رواية روفان الفصل الرابع 4 بقلم نورهان إسلام
رواية روفان الجزء الرابع
رواية روفان البارت الرابع
رواية روفان الحلقة الرابعة
كانت روفان تستعد للذهاب إلى مكتب المحاماة الخاص بها .. بدأت فى تجهيز كُل شئ يخصها إلى أن استيقظت شهد.. نظرت لها روفان وأبتسمت وهى تقول فى مداعبة: صباح الخير يا قمر .. الفطار بتاعك جاهز على السفرة برة ..
حكت الطفل فى عينيها وهى تقول: عايزه اجى معاكي..
نظرت لها فى برهة ثم هزت رأسها بالنفى وهى تقول: لا مش هينفع.. النهاردة عندى قواضي كثير ومش هينفع اخدك معايا…
___________________
* بعض نصف ساعة ..
كانت روفان تركب سيارتها وبجانبها شهد التى لم تتركها تغادر بمفردها .. قبل أن تتحرك روفان نظرت إلى شهد وهى تقول: مش عايزه اى دوشة هناك تقعدى مع ندى مؤدبة.. تمام !!
هزت شهد رأسها وهى تقول: حاضر بس هاتيلى حاجة حلوة ..
تحركت بالعربية وهى تقول لها : إن شاء الله..
_________بعد ربع ساعة______
كانت قد وصلت إلى المكتب .. تفاجئت أن الموجودة هى ندى فقط ولا يوجد احداً اخر .. نظرت لندى بإستغراب : هو مفيش حد النهاردة ولا ايه!!
هزت ندى رأسها بالنفى وقالت: أول ميعاد عند حضرتك الساعه ١٠
تنهدت روفان ولكنها وجدت شهد تشد ملابسها لتنتبه لها وهى تقول: ماما ..ماما .. انتِ قولتيلى هتجبيلى حاجه حلوة ..
نظرت روفان لشهد ثم نظرت لندى الذى كانت تبتسم على طفولة شهد .. ثم قالت: هخرج اشوف اى سوبر ماركت برا ..
اصطحبت شهد معها وخرجت ..جلبت لها بعض الحلويات ..ثم دخلت مجدداً لتجد ندى تقول: فيه واحدة عايزه حضرتك ..وقالت أنها هتستناكِ فى المكتب جوا ..
تركت روفان شهد مع ندى وهى تقول: مقالتش إسمها ايه !!؟
هزت ندى رأسها بالنفى ..فدخلت روفان المكتب .. لتجد فتاة تقف وتنظر إلى صور وشهادات خاصة بروفان معلقة على الحائط .
ما إن انتبهت الفتاة لها ذهبت وجلست لتتحدث مع روفان .
صمتت قليلاً فبدأت روفان بالحديث: حضرتك قولتى إنك عايزانى!!
تكلمت الفتاة: انا اخت عبد الرحمن اللى جالك أمبارح .
رفعت روفان عينيها وهى تقول: اللى رافعة قضية الخلع !!
هزت رأسها بإيجاب ثم تنهدت بعمق لتقول: وحضرتك رافضتى تترافعى فى القضية ديه..
نظرت روفان فى ورق على المكتب وهى تتحدث: انا شرحت اسبابى للطرف اللى جيه من عند حضرتك إمبارح..
تحدثت الفتاة بحزن وهى تقول: انا شبه روحت لكل المحامين اللى اعرفهم واللى معرفهمش ..محدش عايز يقبل القضية.. كل ما حد يعرف إنى عايزه ارفعها عليه .. نظرت لها وهى توجه لها سؤال : خوف منه صح!!
أغلقت روفان الملف الذى بيدها ثم تنهدت وهى تقول: ممكن هما خايفين ..لكن انا لا ..انا بس بينى وبين الشخص ده مسألة شخصية ومش عايزة اشوفه فى اى نقاش ..
للحظة بدأت الفتاة فى البكاء وهى تقول: ولا انا عايزة اشوفه ولا أقضي معاه حياتى.. ده خدعني .. ده كان متجوز قبلى مرة ومقاليش وعرفت من مراته لما اتصلت بيه وانا رديت بالغلط …غير معاملته اللى اتغيرت معايا كلياً .. مسكت إيديها فى محاولة لإستعاطفها: حضرتك اكيد عارفة شعوري لإنك سِت زي .. ارجوكِ..
نظرت لها روفان فى إستعطاف وهى تقول : سيبيلى رقمك مع ندى برا وهفكر ثانى واتصل بيكِ..
خرجت الفتاة من المكتب وهى تمسح دموعها بفرح مستبشرة بأن روفان بالتأكيد سوف تقبل الترافع عنها فى تلك القضية ..
بينما روفان سندت بظهرها على الكُرسي وهى تضع يدها فوق رأسها وتقول بلامبالاة: اتجوزت بعدى إثنين يا خالد!!.
تنهدت وهى تُغمض عينيها ليلوح بِذكرها خيال الماضي الذى لا يُنسي…
_______________________
بعد أن ذهبت روفان إلى السكن الجامعى.. كان حالة شهد فى النادى الليلى يُرثى لها .. تجلس وهى تستمتع لضحكات الآخرين وصوت العزف الموسيقى والرجال الذين يغازلون فى الفتيات .. قامت من مكانها وهى تتنهد بحزن ذهبت إلى غرفة تبديل الملابس لتجد صباح هُناك وهى تضع مساحيق المكياج مجدداً…
حين دخلت شهد نظرت لها صباح ولوجهها الذى يظهر عليه الحزن بإمتعاض وقالت وهى تلوى شفتيها: مالك !! وشك يقطع الخميرة من البيت كدا ليه!!!؟
جلست على أقرب مقعد لها وهى تقول بتعب: تعبانه .. حاسه إنى مش قادرة اتنفس …
نظرت لها صباح بهلع وهى تقول: مالك .. انتِ شربتِ ولا ايه!!
هزت رأسها بالنفى فهى مُنذ أن عملت هنا لم تشرب النبيذ أبداً ..
صباح : هطلبلك تاكسي يروحك لحد السكن خليكِ قاعدة هنا متخرجيش ..
ما إن خرجت صباح حتى عادت شهد لوعيها مجدداً وهى تنظر لشكلها فى المرأه .. قامت وهى تمسك بعض المناديل الورقية وتمسح المكياج من على وجهها ودموعها تُذرف تلقائياً على ما فعلته بنفسها ..فكيف لها أن تصبح مُعلمة ومُربية أجيال وهى بهذه الحالة وهذا المكان الفظ.. جلست مكانها وهى تبكى على فعلتها ..إلى أن دخلت صباح لها وهى تقول بإستغراب: بتعيطى ليه!!؟
شهد بتعب : تعبانة ..عايزه اروح..
نادت صباح على شخص ما وهى تقول له: سندها لغاية العربية ..شكلها مش قادرة تمشي ..
قبل أن يُمسك يدها كانت قد أوقفته بيدها وهى تقول: لا ..انا هقدر أمشي ..أبعد انت..
أبتعد قليلاً لتقم هى وهى تستند على الجدار بتعب حتى خرجت من ذلك المكان ..
_____________ بعد ساعة________
دخلت شهد غرفة السكن ..لتجد روفان تجلس على أحد المكاتب وتُذاكر مواد القانون .. ما إن فُتح الباب حتى نظرت لها روفان بإمتعاض ثم أدارت وجهها عنها وهى تُكمل ما بدأته.. نظرت لها شهد بحزن ثم جلست على سريرها وهى تبكى على حالها بتعب ..
ما إن سمعت روفان صوت نحيبها حتى التفتت لها وهى تسألها بأستغراب: مالك!!؟
فردت شهد جسدها على السرير وهى تنظر لأعلى وتقول: فوقت .. فوقت من الخيال والوهم اللى كنت عايشة فيه علشان أرضي غرورى ويبقى معايا فلوس اجيب اللى انا عايزاه وابقى وسط صحابى واحدة غنية معاها تعمل اللى هى عيزاه .. مش مصدقة إنى عملت فى نفسي كدا ..
بدأت فى البكاء مجدداً تحت أنظار روفان الذى رق قلبها لها جلست بجانبها وهى تُمسد على شعرها ثم قالت: ربنا غفور رحيم .. أستغفريه وتوبي إليه وهو برحمته الواسعة قادر يغفرلك .. يالا قومى صلى ركعتين شكر لله إنك فوقتِ قبل فوات الآوان!!
بصتلها شهد بإستغراب وهى بتمسح دموعها وقالت: قبل فوات الآوان..
روفان بإبتسامة: اه.. أنتِ لسه عايشة وروحك فى جسمك تقدرى تستغفرى. لكن فوات الآوان هو الشخص اللى بيموت على معصية ساعتها مش هينفعه الندم..
هدأت قليلاً وهى تنظر لروفان ثم قامت لتدخل الحمام لتتوضأ وتصلى ركعتين مغفرة وتوبة إلى الله….
_________ فى اليوم التالى_________
كانت الثلاث فتيات ريم وشهد وصباح يجلسون فى السكن.. حين قامت صباح وهى تُمسك كُتب روفان وتمزقها أمام أعينهم .. حاولت شهد إيقافها ولكنها لم تُبالى .. فتحت خزانتها وأخرجت جميع ثيابها وبدأت تُلقيهم على الأرض وهى تقول: علشان تتكبر علينا ثانى انا هوريها..
نظرت لها شهد بعصبية ثم أمسكت الهدوم من يدها وألقتها على الأرض : حرام عليكى كفاية .. كل واحد يختار سكته .. انا عارفة إنك بتاخدى نسبة على الناس اللى بتجبيها علشان كدا كل مره تعملى كدا .. بس انتِ مش بتهمدى.. وعلفكرة انا كمان مش هشتغل معاكِ ..هنزل ادور على شغل نظيف بدل الشغل الق_ذر اللى انتِ عايزانا نشتغله…
نظرت لها صباح بتحدى ثم قالت: طيب تمام.. انتِ كدا اللى عملتى عداوة بينى وبينك ..يالا يا ريم اجهزى علشان نمشي ..
جلست شهد لا تُبالى بهم استعدت صباح وريم للذهاب وقبل أن تذهب رمقتها صباح بنظرات حادة متوعدة لها بمستقبل باهت معها فى الغرفة .. ظلت جالسة لا تُبالى حتى أتت روفان من الجامعه..
وجدت أشيائها مُمزقة وملقية على الأرض .. ملابسها مُبعثرة فى ارجاء الغرفة .. نظرت لشهد بصدمة وهى تقول: مين عمل كدا !!؟
نظرت لكُتبها بحزن وهى تقول: انا تعبت علشان اشترى الكتب ديه مين قطعها ..
نظرت لها شهد ونطقت: صباح ..
جلست روفان بجانبها وهى تنظر لأشيائها بحزن .. ثم نظرت لشهد وقالت: انا اتعودت إن حقى مش بيضيع .. بصى انا فكرت فى خطه ولازم تنفذيها معايا ..
نظرت لها شهد بهدوء وهى تسمع حديثها ..بدأت الإبتسامة تظهر على شفتيها إلى أن انتهت روفان من السرد..
____________فى المساء______
موعد وصول صباح وريم إلى السكن.. ما إن دخلت حتى وجدت أضواء المكان تُشعل واحدة تلو الآخر .. نظرت ريم لصباح بخوف .. إلى أن ظهرت مديرة السكن و بدأت بتوبيخهما عن تأخيرهم حتى قامت بالسؤال: ويا ترى كنتوا فين انتوا الأثنين خلاكم تيجوا متأخر ..وكمان بلغنى إنكم بتيجوا متأخر كل يوم .
نطقت صباح: مين بلغك!!؟
وبختها المديرة بصوت عالٍ: ملكيش دعوة .. انا هتصل بأهلك أنتِ وهي علشان التسيب ده .. وهتناموا النهاردة فى غرفة ١٠٢ مش الغرف بتاعتكم .. وحاجتكم هتلاقوها هناك… يالا اتفضلوا ..
كانت روفان وشهد ينظروا من خلال النافذة ويضحكون بصمت إلى أن صعدا صباح وريم. إبتسمت شهد : كدا خلصنا من هم صباح ..انا صعبان عليا ريم ..لإنها كانت طيبه بس صباح هى السبب..
روفان بهدوء: عموماً إن شاء الله مش هيحصلهم حاجه ..اهم حاجه نقعد بهدوء ..
شهد: بس صباح اكيد عارفة إن احنا اللى اقولنا عليها ..
مددت روفان على سريرها وهى تقول بإرهاق: تعرف ولا متعرفش ..مش مشكلتى .. اهم حاجه استعدى علشان هتنزلي جامعتك بكرا وكمان بعدها هنروح ندور على شغل ..
_______ صباح اليوم الثانى _____________
بعد إنتهاء اليوم الجامعى كانت روفان تنتظر شهد عند باب كليتها إلى أن سمعت خالد يُناديها…
إلتفتت له ثم تنهدت بتعب وهى تقف مكانها حتى وصل إليها وهو يقول بترحاب: عامله ايه .. وحشتينى.
نظرت روفان له بصدمة ثم قالت بتحذير: متتجاوزش حدودك معايا يا خالد لو سمحت..
خالد بتبرير: مش قصدى .. انا بس كنت عايز أسال عليكى وكويس إنى اتطمنت إنك بخير ..
روفان: تمام ..
فتح حقيبته ثم أخرج ظرف وقال: لو مش هضايقك ..ممكن تاخديه تقرأيه بعدين …
روفان بعدم فهم: نعم!!
_إمسكيه بس .. نطقها خالد..ثم ترك لها الظرف وذهب ..
________________________
كانت تجلس فى منزلها وتقرأ رسالته مجدداً رغم كل هذه المدة تتذكر ما فعل
” كيف حالك عزيزتي، لم أود أبداً إزعاجك حين عرضت عليكِ الزواج.. انا فقط أريد أن تصبح بيننا علاقة أقوى من الصداقة ،علاقة تربطنا مدى الحياة ..لقد عرضت على والدى الموضوع وقد رحب به تبقى أن تُرحبِ أنتِ لنعقد الخطبة والزواج بعد أن أنتهى من السنة وتعلمين أنى لا أُمانع فى تعليمك حتى لو وددت أن تُكملِ الماجستير والدكتوراه فسأكون لكِ خير مُعين”
فى اخر الرسالة : اه انا كاتب الرسالة بالفُصحى علشان عارف أنك بتحبى تقرأى بيها ..سلام..”
أغلقت الرسالة وهى تتذكر أن من أقنعها بذلك الزواج والخطية وشجعها كانت شهد حتى تتخلص من بعض هموم الحياة .
نظرت للمرأة بإنتصار فقد تحدت تلك الحياة الصعبة وأصبحت محامية ماهرة فى عملها .. فتحت هاتفها وهى تتصل بالفتاة الذى كانت معها اليوم فى المكتب وما إن أجابت حتى قالت: هرفعلك قضية الخلع وهمشي فى القضية..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روفان)