روايات

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهام أحمد

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهام أحمد

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الجزء الثامن عشر

رواية زئير القلوب (عروس مصر) البارت الثامن عشر

زئير القلوب (عروس مصر)
زئير القلوب (عروس مصر)

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الحلقة الثامنة عشر

ربما تتلاقى الاعين رغم افتراق الاشخاص، وربما تتلاقى الارواح رغم افتراق الابدان، فلكل لقاء لذته وآثاره.
كان لقاء فارس وثريا الاول بعد غياب دام لفترة طويلة، عندما تلاقت اعينهما، لم يرى كل منهما سوى الآخر رغم اقتظاظ المكان بالناس، كأن الزمن قد توقف في تلك اللحظة، صمت الجميع وتحدثت القلوب والاعين، يتحكمون في اقترابها وافتراقهم لكن لا حكم على القلوب، ولا سلطان عليها.
نظرت في عينيه تلومه بصمت، ونظر في عينيها يعاتبها بصمت، إلى أن تعجب الحضور من وقفتهم التى دامت هكذا لبعض الوقت إلى أن رآهم عماد، اقترب من ثريا من خلفها وبتر تلك اللحظات التي كان من الممكن ان تكون بداية جديدة لهم:
-ثريا؟! في حاجة انتي كويسه؟!
فزعت ثريا وانتفضت؛ لانها لم تكن مدركة الجميع حولها غابت عن الوعى عندما حضر عشقها، سلب منها وعيها وكأنه سحر سيطر على جميع حواسها:
-لأ لا انا تمام بخير.
وقفت نايا ايضاً بجوار فارس ووضعت يدها على كتفه مقتربة منه إلى حد جعل ثريا تنظر إليها بصدمة، تتسائل ما الامر؟! هل هذه صديقتها التي كانت تناسبها دائما؟ أم انها لم تكن كذلك من البداية وكان لها رغبة اخرى في قربها منها؟!
ازال فارس يد نايا عن كتفه بزوق وقال وهو ينظر الى عماد بتهكم، اشتعلت به نيران الغيرة ورغبة الانتقام؛ لأنه كان السبب الاول في بعدها عنه:
-انت بتعمل ايه هنا؟
وضع عماد يديه في جيبه يقف بثقة وغرور رافعاً رأسه يتحدث إليه من طرف أنفه، كأنه يخبره انني انا من ربحت وبقيت جوارها وانت لا:
-لازم اكون موجود، اي مكان فيه ثريا اكيد هاتلاقيني فيه.
تحدث فارس بسخرية:
-والله دانت لزقة بقا من يومك.
كاد أن يشب شجار بينهما لولا أنت وقفت ثريا بينهم وقالت وهي تنظر لفارس:
-عماد هو مدير اعمالي، طبيعي انه يكون موجود معايا في اي حفلة، بس الغريبة هو وجودك هنا انت ونايا.
تحدثت نايا بهدوء وقالت:
-ايه الغريب في كده؟ انتي ماتعرفيش انك كنتي بتحيي حفل شركتنا والا ايه؟
تعجبت ثريا وظنت أن فارس تركها لاجل نايا ومالها، قالت بصدمة:
-شركتكم؟!
اجاب فارس عندما لاحظ الصدمة على وجه ثريا يشرح لها:
-انا بشتغل في الشركة، والحفل ده بيخص توقيع عقود لصفقة مهمة خاصة بالشركة.
-بس انا اللي كلمتني واحدة لبنانية ازاي؟!
-اه دي آنسة سارة الشريك اللي هانمضي معاه عقود الصفقة اهي هناك اهي، سارة.
اشار ايها فارس وانت إليهم وهي مبتسمة، مدت يدها إلى ثريا وقالت:
-ثريا بجد صوتك يجنن، انا من اول ماشفت الفيديو بتاعك وانا قولت محدش هيغني في الحفلة غيرك، عايزة اقولك صوتك اصلا اللي خلاني افكر اعمل حفلة.
سلمت عليها ثريا وقالت وهي مبتسمة بحزن تدعى الفرحة:
-ميرسي ليكي يا سارة انا كمان سعيدة بمعرفتك، اكيد لسه منورانا في مصر شوية؟
-اه اكيد انا عندي دراسة هنا بدرس موسيقى في جامعة القاهرة.
-معقول، ده كان مجالي ودراستي انا كمان.
-بجد والله حيث كده بقا انا هستغلك طول فترة وجودي في مصر.
-اكيد ليه لا انا تحت امرك، استأذنكم، فرصة سعيدة.
اجابتها سارة بحب:
-احنا اسعد اشوفك قريب باي.
-اكيد باي.
ذهبت ثريا وخلفها عماد، توقف عدة ثوان امام فارس يستفز مشاعره وهو يبتسم دلالة على انتصاره برفقة ثريا، عندما اوشك فارس أن يتقدم نحوه ويتشابك معه، امسكت بزراعه نايا وقالت:
-اهدى يا فارس ارجوك الناس حوالينا.
تحدث فارس بانفعال وغضب إلى سارة وقال:
-ليه ماقولتليش انها ثريا اللي هتغني؟
كان لازم تعرفيني يا سارة.
نظرت سارة باستغراب لطريقة كلامه وانفعاله وقالت:
-انا اسفة مكنتش اعرف انك هاتتدايق من وجودها كده.
-انا مش مدايق من وجودها انااا.
توقف عن الحديث واعتذر منهم وذهب خلف ثريا، لا يمكنه الانتظار حتى يتحدث إليها، وقفت سارة مزعوجة من حديث فارس فقالت لها نايا:
-معلش يا سارة ماتزعليش، فارس مدايق؛ لأن هو وثريا كانوا بيحبوا بعض وانفصلو من فترة، تقريبا دي اول مرة يتقابلوا من وقتها وانتي السبب؛ علشان كده هو مدايق.
-بس انا معرفش حاجة زي دي، يعني اكيد لو كنت اعرف مكنتش كلمتها او دايقته بده.
-مش مشكلة حصل خير هو شوية وهايهدى ماتقلقيش.
انتاب سارة الحزن على حالة فارس وما حدث بسببها، ظنت انها تسببت له في جرح جديد، ذهبت سارة تبحث عنه فوجدته متجهاً إلى سيارة ثريا.
نادى ثريا وركض خلفها يمسك بزراعها:
-ثريا ممكن نتكلم شوية لو سمحتي؟
وقف عماد ليرد عنها فقال:
-ثريا مش فاضية.
اقبل عليه فارس ليتشابك معه قائلاً:
-وانا مال اهلك بتتدخل ليه؟
وقفت ثريا بينهم وعلا صوتها وقالت:
-خلاص كفاية، عماد من فضلك امشي انا كمان عايزة اتكلم مع فارس شوية.
-تمام يا ثريا اللي تشوفيه سلام.
صعد عماد بالسيارة وذهب مسرعاً، بينما كانت سارة تقف خلف الحائط تترقبهما، وقفت ثريا ونظرت إليه بضيق وقالت:
-اتفضل سمعاك عايز تقول ايه؟
-طمنيني عنك الاول انتي كويسة؟
رفعت ثريا يديها وضربت على جانبيها برفق تسخر من سؤاله، ترى كيف ستكون وهي بعيدة عنه:
-انت شايف ايه، اكيد طبعا كويسة.
-انا عايز افهمك اني.
بترت حديثه بلا مبالاة:
-مش محتاجة افهم يا فارس، انا فهمت اللي كان لازم افهمه من زمان، انت كمان مش مجبر تبررلي، بعد اذنك.
عندما إدارته ظهرها إليه وبعدين خطوتين قال لها:
-يعني انا كمان فهمت كده سبب وجود عماد معاكي ومش محتاج انك تبرريلي؟
توقف بانفعال وعادت إليه غاضبة:
-انت بتقول ايه، عماد ده مدير اعمالي وبس لكن الدور والباقي على نايا، نايا اللي كنت فاكراها صحبتي، واللي وجودها معاك مالوش اي مبرر غير.
بتر حديثها قائلاً:
-غير انها شريكة في الشغل يا ثريا شريكة وصديقة وبس.
تحدثت ثريا بوتر شديد وانفعال:
-انا اصلا مش عارفة انا بسألك ليه، دي حياتك وان حر فيها شريكتك حبيبتك انت حر، مبقاش يهمني.
أمسك بزراعها وهي تغادر وإعادتها إليه، جذبها بشدة حتى ارتطمت بصدره، نظر إليها وهي تتنهد بين احضانها:
-بجد مبقاش يهمك يا ثريا، خلاص.
تحدثت بهدوء وهي تتسارع انفاسها بين يديه:
-خلاص دي انت اللي قولتها يا فارس مش انا.
-اللي انتي عملتيه وقتها مكنش ينفع يتعمل يا ثريا.
-واللي انت عملته وقتها كان ينفع يتعمل مش كدة؟
-ثريا انا راجل المفروض انك تحترميني، انا غلطت اه بس ده من غيرتي عليكي.
دفعته ثريا بعيدا عنها وقالت بضيق:
-هي دي مشكلتك بس انك انت الراجل وطبعا تصرفي هان رجولتك مش كده، لكن مفكرتش انا احساسي كان ايه لما شكيت فيا.
-انا عمري ماسكين فيكي وانتي عارفة كده كويس، بس مكنش ينفع تعملي راسك براسي يا ثريا.
صفقت ثريا سخرية من حديثه:
-برافوووو استاذ فارس برافووو، انت الراجل وانا الست مش كده والمفروض اني اقبل منك اي تصرف حتى لو فيه إهانة ليا بس لمجرد انك انت راجل وانا ست، يا خسارة يا فارس، طنط ليلى معرفتش تربيك صح.
-الزمي حدودك يا ثريا والا.
-والا ايه ؟ هاتضربني تاني؟ يلا اضرب اضرب.
بدأت ثريا تنهار من البكاء وتضرب بصدره بقوة، يتراجع إلى الخلف خطوة بعد الاخرى من شدة ضرباتها، يحاول تهدئتها لكنها لا تستجيب:
-يلا اضرب يا فارس اضرب، اضربني كمان يلا.
-خلاص اهدي، ثريا اهدي خلاص، انا اسف حقك عليا، خلاص.
ضمها فارس إليه بشدة وهي تبكي وضمته بشدة وهي تتألم من وجع قلبها، تبكي بقهر، قالت وهي بين يديه:
-عمري ما كنت اتخيل انك ممكن تسيبني في يوم من الايام علشان نايا وفلوس وشركات عمري، مقهورة منك يا فارس اوي.
امسك بكتفيها وقال منفعلا:
-فارس ايه، انتي تفتكري إن انا كده يا ثريا؟! انا وصلت لكل ده بمجهودي وتعبي، عمرك ماهاتفهميني يا ثريا عمرك.
-مجهودك وتعبك يوصلك لكل ده في اقل من سنتين يا فارس مش كده؟!
تحدث بانفعال وهو يلوح بيديه:
-علشان مكنتش بنام يا ثريا مكنتش بنام، وانتي بعيدة عني كنت بموت نفسي في الشغل؛ علشان مفكرش فيكي واشوف صورتك كل شوية قدامي، الحاجة الوحيدة اللي كانت بتخلي الوقت يعدي بسرعة عليا هي الشغل، الشغل يا ثريا.
أقبل عليها وأمسك بكتفيها وقال بعتاب وهو يضع انفه بانفها، وجبينه بجبينها:
-ازاي تفكري كده فيا وانتي عارفة انتي عندي ايه ازاي؟!
تسارعت انفاسها وضربات قلبها اغمضت عينيها لشدة قربه منها، وعندما هم يلتقط شفتيها بقبلة شوق اوقفته بقولها:
-مش قادرة اصدقك.
نظر إليها بحدة وترك كتفيها مبتعدا، رفع يديه على رأسه يكررها على شعره بضيق، ثم قال:
-وانتي وصلتي لهنا ازاي يا ثريا؟! ها مش غريبة احلامك كلها تتحق في اقل من سنتين وتبقي نجمة مشهورة، دفعتي ايه تمن شهرتك؟!
وضعت سارة يدها على فمها من الصدمة وهي تقف خلف الحائط، نظرت إليه ثريا بصدمة شديدة لاتصدق، وقالت وهي تقترب منه بدموع لا تتوقف وقلب منفطر:
-انت ازاي تقولي كده ها؟! انت ازاي تتجرأ تقولي كده؟! انا مش مصدقة نفسي.
صرخت ثريا ترددها بانفعال وغضب لايوصف:
-ياريتني كنت موت قبل ماسمع منك الكلام ده، ده انت موبينيل على اديك يا فارس، ياريتني كنت مت، ياريتني كنت مت، ياريتني كنت من.
ركضت ثريا مسرعة إلى الطريق تبتعد عنه وإذا بسيارة مسرعة كادت أن تضربها لولا أن فارس ركض خلفها وجذبها نحوك بقوة لترتمي بين احضانها بعد صرخة خوف، ابعدته عنها وقالت:
-شديتني ليه؟ ليه ماسبتنيش اموت ليه؟
-ثريا اهدي، من فضلك اهدي خلاص، طب استني اوصلك ثريا؟
اوقف ثريا سيارة اجرة وصعدت بها وفارس يقف على نافذة السيارة ينادي باسمها وهي تبتعد، للمرة الثانية كأن الزمن يتوقف في تلك اللحظات حتى تبتعتد عنه، ذهبت ثريا وعاد فارس إلى الداخل.
عندما كان يمر بجوار الحائط الذي تقف خلفه سارة شعر بوجود أحد خلفه، اردف ينظر متفاجئ من وجودها، تقدمت إليه بخجل قائلة:
-انا آسفة، كنت جاية علشان اعتذرلك وسمعتكم، مقدرتش اتدخل بصراحة، انا اسفة كمان مرة، انت كويس؟
-انا عايز امشي من هنا يا سارة مش طايق المكان ولا طايق نفسي.
-طيب من فضلك استنى هنا ماتروحش مكان هجيب شنطتي وراجعه فوار، ماتروحش مكان ها.
دخلت سارة إلى الحفل وجلبت حقيبة يدها بسرعة وخرجت، رأتها نايا تذهب مسرعة فتبعتها إلى الخارج، وجدتها تصعد إلى السيارة هي وفارس، حاولت أن تلحق بهما ونادت على فارس لكنه لم يجيب، طلب من سارة أن تذهب على الفور.
عندما كانت تقود سارة السيارة، كان فارس حزين للغاية قال معتذرا منها:
-انا آسف يا سارة على كل حاجة انتي سمعتيها.
-على ايه بتعتذر انا اللي اسفة بسببي حصل كل ده.
-انتي مالكيش ذنب اللي حصل ده كان لازم يحصل من بدري اوي، كان لازم هانتواحه في يوم.
-فارس انت شكلك بتحبها اوي على فكرة، وهي كمان بتحبك، ليه تعملوا في بعض كده علشان حد تاني.
-حد مين يا سارة؟! انا مفيش حد في حياتي غير ثريا.
-بس واضح جدا ان نايا وعماد سبب في كل ده.
-نايا مالهاش ذنب وقفت جنبي وساعدتني بدون اي مقابل، إنما عماد من وقت ماكنا في الجامعة وهو عينه من ثريا، دائما كان سبب مشاكل بينا، وهو سبب انفصالنا عن بعض برضوا.
توقف سارة بالسيارة جانبا وقالت:
-بص يا فارس مش كل الناس بعدي حاجة وتساعد بدون مقابل، وانا شايفة بما ان نايا لحد دلوقتي ماطلبتش مقابل يبقا هيكون المقابل كبير اوي، وتقريبا هاتحصل عليه من غير تعب.
-انا مش فاهمة يا سارة، انتي ازاي قدرتي تعملي تقرير عنها، انتي اول مرة تشوفيها.
-المهم انك تاخد بالك منها يا فارس نايا من الواضح انها مش سهلة.
-ممكن نروح ع البيت لو سمحتي؟
-اكيد ممكن، بس لازم نتصل بمدير الشركة، اشرف بيه علشان نعتذرله عن خروجنا المفاجئ ده من الحفلة.
-تمام اتصلي انتي؛ لأني مش قادر اتكلم مع حد.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زئير القلوب (عروس مصر))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى