …. و لا يهمك
وصل البنات … و اتوكل انت كمان يا
رائد .
– رائد بجمود :
تمام .
– أسامة لبوسى :
مفيش دم خالص …. متشبطى فى رائد
و هو رايح و سبينى أنا و سوما .
– بوسى :
لأ …. مفيش دم .
– أسامة :
أنا مش قصدى حاجة وحشة … أنا بس
بقول قسمة العدل آه … كل إتنين فى
عربية .
– بوسى بسماجة :
لأ … لازم معاكوا يا أس أس .
– أسامة بحنق تحت ضحكات سوما و جدها
:
لييييييييبيييييييييييييه ؟!
– رفعت بوسى حاجبا لأسامة برجولة مصطنعة :
محرم …. أمال اسيب بنتنا معاك لوحدها
….. ليه ؟ …. ملهاش راجل يحكمها ….
مفيش خلوة إلا بعد كتب الكتاب .
– أسامة بتأفف :
و الله العظيم حرام كده ….
” ثم قال بمسكنة للجد ”
بقى بعد العمر ده كله بتشك فيا يا
جدى …. مكنش العشم يا حج
قدرى ….
” ثم وجه كلامه لبوسى ”
و أنتي يا بت إعرف صحبك و علم عليه .
– بوسى بمرح :
سورى يا أس أس …. كارت الفيزا
بتاع جدى مأثر عليا .
– أسامة بنصف عين :
وغدة .
و خرج أسامة مع بوسى و سوما تحت ضحكات الجد و السيدة نعمة .
انطلق الأصلان بسيارته فى طريقه إلى كلية قطته …. ذلك الطريق الذى لا تعرفه زهرة لقلة مجيئها إلى البلدة و الذى يكون ليلا فلا تتبين منه شيء …. و يقود أصلانها سيارته دون أن تحيد عيناه عن الطريق إلا أنه يدرك بكل حواسه تلك التى تجلس بجانبه و تصدر بعض الشهقات الخفيفة التى خلفها بكائها و تسود الحيرة معالم وجهها …. و سرعان ما ترجمت تلك الحيرة بقولها
– زهرة برقة :
أصلااان …. رايحين فين ؟!
أغلق أصلان عينيه لثانية فقط يستمتع باسمه الذى تنطقه بطريقة مختلفة عن الجميع …. و يشتاق إليه بكل حواسه خاصة فى أوقات هى معه و تأن به بحميمية تهلكه …. ثم تنهد بحسرة يخرج نفسه من أفكاره التى تقودها إليه نفسه و نطق معيدا عليها ما كانت
تطلبه منه بغرفة المكتب :
رايحين كليتك رورو …. عشان لازم أكون
معاكى أول يوم …. و أوصلك بنفسى …
و اطمن عليكى … و أجيبلك فطار
عشان مأكلتيش …. و أسلم عليكى
قبل ما تروحى .
– نظرت له زهرة برقة أذابته على الرغم من إنه مازال لا يلتفت إليها :
ليه أصلااان …. أنت مكنتش راضى .
لم يرد أصلانها العنيد على حديثها مع إنه كان قادرا برده على سؤالها إزالة العقبات الموجودة بينهم …. و عاد يتنهد هو و صمتت هى حزنا
…. فقد علمت إنه لن يعتذر إليها أو ينطق بما
يقرب بينهما …. و عند وصوله أمام جامعتها و لمح من بعيد سيارة أسامة … ترجل من سيارته و سار ناحيتها بعد أن أمسك بيديها كطفلته فى أول يوم دراسى و من خلفه أسامة و بوسى و سوما لا يصدقون ما يقوم به أخيهم الأكبر …. كذلك آخر من ورائهم طعنه تمسك ابن عمه بها .
لفت منظر الأصلان الممسك بيد زوجته الأنظار داخل الجامعة ليس فقط من غرابة منظرهم الذى يظهر الأصلان كأب لزهرته و قد شجع هذا الاعتقاد فارق السن و الحجم بينهما بل
أيضا لجمال زهرة الملفت للأنظار …. فكان الأصلان محتفظ بجلبابه و عبائته التى أعطته
الهيبة و السن الذى يجعله يبدو كأب لزوجته
الرقيقة الجميلة و التى ارتدت فستان أوف وايت كامل من الدانتيل بثلاث أرباع كم يصل طوله لما بعد ركبتيها و تحته بنطلون جينز أزرق فاتح جعلها كطفلة صغيرة خاصة بعد أن مشطت شعرها فى ضفيرة وصلت إلى منتصف فخذيها و حذاء أرضى بسيط بنفس لون الفستان و حقيبة صغيرة
تشبهه أيضا
فكانت قمة الأنوثة و البراءة معا …. و قد أظهر الفستان الصغير حملها بطريقة لطيفة …
تولى الأصلان معرفة جدولها و مكان محاضرتها الأولى و بعد أن وجدها بعد ساعة
توجه بها إلى الكفيتريا و طلب لها طعام بسيط و أجلسها بطريقة رقيقة …. فى حين لم تحد هى بعينيها عنه …. سيتركها … لأ تدرى لما تشعر إنه سيتركها للأبد و ليس فقط لعدة ساعات إلا أنه نظر لها بنفس نظرة الحرمان التى تنظرها له ثم تركها و غادر بعد وصول سوما و بوسى لها و هى تتبعه بعينيها .
انتصف النهار أخيرا و عادت الفتيات بصحبة
السائق و يليهم رائد هو الآخر بعد أن أنهى محاضراته …. و علت الأصوات داخل منزل الحج قدرى بعد أن هدىء نسبيا فى الصباح فلم يكن به إلا الجد و السيدة نعمة و أسماء و بودة …. طرق قلب الأصلان بصدره بعد أن علم من الأصوات الموجودة خارج مكتبه بقدوم قطته ….بعد أن كان يزرع مكتبه ذهابا و إيابا بخطواته منذ قدومه من عمله قبل ساعتين … فأبدل ملابسه و انتظر القطة بمكتبه متحججا بعمل ما حتى موعد الغذاء
الذى يجمع أهل المنزل …. ينهش القلق قلبه و لولا خوفه من لفت الإنتباه إليها فى جامعتها و كذلك بين أخوته لكان تولى أمر توصيلها فى ذهابها و رجعتها …. صوت طرقات رقيقة على باب مكتبه تعلمه بصاحبتها و قد لاقت تلك الدقات صداها بصدره …. ثم طلت عليه قطته من خلف باب المكتب بعد أن ارتدت فستان بيتى لونه أخضر عشبى بأكمام طويلة ترفعها قليلا عن يديها و يصل طوله لكاحلها و على أحد كتفيها شالا لونه مختلط بين البيج و البنى …. و الفستان قطنى مجسم يحتوى تفاصيل جسدها براحة و تركت شعرها كعادته مسدولا على طول ظهرها و لكنه مبلل قليلا و يبدو أنها لم تستطع تجفيفه ….. و كأنها توجه له رسالة بأنه أهمل واجباته ….. خطف منظر شعرها أنفاسه فهو كان من يغسله لها … و هو من كان يجففه لها أيضا .
و لم يفوتها هى نظراته لشعرها المبلل و الذى تركته من سرعتها كما لم تعد تهتم بتجفيفه انتقاما لترك أصلانها لوظيفته …. إلا أن نظراته أسقطت لها قلبها …. و هدجت أنفاسها بصدرها …. سحبها الأصلان من يديها يدخلها مكتبه و ترك بابه مفتوح فالجميع بالخارج يستعدون لوضع سفرة الغذاء … وقفت أمامه وهو ممسك بيدها وضعت عينيها بعينيه و بللت شفاهها التى جفت هى و حلقها من نظراته و أجابت عن تسأول عينيه
– زهرة برقة :
أأأأنا …. أنا جيت أصلان .
– أصلان بحب :
حمدالله على سلامتك رورو ….
أتأخرتى ؟!
أجابته قطته كفتاة تخبر والدها عن يومها و قصت عليه ما دار بيومها الأول فى الكلية
و الأصلان لا يحيد بعينيه عنها يلتهم تفاصيلها إلتهاما حتى توقفت بعد أن إنتهت أولا و كذلك بعد أن أدركت نظراته ناحيتها ….و تفكر
لم لا يقول شيئا ؟! فيحل الشقاق الحادث بينهما …. أليس هو دائما من يقول هو من يغضبها و هو من يراضيها ؟! …. لما لا يراضيها ؟! … و تقبل هى و تذهب لذراعيه تدس نفسها بينهما كعادتها ….. و لما طالت النظرات …. همست له بسبب مجيئها و هو إخباره بمواعد الطعام …. خرجا من المكتب و كان الأصلان و زهرة آخر المنضمين لطاولة الطعام … و بعد أن جلست زهرة على كرسيها
سألتها السيدة نعمة بغرابة
– السيدة نعمة :
الله أمال إيه حكاية اللى اسمه إيه
ده الجيلاتى اللى أنتى طلبتيه ده
يا زهرة ؟! ….
” صمتت زهرة قليلا تستوعب الحديث
الموجه إليها و قبل أن ترد أكملت
والدة زوجها بحب ”
دا إحنا أصلا دخلناه هنا عشان خاطرك
إنما مش تطلبى منه كل يوم … كده غلط
يا بنتى على زورك …………………..
لم تستمع زهرة لباقى حديث السيدة نعمة الذى صاحبه إحمرار وجنتيها …. لتذكرها كذبتها على بوسى عندما سألتها الأسبوع الماضى عن وحمها …. و لما لم تستطع أن تقول لها إنها لا تشتهى غير وحشها اللطيف بشراهة جعلتها تتوسله حرفيا لملامستها
و ما تبعه من خلاف بينهما من ليلتها منعها من وصاله لها فحرمت منه … و قضت فترة وحم صعبة للغاية لوجود ما تشتهيه أمامها و لا تستطيع
الوصول إليه …. حتى إنها حاولت تصبير نفسها بملابسه … عطره … أغراضه الخاصة … و أحلامها التى تدور حوله ثم حوله و أخيرا حوله و جعلت فراشها ملوثا بشهد رغبتها الشديدة به بعد أن ترحمها مؤقتا
بوصال وهمى مع وحشها اللطيف … لذا إضطرت زهرة الى اللجوء لأول شىء تشتهيه قبل حملها و هو المثلجات بالفانيليا و الكراميل و التى ظلت تطلبها يوميا بعد أن إدعت إشتهائها لها و ملأت بها ثلاجتها الصغيرة الملحقة بجناحها بعد حملها لمنع صعودها و نزولها للسلم الداخلى للمنزل …. و هو ما أخبرته لبوسى …. و التى لم تتوانى أن ترد على حديث السيدة نعمة بابتسامة عريضة أبانت صفى أسنانها
– بوسى بفرحة :
دى رورو يا مرات خالى بتتوحم على
الآيس كريم …. إنتى ما أخدتيش بالك
و لا إيه ؟!
– السيدة نعمة بفرحة مماثلة :
و النبى …. يا ألف نهار أبيض .
– أسامة :
إيه دا يا زهرة آيس كريم …. ما تتوحمى
على حاجة عليها القيمة كده … فرخة ..
بطة …. لحمة …. زى اللحمة اللى معدناش
بنشوفها بسببك …
” قطع حديثه بسب نظرة أصلان القاتلة
له والتى تبعها بإلقاء ملاحة عليه
أضحكت الجميع عليهما ”
– بوسى :
بالعكس دى أكتر حاجة لايقة على زهرة
عاوز الفانيليا دى تتوحم على إيه غير
فانيليا زيها .
ضحك الجميع على كلام بوسى مجددا ماعدا
رائد الذى شعر بغصة فى قلبه … فكان يرغب أن يكون حملها منه هو …. هو من يدللها و يجلب لها كل ما تشتهيه …. كما ضحكت زهرة بمجاملة حتى تخفى كذبها و لهفتها لنصفها الآخر الجالس بجانبها …. بينما تجمدت تعبيرات الأصلان من صدمته ألم تعد قطته ترغب به ؟! أم إنه كان يتوهم ذلك ؟! … و لأول مرة يحسد جماد … فكان يصبر نفسه فى فراقهم بلهفتها عليه و لكنه أشبه من تلقى صفعة حينما أدرك أن كل ذلك من وحى خياله …. ثم غير الجد مجرى الحديث الدائر حينما وجد الجمود من أصلان و الصمت من زهرة …. تبادلت الأحاديث على الطاولة و كان أغلبها عن اليوم الأول للفتيات تحت تعليقات أسامة و محمد و ضحك الجد و السيدة
نعمة و أسماء و زهرة و صمت الأصلان و رائد …. حتى أشار الجد خفية لبوسى التى أجلت صوتها و وجهت الحديث لأخيها الأصلان .
– بوسى :
بس أنت كده هتتعبنا يا أبيه ؟1
نظر الأصلان إليها دون فهم فأكملت حديثها
– بوسى :
أنت المفروض تعين لينا بودى جارد
بدل ما أنا تعبت و أنا ببعد الشباب
من حوالين زهرة .
توقف الأصلان عن طعامه كذلك زهرة بعد أن آثار حديث بوسى انتباه الجميع …. و خاصة الوحش اللطيف الذى لم يعد لطيفا بعد أن استوحشت عيناه بشكل أخاف الباقين و أرعب زوجته الصغيرة …. و هذا ما أراده الجد فطالما حفيده لم يتحرك لأصلاح الوضع مع زوجته فلا مانع من بعض العوامل التى تحركه غصبا …. و قال مسايرا حفيدته التى سخرها لهذا الأمر
– الجد مصطنعة الجدية :
إيه ده هو فى حد إتجرأ و ضايج زهرة ؟!
– بوسى بأريحية و لا تدرك أنها تلوح بقماش أحمر أمام ثورا هائجا :
يووووووه …. متعدش … بس حرام
الكذب مش بيعاكسوا …. أصلا زهرة
وشها برئ أوى بيخليهم يخافوا
يضايقوها .
” ألتقط الأصلان نفسه الذى كتمه طويلا
إلا أنه سرعان ما توقف ثانية عندما
أكملت بوسى بسماجة ”
بس بييجوا عاوزين رقم حد من أهلها
عشان يخطبوها على طول
” و أكملت بعد أن ضربت قدم سوما
العديد من المرات تمنعها عن تكذيبها
فجزئية الخطوبة هذه كانت مضافة
منها و يا ليتها لم تضيفها ” .
فنتيجة لكلامها و للأسف قبل أن يقول أصلان شيئا تقدم بدلا منه رائد كالبطل الهمام بشجاعة منقطعة النظير يعرض خدماته فى حمايتها بحكم عمله و هو ما لم يخطط له الجد و بوسى … بعد أن نهض الأصلان بعنف عن الطاولة سبب وقوع كرسيه للخلف و أحكم كالوحش على يد قطته و إتجه بها إلى جناحهم دون إعارة صراخ الآخريين عليه أى إهتمام .
دخل أصلان جناحه ممسكا بيد قطته و أغلق الباب خلفه بحدة كافية لخلعه …. ثم إلتفت ليحكم يديه على ذراعى الأخرى و طالعها بنظرات مقهورة
– أصلاان بحزن خوفا من ضياعها منه :
عشان كده قولت بلاش تروحى الجامعة .
– زهرة التى حزنت لحزنه الذى لا تعلم سببه حتى وقتها معه :
ليه بس …. أنا ضايقتك فى حاجة أصلان ؟
…. أنا مرضتش أروح غير لما وافقت
بنفسك .
– و لما رأى حزنها :
خلاص … يبقى متكلميش حد خالص
غير سوما و بوسى .
– فقالت بطاعة :
حاضر .
– طول اليوم تكونى مع بوسى و سوما
متمشيش لوحدك .
– حاضر .
– الزفت رائد ده ملكيش دعوة بيه .
– حاضر .
– ميوصلكوش … أنا خليت معاكوا سواق
يوديكوا و يجيبكوا … و لو السواق مجاش
متتحركيس من أدام الجامعة غير
لما أجيلك بنفسى أو أبعتلك أسامة .
– حاضر .
– طول ما هو موجود فى البيت ملكيش
دعوة بيه … و لا تكلميه … و لا حتى
تردى عليه لو كلمك .
– حاضر .
– متسمعيش كلام حد غيرى هنا و لا حتى جدى … إسمعى كلامى أنا … أنا و بس
تطيعينى أنا و بس … فاهمة .
– زهرة بانهيار لحالته التى أفزعتها :
حاضر .. حاضر أصلان .
أفاق الأصلان على إنهيارها و بكائها منه … فها
هى طباعه الوحشية تعود إليه ثانية دون قدرته على التحكم بها …. فكانت
تلك القطة الصغيرة الباكية هى إرادته و قدرته على التحكم بنفسه و لكن بعد انفصالهم ضاعت إرادته …. جلست هى على فراشها منهارة فى بكاء مرير لقسوة قلبه عليها و جلس هو مقابلا لها على أريكة بقرب الفراش ينفطر قلبه حزنا على حالهما … يرغب فى أن يطلب منها العفو عن خطأه معها إلا أنه بقسوته و وحشيته و هيبته يخشى الرفض منها فيلتف برداء صمته تاركا إياها تتجرع خيبتها فى كل مرة تظن أنه سيزيل فيها الحواجز التى أقيمت بينهما …
أسودت الصورة أمامه و اختفت بارقة أمله فى عفوها … فكل ما يفعله لها بعد خلافها يؤدى دائما لبكائها و حزنها منه …. و لم يوفق الأصلان أيضا هذه المرة حينما أخبرها يائسا
بسفره … يريد إبعادها عن وحشيته قليلا حتى لا يجرحها ثانية فيكفيها ما صدر منه تجاهها …. تجمدت تعبيرات الأخرى و توقفت دموعها و كل ما يدور ببالها سيتركها …. لم يعد يريدها و سيتركها …. بهت وجهها و تهدجت أنفاسها بصدرها بصورة أخافته عليها
و جعلته يسرع إليها يضمها لتهدئتها و لكنها إنهارت أكثر و أصبحت داخل دوامة خاصة بها لا تستجيب له …. لا تنظر إليه … و لا يتردد على لسانها سوى كلمة واحدة :
هتسيبنى أصلان … هتسيبنى .
إنهارت قطته و كثرت حركتها … فخاف أن تؤذى نفسها هى و طفليها … و زاد من ضمها تقييدا لحركتها …. و اختنقت تعبيرات وجهها من شدة بكائها …. خاف أصلان أن يتركها قليلا يجلب لها الماء فتؤذى نفسها بانهيارها …
و فضل أن يساعدها قليلا على الوقوف و الوصول بها للثلاجة الصغيرة الموجودة بنفس القسم فى الجناح و التى جلبها خصيصا لها لراحتها و الحد من نزولها للطابق الأرضى أول حملها …. قربها الأصلان من الثلاجة الصغيرة و هو مازال متمسك بها بين ذراعيه واضعا رأسها بصدره فكانت
لا ترى شىء و الآخر كل ما يشغل باله تهدئتها
– بس رورو …. إهدى …. مش هسافر خلاص
فى حين لم يصدر من زهرة سوى صوت بكائها
– خلاص رورو … بس أهدى … مش هروح
فى حتة … و الله مش هروح … خدى
إشر ……………………………………..
فؤجى الأصلان الذى اقترب بقطته ناحية الثلاجة الصغيرة الموجودة فى أحد نواحى الجناح عندما فتحها حتى يلتقط زجاجة ماء لتشربها زهرة بالعديد و العديد من علب المثلجات بنكهة الفانيليا و الكراميل و التى كانت تطلبها على مدار أسبوع كامل كما أوضحت له والدته كموعد الدواء … صباحا و عصرا و مساءا …. أى أن قطته الصغيرة لم تكن تأكلها …. أصلان الذى زادت دقات خافقه طربا فقطته لم تنساه :
إيه ده رورو ؟!
إلتفتت زهرة تنظر إلى ما يشير إليه أصلانها
…. و وجدت أن كذبتها الصغيرة كشفت … لم ترد زهرة بل تصنمت أمام الثلاجة من جهة و جانب أصلان من جهة أخرى … و أنزلت عينيها أرضا تتهرب من نظراته التى تعلم ما فعلته …. و عندما أرادت أن تنسحب بعيدا أمسكها الأصلان من ذراعيها و فكان صدره ملاصقا لظهرها
– أصلان بهمس من شدة ما يشعر به :
إيه ده … مأكلتيش اللى نفسك فيه
ليه ؟!
– زادت دقات قلب القطة لقرب أصلانها منها
و لم تستطع أن تنطق بشىء .
– أصلان بهمس مماثل :
رورو … ردى عليا … مش ده اللى أنتى
بتتوحمى عليه … مأكلتيش ليه ؟!
– زهرة بصوت هامس من مشاعرها نفت برأسها و دمعت عيناها :
لأ …. لأ .
– استمر أصلان فى سؤالها بهمسه منفصلا عن واقعه و هو يعلم الإجابة :
لأ إيه ؟ …. مش هو ده اللى أنتى عاوزاه
… أجيبلك نوع تانى غيره ؟
– لأ …. لأ .
– أمال عاوزة إيه ؟! … نفسك راحة على
إيه ؟!
– صمتت زهرة حرجا و لم تستطع إجابته .
– أدارها أصلان إليه و قد طغت مشاعره على تعابير وجهه :
مكنتش بتتوحمى عليه صح ؟ …
” لما وجدها صامتة و قد أغلقت عينيها
هربا من مواجهته .. أكمل ”
صح ؟ … ردى يا زهرة … صح ؟
…. كنتى عاوزة إيه ؟
– كانت عينى أصلانها تطالبها بإجابة كلاهما يعلماها … و لما وجدت زهرة أنه يطالبها باعتراف أوضح بطريقته لها أنه يعرفه مسبقا
…. لما تتحمل خزيها منه و ظهرت أمامها أحداث اليوم الأسود الذى أسقطها فيه أرضا و هى عارية …. و التى جعلتها تحاول التملص من يديه التى أحكمت على ذراعيها …. و الأصلان أيضا لم يتحمل هروبها و بعدهم ثانية …. إما أن يشغفها حبا و يملكها روحا و قلبا و جسدا أو أن يبتعد عنها و يسافر لتخليص أعماله بالمحافظات الأخرى …. لا وجود لحل ثالث يرضيه فى حالتهم …. لذا أطبق شفتيه على شفتيها …. و ما إن تلامست الشفتان حتى انطلقت مشاعرهما المكبوتة التى منعاها من الظهور طويلا و جعلت من قبلة يسكت بها شوقه تجاه قطته الصغيرة
تتحول لقبلات حميمية عميقة ساخنة و كل من العاشقين يضم الآخر قريبا من جسده لعله يسكت نداء الأجساد التى تطالب بتلاحم فورى جنونى ظهر عن طريق قبلة .
يحتضن الأصلان زهرة بشدة و يقربها من صدره و يقبلها بكل الشغف الذى يملكه لها و الأخرى تضم نفسها له أكثر و تستقبل قبلاته لاهثة و التى طالما انتظرتها طويلا و سكنت أحلامها …. حتى ترآت أمامها صور نفوره منها و سقوطها أرضا …. و لا يتكرر فى بالها سوى فكرة سيتركها … لا يريدها …. و التى جعلتها تقطع قبلاتهما و تنخرط فى البكاء و تواليه ظهرها خوفا من إهانة مشاعرها تجاهه ثانية
….. أما الآخر الذى رأى خوفها من قربهما و لا يصدق أنه آذاها لتلك الدرجة …. ضمها من ظهرها و قال يائسا :
– أصلان :
زهرة …. حبيبى سامحينى …. زهرة .
– زهرة بمرارة و صوت خافت :
لأ … لأ .
كرر ندائه عدة مرات لها يريد رضاها … و هى فى كل مرة تنكمش على ذاتها و ترفض …. حتى استطاع مواجهة جسدها فكان وجهه مقابل لوجهها …. و قبلها ثانية بسخونة جعلتها هادئة بين يديه و لكن سرعان ما عادت حالتها و إنهارت خوفا و أدارت نفسها عنه …. لم يناديها و لكن فى كل مرة ينهال بقبلاته عليها حتى يجعلها تهدأ و تلين
– أصلان بشغف بين قبلاته و عشق لقطته الصغيرة المجروحة :
أنا آسف …. حقك عليا … خفت و الله
عليكى …. مش هأذيكى … مش هأذيكى .
و كلما خافت قطته طمأنها بقبلاته الشغوفة أنه لن يكرر فعلته و أنه يعشقه و أن كان يخاف عليها حتى هدأت القطة و لانت …. و ذهب الحزن و تبقى فقط القبلات و القبلات و الكثير من القبلات التى تعدت شفتيها و اتجهت لوجنتيها و أنفها و جبينها و عينيها و فكها و الكثير منها على عنقها و انقطت أنفاسها و خفق قلبه حينما إتجهت قبلاته إلى
صدرها بعد أن سقط شالها الحريرى و فتح سحاب فستانها كثيرا من الخلف نتيجة الشد
و الجذب بينهما .
ألتهم الوحش اللطيف صدر قطته حرفيا وكتفيها بعد أن أسقط النصف العلوى للفستان لوسطها ثم أسقطه كاملا لأسفل فتبقت فقط بملابسها الداخلية … و القطة هادئة مطيعة بين ذراعيه تستقبل بعطش بالغ شغفه بها … حتى وصل فى شوقه لمرحلة لابد فيها من إلتحامهما بعد أن عجزت القبلات عن إشباع كل منهما …. حمل أصلان بصخامة جسده المفرطة القطة الصغيرة بين ذراعيه و مازال يطعمها قبلاته لتهدئتها حتى وصل بها للفراش و وضعها برقة بالغة و أسند جسده على ذراعيه فوقها .
و أعاد قبلاته الساخنة على كافة أنحاء جسدها بداية من جبينها و كلما قابله قطعة من ملابسها أزالها برقة تليق بها …. و إلتهم معدتها المنتفخة بشكل محبب …. ثم صعد لنهديها بمصات ذائبة و عضات خفيفة جعلتها تصدر تأوهات فاحشة تطلبه فيها …. و قد ضاعت زهرة فى شبقها و إثارتها لدرجة لا تجعلها تنتبه لملابسه التى أزالها عنه …. و لا تنتبه أيضا لتحكمه بشدة بسيطة بفخذيها حتى يستطيع إلتهامها و إلتهام جزء آخر أيضا يتوق
لتذوقه كان قد إفتقده طويلا … و الذى ما إن وصل إلي القابع فى ملتقى ساقيها الغارق بما لذ و طاب له …. لم يستطع الاقتراب أكثر لتذوق ما تعطش له طويلا فقد إنتفضت القطة الصغيرة فزعة خوفا من نبذها
…. و كان الأصلان الجالس عاريا بين قدميها
قد إحمر وجهه بشدة و أشعث شعره و تسارعت أنفاسه بشكل يدل على المرحلة التى وصل إليها فى إثارته …. نظر إليها الأصلان و هو جالس بين قدميها و جدها تبكى خوفا …
و أغلق عينيه بأسى على حالهما و على مرحلة عدم الثقة فى العلاقة التى وصلت لها …. خاطبها بصوت هادئ حزين من مشاعره و عدم طبيعية جسده :
إهدى شوية رورو …. إهدى حبيبى …
مش هأذيكى …. مش هعمل كده تانى
و الله .
نظرت له زهرة قليلا من بين دموعها و حاولت تهدئة نفسها و الإقتراب قليلا من الأصلان كإشارة له لإحتواء جسدها …. الآخر الذى سارع لشفتيها يلتهمها بهدوء و سخونة تعبر عن مشاعره إليها علها تطمئنها و لو قليلا …. و عندما وصل معها لمرحلة يريد فيها الالتحام بها لا محالة و قد استقر بجسده و عانقت يديه يديها و خللت أصابعه أصابعها و إقتربت رجولته تريد أنوثتها حتى شعر بنفسه على أعتابها إنتفضت هى و فزع هو …. ابتعد عنها هذه المرة و تركها فى منتصف فراشهما عارية و قد تبعثر حالها و جلس هو على طرف الفراش تلامس قدميه الأرض …. تبكى هى و يضغط هو على أسنانه و أغمض عينيه …. تتألم هى و يتألم هو … و كانا عالقين فى منتصف علاقتهما لا يستطيعان الرجوع لحالتهما الطبيعية و لا يستطيعان التخلص من شبقهما و الشعور بالخلاص … تحدث الأصلان
بهدوء على الرغم من جرحه منها بعد أن رفضته عدة مرات :
حرام عليكى يا زهرة …. مش قادر خلاص
…. أنت كده بتأذينا ….أهدى حبيبى …
خلينى أشبع و أشبعك … كده هنتعب
إحنا الاتنين .
و أرفق كلامه بإلتقاطه منشفة قد وضعها بالقرب من الفراش حاوط بها وسطه فقط بشكل مهمل و ابتعد ليجلس على الأريكة المقابلة للفراش يترك لها فرصة لتهدئ قليلا .
تباطئت أنفاس زهرة حينما وجدت أصلانها يبتعد عنها جالسا على الأريكة المقابلة لها
مطرق رأسه أرضا لا يريدها أن ترى حالته الجسدية المبعثرة للغاية حتى لا يضغط عليها
فيتهرب منها بعينيه …. بينما هى كلما حاولت تهدئة نفسها فشلت و زادت من بكائها …. حتى نادته لاهثة راغبة من بين بكائها …. رفع رأسه ينتبه إليها …. مدت القطة الباكية ذراعها لأصلانها تدعوه لمشاركتها الفراش تريد منه هو تهدئتها و إحتوائها … نظر الأصلان ليد قطته الباكية الممدودة تجاهه و أسرع ينضم إليها فى الفراش تاركا منشفته تسقط أرضا …. لم يقبلها … لم يهدئ روعها …
– أصلان :
متحرمنيش منك يا زهرة … شبعينى
زاد بكاء القطة و ضمت نفسها لصدره و أكمل هو ما قطعه و ألتحم بها دون تمهيد فقد مهدها بما يكفى سابقا …. و لكن كانت وتيرته هادئة بسبب حملها إلا أن هذا الهدوء اتسم بشغف و سخونة ألهتها عن بكائها و جعلتها تقبله بسخونة مثيلة لسخونة لقائه …. و مع إزدياد شغفه و تركت هى شفتيه تلتقط نفسها
همس هو بما يزيد ثقتها بأنوثتها و علاقتهما و جعلها تتأوه و تطلب منه المزيد …. بعد أن فقدت كل تعقلها و فقد هو الآخر كل تعقله فكان يعطيها ما تريد و يسألها عن إشباعها …
فتجيب نافية و يؤكد نفيه هو أيضا بأنه يريد المزيد و المزيد …. لا يريد أن يؤذيها أو يضغط على حملها فكان يتخلص من إثارته الزائدة بالعضات … عضات تركت أثرا على عنقها و كتفيها و نهديها …. حتى جاءت رعشتها و رعشته و أطعمها ما يخصه .
احتضن الأصلان زهرة بين ذراعيه بعد إنتهاء لقائهما يمطرها بالقبلات فقد غابت عنه قطته طويلا و لا يصدق أى منهما أنهما إتحدا ثانية
…. و كعادتهما فى حميميتهما لا ترضيهم المرة الواحدة و لا تشبع شغف كل منهما تجاه الآخر
….. و تحولت القبلات التى يمطرها على محياها دونا عن إرادتهما إلى شغف جديد و إثارة جعلتها تتأوه و تضم نفسها له … و جعلته يتنهد برجولة و يزيد من إحتكاك أسفله
بها …. حتى أفاق من نشوته و ابتعد عنها فزعا فقطته الصغيرة مازالت متعبة و علاقاتهما المتعددة الملتهبة لا تصلح فى وقتها
…. و لكن برجولة وحشها و شغف قطته به لا يشعران بالاكتفاء خاصة مع وضعها الجديد
…. شرعت القطة البكاء مجددا لبعد أصلانها
إلا أنه لن يسمح بإعادة السيناريو الحادث مسبقا لذا قال لها بين العديد من القبلات :
– رورو …. حبيبى ….. بحبك يا زهرة ….
– تبكى القطة لرغبتها به … و يحاول الأصلان
تمالك نفسه أمامها .
– و بعدين حبيبى …. غلط رورو …. هيحصلك
حاجة …
– هدأت القطة قليلا و لكنها متجهمة الوجه
و بدأت تتمسح برأسها فى صدره .
– أوقفها الأصلان … يعلم إنها تشتهيه بشدة
كما يعلم أنه يشتهيها و لكن حملها يمكن
أن يضرها إذا شعرت بإرهاق … لذا
تشبث بأعلى درجات ضبط النفس :
رورو …. هتعيى … بس إهدى و اسمعينى .
– زهرة تهدج صوتها :
أصلااان … أصلاااان …. أنا أنا ….
عاوزة …. مشتقالك أوى ….
حرام عليك متحرمنيش تانى .1
– مش هحرمك حبيبى و لا أحرم نفسى
…. عارف إن أنتى عاوزانى و أنا هموت
عليكى … بس غلط أنتى صحتك ضعيفة
فى الحمل أخاف يحصلك حاجة بسببى .
– لم ترد القطة و لكن أصبحت تفرغ رغبتها
الجامحة به فى هيئة عضات صغيرة
موجعة انتشرت على صفحة صدره
الرجولى الواسع بشكل لطيف جدا …
و مؤذى جدا لرجولته التى تطالبه بإشباع
القطة الجائعة حالا هى و أصلانها و لكن
يقف أمامه صحتها .
– وضع الأصلان رأسه فى المنطقة بين عنق
و كتف زهرته يبادلها عضاتها و يفرغ طاقته
الراغبة بها …. ثم أبعدها قليلا :
مش هسيبك حبيبى … هشبعك ….
مش عاوز أضغط عليكى مرة واحدة
…. شوية حبيبى …. نامى شوية
و بعدين ألمسك تانى …. هممممم .
– استمعت القطة لكلام أصلانها و داعب النوم جفونها بعد يومها الطويل بكليتها و حديث طويل مع أصلانها و لحقها هو يستريح فترة العصر بجانب قطته و لا ينوى ترك قطته .
بعد مرور أكثر من ساعتين كان الأصلان يجلس على الأريكة المقابلة للفراش يراجع بعض أوراق العمل التى جلبها لجناحه سابقا …. و قد و
حاوط وسطه بمنشفة صغيرة يدارى بها رجولته فقط …. استفاقت القطة الصغيرة قليلا فكانت مازالت عيونها مغلقة و فى مرحلة بين الوعى و اللاوعى إلا أن رغبتها بأصلان إيقظتها قليلا و أصبحت تبكيها
– زهرة ببكاء و صوت مبحوح تطلبه :
أصلااان … أصلااااان …. حبيبى
أصلاااان … أوه … أصلااان …
آه …. أصلااان .
انتبه الأصلان على صوت قطته الشبه واعية تطلبه لها و الذى سرعان ما جعله يترك أوراقه متناثرة على الأريكة و نزع منشفته و انضم إليها فى الفراش يسكت تأوهاتها به بتلاحم مباشر برجولته التى وصلت لأنوثتها بسرعة من شبقها الذى ترك أثاره على جسدها و فراشها بسخونة و شبق منه جعلها تفيق من حالتها و تندمج معه … يلتهما و تلتهمه بسخونة شديدة و شهقات شهوة من جوعهما
…. تاركا لقبلاته أمر إسكات صوت تأوهاتها العالية المطالبة بالمزيد من رجولته و خشونته التى أصبحت لا تشعر بأنوثتها إلا من خلالها
…. تحتك بجسدها أسفله بنعومة أطاحت بثباته و تجعله يستمر فى مصاته و قبلاته و لا يكتفيان …. فترغب هى بالمزيد و يعطيها هو المزيد و المزيد …. حتى إنتهت قطته و انتهى
هو و غرقت هى مباشرة فى نوم عميق بعد أن شبعت من أصلانها و سرعان ما لحق بها هو بعد أن دثرهما بغطاء خفيف غير عالمين بما يدور حولهما .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)