روايات

رواية زهرة الأصلان الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان البارت الثالث والثلاثون

رواية زهرة الأصلان الجزء الثالث والثلاثون

زهرة الأصلان
زهرة الأصلان

رواية زهرة الأصلان الحلقة الثالثة والثلاثون

فى منزل الحج قدرى :
فوجئت أسرة الحج قدرى بخبر وفاة أحد أقارب الجد و هى زوجة الحج فكرى أبو أحمد صباح يوم وصول الأصلان و زهرة من سفرهم … مما استدعى الأسرة إلى الذهاب لتأدية مراسم العزاء منذ الصباح على الرغم من أن المتوفية تعد زوجة ابن عم الحج قدرى أى أنها قرابة إلى حد ما بعيدة …. و ذهب الرجال جميعا الجد و أسامة و محمد … كذلك السيدة نعمة و أسماء و سوما …. ماعدا بوسى التى رفضت الذهاب بحكم تواجدها بدولة الكويت و عدم معرفتها بهم عكس سوما و أسماء …. الأمر الذى جعل الحج قدرى يترك خبرا للأصلان بالوفاة مع بوسى على أن يلحقهم عند وصوله من سفره …. و هو ما استقبلته بوسى بصدر رحب من حيث أنها لن تقضى اليوم كاملا بمفردها بل ستكون فيه برفقة زهرة ….
و انطلقت الأسرة بعدها لأداء واجب العزاء .
فى الطريق بسيارة الأصلان :

يقود الأصلان سيارته على سرعة بطيئة
حرصا على صحة قطته التى تغط فى نوم عميق بجانبه …. مستعدا لمزاولة أعماله ككبير لعائلته بعد أن قضى أسبوعا فى النعيم برفقة قطته …. تذوق فيه حلاوة قربها و لا ينوى البعد ثانية لأى سبب …. صوت تنهدات رقيقة صدرت من القطة القابعة جانبه دلالة على استيقاظها ثم التفاته ناحيتها لتقع عينيه على أجمل مشهد يراه بحياته و هو عينيى قطته التى تتأملان أصلانها بحب .

فى مكان آخر ببيت من بيوت عائلة قدرى :

منزل “وجيه صالح” ابن أخو الحج قدرى رجل ماكر فى الخامسة و الأربعين من عمره ….. رغم صفاته السيئة التى جعلت الحج قدرى يستثنيه أو يستبعده من عائلته استطاع توطيد علاقته بحفيده الأصلان الذى يعد المسئول فعليا عن كل أمور عائلة قدرى مستغلا حادثة الثأر الشهيرة بينهم و بين عائلة المنصورى …. تلك الحادثة التى لم يتضرر بها إلا الأصلان سواء بفقده لشقيقته أو بتشوه جسده …. و لم يستفد منها إلا وجيه بعد أن اعتمد الأصلان على محاصيل أرضه فقط فى مصنعه داخل سوهاج بدلا من محاصيل عائلة المنصورى و التى كانت عائلة قدرى تعتمد عليها قديما لجودتها العالية قبل حادثة الثأر …. و لكن بعد أن سلم الجد زمام الأمور للأصلان بعد الحادثة منذ خمسة عشر عاما حول الأصلان اعتمده فى محاصيل مصنعه إلى أراضى ابن عم أبيه “وجيه “على الرغم من عدم جودتها كخاصة عائلة المنصورى و الأسوء أنها بنفس السعر …. و هو ما اشترطه وجيه
…. و وافقه الأصلان بعد أن أعماه حزنه مبررا أنه ليس أقل من عائلة المنصورى على الرغم من اعتراض الجد على ذلك ….إلا أنه صمت مراعاة لمشاعر عائلته الجريحة فى ذلك الوقت و أن الأصلان عوض خسارتهم فى محاصيل وجيه بأضعاف أضعاف الأرباح التى كانت موجودة أيام الجد … و استنتج الحج قدرى أن موافقة الأصلان راجعة لرغبته فى تكبيد عائلة المنصورى خسائر فادحة و هو ما حدث فعلا لمدة خمسة عشر عام …. إلا أن وجيه صالح العاشق الآخر لصفية المنصورى الأخت الوحيدة لحامد المنصورى فى مقابل ابن عمه زاهر قدرى …. و الذى كان مصيره الرفض ليس لسبب إلا لطباع صاحبه السيئة كما كان مصير ابن عمه الرفض أيضا و لكن لبداية الخلافات بين العائلتين و ليس لسبب آخر … على الرغم من أن وجيه كان الأكثر شجاعة من زاهر من حيث تقدمه للزواج رسميا من صفية عدة مرات كما أنه لم يكتف برفض عائلتها و لكن وصل به الأمر لأعتراض طريقها أكثر من مرة و قد عجل ذلك بل وشجع زواجها من الأستاذ عزت مدرس اللغة العربية بمدرسة الثانوية ببلدتهم …. و سفرهم مباشرة إلى القاهرة حيث مسقط رأسه بعد أن قدم طلبا لنقله من سوهاج إلى القاهرة حرصا على سلامة حبيبته لعلمه بمضايقات وجيه لها …. و قد رد وجيه على ذلك بزيادة النفث فى نار الخلافات بين العائلتين …. و قد يأس زاهر أيضا الذى لم يكن بالصورة كابن عمه وجيه و زوج صفية الأستاذ عزت و تزوج من شبيهتها بالاسم فقط صفصف .

… و لكن بعد عدة سنوات انتشر خبر عدم حمل صفية …. مما أعاد الأمل من جديد لوجيه بانفصالها عن زوجها بعد علمه بأنه غير قادر على الإنجاب …. و
يتبقى أمام وجيه عقبة واحدة فقط و هى زاهر … فقد خشى أن يعود له الأمل هو الآخر لذا من باب الحرص أوصل لزوجته صفصف التى كانت فى إحدى زياراتها للحج قدرى بأمر قصته مع صفية و أنها ليس سوى بديلة لها فقط …. الأمر الذى سبب مشاكل كثيرة بين زاهر و صفية أدت إلى عودتهم للأسكندرية و محدودية زيارات زاهر لأهله بعدها بل و شجعته على مفاتحة والده بتحويل نشاط عمله من مزاولة أعمال العائلة إلى افتتاح محل كبير للانتيكات و الذى يعد بمثابة واجهة إجتماعية لها …. كما من بعدها لم تعد ترغب بسماع اسم صفية بمنزلها حتى و لو لها و أتخذت اسم صفصف كنوع من التدليل و مزيد من الواجهة الاجتماعية التى تعد اسم صفية إلى حد ما قديما …. و بذلك ضمن عدم تشكيل زاهر أى عقبة أمامه و لكن خالفت صفية المنصورى التوقعات ثانية بتشبثها بزوجها عزت و عدم رغبتها بالانفصال على الرغم من أنه عرض عليها الانفصال أكثر من مرة …. مما قطع الأمل بقلب ذلك العاشق الماكر بل و اختفى العشق نفسه و أنبت مكانه حقد دفين على تلك العائلة خاصة بعد أن ساعد حامد المنصورى فى حل مشكلة عدم الانجاب بين صفية و زوجها من خلال ابنته من الخواجاية كما يسمونها وقتها و تركها لأخته و زوجها عزت لتصبح ربيبتهم بعد أن رفضت زوجته ذلك …. و رغب وجيه فى رد الصاع لحامد المنصورى و خدمه فى ذلك حادثة الثأر التى كانت ضحيتها الأصلان و توأمه بثينة و تحويل الأصلان شراكته مع وجيه بدلا من حامد المنصورى و أخوه صابر
…. كذلك بعد مرور السنين جاءت له الفرصة مرة ثانية على طبق من ذهب للانتقام من حامد المنصورى و أخيه صابر اللذان استصغرا وجيه و رفضوا خطبته لأختهم علانية مبررين ذلك بسوء طباعه و أخلاقه الغير جيدة …. غير عالمين أن هذا الجانب السىء منه يختفى فقط أمام صفيته و يعود من بعدها …. لذا أمر الشاب الذى عينه فقط للإتيان بأخبار عائلة المنصورى بإشاعة أمر إسراء و عابد ….. هادفا من ذلك إثارة الثأر ثانية بين العائلتين و طامعا أن يقتل الأصلان عابد ابن حامد المنصورى …. و لكن فشلت خطته بعد أن أقام الحج قدرى و الحج حامد مجلسا للصلح لتلافى مزيدا من الضحايا بمساعدة كبار رجال البلد و البلاد المجاورة …. و بالفعل نجح الصلح و دعموه بتزويج حفيدة الحج قدرى إسراء من عابد ابن حامد المنصورى فى مقابل زواج زهرة ابنة حامد المنصورى من الأصلان حفيد الحج قدرى …. ضمانا للصلح …. لم يردع هذا الأمر وجيه عن ما أقسم به على نفسه من سنين برد الصاع صاعين لعائلة المنصورى بل وجد
أنه فرصة للانتقام من حامد ثانية و تلك الابنة التى لم تكن سوى ربيبة صفية و زوجها و سببا لاستمرار زواج عمتها فى وجهة نظره
…. لذا انطلق إلى الأصلان الذى غذى نفسه على الحقد تجاه قتلة أخته متوعدا لهم برد الصاع و لو بعد حين
…. و أخبره بأن الفرصة أتت لهم على طبق ذهبى بزواجه من تلك الفتاة ابنة المنصورى و الذى كان رافضا لها …. و بعد حديث طويل بين الإثنين اتفقا على رد الصاع لعائلة المنصورى من خلال تلك الابنة التى أخبره وجيه عنها أنها نقطة ضعف حامد المنصورى الوحيدة أى أن الأصلان من خلالها كما يقولون ضربه بمقتل …. ليس من خلال رفض الزواج فذلك سيكون فرصة ذهبية لحامد باستغلال رفض الأصلان و إبعاد ابنته عن هذا المحيط و هو ما فعله منذ ولادتها بل بالعكس …. فالزواج بها ثم كسرها بعد أن يملك الأصلان قلبها و جسدها و إلقائها خارجا
يعد أكبر صفعة لعائلة المنصورى أمام الجميع و يستعيد الأصلان ثأره أمام الناس و يستعيد وجيه ثأره أمام نفسه بعد أن أشعروه بصغر حجمه ليس أمام أحد فوجيه صالح له أسمه بين الناس و لكن أمام نفسه و هو ما ليس هين على الرجل .

استفاق وجيه من دوامة أفكاره و قد بردت قهوته و لم ينتبه لها كعادته حينما يشرد و نظر لنفسه نظرة تفقدية
…. فوجد أن الزمن قد نال منه و إن أنكر ذلك … وحيدا فى بيت كبير لا يؤنسه أحد سوى أخته سماح التى عادت للسكن معه بعد طلاقها من زوجها لسوء طباعها شبيهة أخيها بعد سنة من زواجها و زوجته الجديدة صغيرة السن كغيرها من الصغيرات اللائى سبقوها …. فهو يبدلهن كل فترة حين يمل بعد أن عجزن عن إنجاب وريث له …. فمن سخرية القدر لم يستطع الانجاب من أى زوجة له على الرغم من معاناته من عيب بسيط يمنع الانجاب استطاع تلافيه و علاجه إلا أن الله لم يشأ بعد أن يهبه طفل من صلبه
….و هو كان من أكثر الشامتين فى صفية و زوجها عزت بعد معرفته بعدم قدرة عزت على الإنجاب .

تنهد وجيه ثانية و عاد للتفكير بخطته
فى الانتقام من عائلة المنصورى و يرى أن الوقت حان لرد الصاع صاعين خاصة بعد أن يهب أخته للأصلان بعد طلاقه لابنة حبيبته …. فيكون بذلك تخلص من أخته المزاحمة له ببيته …. و زوجها لكبير البلد مستفيدا من توطيد العلاقات مع الأصلان …. و كسر قلب من عشقها دهرا و لم تلق له
بالا
” صفية المنصورى ” .

قطع أفكاره ثانية مناداة خادمه حسان بأسمه
– حسان :
سى وجيه بيه …. سى وجيه بيه …
….. يا سعت البيه .
– وجيه متأففا :
فى إيه يا ولا ؟! …. إيه الغاغا
اللى أنت عاملها دى ؟!
– حسان متلعثما :
يا سعت البيه …. الحاجة مرات
فكرى أبو أحمد ماتت و بيذيعوا
عليها برا و بيقولوا أن الدفنا الدهر .

– وجيه متأففا :
لهى مكنتش لسه ماتت دا كله ؟!
… دا الولية عدت التمانين سنة
…. هاه و أدى قوما …
” وجيه موجها حديثه لحسان ”
حضرلى العربية على ما نوصل الدهر
هيكون أدن .
– حسان مسرعا :
أمرك يا بيه .

و انطلق وجيه ورائه مبتسما على حسن تدبير القدر …. فالعزاء مكان مناسب جدا من وجهة نظره للقاء الأصلان حيث تجمعهما قرابة مشتركة مع زوج السيدة المتوفاة لذا لابد من حضوره هناك …. و لا مانع من إرتداء وجه الجرو الحزين لتذكيره بدفنة تؤامه بثينة و بثأره الذى تأجل كثيرا .
فى منزل الحج قدرى :

وصل الأصلان و زهرة إلى المنزل بعد الظهيرة و لم يفت الأصلان خلو المنزل من أهله إلا أخته بوسى التى تجلس على أحد الأرائك و تلعب بهاتفها ….
– الأصلان :
السلام عليكم .

– بوسى :
و عليكم السلام …. حمدالله على
السلامة …. أخيرااااااااااا ……
أنا خللت من كتر الاعدة لوحدى .

“استقامت بوسى و احتضنت زهرة ….
ثم ساعدها الأصلان على الجلوس و جلس بجانبها هو الآخر و أكمل ”
– الأصلان :
الله …. أمال الجماعة فين ؟! …
مفيش حس فى البيت يعنى ؟!
– بوسى :
فكرتنى … راحوا كلهم من الصبح
بدرى يحضروا عزا واحدة قريبتكوا
…. و جدى قالى أقولك عشان
تحصلهم .
– همهم الأصلان :
أيوه مين دى اللى أتوفت ؟!
– بوسى :
أأأأأ ….. لأ مش فاكرة .

تنهد الأصلان و ضحكت زهرة …. ثم أخرج هاتفه لمحادثة أسامة يستفهم منه عن الأمر …. و بعد الانتهاء
– الأصلان :
إنا لله و إنا إليه راجعون .
– زهرة موجهة حديثها لأصلان :
البقاء لله .

– الأصلان :
الدوام لله وحده …. تعالى رورو
استريحى على ما أروح أقضى
الواجب ده و آجى .
– زهرة بقلق :
حاضر .
– بوسى بحنق من الأصلان الذى تجاهل
وجودها تماما :
استنى يا عم أنت و هي ….
ما تسيبها تعد معايا و نسلى بعض
على ما ترجعوا .
– الأصلان بنظرات ينطلق منها الشرر :
ما تطلعى تعدى معاها يا حمارة أنتى
” لم يكمل الأصلان حديثه إلا و وجد
بوسى تتمسك بذراع زهرة … لم
يتحمل الأصلان إلتصاق بوسى
بزوجته و أبعدها عن قطته بحنق “

– الأصلان :
لما أمشى يا حمارة مش دلوقتى
…. يعنى هتتطلعى تعدى معانا
…. إيه الغباء ده ؟!
– بوسى ترفع يديها فى وضع
الاستسلام :
أمرك يا سيدى .
حمل الأصلان قطته إلى جناحهما بعد أن ترك بوسى ورائه .
– بوسى معلقة على منظرهما :
يخربيت أم الجفاف العاطفى اللى
أنا فيه ده …. لأ …. لأ …. أنا مش
لازم أعد فى البيت ده دقيقة تانى
… الله يكون فى عونك يا أس أس .

دخل الأصلان جناحه حاملا قطته …. وضعها على الفراش برفق و قبلها من جبينها بعمق …. ثم استقام يأتى لها بثياب أخرى مكونة من فستان منزلى قطنى رقيق يرسم تفاصيل جسمها ذو لون رمادى غامق ثلاث أرباع كم و على أحد كتفيها شالا قطنيا رصاصي اللون
…. و أجلسها ثانية على الفراش واضعا خلفها عدة وسادات لتهيئة جلسة مريحة لها قبل مغادرته …. قابعا أحساسه بالسوء و الذى جعل من قلبه منقبضا منذ وصوله ….. أفاق أصلان على صوت زهرته الرقيق :
شكرا حبيبى …. تعبتك معايا .
– أصلان بلا مقدمات :
أنت روحى يا زهرة .
– زهرة بقلق :
أنت هتتأخر ؟!
– أصلان مستعيدا هيبته ككبير عائلته :
هرد بعد العشاء إن شاء الله …
دول جرايبى و المفروض كنت
معاهم من الصبح .
– تضع يديها الرقيقتين على صدره و
إحداهما موضع خافقه :
تروح و تيجى بالسلامة …. خلى
بالك من نفسك حبيبى .

– لم يجب أصلان بل قام عوضا عن ذلك بتقبيل جبينها و وجنتيها و شفتيها عدة مرات و عانقها بدفىء هامسا :
هنادى بوسى تعد معاكى على ما
آجى …. متتحركيش كتير … خلى
بوسى تعملك اللى أنتى عاوزاه .
– زهرة بنزق داخلى من كثرة تحكمات
أصلانها النابعة من خوفه على
صحتها :
حاضر أصلان .
” قاطعهم صوت هاتف أصلان ”
– أصلان :
مع السلامة عشان أتأخرت أوى
جدى بيتصل عليا .
– زهرة :
فى أمان الله .
قبل قليل أمام منزل الحج قدرى :

نزل وجيه صالح من سيارته نزقا متجها
إلى منزل عمه الحج قدرى …. بعد أن جلس وقتا وقدره بالعزاء الذى حضرته جميع عائلة قدرى إلا الأصلان و بعد أن استرق السمع لمحمد و أسامة علم أن الأصلان غير متواجد بالبلد و على وشك الوصول من سفره …. لذا وجدها فرصة مناسبة لمحادثة الأصلان لتنفيذ خطتهم بالمنزل بعيدا عن الأعين الفضولية .

– وجيه محدثا فاطمة التى تنظف أمام
المنزل أو كما يسمونها البراندة :
أنتى يا بت أنتى … سيدك الأصلان
وصل و لا لسه .
– فاطمة :
سى الأصلان بين لسه واصل من
شوية .

– وجيه بتكبر :
طاب همى قدامى أديله خبر .

– فاطمة بنزق من وجيه :
حاضر يا بيه .
– فاطمة محدثة بوسى التى تجلس
على أحد الأرائك :
ست بوسى …. فى واحد ضيف ورايا
عاوز الأصلان بيه .
” مين ده يا بت ”
راجعة لصوت الأصلان الذى ينزل من السلم .
– فاطمة :
دا سى وجيه بيه جاى ورايا أهو
… سأل عليك يا بيه .
– أصلان بضيق :
و دا إيه اللى جابه ده …. بوسى
أطلعى أعدى فوق جنب زهرة …
و متخليهاش تنزل فاهمة .
– بوسى :
حاضر .
– وجيه :
السلام عليكم أصلان بيه .
– أصلان ببرود :
و عليكم السلام …. غريبة ….
خير فى حاجة و لا إيه ؟! ….
أنت مرحتش العزا ؟!
– وجيه
كنت هناك … بس مشفتكش
…. يالله أهى جت من عند ربنا
عشان كنت عاوزك فى موضوع .

– أصلان بإقتضاب :
تعالى فى المكتب .
فى مكتب الأصلان :

أصلان بصوت عالى مقتضب لم ينتبه له وجيه بل و ظن أنه من طبيعته بعد الحادث :
إيه يا وجيه …. عاوز إيه ضرورى
كده يخليك تسيب العزا و تجيلى ؟!
– وجيه بفحيح :
إيه يا الأصلان …. لقيتك طولت
على تارنا جيت أفكرك بالوعد اللى
بينا .
دخل الأصلان فى دوامة تسببت بتزايد دقات قلبه خاصة بعد أن تناسى وعده لوجيه …. و الأسوء أنه كلما فكر بتنفيذه يجد نفسه يتراجع عن ذلك …. لا ينكر أن حب زهرة طهر له قلبه و روحه إلا أنه لم ينسيه موت شقيقته غدرا كذلك لم ينسيه تشوه جسده الذى يراه كلما نظر فى المرآة أو وجد أعين فضولية تتفحص جانب وجهه المشوه و الجزء الظاهر من رقبته …. يعلم أنه لو كان تزوج أى فتاة أخرى من تلك العائلة لكان نفذ خطته و كسر الصلح غير عابئ بعودة الثأر أو حتى بطلاق أخته الصغرى إسراء …. ففى النهاية هى من جلبت ذلك على نفسها …. و لكن يبقى أمام عينيه رادعا له عن تفكيره قطة صغيرة بعينان زرقاوان لا يطاوعه قلبه على أذيتها …. و يتبقى هنا السؤال إلى متى ؟! …. إلى متى يرجىء ثأره …. بل هل سيمنعه وجود زهره من تنفيذ قسمه بالثأر ؟ …. أو هل سيتناسى مقتل شقيقته من أجلها ؟!
قبل قليل بجناح الأصلان :

– بوسى :
رورو …. رورو …. أنت نايمة ؟!
– زهرة تنهض من فراشها :
لأ يا بوسى تعالى .
– بوسى و هى ترى زهرة تنهض من فراشها :
الله راحة فين ؟! … تحبى أعملك
حاجة ؟
– زهرة :
لأ شكرا …. أنا بس عاوزة أغسل
وشى عشان أفوق .
– بوسى تحدث زهرة التى دخلت الحمام :
طاب طالما تعبانة نامى على ما
الأصلان يرجع من العزا .

– زهرة تخرج من الحمام و تجفف وجهها بمنشفة :
لأ …. هعد معاكى لحد ما ييجوا
… هو الأصلان مشى خلاص ؟

– بوسى تجلس على الفراش و أمامها طبق من المسليات :
أيوه …. جاله واحد صاحبه و
مشوا .
– زهرة التى نهضت سريعا :
طاب كويس …. أما أنزل أجيب
تليفونى لحسن نسيته تحت …. و
أنا عاوزاه جنبى عشان لو الأصلان
كلمنى .
– بوسى سريعا :
طاب خليكى أنتى و أنا هشوفهولك
تحت و آجى .
– زهرة بنزق :
لأ و النبى يا بوسى …. سيبينى
أمشى رجلى شوية لحسن زهقت
من كتر الآعدة .
– بوسى :
يا بنتى حبيبك موصينى مخلكيش
تتحرك من مكانك لحد ما يرجع .

-ابتسمت زهرة على ذكر حبيبها الأصلان ثم أكملت بمزاح :
أعملى نفسك مشوفتنيش .

– بوسى بمزاح :
مقدرش لازم أقوله …. أنا لا يمكن
أنزل كلمة أخويا أبدا .
– زهرة بمسكنة زائفة :
كده …. و أنا اللى افتكرتك و أنا
مسافرة … و كل حاجة أجيبها أقول
دى لبوسى .
– بوسى سريعا بنفس المزاح مقلدة
الفيلم المصرى القديم ابن حميدو :
خلاص هتنزل المرادى …. إنما
أعملى حسابك المرة الجاية …….

– زهرة سريعا :
خلاص يا حنفى … شوية و
راجعة .
نزلت زهرة السلم ببطىء و أتجهت تبحث عن هاتفها مكان جلستها هى و الأصلان …. زفرت براحة حينما وجدته
و اتجهت تصعد لجناحها ثانية …. و استوقفها فى أعلى السلم صوت الأصلان العالى منطلقا من مكتبه …. ثم فتح باب المكتب و خروج الأصلان يليه رجل لم تراه من قبل فى عقده الخامس …. مما جعلها تسرع تخفى نفسها أعلى السلم حتى لا يراها خوفا عليه من انفلات أعصابه الدائم و كادت تصعد إلا أنها سمعت ما جعلها تصدم مكانها و تتسارع دقات قلبها و عادت ثانية لتقف أعلى السلم و تتشبث بالترابزين حتى توازن نفسها و تنزل السلم بهوادة .
فى مكتب الأصلان :

– وجيه بمسكنة زائفة :
إيه دنيا …. و الله من ساعة وفاة
المرحومة بثينة و أنا ما عدت
بحضر عزا أبدا …. ماعدا المرادى
رحت عشان خاطرك … عشان
نشوف هنرد تارنا إزاى
” صمت قليلا ينتظر تأثير كلامه
على أصلان ثم أكمل ”
مش برده آن الأوان نرد اعتبارنا
و نبرد قلوبنا بعد موت المرحومة .

– رد أصلان بأعين كساها الأحمرار غضبا :
بس أنا عمر قلبى ما هيبرد على
شقيقتى أبدا …. هفضل فاكر موتها
طول عمرى …. و أنها ماتت ظلم
و غدر .
– وجيه :
طيب و على كده هتكسر شوكة
المنصورية أمتى ؟! …. و ترميلهم
بنتهم .
– لا يعلم الأصلان لما قبضه قلبه لذلك الوعد الذى يحاوط عنقه كالأفعى التى تضيق النفس على ضحيتها ببطء و لا يجد ردا سوى التأخير :
خلاص يا وجيه مش وقته .
– وجيه الذى لم يعجبه تراجع الأصلان :
أمتى بس ؟! …. ما خلاص الموضوع
طول أوى و هما رقبتهم دلوجتى
تحت إيدينا …. و فرصة مش هتتكرر
أبدا .
– وجيه أكمل بخبث و غل :
و لا دم بثينة برد ؟!
– أصلان بثورة لذكر تؤامه :
أبدا أبدا عمره ما يبرد …. لازم هرده
و لو حتى أموت بعدها … بس ….

” و يعود قلبه يؤلمه ليس لشىء
سوى لذكر قطة بريئة دخلت
دائرة ثأره دون ذنب …. و لا
يبقى بخلده سوى ماذا لو كرهته
… و أكمل ببرود طغى على حواسه
ووحشية رهيبة تنطلق من عينيه
و أغمض عينيه و أطلق حكمه “

بس البنت حامل … و أنا مستحيل
أرمى ولادى للغرب يربوهم .

– تفاجىء وجيه من حمل زوجة الأصلان و خشى من لينه تجاه حملها خاصة بعد أن وجد الأصلان تركه خارجا من مكتبه بثورة …. فخرج ورائه يكمل :
يبقى تسيبها على زمتك لحد ماتولد
و بعدين ناخد الواد منها …. و نرميها
من هنا …. و تنفذ وعدك بإنك تحول
الجواز العرفى من أختى لرسمى
و تحط رأس المنصورية فى الطين
…. و يبقى دم بث ………………….

” زهررررررررة ”
قطع حديث وجيه و الأصلان صراخ بوسى التى تقف مصدومة أعلى السلم بدموع أغرقت وجهها دلالة على إلتقاطها لآخر الحديث …. و سقوط زهرة من أعلى السلم أرضا و يحيط رأسها بقعة دماء لا يستهان بها …. نزلت
بوسى السلم سريعا تجلس بجوار زهرة صارخة بإسمها …. و ذهول الأصلان المتجمد مكانه يصاحب أذنيه طنين عالى يمنعه من سماع أى شىء و لا يرى سوى زوجته و الدماء من تحتها …. و إنصراف وجيه سريعا مرتبكا خوفا من تورطه بالأمر .
فى عزاء زوجة فكرى أبو أحمد :

يجلس الجد بجانب أسامة من جهة و ابن عمه زوج المرحومة من جهة أخرى هامسا لأسامة :
أمال فين الأصلان ده كله ؟! …. الناس كلها بتسأل عليه …. دا مكلمنى و قال إنه جاى من يجى ساعة و أكتر .

– أسامة حانقا :
مش عارف يا جدي أنا عمال
اتصل بيه ما حدش بيرد خالص .

قطع حديثهم رنين هاتف الجده نفسه وبعد الاستماع ل كلمات قليله من محدثه الذى لم يكن سوى حفيدته بوسي …. استقام الجد سريعا بوجه شاحب منقلب الملامح …. سرعان ما لاحظه أسامه ومحمد …. وبعدها اعتذروا من المعزيين و خرجوا سريعا من العزاء … و طلب الحج قدرى من أسامة إحضار النساء للذهاب للمنزل حالا .
عند سيارات عائلة الحج قدرى طلب الجد من أسامة اللحاق بأخيه الأصلان بمستشفى خاصة بسوهاج دون أن يفهم أسامة شىء …. و طلب من محمد القيادة به هو و الآخريين للمنزل دون أن يوضح شىء أيضا …. و نفذ أسامة و محمد أوامر الجد دون التعليق بكلمة واحدة نظرا لملامح وجهه الشرسة التى يرونها لأول مرة فى حياتهم و لم يجدونها عليه حتى عند موت ابنيه أحمد أبو الأصلان و منعم أبو سوما كذلك موت حفيدته بثينة .
وصلت السيارة التى يقودها محمد بعائلة الحج قدرى و صادف دخول سيارة رائد العائد من الجامعة ورائهم
…. انطلق الحج قدرى مهرولا إلى المنزل لأول مرة بحياته …. لذا فبالتبعية لحقه الآخرون …. محمد و السيدة نعمة و أسماء و سوما ثم رائد الذين أجزموا وقوع مصيبة ما …. إلا أنهم لم يتوقعوا جميعا ما شاهدوه
….من بقعة دماء كبيرة أرضا باستقبالهم تجلس بجانبها بوسى محدقة بها بأعين جاحظة … و قد لوثت الدماء جزء كبير من ملابسها البيتية …. شعرها قد خرج عن تسريحته و أشعث تقريبا لكثرة شدها له …. على الجانب الآخر من البقعة واقعة أرضا أم أحمد لا تتحدث و لا تلقى بالا بالحشد الذى جاء و بعيدا عند الحائط زوجها أبو أحمد يقلب كفيه و يحوقل
و يحسبن و لا يتوقف عن قوله
” لله الأمر من قبل و من بعد ”
و بجانبه فاطمة و ورد تبكيان بشدة
بل وصل الأمر بإحداهما العويل .

أهتزت قدما الجد من المنظر و قد أيقن أن القادم ليس سهلا و لطمت نعمة على صدرها و فزع الباقون … ماذا حدث ؟!
…. أول سؤال خطر ببالي كل واحد منهم ….. أسرعت سوما و أسماء ترفعان بوسى أرضا و تضرب سوما على وجنتها برقة مراعية لوضعها ومنادية لاسمها عده مرات بوسي بوسي بوسي ….الا أن الأخيرة لم ترد عليها بل كانت عينيها لا تفارق بقعة الدماء الموجودة على الأرض الخاصة بزهرة على الرغم من حرصهم على إبعاد بوسى عنها …. و أسرع رائد يحاول إفاقة بوسى من صدمتها و تجمدها حتى وصل الأمر به لضربها ….
فشهقت بوسى و أنخرطت فى موجة بكاء شديدة لم يستطع أحد تهدئتها منها حتى أمرهم رائد بإسنادها لغرفتها
و تركها تستريح قليلا منبها لهم أن حالتها لا تسمح لهم باستجوابها … و بالفعل أسندت سوما بوسى لغرفتها
و لحقهم رائد من أجل إعطائها مهدئ ما حتى تتمالك أعصابها .
و ما أن إختفوا ثلاثتهم حتى سأل الحج قدرى أبو أحمد عما حدث … حتى أخبره الآخر بحزن عما رأوه جميعا و يقصد بذلك هو و زوجته و فاطمة و ورد …. و تجمعهم على صراخ بوسى الموجودة أعلى السلم بأسم زهرة التى سقطتت من جانبها إلى الأسفل و إحاطتها ببقعة الدماء الموجودة أرضا و التى خرجت من جرح برأسها …. و أن الأصلان وقف متجمدا مكانه مذهولا و يبدو أنه لم يعى ما حدث حتى أنه هزه عدة مرات ليستفيق و يلحق على زوجته …. وهروب وجيه صالح من منزله مرتبكا
….. و أكمل وصفه بأن الأصلان عندما استفاق من صدمته أسرع و خطف زوجته من بين ذراعى بوسى و حاوطها بشدة لدرجة خوفهم عليها بعد أن رآها لا تعى شيئا و بالكاد يخرج النفس ….
لذا لم يجد بدا من هز بوسى بشدة و توسلها حتى تمسك الهاتف و تتصل بالاسعاف لخلو المنزل ممن يستطيع المساعدة و حالة الأصلان التى لا تسمح له بالقيادة …. و عندما أفاقت بوسى و أمسكت بالهاتف الذى لم يكن سوى هاتف زهرة الذى انطلق صوته فازعا الكل و للحظ السىء لم يكن المتصل سوى أخيها صابر …. تركها أبو أحمد و زوجته و أتجهوا للأصلان الذى كاد يخنق زوجته غير واعى بأى شىء حوله بل يطبق عليها
صدره من الأمام و يديه من الخلف مشكلة ما يشبه القيد الحديدى فى حين أنه يظن أنه محتضنا لها و عينيه حمراء بشدة شاخصة فى الفراغ و لا ينطق سوى
أنه قتل حبيبته و ستتركه كما تركته أخته .

….. استعاد الرجل الكبير أنفاسه ثم أكمل و أخبر الحج قدرى أنه ألتف حول الأصلان هو و أم أحمد منادين له بأسمه عدة مرات و لكنه لم يستجيب و حاولوا تحريك ذراعيه من على زهرة المختنقة إلا أنهم لم يستطيعوا لشدة الأصلان و الزوجان بلغ بهم السن و لم ينقذهم سوى مجىء إخوتها صابر و طه و أبوها الحج حامد …. الذين عجزوا عن إزاحة الأصلان عنها …. و رفع الحج حامد يد أبنه طه التى همت بإطلاق النار علي الأصلان …. و أمر الرجل أبنائه بمحاوطة الأصلان و رفعه من الأرض هو و زهرة و قد كان …. و استفاق الأصلان قليلا من صدمته و حمل زوجته لسيارته و انطلق بها و تبعه باقى أفراد عائلة المنصورى .

لم يكد أبو أحمد ينهى كلامه حتى صرخ رائد الذى يبدو أنه أعطى بوسى دوائها و استمع لما قاله الرجل بقوله :
السافل الجبان …. هقتله …
هقتله .
و خرج مسرعا لحقه محمد زوج أسماء
و الحج قدرى الذى أجبره هو و محمد على ركوب سيارتهم و انطلق ثلاثتهم إلى المستشفى خوفا على حفيديه
الأصلان و أسامة …. و لعلمه أن الأصلان أرتكب ما سيعيد فتح الثأر
من أوسع أبوابه …. و لم ينسى و هو فى طريقه غير عابئ بتهديد رائد و ثرثرة محمد لتهدئته سوى بمكالمة رجال عائلته مشكلين حماية حول منزل
الحج قدرى …. كما هاتف ابنه زاهر و أمره بضرورة الحضور حالا .
فى مستشفى خاصة بسوهاج :
تحلق الفوج المصاحب لزهرة أمام غرفة العمليات لخياطة الجرح الموجود برأسها و الذى نتج عنه كمية الدماء التى لازالت قابعة بمنزل الحج قدرى
….. فكان الأصلان بجلبابه الأسود الذى عليه بقعة كبيرة من الدماء تمتد من منتصف الصدر حتى فخذيه كذلك يديه ….. يجلس على أحد الكراسى المصطفة بالقرب من غرفة العمليات …. عينيه مذهولة تنظر لأسفل ناحية يديه
….. و لا يخطر بباله سوى أنه فقد قطته لن توافق على العودة معه …. بجانبه أخيه أسامة مشكلا درع لأخيه الأكبر الذى لا يعى لما يدور حوله ….
لا يهمه ما السبب الذى أودى بزوجة أخيه الصغيرة إلى المستشفى و الذى بالتأكيد سببه الأكبر أخيه …. و على الرغم من أن زهرة لا تستحق هذا بأى شكل من الأشكال إلا أنه ملزم بالدفاع عن أخيه الذى لا يبدو بحالة طبيعية
….. و لا يعى على أخوة زوجته صابر
و طه خاصة اللذان ينظران له بنية القتل …. كذالك والدها الحج حامد و التى حالته مشابهة لحد كبير حالة أخيه الأصلان …. و أبناء إخوة زهرة أحمد و محمود و حسن و حسين و التى نظراتهم لا تقل إجراما عن نظرات أبويهم …. أى كما يقولون أنهم كثرة عنه …. لذا فكر أن يستنجد بجده و محمد و رائد لنجدته خاصة عندما علم بمهاتفة صابر لعمه و أولاده …. و قد خاف هو من إنقلاب الأوضاع خاصة مع علم الجميع بتورط أصلان فى إصابة زوجته …. و لكنه ما كاد أن يفعل ما هداه به عقله إلا و خرج الأطباء من غرفة عمليات زهرة و كانوا هم الشىء الوحيد الذى جذب أصلانها .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى