رواية روفان الفصل الخامس 5 بقلم نورهان إسلام
رواية روفان الجزء الخامس
رواية روفان البارت الخامس
رواية روفان الحلقة الخامسة
كانت روفان تجلس فى غرفتها بعد أن أنهت المكالمة مع الفتاة .. أخذت نفساً عميقاً وهى تُفكر بذلك اللقاء الذى سيجمعها مع خالد بعد أربع سنوات وكونها لم تحدثه بعد طلاقها الغيابى لكونها لا تريد أن تُعاتب شخصاً تخلى عنها وكأنها لم تكن شيئاً فى حياته …
جلست على سريرها ثم سندت رأسها وهى تتذكر ردة فعلهِ حينما وافقت على عرض الزواج.
_______________________________
كانت فى السكن الجامعى مع شهد الذى تحدثت معها لمدة يومين لتقنعها بأمر الخطبة حتى ينتهى من دراسته ثم الزواج وأن تُكمل السنة الأخيرة معه .. ظلت روفان فى حيرة إلى أن وصلتها رسالة على هاتفها من خالد وهو يقول: ها ..فكرتى!؟
نظرت حولها فى تفكير ثم مصت شفتيها وهى تدور بعينيها حول الغرفة ثم كتبت : فكرت.
ظهر عِندها رؤيته للرسالة فكتب بعدها: ورأيك!!؟
إبتسمت ثم تنهدت بإبتسامة: موافقة.
ما إن رأى الرسالة حتى ظهر على وجهه إبتسامة وهو يقول: خدي معاد من والدك علشان نيجى نزوركم.
ما إن رأت رسالته حتى ظهر على وجهها القلق .. نفخت فى ضيق وهى تُفكر ماذا تُجيب .. كانت شهد تجلس على مكتبها تُذاكر كما أمرتها روفان .. لاحظت حياتها ونظرها فى جميع الاتجاهات حولها بحيرة .. نظرت لها وهى تسألها فى إستفهام : مالك !
رفعت روفان عينيها لها وهى تقول: عايز ياخذ معاد مع بابا .
نظرت لها شهد بإستغراب وقالت: طب وإيه المشكلة ، أى حد بيعمل كدا ..
نظرت لها روفان بحزن لكون أن أى شخص يفعل هذا فعلاً ولكنها لا تستطيع .. مصت شفتيها وهى تتنهد بحزن وتحكى لها مع فعل معها أباها لمرات عديدة وكيف دائماً ما يُرسلها لتجلس مع خالها لأيام ثم تعود مجدداً حتى سئمت من هذا الوضع..
كانت نظرات شهد لها لا تخلو من الشفقة والحزن على حال صديقتها .. جلست بجانبها وهى تُمسك يدها وتواسيها ..فهى تعلم أنها تكتم دموعها أمامها رفعت رأسها لتظهر عينيها العسليتين يتخللها الدموع ثم قالت: علشان تبدأى معاه صح .. قوليله على كل حاجه.. وإنك مش عايزه ترجعي تعيشي مع والدك ، وكفاية بس إنه يعرف من بعيد إنك هتتجوزى.
أمسكت هاتفها ثم كتبت: قبل أى حاجه عايزه نتقابل بكرا فى اى كافيه بعد الجامعه.
قرأ الرسالة فى إستغراب ثم كتب: تمام .. هستناكى بكرا قُدام الجامعه..
_تمام..
كان هذا ردها قبل أن تُغلق الهاتف.
_________________________
* الساعه 2 بعد الجامعه.
كانت روفان تجلس مع خالد الذى طلب لها قهوة لعلمه بأنها تُفضلها فى أى وقت .. جلست صامته تنظر فى اللاشئ تحاول أن تُرتب حديثها الذى ستلقيه عليه مرة واحدة بعد قليل.. ظلت صامتة لدقيقه ثم أستدارت وهى تقول: قبل ما اقول أى حاجه بعد أذنك مش عيزاك تقاطع كلامى لحد ما اخلص ..
نظرت فى عينيه لتجد نظرات الإستغراب فى عينيه .. تنهدت وهى تحكى له قصة والدها..صمتت قليلاً تنتظر رد ولكن ظل صامتاً لدقيقه ثم قال: فى الأول وفى الأخر انا هتجوزك انتِ وهعيش معاكِ انتِ ، ومش مهم حاجه ثانى..
تنهدت وظهر على وجهها إبتسامة .. ثم أمسكت فنجان القهوة وهى ترتشف من القليل .. أبتسم لها ثم قال: اكيد هتخليه الواصي عليكِ فى الجواز صح!!
هزت رأسها بتأكيد وأجابت: اكيد .. فى الأول وفى الأخر هو ابويا ..
إبتسم لها بسعادة وهو يقول: فترة كدا هرتب مع بابا وهكلمك علشان ننزل نجيب الشبكة ..
شعرت بسعادة غامر تجتاحها .. ظلت صامته إلى أن رن هاتفها بإسم شهد .. أجابت على الهاتف ثم أستأذنت منه ورحلت
____________________________
كانت “نرمين” زوجة احمد .. تنشر الملابس حين قامت سيدة من الجيران بسؤالها عن روفان لإنها لم تراها منذ فترة.. نظرت لها
” نرمين” ثم لوت شفتيها بإمتعاض وتقول: قعدت عند أهل أمها ، مش طايقة ياختى تعيش معايا ..تقولى بناكلها ولا بنعذبها ..
أمتعضت السيدة الأخرى فهى تعلم بأن
” نرمين” هى من طردتها كعادتها .. تنهدت السيدة بحزن على حالة روفان : ومش عارفة هترجع امتى!! كنت عايزاها تذاكر لإبنى انتِ عارفة أنها شاطرة فى الأنجليزى ..
أجابت نرمين وهى تضع المشبك فى الملابس بزهق: ياختى وانا اعرف منين !! هو انا هفضل اكلمها كل شوية واقولها ترجع ..تيجى وقت ما تيجى بقا ..
نظرت لها المرأه بأشمئزاز لأسلوبها ثم تركتها وذهبت ..
_________________________
بعد أن تركت روفان خالد كانت على موعد مع شهد للبحث عن عمل.. ظلت تنتظرها إلى أن رن هاتفها بإسم خالها.. إبتسمت بسخرية فهو الأن يسأل عليها بعد اسبوعين من غيابها .. أجابت عليه ليرد السلام وهو يقول: فينك يا بنتى مُختفية ومش بتسألى واتصلت بابوكى مردش عليا … ردت عليا مراته .. قصت عليه روفان ما حدث لها عند أبيها وكيف أنها سئمت من كل هذا ففضلت أن تعيش بمفردها فى السكن .. ما كان من خالها إلا أن دعى اهل بالتوفيق وأن تزوره كل فترة ليطمئن عليها وهى وعدته بذلك .. أغلقت المكالمة وهى ترى شهد تأتى عليها ومعها بعض أصدقائها،
قابلتها روفان عند باب كلية تربية .. رحبت بها وهى تُعرفها على أصدقائها الجُدد ثم رحلت معها ..
________________________
* فى غرفة صباح وريم ..
كانت صباح جالسة على سريرها وهى تستذكر أحداث الماضي مُنذ أن رأت روفان إلى وقت توبيخ مديرة السكن لها وريم وإتصال عمها المُفأجى بها وتوبيخها أيضاً كونه الواصي عليها بعد والدها رحمه الله ..ظل عقلها شارد إلى أن خرجت ريم من الحمام ورؤيتها لها تنظر فى اللاشئ ..جلست بجانبها وهى تُنادى على اسمها بإستمرار حتى التفتت لها صباح وهى تقول: فيه ايه!!؟
ريم بإستغراب: فيه إن حضرتك مش هنا ..بتفكرى فى ايه..
صمتت صباح ثم تحدثت وقالت: اكيد روفان هى اللى بلغت المديرة .. والله ما هسكتلها ..
نظرت لها ريم ثم ضحكت بإستهزاء: ما اكيد هى .. انتِ بتفكرى فى ايه اصلاً.
نظرت صباح بصدمة لحديثها وقالت: يعنى انتِ عارفة أنها هى ومقولتيش !!
وقفت ريم أمام المرأه وهى تصفف شعرها وقالت: مش محتاجة اقولك ، هى واضحة لعين الشمس يالا مكنوش هينقلونا لأوضه ثانية..
كانت نظرات صباح لريم تزكى بالصدمة فالجميع بالتأكيد يعلم أن من كشف سرهم هى روفان ولكنها هى الوحيدة الذى تفكر وتربط الخيوط لتصل إلى نتيجة معلومة مُسبقاً من الجميع.. لوهله شعرت بأن لا عقل لها أمام تفكير الجميع .. ولكنها سرعان ما تلاشت هذه الفكرة وهى فى داخلها تتوعد بالشر لروفان….
__________________________
كانت روفان تنظر لشهد بسعادة بعد أن وجدوا عمل فى مطعم قريب من السكن ، بعد أن أرتدى كُل منهم الزى الخاص به .. بدأو فى العمل وكان شهد تنظر لروفان من حين لأخر بإمتنان لكونها ساعدتها فى أن تُصبح شخص أفضل..
_________________________
بعد انتهاء يوم العمل لروفان وشهد ذهبوا إلى السكن .. وحين وصولهم لغرفتهم وجدوا صباح تقف على باب الغرفة وهى تنظر لهم بسخرية .. نظرت شهد لروفان الذى كانت تنظر لصباح بإبتسامة بينما شهد كانت تنظر بقلق لعلمها بأن صباح ليست شخص من السهل التخلص منه .. نظرت روفان لها وهى تذهب إليها وتتظاهر بالحزن: زعلت اوى لما نقلوكى انتِ وريم لأوضة ثانية .. وزعلت اكثر لما المديرة إتكلمت معاكِ بأسلوب مش حلو ..
ضحكت صباح لروفان : ثم قالت: لا يا راجل.
نظرت لها روفان ثم ضحكت : يا بنتى طبعاً .. ده احنا عِشرة يومين لازم ازعل عليكِ..
مصت صباح شفتيها ثم أخرجت من جيبها لبان وهى تعرض على روفان بقطعة ولكن روفان رفضت فوضعتها صباح فى فمها وهى تقول : عموماً خلى بالك من نفسك علشان انا مش بسكت يا حلوة ..
نظرت شهد لروفان الذى ضحكت على أسلوب صباح الغبي دائماً من وجهة نظرها .. أكملت روفان حديثها وهى تفتح الباب وقالت: مش غريبة يا شهد أن صباح واقفة معانا الساعه ١٠ بليل ومش مع الحلوين بتوعها..
ضحكت شهد وقالت: وغريب ليه .. ما غريب إلا الشيطان ..
دخلت روفان وشهد الغرفة ثم ضحكت روفان وهى تقول: ما الشيطان واقف قدامنا اهو .. مفيش بينا غريب ولا حاجه..
نظرت صباح لروفان نظرة حادة ولكن قبل أن تتكلم تحدثت روفان: وبيبرقلنا كمان..
شهد بضحكة وهى تقفل الباب بقوة فى وجه صباح: يامى..
وقع الإثنتان على الأرض من الضحك بينما يسمعون صوت صباح وهى تتحدث فى الخارج: وربنا لأوريكم ..انتوا لسه متعرفوش مين صباح يا بت انتِ وهى .
ما كان منهم إلا أن استمروا فى الضحك أمام تواعد صباح لهم بما ستفعله لاحقاً ..
____________________________
* بعد 3 شهور
كانت حفلة تخرج خالد والذى كان يقف مع الخريجين وينظر إلى روفان و والده بفرح .. كان الإثنين ينظرون لهم بفرحة عارمة بينما خالد يقف مع أصدقائه ليتسلم شهادته كانت روفان تصور كل لحظة له بسعادة .. حتى نزل وهو يستلم الشهادة ليحضن والده بفرحة ويسلمه الشهادات ويذهب لروفان الذى تقف بجانب والده ويقول لها بفرح : كمان اسبوع هنكتب الكتاب ..
نظرت له روفان بإبتسامة وظلت صامته .. بينما هو توقع صمتها أن يكون بسبب الخجل .. فقد توردت وجنتيها عندما تحدث لها بهذا .. نظرت روفان إلى أصدقائها الذى يتخرجون والذي يكبرونها بعام وهى تُفكر فى يوم تخرجها وأن تلك الحفلة ستكون هى مع خالد وهى زوجة رسمية له..
________________________
بعد أن انتهت حفلة التخرج ذهبت روفان إلى منزلها مع شهد .. وهى شقة قد أستأجروها بدلاً من السكن .. كانت روفان تتحدث مع شهد بسعادة عن موعد كتب كتابها وأن خالد سيحدث هو والدها بالأمر..
_____________________
بعد كتب الكتاب .. قابلت والدها لأول مرة بعد 4 شهور .. سلم عليها وهو يدعو لها بالتوفيق فى حياتها وأنه سيزورها فى بيتها دائماً ليطمئن عليها .. كانت تنظر له وهى لا تُبالى بحديثه فهو ليس الأب الذى تمنته هى .. غادر والدها لكثرة أتصال “نرمين” به الذى ذهب دون أن يخبرها بشئ حتى لا تُعكر صفوه .
___________________________
كانت روفان تنظر إلى خالد الذى يتحدث مع أصدقائه وفى وجهه سعادة عارمة إلى أن لاحظ روفان الذى تراقبه فأستأذن منهم وذهب لها .. كانت تبتسم حين وجدته قادم إليها .. وحين وجد أصدقائها أن العريس قادم أبتعد واحدة تلو الأخرى ..إلى أن جلس بجانبها وهو يتحدث بهمس: مبروك يا عروسه.
_ الله يبارك فيك..
همس بأذنها هذه المرة: شكلك زى القمر ..
توردت وجنتيها وهى تقول: شكراً .
ضحك وهو يقوم من جانبها ويقول : هنخرج النهاردة بعد ما الليلة ديه تنفض ..
_________________________
كانت الساعه السابعه مساءاً، كانت روفان تجلس مع شهد وإبتسام بعد أن اتصلت بها وأخبرتها أن تذهب إلى نفس المطعم الذى ذهبت فيه مع خالد فى موعد كتب كتابها ، طلبت نفس الطلب الذى طلبه لها فى ذلك اليوم .. وهى تتذكر سعادتها البالغة الذى لم تدم طويلاً…….
لم تعد الذكريات الذى بيننا تشغلني….. تناسيت أيامنا وبقيت اشُغل نفسي بحاضرى .. لم تأتى الحياة كما اشتهيها فقد جاءة محملة بذكريات مؤلمه … مؤسف تذكرها كان من الصعب النسيان ولكن مرارة الايام كافيه لجعل القلب يقسو والعقل ينسي
لم يعد باستطاعتي شيء .. غير ان انسي الخذلان…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روفان)