رواية روح نيرة الفصل الرابع 4 بقلم حليمة عدادي
رواية روح نيرة الجزء الرابع
رواية روح نيرة البارت الرابع
رواية روح نيرة الحلقة الرابعة
انتابهم الذعر لدى رؤيتهم الفتاة الممزقة ورأسها المنفصل عن جسدها، واندفع مجدان نحوهم عندما شاهدوا خوفهم. تحولت تعابير وجهه إلى غضب، ثم اقترب من الجثة وامتد يديه لحمل الرأس بهدف التعرف على هوية القتيلة،حمله بين يديه المغطاة بالدماء، ومسح بيده القليل منه، ثم هتف بجمود قائلاً:
-لمار!؟
عند سماع “عائشة” اسم ابنتها، ركضت بفزع إليها، انتزعت الرأس من بين يديها، ودققت النظر إليها بعدم تصديق، وبشفتين مرتجفتين، قالت:
-لِمَارْ،لِمَار! هذه لَيْسَت ابْنَتِي.
اقترب “مجدان” منها وأمسك ذراعها بقوة قائلاً:
-لا أريد أن أسمع صوتك، ابنتك قد توفت وانتهى الأمر.
رفعت مقلتيها، وهي تتألق بالدموع، تنظر إليه بكراهية شديدة، كيف يمكن لأب أن يكون بهذه القسوة، دون أدنى رحمة تجاه ابنته؟
مسحت دموعها التي اندفعت بقوة من عينيها، وصاحت بغضب قائلة:
-هل قلبك من حجر، ابنتك جثة هامدة أمامك ولكنك لا تبدي اهتمامًا؟
لم يُولِ مراعاة لكلامها وهتف بأمر قائلا :
-يرجى نقل هذه الجثة ليتم دفنها، ومن ثم البحث عن الجاني الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة.
اقتربت “عائشة” بخطى هادئة من الجثة المشوهة بشكل مرعب، وجثت على ركبتيها وانهمرت دموعها بحرقة وألم.
جلست جانبها “نورا”، ودموعها تنهمر على ما حل بأختها، وأسندت رأسها على كتفها بحزن، وهمست قائلة:
-من فعل بكي هذا، يا عزيزتي، سأقتله بيدي.
عندما كان الجنود يحملون جثة “لمار”،وقفتً عائشة تبكي،عانقتها “نورا” بحزن. لكن فجأة، برقت مقلتها، وجمد جسدها عندما رأت “نيرة” تقف بعيداً عنهم، وكان جسدها مغطى. همست بخوف قائلة:
-نيرة!؟
ابتعدت عن والدتها وركضت نحو “نيرة”. كلما اقتربت منها، سمعت قهقهات ثم تختفي “نيرة’. شعرت بأنفاس خلفها، فالتفتت بفزع ووجدت كلمات مكتوبة بالدماء على جدار الخيمة.
“روح نيرة عادت وستبقى حتى تُبيدوا”
شعرت “نورا” بالرعب من تلك الكلمات، وشعرت بدوران الأرض تحت قدميها، وتأكدت أنهم في خطر لا مفر منه،بحركة بطيئة،عادت عند والدتها وصوت ضحكتها “نيرة” لا يزال يُرن في أذنيها نظر والدها إليها لفترة طويلة ثم قال:
– اذهبي مع زوجك إلى خيمتك، لا ينبغي لأحد أن يغادر القرية حتى نكشف القاتل.
عاد كل شخص إلى عمله، وما زالت حالة الهلع مستقرة في عقولهم، حيث انتابهم الرعب وبدأ كل شخص يخشى حدوث شيء ما، في حين لم تصدق “عائشة” فقدان ابنتها ودموعها تسيل بصمت.
مرت عدة أيام دون حدوث أي شيء، ولكن عدم معرفة القاتل أصبح مصدر قلق لأهل القرية. أما “مجدان”، فكاد يفقد عقله من شدة الأحداث المرعبة. خرج من خيمته يتجول في القرية، وأثناء تجوله سمع همسات الناس حول شيء ما،و لكن عند رؤيتهما له، انحنى كل واحد منهما وامتنع عن التحدث.
بدأ ت
غضبه تلك الهمسات في قريته، فاشتعلت نيران الغضب بداخله ونظر إليهم بغضب ثم أكمل مشيه.
في خيمة “نورا”، كانت تقوم بإعداد الطعام لزوجها قبل وصوله، ثم شعرت بشيء يهمس في أذنها:
“قد حان وقتك، لا مفر لكي من ذلك يا عزيزتي.”
شهقت بفزع والتفت لتجدها واقفة خلفها مباشرة، وكانت دماء تغطي جسدها بأسره، وفي يدها سكين يتساقط منه الماء، سقطت على الأرض لم يعد بإمكانها الصمود، جف حلقها، فهربت الكلمات منها زحفت إلى الوراء وتكدست في إحدى الزوايا برعب، وأغلقت مقلتيها بقوة وضمت ساقيها بذراعيها، وهي تُدفن رأسها بذعر، تتمنى في داخلها أن كل ما يحدث ان يكون حلم،ومع ذلك، تأكدت من وجود الواقع عندما شعرت بالسكين على رقبتها، رفعت رأسها ببطء وتساقطت عليه قطرات الدم، حينها حررت حصار صمتها بصعوبة وقالت:
-نيرة، رجاءً، سامحني، أنا شقيقتك.
اقتربت من “نورا” حتى وصلت أمامها، ثم أمسكت برأسها بقوة حتى صرخت، وبعد ذلك طعنت قلبها بشدة، ثم سحبت السكين بعنف من جسدها وأعادت التوجيه نحو قلبها مرة أخرى، واستمرت في طعنها حتى فارقت الحياة وسقطت جثة هامدة.
بعد مرور وقت عاد الملك الى القرية ودخل خيمته، وجد عائشة لا تزال تبكي في صمت. نظر إليها وقال:
– لا أرغب في سماع صوتك، أريد قسطًا من الراحة.
انتهى من كلامه وتوجه نحو سريره. قبل أن يجلس، سمع نداءً جندية سمح له بالدخول،
قبل أن يجلس، سمع نداء جندية سمح له بالدخول، وهو غاضب من نداءه على الرغم من أنه يعلم أن الوقت قد حان لراحته.
-ما الذي تريده يا أحمد؟ اذهب إلى زوجتك.
رفع “أحمد” نظره نحو الملك وهو يخشى غضبه، ثم جمع شجاعته وتحدث قائلا:
-سيدي، لقد عثرت على نور مقتولة بشكل مروع.
عاد “أحمد” إلى الوراء بحذر حينما رأى غضبه وانتفاضة جسده بقوة، نظر إليه “مجدان” وقال:
-هل تدرك ما تقوله يا أحمد؟ من قام بهذا الفعل؟
أجاب “أحمد” بخوف قائلا:
-لا أعلم سيدي، وجدتها مقتولة.
عندما علمت “عائشة” بفقدان ابنتها الثانية مجددًا، لم تتحمل الصدمة وارتطمت بالأرض بقوة،طلب “مجدان” المساعدة لها ثم ركض إلى الخارج، بينما كاد عقله يفقد تماسكه بسبب ما تعرض له
دخل إلى خيمة ابنته ووجدها ممددة على الأرض بلا حياة، اقترب منها ورأى قطعة من الثوب على صدرها مكتوب عليها بالدماء بعض الكلمات، مد يده وأمسكها بيد مرتجفة، يحاول قرأة تلك الكلمات لمعرفة ما تحمله من معنى.
قرأ النص بانتباه شديد وقلق، حيث جاء فيه:
“لن تترك نيرة أحد من أفراد عائلتكم، والذين يرتكبون الظلم سيعاقبون بلا شك.”
وضعَ الثوب بين يديها بذعر، حاولت عدم تصديق ما قرأت وتساءلت هل عادت نيرة للإنتقام أم أن هذه مجرد تخيُّلات؟
أمر الجنود بدفن “نورا” والبحث عن قاتلها، حيث ما حدث زرع الرعب في قلوب أهل القرية، بحيث لم يعد أحد قادرًا على الصمود. أصبح الخوف يسيطر على عقولهم، وعائشة فقدت النطق وأصبحت مجرد جسد بلا روح.
جلس مجدان في خيمته يشعر بالقلق من المستقبل، وتأكد أن موت بناته لم يكن عادياً، هناك سبب وراء الأمر. أصبح مشوش العقل وتائهاً في ظلماته،أغمض عينيه بتعب.
جلست “عائشة”، كانت نظرتها مثبتة إلى الأمام وتسيل الدموع من عينيها، شعرت بشيء يضربها على ظهرها، فاستدارت بغضب لمعرفة من ضربها، لكن برقت مقلتيها بصدمة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روح نيرة)