رواية زنزانة أحلامي الفصل الثامن 8 بقلم أميمة شوقي عوض
رواية زنزانة أحلامي الجزء الثامن
رواية زنزانة أحلامي البارت الثامن
رواية زنزانة أحلامي الحلقة الثامنة
كيف تحملتى كل هذا يا صغيرتي ، قلبى حزين لأجلك، وحيد بدونك
*************
كانت تنام على ساقيه وهو يمرر يديه على شعرها ويقرأ بعض الآيات القرآنية حتى تهدأ ،يمر بعض الوقت وهما على هذه الحاله حتى شعر بانتظام أنفاسها ليحملها ويضعها على السرير برفق وهو يمسح آثار الدموع التى حرقت قلبه ويقبل رأسها ويغادر المنزل بأكمله
كان يشير بالسيارة لا يعرف لنفسه طريق فهو لا يتذكر سوى انهيارها وبكاءها وارتعاش جسدها ومعاناتها
يشعر بالاختناق الشديد لأجل جميلته، طفلته ،مدللته
يجد نفسه يقف أمام مسجد يدخل ويتوضأ ويصلى ركعتين ثم يغمض عينيه ويتذكر ما حدث
لينا بانهيار: دا كله بسبب اللى المفروض أمانى ، المفروض لو واقعه فى مشكله أجرى عليهم مش استخبى منهم
انت متعرفش هيعملوا فيا ايه لما يعرفوا
وليد باشا ممكن يقتلنى فيها
انت متعرفش حاجه …..متعرفش
يقترب منها هشام وهو يقول لها بحنان حتى تهدأ: طب اهدى يا حبيبى علشان خاطرى اهدى
تبتعد وهى تقول بارتعاش: مش كنت عايز تعرف
سبنى اقولك
سبنى اقولك جهنم اللى كنت عايشه فيها
اللى بسببها بحاول اقتل نفسى بدل المره مليون
مش كنت بتقول انى مجنونه
ايوا انا مجنونه بس بسببهم
بسببهم كنت خايفه ومرعوبه ،بسببهم دخلت حياه مش حياتى
كنت عايزنى اعمل ايه ….اعمل ايه
تنهى حديثها وهى تصرخ بشده وتستند على ركبتيها وتنظر أرضا وهى تبكى بشده
يقترب منها وهو يجلس أرضا ويضمها إليه ويمرر يديه على طول ظهرها بصمت وعينيه امتلأت بالدموع من أجلها
بمجرد أن احتضنها بدأت بالصراخ بشده
#روايات_أميمة_شوقى_عوض
بعد مرور بعض الوقت بدأ صراخها يهدأ فمن يراها يظن أن احبالها الصوتيه قد قطعت وأن جسدها قد هُلك من الإعياء
هشام بصوت منخفض : أحسن دلوقتي
تؤمى برأسها بصمت وهى تبتعد عنه تدريجيا برفق
وتضع رأسها على ساقيها
وتقول بتعب شديد وصوت يكاد يسمع : انا تعبانه اوى يا هشام
حاسه الدنيا بتكرهنى زى ما الكل بيكرهنى
يرد عليها هشام بعتاب وهو يلعب فى خصلات شعرها: وانا فين من الدنيا دى يا لينا
ليه دايما بتتعاملنى كأنى غريب عنك وهكون ضدك
ترفع عينيها إليه وهى على وضعها وترى نظره العتاب والحزن فى عينيه
فتمسك يديه وتضعها على موضع قلبها وهى تقول بحب صادق : انت مكانك فى قلبى يا هشام
انت مش عارف انا بحبك قد ايه ، حياتى بدونك تنتهى
أنا الاول كنت بكون عايزه أنهى حياتى وانا مش بفكر فى اى حد ولا خايفه ابعد عن حد
بس اخر مره كانت مختلفه علشان وجودك اللى
كل حاجه اتغيرت فيها
عرفت معنى الأمان ،الحنان ،الدفأ
وجود حضن استخبى فيه من الدنيا ،اقدر اتكلم واحكى فيه
الحاجه الوحيده اللى كانت بتوجعنى انى هبعد عنك
هشام وهو مازال ينظر إليها بعتاب ويقول بحزن : وليه حاولتى تبعدى من الاول يا لينا
ليه مجتيش تجرى على حضنى تستخبى فيه وتحكى فيه همومك
لينا بصوت مختنق وقد بدأت دموعها تتجمع مره اخرى : خوفت …خوفت
هشام بتساؤل: خوفتى منى !
تهز رأسها بنفى وهى تقول بدموع: خوفت من بابا وماما
هشام بحنان وهو يمسح دموعها : سامعك يا حبيبى
لينا وهى تنظر فى اللاشئ وتتذكر جزء من حياتها المؤلمة
انا كنت طفله محرومه من كل شئ رغم أن كل حاجه موجوده
طفله محرومه من الحنان والحب
رغم أن بابا وماما معايا
بس بابا مكنش فاضى ليا
اكتر الوقت مسافر والوقت التانى فى البيت بيزعق على كل شئ
تعرف أن بابا عمره ما دخل عليا ب لعبه حتى وهو جاى بعد شهر سفر
أو اسبوع بره البيت
حتى لو كنت طلبت منه كان بيقولى انت كبرتى على الحاجات دى
وكمان مين يضيع فلوسه على الحاجات دى
كنت بشوف اصحابى ببعلقوا زينه رمضان ولما طلبت منه زعق
الحاجات دى مكنتش تفرق معايا ،على قد ما كان يفرق معايا احس بحبه
كان دايما بعيد عنى ،عمره ما اخدنى فى حضنه ولا طبطب عليا
لو كنت بكرهه نوع معين من الاكل ،كان بيقول ل ماما تعمله
ماما الاول كانت بتخاف عليا وتعمل ليا حاجه تانيه لحد ما هو قالها بنتك مش حابه تأكل معانا
هى قرفانه مننا ولا ايه
ماما جات زعقتلى وبدأت تعمل اللى يقوله
الحاجات دى مش مأثره فيا زى ما المدرسة والدراسة اثرت فيا
فتره المدرسة كانت بالنسبة ليا جحيم
ماما علشان ميزعلش منها كانت بتيجى عليا
كان بيعاند فيا ويقولى يا غبيه وانا ازعل واعيط واروح اشتكى ل ماما
ماما تقولى دا بابا حبيبك وبيهزر معاكٍ
لحد ما هى مع الوقت كانت بتنادى عليا بالغبيه
لحد ما وصلت لفتره كنت بصرخ واعيط من كتر ما هى بتعاند فيا
ولو هو لسه جاى من السفر يزعق ويقول أنا جاى من السفر تعبان مش عايز صوت
وانتٍ قليله الادب مبتسمعيش كلام مامتك
البيت كان ليل نهار صريخ
كنت فى المدرسة طبيعى ممكن اغلط
انزل درجه ، كانت ماما اللى بتذاكر ليا
كنت بقولها الاول قبل ما تتغير معايا علشان عارفه انها مش هتعمل حاجه وهتقعد تذاكر ليا
بس مع الوقت كانت بتروح تقول ل بابا
وبابا كان يضربني ويقولى يا فاشله يا غبيه
اى حاجه تحصل فى البيت لما بابا كان يوصل كانت تحكى له وهو يجى يضربنى
حتى لو قولتله على حاجه وقولتلها متقوليش ل بابا
مع الوقت بدأت متكلمش معاها فى حاجه
بس ضربه ليا مخلصش
كنت فى الثانوى وهو يجى ورايا الدرس يراقبنى
هدخل الدرس ولا لا
ويسأل المدرسين عليا
ولو عرف أنى نزلت درجه ولا حاجه ينزل فيا ضرب
كان بيفتش فى الكتب بتاعتى من ورايا
ماما قالتلى ادخل علمى علوم علشان اكون دكتوره
ولما اعترضت قالتلى احنا اللى عارفين مصلحتك كويس
دخلتى حلم مش حلمى
كنت بخاف انام أو احل حاجه غلط منهم
كنت بذاكر من الخوف منهم
كانوا عاملين ليا رعب
عارفه انك مستغرب كلامى
ازاى وليد باشا الطيب وشروق هانم الملاك كانوا بيعملوا كدا
بابا كان بيقول انا بره حاجه وفى البيت حاجه
بره انا وليد باشا اللى الكل يعمل له اعتبار
ماما مكنتش كده الاول خالص بس لما اتغيرت انا بدأت ابعد
بطلت أجرى عليها احكى لها يومى
دا جزء بسيط من اللى شوفته يا هشام
لما حكيتلك قبل كدا وقولتلى مفيش أم بتكرهه عيالها
محبتش اشوهه شكلها فى عينك
وتبدأ فى البكاء مره اخرى وهى تقول : لما النتيجه ظهرت
الخوف اتملك منى ،افتكرت شكل بابا وهو بيضربنى لما كنت بغلط
وكلام ماما ليا انى لو مجبتش طب اكون ولا بنتها ولا تعرفها
خوفت أجرى احكى ل ماما لانى عارفه انها هتقول ل بابا
انت متخيل أن حياتى كلها مفيش فيها ملجأ أو حضن استخبى فيه وقت حزنى
انا بحبها اوى بس زعلانه منها
زعلانه انها محاولتش تطمنى فى وقت كنت محتاجه اى حد يطمنى
رغم اللى بابا كان بيعمله دا كله بس بحبه
بس قلبى كان بيوجعنى وانا شايفه بابا قدامى ومش عارفه أجرى على حضنه
حتى وهو فى البيت كان دايما مشغول بالتليفون
كان بعيد عنى دايما
عمرى ما حسيت أن ليا سند أو ظهر هستند عليه
بالعكس كنت بكون خايفه ومرعوبه لو حاجه حصلت أو عملت حاجه غلط
حاولت انسى وكنت بدأت فعلا انسى بعد ما اتجوزتك وشوفت الحب والحنان اللى اتحرمت منهم
بس الرعب اتملك قلبى لما افتكرت أن ممكن يموتنى لو عرف
بالنسبه له المنظر قدام الناس اهم من اى شئ ولو عرف ممكن يقتلنى فعلا يا هشام
علشان كدا معرفتش أنا بعمل ايه
وحاولت اخلص من الحياه دى
كان يستمع إليها وهو يشعر أن قلبه يبكى حزنا وألما على طفلته
هشام بصوت متألم فلم يعد يستطيع أن يسمع اكتر من ذلك: خلاص يا حبيبى كفايه ، اهدى
كفايه كلام لحد كده
لينا بدموع: احضنى يا هشام ….انا خايفه
انت الحاجه الوحيده الكويسه فى حياتى ،بلاش انت كمان تقسى عليا
يضمها إليه وهى تتشبث به كأنها تهرب من العالم فيه
وهى تبكى وتخرج الحزن الذى يملأ قلبها
#أميمة_شوقى
يفوق على حركه أحد يهزه فى كتفه فيفتح عينيه بتعب فيجد رجل كبير ينظر إليه بقلق وهو يقول له : مالك يابنى ،بقالك فتره طويله قاعد كده ومغمض عينك
هشام وهو يمسح وجهه بديه وهو ينظر حوله كأنه كان مغيب عن الواقع ويتذكر أنها بمفردها بعد انهيارها هذا وإن فاقت ولم تجده سوف تحزن
فيقوم بسرعه وهو يقول لهذا الرجل : تسلم يا راجل يا طيب
_______________________________________
بمجرد دخوله من باب المنزل وجدها تهرول إليه وتتعلق فى رقبته فيحملها وهو يبتسم فى داخله
لينا بدموع وهى متعلقة فى رقبته : كنت فين
هشام بمرح وهو يسير بها إلى الأريكة وهو يحملها : هو انا سايب بنت اختى
لما انزل تعيط كده
تنظر إليه بدموع وهى تقول بحزن : فكرتك سبتنى ومشيت وخوفت اوى
ثم تضم نفسها إليه بشده مره أخرى وهو يجلس بها وهى مازالت على وضعها
هشام بحب وهو يشدد من احتضانها: هو انا اقدر ابعد عن حبيبى بردو
انا يوم ما ابعد عنك اعرفى أنى هموت خلاص ، مفيش حاجه هتفرقنى عنك غير الموت
لينا بلهفه وهى تشدد من لف يديها حول رقبته : متقولش كده تانى ، اوعى تجيب سيره الموت تانى
ربنا يخليك ليا
يبتسم هشام عليها ويقول بصوت مختنق من كثره ضغطها عليه : انا لو مش هموت دلوقتي ،ف هموت من ضغط ايدك يا حبيبى
تبتعد عنه وهى تنظر إليه بتذمر وتقول له : يعنى قربى منك بيخنقك يا هشام !
تحاول النزول والابتعاد عنه ولكنه يمنعها وهو يمسك يديها ويقول بحب : قربك منى ادمان يا حبيبى ، متبعديش تانى ابدا
خليكٍ دايما فى حضنى ومعايا
تبتسم لينا بحب وهى تدخل فى أحضانه مره اخرى
بعد وقت تبتعد عنه وهى تنظر إليه بتوتر وهو ينظر إليها بتعجب من تغيرها فجأه
هشام بتعجب : مالك يا حبيبى
لينا بتوتر : هو …هو
كان يشير إليها برأسه حتى تتحدث ولكنها ابتعدت عنه وهى تخفى توترها وتقول : انا هروح اعمل فشار ونتفرج على فيلم سوا
لم تنتظر حتى يتحدث ثم هرولت إلى المطبخ وهو ينظر فى أثرها بتعجب
#أميمة_شوقى
يذهب وراءها وهو يقول بمشاكسه: اشغل فيلم رعب
علشان تستخبى فى حضنى من الخوف
وينهى حديثه وهو يغمز بعينيه
تضحك لينا عليه ثم تقول وهى تبتسم بشده وتقترب منها وتقف أمامه: كده كده حضنك ليا سواء رعب او غيره
دا ملكى لوحدى دا
يا يكون عندك اعتراض ولا حاجه
هشام بمرح :هو انا اقدر اعترض بردو
#أميمة_شوقى
كانت تجلس بجانبه وتضع رأسها على صدره وهو يلف يديه حولها
ويشاهدان فيلم
تحاول أن تجمع الكلمات المناسبه قبل أن تتحدث حتى سمعته يقول لها : فيه ايه
عايزه تقولى ايه ؟
لينا بتردد : عايزه اقولك حاجه بس حاول تفهمني الاول بالله عليك قبل ما تعمل اى رد فعل
كان ينظر إليها بفضول حتى قال : اتكلمى يا لينا علطول ،بلاش المقدمات دى
تغلق عينيها بشده وهى تقول بسرعه : انا مش عايزه اخلف وعايزه أخد حبوب منع الحمل
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زنزانة أحلامي)