روايات

رواية زهرة الأصلان الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان البارت الحادي والأربعون

رواية زهرة الأصلان الجزء الحادي والأربعون

زهرة الأصلان
زهرة الأصلان

رواية زهرة الأصلان الحلقة الحادية والأربعون

و استمرارا لخطة عصابة ” خدونا خطفونا حمونا بالليفة و الصابونة ”
اجتمع الأعضاء المتبقين منها بغرفة المعيشة يتناقشون فى الأوضاع الراهنة
للوقوف على الخطوة القادمة …
– سوما بقلق :
و بعدين يا جماعة أنا خايفة
الحكاية تقلب بجد و نكون بغباء
لفتنا نظر محمد لواحدة تانية .
– بوسى بجدية :
مش كفاية كده يا أس أس ..
البت أختك طوبة و لا اتحركت
مع إن إحنا على فكرة بنتكلم
على جوزها و هى و لا هنا .. ما
نشوف فكرة تانية .. و أنا أقترح
كعضو فعال فى العصابة دى إننا
نتلم عليها نديها علقة موت طاخ
طيخ طوخ .. على الله تحس ..
لأحسن أنا يأست .
لا ينكر أسامة أيضا تعجبه و قلقه من موقف أسماء .. و التى لم تقم برد فعل على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع كاملة على محاولاتهم فى جمعها مع محمد حتى و لو عن طريق الغيرة .. إلا أنه يجد نفسه يستمر فى هذه الخطة لعلها تأتى بأى شىء و لو على الأقل حتى يجدون خطة بديلة .. لذا و بكل مكر حينما رأى أخته المتجهة للمطبخ
– أسامة بنبرة عالية إلى حد ما :
لأ مش هينفع إنهاردة يا سوما ..
عشان أنا رايح ل محمد أصله
عازمنى على العشا .
– بوسى بتعجب من حديث أسامة سرعان ما زال عندما شعرت بخطوات أسماء تتوقف لتلكز سوما بخصرها و تقول مجارية أخوها بنفس نبرته :
يا بنى تعالوا كلوا هنا .. بلا خيبة
هو أنتوا بتعرفوا حتى تعملوا
كوباية شاى .
– أسامة بنظرة حالمة ستكلفه كثيرا و ضحك على أخته المغرورة و التى تتلصص عليهم :
لأ ما صفاء هى اللى عازمانا إحنا
الاتنين ههههه .. و بالمرة أشكرها
على الغدا بتاع إمبارح .. عليها
نفس فى الأكل تخلى الواحد
ياكل صوابعه وراه ههههه .
– سوما بحنق و غيرة على الرغم من
معرفتها بحقيقة الأمر :
هممممم .. قولتلى ياكل صوابعه .
– بوسى تحرك فمها للجانبين بحركة مصرية شهيرة دلالة على أن الأمر يتجه
لما لا يحمد عقباه :
الله يرحمك يا أس أس كنت بتحب
الضحك .. أعدت تضحك تضحك
لحد إما مت .
– أسامة مستكملا حديثه :
بس عارفين .. الواد محمد و صفاء
عاملين زى المسلسلات اللى البطل
بيكره البطلة فى البداية و بعدين
يحبوا بعض .
فى نفس الوقت كانت أسماء ترغب ب قتل أسامة .. ليس لأنه مجنون يشجع فكرة زواج زوج أخته من أخرى .. بل لأنها لم تطيق سماع ما يحدث بين زوجها و تلك الأخرى .. حرفيا تشعر بالدماء تغلى فى عروقها .. لتنتبه لجملة أسامة و التى كانت كالقشة الأخيرة
– أسامة فى محاولة أخيرة :
ميعملش كده إيه .. البت فكرت
فى مكان الفرح .. و بتقول إن هيا
مش عاوزة حاجة .. يعنى من
الآخر بتقوله مش هتعبك .
بغضب: انتي مش مكفي…
-لتخرج أسماء مندفعة من مخبأها :
أخرس يا أسامة .. كفاية بقى
.. كفاية .
” و تكمل بنظرة وحشية انكمش
على إثرها أسامة خلف سوما ”
على جثتى لو خليته يتجوز واحدة
غيرى .. هيا سايبة و لا إيه ؟! ..
و الله لو حكمت أقتلها .
ليحل الصمت فى المكان بعد أن أتى الجد و السيدة نعمة على أثر صوتها العالى .
– سوما بشفقة :
يا أسماء………………………….
– أسماء بغضب عارم غطت أذنيها بكفى يدها رافضة لسماع أى شىء آخر
:
ب…….ااااااا……سسس .. قلت
بس .. مش عايزة أسمع حاجة
.. أنا هوريهم .
لتنطلق إلى وجهتها مسرعة و التى لم تكن سوى بيت محمد .. لدرجة عدم سماعها لأصوات تهليل أهل المنزل بعد مغادرتها .. مهنأين بعضهم على نجاح خطتهم .
.
.
.
.
.
.
فى جهة أخرى بعيدا عن منزل الحج قدرى بإحدى المدن الساحلية .. حيث الأصلان الذى أنهى إعداد حقائبه للعودة إلى سوهاج بعد أن طال غيابه بشكل لا داعى له .. و جعله يجمع أغراضه مسرعا بعد أن أنهكه شوقه لقطته .. فبكل الأحوال وجود الطرفين أمام بعضهما أفضل كثيرا من تجنب كل منهم للآخر فى محاولة لتجنب حل المشكلة الأساسية .
استوقف الأصلان الذى وصل لمنزله صباحا بمزاج أقل ما يقال عنه جحيمى
منظر قطة صغيرة زادها الحمل جمالا
.. تتوسط الحديقة الصغيرة المقابلة لمنزلها كعادتها كل صباح فى انتظار وحش لطيف غاب عنها مدة طويلة .. ولشدة يأسها و تيقنها أن اليوم لا يختلف كثيرا عما سبقه و عما يليه جعلها تفضل الجلوس بها مطرقة رأسها أرضا لا لشئ إلا أنها تخلت عن رغبتها فى مجالسة أى أحد غيره هو .. و لا تنفك أصابعها الصغيرة عن ملاطفة بتلات الزهور حولها .. ليشعر الأصلان أنها فاقتهم جمالا .. ويترك أغراضه أرضا و يتجه لتلك التى أنهكه شوقه إليها .. وجعل بضع قطرات تملئ سوداويتيه لم يعد يعبأ كثيرا بإخفائها .
” ارجعيلى يا زهرة ”
خرج حديث الأصلان بطريقة منكسرة تعكس ما ملئ شعوره من يأس .. لتتشكل تلقائيا الدموع بعينيها بعد أن أثرت بها جملته .. و اكتشفت أن تلك الجملة بكل بساطة كانت أمنيتها فى الشهور السابقة .. و حاولت البقاء ثابتة رغم ارتعاش جفنيها بعنف .. لم تعلم بأن خشونة صوت الآخر قد تحوى هذا الكم الهائل من الضعف .. ضعف دل عليه ذبول عينيه و جفاف شفتيه و نحول كتفيه الواضح .. و كان الضجيج بصدره لا يطاق و لم يعد باستطاعته إخفائه .. حينما وجد قطته حزينة صامتة .. خذلانها منه أكبر من أن تعاتبه على تصرفاته .. و شعورها بأنها حقا حقا كانت ككبش فداء سواء لأخيها عابد أو لأخته بثينة كان أكبر من أن يشفى بجملة خفق لها قلبها بشدة .
– لتقول زهرة بصوت حزين رقيق :
كنت شايفنى غبية و هبلة أصلان ؟
.. كنت بتضحك عليا و أنت شايفنى
بجرى وراك و مقدرش أبعد عنك
أو لما كنت بعيط لما تسافر و تبعد
عنى ؟!
كم مرة أضايقت لما كنت بتصل
بيك كل شوية ؟.. أو كانوا يقولوا
أرجع دى عيت لما أنت مشيت ؟ ..
كنت بتروح لها و أنت فى الشغل ؟
.. كنت بتاخدها معاك لما تسافر ؟!
” لتضحك بحزن ”
محدش بيحب حد بالسرعة دى
غيرى أنا .. خلتنى أوصل للسما و
أنا معاك .. مقولتش إنى مليش ذنب
” و يمنعها بكائها عن إكمال عتابها
لأصلانها و يماثلها وحشها
الجالس بجانبها نفس حالتها ”
– أصلان بإختناق :
زهرة…………………….
– لتقطع قطته حديثه بإختناق و
غصة :
اللى كان بيحصل بينا كنت بتعمله
معاها………………..
– أصلان مانعا إياها عن خوض الحديث
فى هذا الاتجاه :
اسمعينى رورو…………..
– تبكى حالها :
لمستها؟ .. شافت جسمك .. نامت
فى حضنك ؟ .. اللى حصل بين……
– الأصلان بحزن و اختناق :
مش زى ما أنتى فاكرة .. أنا……
– زهرة بإنفعال نتيجة لحديث أصلانها
و ألم إنتابها :
أنا سمعتك بنفسى .. محدش جه
و قالى .. لو حد قالى مكنتش
هصدقه .. كنت هصدقك أنت .
– الأصلان محاولا لمس كفيها التى
تشابكهما فى حضنها لتبعدهما عنه
برقة و تستكمل عتابها ببكاء :
كنت هتاخد الولاد و تبعدنى
عنكوا ؟ .. قولى بس أنا ذنبى
إيه ؟
– أرتسمت تعبيرات الألم على زهرة و أمتدت كفيها لتحيط بها بطنها .. و
تبتعد عن ذراعيه حينما اقترب منها تضم نفسها و تكمل بإنهيار :
أنا عمرى ما حسدت حد على
حاجة .. حسدتها هى و أنا
معرفهاش .
” تنهار أرضا ”
– يسرع الأصلان لإحتوائها و ضمها ل
صدره من الخلف .. قائلا بإنهيار و
خوف من حالتها :
مش زى ما أنتى فاكرة .. و الله
مش زى ما أنتى فاكرة ..
اسمعينى بس يا زهرة……..
– لترفع رأسها له و هى بين ذراعيه
مستكملة ما ضمته فى صدرها
طويلا :
قولى بس فيها إيه زيادة عنى…
عجز لسان الأصلان عن الحديث و لأول
مرة يدرك عظم ما ارتكبه بحق قطته ..
ليسكت إنهيارها بقبلة .
.
.
.
.
.
و لحسن حظ العاشقين كانت السيدة صفية المنصورية قد ذهبت إلى منزلها تاركة زهرة فى عهدة السيدة نعمة بعد أن استقرت صحة زهرة نسبيا على أن تعود بعد فترة لتظل بصحبة ربيبتها إلى أن تلد .. لذا كان لقاء العاشقين سريا بل و خلو منزل زهرة من المرافقين أتاح لها و لأصلانها قدر كبير من الخصوصية لمناقشة خلافهم .. ذلك المنزل الذى هربت زهرة فى إتجاهه بعد أن انسحبت من قبلة أصلانها خوفا من لين مشاعرها له .. إلا أنه لم يسمح لنفسه بالتراجع و لم يتركها بل لاحقها و أوقفها أمامه و يضمها بين ذراعيه برفق نابع من رقة مشاعره تجاهها لتهدأ قليلا
.. و كان ضمه لها هى فرصته الوحيدة لتبرير بسيط يفتح أمامه مجالا للحديث .
– أصلان هامسا فى أذن قطته :
بتتشكى من طباعى قبل ما
أعرفك .. ده مش عدل يا زهرة ..
أنا عملت كده قبل حتى ما تجوزك
.. ورقة مضيت عليها اتجوزت
بيها واحدة عمرى ما شفتها عشان
انتقم من واحدة عمرى ما شفتها
برده .
غلطان و الغلط راكبنى و مستعد
أعمل اللى أنتى عوزاه .. بس
متقوليش مش بحبك أو كنت
هأذيكى .. يمين الله عمرى ما
فكرت أفارقك من ساعة ما بقيتى
مراتى أدام ربنا .. سامحينى يا
زهرة .. أنا كدبت عليكى مش
هعمل اللى أنتى عوزاه .. مش
هسيبك .. أنا عاوزك أنتى و ولادى
و بس .. حقك عليا أنا .. سامحينى
.. مش عاوز أبعد تانى .. عاوز
أكون معاكى هنا .
على الضجيج بقلب أصلان حينما شعر بسكون زهرة بين ذراعيه .. و قد أصابه الخوف من رفضها .. إلا أنه تركها تخرج من بين ذراعيه ليجد آثار البكاء أحتلت معالم وجهها .. هزت زهرة رأسها برفق خشية من سقوط تلك الدموع المتجمعة بعينيها .. و تحت صدمة الأصلان تحركت ببطئ و رقة لتمسك يديها جوانب عباءته السوداء تسحبه قليلا للأسفل .. لتتشكل يديه تلقائيا حول خصرها يضمها له بلهفة .
.
.
.
.
.
وصلت أسماء لمنزل خالتها الوحيدة أم محمد بإنزعاج من زوجها اللعين الذى استبدلها بفتاة أقل ما يقال عنها منحرفة .. و ها هى وجدت ضالتها
فتاة أصغر منها شرقية الملامح تراعى حديقة منزل زوجها و تسقى الزرع متفوهة بكلمات أغنية شعبية و تتمايل عليها بشكل أحضر الشياطين أمام عينى أسماء .. متخيلة إياها تقوم بنفس الفعل مع زوجها .. لتندفع إليها بشكل هستيرى أخاف الفتاة التى توقفت تلقائيا عن الغناء و التمايل .. و ترى تلك المرأة المخيفة تتجه إليها بنية ليست جيدة على الإطلاق .. و تدفع ساقيها الواحدة تلو الأخرى بعيدا عنها بهرولة عشوائية و أسماء ورائها تطاردها فى أنحاء الحديقة .
تزامنا مع عودة محمد من الخارج موصيا على بعض الأغراض لمنزله ليكون على أتم وجه حينما تأتى عصفورته المغرورة له .. و قد ترك حديقة منزله فى عهدة ابنة جارته الصغرى و التى كانت والدتها صديقة والدته .. تلك الحمقاء الساذجة و التى ما إن رأته عدته خطيبها المستقبلى دونا عن إرادته الحرة .. يتنهد محمد بعمق يتمنى حقا أن تعود أسماء لصوابها فقد إشتاق إليها بشدة .. ليصدم العصفور بشدة للموقف الذى يراه أمامه حيث زوجته التى تلبسها شيطان ما تطارد تلك الحمقاء فى أنحاء الحديقة و بعد أن تمكنت أسماء من الإمساك بها أخيرا حتى قامت بخنقها .. لتسقط الفتاة أرضا و فوقها أسماء حاكمة يديها على عنقها .
الغضب اللحظى الذى تعرض له محمد كان أقوى من أن يتشبث بالصواب و يحاول إجتناب ما هو قادم عليه من خطأ .. فقد أسرع و انتشل الفتاة من بين براثن زوجته .. تلك الحمقاء ما أن أنقذها فارس أحلامها حتى سارعت بالهرب لمنزلها .. بينما صرخ محمد فى أسماء بشراسة نابعة من حنقه بسبب سوء طباعها .. و لا يعلم العصفور أن عصفوره الآخر يغير عليه
– محمد بصراخ :
أنتى إيه اللى جرالك ؟! .. خلاص
أتجننتى ؟! .. مبقتيش تميزى
الصح من الغلط ؟! .. أنا بدأت
أندم على……………………
أبتلع محمد بقية كلامه إلا أن معناه وصل لها كاملا .. لتتألم الأخرى على ما جنته يدها .. لتجلس على أحد المقاعد المنتشرة بالحديقة تغلى من الغضب .. بينما محمد أسرع يتجه لها فى غضب حينما رآها تتجاهله و تجلس
– محمد غاضبا :
أدخلى جوه .
– أسماء بنفس غضبه :
لأ .. أنا جاية عاوزاك فى موضوع
بس .
-يتنهد محمد واضعا هاتفه و مفاتيحه جانبا و يتحدث بجدية :
خير .. إيه اللى يخلى أسماء هانم
تيجى و تشرف فى بيتى
المتواضع .
– تألمت أسماء من فكرة زوجها عنها و التى كونتها بيدها إلا أنها أخفت ذلك
ببراعة .. و أكملت بلهجة شرسة :
البت دى بتعمل هنا إيه يا سى
محمد ؟! .. أنت جاى هنا تعرف
ستات و تمشى على كيفك ؟!
– توسعت عينى محمد بعد أن أدرك غيرة زوجته أخيرا .. و تفادى عينيها
مستكملا خطته و تحدث ببرود :
زى ما أنتى شايفة .. أنتى جيتى
شفتيها بتعمل إيه ؟
– أسماء بانفعال :
يعنى هيا جاية كل يوم عندك
عشان تسقى شوية شجر ؟! ..
أنت فاكرنى هبلة هصدق الكلام
ده ؟!
– محمد ببرود :
و كمان بتغسلى هدومى و تأكلنى
و تنضفلى البيت .. عشان زى ما
أنتى شايفة آعد لوحدى .
– أسماء بشراسة :
و ده يصح يا بيه يا محترم ؟! ..
و أهلها إيه متخليين عنها ليك كده
؟! .. دا إحنا بقينا أجانب بقى ؟!
– محمد ببرود :
معرفش و الله .. روحى أسأليها .
و غادرها و دخل منزله متجاهلا إياها
و هى ما لم تعتاده سابقا .. و بدأ اليأس يدب قلبها شئ فشئ .. و قد ظنت أن محمد بالفعل مل منها و من طريقتها ..
لتلحقه سريعا
– أسماء بغير تصديق :
محمد أنت مابقتش تحبنى ؟!
ألتفت محمد لأسماء و وجد الدموع ملئت عينيها .. هنا محمد حقا كان فى مفترق طريقين .. الأول أن يرضخ لأسماء كعادته محبة بها .. ليجد نفسه بعد ذلك أمام سلسلة من التنازلات اللانهائية .. و الآخر أن يقسى قلبه قليلا
على عصفورته ليضع حياتهما على الطريق الصحيح .. و رغبة منه حقا فى صلاحها و استقامة حياتهما إختار الثانى .
– محمد بشدة :
بطلى تتصرفى زى العيال الصغيرة
.. اللى بتعد تعيط عشان خاطر
لعبة لحد ما ياخدوها و لما
ياخدوها يرموها .. و لما حد
تعجبه و ياخدها يعيطوا تانى
لحد ما ترجعلهم و بعدين
يرموها .. أنا مش لعبة يا أسماء
.. عيب أنتى كبيرة على الكلام
ده .. روحى بيتك و أعدى مع
نفسك و لما تعرفى أنتى بجد
عاوزة إيه أبقى بلغينى بقرارك .
ويتركها محمد .
– أسماء بصدمة من حديث محمد لها و
بصراخ :
أنت بتسبنى و تمشى ؟!
– يعود محمد سريعا غاضبا رافعا يديها بيديه و يثبتها على أقرب حائط و بصراخ آلم أذنها :
متتكلميش معايا باللهجة دى تانى
.. فاهمة و لا لأ .. متخلنيش و الله
العظيم أرمى عليكى يمين الطلاق
تلاتة و أتجوز واحدة برقبتك فى
نفس اليوم .. و محدش فى بيتكوا
هيقدر يلومنى .. أمشى يلا غورى
بدل ما أعمل حاجة أخسر فيها
إخواتى .
و يتركها تلك المرة مغادرا منزله بأكمله
.. لتنهار أسماء ببطئ على الأرض .. و قد أفاقها صراخ زوجها و غضبه هذه المرة و فتح عينيها على حقيقة وضعها .
.
.
.
.
.
دخلت السيدة أم أحمد مسرعة إلى منزل الحج قدرى بعد أن كانت فى طريقها لمنزل زهرة من أجل رعايتها قليلا .. و ذلك بعد أن صممت السيدة نعمة الإطمئنان على حال أسماء و محمد أولا ثم تتبادل الأدوار مع السيدة أم أحمد .. و لكن عودة السيدة أم أحمد سريعا أثارت الاستغراب الذى سرعان ما تلاشى و تحول لسعادة بعد أن قصت عليهم ما رأته من حوار متبادل مع الأصلان و زهرة .. و دخولهم للمنزل سوية و لحسن حظ العاشقين أن الأصلان كان ظهره مقابلا لها لذا فقد حجب عنها رؤية قبلاته مع زهرة بضخامة جسده .. ليتنهد الجميع براحة
– الحج قدرى بمرح :
إيه يا نعمة قلقانة ليه ؟!
– السيدة نعمة بقلق :
ما نروح يا عمى نطمن عليهم ..
لحسن زهرة تعبانة و مش
مستحملة زعل .
– الحج قدرى بمكر :
سبيهم يا نعمة يحلوا خلافاتهم
مع بعض .. لما تروحى أنتى و
تبعديهم .. هيتصافوا إزاى ؟!
– لم ترد السيدة نعمة و قد ظهر عليها
عدم إقتناعها بكلام الجد .
– ليتدخل أسامة :
بعدين لو زهرة حصلها حاجة ..
أصلان هيهد الدنيا .. متقلقيش ..
و ركزى معايا شوية و النبى .
– السيدة نعمة بحدة :
يا شيخ أتلهى .
– أسامة بإنزعاج :
ماما مش أدام سوما .. شخصيتى
هتتهز أدامها .
– بوسى برفعة حاجب :
شخصيتك إيه اللى تتهز يا أس أس
دى بتخش أوضتك تلم غياراتك .
لينفجر الجميع ضحكا على حديث بوسى و تخجل سوما بشدة .
– أسامة بضحك :
ماشى يا بوسى هعديهالك بس
عشان عروسة .
” لتخجل بوسى لذكر الموضوع
و يكمل أسامة ”
أنا سمعت من جدى أن أحمد صابر
اتقدملك .
لم ترد بوسى على سماجة الوغد أسامة الذى تعمد إحراجها .. بينما ابتسم
الجد بخفوت عندما وجد ذلك الشاب الضخم حفيد حامد المنصورى يدخل عليه مكتبه مضطربا يبدو عليه التسرع و التأنى فى آن واحد .. ليكتم الجد ضحكته عليه و يتحمحم .. لتذهب الألوان من وجه أحمد و يشحب وجهه
و يفتح عينيه على مصرعيها فكان وجهه يمثل لوحة يتجسد فيها معانى الفزع قائلا :
” أنا عاوز أتجوز بوسى يا جدى ” .
.
.
.
.
.
عاد محمد لمنزله بعد أن تمشى قليلا بالأرجاء تاركا لأسماء الفرصة حتى تلملم شتات نفسها و تخرج من منزله عودة إلى عشها الذهبى .. و قد بدأ اليأس يتسرب إلى قلبه .. فهى لن تتغير و تكابر حتى فى خطأها و للأسف هو من طاوعها فى ذلك .. لذا عزم فى قرارة نفسه على محادثة الجد فى شأنها بعد أن ينال قسطا من الراحة
.. و التى وجدها بعيدة كل البعد عنه حينما دخل منزله ليجد أسماء تهم بتنظيف منزلها و ترتبه كما وصلت لأنفه رائحة طعام يطهى على النار .. تنظر أسماء له بإرتباك و تعض على شفتيها خجلا من زوجها و خجلا من خطأها فى حقه
– لتقول بهدوء :
أنا بنضف البيت بس عشان لما
ييجى بودة المغرب يعرف
يعلب براحته……………………
” و الأكل ؟! ”
– قالها محمد مقاطعا حديثها
– أسماء بإرتباك :
ل بودة .
ليهمهم محمد بفهم ثم يدخل لغرفته متجاهلا إياها و على محياه بسمة رائعة لم تراها عصفورته .
بينما شجعت أسماء نفسها لبذل مزيدا من الجهد لإرضاء زوجها و إعادته لها ..
و هو ما إختارته بمحض إرادتها بعد أن ترك لها محمد القرار .. لتواجه نفسها بأخطائها أولا .. ثم تهاتف والدتها تخبرها ما قررته .. و قد تفاجأت السيدة نعمة من مكالمة أسماء و إخبارها أنها ستبقى بمنزل زوجها و طلبت منها الاهتمام ب بودة حتى المغرب على أن تكون رتبت بيتها و أن تحضر لها ملابس مع ابنها .. و تغلق سريعا .. لتنظر أسماء فى أرجاء المنزل لتجده مرتب إلى حد ما إلا أنها عزمت على إحداث تغيير شامل فى المنزل ماحية بذلك أى أثر لتلك الحمقاء كما تعتقد .. و قد طرق قلبها مرارا عندما بدأت بالغرفة التى بها أغراض محمد لتكون بذلك الغرفة الأساسية و ابتسمت بحزن عندما وجدته جلب لها العديد و العديد من الملابس و العطور التى تفضلها .. كذلك أغراض خاصة بإبنهما و الكثير و الكثير من الألعاب المختلفة .. و تعد تلك الأعراض أكثر بكثير مما تملكه بمنزل جدها .. أفهمت أسماء رسالة زوجها لها و هى إنها فى كنفه لن ينقص عليها شئ هى و ابنهما .
.
.
.
.
.
اندفع أصلان فى تقبيل قطته بشراسة نابعة من يأسه فى عفوها .. ذلك الاندفاع أجبرها على الرجوع بخطواتها للخلف بينما الأصلان يدفعها للداخل و يغلق باب المنزل خلفه .. صوت أنفاسهم و قبلاتهم كان كل ما يسمع فى منزلها الصغير .. و تشكلت يدى زهرة برقة حول خصره تحتضنه قريبا لقلبها بعد أن سقطت عباءته عنه بينما قبض الأصلان برقة على شعرها يرفع رأسها له ليزيد عمق قبلاته يوصل لها فيها مشاعره .
قلت القبلات بينهما بشكل تدريجى و انتهت ببطئ ليحدق العاشقين ببعضهما
.. كانت زرقاوى زهرة تبدو ثملة .. و لم يكن بوسع الأصلان أن يعبر عن مدى اشتياقه لها سوى أن يعاود الاقتراب و يحرك أنفه على عنقها مستنشقا رائحتها بعمق .. لتضطرب أنفاس زهرة و يحملها الأصلان برقة يضعها على الأريكة إذ أنها مازالت ضعيفة .. و يجلس مقابلا لها .. لم يكن ما يحدث بينهما طبيعيا إذ لم يحل خلافهما بعد
– حتى بادرت زهرة برقة :
أنت مش بتتكلم خالص .. و على
طول كاتم جواك .. أنا أفتكرت
إنك مش بتحبنى .. و إن كل
حاجة كانت كذب .
– وضع أصلان كفيها بين كفيه و رفعها مقبلا إياها برقة :
أنا كنت بعاقب نفسى عشان
آذيتك .
– زهرة بغيرة :
أنت كلمتها بعيد أدامى لما كنا
رايحين الكلية .
– أصلان مقبلا كفيها قبلات صغيرة :
كنت بهددها إنى آذيها لو جت هنا
تانى .
– زهرة بعتاب :
هتأذى مراتك .
– ترك الأصلان كفيها لتستقر على قدمى
قطته و تحدث بجدية :
أنا مش متجوز غيرك أنتى يا زهرة
.. و الورقة اللى مضيت عليها
رحت قطعتها بنفسى .. متقوليش
الكلام ده تانى .. و أعرفى إن أنتى
مرات الأصلان الوحيدة .
– زهرة بشرود :
أنا كنت عاوزة أعضك لما كلمتها
.. متكلمهاش تانى .. أنت لازم
تعرف إن أنت جوزى أنا و بس
متكلمش واحدة تانية .
كتم الأصلان ضحكته على تلك القطة التى لا تتناسب رقتها مع تهديدها بالمرة .. كما أهتز داخليا للحظة .. فعضات قطته جعلته يتخيل بعض الأمور التى تحدث بينهم بحميمية .. إلا أنه ألزم نفسه بحزم لمرضها و ضعفها الواضحين بشدة عليها .. و عاهد نفسه على رعايتها من لحظتهم حتى تنتهى شهور حملها .
– الأصلان بمرح :
مش مشكلة أنا جتلك أهو .. و
هفضل معاكى .. عضينى براحتك .
لتضغط زهرة على شفتيها بأسنانها و يضرب قلبها الصغير بجنون و تتورد وجنتيها بسخونة من حديث الأصلان
.. الذى اقترب منها بمقدار خطير وشعرت بكفيه تحيط خصرها ببطئ هامسا لها
“أنا اللى أزعلك و أنا اللى أصالحك”
اجتاح زهرة شعور كاسح لذيذ أرسل رعشات عدة لها و تورد وجنتيها ..
فأصلانها خشن التعامل مع الجميع و
صامت أما أمامها فتسقط تلك الأقنعة و يتبقى فقط أصلانها هى .
” راضينى أصلان أنا زعلانة منك ”
لتتغير تلقائيا وتيرة أنفاس الأصلان و تصبح خشنة أكثر .. و كانت يديه جشعة فى لمسها .. حيث حملها إلى فراشها .
وضع الأصلان قبلاته على سائر جسدها الذى أرتعش بخفة بين الأذرع السميكة
.. حتى أكتفى من ذلك ليجعل شفتيه تواصل تأذية بقعة ما فى عنق الأخرى
.. تبادلا نظرات غائمة و تشابكت تعبيرات الرغبة مع أخرى ودودة محبة أثناء تقبيل الأصلان لكفى قطته كإعتذار صادق عما بدر منه .. و لم تستطع زهرة أن ترمش بعينيها و لو لمرة واحدة و هى تراه حريصا على نيل مسامحتها .. أما الأصلان فقد أحس بالوحشة بعد أن ترك شفتيها لحظات ليعود لتقبيلها من جديد .. بينما زهرة مستلقية على فراشها الناعم بشكل فتنه خاصة و هى تحرك عنقها له توفر له المساحة الكافية حتى يعطى تلك البقعة فى عنقها مزيدا من القبلات .. و تتمايل زهرة بجسدها و تلهث لقبلاته بعد أن أصبح جسدها أشد حساسية فى هذه المرحلة من العلاقة
.. أدمن الأصلان شعور انقباض أسنانه حول جسدها .. ليحصل كل جزء من أجزاء جسدها على علامات جعلت من أصلانها المتملك فخورا .. أنت زهرة من قوة الشعور و سقطت يديها التى كانت متمسكة بكتفه القوى جانبها .. حينما فقد الأصلان هدوئه الكاذب ليستبدل قبلاته و مصاته بلعقات على إمتداد جسدها و التى ولدت شعورا لدى القطة قد أشتاقت إليه كثيرا .. و دمعت عيناها من قوة الأحاسيس المتبادلة بينهم حتى هدأ الأصلان من فورة جنونه و استقام عنها جالسا على قدميه .. ليبدأ شغفه .. فساعد قطته على الجلوس مثله و يبدأ بإزالة قطع ملابسها البسيطة عنها .. حتى وصل لهدفه .. فلطالما تمنى أن يرى جسد قطته و هى فى شهور حملها الأخيرة ..
و قد صدق إحساسه فكانت بعينيه فى أوج جمالها و أنوثتها .. ساعدها فى الإستلقاء ثانية و شهقت زهرة عند مد الأصلان أصابعه ليلمس أجزاء جسدها
.. و تتبعت عينيه و أصابعه تفاصيلها الضئيلة و الحلوة مقارنة به .. ليزيل عنه جلبابه و يعرى فقط نصفه العلوى
.. و يستلقى بجانب القطة الثملة و التى ما إن أقترب أصلانها منها حتى بادلته اللمسات .. و تحركت أصابعها على عضلات ذراعيه و بطنه و صدره ثم تتلمس شعره الأسود و الذى تخلله بعض الخصل الرمادية و تشده إليها برفق رغبة منها فى أن يعاود قبلاته .
كثر همسه الخشن و لامست أنفاسه أذنها لترسل لها مزيدا من الرعشات بعد أن أمطرها بمديح بذئ و فاسق إلى حد كبير .. كان صوته عميقا لشدة رغبته و إفتتانه بها لتشعر بعدها بأصابعه تتحرك على ظهرها و خصرها و فخذيها .. ثم شهقت بخفة بعد أن لامست أصابعه أنوثتها بشكل فاسق ليزيد ضمها له .. بعد أن كادت تصل لنشوتها من ملامساته و كانت حالة جسده شبيهة بخاصتها .. و قد سهل ذلك شهور البعد بينهما .. لترد زهرة لمساته بلمساتها .. و تتنهد عاليا بعد أن أنتهت و شعرت بأصلانها يطلق سائله بعد
أن صدرت منه زمجرة خشنة دلالة على فقدان سيطرته على ذاته للبقاء لفترة أطول ..
و استقامت زهرة بنعومة تسند ظهرها على صدر أصلانها و لازالت ترتعش بين ذراعيه .. و حشر هو وجهه فى عنقها بعد أن خارت قواهما .. سيطر الهدوء على غرفتهما .. و حجب الغطاء الخفيف أجسادهما العارية .
حرص الأصلان على عدم إكمال علاقته مع زهرة بعد أن أقلقه ضعف صحتها من جهة .. إلا أن الأمر لم يخلو بينهم من الملامسات التى أدت للنهاية ما تؤديه العلاقة رغبة من العاشقين فى الشعور بقرب بعضهما .. هذه المرة فهمت زهرة رغبة الأصلان فى عدم إقترابه منها و لم تضغط عليه حتى يتأكد من صحتها عن طريق الطبيبة الخاصة بها .. بعد أن أخبرها بوجوب ذهابهم لها مساءا .. و قد وافقت زهرة على ذلك ليس إلا رغبة منها فى لقاء الأصلان بأطفاله .
و استغرق العاشقين فى نوم عميق لأول مرة منذ خلافهم نابعا من راحتهم بقرب بعضهم البعض .. تخلله فقط استيقاظ كل منهم للاغتسال معا كعادتهم قديما .. و عادا برغبتهما معا فى النوم بجانب بعضهما .. إلا أن القطة لم ترضى إلا بتوسط صدره ليستغرقا ثانية فى النوم بعد أن خفف الأصلان الإضاءة .. لتستيقظ زهرة بعد غروب الشمس شاعرة بسخونة شديدة بجسدها و بعض الألم .. نهضت من فراشها لتحضر لنفسها ماءا بارد إلا أن قلبها اضطرب حينما وجدت بقعة لا بأس بها من الماء تتكون تحتها .
.
.
.
.
.
استيقظ الأصلان فزعا على صوت زوجته المتألمة فى المطبخ .. ليتسمر مكانه حينما أشارت له بهلع على بقعة الماء المكونة تحتها .. ليطرق قلبه بعنف فى صدره و يحمل قطته إلى غرفتها .. لم يشعر بنفسه و هو يهاتف أخيه يخبره .. و تحرك بآلية و صدمة لتبديل ملابس زوجته .. و لم يشعر كذلك بوالدته الفزعة و بوسى و هى تدور من حوله هو و زوجته تحضر أغراض ولادتها .. و لا بنفسه و هو يحملها بالقرب من قلبه متجها بها لسيارته آمرا سائقه بالتوجه للمستشفى
.. بينما الآخرون فى سيارة أخرى يقودها أسامة و بجانبه جده و أمه و سوما و بوسى بالخلف .. و قد تكفل الحج قدرى بإبلاغ عائلة زهرة .. لتنطلق سيارتين أخرتين من منزل حامد المنصورى تحمل والد زهرة و عمتها و ابنه الأكبر صابر و يقودها أحمد و الثانية تحمل طه و ولديه حسن و يقودها حسين .
فى منتصف الطريق لأخذ زهرة لغرفة الولادة .. استسلمت ساقى عمتها صفية لتستند على الحائط بجانبها بوهن بينما طاقم طبى يدفع بسريرها ذو العجلات المتحركة نحو غرفة العمليات ترتدى اللباس الأزرق و ذلك نظرا لحالتها الحرجة و وهنها الشديد .. و قد تساقطت دموع زهرة خشية من الموقف و وجودها بمفردها بالداخل ..
و كان قلبها على الرغم من الألم ينبض بصخب فرحا لمجرد تفكيرها بإقتراب لقائها مع أطفالها .
أوقفت الممرضة سرير زهرة سامحة لها بتبادل حديث سريع بعد أن اجتمع حولها عائلتها من الحج قدرى و الحج حامد و عمتها و السيدة نعمة و سوما و بوسى و أسامة ماعدا الأصلان .. حيث كان الأمر فى فوضى عارمة .. و بعد أن ابتعد الجميع أقترب الأصلان منها بتعابير قلقة محتضنا كفها الصغير بين كفيه .. لتهدى له قطته إبتسامة صغيرة متحاملة على ألمها .. ليقول الأصلان فى شجن
” هستناكى تطلعى بالسلامة ”
و دنى واضعا قبلة على جبينها المتعرق
لتشد هى على كفه بالمقابل كحركة وداع تزامنا مع تحريك الممرضة لسريرها .
قرأت زهرة بعض الآيات القرأنية القصيرة أثناء تجهيزها بالداخل حتى قاطعها صوت طبيب التخدير يطلب منها العد حتى عشرة ناهيا حديثه بغرس الحقنة ببطئ فى موضع معين بظهرها .. و تقوم هى بعد القليل من الأرقام حتى سقطت فى نوم لذيذ .
بعد فترة طويلة من قلق الجميع بالخارج وصل إلى مسامعهم صوت بكاء ضعيف لطفل يليه آخر ثم الثالث ليبدأ بعدها الثلاثة فى الصياح معا .. لتطلق السيدة نعمة الزغاريد و يهنئ الحج قدرى الحج حامد الذى يمسح دموع فرحته .. و يحتضن صابر أخيه طه مباركا له سلامة أختهم .. كذلك السيدة نعمة و السيدة صفية .. و أحمد الذى غمز لبوسى بفرح لعمته و سوما و أسامة أتجها لتهنئة الأصلان الذى لم يرد عليهم و شحب وجهه ما إن خرجت ممرضتين تحملان ثلاثة أطفال أطلقت على إثرها السيدة صفية تلك المرة الزغاريد .. ليقترب الأصلان مطمئنا على سلامة قطته أولا ثم يفاجأ بجده الذى يعطيه الطفل الأول ليأذن بأذنه و يليه الثانى الذى يحمله الحج حامد و الثالث الذى يحمله صابر من طه بالغصب .. ليأذن الأصلان فى أذن كل طفل من أطفاله ثم يتحمد على سلامتهم ..
الحمدلله على سلامتك يا مهار
الحمدلله على سلامتك يا ماس
الحمدلله على سلامتك يا مجد
و أعطوا الأطفال ثانية للممرضتين حتى يضعوهم قليلا بالحضانة .. لتخرج الطبيبة مطمئنة ذلك الوحش الضخم بعملية على صحة زهرة و أنها بخير تحتاج فقط إلى رعاية أطول قليلا لضعف جسدها و حداثة سنها كذلك الأطفال صحتهم ممتازة و لكن فضلت وضعهم بالحضانة حتى خروج والدتهم من المستشفى .. ليتنفس الجميع الصعداء .. و تدمع عينين أسامة فرحا لأخيه الأكبر و لم يمانع إحتضانه بعاطفة أمام الجميع الذين ضحكوا لفعلته .. ثم أتجه إلى سوما ممسكا بكفها و ذهب بها إلى جده الجالس بجانب الحج قدرى
جدى أنا بستأذنك يكون فرحى
أنا و سوما بعد زهرة ما تربعن
بينما لم يمانع الحج قدرى بعد أن إطمأن على استقرار حياة الأصلان كذلك محمد و أسماء .. و ينتهز الفرصة للتقريب بين العائلتين يعلن
و أنا بعزمكم كلكم على فرح
أحفادى أسامة و سوما بعد
واحد و أربعين يوم من إنهاردة
– أسامة بنزق و صوت عالى أضحك
الجميع :
واحد و أربعين يوم ليه بس يا
جدى ؟! .. مش كانوا أربعين من
شوية ؟!
– الحج حامد بمرح حينما أدرك مقصد
الحج قدرى :
عشان ليلة ولاد أخوك يا عريس .
– و يكمل الحج قدرى بخبث :
و خطوبة بوسى إن شاء الله .
– أحمد صابر الذى بهت لونه قليلا :
إيه ؟! .. هو أنا مش كنت حاجز
الأول ؟!
– ليضحك الجميع على جملته .. و تقول بوسى بحنق :
إيه حاجز دى ؟! .. هو أنا تلاجة ؟!
” و تقول بكبر زائف ”
ثم آه أنت فاكرنى إيه هموت عليك
يعنى ؟! .. دا أنا العرسان بتجرى
ورايا و أنا إللى مش راضية .
– ليضحك الكل ثانية .. ثم تتجه بوسى إلى جدها بسرعة :
جدى إيه موضوع الخطوبة دا ..
أنت صدقت إنى مش عاوزاه و لا
إيه ؟! .. أنا بعزز نفسى بس ..
كده و كده يعنى .. ما تقوله يا
جدى ” قاصدة الحج حامد ” ؟!
– الحج حامد بمكر :
الله و أنا مالى يا بنتى .. على
العموم كل شئ قسمة و نصيب
.. و إحنا فى الأول و الآخر أهل
.. و مفيش حاجة أبدا هتزعلنا من
بعض .. صح يا حج قدرى ؟!
– الحج قدرى :
صح يا حج حامد .. استنى يا
بوسى أعرفى مين العريس
يمكن يعجبك ؟!
– ليسكت أحمد تماما فى صدمة من جده الذى تخلى عنه و ترد بوسى
بسرعة :
مش عاوزة أعرف .. هو أنا خلاص
أخترت أحمد .. طويل و أسمر يعنى
على أد إيدى و مش هيكلفنا كتير
يعنى هيجى بشنطة هدومه .
لينفجر الجميع ضحكا على كلام بوسى
و تمسكها بأحمد .. بينما خجل الملاكم و أحمرت أذنه قليلا بعد أن غمزه أبناء عمه طه .
– ليقول الجد مجاريا حفيدته :
خلاص .. الرأى رأى بوسى .. إيه
رأيك أنت كمان يا حج حامد ؟! ..
و الله الرأى رأى العريس و أبوه ..
هاه يا صابر ؟!
– صابر الذى لان لبوسى منذ رؤيتها
كذلك لتمسكها بأبنه :
و الله هى حلوة و عجبانى ..
خلاص أنا موافق .
– أحمد بحنق :
موافق على إيه ؟! دى بتتكلم
عليا أنا مش أنت ؟! و بعدين بقى
؟! ..
” ليزجر بوسى ”
و أنتى .. لمى ضحكتك و أعدى
هنا جنب جدك .. فى رجالة راحة
جاية .
– بوسى بفرحة لغيرة الملاكم المفرطة
.. غمزت له و قالت :
أمرك يا سيدى .
لتحمر أذنه و يخجل ثانية .. و يعاود الجميع الضحك .. و فى تلك الأثناء تخرج زهرة من غرفة العمليات بعد أن تم تنظيفها و تنتقل إلى غرفة عادية
مجهز بها ثلاثة أسرة صغيرة طلبهم الأصلان لأطفاله .
دخل الأصلان أولا لغرفة زوجته و لم يلحقه أحد و كأن بينهم إتفاقا ضمنيا بإعطاء الزوجين مساحة خاصة .. يرى قطته تتوسط الفراش المتوسط للمستشفى بوهن .. ليقترب منها تاركا شفتيه تلامس جبين قطته بقبلة رقيقة
هامسا لها :
“نامى يا زهرة ”
و ما إن تلاقت عينهما حتى ابتسمت زهرة بوهن ظنا منها إنها تحلم .. و لم تستطع النطق لشدة وهنها و أومأت فقط .. توقف إدراكها عند هذا الحد و تلاقى جفنيها و ذهبت فى سبات عميق
من أثر التخدير .. بينما الأصلان لم يفارق جانبها محتضنا كفها .
بينما أكتفى الأصلان بالتحديق فى جميع تفاصيل وجهها ليطمئن قلبه أنها بخير .
بعد عدة أيام حرص فيها الأصلان على تناول زهرة ثلاثة وجبات يوميا من أجل إستعادة صحتها .. تحركت قدميه لجناحه و الذى أصر على رجوع قطته و أولاده إليه و ترك منزلها الصغير .. ليجد زهرة مريحة ظهرها على مقدمة الفراش و تحمل بين ذراعيها صغيرها مهار بينما أخويه نائمان بمهدهم .. ليبتسم من رقة منظرهما و يستمر فى التربيت على يسار صدره النابض لها .. ليتحمحم و يدخل .. تواصلا بصريا لمدة طويلة دون أى حديث و بالرغم من خلو المكان كان صاخبا بصوت نبض قلبيهما و صراخ الأطفال ليبتسم كلاهما و يتجه الأصلان لمهد الأطفال الكبير المقسم لثلاثة أجزاء يحمل ماس بين يديه بينما هدء مجد فى مكانه ..
و يجلس الأصلان بجانب قطته يحويها بأحد ذراعيه طالما أن الآخر ملكا لماس
و تضم القطة نفسها إليه .. وحشها اللطيف الذى أوقعها فى حبه من أول لقاء .. و كانت القطة نصفه الآخر أنجبت له ثلاثة ذكور يحملون سماره و زرقة عينيها .
” مجد – مهار – ماس
💥💥💥💥

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى