رواية روح جحيمي الفصل التاسع عشر 19 بقلم هايدي سيف
رواية روح جحيمي البارت التاسع عشر
رواية روح جحيمي الجزء التاسع عشر
رواية روح جحيمي الحلقة التاسعة عشر
صحى يحي من نومه اتعدل بتثاقل وحس بألم فى ضهره بسبب تغير مكان نومه قعد
بص على السرير لقته فاضى استغرب مسك تلفونه وبص فى الساعه
قام وراح ناحيه الحمام أطرق الباب بس مجالوش رد
فتح وكان فاضي فتسائل أن كانت بلأسفل
نزل وسأل أحد الخدم أن كان قد رأها
– لا والله يا يحي بيه مشفناش ر ..اقصد المدام روح
– تمام روحى انتى
اومأت له بالطاعة ومشيت وهو الاستغراب بيحومه فأين ستكون قد ذهبت فى هذا الصباح هل يعقل أنها ذهبت لرية والدتها فلماذا لما تخبره
خرج تلفونه واتصل بيها بس مجالوش الرد اضايق لانه قلقان عليها
فى المشفى
كانت روح واقفه متفجأه وهى شيفا عماد قدامها
– عامله اى يا روح
استغربت قالت – الحمدلله انت تعرف اسمى
– لسا شاهد على جوازك امبارح هكون مش عارف اسمك ، شكلك نسيتى بردو احنا معرفه قديمه
لذكر هذا الأمر عقر صفوها بس استغربت قالت
– معرفه قديمه !
بصت على اوضه واضافت
– هو حضرتك بتعمل اى فى اوضه ماما
ابتسم ابتسامه خفيفه لم تفهمها
– ماما !! مكنتش اعرف انك بنت نوال
استغربت جدا وقالت – ن..نوال !! انت تعرفها
– اه
– منين
– ممكن تقولى انى صديق قديم للعيله
استغربت روح جدا من لهجته وهى تنظر له بهذا الوجه الغامض ليعم الصمت بينهم
فى كافيه كان عماد قاعد مع روح بعدما اقترح عليها ذلك وكانت قاعده ساكته
– بتبصيلى كده لى
قالها بتساؤل منغير ما يشوفها استغربت من اين علم بنظراتها قالت
– لا مفيش بس بردو حضرتك مجوبتش على سؤالى انت كنت تعرفنى قبل كده
سكت شويه وكان عارف انها تقصد بمقابلتها له الاولى هل يخبرها أنه جمع معلومات عنها وعرفها
– لا لسا عارف انك بنتها انهارده .. وبنسبه لأسالتك فأنا كنت فى المستشفى وشوفت والدتك صدفه فطليت عليها مش اكتر
اومأت ايجابا وقالت بدهشه
– يعنى انت صعيدى
– مش باين عليا
نفيت براسها وهى بتقول – لا
ابتسم من صراحتها
– ممكن مصدقا انك تعرف عيلتى عشان ساعات كنت بلاقي بابا بيتكلم بلهجه غريبه زى لهجتهم
تحول وجهه لبرود واختفت ابتسامته قال
– ممكن عشان عادل حياته كلها كانت فى الصعيد
قالت بدهشه – تعرف بابا كمان !!
– اه يا روح اعرفه كويس أوى
استغربت من نبرته الجامعه قالت
– بس انت صديق من انى ناحيه .. مشوفتكش قبل كده ولا بابا كلمنى عنك
تنهد وقال – معلش ممكن محصلش فرصه عشان التواصل مبينا اتقطع
اومأت بتفهم وكان بيبصلها وقال
– وانتى اى الى جابك انهارده وعلى الصبح كده
كانت عارفه انه يقصد ان انهارده المفروض تكون فى بيتها فهو تزوجت بلأمس قالت
– كان لازم اجى اشوف ماما واطمن عليها – و .. جوزك فين ؟
قالها بتساؤل متردد لكن كان لديه فضول حيالها من البارحه فتلك الفتاه وراها اسرار كثيره
سكتت شويه وهى حاسه بالضيق من ذلك اللقب بصتله وقالت
– انا لازم امشي
خدت شنطتها وقفت واردفت – فرحانه انى عرفتك كنت بحسب مفيش حد يعرف بابا او ماما لانى مكنتش اشوفلهم حد حتى من عيلتهم
– اعتبرينى منهم من دلوقتى
بصتله وقف وقال – تعالى اوصلك
– لا شكرا ملوش لزوم
– اسيبك تروحى لوحدك يعنى ، معاكى حد طيب
سكتت ومردتش قالت – معلش انا بحب امشي لوحدى ولسا معرفش حضرتك
فهم قصدها واومأ بتفهم مشيت
– روح
وقفت وبصتله وقف قدامها وهو بيبصلها فتبدو طفله صغيره على الجواز ملامحها التى تشكل عائقا فى حياته
استغربت روح من نظراته تنهد وقال
– لو محتاجه اى حاجه انا موجود متترديش لحظه … اعتبرينى زى والدك
استغربت منه لانها مكنتش فهماه لكن اومأت له بتفهم ومشيت كان بيتابعها بانظاره عاد بذاكرته للخلف
F
كان عماد فى الاوضه الى فيها نوال واقف جنب سريرها كان لسا هيمشي حس باناملها نحركت اندهش
كانت لسا عينها مقفولتان فهل تخيل .. بص على ايدها لقاها اتحركت تانى قرب منها
– نوال
جفنها اتحرك وكانت بتحاول تفتح عينها وهو بيبصلها مش مصدق
– الحمدلله
قالها وهو شايفها بتفوق مشي عشان ينده لدكتور – ر..
وقف بصلها باستغراب لتكرر عليه
– ر.و..ح
عرف مقصدها وقلقها عليها حتى فى نومتها قال
– متخافيش روح بنتك بخير
مسك تلفونه عشان يتصل بالدكتور بس لقاها سكتت حتى حركة جفنها وعيناها قفلا وايدها ونطقها بل باتت ساكنه استغرب
جه الدكتور يعد اما عماد كلمه وحكاله انها فاقت كشف عليها وقال
– حضرتك متأكد انها اتكملت معاك
– ايوه وانا هكدب يعنى
– مقصدش .. قد اى طيب
– مش كتير مكملتش دقيقه حتى .. هى رجعت نامت تاتى عشان البنج ؟
– ممكن بس طالما صحيت مبتكنش المده قصيره اوى كده وان كان الموضوع موضوع بنج فهتصحى تانى
– يعنى اى
– يعنى ممكن تكون دخلت فى الغيبوبه تانى .. عادى بتحصل بيصحى المريض لخمس عشر ثوانى وبتكون بشره كويسه انها هتصحى قريب
– على امتى كده ؟
– لا دى بتاعت ربنا
– ونعم بالله
بصله واردف – بايت محدش يعرف
استغرب الدكتور وقال – بس بنتها ..
قاطعها بجمود وغير اهتمام – ياريت تكون فهمت
أومأ الدكتور إيجابا
B
رجع من ذاكرته وهو بيتسائل أنها فى المده القصيره دى ذكرت اسم بنتها .. معقول انها شايله همها وبتوصيه عليها
افتكر روح وانه هياخد باله منها لحد ما تفوق ،ميعرفش ان كان خدها حجه
هو يشعر تجاه تلك الفتاه بمشاعر غريبه ممكن لأنه ليس لديه ابناء فيرى فيها ابنه له كما رسم فى القدم
رجعت روح القصر ولما دخلت شافت يحيي بصلها طلعت على فوق مهتمتش برؤيته
– استنى
وقفت قرب منها وقف قدامها قال
– كنتى فين
– خرجت شويه
– سؤالى واضح كنتى فين
بصتله بعدين بصت حواليها مشيت وسابته ، جمع يحي قبضته من تجاهلها فهو يحاول تمالك نفسه
دخلت روح الجناح حطت شنطتها لقت يحي بيدخل مطقتش انها تعقد معاه كانت هتخرج
– اعقدى عايزك
وقفت اشار لها بعيناه ذهبت وجلست اعقد معاها وهو سايب مسافه
– ياريت لما تروحى مكان تقوليلى بعد كده تقوليلى
استغربت من لهجته الغريبه قالت
– لى يعنى
– عشان انتى مراتى يا روح
– على الورق وانت قولت تمثليه
قال ببرود – وده ميمنعش الحقيقه
استغربت وقالت – الى هى ايه
– انك مراتى وانا جوزك وليا حقوق عليكى
حست بالخوف من نبرته والى يقصده من تلك العينان
– ياريت تفهمى ده كويس
– بس احنا متفقناش على كده
– انا ماليش دعوه بالى اتفقتو عليه
اتوترت لان نبرته بتزداد ريبه وبرود قالت
– يعنى اى
بص على ايدها كانت بتمسك صوابعها الى بترتعش بصلها من الخوف الى ظهر عليها قال
– مقصدش اخوفك يا روح انا بفهمك وضعنا حاليا والواقع أننا متجوزين وانا هحترم علاقتنا ومش هتكون مبينيه على حاجه غير الاحترام .. واول حاجه انك متخافيش منى عشان انا مش هلمسك او اقرب منك اوعدك تقدرى تاخدى راحتك فى الأوضه منغير خوف
ملقاش رد كانت بصاله بصمت مش فاهمه كلامه ولهجته الهادئه الحانيه وده لانه مش عايزها تخاف منه بيحاول على قد ما يقدر يكون شخص كويس حتى فى كلامه معاها بيحاول يحسنو ممكن يشوف رعبها يقل وتحدث معجزه او شيء كهذا لكن لم يعلم انه ترك داخلها ندبه لا تمحى مهما طال الدهر
– والدتك عامل اى .. اطمنتى عليها
اتصدمت بانه عارف كانت فين
– غيرى هدومك وانزلى عشان تاكلى
وقف ومشي وسبها لوحدها شويه تحت ذهولها مهتمتش بكل ده ومشيت هى كمان
بلأسفل كان قاعدين على المائده وروح منزلتش جمع يحي قبضته سال احد الخادمات
– هى فين
خافت من صوته وقالت- قالت انها مش جعانه والله
وقف يحي ومشي بصىجت سلمى على اخيها وهى لا تعلم ماذا يجرى
دخل يحي الجناح شافها قاعده
– هونا مش قولتلك انزلى انا لسا مخلصتش كلامى معاكى من نص ساعه
– مش جعانه
قالتها بالامبالاه بصلها بإستغراب قرب لقاها قاعده بتذاكر تنهد وقال – كلتى ؟
بصتله بإستغراب من سؤاله – سالتك سؤال
– ده هيفرق معاك
– اه يفرق .. زى ما نتى تفرقى معايا فا كل حاجه تخصك تفرق
كان بيتكلم بجديه استعجبتها وهى بتسمع كلماته الى مش فهماها مهتمتش وقالت
– لا
– يبقى تنزلى كلى
– لما اجوع ابقا اكل
– يبقا مش هتاكلى
تنهد بضيق بعدين مشي مسك الجهاز
– طلعو الاكل على هنا
بص لروح الى كانت بصاله لم يعير نظراتها اهتمام فتح الباب بعد ما الاكل جه حطوه ومشيو
– كلى
مشي وقفته وهى بتقول – بس انا قولت مش عايزه
لف بعدما طفح الكيل منه راح ناحيتها استغربت بس كل اما بيقرب كل ما بتوتر لقته سند بإيده جنبها وحاوطها
– أكلك انا
بصتله بحنق وقالت – ابعد
قرب منها قال – هبعد لما تاكلى قولتى اى .. بدل ما جسمك كل شويه يضعف وبغم عليكى
قالت بغضب – وانت مالك
قرب منها اكتر وقال – تحبى اوريكى مالى ازاى
اتوترت وسكتت بس لما لحظت قربه احتلها الخوف وشاف ارتجاف بؤبؤ عينها ودموعها الى بتتجمع وهى شيفاه قريب منها كذلك اليوم بعد عنها واضايق
مشي وسابها وهى خدت انفاسها ونظمت ضربات قلبها
وقفت وراحت ناحيه الأكل قعدت وكلت دخل يحي وبصلها هى بتاكل ابتسم خد تلفونه ومشي عشان ميضيقهاش
كانت كوثر قاعده بتتصل على أحمد من امبارح ومبيردش عليها
– رد يا حمد بالله عليك متوجعش قلبى عليك
مجالهاش الرد كمحاولاتها الكثيره الفاشله من قلقانه عليه
كانت روح فى اوضتها اتفتح الباب
– يح..
قالتها سلمى بس سكتت بصت لروح وبصت فى الاوضه قالت
– هو يحي مش هنا
نفيت روح برأسها بغير اهتمام بصتلها ساندى قالت
– انتى لابسه كده لى
بصت روح على لبسها قالت
– لابسه أزاى يعنى
– انتى كنتى برا
– لا
– قاعده فى اوضتك كده مش المفروض انك عروسه بلاش عروسه أنا حساكى محتشمه هنا اكتر من برا
راحت ناحيه الخزانه وفتحتها لتراها ممتلئه بثياب لفت وبصتلها
– ما فى لبس اهو أنا قولت يحي بخل عليكى ولا حاجه
– أنا إلى مش عايزه اللبس منهم
– لى يعنى مش فاهمه
سكتت روح ومردتش قربت منها سلمى وقالت
– انتى مكسوفه من يحي بس ده جوزك
– الموضوع مش كده
– ايونن أنا عايزه اعرف الموضوع من امبارح ومحدش بيرد عليا .. انتى جيتى الفرح ازاى
سكتت ومردتش عليها قالت سلمى
– هتسكتى انتى كمان .. ما علينا كويس انى جيتلك عشان اوعيكى بدل منتى سورى يعنى بتقولو عليها اى .. هبله
بصت لها بشده فقالت – دى الحقيقه .. انتى قاعده كده ومش عيزانى اقول عليكى هبله .. خديها منى نصيحه أنا اكبر منك غير كده انا عارفه يحي لانه اخويا يعنى لو فضلتى كده مش هيكمل يومين ويشوف واحده تانيه
مكنتش روح مهتميه بالى قالته بالعكس اضايقت فهى تعلم حقيقته ليس بحاجه لكلامها
– انتى فاهمه غلط
– فاهمه غلط فى اى .. استنى الاول قومى غيرى ومتحجه هنا لى انتى محسسانى انك فى مكان غريب
– عشان أنا فعلا غريبه
بصت لها باستغراب وقالت – غريبه ازاى يعنى .. تقصد انك لسا مخدتش على مكانك الجديد وكده .. بكره تتعودى متقلقيش
راحت ناحيه الدولاب خرجت قميص نوم اتسعت عينا روح
قالت سلمى – ده حلو
– وانا هعمل اى بده دخليه مش نقصين ذنوب
– فى اى يا بنتى هو فى حد معانا هنا وانا مش شيفا .. احنا بنات عادى ممكن لانك صغيره فمكسوفه شويه
– صغيره اه .. رجعيه أنا مقربتش من الدولاب ده اصلا
بصت لها من لبسها وقالت – واضح .. احنا نشوف حاجه تانيه ممكن تعجبك
تنهدت وقالت – متتعبيش نفسك أنا مرتاحه كده
خرجت قميص نوم اسود قربته منها قالت
– هيليق عليكى وعلى بشرتك
كانت لا تبالى قالت
– بتتعبى نفسك لانى مش هلبس الحاجات دى
كانت بتشوفه عليها ومقرباه من جسمها تنهدت روح مسكته
– هتجربيه
قالتها سلمى بتساؤل راحت روح عشان ترجعه وقفت قدماها وتصنمت مكانها لما شافت يحي على الباب وبيبصلها بشده
تصاعدت الدماء لوحدها وهى تدفق وكأنها تغلى فى شراينها بصت على إلى فى أيدها واتصدمت
بحركة سريعه رمته لسلمى وطلعت تجرى دخلت الحمام وقفلت الباب
ابتسم يحي عليها ومن منظرها فلو أمكنه لضحك
– مالها دى
قالتها سلمى بإستغراب ليحي قرب منها وبص على إلى فى أيدها وقال
– عجبك يا سلمى
بصت على القميص وقالت
– اه بس انا اخترتهولها هى .. هى قاعده كده من امبارح ؟
قالت اخر جمله بتساؤل فسكت يحي وعرف مقصدها كان عارف ان تجنب روح ليه بيصير الشحوم لو حد شافها لابسه كده مع جوزها حتى شعرها مش مبيناه تنهد وقال
– سبيها على راحتها
استغربت من نبرته كثيرا وقالت – اى اللهجه الغريبه دى .. هسبها على راحتها حاضر .. أنا كنت مالى وانا إلى حبيت اساعدك وتساعدها بالمره بدل ما هى هبله فاكره نفسها لسا صغيره
– عشان روح فعلا صغيره ومش فاهمه حاجه وانا مش عايز تفتحى عقلها على حاجه
قربت منه وحطت أيدها على جبهته وقالت
– مالك يا يحي فيك حاجه
استغرب بص لايدها وبعدها عنه قال
– فيا اى يعنى
– حنين كده مع هدوء يخوف
بصلها ببرود فاومأت له بخوف ومشيت منغير ما تتكلم
راح يحي ناحيه الحمام طرق الباب قال
– روح
مجالوش رد كانت مضايقه من الى حصل ولما شافها وهى ماسكه ذلك الشئ
– تقدرى تخرجى
قالها وهو بيمشي لانه اول من ستخجل برؤيته
كانت سلمى تقهق عند زينب فى اوضتها وهى قاعده معاها بعد أما حكتلها
– مكنتش اعرف ان يحي لما يتجوز هيتجوز واحده زى روح
– مالها روح
– مالهاش بس منتيش شيفا عامله ازاى ده حتى فى اوضتها لابسه لبس ولا اكنها كانت برا فى مشوار مثلا زى ما بتخرج
– ازاى
– مش عارفه والله إن كان كسوف بزياده ولا ده اى بظبط
كملت بإستدراك – ممكن خايفه من يحي .. بس بصراحه هو يخوف فعلا
ضحكت زينب ضحكات هامده فهى لا تزال مريضه
قالت سلمى – مرات يحب دى تخيلتها زى عارضات الازياء .. عرفاهم يعمتو .. طول شعر جسم اول حاجه .. زى ساندى كده بس يلا اهي راحت .. بس بردو متخيلتهاش روح هى مش على المواصفات إلى فى دماغه .. حساها عيله وصغيره عليه
– ما هى صغيره فعلا
– لا صغيره علي يحي هو بس مقلتش صغيره عمتاً لأنها مش كده يعنى هى فى ال١٨ اه اتجوزت بدرى اوى مش عارفه السبب بس متكنشي بعد الجواز كده .. فى لندن البنت فى سن ال١٦ بس تقدر تعيش لوحدها وتكون كفيله بمسؤليتها وفاهمه كل حاجه
عقدت زينب حاجبيها قالت
– واحنا مالنا ببلاد برا انتى هتجبيهم لينا ولا انتى بتاخدى بطبعهم من دراستك هناك ولا اى
– طبع اى هناك الحياه وردى .. أنا بس من قعدتى هناك والدراسه فهمتنى هما عايشين ازاى وفكرهم وكده
طلع يحيي اوضته فكان قد مل هو لازم يعقد فى اوضتع بس مش عارف عشانها
ولما دخل شافها بنفس وضعيتها الصبح وبتذاكر
– مش هتخرجى من الاوضه ولا اى
– لا عندك مشكله فى وجودى
– انا عايز راحتك
توقفت عند تلك الجمله التى لم تستوعبها بنبرته بصتله بشده كان ولا كأنه قال حاجه بطبيعه وجهه اما هى المستغربه
قعد على الكنبه قال
– منزلتيش تتعشي ليه
– كلت
– تقصدى فطارك الصلح إلى مكلتيش منه حاجه .. انتى عايشه عليه لحد دلوقتى
كان بيتكلم ببرود مكنتش عارفه تحدد أنه مهتم أو مجرد حديث فارغ
– اعملى حسابك تنزلى تاكلى بعد كده عشان الأكل مش هيطلع هنا زى الصبح
– مطلبتش منك حاجه
مهتمش بالى قالته مدد على الكنبه بصتله وهو بيستلقى
– انت بتعمل اى
– انتى شايفه اى .. هنام
– هتنام هنا ؟
قعد وبصلها ابتسم بمكر وقال
– معنديش مشكله ارجع لسرير بس الوضع مش هيكون لصالحك
اضايقت من مقصده الوقح وشعرت بلأشمئزاز التى توجد أن تخبره لقالت أنها تقرف منه
– هنام على الكنبه يا روح وانتى نامى على السرير تقدرى تستريحى
قالها بجديه بملامح وجهه الجامخه مدد وهو يتجاهل نظراتها ليستلقى بوضعيته الرجوليه ويغلق عيناه
كانت روح بتشوفه نام أو لا لكنه وشه باين عليه الهدوء
راحت وطفت النور ليس من أجله وليس من أجل أنها انتهت من دراستها لأنها خلصت من بدرى بس مكنتش عارفه هتنام فين وخايفه تنام على الكنبه يتقرب منها كالبارحه ويضعها على السرير وهى لم تلفت لحركه مثل تلك غير أنه لمسها وهذا ما ضايقها
راحت ناحيه السرير بعدما أصبح بإمكانها النوم استلقت وغطت فى نومها
كان يحي لسا صاحى ترتسم ابتسامه على وجهه كان عارف انها عايزه تنام وقاعده قدام كتابه حجه حتى تدرك وضعهم
استيقظت روح فى الصباح ملقتش يحي نايم فى مكانه قامت وخرجت من الاوضه ولانها زهقة وحبه تخرج شويه مكنتش حاسه هنا غير بالغربه هى متعرفش غير صفيه وزينب فراحتلها
دخلت اوضتها ولما شافتها زينب ابتسمت قالت
– تعالى يا روح واقفه لى
قربت منها وقعدت معاها قالت
– عامله اى
– الحمدلله بخير ، صحيح انك انتى ويحيي اتجوزتو
سكتت ومردتش بس اومات براسها ايجابا
– ازاى حصل الكلام ده مش كان هيتجوز ساندى
– كان .. قبل أما مدام كوثر تغير كل حاجه فى لحظه
قالت بصدمه – كوثر !!
– اه … معرفش هى عملت كده لى فساندى معأنا فى الفتره الاولى كانت موافقه عليها زى الكل
– محدش فاهم كوثر
بصتلها روح بعدم فهم كملت
– كوثر كانت صاحبتى .. انا الى مجوزها ابراهيم زمان وكنت بحسب أن دى احسن حاجه عملتها لانها طيبه واحسن واهتمامها بسلمى ويحي بذات عشان هو كان محتاج الاهتمام ده بس مع الوقت بقيت تبان على حقيقتها وانها مبتعملش كده غير للفلوس وبس .. كانت عايزه الوصيه الى مكنتش هتظهر دلوقتى لانى مكنتش هفتح سيرتها لحد بس كان لازم مكانها يتغير عشان متخدهاش لحد الوقت المناسب اقدر اديها ليحي بس هي قدرت تاخدها
– وانتى مقولتيش ليحي عليها من الاول ولى خلتينى متكلمش على الى حصل معايا هناك وانها كانت هتموتنى وسرقه الوصيه منى
– مكنتش عايزه ادخلك اكتر من كده فى المشاكل وخصوصا لو كانت مع يحي … لو كنت سيبتك قولتيله اول حاجه انه مكنش هيصدقك بالعكس وقتها كان ممكن يأذيكى لان اتكلمتى عن امه كده وانك بتتهميها بمعنى صح … عشان كده خليتك تقفلى على الموضوع ولو سالك قولى انك مش فاكره .. انا مقولتش الوصيح ليحي من فراغ لا عشان كانت هتكون فى خطر معاه هو بالتحديد لانه هيدهالها منغير ما يفكر
– يااه لدجادى بيحبها ، معأنى الى اعرفه انها مرات ابوه
– بس هو مش شيفها كده هو بيحبها زى امه واكتر .. لما كانت الدنيا بتيجى عليه مكنش بيلاقى غيرها كانت تفضل معاه متسيبهوش ممكن تقولى انه ملاقاش الامان والحب الى ملقهوش فى حد لقاه فيها هي
استغربت من كلامها وقالت
– وهو حد زى يحي الدنيا هتيجى عليه ليه واى هو الامان ده الى مش لقيه
سكتت زينب ومردتش واتبدلت معالم وشها للحزن وهى بتفتكره
– يحي مش زى ما انتى فاكره واحد اتربى فى قصر عايش عيشه ملوكى .. يحي شاف الويل الى محدش يقدر يعيشه ويقف على رجله لحد انهارده .. ميغركيش المظاهر فيه حزن يهد جبل لو حكا إلى جواه .. مدوريش فى القديم عشان هو عنده ماضى يفزع احيانا الى بيعرفه
استغربت بس مكنتش مهتمه لانه مغرهاش المظاهر بالعكس هى اكتر واحده كانت بتشوف نقاء الشخص من جوا وشافت فى يحي السواد والاذيه الى خدتها منه محكمتش عليه من عيشته حكمته عليه من فعله وجريمته فيها
– وليه مقولتيش لسلمى بدالى ، هى شكلها متعرفش حقيقتها وبتحبها هى كمان
– سلمى فى الحالتين لو عرفت هضيع كل حاجه .. أن كانت صدقت إلى هقوله فهى ممكن تقع بلسانها قدام يحي من خوفها عليه ويحي مش غبى وهيفهم هى بتقول ويحاول يستدرجها بطريقته .. ولو مصدقتنيش فهى هتقوله بردو على إلى قولتهولها .. أنا إلى هكون خسرانه بمعرفتها .. انتى بس الى عرفت اقولها واتكلم معاكى .. كوثر لو عوزت اكشفها محتاجه دليل يقنع يحي أنها مش زى ما هو فاكر ..بس صعبه لانه يكذب العالم كله ولا يكذبها هي
– واى علاقه جوازه بكل ده
– الوصيه
– ايه !!
– شرط ان يحي يتجوز ست شهور على الاقل عشان الاملاك تتحول ليه
افتكرت روح المده الى هتعيش معاه فيها قالت
– اى الشرط الغريب ده وهو هيستفاد ايه
– كان إبراهيم شايف ان لو الاملاك اتصدرت ليه علطول ممكن يكتبها لكوثر بس لو اتجوز ممكن يتغير ويحبها فى الفتره الى عاشو فيها وهى هتبقى مراته يعنى لما تشوفه بيتأذى مش هتسكت وهتحميه منها ومن حبه ليها .. كان فى ظنه انه يكون جواز عادى وهو الى مختار البنت منغير اى نيه غير انه جواز طبيعى مش على الورق بالمده الى قال عليها عسان ده مسموش جواز ومكنش ده مقصده .. بس كوثر مستنتش وجابت ساندى عشان تجوزهاله
استغربت يعنى يحي مكنش هو الى مختارها بنفسه لقد ظنت انه يحبها .. عن اى حب تتحدث .. شخص كهذا لا يعرف الحب
قالت روح – بس انا بردو جوازى منه مش حقيقى هى ساعدتني فى تكاليف عمليه بتاعت ماما عشان كده انا هنا انهارده
– كنت حاسه ان فى فى ان ورا الموضوع بس كوثر المرادى وقعت فى شر اعمالها
مفهمتش إلى قالتها لقتها مسكت ايدها وكملت
– عشان من اول ما شوفتك يا روح وانا حبيتك ومتخيلتش انك تكونى مرات يحي وجودك معاه هيفرق كتير وعارفه انك الاختيار الصح وانك الى هتغيريه
بصت روح لإيدها بعدين بصتلها وقالت بجمود
– بالعكس انا الاختيار الغلط
استغربت زينب من نبرتها كملت
– رغم إلى عملته ساندى معايا بس شوفت حبها ليه … وكانت هى الى تقدر زى ما نتى بتقولى انها بتحبه فمش هتخلى حد يأذيه مش انا
أردفت ببرود
– عشان انا بتمنى الاذي ليحي
اتصدمت زينب وبعدت ايدها عنها لان من نبرتها كانت جديه بشده بصت روح لفعلتها لم تهتم وقالت ببساطه
– لو كانت قالتلى انها عايزه تأذيه مكنتش اترددت لحظه بانى اوافق على الجوازه دى بالعكس كنت هساعدها
اضافت بقله حيله – بس للأسف هى مقالتليش
قالت زينب وهى مذهوله
– انتى بتقولى ايه ؟
ردت عليها بغير اهتمام ووجها خالى من التعبيرات
– ممكن تكونى مصدومه من الى بقوله بس انتى متعرفيش انا حصلى اى عشان تحكمى عليا .. يحي اكتر شخص بكره فى حياتى .. حياتى إلى دمرها
سكتت شويه وهى بتكمل بإستدراك
– دلوقتى فهمت سبب انها تجيلى فى الاول وتعرض عليا انى اتجوزه .. عشان عارف انى بكرهه ولما شوفه بيتأذى هعقد اتفرج مش هتقدم خطوه بأنى اساعده … هى كل الى عملته انها بعدت ساندى من طريقها لما اكتشفت انها ممكن تبوظلها كل حاجه .. وحطتنى انا بدالها الى ممكن اساعدها … لعبتها صح
قالت بحزن وخيبه – لى كده يا روح انا حبيتك لى تكونى شبها .. لى ؟
– هى عايزه فلوس انا مش عيزاها .. مفيش شبه مبينا غير الضغينه الى بحملها وهى الكره
وقفت روح ومشيت وسأبتها فى صدمتها
– عملك اى عشان تكرهيه
وقفت ومتقدمتش سمعتها وهى بتكمل
– انا شوفت فى عين يحي نظره الحب ليكى
ارتسمت ابتسامه على وجهها ساخره قالت
– حب
– ايوه خوفه عليكى وقلقه انتى مشفتيش ده عشان كنتى نايمه .. افتكرى ان هو الى انقذك يومها من المقبره افتكرى مرواحه عشانك فى ساعه زى دى ،.، انتى مشفتيش اهتمامه بيكى بس انا شوفته وهو مش عارف ينام وبيروح يطمن عليكى من وقت لتانى
– انقذنى من أى .. من الموت .. أنا ميته خلقه … بعدين طبيعى يعمل كده منا من غبائى حطيت نفسي فى الخطر عشانه .، لو كنت اعرف انك خلتينى اروح هناك وادور على الوصيه دى عشانه هو مكنتش عملتها ولا كلفت نفسي تعب مشوار واحد حتى لهناك
– لى كل ده .. بلاش تعملى كده يا روح حتى لو كنتى بتكرهيه ده دلوقتى جوزك يعنى فى صله مبينكم ايا كان
– مش هيحصل عمرى مهعتبره كده
بصتلها وهى شيفاها ضيقها على ملامح وشها
– عايزه تعرفى عملى ايه
اردفت قائله بنبره جامحه
– قتلنى
استغربت زينب من ما قالته مشيت روح وخرجت وسابتها وهى تطالعها بخوف وممكن فعلا تاذى ابن اخيها وتعاون كوثر
. لى شافت كرها ليه بالشمل ده رغم انها حبيتها وشافت طيبتها لما اهتمت بيها .. هى إلى أتمنتها تكون مراته ولما حصل ده تراجعت عن امنيتها كالأن حين عرفت انها تقدم على اذيته
دخلت روح اوضتها ملقتوش موجود بردو سمعت صوت لفت كان هو يحي وكان لابس ترينج رياضى ومتعرق عرفت انه كان بيجرى كعادته فى الصباح
قلع سماعته وحطها على المنضده ومشي دخل الحمام
بعد أما خدت شور خرج لقاها قاعده ماسكه كتابها
– كلتى ؟
قالها بتساؤل فقالت – مليش نفس
مشي وسابها منغير ما يعيرها اهتمام
مر وقت وكانت روح فى الأوضه لوحدها كانت حاسه بالملل بصت للجناح وقفت وراحت غرفه الملابس
لتتفاجئ بشكلها الرقى وتلك الخزانه المتتلئه كانت مغلفه بالزجاج تعطى لون جميل وبدلاته الراقيه
خرجت من هناك بصت حوليها لفت انتباه كريستاله تزينيه عجبها شكلها هى متنكرش ان الجناح متصمم حلو بس نوعه كئيب من الوانه المعتمه الى بيحبها يحي
قربت منها ومسكتها بتبص فيها بس مره وحده فلتت اعصابها ووقعت من ايدها اتكسرت
اتصدمت بس كانت حاسه بالضعف بصت على ايدها ومسكتها كانت بتترعش
فتح الباب وكان يحي الى سمع الصوت وجه يشوف فى اى ، بصلها وبص على الارض
– انا اسفه معرفش وقعت من ايدى ازاى
كانت فعلا مستغربه وماسكه ايدها وبتلعن نفسها فكيف وقعت منها هكذا قعظت على الأرض وهى بتشيل الازاز
قرب منها يحي قال – قومى وسيبى الى فى ايدك
– هلمهم
تنهد بضيق فهل تلك الفتاه لا تفهم
بات على ملامح وجهها التألم على لما صبوعها اتعور
جس يحي بجانبها بقلق ومسك ايدها قال
– انتى كويسه
بصتله لوهله بعدين بعدت ايدها وبعدت عنه
– طول ما انت بعيد عنى فهكون كويسه
بصلها من ردت فعلها والكلام الى وجعه تنهد وقف وقال
– تعالى
بصتله باستغراب بصلها بحده وقفت ولسا هتمشي مسك ايدها وخدها
– ابعد بتعمل اى
– مالك !!
– بعد عنى متمسكنيش
– اهدى يا روح مش هعملك حاجه
قعدها على الكنبه وقال – اهو سيبتك
بصتله راح ناحيه الكمود وفتح خرج علبه الاسعافات وقرب منهل حطها جنبها وجس على قدميه مقابلها
– هاتى ايدك
– شكرا
وقفت مسك ايدها وقعدها
– سيبنى بصلها وقال – متخافيش مش هعملك حاجه
– ابعد اقدر اعمل ده بنفسي
– متهدى بقا
قالها بحده بانفعال من أفعالها فسكتت ولم تتحرك من خوفها الى كان باديا عليها ورأه يحي فهمدت ثورته فهى من اغضبته
بص لإيدها الى كان ماسكها عدلها وخد قطنه مسحلها الدم وعقمها
– انا اسف
كان خايفه منه بس لما اعتذر منها بتلك النبره النادمه هدأت ولو قليل خد لاصق طبى وحطهولها
– هتابعى مع دكتوره تغذيه
بصتله باستغراب وقالت – اى ؟
– زى ما سمعتى
– مش هتابع مع حد انا مش عيانه
– يبقى تاكلى وتهتمي بصحه جسمك من هنا ورايح
– اى علاقه كلامك ده بالى حصل
– افهمى بقا .. جسمك ضعيف وبيضعف اكتر من اهمالك ده .. فكرك الإغماء الى عندك ده لى .. وايدك الى مبتساعدكيش انك تمسك حاجه .. ده اسمه ضعف وكل ما يزيد خطر عليكى … انا مش هستنا لما يجيلك المرض يا تاكلى يا تابعى مع دكتوره لأن كده مش هينفع
كانت بصاله ببرود وهى مش مهتمه قالت
– خلصت
بصلها باستغراب من نبرتها قالت
– محدش معانا هنا عشان تمثل حلو بالشكل ده
قال بصدمه – امثل !! انتى فكرا خوفى عليكى تمثيل
أردف بجديه – انتى معاكى حق مفيش حد معانا همثل عليكى لى … انا مش قليل عشان حركات سخيفه زى دى
– والى بتعمله ده تفسيره اى .. حب مثلا
قالت اخر جمله بسخريه واضافت ببرود
– ولا شفقه
بعدت ومشيت بس هو مسكها ومنعها أنها تمشي وتسيبه وقف وقال
– لى مش قادره تشوفينى
استغربت بصلها وكمل – مش شايفه حبى ليكى اظهر اى اكتر من كده
تتبدلت تعبيرات وشها لدهشه فقال بتأكيد
– ايوه يا روح انا بحبك
اتصدمت من تلك الجمله التى قالها بس اضايقت وفلتت أيدها وقالت
– إلى زيك ميعرفش يعنى ايه حب
– معاكى حق أنا معرفش يعنى اى عشان مشفتوش .. بس انا دلوقتى عايشه
قرب منها وقال – ندمت يا روح ولسا بندم وضكيرى مبيحرمنيش فى كل مره بشوفك فيها وانا بموت .. خوفك منى بيقتلنى .. أنا بموت بالبطىء انتى متعرفيش أنا بحس با اى كل يوم
– يبقا موت كمان وكمان
– لدرجادى بتكرهينى
– اكتر ما تتخيل يا يحي .. مش متعاطفة مع كلامك لانه كله كدب زيك .. انت عباره عن كدبه
– بتشوفى حبى ليكى كدب .. مش قادره تشوفى قد اى أنا ندمان
هتفت فى وجهه بغضب – كدب
كملت بحنق – انت كداب .. ندمان وكنت رايح تتجوز .. بتحبنى ورايح تبنى حياه جديده وانا بدمر هنا بسببك .. عايش ولا كأنك عملت حاجه .. فين الندم إلى بتتكلم عنه
– والله مكنت هسيبك كنت هتجوزك بس لما توافقى عليا .. كرهك ليا لو خلانى اروحلك وقتها واعترفلك .. فكرك كنتى هتقبليه .. ندمى إلى بخفيه عنك بس حبى ليكى مش قادر اخبيه اكتر من كده
– ولسا كرهى ليك مستمر جاى تعترفلى لى .. شايفه قل اوى .. أنا كرهى ليك بيزيد يوم عن التانى .. ندمك مش هيرجعلى إلى خسرته ولا هيقدر يمسح من ذاكرتى اليوم إلى خطفتنى فيه و الجريمه إلى عملتها فيا بوحشيتك
جمع قبضته بضيق وغضب
– لو كنت ناسي فأنا افكرك .. طلبى ليك انك ترحمنى وانت مش سامعنى نظرتك إلى قتلتنى قبل عملتك .. إلى عيشته فى اللحظه دى انت عمرك مهتتخيله سمعتنى … فاكر ان جوازك منى هينسينى بالعكس أنا سائله هم بكرا إلى هعيشه معاك اكتر من النهارده .. أنا عمرى مكنت هقبل بواحد زيك لولا الظروف إلى حكمتنى على واحد زيك .. كان عندى اعيش بقيه عمرى منغير جواز ولا انى اكون معاك انت .. كل حاجه مخترتهاش اتحكمت عليا
– وانا مخترتش نفسي .. مخترتنيش يا روح انى اكون بنأدم زباله بالشكل ده .. أنا كنت مبسوط وانا كده .. انتى إلى جيتى وخلتينى احس وأدرك القرف إلى أنا فيه .. مكنتش عايز اوصلنا لهنا .. يومها كنت بخوفك .. مكنتش ناوى اعمل فيكى كده والله مكان ده إلى فى دماغى ولا ده إلى قصدته انى اجيبك هناك .. ضعفت .. معرفش ازاى شهوتى عمتنى فى اليوم ده مخلتنيش عارف أنا بعمل مكنتش فى وعى .. انتى بس الى ضعفت معاها يا روح .. مقربتش من واحده بعدك لأنى مقدرتش .. والله إلى حصل مكان بايدى كنت غبى لأنى مقدرتش اتحكم فى نفسي .. وبغبائى خسرت البنأدمه إلى حبيتها طفيت نورك بايدى وكل ما بشوف انطفأك بلعن نفسي ميت مره
كانت بصاله ببرود من كلامه وعينه المدمعه تقول إنه صادق
– مش فرحان انى حبيتك بالعكس أنا ندمان لأن بسبب الحب ده انا بموت من تجاهلك وخوفك وكرهك .. ومن ناحيه تانيه بموت من ندمى وضميرى إلى بيعذبونى .. قولتيلى لى انتى بس الى بتتعذبى ودعواتك مبتستجبش .. حبى ليكى ابتلاء وهو إلى بياخد حقك منى .. الوجع إلى جوايا اكبر بكتير من الوجع الجسدى
بصلها وكمل – مش عارف نهايه حبى ليكى اى بس مستمر فيه .. كل الى اعرفه انى حبيت وده عذابى أنه يكون على ايدك انتى
لوهله صمتت ومن كلماته التى أثارت ريبتها .. أليست تشبه كلماتها مع حبال أفكارها
– عايزنى اسامحك يا يحي
قالتها ببرود لينظر لها بإهتمام خرجت ومشيت استغربت وتبعها
فتحت روح اوضتها ودخلت ده كله تحت استغرابه يحي مسكت ذلك الصندوق الصغير ورمته على الأرض وقالت
– ده إلى مخليك تتأمل انى ممكن اسامحك فى يوم مش كده
تعجب بشده فكيف عرفت ابتسمت بسخريه وقالت
– كنت عارف ان فى حد دخل هنا فى غيابى بس مكنتش اعرف ان انت .. عايز تعرف ازاى
شاورت على الصندوق وقالت – ده
أردفت قائله – يومها رميته بعشوائيه وسيبته مقربتش منه .. بس لما جيت هنا وعينى بصت عليه كان محطوك فى نفس الركن وفى مكانه بس مظبوط مش مرمى على الأرض كزباله زى ما انا اعتبرته
كان قلبه بيوجعه من كلامها وهى لا تبالى قال
– حبك ليا بقا زباله
– اكبر غلط عملته فى حياتى انى حبيتك انت .. ولى اقول حب .. ممكن تقول مشاعر مراهقه .. كنت طفله وكبرت على المشاعر دى
– معقول كل ده اختفى .. مفيش جواكى اى مشاعر ليا
سكتت مشيت من قدامه منغير ما ترد عليه بعدين رجعت وكان معاها كبريت يصلها بشده لقها بتولع عود ثقاب وبترميه على الصندوق لتبدأ النار فى التهامه
– الكره يا يحي
بصله بشده وهو مصدوم من الى عملته كملت بتأكيد
– هى دى المشاعر إلى بابدلهالك .. الكره .. اتاكد انى لو شوفتك بتتحرق قدامى مش هتقدم خطوه بانى اساعدك
شعر بوخزه ايسر صدره واحس وكأن جبل صموده قد ينهار وهو يراها عينها الجافتين أمام حبه الشديد لها .. بل يرى كرها .. كرها تمنى لا يراه فيهما .. أنه يشبه كرهه الذى لا يمحى أو يزال
سالت من عينه دمعه لما كان بيشوفها وكأنه بيشوف نسخه تانيه من كرهه
كرهه إلى عاش عليه سنين روح هتعيش عليه وهى بتكرهه ومش هيقدر يغيره لأنه عارف كويس اوى أن كرهها وصل لفين
مشي وسابها وهو فى كامل غضبه وضيقه وكسرته
خرج من القصر ركبت عربيته ومشي يبتعد عن ذلك القصر الذى لطالما دمر حياته .. والآن به من يفتك بقلبه
بصت روح على الصندوق التى أصبح رمادا سالت دمعه من عينها
– اتمنيت دائما انك تحبنى وتبادلنى نفسك المشاعر .. اتمنيت انى اسمع كلمه بحبك منك انت مش من حد غيرك .. ازاى الدنيا قادره تقلب كل حاجه عليك وتغيرك بالشكل ده .. متخيلتش أن يوم ما اسمعها منك هتكون دى رده فعلى محسش بيها ولا فارقه معايا بل عكس اشمئزيت منها .. زى منا مشمئزه من نفسي
مشيت وتركت ذكرياتها تتحترق خلفها تتصاعد بهيئه بخار من ذلك الحريق
فى الليل
فى ملهى ليلى كان يحي قاعد ناحيه الخمر وفى أيده كأس بيدفعه مره واحده بغل وضيق
– عمرها مهتسامحنى .. أنا غبى وصلت لهنا أزاى
كان بيتكلم مع نفسه بسكر من الضياع إلى هوا فيه
فلقد ضاع أكثر مما كان عليه من ناحيه قلبه .. لكن عقله ما كان يحركه وكان متأقلم معاها .. أما ذلك القلب الغبى أدى لهلاكه
– كفايه يا يحي بيه
قالها النادل وهو شايفه مخلصه الازازه التانيه
– هات تانيه
– غلط كده ا..
قاطعها بغضب جحيمى – انت مال أهلك وانت خسران حاجه
سكت ومردش عليه وخاف من نبرته احضر له زجاجه ثالثه وسكب له بدون أن يفتح فمه من جديد فيلقى بحتفه
وسط سكر يحي كان ماسك كاسه وهو بيبصله بشرود وتوهان
– حبيتك ونسيت ان إلى زى مينفعش يحبو
دفع الكأس ليشربه مره واحده وهو بيتنهد بضعف
حس بحد بيحط أيده عليه من ورا بص لقاها بنت لابسه فستان ضيق جدا فوق ركبتيها ويكشف جسدها المثير بملامحها الفاتنه
مهتمش يحي بيها ورجع لشربه وهى بتمشي أيدها عليه وبتقول
– كنت فين الغيبه دى كلها
قربت منه وهمست له بنبره انوثيه مثيره
– وحشتنى أوى
بص لإيدها التى بتمشيها على جسده مسكها لفها ليه وقفها قدامه لف زراعه حول خصرها ويقربها منه
قال يحي – فتره وراحت لحالها
– يعنى هتيجى ومش هتغيب تانى
– لا عايز ارجعلى
كمل بنبره بارده
– عايز أنساها ومفكرش فيها
بصتله باستغراب من حزنه قالت
– هى مين دى
– إلى حبها قلبى عشان يذلنى زى دلوقتى .. بيعاقبنى بحبه ليها
كان يفضفض بألم لكن وجهه خالى من التعبيرات ، قربت منه بشده وقالت
– جيت للمكان الصح
مسكت أيده وحطتها على كتفها وقالت
– تعالى وانا هنسيك إسمها
بصلها خدته معاها ومشيو وكأنه وجد من يخرجه من حالته .. أن كان بالقاء نفسه بالهاويه لينساها سيفعل
رجع يحي فى وش الفجر وهو بيطوح ومش شايف قدامه
طلع وكان بيسند طوله بالعافيه دخل جناحه لقى روح نايمه على السرير
قرب منها وقعد على حافه السرير قرب أيده منها وقال
– لى متكونيش هاديه معايا زى ما نتى نايمه دلوقتى
لمس وشها وقرب منها بتوهان حست روح بلمسته كانت بتتقلب ولسا هتفتح عينها شافته وشافت أيده انتفضت من مكانها بزعر ورجعت لورا قالت
– انت بتعمل اى
قرب منها قال – معملتش حاجه خايفه لى
بصتله وقرب منه شمته وبعدت تانى بقرف من رائحه الخمر التى تفوح منه لأنه شرب بكثره
لقيته بيقرب منها وبيقول – روح أنا
بعدت وهى بتقول
– اياك تلمسنى سمعتنى انت مش فى وعيك خليك بعيد
قرب منها ببرود وقال – أنا جوزك وانتى مراتى يعنى حقى
– أنا مستحيل ابقا كده سمعتنى افهم بقا جوازنا على الورق
– وانا قدر اخليه حقيقه
خافت من نظرته وزحفت بايدها على السرير لورا وهو بيقرب قالت
– اا.. انت وعدتنى انك مش هتلمسنى
مكنش سامع هى بتقول اى بيبصلها بتواهان و شايف خوفها
– متقربش
– مش قادر يا روح
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روح جحيمي)