رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سهام أحمد
رواية زئير القلوب (عروس مصر) الجزء الثالث والعشرون
رواية زئير القلوب (عروس مصر) البارت الثالث والعشرون
رواية زئير القلوب (عروس مصر) الحلقة الثالثة والعشرون
بالرغم من الفراق الا ان القلوب تشتاق، فإلى متي ستشتاق وتتألم من الفراق، رفقا بقلوب حررها العشق وقيدها الفراق، فدائما ما ينتصر الاشتياق ويقضى على مسافات الفراق.
عندما دخلت ثريا غرفتها هي وعبير، ظلت تلتقط أنفاسها بصعوبة من التوتر، تتسارع ضربات قلبها:
-الله يسامحك يا عبير قلبي هايقف.
-ههههه كل ده علشان فارس وتقولي انسى، هههه لا واضح يا بنتي.
-انتي كمان بتتريقي، بعد اللي عملتيه فيا بتتريقي، تصدقي بقا انتي كده عايزه علقة محترمة.
امسك ثريا بوسادتها وكذلك عبير يضربان بعضهما بمزاح الى ان ارتمت كل منهما على فراشها براحة وسعاده، قد حصلت كل منهما على شيء تريده.
عندما استعدت ثريا للخلود إلى النوم احتضنت قميص فارس ووضعته بالقرب من أنفها تشتم رائحته، حتى خلدت للنوم.
بينما عبير تتخيل ضحكة والدها وهو يتحدث عن ليلى وتتذكر والدتها.
تنام ليلى في غرفتها بسعادة لا توصف تملأ الضحكة وجهها وتزين ثغرها كلما تذكرت ماحدث.
يرقد فوزي بجوار فارس على فراشه ويستعيد ذكرياته، يتمنى أنه لو لم يعيش لحظة واحدة بعيدا عن فارس وليلى.
بينما ترقد سارة مطمئنة في فراشها بمنزل فارس.
~~~
رن هاتف فارس وهو في طريقه للشركة بمكالمة واردة من نايا، اجاب فارس:
-الو.
-فارس ازيك عامل ايه؟
-الحمد لله يا نايا وانتي؟
-انا تمام، انت فين كده؟
-داخل على الشركة اهو.
-طيب تمام ممكن لما توصل تجيلي على مكتبي؟
-خير يا نايا في حاجة؟
– اه في موضوع يخص الشغل عايزه اكلمك فيه لما تيجي افهمك.
-اوك تمام انا على وصول باي.
-باي.
عندما وصل فارس إلى الشركة اتجه مباشرة إلى مكتب نايا طرق الباب واذنت له نايا بالدخول:
-ادخل.
-صباح الخير.
إجابته وهي تلملم بعض الاوراق المبعثرة على مكتبها، تحدثت بجديه وقالت:
-صباح النور يا فارس اتفضل اقعد.
جلس فارس على الكرسي أمامها ورفعت سماعة الهاتف الخاص بالشركة وقالت:
-تشرب ايه؟
-ممكن قهوة مظبوط؟
-استني قهوة مظبوط من فضلك وهاتهم على مكتبي، شكراً.
نظر إليه وقال:
-خير يا نايا؟
نظرت إليه عدة ثوان وقالت:
-اولا انا عارفة انك زعلان مني بخصوص بابا، ومن حقي اني ادافع عن نفسي صح؟
-مش ده الكلام اللي انا جاي اسمعه والا إيه؟
-فارس انا عملت كده علشان كنت عارفة ومتأكدة انك مش هاتقبل مساعدتي لو عرفت ان بابا هو صاحب الشركة؛ علشان انا عارفة كويس انت بتفكر ازاي.
-ولو يا نايا اكيد كان عندك اكتر من فرصة انك تصارحيني، لكن معملتيش كده.
-انا معترفة بغلطي يا فارس ومش بنكر، بس كمان عارفة انك هاتسامحني ومش هاتزعل مني.
-وايه الثقة دي بقا؟
-احنا عشرة عمر والا ايه؟
-مش عارف اقولك ايه الصراحة؟
-المهم.
بتر حديثها عامل المقهي عندما طرق الباب ودخل بالقهوة، انتهي من تقديمها وخرج فقالت نايا:
-كنت بقول ايه اه المهم، انا مسافر لبنان قريب مطلوب مني اني ادير الشركة الجديدة هناك.
-طيب تمام كويس انا دخلي ايه بالموضوع؟!
-لأ ازاي دخلك طبعاً؛ علشان انت اللى هاتدير الشركة دي معايا.
-تقصدي اسافر ههههه انسي طبعا موضوع السفر ده خالص، انتي عارفه اني مقدرش اسيب ماما لوحدها.
-مين قال انك هاتسيبها لوحدها انت هاتاخدها معاك هناك.
-ازاي يعني مش فاهم؟
-بص يا سيدي المفروض ان شركة لبنان للمقاولات لسه بتتأسس يعني محتاجة متابعة وشغل باستمرار على ارض الواقع، وعلشان نعمل كده لازم نكون قريبين من المكان الفرع اللي هنا هيكون مسؤول عنه بابا وسارة، وفرع هناك هتكون انا وانت مسؤولين عنه برضوا مع سارة.
-تمام وبعدين؟
-بعدين المرتب بتاعك هايزيد تلات اضعاف دلوقتي، وهاتبقي فرصة كبيرة بالنسبالي كمدير شركة تثبت وجودك وسط رجال الاعمال وجدارتك، يعني حرفيا حياتك هاتتغير يا فارس.
-تمام حلو جدا عرض مغري جدا بصراحة، بس أناااا.
-بس ايه ماتردش دلوقتي قدامك اسبوع تفكر فيه براحتك وترد عليا.
-طيب اوك في اي حاجة تانية؟
-لأ ميرسي.
-بعد اذنك.
-اتفضل.
~~~
بينما كانت ثريا تتناول فطورها في منزل جدها، رن هاتفها بمكالمة واردة من عماد، قامت تجيبه:
-الو ايه يا عماد.
-ثريا عاملة ايه؟
-انا تمام الحمد لله وانت؟
-انا بخير الحمد لله بس عايز اشوفك ضروري.
-خير في حاجة والا ايه قلقتني؟
-في خبر حلو جدا هستناكي بعد ساعة في المطعم.
-طيب اوك اشوفك بعد ساعة إن شاء الله.
-تمام يلا باااي.
-باي.
قالت ثريا للجميع على الطاولة:
-الف هنا يا جماعة، انا هدخل اغير هدومي علشان عندي مشوار مهم، محتاجين حاجة؟
اجابت جدتها:
-طب كملي فطارك يا بنتي.
-الحمد لله يا تيته اكلت.
قال خالد وهو يقف من على الطاولة:
-خلي بالك من نفسك يا حبيبتي، اجي اوصلك؟
-ميرسي يا خالوا المشوار قريب.
-طيب محتاجة حاجة؟
-ربنا يخليك ليا، يلا خطير انا بااااي.
أجابها الجميع:
-مع السلامة.
نزلت ثريا من منزل جدها واستقبلت سيارة اجرة، وصلت إلى المطعم فوجدت عماد ينتظرها على إحدى الطاولات:
-صباح الخير.
-صباح الفل يا ستي، اقعدي.
-ايه يا عماد وشك بيقول إن الخبر حلو اوي فعلاً.
-والله هو من ناحيتي حلو جدا وفرصة ماتتعوضش يا ثريا.
-بجد شوقتني طب ماتقوليش في ايه؟
اقترب قليلا ووضع يديه على الطاولة امامه:
-بصي يا ستي هاتعملي اول فيديوا كليب ليكي في باريس، عارفة يعني ايه باريس؟
-لأ براحة عليا كده واحدة واحدة انت رميتلي الخبر مرة واحدة كده وانا مش عارفة استوعب باريس ايه وكليب ايه؟
-ههههه طيب ماشي، بصي يا ثريا في شركة إنتاج عالمية طالبة تمضي معاكي واول كليب ليكي من خلالهم هيام تصويره في باريس، انا شايف إن دي كبداية في مجالك صعب تلاقيها او تتكرر مرة تانية؛ لذلك انا شايف انك لازم توافقي وتمضي العقد وبسرعة، وماتقلقيش كل شروط العقد في صالحك بس.
-ايواااا بس ايه بقا انا مستنيه اللحظة دي، شركة عالمية وتمضي معايا عقد وكليب في باريس يعني اكيد في مقابل كبير.
-ثريا مفيش شركة إنتاج هاتقدملك عرض زي ده على طبق من ذهب ومن غير مقابل، بس انا كمان شايف إن المقابل مش حاجة صعبة عليكي.
-وايه هو المقابل بقا يا استاذ عماد؟!
-انك تقيمي في باريس طول مدة العقد وهي خمس سنين، وطبعا في خلال الخمس سنين دول ممنوع تمضي عقد مع اي شركات تانية.
-اه دول عايزين يشتروني بالعقل بقا، ده اسمه احتقار يا عماد، الناس دي عارفه انها هاتستفاد مني اكتر مانا هستفاد منها لذلك هي اديتك العرض ده، طب ممكن اعرف بقا قيمة العقد كام في السنة؟ والا ايه نظام العقود بتاعتهم؟
-ثريا اسمعيني انا معاكي إن الشروط صعبة لكن انتي تقدري تحقيقها علشان مصلحتك، وكمان المقابل المادي يستحق، يعني لما تكوني هاتاخدي مليون دولار في السنة اظن انك لازم تفكري كويس يا ثريا.
شردت ثريا قليلا وفكرت باهلها وفارس، ثم قالت لعماد:
-ولا كنوز الدنيا يا عماد تقدر تبعدني عن اهلي، الموضوع صعب جدا عليا، انت متخيل يعني ايه ابعد عنهم خمس سنين وانا عمري ما فارقتهم يوم.
-ثريا الحياة فرص، ولو الفرصة دي ضاعت مش هاترجع تاني، وانا هكون معاكي هناك في كل خطوة، بصي بلاش تردي دلوقتي، خدي وقتك وفكري كويس وبعدين ردي عليا اوك.
تنهدت ثريا بقلق وقالت:
-اوك هشوف يا عماد.
~~~
عاد فارس من عمله يفكر في تلك الفرصة التي منحت له من عمله، وثريا كذلك، لكن كان يفكر كل منهم في الاخر قبل اي شيء، واستقر كل منهم أن يتحدث إلى الاخر قبل رحيله حتى يكون قد أوفى بما عليه، وتكون الفرصة الاخيرة للرجوع ام للفراق إلى ما لا يعلمون.
قرر فوزي المغادرة بعدما سوى جميع اموره مع فارس وتصالح معه، في صباح يوم الخميس قامت سارة بتحضير حقيبتها واغراض والدها للسفر، خرج الجميع على طاولة الافطار يتناولون الإفطار معا قبل رحيلهم، لاحظ فوزي أن فارس لم يكن في حالته الطبيعية، مشغول الفكر دائما تبدوا على وجهه الحيرة، فقال فوزي له:
-فارس بقالك كام يوم متغير في حاجة مدايقاك يبني؟
ابتسم فارس يخبئ ما بقلبه:
-لأ مفيش انا كويس تمام.
قالت سارة بمزاح:
-بيكدب اكيد، على فكرة شكلك باين عليه اوي.
ضحك فارس وامسك بخدها وقال:
-هو انتي مفيش حاجة بتعدي من تحت ايدك ابدا كده؟
-ازاي خدي طيب يا سيدي اراهن إن في إن، اعترف.
ربتت ليلى على يده تقول:
-مالك يا فارس يا حبيبي انا كنت مستنياك تيجي تحكي، لكن بما ان الكل لاحظ ان فيك حاجة يبقا لازم تقولنا في ايه.
التقط فارس انفاسه وقال:
-والاه يا ماما مش عارف اقولكم ايه، انا جاي عرض شغل في لبنان، عرض كويس جدا يعني يعتبر بالنسبالي في مسيرتي المهنية فرصة ماتتعوضش، لكن عايزيني اقيم هناك طول فترة الشغل خمس سنين.
قالت سارة بفرح:
-مش معقول ايه الخبر الحلو ده وافق طبعاً.
رمقتها ليلى بتلك النظرات المخيفة بعض الشيء فجعلتها تتراجع عن رأيها على الفور وقالت:
-لأ يعني هاتوافق ازاي مينفعش تسيب طنط طبعاً.
قال فارس وهو ينظر الى سارة:
-انا مش هسيبها يا سارة دي حاجة مفيهاش نقاش، مسموح انها تكون معايا لكن انا عارف ان ماما مش هاتقدر تسيب البيت وتعيش في مكان تاني، عارف انها متعلقة بالمكان ده.
قالت ليلى بلطف وهدوء بعد شرود لثوان:
-حبيبي لو ده فيه مصلحتك انا اروح معاك اخر الدنيا، لكن كمان لو ده فيه مصلحتك ماتقلقش عليا سافر يا فارس لو ده اللي هايبسطك يبني.
-ماما انا مفيش حاجة هاتبسطني وانتي بعيدة عني، وانتي عارفة كده كويس.
تحدث والده فوزي بجدية وقال:
-بص يا فارس يبني لازم تتعود انك تفصل مابين مشاعرك وحياتك الخاصة او العائلية وبين الشغل، في الشغل مفيش مشاعر لازم تفكر في مصلحتك وبس؛ لأن الفرصة بتيجي مرة واحدة، وبعدين مش دي الشركة اللي بتأسسها شركتنا مع شركة اشرف بيه اللي مسؤولة عنها سارة؟
-ايوا فعلا بس ده فرع لبنان مسؤولة عنه نايا وعايزاني اكون معاها، سارة مسؤولة عن فرع مصر هنا.
-طيب تمام اتحلت اهي، حبيبي انت شاور على اي شركة واي مكان انت عايزة وتكون شركت فيه فورا وزي مانت عايز ماتشغلش بالك.
-بابا من فضلك انا حابب اكمل مسيرتي بنفسي مش حابب اكون ابن البيه اللي ابوه عمله بفلوسه انا حابب اعمل نفسي بنفسي.
نظر كل من ليلى وفوزي إلى بعضهم البعض يبتسمون، تعجب فارس من نظراتهم فقال:
-في ايه انا قلت حاجة غلط والا إيه.
قالت سارة مبتسمة:
-لانك اول مرة تقول بابا وانت مش واخد بالك.
ابتسم فارس وقال:
-اكيد طبعا بابا.
امسك فوزي بيده بشدة وقال:
-حبيبي يا فارس انا مبسوط جدا انك بقيت راجل اد المسؤولية، ربنا يخليكم ليا.
-ويخليك لينا يا بابا.
قالت ليلى وهي تربت على كتف فارس:
-فارس يا حبيبي فكر براحة وعلى مهلك وشوف ايه المناسب ليك واللي في صالحك واعمله.
تنهد فارس قائلاً:
-انا هعمل كده يا ماما بس في حاجة الاول لازم اخلصها قبل ماخد قرار.
غادر فوزي وسارة المنزل إلى موطنهم لبنان بعد توديع فارس وليلى، ذهبت ثريا إلى منزل والديها بعد مقابلتها لعماد؛ حتى تخبرهم ماحدث معها وتأخذ رأيهم في ذلك.
فتحت ثريا باب المنزل وكان والدها خليل ووالدتها داليا يجلسان على الاريكة يشاهدون التلفاز، القت ثريا السلام وجلست وسط والديها فقالت امها بمزاح:
-هو انتي يا حبيبتي طالعالي في البخت، ما الكراسي قدامك كتير اهي، والا مايحلاش القعدة الا بين وبين ابوكي.
قالت ثريا بمزاح وهي تنظر إلى والدها تغمزه بعينها:
-خليل بيه، الست دي شكلها عايزة توقع مابينا على فكرة، بتغير مني ها واخد بالك؟
-امسكت داليا باذنها اشدها:
-انا بغير منك يا حبيبتي اه فعلا، علشان ابوكي مش بيعمل مابينا مانتي بقيتي ضرتي بقا مش بنتي.
ضحك خليل وثريا وضم خليل ثريا إلى صدره وقال:
-دي روحي وقلبي وحياتي كلها.
قبل جبينها فغارت داليا بمزاح قائلة:
-الله الله يا سي خليل، شفتي الفرصة اللي رصها ابوكي دي عمره ما سمعني كلمة منهم يا بنت المخطوطة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زئير القلوب (عروس مصر))