رواية روح جحيمي الفصل الخامس عشر 15 بقلم هايدي سيف
رواية روح جحيمي البارت الخامس عشر
رواية روح جحيمي الجزء الخامس عشر
رواية روح جحيمي الحلقة الخامسة عشر
حست بأنفاسه من شده قربه ليهمس بين شفتيها
– عايزك ياروح
فتحت عينها بصدمه وبصتله بشده بس مبعدتوش مسكت وشه وقربته منه لتلتصق شفتاهم سويا وتقبله
فاق يحي وبصلها وبعدها عنه على الفور
– انتى بتعملى اى
قالها بضيق فقالت بتعجب
– مالك مضايق كده وكأن حصل حاجه غلط
– لانه غلط
ابتسمت بسخريه قالت – ده الى هو بالنسالك مش ليا .. بتشوف قربك منى غلط جديده دى
بصتله وكملت بجديه – ولا كنت عايز روح هى الى تكون مكان
بصلها بشده وتذكر ما تفوه به لف بلامبالاه قال
– نتقابل بكره
بصتله بضيق ومشيت ويحي اضايق من نفسه
– اى الى حصلى ازاى شوفتها روح .. انا مكنتش شارب وفى وعى
كان مضايق لما يفتكر القبله الى جمعته بساندى
– ازاى هتجوزك وانا حتى مش عارف اقرب من حد بعدها
مسك دماغه بضيق وقعد على الكرسي ورجع ضهره لورا فماذا فعلت به تلك الفتاه التى تصغره كيف اثرت عليه وقلبته راسا على عقب … هل اصابته لعنتها ودعائها قد استجاب وبدأ فى دخول دوامات لا خروج منها
كانت ساندى فى كامل غضبها بعد اما اتأكدت ان فى مبين يحي وروح حاجه وانه بيكن لها المشاعر وباتت تشعر بأن تأخر موعد زفافهم لاسبوع اخر بسبب مشاجرتهم على امر تلك السرقه التى افتعلتها استغله يحي ليكون لصالحه ويمهله وقت ليكون معها
– عايزه اعرف روح بالنسبه ليحي اى
قالتها ساندى وهى مع كوثر الى استغربت وقالت
– يعنى اى
– يعنى يحي فى مبينه ومبين البت دى حاجه؟
– انتى اتهبلتى اى الى بتقوليه ده
– لا مهو مينطقش اسمها وهو بيقرب منى ويبعد لما يعرف ان انا ومش الحلوه روح بتاعته .. كان احساسي صح يحي عمره ما كان مع حد كده ولا بيتحمأ لحد غير ما يكون فى مبينهم حاجه كبيره اوى وهو مخبيها … وانا إلى بحسبه اتغير وكنت بستغرب اتاريه معاها هو بس الى بيكون واحد تانى مش يحي الى اعرفه
كانت كوثر ساكته ومتعرفش اى الى حصل عشان ساندى تقول كده وتسالها عن روح كانت مرتبكه بصتلها ساندى وقفت قدامها وقالت بتعالى
– قولى الى تعرفيه
– بطلى هبل يحي عمره ما يكون ما بينه ومبين روح حاجه دى واحده بتشتغل عنده
– الاسطوانه دى مبقتش لايقه على الوضع الى المكشوف قدامى .. فاقولى كل الى عندك وتعرفيه … انا عارفه ان يحي مببخبيش عنك حاجه واياكى تكدبى عليا لانك عارفه انا ممكن اعمل اى
قالتها وهى بترفع صباعها فى وشها بتحذير فابتسمت كوثر بسخريه ومسكت صبعها جامد وهى بتقول
– صوتك لو على عليا تانى مش هيحصلك طيب والتحذير الى انتى بتقوليه ده ولا يفرق معايا لانى مبتهددش
اتألمت ساندى وسحبتها ايدها بغضب وهى بتقول
– انتى اتجننتى ازاى تمسكى ايدى كده
– اسمعى كويس الكلام ده زى ما قدرت ادخلك البيت ده اقدر اخرجك تانى
– مش هتقدرى لان معايا الى يخرجك معايا لو فكرتى تعملى كده
– يحي يكدب الكل ويصدقنى انا .. شكلك لسا متعرفهوش بس انا بقا عرفاه كويس اوى .. ان كنت سكتلك مره فدا عشان الموضوع يعدى .. بس تانى مره دى مبتتغفرش لانك اتماديتى
– لا منا مش محتاجه مغفرتك وان كان على يحي اوعدك انى اوا ما هتجوزه واحده واحده وهكون معاه وهخليه يتقلب عليكى بطريقتى .. كل الى عيزاه انك تركزى على الاملاك الى مش هخليكى تطوليها او يتأذى يحي منك باى شكل وانا الى هقفلك وهقف لأى حاجه ممكن يتأذى منها
قالتها بثقه وتحدى وهى بتمشي ابتسمت كوثر بسخريه عليها وهى لا تهتم باى مما قالته
– الجوازه دى مينفعش تتم ولو على جوثتى .. الاملاك تستنى ولو انى اجوزك يحي
فى مكان اخر كان تلت رجاله لبسين جلاليب قاعدين ناحيه ارض زراعيه
– مشحطط الواد كده لى يا سعيد
– امال هو جاى لى مش عشان يتمرمط ويساعد ابوه ولا هنقعده فى البيت زى الولايا .. فالحين يجولو مرتك جابت الواد .. خليه يتعب عايزه راجل .. ال قولى عملت اى فى ارضك هتبعها
– اه ياعم متنبرشي عماد بيه الله يكرمه خبر بكربتى وحب يساعدنى منغير مابجى يمت كرامتى او انى احوج لحد وعرض يشترى ارضى بالسعر الى اجول عليه ويرضينى
– ربنا يخليهولنها مبيسبش حد واصيل طول عمره ومنسيش ناسه حتى بعد اما عاش فى مصر ولسا بيعاود يجيلنا
– ربنا يرجعه بالسلامه
– امين
وسط قعدتهم لمحو عربيتين فاخره من بعيد عارفين صاحبهم
– يبشره خير عماد بيه رجع البلد
قالها بسعاده وبهجه والناس الى بيبصو علي العربيه بإبتسامه
كان عماد فى العربيه ساند ايده وباصص من الازاز وشايف اسارير الناس اما عرفو انه جه بس مكنش حد قادر يشوفه من نوع الزجاج
قال صلاح بإبتسامه – ربنا يزيد محبه الناس ليك
– امين
وقفت العربيتين قدام بيت كبير فتح السواق الباب ونزل عماد
– يا مرحب يا عمى
قالها شاب بابتسامه وكان اسمه وليد خرج اخوانه وهو خالد وهانى وحامد وراجل فى مثل عمر عماد وكان أخوه جمال
قرب منه وهو بيقول – نورت الصعيد بجيتك
سلمو عليه بفرحه و خدوه ودخلو البيت
جت واحده لابسه جلبيه وحجاب بترحب بيه وبتقول
– يامرحب بابن الغالى عامل اى ياخوى
– الحمدلله يا هاجر انتو عاملين اى
– بخيرك ياحبيبى
نادى خالد على والدته جم اتنين الاولى إسمها نجات والتانيه فاطمه تتبعهم فتاتان بسمه ابنه جمال وساره ابنة هاجر واخيها علي
سلمو عليه بإحترام لتقديره وهيبته
قربت هاجر من كتفه وخدت الرداء الى كان لابسه على بدلته الرسميه
– قعد تلاقي رجلك وجعاك من السفر .. بت يا نفيسه
جت فتاه راكضه اليها تلبى ندائها
-نعم يا ست هانم
– عايزه وكل يرم العضم اكديه
– حاضر خمس دقايق والعشا يجهز
مشيت عشان تقول لبقيه الخدم بصت هاجر لعماد
– رايح فين
– هطلع اغير هدومى
دخل اوضته فتبعته هاجر فتح الدولاب خرجت جلابيه وهى بتقول
– مش عجبنى حالك يا عماد
استغرب قلع الجاكت وقال – فى اى يا هاجر مالك شايله الهم ليه
حطت الجلبيه جنبه وقالت – شايله همك ياخوى مش لو كنت اتجوزت كان زمانها دايره بالها عليك وعلى بيتك وعندك عيله بدل ما انت وحيد اكديه سكت عماد ومردش
– الله يرحمك يما ماتت وهى شايله همك وموصيانى عليك بس شكلها كانت ناسيه ان دماغ ولدها نشفه ومبيسمعش لحد يما نفسي اشوفلك عيل
– ولادكم عيالى يا هاجر وبعدين منتيش شايفه جمال شيفاه مبسوط ومستريح اوى
– ده جمال اخر روقان ياريتك زيه دخل على التانيه وأخوه محصلش جوازه اولى .. وبعدين متغيرش موضوعنا انا عارف انك بتعتبر ولادنا هم ولادك بش انا عايزه عيل من صلبك بدل ما العمر جرى منك .. بس لسا انت شاور بس وانا اجبلك إلى تختارها
ابتسم وقال – الله يضحكك يا هاجر جواز اى دنا داخل على الخمسين
– وه بتكبر نفسك ليه انت لسا فى الاربعين العمر مقصرش واى واحده تتمناك لما توصل للخمسين تبقا تتكلم إنما معيزاشي اسمعها منك
– ربنا يهديكى اقفلى الموضوع عشان مليت منه
– انا مش فرحانه بالحال د..
قال بحده – قولت نقفله
سكتت بصتله بحزن وخيبه وقله حيله
– متتأخرش غير هدومك وانزل اوام
قالت هاجر كده بعدين مشيت وسابته تنهد عماد بضيق لان مجرى الكلام لم يروق له
كانت ساندى مع يحي خارجين من القصر بس وقف وبص بعيد لما شاف روح الى بصتله هى كمان ودراعه الى محاوطاه ساندى
بصت ساندى يحي وهو بيبص على مين فلقتها روح الى مهتمش بيهم ومشيت
– روح
وقفتها ساندى وقربت منها قالت – انتى فاضيه
بصتلها روح وهى مستغربه وقالت – لى يعنى
– لا مفيش كنت هقولك تيجى معانا اصل زى ما انتى عارفه انا ويحي رايحين ننقى شبكتنا فاستعين بزوقك
– معلش كفايه اوى الى حصل المره الى فاتت
قالتها روح ببرود وبصت على يحي ومشيت وهو كان بيتابعها
– يلا يا يحي زمانهم مستنينا
بصلها قربت منه خدته ومشيو
فى مكان أخر
حط الخدم الاكل وندهت هاجر عليهم فجلسو جميعا على المائده
قال جمال – فين عماد اومال
قالت هاجر وهى تقف – هطلع اندهوله
سمعو صوت حم حممه بصوت رجولى وكان عماد نازل ولابس جلبيه قرب وقعد معاهم على المائده فبدأو الاكل
– عمى
تحدث بسمه وهى ابنه جمال بصلها بمعنى انه سمعها
– كنت عايزه من حضرنك تنقلى ورقى من الجامعه لأقرب
تدخل جمال وهو بيقول – ليه الحديث الماسخ ده معرفش ايه البنات الى تكمل تعليمها لحد دلوقت ومنغير جواز
سكتت بسمه بحزن فقال عماد – سيب البنت تتعلم يا جمال وبلاش تحبطها حاضر يا بسمه هيتنقل لأقرب وقت
ابتسمتله بسعاده وقالة – شكرا اوى يا عنى
تحدث خالد الذى يكون شقيقها الاكبر – يحبطها!! على اساس انها فالحه فى التعليم اوى
بصتله بسمه بضيق وكلهم عاتبه على كلامه
قال جمال – ملكش دعوه بأختك واصل انا الى اتكلم معاها
– الى تشوفه يا بوى منا مبعوزش اسمع كلام يسم بدنى
ساب عماد الاكل وبصله بشده فصمت الجميع بخوف قال بحده
– تسمع اى هى اختك بتعمل حاجه غلط دى بتروح تتعلم
توتر الجميع من حدته وسكت خالد اما بسمه كانت تعلم مقصد اخيها وهو انها لم تتزوج بعد وهكذا لن يأتيها احد اذا تأخرت أكثر من ذلك وكأنها عنيت لأنها تخطيت العشرين
– انتم رجاله مسؤلين عن حرمه البيت ديه والى يفكر يتكلم ينقطع لسانه قبل أما يخونه تفكيره … انتو هتخيبو ولا ايه
قالت هاجر – روق دمك هو ميقصدش
تنهد بضيق بين صمتهم وكان على وهانى ووليد وحامد بيبصو لخالد بعتاب على ما قاله
عند الجواهرجى كانو متجمعين والمحل واقف على دخول يحي رجل الاعمال الشهير
– دى احدث تصميمات تليق بالهانم
بصت ساندى على العلبه وهى مبهوره اما يحي فلم يكن باديا عليه الاهتمام وكان احمد ملاحظ ده وعمال يبصله وعارف أن أمه هى السبب فى الحوازه وأنه مش عايزها
قربت ساندى من يحي وهى بتقول
– يحي ده حلو اوى .. صح يمامى
كانت مختاره طقم عباره عن خاتم مرصع بلألماس وعقد باهظ وانسيال
– اه جميل يا حبيبتى
بصو على يحي الى مقلش رأيه بصلها وابتسم وقال
– حلو
فابتسمت ساندى بسعاده
– هو يحي ماله حصل حاجه فى الشغل انهارده
قالتها سلمى بتساؤل هى واقفه مع احمد فقال
– لا بس ممكن الشغل واخد تفكيره شويه
اومأت براسها بتفهم اما احمد فوقعت عيناه على خاتم رقيق اثار اعجابه وانه لا يليق سوى لفتاه واحده
لما خرجو من المحل قربت ساندى من يحي وقالت
– تعالى منروحش دلوقتى اليوم جميل وانا مش عيزاه يخلص
بصلها يحي ولرغبتها فهو يريد العوده
– خدها يابنى اتفسحو شويه لان الايام دى مبتتعوصش فى حياتكم قبل الجواز
قالتها والدتها سهير بمزاح فابتسمو وخجلت ساندى وقالت
– لا يحي هيفسحنى علطول ومش هيتغير بعد الجواز زى رجاله كتير .. مش كده يا يحي
قالتها بتأكيد فأومأ براسه إيجابا ابتسم بدر وقال
– طب يلا خدها يابنى بس بلاش تأخير
ابتسمت ساندى وبصت ليحي وقالت
– يلا
بصلها بتردد بعدين بص لسلمى الى كانت بتشجعه يروح معاها تنهد ثم ذهب ركبو السياره وغادرو
بين الحقول تحت السماء إلليله كانو قاعدين قعده ترويظيه كان يجلس عماد واخيه واولادهم
– الشاى
جت فاطمه وهى بتحطلعم الشاى خد جمال وقال
– ادخلى انتى
حط الصنيه وهى مشيت مسك كوبايه الشاى وناول اخوه بعدين بص للبقيه
– متاخد يشول منك ليه وانا هعزم عليكو
ضحكو عليه بقله حيله من كلامه وخد كل واحد كوبايه كان عماد قاعد بيشرف شرفه من الشاى وبيبص على الزرع والهواء النقى الذى يتنفسه
– اخبار المزارع هنا اى
رد وليد على عماد – بخير ياعمى المحصول كل سنه بيزيد ببركه ربنا
اومأ عماد بتفهم قال على – انت ناوى ترجع مصر امتا
بصله جمال وقال بحده – اى الى بتقوله ديه
– مقصدش انا بسأل اكمن خالى مبيطولش اهنيه عشان شغله هناك
قال عماد – فاهمك يا على بس هما يومين بالكتير وارجع .. لانهم هيكلمونى بغياب يوم واحد
قال جمال – والله مانا عارف اقولك اى .. ربنا يعينك ياخوى
– يارب
اكملو جلستهم ويعم الهدوء والرخاء بينهم
فى ديسكو كان يحي قاعد باصص لدبله إلى فى أيده وهو شارد أما ساندى فكانت فى غايه السعاده
– يحي تعالى نرقص
بصلها وفاق من شروده مسكت ايده وخدته منغير متمهله لحظه تفكير
– ساندى معلش مش قادر
– لى يا يحي مالك انت تعبان
– لا ب
– خلاص بقا
وقفت مسك ايده وحطتها على وسطها ولفت دراعها حولين رقبته وقربت منه وهى سعيده من قربه مالت على صدره وقالت
– انا فرحانه اوى يا يحي
بصلها وكان بيسأل نفسه لة هو مش فرحان زيها دلوقتى وده لان قلبه مع غيرها .. امال بعدين هيكون ازاى هل الى بيعمله ده صح
رفعت وشها وبصتله بتوهان وقربت منه بعد وشه وهو بيقول
– ساندى
كانت عارفه انه هيوفقها زى عادته ومش هيخليها تقربله
– يلا نمشي كفايه كده انهارده
سكتت ومردتش بس كانت مضايقه خدت شنطتها من سكات هى بتحاول تكون هاديه ابتسمت وقالت
– يلا
كانت روح فى أوضتها بتذاكر قاطعها رنه تلفونها مسكته وشافت أحمد المتصل أستغربت لى بيتصل بيها دلوقتى رديت وقبل اما تتتكلم قال
– اسف انى بتصل فى الوقت ده
امتص غضبها بإحترامه لها قالت
– فى حاجه
– اه ينفع تخرجى ثوانى
– أخرج فين انت برا ؟
– اه هستناكى
– فى اى
– لما تيجى هتعرفى
قفل معاها وهى مكنتش فاهمه حاجه تنهدت ومشيت
خرجت برا القصر وهى بتدور عليه لقيته فعلا واقف ساند على عربيته مستنيها ابتسمت عليه
– واقف كده لى
أعتدل لما سمع صوتها لف وشافها وقفت عنده فقال
– مفيش اصل ماشي تانى
– رايح فين
– المكتب فى شغل كده لازم يخلص
– ربنا معاك … ها فى اى
قالتها بتساؤل بصلها احمد وهو متردد لانه لم يجرب تلك اللحظه ولم يظن ان ثقته بنفست ستتحطم امامها كالأن
– روح انا ..
بصتله وهى بتابعه مستنياه يكمل قالت
– انت كويس؟
– انا بحبك
قالها بتلقائيه وبكل قواه وشعر بلأرتياح من قولها ، اما روح فلامحها اتبدلت لصدمه كبيره وكأن سكب من فوقها دلو ماء برد افقدها النطق
– انا بحبك ياروح ومعجب بيكى من زمان
ازدادت ضربات قلبها وهى تطالعه فهى لم تضع هنا من قبل .. لتكسر صمتها وهى تقول
– ومقولتش قبل كده لى ؟
استغرب من نبرتها لى مش حاسسها فرحانه قد ما هو فرحان انه اعترفلها
– لأن مكنش ينفع اكلمك لانك كنتى لسا صغيره وعارف انى لو قولتلك مشاعرى كنتى ممكن تبعدى عنى بس … والدتك عارفه بمشاعرى ليكى لانى فتحتها قبل كده
قالت بصدمه – ماما !!
– ايوه
مكنتش مصدقه ومش عارفه تقول اى كانت متوتره وقلبها بينبض بسرعه
– انا عايز اتجوزك يا روح
اتسعت عيناها بصدمه وبحلقت بيه ابتسم على شكلها وقال
– اهدى عارف انى بسبق الاحداث بس انا مش متسرع وهسيبك تكملى تعليمك طبعا بس انا عايز ابعدك من القصر ده .. انا عايز اريحك يا روح ومش عايز اى حد يضايقك
دمعت عينها وهى حاسه بحنان فى نبرته .. حنان وحب افتقدته ، مكنش احمد فاهم سبب سكوتها قال
– لو عايزه اسيبك تكملى السنه دى واول ما تبدأ جامعتك انشاءالله نتجوز معنديش مشاكل عشان حياتك متتلغبطش بسببى وأثر عليكى سلبى
كان بيتابعه تعبيراتها قال – انا بس عايز اسمع موافقتك ياروح .. انتى عيزانى فى مشاعر ناحيتك تجاهى ؟
كان يحي واقف عند عربيه ومجمع قبضته وحاسس بالضيق مشي عشان ميكملش فهو وجد اثار الموافقه على وجه روح
كانت لسا فى سكوتها ووجها خالى من التعبيرات ومكنش قادر يفهمها
– مالك ؟
– مقدرش اقولك اى حاجه من دلوقتى غير ما لازم تعرف حقيقه الأول هى الى هتحكم ان كنت عايز تستمر او لا
استغرب من نبرتها كان حاطط ايده فى جيبه و هيخرج حاجه بس تراجع وقال
– حقيقه اى
– هقولك بس لما تكون انت مستعد انك تسمعني ومتأكد من حبك الى يخليك تسمع للأخر منى
– انتى بتشكى فى حبى ليكى!
– لانى لحد دلوقتى لسا مشفتوش وهو بيبان من الأفعال
– انا طلبتك للجواز
– مش ده الفعل الى هيحكم يا احمد لانك قادر تسحب كلامك فى لحظه
– انا مش فاهم حاجه ؟
– هتفهم بعدين
– امتى انا مستعد اسمعك دلوقتى
جمعت قبضتها ودموعها متجمعه قالت بصوت ضعيف
– بس انا مش جاهزه دلوقتى للى هقوله .. اوعدك اول ما اكون مستعده لده وانت هتسمعنى مش هتردد
مكنش فاهم اى حاجه الى انه حس بغموض فى صوتها وكلامها أتنهد وقال
– مش هضغط عليكى وهستنى
مكنش عايز يضايقها بفضوله لانه زى اما قال عاوز يريحها وكعادته بهدوئه خلاها تعجب بيه اكتر
دخلت روح اوضتها وعقلها فيه ميت سؤال وعتاب مع نفسها … كانت بتفوكر احمد واعترافه بحبه ليها .. معقول يكون بيحبها بجد ومش هيهتم بالى حصلها لأن مكنش ليها ايد فيه .. لو بيحبها هيعمل كده … ولى مكنتش شايفاه … لى مكنتش شايفه احمد قبل كده زى اما بيشوفها … لى محستش بحبه ليها وخوفه عليها .. ازاى كانت غبيه وعاميه كده وعيله مراهقه حبت شخص الغلط لمجرد مراهقه نزلتها فى القاع
بس دلوقتى بقيت بتسأل نفسها بحيره ان كانت حبت يحي اصلا ولا لا وكان إعجاب انتهى بكره معمى … كانت بتسأل لو كانت شافت احمد قبله كانت حبته هو بشخصيته الى كانت بتتمنى لو يحي يكون شبه زمان
دلوقتى عرفت ان هى حبت شخصيه احمد بكل ما فيها … فماذا عن يحي .. ماذا احبت به لتسميه حباً ؟
بس مكنتش مصدقه انها هتعملها وتعترف ليه .. لكن ده من حقه .. هى موافقه وفى مشاعر ناحيتها ل احمد بس هو بيتكلم عن جواز متقدرش تخدعه لانه يعرف بعدين أن كملت .. بس هل هتقدر تعملها وتتكلم هل هو يسمعها أن كان يحبها بالفعل
كانت ساندى قاعده فى اوضتها نايمه على بطنها وبتحرك رجليها بتلاعب وبتنفخ ضوافرها سمعت صوت تلفونها خدته وردت
– الو مين
– كده بردو متعرفنيش
اتبدلت ملامحها لصدمه وخوف
– طب ده قلبك المفروض يحس بيا قبل اما اتصل حتى
– هشام
– هشام لسا فكرانى يا سوسو
– سوسو فى عينك عايز اى
– اخرجى عايزك فى كلمتين
– كلمتين اى قولهم هنا
– انا واقف تحت وانتى عرفانى مبحبش اقف كتير
– تت .. تحت
قالتها بصدمه وقلق فرد عليها
– اه يلا
قفل التلفون وهى خايفه ومتوتره
خرجت ساندى وبتتقدم فى الشارع الخلفى لحد اما لقت شخص واقف قربت منه
– جيت
قالتها بضيق لف وبصلها وكان شاب فى مثل عمرها ابتسم وقال
– كنت عارف ان كده كده جايه
– عايز اى
– دى مقابله تقبليني بيها
استغربت قرب منها ولف دراعه حولين وسطها وقربها منه وهو بيقول
– وحشتينى
بصت لأيده ومن قربه فلم يكن هناك فاصل بينهم
– اى مش هتقولى وانت كمان ده انا كده ازعل
لقته بيمشي ايده على جسمها بجرائه دفعته بعيد عنها بغضب وقالت
– اياك تقرب منى قول عايز اى
ابتسم قال – تعجبينى ، عايز اى فانا عايزك اما جى لى فدى سؤال اكيد جاى ابركلك يا عروسه
قالت بصدمه – انت عرفت منين
– زعلت فى الاول انك معزمتنيش بحكم علاقتنا السابقه والحب الى كان بينا وخدت على خطرى منك
– انت بتهبل وبتقول اى كلام شكلك سكران وبعدين حب مين انت عارف كويس اوى انى عمرى ما حبيتك
– كده يا سوسو بتتسلى بولاد الناس تؤتؤ زعلتينى .. انا عارف انك محبتنيش واننا وقت وعدى بس ياترى حبيب القلب هيعتبره وقت وعدى بردو .. بيتهيألى مش هيكمل وهيلغى الجوازه دى من اصله لما يعرف ان الى هيجوزها نامت مع راجل قبله
اتسعت عيناها يصدمه وقالت – انت اتجننت اكيد جرى لعقلك حاجه اى الى بتقوله ده .. دنا بالكلام ده اوديك فى ستين داهيه
– أهدى بس ما نفس الداهيه هتيجى معايا
– روح العب بعيد يا شاطر الكلام ظه تضحك بيه على عيل صغير .. جاى تقولى كلمتين من خيالك وتخوفنى بيهم
– انتى متخافيش بس هتخافى على إلى هيصدق
ابتسمت بسخرية وقالت – يحي عمره ما يصدق الى بتقوله ولا اى حد
– بس الكلام يقدر يلعب فى دماغه ويشك فيكى لحد ما يسيبك .. وانا اعملها وابوظ الجوازه على الى فيها حتى اطلع كساب بيكى فى الاخر لانى هتحرم منك تحت اطار ‘ متزوجه ‘ تصدقى الاسم لايق عليكى
بصتله بحنق قالت – عايز اى
– قولتلك عايزك
– ده ازاى انت مجنون فوق لكلامك يبابا
– لا انا فايق ومتعصبنيش لانى قادر انفيكى
اتوترت وخافت قالت – بلاش يا هاشم انا بحب يحي ومصدقت اتجوزه
– خلاص يا سوسو متخافيش همشي ومش هرجع تانى بس البلوك يتفك
اومأت برأسها بالطاعه ابتسم بعدين قرب منها وقف قدامها
– هتوحشينى
بصتله بتعجب من نظرته مسك وشها وقربها وباسها اتصدمت كانت هتبعد قربها منه اكتر بس دفعته بقوه بعيد عنها وهى فى شده غضبها وقالت
– انت مجنون
كانت قرفانه بصلها وابتسم بقذاره وخبث
– اعتبريها المره الاخيره
لف ومشي وهو بيبتسم بشر اما ساندى كانت مشمئزه بصت حوليها وخايفه ليكون حد شافها بس مكنش فى حد تنهدت واعدلت نفسها ومشيت بخطواتها الثابته
– حصل إلى اتفقنا عليه ونفذته بالحرف
– الفلوس هتتحول لحسابك
ابتسم هاشن بإنتصار وقال – تمام
كان يحي فى مكتبه كان ماسك القلم وبيفتكر كلام احمد لروح ومعقول تكون هتقوله
كان عنده رغبه أنه يمنعها بأى شكل خوفا عليها منه وأنها غلطانه لو قالت حاجه على نفسها مكنش لازم تعمل كده .. هو عارف انها مش عايزه تخدع احمد بس قلقان عليها
وحاسس بالغيره وكان شيئا يخصه يسلب منه أو قد سلب بالفعل فنظرت روح الامعه حين كانت تنظر إليه يشعر بأنها قد انتقلت لغيره
قالت كوثر بصدمه – انت بتقول اى يااحمد عايز تتجوزها ازاى يعنى
– زى الناس على سنه الله ورسوله
– مستحيل مش هسمح بالجوازه دى
بصلها بإستغراب وهو مش فاهم رفضها ، اتوترت من كلامها لما حست انها انفعلت زياده قدامه
قال أحمد – مالها روح عشان ترفضيها
– هو كده
– يعنى اى انا بحبها وعايزها
– وانت ملقتش غيرها كنت بحسب زمان مجرد اعجاب لمشاعر مراهقه معرفش انك هتحبها وتتجوزها فى الاخر
– انا مش هلاقى واحده زى روح ادينى سبب انك متوافقيش عليها
سكتت ومردتش قالت بسخريه – معاك مش هتلاقى زيها
– ايه !!
تنهدت بضيق وقالت – بس دى عيله يا احمد
– يومين وهتم السن القانونى
– ده انت مدبر لكل حاجه بقا ومستعجل
مردش فاردفت بتساءل – وانت قولتلها على كده
– قولتلها بس لسا معرفتنيش قرارها
ابتسمت بسخريه قالت – هى لسا هتقرر
كانت بتتسائل رد روح هيكون اى وان وافقت موقفها مع احمد هيبقا أى بعدين
هل تريد ان تخدع ابنها .. كل إلى متاكده منه انها لن تسمح بذلك وتدرك ان ابنها طيب ويحبها ويمكن ان يصل به لان يوافق حتى إذا أخبرته بحقيقتها .. وهى تريد ان تزوجه لعائله مرموقه
كانت روح واقفه قدام احمد لما كلمته كان مستنى كلامها وسكوتها الى مش فاهمه بصتله وقالت
– بتحبنى يا احمد ؟
استغرب جدا من سؤالها – انتى خايفه منى ياروح
– انا بخاف من الكل على قد محبتى ليهم خوفى منهم اكبر
– بس انا قولتلك انى بحبك لى السؤال
– عشان الى هتعرفه قادر يهد الكلمه دى وتسحبها للحظه … انا هقولك يا احمد لانى مش هكدب عليك ومينفعش اخدعك عشان لو كملت … مصيرك تعرف … بس …
سكتت ودموعها بتتجمع وايدها بترتعش بصتله وعينها بتترجاه
– بس عيزاك قبل اما تعرف تفهم حاجه مهمه انى مكنش ليا ايد فى الى حصلى ومتتغيرش نظرتك ليا لانك متعرفش انى غيرت راى عشانك وكنت مكتفيه بنفسي ومعملتش حساب انى ممكن افتح الموضوع ده مع اى حد .. انا اترددت كتير اوى بس …
كانت بتقطع فى كلامها وكأنها غير قادره على الكلام
– مالك ياروح
قالها بقلق نزلت وشها وش وبتجز عليهم ، لتسقط دمعه من عينها
– انتى بتعيطى .. احكى الى عندك ياروح انا جاى عشان اسمعك
كان عاوز يمسح دموعها بس الحواجز هى الى منعاه
– مش عارفه تتكلمى دلوقتى ؟
نفيت براسها بصتله فى عينه وهى بتجمع قوتها
– الى واقفه قدامك مش … مش بنت
استغرب جدا من الى قالته ابتسم وهو بيقول بعدم فهم
– م .. م مش بنت ازاى يعنى
جمعت قواها وهى بتقول – يعنى انا مش عذراء
اتبدلت ملامحه وكأن برق قام بشقه لنصفين لفرط صدمته
– ازاى مش عذراء ؟
كانت روح ساكته بصه لتحوله وبتتألم لتجده يصرخ فى وجهها بغضب
– متردى مش عذراء ازاى
اتخضت من صوته ومعالم وشه الى اتغيرت وبقا مخيف
– قولى انك كدابه الكلام ده مفيهوش هزار سمعتى … اسحبى كلامك وقولى انك مكنتش قصداه وفاهمه إلى بتقوله
سالت دموع من عينها قالت – مقدرش ا..
– اى هو الى متقدريش عليه .. انتى كدابه انتى متعمليش كده
كانت بتتألم وساكته وتتمنى ان بأيدها وتقول لا
غضب احمد من سكوتها ومسك دراعها بقوه وقرببها منه وهو بيقول
– ساكته لى .. عملتى مصيبتك دى مع مين
بصتله بصدمه وهى مش مصدقه الى بيقوله
– متنطقى هتسكتى كتير مين الزباله الى ضحك عليكى
بصلها من فوق لتحت وهو بيكمل بسخريه – ولا ضحك عليكى اى انتى مش صغيره عشان يضحك عليكى تلاقيكى كنتى راضيه
حست بوخزه ايسر صدرها وغصه فى خلقها مكنتش قادره تتكلم شيفا عينه الى اتملت قسوه والثموم الى بيبخها فى وشها دون حساب بمشاعرها
– قدرتى تمثلى دورك حلو اوى بأنك محترمه والاحترام اصلا مش لايق عليكى .. دنا حبيتك كنت بخاف عليكى منى … حتى ايدك بس مكنتش بمسكها وكنت هتقى ربنا فيكى لى كسرتينى .. ولما انتى كده مقولتليش لى مش راجل ولا هو ارجل منى كنت هخليكى تحكمى بده بنفسك
وهنا مقدرتش روح تستحمل وسكتته لما ضربته بالقلم بكل قوتها اتصدم من الى عملته
– لو فى حد اتكسر فهو انا وان كان فى حد اتخذل فانا هو الحد ده .. عايز تعرف ان كان برضايا او لا … عايز تعرف ان كنت مبسوطه ولا لا .. اسفه مش هعرف اقولك لان مفيش حد بيغتصب بيكون مبسوط .. اما لو كنت بتسألني عن الموت .. فانا عايز اقولك انى اتقتلت والموت مش راحمنى وبموت بالبطئ عشان تيجى انت وتحاسبنى عل حاجه انت مش عارفها بمجرد ما سمعت كلمه مستنش عشان تسمع الباقى .. هو ده الحب هو ده كلامك لما قولتلى انك هتمسعنى لآخر كلمه أنا نقولها
بصلها بحنق ضغط على دراعها بغضب وقربها منه وهو بيقول
– تعرفى اى انتى عن الحب .. تعرفى اى عن وجع القلب الى انا فيه .. عيزااانى … اسمممعع .. ااااى
كان صوته عالى وهى بصاله بهدوء ودموعها مليانه دموع ودراعها بيوجعها من قبضته
– فى اى تانى اسمعه بعد إلى قولتيه
فلتت دراعها بضيق وبعدته عنها وقالت – فى الحقيقه .. الحقيقه الى انت مقبلتش تعرفها .. نسيت مين هى روح الى زى ما انت بتقول مكنتش بتخليك تمسك ايدها ولمجرد كلام معجبهاش بتسحبه عشان ميضقهاش .. تيجى دلوقتى وتحكم عليها بانها واحده زباله و زانيه متعرفش ربنا اضحك عليها او الله اعلم ان كان برضاها او لا … مش ده كلامك
ابتسم بسخريه وبصلها وقال – وإلى زيك تعرف ربنا ازاى … وياترى دموعك دى دموع ندم ولا مشاعرك اتجرحت من كلامى الى خدتيه على حساسيتك اوى
– اتجرحت منه لأنه كان منك انت
بصلها ومن نبرتها والدموع بتنزل على وشها وقف قدامها وقال
– يبقى اتجرحى كمان عشان تحسي بيا
– انا الى اتجرحت مش انت ومهما كان جرحك مش هيكون قد جرحى
قال بغضب – انتى الى اخترتيه
فبادلته الغضب وصوتها اعلى – لى متقولش انه اتحكم عليا
كملت بصوت ضعيف – انا موصلتش لهنا بإيدى انا اتظلمت ولسا بتظلم
سكت احمد وهو بيبصلها بجفاف – ازاى كنت مغفل بالشكل ده
قالها وهو بيبعد عنها وبيبصلها بخذل ونظره كإشمئزاز وبيرجع لورا ومشي وسابها وهو حاسس بالضيق والغضب ومجمع قبضته من انكسار قلبه
اما روح ابتسمت بسخريه على نفسها وعلى فتات قلبها الذى عادت بلأنكسار
دخلت اوضتها ورجليها مش قادره تشلها كانت ماشيه ببطئ وهى فى صدمتها والدموع متجمده فى عيناها
التفت ساقيها واختل توازنها فوقعت على الارض
نزلت وشها لتنشج وتبدأ فى البكاء بعدما لم يعد بإمكانها الصمود وضعت يدها على ايسر صدرها مكان قلبها الذى كان يتألم من صراخه
– ياااااارب
قالتها بصيغه نداء لترفع وجهها وتقول
– ناديتلك كتير فلى ما بتسمعنيش .. ناديتلك فى كل صلاه فى كل وقت تشهد عليه دمعتى .. طلبت الرحمه …. لى مخدتهاش … لى مبخدش غير وجع القلب لى بتعمل معايا كده بتحاسبنى على ايييييييه ….. حرام انا بس عايزه الراحه
كملت بصوت ضعيف – عايزه ارتاح
نزلت وشها وضعته فى راحه كفيها لتسقط دموعها وتبكى من الضياع الذى حل عليها
فى شقه كان احمد قاعد وعينه حمرا من الغضب وكأنه بركان على وشك الإنفجار كل ما مر الوقت كل ما كان يريد أن يتحرر وينفجر كل ما يتذكرها يشعر بلأختناق
كان ماسك فى أيده علبه صغيره وبها خاتم الذى راق له فى ذلك اليوم وإحضاره لها
– لى عملتى كده
رمى العلبه بغضب شديد وهو بيصرخ
– لى
مسك دماغه بضيق وكان حاسس بألم وكأن شئ داخله قد تحطم ولم يعد كما كان أنه قلبه من يؤلمه .. قلبه الذى احبها
فى المستشفى دخلت روح لأوضه ونظرت إلى والدتها اقتربت وجلست بجانبها وهى تنظر لها بوجه خالى من التعبيرات
أفتكرتها وهى بتقول “انتى مش فاهمه معنى إلى حصلك اى ونتائجه بعدين ، انتى مش مقدره المصيبه إلى أنتى فيها لانك مش فاهمه .. تناولك عن حقك وسكوتك محدش هيتحمله غيرك ومش هتقدرى عليه .. لما تكبرى هتفهمى كلامى وتفهمى الحق التى اتاخد منك ”
– كان معاكى حق يماما انا قدرت الى حصلى وحجم الى انا فيه .. قولتى انى مش فاهمه النتايج وسكوتى مش لصالحى .. وكان معاكى انا مكنتش فاهمه وادينى بعيش النتايج على غلط مش غلطى … بس انا غلط لان سكوتى كان افضل ياريتنى فضلت ساكته
كانت تشعر بغصه فى حلقها وحرقه فى أعينها بسبب دموعها
– انا تعبت
قرب والقت برأسها بجانبها وسالت دموع من عينها
– كفايه نوم اكتر من كده بالله عليكى أنا مبقتش قادره استحمل بعدك أنا باخد القوه منك .. والقوه إلى كانت عندى انهارت مبقتش بيا صبر على إلى بيحصلى .. وحشتينى أنا محتاجاكى اوى يماما اقومى عشان خاطرى
كانت منهاره بتتألم ودموعها نازله من شده قهرها تخرج ما تحمله من الام لا تشفى
تبكى كطفله فقدت الامان تنادى والدتها بأن تسمح دموعها يكفيها الدافئتين وأشهرها بلأطمئنان
توقفت عربيه فتح صلاح الباب ونزل عماد ببدلته الذى يمتدى فوقها ردائه ويبدو الوقار عليه
– استنانى هنا
– حاضر يا عماد بيه
دخل للمستشفى إلى كان قدامها
فى تلك اللحظه كانت روح تخرج بس وقفت بصت على المحفظه إلى وقعت وبصت على الشخص
– لو سمحت
وقف عماد ولف بصلها لتلك الفتاه الصغيره الذى التقى بها من جديد
– محفظنك
فاق من شروده وبص على المحفظه كانت مستغربه من نظراته وحاسه أنها شافته قبل كده خدها وهو بيقول
– شكرا
اومأت له ومشيت دون أن تنطق ببند كلمه
استغرب وهو شايفها كده
قال دكتور – عماد بيه اهلا بيك حضرتك بتعمل اى هنا
بص عماد وكان دكتور
– حضرتك عيان
– لا أنا بس جاى زياره
– زياره هو فى حد من المستشفى يقرب لعيله المنشاوى
– هو صديق عمتا
– طب اتفضل حضرتك معانا
مشي عماد مع الدكتور وهو بيرشده
كان صلاح واقف عند العربيه بص ولمح روح حس أنه شافها قبل كده بعدين افتكرها
– هو انتى
وقفت روح وبصت على الصوت
– اى هتخدى المحروس بتاعك وتجرو زى اخر مره
افتكرت روح وعرفت دلوقتى من يكون الذى قابلته ذلك الرجل فى يومها
حس بالحزن وهى بتفتكر احمد إلى فكرها بيه وبذلك اليوم
– متوقعتيش انك تشوفينى تانى صح .. منا سكتلك عشان الباشا مقدرش اتكلم فى حضوره
مكنش باين عليها الاهتمام بوجهها الشاحب بصتله وقالت
– اسفه
أستغرب صلاح منها ومن نبرتها الهادئه لقتها بتمشي وبتسيبه وهو مستغرب بيفتكر قوتها وردها عليه يومها ومرحها وبيشوف انطفأها دلوقتى غريبه مئة درجه
– ازاى هى دى .. تكونشى واحده تانيه وانا اتلغبط
ضرب كفه ببعضهم وكأنه قد جن ومستعجب وعاد إلى السيارع
دخل عماد اوضه كان فى راجل مستلقى وكانت زوجته جنبه اول ما شفته وقفت واتعدل عشان يقعد
قال عماد- خليك زى ما انت
رجع الراجل فى نومه قال
– عماد بيه حضرتك بتعمل اى فى المستشفى
– أنا جى ازورك كده على الخفيف وامشي
– مكنش ليه لزوم ادخل المستشفى الخاصه دى وتتكلف حضرتك بمصاريفها وتتعب نفسك وتيجى لحد عندى
– متقولش كده انت مهما كان واحد بيشغل فى المصنع من سنين يعنى شيلته معايا
– اى إلى حضرتك بتقوله بس
– شد حيلك واقفل على رجلك تانى ومتشلش هم قبضك الشهرى هيوصلك لغايه ماتقوم بالسلامه وتطمنا عليك
ابتسمت المرأه قالت – ربنا يخليك ويكرمك
قال الراجل – ده كتير .. شكرا مس عارف اقول لحضرتك اى ربنا يوسع رزقك
ابتسم عماد ابتسامه خفيفه بهيبه بعدين خرج
كانت عماد خارج من المستشفى وبيتكلم فى التلفون
– المزاد يرسي عليا انت سامع
جاءه الرد بخوف – حاضر يباشا تحت امرك
وقف عماد فجأه قدام اوضه واتبدلت ملامحه
نزل التلفون وهو مدهوش لف وبص على الأوضه إلى جنبه ووقف عندها واتصدم
– ن .. نوال
كان مذهول ومتصنم وهو شايفها
مسك مقبض الباب وفتح دخل وشافها وهى طريحه الفراش
كان مش مصدق نفسه أنه هو شايفها ويعود الزمن به الى الوراء
دخل الدكتور قال – عماد بيه مينفعش دى غرفه مريض ا..
– مين دى
– ايه
هتف فى وجهه بأنفعال – بقولك مين دى
– د .. دى مريضه عندنا في المستشفى
– منا عارفه اسمها اى ومين هى
– ا .. اسمها ن .. نوال ادم السيد ، مريضه هنا مفيش غير بنتها هى إلى بتجي تزورها وتمشي
– بنتها !!
– اه
بص عماد لنوال وجمع قبضته بتعبيرات غامضه
فى الطريق كان عماد عقله مشغول لقى العربيه وقفت بص لقى فى تجمع
– لمغؤذه يا عماد بيه هنزل اشوف فى ايه
لم يهتم عماد كثيرا بس كانت فى رغبه جواه ان ينزل وفعلا فتح الباب وترجل
– حد يجيب مايه فوقى يابنتى
سمع تفوهات الناس قرب منهم ليفسحو له ولما شافها اتبدلت ملامحه كانت روح مغشي عليا ويحاولون افاقتها وسهيله كانت معاها وقلقانه عليها
– مالها
قالها بتساؤل فردت عليه – كانت ماشيه معرفش اى الى حصل وقعت فجأه
كان حجابها اتبل من الميا هى لسا مفقتش
– هاتوها على العربيه لازم تروح المستشفى مش هتفوق كده
بصوله واوماو بتفهم
– ربنا يكرمك بأصلك
ودعو له وهو لا يهتم كثيرا فهو بالفعل يريد ان يرى ما بها وليس لحد الجهل ان يدعها راقده هكذا
ركبت سهيله مع روح عشان متسبهاش لوحدها
– ارجع المستشفى
اومأ صلاح بالطاعه ومشي علطول وهو بيبص لروح من المرايه وهى مغمى عليها ومستغرب فهى حدثته منذ دقائق وكانت بالفعل لا تبدو بحال جيد لكن ليس لهذه الدرجه
فى المستشفى كان الدكتور بيفوق روح لحد ما فتحت عينها وبصت حوليها وكان الأرق باين على وشها
– انا فين
قالت سهيله – اغم عليكى ومكنتيش بتردى لحد ما جه عمو واسعفك
بصت روح لعماد ألى كان واقف فى الغرفه افتكرته قاطعها الدكتور
– قله تغذيه ونقص فى الفيتامينات الى جسمك محتاجها ياريت تهتمى بغذائك وتتابعى مع دكتور تغذيه عشان جسمك ضعيف وده خطر ممكن الاغماء المره الجايه تقعى على مفصل يتكسر فياريت نخلى بالنا جسمك مش احسن حاجه
لم تعير روح كلامه اى اهتمام قعدت ونزلت رجليها قالت
– يلا نمشي
قالتها لسهيله فقربت منها وقالت
– قادره تمشي
– اه
بصت روح لعماد وقفت وقالت – شكرا
بصلها فمشيت هى وسهيله وكان بيتابعها وهو بيفتكر شكرها ونظرتها كيف اثرت به يريد ان يرضي فضوله
– عماد بيه
مردش عليه بس بصله وقاله – شوفت البنت دى خارجه من المستشفى كانت بتعمل اى هنا هى عيانه
– هو ده الى كنت هقولك
– هتقولى اى
– البنت دى مش مريضه عندما هنا هى بتيجى زياره لست الى حضرتك سألتنى عنها
قال بحده – متقول اسمها
– مين الست نوال ولا بنتها
رمقه عماد نظره اخافته وقال – ا.. اسمها روح ..
– روح اى ؟
– روح عادل تقريبا ده الى اعرفه
سكت عماد وقال بضيق – عادل !
ذلك الاسم الذى يعرفه جيدا و يعنى له الكثير
– انتى متاكده انك قادره تروحى الدرس
قالتها بتساؤل فقالت – اه مالى يعنى
– اتغيرتى أوى ياروح ملامحك كلك اتغيرتى
– عايزه كل إلى بيحصلى ومتغيرش .. ده حتى يبقا حرام
– مش فاهمه !!
مردتش روح قالت – أنا هرجع مش هحضر انهارده
– طب اوصلك
بصتلها روح ومهتمتش ومشيت فهى بالفعل أصبحت بحاجه لمساعده أصبحت حالتها تثير الشفقة
رجعت روح القصر وهى تعبانه بس وقفت لما شافت احمد ليقف هو الآخر والتقى عيناهم
كانت المعانى كثيره بينهم ابعد احمد عيناه عنها وأكمل طريقه دون أن يعيرها اهتمام
أما روح دمعت عيناها حين مر بجانبها وكأنه لا يعرفها بل تلقت نظره من تجاهله ألمتها سالت دمعه من عينها بحزن على نفسها
رجع يحي من برا نزل من عربيته ودخل القصر طلع لأوضته فتح الدولاب وخد تيشرت فك ازرار قميصه بس وقف لما سمع صوت لف واتفجأ
– روح
كانت روح واقفه عند الباب كان مستغرب انها جياله فى الوقت ده وهو مطلبهاش قال
– عايزه حاجه
كانت ساكته بصتله وقالت- مبروك يا يحي
استغرب وهو مش فاهم تقصد اى اتقدمت ودخلت الأوضه
– هتتجوز وتبنى حياه جديده ابتسمت وكملت
– بيت فلوس زوجه وولاد .. هتكون عيله وحياتك الخاصه .. تعرف انا بحسدك اوى لراحه البال الى انت فيها .. بحسدك على النعيم الى انت فيه .. ربنا اداك كل حاجه وخد منى كل حاجه
اضايق وهو بيسمعها كلامها ونبره صوتها التى تجهش بالبكاء
– انعم عليك بمل حاجه الا حاجه واحده بس .. الإحساس كونك واحد معندوش قلب .. دى خدها منك قصاد الى ادهولك … بس بردو بحسدك على ده لان عدم احساسك فى حد ذاته نعمه
– روح ….
– ششش تعرف انة بكره اسمى لما بسمعه بس منك
مكنش مصدوم من كلامها على قد ما حس بالوجع فى قلبه منه
– جحيم
قالتها بتعريف وهى بتكمل – خليت حياتى جحيم .. لسا انت فى مكانك وبتتقدم وانا برجع لورا .. انا بس الى بتحمل نتايج الى عملته فيا .. أنا الى بتحاسب على غلطك .. لى انا اتحمل كل ده وأنت لا .. لى متشلش الحمل الى عليا لى
دمعت عينه وهو بيسمع نبره صوتها المنكسره وهى على وشك البكاء لكن تتماسك
– مشفتش العدل ولا حقى رجعلى لحد دلوقتى مشفتش نتيجه ان دعواتى بتستجاب … شفتها بتتقلب ضدى .. شفتنى كل اما بعيش اكتر كل منا بتعذب اكتر .. انا عايزه الرحمه مش عايزه حقى
بصلها بحزن ويجمع قبضته كى لا يضعف كملت بقهر
– والله بمقتش عيزاه على قد ما انا عايزه الراحه لقلبى الى فاض بيه
اتنهد واتقدم منها وهو بيقول – ممكن تهدى وتقوليلى حص…
– متقربش
قالتها بغضب فوقف مكانه وهى بتبصله بدهشه وبتقول
– عايزنى اهدا !! … ازاى واخد وجعى بالسهوله دى …. ازاى مش قادر تشوف انت عملت فيا اى وسببتلى اى .. انت لدرجادى زباله ومبتحسش .. قتلتنى وجاى تقولى اهدى
– كفايه ياروح
قالها برجاء لانه مكنش قادر يسمع كلامها اكتر من كده فكان كالخنجار الذى يصب فى قلبه ويفتك به ولا يتحمله
ابتسمت بسخريه وقالت – كفايه !! … هو فعلا كفايه اوى لحد هنا
– ممكن نتكلم
ولسا بيقرب منها خطوه مسكت روح كوبايه كانت جنبها وكسرتها فى الحيطه وحطتها على ايدها ناحيه شراينها
– متقربش
اتصدم يحي والخوف ظهر على وشه وهو شايف الازازه الى حطاها على ايدها
– روح انتى بتعملى اى ابعديها عن ايدك
كان قلقان بصتله بإستغراب وقالت بحب ولهفه وهى مغيبه مغيبه
– خايف عليا يا يحي
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روح جحيمي)