رواية روح نيرة الفصل الثالث 3 بقلم حليمة عدادي
رواية روح نيرة الجزء الثالث
رواية روح نيرة البارت الثالث
رواية روح نيرة الحلقة الثالثة
تحولت صدمته إلى غضب، وأصبحت معالم وجهه مثل وحش كاسر عندما رأى رأس حصانه على الأرض والدماء متناثرة حوله. طرأت على عقله الف سؤال: من الذي جرأ على قطع رأس حصانه؟ اقترب منه ببطء ثم لمسه بيد مرتجفة،لكنه في لحظات لم يستطيع تصديق ما حدث عندما فتح الحصان عينيه ونزلت منهما دماء كالدموع،تحرك برعب متراجعاً للوراء غير مصدقًا ما رأى.
بصوت عالٍ، نادى أحد جنوده الذين يحرسون خيمته:
-أحمد، أحمد!
دخل الحارس مسرعًا بمجرد سماع صوت استدعاء الملك، وتحدث دون رفع رأسغه:
-نعم، يا سيدي، هل هناك أمر ما؟
انتفض بغضب وقال:
– أين كنتم عندما مات حصاني؟ وما أسوأ أمر أن تحرسوا المكان ويدخل القاتل إلى خيمتي!
رفع الجند رأسه بخوف ليفهم ما يقصده الملك، ولكن لم يجد شيئا في الخيمة. تحدث بصوت مرتجف قائلاً:
-يا سيدي الملك، لم يدخل أحد خيمتك، وحصانك ما زال أمامها دون حدوث أي شيء.
كلماته أثارت غضب الملك، فرفع يده وصفعه بقوة حتى كاد أن يسقط، ثم هتف بغضب قائلاً:
-انظر إلى رأس حصاني بجانبي، وأنت!
وقفت الكلمات في حلقه، وبرقت عيونه بعدم تصديق عندما وجد أن رأس الحصان قد اختفى، بدأ يبحث حوله بجنون تام، ثم هرول إلى الخارج مستعجلاً بحثاً عن حصانه بالنفسه، ولكن ما زاد من صدمته حين وجد حصانه أمامه دون أن يلفظ بأي كلمة. عاد إلى خيمته وعقله يكاد ينهار.
بعد أن قضى ليلة كاملة يفكر فيما رأى ، بدأت الشمس بالإشراق بنورها بينما كان يجلس مع عائلته عند وجبة الإفطار. كانت تفكيره مرتاباً، سمع صراخ ابنته، نظر بغضب إلى زوجته وقال:
-أبلغتك ِ أنني لا أرغب في سماع أصواتهم، لماذا تصرخ؟
-لا تقلق نفسك، سيدي، سأذهب وأرى الأمر بنفسي.
عقب انهاء كلماتها وقبل خروجها، ولجت ابنتها “لمار” برعب واضح على ملامح وجهها، ركضت نحو والدتها وقالت:
-يا أمي، “نورا” “نورا” قد توفيت.
قبضت على ذراعها بشدة وصاحت بغضب قائلة:
-ما هذا الكلام؟ هل تدرين ما تقولين؟ وأين وأختك؟
وقفت ثابته لا تتحرك ساكنه كل ما يتحرك بها عينها المتسعه تتذكر ما حدث بذعر و رهبة كبيرة احتلت معالمها حركت شفتيها بعد لحظات تجيب عن سؤال امها و شفتيها ترتعش لا تستطيع اخراج الكلمات مرة واحدة:
-عندما استيقظت وجدت “نورا” ملقاة على الأرض، كلها مغطاة بالدماء وعيناها تنزفان الدماء.
لم تصدق “عائشة” ما سمعته، فهرولت نحو الخيمة التي كانت فيها ابنتها، وراءها “مجدان” و”لمار”، دخلت الخيمة بخوف شديد، إلا أنها تعجبت عندما وجدت “نورا” نائمة بسلام ولم يكن هناك شيء موجود.ثم استدارت إلى ابنتها وصفعتها بشدة، قائلة:
-ما الذي حدث لك؟ لماذا الكذب؟
-يا أمي، كل ما قلته صحيح وليس كذبًا.
“مجدان” لم ينطق بأي كلمة عندما شعر بأن هناك شيئًا يحدث ليس على ما يراه، وكان قد رأى الحصان وابنته اختها تحركان بعيدًا، وهو يُفكر حتى وصل إلى خيمته الخاصة وطلب من أحد جنوده الحضور.أخذ “مجدان”َ نَفَسًا عَمِيقًا، ثُمَّ قَالَ بِأَمْرٍ قَاطِعٍ وَهُو يَنْظُرُ إِلَى جُنْدِيهِ:
-لا أمتلك وقتًا لتفاهة النساء، ولا أرغب في تكرار ما حدث من قبل. سوف تتزوج ابنتي “نورا”.
هتف الجندي بتساؤل:
-ما الذي تقوله يا سيدي، هل أنت جاد؟
أجابه الملك بجدية غير قابلة للنقاش قائلا:
-لا أملك الوقت لمناقشة هذا الأمر، سيتم عقد القران مساءً.
غادر الجندي دون أن يتحدث، إذ كان يعلم أنه لن تتغير الأمور حتى لو اعترض. خرج “مجدان” من الخيمة وأعلن زواج ابنته مساءً دون علمها،
وحتى لو علمت، لن يكترث بأمرها على الرغم من رفض “نورا”. لكن خوفها الشديد من واليدها جعلها توافق دون أي كلمة. بدأت استعدادات الزفاف.
وقفت “نورا” في الخيمة أمام أمها بدموع في عينيها، وهتفت بغضب قائلة:
– كيف يمكن لي أن أتزوج أحد خدمه يا أمي؟
اقتربت “عائشة” منها ووضعت يديها على وجنتيها، همهمت بحزن وقالت:
-إذا قمتِ بشيء يُخالِف أمر الملك، سيكون مصيرك مشابهًا لمصير “نيرة”.
انهت “عائشة”كلامها، ثم خرجت تبحث عن “لمار” التي لا تزال تحاول نسيان ما رأت، إلا أن عقلها ما زال لا يستوعب
جلست أمام البحيرة تنظر إلى المياه بانشغال عقلها، لا يزال لا يستوعب ما حدث، هي متأكدة أنها رأت أختها وسط الدماء، ولكن أين ذهبت بينما هي في صراع داخلي؟ شعرتُ بيد باردة وضعتُها على كتفها،قامت بالدوران ببطء معتقدة أنها أمها، ولكن توقفت الكلمات في حلقها عندما رأت “نيرة” وراءها. كانت عيونها بشكل مرعب، شديدة السواد تذرف الدماء، تبتسم بشكل مرعب مع تساقط الدماء من فمها. حاولت الهروب والركض بعيداً، لكنها شعرت بأن قدرتها تعرقلت ولم تعد قادرة على الحركة. حاولت أن تُخرج صوتها برعب شديد.
-ن..ي..ر..ة،نيرة.
رفعت “نيرة” يدها المليئة بدماء وأظافرها الطويلة كالمخلب الحاد، واقتربت تدريجياً من “لمار” حتى وقفت أمامها، ثم أمسكت بعنقها بقوة وغرزت أظافرها فيه، وصاحت قائلة:
-عادت “نيرة” من جديد لتأخذ القصاص منكم.
وقف الملك خارجًا مع ابنته، وبدأت مراسم الزفاف، ثم جاءت زوجته تركض نحوها متنهدة وهتفت قائلة:
-سيدي “لمار” قد اختفت، أخشى عليها من أي ضرر.
نظرَ لها “مجدان” بنظارتٍ اخافتها، ثم هتفَ قائلاً:
لا يهمُّ إذا اختفت، لا أريد أن يتوقف هذا الزفاف.
وقفت إلى جانبه بلا حيلة، تشعر بحزن عميق، قلبها يخاف على ابنتها، لكنها لا تستطيع أن تتخذ خطوة ضد أمر زوجها.
تمت مراسم عقد قران “نورا” بسلام، وكان ذلك سببًا لسعادة “مجدان”، الذي لا يرغب في وقوع أي حدث يمس اسمه. سمع نداء جنوده وهم يطلبون الإذن ويحملون سجادة ملفوفة.
قال أحدهم:
سيدي، توجد سيدة قد أتت وتركت هذا السجاد لك، وأخبرتني أن تنظر إليه بعناية.
-افتح لنرى هذا السجاد.
وضعوا السجاد أمامه، وأثناء فتحه صرخوا بهلع وانعكست الرعب على وجوههم حين عاينوا المنظر المرعب، وعادوا يتراجعون خلفًا بفزع شديد.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روح نيرة)