روايات

رواية زهرة الأصلان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان البارت الثامن والعشرون

رواية زهرة الأصلان الجزء الثامن والعشرون

زهرة الأصلان
زهرة الأصلان

رواية زهرة الأصلان الحلقة الثامنة والعشرون

آثار صوت الارتطام المدوى بالمطبخ فزع الجد و ابنتيه .. و انطلق الثلاثة مهرولين الى المطبخ لاستطلاع الأمر .. ليجدو زهرة ممددة على أرضية المطبخ و يحاوطها حطام فناجين القهوة التى سقطت من يدها .. وقف الجد و السيدة نعمة فى حالة ذهول بينما أسرعت السيدة سعاد التى استفاقت مبكرا من صدمتها
تحاول إفاقة زهرة من إغمائها بعد أن أسندت رأسها على فخذها إلا أنها لم تنجح فى ذلك ..
و أسرع الجد ينادى على أسامة و رائد اللذان لم ينغمسا فى النوم و أسرعا لتلبية نداء الجد
– أسامة فزعا :
أيوة يا جدى .. فى إيه ؟
– الجد فزعا :
ألحق مرات أخوك غميت فى المطبخ
.. أطلع خبط على أصلان .. يلا هم أمال .
– أسامة قلقا :
حاضر .. حاضر يا جد .
لم ينتظر رائد جده ليوجه له الحديث بل أسرع متخطيا أسامة و الجد متجها
إلى الجنية الصغيرة .. و التى وجدها ممددة على أرضية المطبخ .. أسرع رافعا إياها من الأرض
و حملها كالعروس مسرعا الى غرفته لحقه الجد و السيدة نعمة و سعاد .. دون الحاجة إلى ذكر ضمه إياها الى صدره يطمئن خافقه على سلامتها .. و قد تضايق الجد من حمل رائد لزهرة لعلمه بمشاعر حفيده تجاهها إلا أنه ليس لديه حلا آخر .. مدد رائد زهرة على فراشه بحجة أن غرفته الأقرب بالنسبة له .. و أسرع بإفاقتها و قياس الضغط و مستوى السكر تحت أنظار الحج قدرى وابنتيه .. كل ذلك تحت شعور من السعادة لوجودها بغرفته و على فراشه يحاول قدر الإمكان منع عقله من بث خيالات تتمحور حول شكل حياته معها فى هذه الغرفة عند ذهابهما لزيارة الجد .. و منع قلبه من إفتضاح أمره أمام جده و عمته و زوجة عمه .
9
بينما انطلق أسامة إلى جناح أخيه الأصلان و دخله مسرعا متجاهلا أخيه الشبه عارى إلا من غطاء خفيف عليه .. وشرع فى إيقاظه برفق
– أسامة :
أصلان .. أصلان .
– أصلان :
أمممممممممممم.
– أسامة :
أصلان أصحى .
– أصلان فزعا لوجود أخيه :
فى إيه .. جدك كويس ؟! ..
فين زهرة ؟! .. إيه اللى حصل ؟! ……
– أسامة مهدئا أخيه الأكبر :
مفيش حاجة .. أهدى .. أوم ألبس
هدومك .. زهرة تعبانة شوية و………….
– أصلان فزعا :
زهرة …………………………….
أبعد أسامة عن طريقه و قد أعطاه الأخير ظهره لعلمه بعرى أخيه الذى كان آخر همه فى تلك اللحظة رؤية أخيه الأصغر له عارى .. و ارتدى ملابسه سريعا لاحقا أسامة الذى سبقه .
قبض الأصلان على يده حينما وجد أخيه الأصغر متجها به إلى غرفة رائد التى وقف الجد على بابها .. دخل أصلان غرفة ابن عمه بوجه متجهم فوجد أمه وعمته بالقرب من زوجته على الفراش و يجلس من الجهة الأخرى رائد الذى شرع بقياس ضغطها و قد بدأت زهرة تستفيق ببطأ من إغمائها .. تجاهل أصلان سيلا من التسأولات التى هاجمت عقله
عن :
كيف جاءت زهرة الى غرفة ابن عمه ؟ … أو
لما يتواجد الجد و أمه و عمته و أخيه
بجانبها ؟ … أو متى غادرت الجناح ؟ أو
………. ………… ………. ………. ………
و غيرها .. و غيرها من الأفكار التى تجاهلها و اهتم فقط ب زوجته التى حينما استفاقت قليلا نطقت بأسمه هو أصلانها و طعنت قلب الآخر الذى استقام يفسح المجال لغريمه و ابن عمه أصلان .. لم يهتم أصلان بأى من
اعتراضات الآخريين و أصول اللياقة و الأدب اللعينة و حمل زهرته إلى غرفة أمه و طلب من أسامة استدعاء ابنة العم محمود الذى يعمل لديهم فى المصنع الطبيبة المتعينة حديثا بالمركز الطبى ببلدتهم .. خرج أصلان من غرفة رائد و لكن ليس قبل أن يعطيه نظرة قاتلة و أخرى معاتبة لجده على سماحه لرائد بحملها و وضعها بغرفته .
حضر أسامة برفقة أبنة العم محمود التى أسرعت بأرتداء إسدال المنزل و الذهاب مع أسامة لترى زوجة كبير البلد الأصلان و كذلك لفضولها الشديد لرؤية من كانت حديث البلد لشهر كامل و كانت حلا للثأر الذى استغرق سنوات بين العائلتين .. لحقت الدكتورة منال ابنة العم محمود أسامة للطابق الثانى من المنزل ثم إلى غرفة واسعة بها فراش كبير فى المنتصف و خزانة متوسطة الحجم و أريكة كبيرة بها و تسريحة .. جعلتها تدرك أنها ليست لكبير البلد بل لأحد أفراد الأسرة .. ثم لم تتمالك شهقتها بعد أن رأت الجسد الملائكى الممدد على الفراش و يتحلق الجميع حوله .. تمالكت نفسها
سريعا و ابتلعت ريقها بعد أن حظيت بنظرة ليزرية من الأصلان .
تمالكت الطبيبة نفسها و طلبت من الجميع بهدوء الخروج من الغرفة لتتمكن من الكشف على زهرة خرج الجميع من الغرفة و لم يتبقى سوى الطبيبة و السيدة نعمة معها .. و قد زاد العدد بالخارج بعد أن أفاقت الجلبة الحادثة بالخارج باقى أفراد المنزل .. الذين جذب انتباههم صرخة من السيدة نعمة .. التى خرجت من غرفتها غارقة ببكاء مرير تمرر عينيها على الجميع دون القدرة على الكلام حتى وجدت ضالتها .. أسرعت لبكرها تضمه ببكاء قائلة من بين شهقاتها :
ربنا رضاك يا أصلان .. و كمل فرحتنا
زهرة حامل .. حامل ياعمى .. اللهم لك
الحمد …………….. ………………..
ثم أكملت بكائها المرير محتجزة أبنها بين ذراعيها تحتضنه فرحة له .. كذلك الجد الذى حمدالله على نعمته و الباقين .. إلا صفصف التى تجهم وجهها و انقلبت سخريتها عليها و كذلك رائد الذى يشعر بمعاندة القدر له و الذى زاد فى الروابط بين جنيته و ابن عمه بشكل يجعله خارج الصورة دائما .. أقترب أخوة أصلان منه هو و أمه يباركون له حمل زوجته .. كذلك عمته التى ساعدته بفك حصار أمه و أخوته له و أدخلته لها و أغلقت الباب عليهم .
دخل أصلان غرفة والدته وجد الطبيبة جالسة بالقرب من زهرة تتهامسان فى شىء ما .. انتبهت منال للأصلان الذى يقترب من زوجته بوجه لا يظهر عليه أى تعبير .. فتحمحمت تجذب انتباهه لها و تقدمت ناحيته تخبره بالحرص على مواعيد الأدوية التى كتبتها لها .. كذلك بالراحة لها لضعفها الشديد هى و الجنين .. كذلك همست له بشكل جدى بشىء ما ثم انطلقت فى عجالة تاركة و رائها عاشقان يتلهفان لقرب بعضهما .
اتجه أصلان بعينين فرحتين و وجه مذهول و جسد متسرع الى زوجته الممددة على الفراش
بعد أن فتحت له ذراعيها تطالبه بالقدوم لها فى صمت من الطرفين … جلس أصلان بجانبها على الفراش يتأملان بعضهما بمحبة منها و فرح و فخر منه … لا يكاد يصدق أن الله استجاب لدعاء قلبه و وهبه طفلا منها هى قطته … اتسعت ابتسامته و سقطت دمعتان من عيناه تعبران عن شعوره رافقهم قولها
– زهرة بهمس :
حامل أصلان .. حامل منك ..
مش مصدقة .. أخيرا .3
ثم توقفت قليلا تتمالك دموعها التى خانتها هى الأخرى .. و أكملت :
” كان نفسى أوى أحمل منك أصلان ”
و توقفت ثانية تضحك فرحة بهذا الطفل القادم .. تأثر بحديثها نصفها الآخر الذى شاركها الضحك فرحا و انحنى يقبل بطنها قبلات رقيقة كثيرة تخونه خلالها دموعه و ضحكاته كذلك هى .. ثم استقام قليلا يقبل جبينها و يديها يبارك لها طفلهما
– أصلان هامسا هو الآخر :
مبروك حبيبتى .. مبروك رورو
هتبقى أم .. أم ابنى أنا .
أومأت له قطته فرحا لكلامه و للحدث نفسه
.. يبكيان و يضحكان معا بخفوت و يمطرها هى وجنينها بالقبلات .
خرجت الطبيبة تبشر الجميع خارجا و تؤكد على ضرورة الراحة و الطعام و المقويات أيضا
و تركتهم منصرفة يوصلها أسامة … صرف الجد الجميع إلى الأسفل و اتجه هو و السيدة نعمة و السيدة سعاد الى الداخل بعد طرقه على الباب لعلمه بطبع حفيده الخاص بقطته …
– الحج قدرى الذى لا تسعه الفرحة :
مبارك يا زهرة أنتى و الأصلان حفيدنا .
– زهرة بصوت خجل :
الله يبارك فيك يا جدى .
كذلك باركت السيدة نعمة و سعاد قدرى لزهرة و كللا مباركتهما باحتضانها و تقبيلها … كما اعتذرت السيدتان لهما على ما حدث منهما تحت استغراب أصلان … و الذى زال استغرابه سريعا بعد أن صرف الحج قدرى ابنتيه و قص على أصلان ما فعلته قطته بداية من زيارتها له ليلا و حتى إغمائها بالمطبخ … فالجد بحكمته يرغب فى إزالة أى لبس أو إنفعال من أصلان بسبب وجود زهرة بغرفة رائد عند استيقاظها من الإغماء … الأمر الذى أراح أصلان … و ألتفت لزوجته بامتنان عن فعلتها مع والدته و عمته … و أجابت هى عن سؤاله الصامت تحت أنظار الجد بكلمتين زادت محبته لتلك القطة الصغيرة العاشقة له بكل كيانها .
– زهرة بحب :
عشانك أصلان .
تجمع أفراد أسرة الحج قدرى للفطار ماعدا الأصلان و زهرته و قد انتشرت الأخبار و علم الجميع … و تناولت الأسرة طعامها بصحبة أصوات التهليل من أم أحمد و السيدة نعمة و فاطمة و ورد … و حزن رائد و حسرة صفصف
… و مرح بوسى و دودى و سلوى … و صمت منير الذى يراعى شعور أخيه و عدم مبالاة نانى …
– أسامة :
هاه .. نولينى يا سوما البيضة دى
خلى الواحد ينسى اللى هو فيه .
نظر له الجد مستنكرا حديثه و ضحك أسماء و محمد و بوسى و تعجب سوما و السيدة نعمة .
– الجد حانقا :
تنسى إيه إن شاء الله يا سى أسامة ؟
– أسامة بدرامية :
انسى أن أصلان هيخلف و أنا لسه
متجوزتش .. ليه كده يا رب .. بقى محمد
يتجوز و يخلف .. و أصلان يتجوز
و يخلف و أنا لأ ؟!
انفجر الجميع ضاحكا على درامية أسامة
– محمد حانقا :
هو إيه ده اللى بقى محمد يتجوز و أنا
لأ ؟! .. ليه إن شاء الله شايفنى ناقص
إيد و لا رجل ؟!
– و علقت بوسى :
ثم أنت لازم تكون الأخير .. لأنك الصغنن
بتاع البيت .
– و قالت أسماء :
دا كمان أصلان المفروض يكون قبل محمد.
– بوسى بمرح :
لأ يا سمسم مينفعش .. على أيام جوازك
أنت و محمد كانت زهرة لسه بترضع
.. كده كويس .
و ضحك الجميع ثانية على حديث بوسى .
– رد أسامة الحانق من ظلمه دائما :
و لا يهمك يا سوما نتجوز إحنا بس ..
و أنا أسبقهملك كلهم .. هنجيب عيل فى
تلت شهور .. اصبرى و شوفى .
– سعاد قدرى ضاحكة :
دا إيه العيل ده اللى هيجى فى تلت
شهور ؟!
و ضحك الكل
– رد أسامة مصغرا عينيه بخبث :
بلاش أنتى يا سوسو لو صبر القاتل
على المقتول كان مات لوحده ..
سيديهاتك كلها معايا .
– ضحكت بوسى على شكل والدتها و السيدة نعمة و قالت :
برافو يا أسامة أى كلمة بلغ القسم ..
” ثم قالت لوالدتها و السيدة نعمة ”
طبعا مش محتاجة أفكركوا إن أس أس
هو اللى فتن عليكوا .. همتكوا يا بنات
ظبطوه .
” تقصد بحديثها معرفة الجد بما فعلوه
بزهرة و غضبه منهما ” .
– أسامة الذى غص بالطعام تمتم :
الله يخربيتك .. حمارة .
– أسماء بجهل :
بتقولوا إيه ؟ .. مش فاهمين حاجة ؟
– أسامة و بوسى بصوت منخفض :
أخرسى أنتى .
عدل أصلان جلسة زهرة قليلا حتى تستطيع تناول شىء دافىء و بعض الطعام مع الأصلان
… إلا أنها لم تستطع إلا أن تتناول القليل تحت إصرار زوجها ثم تناولت علاجها … و مددها أصلان ثانية بعد أن نقلها لجناحهما الذى قامت
نعمة بنفسها بتعديله بعد الأحداث الساخنة التى تمت بينه هو و قطته اليوم السابق … ثم أصر الأصلان عليها كى تنال قسط من الراحة … فما عدا إغمائها تعد زهرة لم تنل أى راحة من اليوم السابق … و شجعها زوجها بالاستلقاء جانبها قليلا و خلل أصابعه بشعرها و الكثير من قبلاته التى لا تنام إلا عليها حتى سقطت فى نوم عميق … و انسحب أصلان من جانبها و ابدل ملابسه بعد استحمامه و خرج بهدوء من جناحه و فى باله العديد من الأعمال .
نزل أصلان الى الأسفل متوجها لغرفة الجلوس التى أجتمع فيها جميع أفراد الأسرة بعد تناول الفطار … و الذى ما إن رأته والدته و أم أحمد حتى أطلقوا سيلا من التهليلات و التبريكات استقبلها أصلان بمحبة و ضحك تراه أفراد الأسرة عليه لأول مرة … ألقى التحية على الموجودين و وصى أمه جيدا بزهرة التى تركها نائمة بجناحه و انطلق خارجا تحت فرحته لذبح الذبائح بنفسه حتى يبارك الله بحملها و تتممه على خير … و مضى النهار و لم يترك أصلان فردا فى بلدته إلا و أوصل له نصيبه من الذبائح دون إيضاح الأسباب لأهل بلدته … كما حرص الجد على إبلاغ عائلة حامد المنصورى بحمل زهرتهم … الخبر الذى إطار و الد زهرة و عمتها و أخوتها بحملها … مع وعد بالزيارة قريبا لهم … الأمر الذى أفرح عاشق
آخر ترس الشيب رأسه و لم يحالفه الحظ كابن أخيه فى الاجتماع بحبيبته و هو زاهر قدرى الذى انتظر زيارة صفية المنصورى عمة زهرة بفارغ الصبر .
عاد أصلان الى المنزل بعد زيارة منه الدكتورة منال بعدما همست له بوجوب زيارتها فى المركز الطبى بالبلدة … و أخبرته بضعف صحة زهرة كذلك جنينه … و أوصته بالراحة التامة لها كذلك بالاهتمام بالتغذية السليمة لها … و الأمر الهام بالبعد التام عنها و عدم الاقتراب منها فى ظل حالتها الضعيفة تلك حتى لا يعرضها للإجهاض الذى يعد خطر جدا على صحتها نظرا لضعف صحتها و صغر سنها حتى تراها الطبيبة بعد أسبوعين … الأمر الذى أضاع جزء من فرحته بحمل زهرته … لذا بمجرد وصول الأصلان اتجه إلى والدته يسأل عن حال زوجته التى أخبرته أنها نائمة منذ أن تركها صباحا … و أوضحت له أنه أمر طبيعى بما أنها لم تنام ليومين كما أنها كانت تصعد لها هى أو عمته أو أم أحمد أو أحد البنات على فترات الإطمئنان عليها .
أراد أصلان رؤية قطته بنفسه حتى يطمئن قلبه و أوصى أم أحمد باحضار طعام لها حتى تتناول علاجها …. دخل أصلان جناحه فى صمت متجها للحمام يزيل عنه تعب اليوم الذى قضاه بين ذبح الذبائح و العمل فى المصنع و زيارة الطبيبة … و أبدل ملابسه الى جلباب بيتى مريح و فتح باب جناحه … تناول صينية مملوءة بالطعام من بوسى التى أرادت رؤية زهرة … إلا أن أصلان أخبرها بنومها و طردها غير عابئا بما تقوله و أغلق باب جناحه بوجهها … و ضع الطعام على أقرب طاولة و قربه للفراش حيث تسقط قطته فى نوم عميق و مازالت ترتدى بيجامتها التى عليها رسمة للقمر … لم يتمالك أصلانها نفسه و رفع الغطاء نائما بجانب قطته ثم سحبها لصدره يمسد تارة على شعرها … و يناديها تارة أخرى بحب و صوت منخفض لا
يساعد على استيقاظها … و يمطرها بقبلاته ثالثة .
بدأت زهرة الأصلان فى الاستيقاظ على صوته الهادىء و أصابعه التى تمسد فروة رأسها برقة كذلك على قبلاته الشغوفة بها … و التى لم تساعد على استيقاظها خاصة بعد شعورها بخمول شديد جعلها تدس نفسها أكثر له و تتمسح برأسها فى صدره و تزيد من ضم نفسها لحبيبها … و هو ما لا
يفضله حاليا حتى لا يفقد سيطرته على نفسه و يغرق رجولته فيها يرضى نفسه و يرضيها فمازالت تحزيرات طبيبتها تلسع أذنيه حتى هذه اللحظة … و استبدل قبلاته بصوته
– أصلان :
زهرة .. رورو .. اصحى .. رورو
– همهمت زهرة دلالة على بداية استيقاظها :
أمممممممم .
استمر أصلان فى منادته لزوجته حتى استيقظت تماما و وعت لزوجها بجانبها … نظرت زهرة بعيون عاشقة لوحشها اللطيف …
الذى أراد إشباع نفسه بقبلة قبل بعده عنها …
فقبلها قبلة سطحية على شفتيها تحولت بعدها لقبلات عميقة ساخنة شغوفة بسبب تأوهات قطته و التى أطلقتها ما إن لمس شفتيها … بعد فترة لا يدرك كلاهما إن كانت قليلة أو كثيرة إنتزع أصلان نفسه إنتزاعا منها و أبعدها برقة عن ذراعيه التى تحاوطها يساعدها فى الاعتدال قليلا على الفراش حتى تستطيع تناول طعامها … ثم تناولت دوائها تحت صمت تام من الأصلان الذى حمل هم بعده التام عنها إذا كان لم يستطع أن يقبلها بصورة طبيعية و لولا إرادته الحديدية فى الحفاظ على صحتها لكان غرق فى أنوثتها حتى أشبع نفسه منها و لكنه يحمد الله على عودة تعقله له … هذا التعقل الذى يبدو أنه سيكون صديقا له على المدى الطويل حتى تمر
فترة حمل زهرته الأولى على خير … و عادوا للتمدد على الفراش مرة أخرى و تهدئة أضواء الغرفة لحصوله على قسط من الراحة بعد يوم من العناء الطويل … قرب الأصلان قطته له يحتضنها و ودعها للنوم بقبلة بطيئة على جبينها بعد أن أعتاد هو و قطته أن يودعا يومهما بلقاءات ساخنة
ثم ألتقط نفسه الذى كان يكتمه مستلهما الصبر من الله أن يرأف بحاله و تمر تلك الليلة على خير … استلقى العاشقان على فراش من جمر فلا أصلان معتاد على البعد عن قطته و لا قطته الصغيرة تنام دونه … دمعت عين زهرة قليلا من إحباطها فلم تتوقع فى أقصى أحلامها أن يكون لقائهما بعد حملها بهذا الشكل القاسى منه … و تهدج نفس أصلان من يأسه فى أن يغرق بقطته ككل ليلة لهما معا تاركين أى شىء آخر بعيد عنهما … لم تتحمل زهرة بعده و ألتفتت تدس نفسها بصدره أكثر مرة بعد مرة و هى تزيد من اصطدام رأسها بصدره لعله يشعر و لو قليلا بعذابها و لا تعلم تلك القطة أنه يجاهد نفسه حتى لا تنتهى ليلتهما بتأوهاتها تحته كما أعتادا .
1
.. زادت زهرة من الضغط على أصلانها بعد أن شعر بصدمها لصدره كذلك نفسها الساخن الذى لم يرحمه … فثبتها من ذراعيها بحزم رقيق يوقفها عن تعذيبها له … فرمقته زهرة بنظرات معذبة …
و تبادلا النظرات قليلا … حازمة نافذة الصبر من جهته مستعطفة و حزينة من جهتها خاصة بعد أن أدركت أنه يبعد نفسه عنها فتحولت نظراتها لأخرى هلعة من فعلته … جعلته يقبلها قبلات رقيقة على وجهها لعله يصبر نفسه و يصبرها … مع كل قبلة تضم نفسها أكثر له حتى كادت تدخل نفسها بصدره … يستجيب جسدها لقبلاته الرقيقة البسيطة و يتأثر جسده
لإستجابتها حتى كاد يلتهم وجهها حرفيا … فأبعد نفسه سريعا يلتقط ما ضاع من أنفاسه و تهدج صدرها و علت شهقاتها من بعده ثانية بعد أن أملت بوصله لها … كاد الآخر يفقد صوابه من صوت شهقاتها يشعر بحاجتها له و التى تماثل حاجته له … و عاد يضغط على ذراعيها بحزم رقيق يثنيها عن بكائها حتى لا يفقد أعصابه … أبعدت عينيها عنه فى حرج من مشاعرها … رفع وجهها له لا يرغب فى إبعاد نظرها عنه و فى نفس اللحظة
لا يتحملا نظراتهما الواشية بكل شىء … شد على ذراعيها قليلا و قال بعد أن انتهى صبره
– أصلان :
خمس دقايق بس … فاهمة …
استغرقت زهرة ثوانى حتى يصل لها مقصده و هزت رأسها له بلهفة تنتظرها هى و هو دلالة على موافقتها … التى ما أن حصل عليها الآخر حتى إنهال على قطته يلتهم شفتيها بسخونة جعلتهما دون أن يدركا يزيدان من احتكاك أجسادهما ببعض رغبة فى الحصول على بعض الخلاص الذى كان بعيدا عنهما فى تلك اللحظة … يمص شفتيها و يزيد من ضم جسدها له لعله يرضى رجولته و يشبع أنوثتها و لو قليلا … أنهى أصلان قبلاته له فجأة حين أفاق على خطورة وضعهما و أسند جبينه على جبينها يلتقطا أنفاسهما
– زهرة و عادت لها دموعها بصوت رقيق :
فى إيه أصلان ؟! أنا ضيقتك فى
حاجة ؟!1
– أصلان الذى زاد حزنه لحزنها :
مفيش حبيبى … مفيش .
” ثم عاد و أكمل ”
أنا خايف بس عليكى … أنتى لسه فى
الأول و دا غلط … هممم … نستحمل
شوية عشان صحتك هممم .
– زهرة برقة :
بس أنا مش تعبانة .
– أصلان متكتما على حديث الطبيبة :
معلش برده … كده أحسن … خليها
من عندنا إحنا … زى ما بيقولوا الحرص
واجب .
صمت بعدها كلاهما و أعادها أصلان قريبا لقلبه تنام على صوت خفقاته و يسند ذقنه على رأسها يجعل من رائحتها مسكنا لقلبه المجروح من بعدها عنه … و يلهيها عن بعده عنها بالكثير و الكثير من القبلات حتى سقطت فى نوم عميق لذيذ و لحقها هو بعد أن ظل يتأملها قليلا .
مرت عدة أيام على حدث حمل زهرة لم يحدث فيها الكثير خاصة بعد أن خطفها النوم اللذيذ العميق من زوجها و عائلتها لا تستفيق إلا على وجباتها و دوائها … لم يستطع أصلانها إشباع نفسه من وجودها إلا بإحتضانها أوقات نومها … و قد علقت عمته سعاد أمام الجد و أفراد العائلة على نومها الكثير بأنها تشبه الجميلة النائمة … و أكملت بوسى بضحك
– بوسى :
فاضل بس أصلان يبوسها و تصحى على
طول .
كذلك لم يتمكن حامد المنصورى و أخته صفية من الجلوس فترة طويلة مع إبنتهم لإرهاقها فاقتصروا الزيارة بعد أن اطمئنوا على ابنتهم … و لم تخلو زيارتهم من تعجبهم من معاملة الأصلان معهم … فقد توقعوا عدائه الطبيعى لهم من صغره إلا أنهم وجدوه لان من ناحيتهم كثيرا … كذلك لم تخلو الزيارة أيضا من توتر الأجواء لغيرة صفصف الشديدة على زاهر قدرى بعد أن استنتجت أن حبيبته هى عمة زهرة و شاع التوتر فى الأجواء و الذى لم ينتهى إلا باحتجاز زوجها فى غرفتهم و لم يخرجوا إلا بعد أن غادر أهل زهرة .
استيقظت زهرة من نومها العميق ليلا بعد أن شعرت بالجوع الشديد … حاولت النهوض من الفراش ببطىء حتى لا تؤذى نفسها … انتبه على حركتها الرقيقة أصلان الذى خرج من الحمام و على كتفيه فوطة صغيرة و قد أرتدى جلباب بيتى واسع باللون البيج و تحته بنطنال من نفس اللون .
– أصلان الذى أسرع ليسند زوجته :
صح النوم رورو … قايمة ليه ؟
… عاوزة حاجة أجبهالك ؟4
– أعتدلت زهرة فى جلستها على الفراش و لاحظ زوجها راحة ملامحها البادية عليها من كثرة نومها و إحمرار وجنتيها .. فقالت برقة :
جعانة أصلان .
جلس أصلان بجانبها و حاوطها بذراعيه و قبل جبينها ببطىء دلالة على عمق مشاعره تجاهها و نظر لها قليلا
– أصلان :
جعانة رورو ؟
– زهرة :
هممممممم .
– أصلان معاودا تقبيل جبينها :
طاب أنا هنزل أجيبلك حاجة تأكليها .
– زهرة متمسكة بذراع أصلان بسرعة :
أنزل معاك … أنا زهقت … جسمى
واجعنى من كتر النوم .
صمت أصلان قليلا لا يعلم ما يقوله لها … خاصة بعد ملاحظته لإرهاقها الواضح حتى و هى تتكلم معه و تطلب منه النزول معه … إلا أنه فى النهاية وافق إشفاقا منه عليها فهى حبيسة الجناح منذ ما يقرب من الأسبوعين دون أن تتحرك بعيد عن الفراش مع إلتزامها التام بطعامها و أدويتها … يأست زهرة من رد أصلانها و أستسلمت لكونه يذهب وحيدا يطلب الطعام من أهل المنزل … و بذكر الأهل لا تعلم ما الساعة هل هى نهارا أو ليلا ؟ و
لكن بنظرة واحدة إلى الساعة المعلقة على الحائط كان الوقت تجاوز الواحدة و النصف صباحا … انتبهت زهرة على أصلانها ثانية و وجدته يساعدها فى النزول من الفراش و الوقوف ببطىء حتى لا تفقد توازنها بعد نوم طويل … كما ساعدها على مغادرة الجناح و النزول إلى الطابق السفلى بهدوء و بطىء … رفضت زهرة أن يقوم أصلان بحملها و استندت عليه بكامل جسدها بينما يتمشيان على راحتهما .
كان الشباب بالدور الأول يسهرون كعادتهم كل يوم بعد إنسحاب الكبار لغرفهم يشاهدون الأفلام أو يتبادلون الأحاديث و الضحك أو ينفردون ببعض كالعاشقان أسامة و سوما … تفاجأت بوسى التى كانت تتحدث مع سلوى و أسماء بنزول أصلان و زوجته …
– بوسى :
رورو … وحشتينا … أخيرا الجميلة النائمة
قامت من النوم … إحنا أفتكرناكى هتنامى
لحد ما تولدى .
إنتبه على زهرة رائد الذى إشتاق لها حد الارهاق و أهمل حديث نانى التى حقدت على تلك الصغيرة سارقة الأضواء منها … كذلك أسامة الذى ينفرد بسوما على كرسيان بعيدان عن التجمع حتى يتكلمان بشؤنهما الخاصة و أكتفيا بالإشارة لزهرة من بعيد و منير و سلوى و أسماء و محمد … و جاء دودى من المطبخ يحمل طبق من المسليات
– دودى :
زهرة … ألف مبروك على النونة …
و النبى سموه على أسمى .
ابتسمت زهرة بخجل و لم يعلق أصلان عليه سوى برفع حاجبه له و حدجه بنظرة مميتة
جعلت دودى يكتفى بالصمت .
– دودى :
أحمممممم … مش مشكلة و لا يهمنى
… هدلعه برده و نقوله دودى ….
بس هاه … و أنا هربيه .
– محمد :
الواد كده هيجيله تخلف عقلى .
– دودى محركا فمه للجهتين و يضع يديه على
جنبيه بطريقة سوقية :
أسم الله على بودة ابنك البقرة .
انفجر الجميع ضاحكا على أسلوب دودى خاصة بعد أن قام محمد من مكانه غاضبا يطارده … ابتعد دودى عنه بسرعة ضاحكا و توقفا بعد قليل … ألتقط دودى أنفاسه ثم قال بعد ملاحظة ضحك زهرة عليهم
– دودى بحالمية :
إيه ده … بس بسم الله ما شاء الله
… رورو أحلوت أوى بعد الحمل …
ضحكتك حلو … آههههه ………
توقف دودى عن كلامه متألما من علبة المناديل الخشبية التى قذفت عليه من أصلان الذى أحترق قلبه من كلمات ابن عمته الصغير عن قطته التى ولسوء الحظ فعلا زادت جمالا عن المعتاد بعد حملها منه بشكل أرهق قلبه و رجولته للغاية .
ضحك محمد و أسامة فرحين بدودى الذى لا يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و علق عليها فلم يترك أى فعل يقوم به أسامة مع سوما أو محمد يفلت من تحت براثنه حتى جاء الأصلان و يصمته بقذفة واحدة يصحبها نظرة قاتلة .
تجاهل أصلان الأجواء و ساند قطته الى المطبخ يجلسها على كرسى ثم يتحرك من حولها بمرح يجلب لها ماء و فاكهة كأول محاولة له لعمل شىء بالمطبخ .
– أصلان بمرح واضعا يديه على جانبيه :
رورو … تحبى تاكلى إيه ؟
– زهرة التى كانت تشعر بجوع شديد تقول برقة مخالفة ظن أصلانها بها و كأنها تتحدث بطبيعية :
أصلان … عاوزة أكل لحمة .
– أصلان محاولا كتم ضحكه على تلك القطة الشرهة :
لحمة ؟!
– زهرة :
أمممممم .
” ثم تبتلع ريقها بشره و رقة و كأنها
بشخصيتين ”
أمممم … عاوزة لحمة كتير … جعانة
أصلان .
– أصلان محاولا إيقاف تخيلاته عن تلك القطة الجائعة و التى يرغب
بإشباعها بطريقة مختلفة تروق له ولها أكثر من الطعام … ابتلع ريقه و قال بصوت متأثر :
طاب أسخنلك جنبها رز .. أو أخلى حد من
البنات يعملك حاجة زيادة غيرها …
و أعملك سلطة أو ……………………….1
– زهرة برقة و دلال و براءة أودت بأصلانها
و أوقفت أنفاسه فى صدره :
لأ … لحمة بس … عاوزة آكل كتير
… حاسة إنى جعانة أوى .
– أصلان يعد فى سره من واحد الى ما لا نهاية
حتى يتمالك نفسه التائقة لتلك القطة
الجائعة … و يستغفر فى سره مرات و
مرات :
حاضر حبيبى … حاضر .
و فتح الثلاجة يستطلع الموجود حتى وجد قدر للطبخ متوسط الحجم مملوء باللحم و المرق و يبدو إنه تم إعداده لليوم التالى و قاموا بطبخه قبل نومهم … قال لقطته و هو يوليها ظهره يخرج القدر من الثلاجة
– أصلان :
حظنا حلو فى ……………………..
و توقفت الكلمات فى حلقه بعد أن رأى عدد من الجماهير موجود عند باب المطبخ قادهم فضولهم للتلصص عليهم … و الذين لم يتمالكوا أنفسهم و جحظت أعين البعض و سقطت أفواه الآخر فالأصلان ملك المنزل و كبير البلد
يبحث عن الطعام فى الثلاجة بنفسه و يطبخ لزوجته … نظر أصلان لزهرة وجدها تضايقت و تحولت ملامحها بشكل مضحك لتكشر عن أنيابها من إخوته المتلصصين خاصة و قد قربت أطباق الفاكهة التى قطعها لها و العصير لنفسها بشكل مبالغ فيه و كأنها تحميهم من السرقة … و لا ينكر الأصلان أنه أعجب بهذا الجزء الشرس بشكل لطيف من قطته الصغيرة بعد الحمل فهى تحمى الطعام منهم كالمغيبة
بل و تنظر لقدر اللحم الموجود بيده بعيون تنطلق منها القلوب … و بشغف آذى له قلبه و جزء آخر من جسده لا يرغب فى إستيقاظه فى وضعهم هذا على الأقل حتى لا تحدث فضيحة أمام أخوته لن ينسوها قريبا … تحمحم أصلان جاذبا إنتباههم جميعا
– أصلان بحنق خشية من غضب قطته الشرسة اللطيفة التى تنظر لقدر اللحم بخدر :
نعم ؟! … خير ؟! … فى إيه أنت و
هو و هى ؟!
– بوسى متعجبة :
إنتوا اللى فى إيه ؟ … و إيه اللى
فى إيدك دا ؟
– أصلان متأففا تحت نظرات إخوته :
لحمة .
– محمد :
إيه ؟!!!!!!
– أسامة :
إيه ده أنتوا هتأكلوا لحمة اللوقتى ؟!!!
صمت أصلان و هزت زهرة رأسها إيجابا … ضحكت أسماء و سلوى و منير على زهرة … و ابتسم أسامة بخبث هو و بوسى
– بوسى :
طيب طالما كده آكل معاكوا .
– أصلان كاذبا :
لأ …. دا تقريبا معمول لبكرة ….
أنا هاخد حتة صغيرة ل رورو .
و فى داخله يعلم أنه سيأخذ منه حتى يشبع قطته الجائعة بعد أن يصرف تلك الكائنات الطفيلية التى هجمت على المطبخ .
– أسامة :
طاب ما نأكل و نقولهم بكرة يعملوا
غيره .
– أصلان :
هتقولهم أمتى دا أنت بالسهر ده هتصحى
الضهر … يعنى هييجوا يحطوا الغدا
مش هيلاقوا حاجة .
– أسامة حانقا من أخيه الذى يحمى قدر اللحم بحياته كما يقولون :
الله إشمعنا زهرة طيب ؟!!!
– أصلان ببرود :
رورو تعمل أى حاجة … ملكش دعوة
بيها .
ثم أشار لأخيه الصغير على زهرة … و لأول مرة فى حديثهم ينتبه أسامة لشكل زهرة المختلف … فهى و كأنها لا تشغل بالها بهم بل كل تركيزها على قدر اللحم الذى مازال يحمله أصلانها … ثم ترفع ناظريها قليلا من وقت لآخر ترمق أسامة نظرات قاتلة و بعدها تعود نظراتها التى تنطق بالحب الخالص لقدر اللحم …. رفع أسامة أحد حاجبيه تعجبا من حال زوجة أخيه التى أصبح يتوجس منها حقا …. ففى نفسه وجد أنه ينتقصها فقط نابين و بعض الدماء على فمها لتتحول لمصاصة دماء .
– أسامة ضاحكا من تفاجأه بشكل زوجة أخيه التى يبدو أن الحمل يغيرها :
مين دى ؟
– أصلان ضاحكا لحال قطته :
رورو و هى حامل .
– أسامة ضاحكا هو و بوسى :
أكيد ابنك حولها لآكلة لحوم البشر …
ربنا يستر …. البت بقت كده من تانى شهر
على التاسع ممكن تهجم علينا و تعض
سوما و لا بوسى .
– أصلان معجبا بشكل قطته الشرس :
أخرس يا حيوان .
– أسامة :
حاضر .
ثم وضع أصلان القدر على النار و طرد الموجودين جميعا بوقاحة لا تليق
إلا به … و أحضر لها الطعام على الطاولة و جلس يأكل بجانبها و يضع قطع اللحم الصغيرة أمامها فمن الواضح أنها تشتهيه … و لا يكون هو الأصلان إن لم يحضر لقطته الصغيرة ما تشتهيه .
مرت الأيام بعد زيارة زهرة و الأصلان للطبيبة التى بشرتهم بتوأم متماثل الأمر الذى تكتم عليه الأصلان و لم يخبر إلا أمه و جده فقط خوفا على قطته …. تلك القطة التى تغيرت تماما عن أيام زواجها الأولى … فزاد جمالها بالحمل بشكل ملحوظ علق عليه الكل … مع العلم أن حركتها مازالت بسيطة و الأغلب تلازم الفراش كما أوصتها الطبيبة …. أما الأصلان فزاد من ساعات عمله هربا منها و من حاله … فقطته لا يعلم ما بالها لا تريد أن تفارقه …. فأصبحت ملاصقة به بشكل محبب لقلبه و تهواه نفسه … تتعلق به بشدة أثناء نومها و تشتم رائحته بشهوة و شره يؤذى له قلبه فكانت ساعات نومه بجانبها جحيم لا يطيعه قلبه بإبعادها عنه و لا يستطيع التجاوب معها كما تهوى نفسه و روحه … و انهيارها الذى يؤذيه كلما تركها … ملابسه التى يبدلها تحتضنها و هى مشبعة بعطره الممزوج برائحته و تنام بجانبها عوضا عنه فى غيابه …
حزنها الواضح لهجرها … و الذى بات يجرحها و يؤلمه …. أفاق من شروده على دخول أخيه أسامة و محمد عليه بمكتبه فى المصنع ليذهبوا معا للمنزل … ذهب أصلان معهم كارها لا يستطيع أن يتغيب عن المنزل أكثر من ذلك حتى لا يلفت الأنظار لوضعهما كما بحق الله لا يستطيع البقاء جانبها بنظراتها التى تطالبه بما لا طاقة له به .
و ها هى سارقه راحته تقبع أمامه بفتنتها المهلكة له تحاول تمشيط شعرها بصعوبة … و ترتدى بيجامة حريرية سوداء بحمالات دانتيل عريضة من نفس اللون تحتوى جسدها بطريقة لذيذة و ينعكس لونها على بشرتها ناصعة البياض بشكل ملفت للنظر و مهلك لقلبه و جسده … أقترب منها أصلان مغيبا و جلس ورائها على الفراش الذى تمشط شعرها عليه و سحب منها فرشاتها ليمشط شعرها … بهدوء و حب و اشتياق لم تمانعه هى … و أزاحت حزنها منه جانبا و تشبثت بإنانية بهذه اللحظة التى تقربها منه و لم ترد أن تفقدها … شرد هو فى شعرها الأسود لدرجة أنه أجفل من صوتها الهادىء الذى يطلب منه أن يرفع لها شعرها فهو يضايقها لساعات نومها الكثيرة … استغرق وقتا أطول من اللازم فى تمشيط شعرها فقد إشتاق تلك الوظيفة بشدة أما هى فى عالم آخر كادت فيه أن تفقد صوابها من رائحة جسده و التى أصبحت تشتهيها بشكل غريب من فترة بل و تستهويها جدا فهى تتلهف لإلتقاط ملابسه المنزلية التى تحمل رائحته و تجعلها بقربها بعد أن تستنسقها بإشتهاء دون أن يعلم و إلا أجزم بجنونها كما تكاد تجزم هى كل ذلك دون أن تعلم تلك القطة أن أصلان يعلم بذلك .
ما إن رفع شعرها حتى ظهر له عنقها الحليبى الفاتن و مساحة واسعة من ظهرها أنعمت بها بيجامتها الأنثوية عليه … لم يستطع أصلان منع نفسه خاصة بعد أن انتهى من عمله مع شعرها و لم يغادر مكانه كذلك هى بعد أن شعرت بانتهائه لم تغادر مكانها و كأن كل منهما لم يطاوعه قلبه على ذلك … جعل أصلان شفتيه تلاقى عنقها بقبلات رقيقة لا تكاد تشعر بها لولا حساسيتها المرهفة تجاه لمساته ثم تحولت تلك القبلات الرقيقة لمصات
أذابت قلبه وجسدها .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى