روايات

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الفصل الأول 1 بقلم آية شاكر

موقع كتابك في سطور

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الفصل الأول 1 بقلم آية شاكر

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الجزء الأول

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) البارت الأول

روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي)
روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي)

رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي) الحلقة الأولى

(١)
-سيبي بقا الموبايل اللي في إيدك ده! مش كفايه رافضه دكتور أد الدنيا أي واحده تتمناه…

-يعني ايه دكتور يعني! أنا أصلًا مش بحب الدكاتره أنا عايزه أتجوز مكانيكي أو نجار أو سباك أو حداد…

نهضتُ واقفة وأضفتُ بحـ ـماس:
-راجل يكون عنده عضلات كده عشان يـ…

-عشان يصبحك بعلقه ويمسيكِ بعلقه.
قالتها أمي بسخرية وتبدلت نظراتها للحدة وهي تكرر كلمة حداد بصوتٍ خافت، فخشيت أن تزوجني لإبن عمي، قلت بتلعثم:
-بصي أنا مش عايزه أتجوز خالص يا ماما!

قلبتُ نظراتي بغرفتي الواسعه التي تضم شرفة ينبعث منها هواء عليل يداعب أنفاسي ويلامس إحساسي وقلت:
-حد يسيب الأوضه الفخمه دي عشان يتجوز حتة دكتور!

وقفت والدتي ورشقتني بنظرةٍ ثاقبة اخترقتني وقالت:
-هتقعدي مع العريس يا ايمان رغم أنفك…
قالتها وهي تمسك بأنفي، فتحسسته فور تركته…
لا أعلم لمَ يُضايقها أنفي! دائمًا تُذكرني به، رغم أنني أحاول تناسيه، قد يكون عريض قليلًا لكنه ليس طويل، أضافت أمي:
-أنا معرفش العريس ده معجب بيكِ ازاي بالمناخير دي!

قلت بسخرية:
-ما هي دي غلطتك لو كنتِ نقيتِ مناخير جوزك اللي هو بابا مكنتش أنا هعاني دلوقتي…

تنهدت بعمق وأردفت بحسرة:
-كم أن روحي تُعاني!

لكزتني أمي بذراعي ورمقتني شزرًا ثم خرجت من الغرفة وهي تسخر مني ومن أنفي، نظرت بالمرآة وأنا أتحسس أنفي وقلت:
-ما به أنفي؟ والله إنه لجميل!

فتحت هاتفي لأكتب خاطرة غزل بهذا الأنف الأنيق، لكني أجفلت وهربت الكلمات من رأسي فور دخول أمي المباغت وسحبها للهاتف من يدي، وقولها:
-الموبايل دا لحس دماغك… مش هتاخديه إلا لما توافقي على حاتم… الدكتور حاتم…

قالت أخر جملة وهي تضغط على أحرفها، فقلت بتحدي، وبنبرة مرتفعة:
-مش هيحصل.

جلست مكاني أحملق بالفراغ شاردة، فقد ساقت أمي تراب الأرض ليقنعني بهذا الحاتم! خالتي وعمتي وجدتي، وجيراني، وصديقتي، ووالدي وصديقه حتى
أصبحت أسير في شارعنا فيوقفني صاحب البقالة بقوله:
-إيه يا إيمان لسه محيره أمك ومش موافقه على العريس! يا بنتي دا دكتور…

جذبني من أفكاري دلوف أخي صاحب الإحدى عشر عام ويصغرني بتسعة أعوام، سحب المقعد وجلس قبالتي، نظرت ليده اليمني التي امتدت وربتت على كتفي، وسمعت صوت تنهيدته العالية ثم قوله بنبرة رجولية:
-إيه يا قلب أخوكي! مش موافقه على الدكتور ليه! فضفضي… قوليلي مين الشاب اللي ضاحك عليكِ وأنا أروح أتكلم معاه… هااا… مين النجار السباك الحداد اللي بتحبيه؟!

خلعت حذائي فقفز واقفًا، وقال بنبرة مرتفعة:
-يا ماما! أكيد حد ضاحك على بنتك… تلاقيها بتحب حداد ولا نجار.

-اخــــــــــــــــرس.

قلتها بنبرة مرتفعة فأجفل وركض لخارج الغرفة، وسمعت صوت قهقهته، فصفعت الباب خلفه، وجلست أمسك بقلمي رفيقي وصديقي، لأكتب ما يعتل به صدري:
«مش مرتاحه! هو ده مش سبب مقنع عشان أرفض أي عريس؟!»

طُرق باب غرفتي فتجاهلته ثم اضطررت أن أفتح مع استمرار الطرق والإصرار، لأجد أخي يقف خلفه مبتسمًا ورافعًا يده بهاتفي، قال باستفزاز:
-اتفضلي خالتك على التلفون يا أمو مناخير…

أخدت الهاتف من يده ولم أُبالي بما وصفني لتوه، فقد إعتدت أن أسمع لقب «أم مناخير» منهم فتأقلمت عليه حتى تناسيت إسمي!

صفعت الباب في وجهه، فضحك.

أجبت خالتي، قلت بدون سلام:
-لو هتتكلمي على العريس فانسي.

قالت:
-جرى ايه يا أمو مناخير مش عايزه تقعدي مع العريس ليه! إنت متخيله إن هيجيلك فرصه زي دي تاني!!
-أنا ليه محدش فاهمني… قولتلكم مش مرتاحاله.

-طيب خلاص بلاش العريس، أنا مكلماكِ عشان موضوع تاني، تعالي نقعد إسبوع في شقه بتطل على البحر نصيف ونقضي يومين تريحي أعصابك وأعضائك ونرجع ان شاء الله… إيه رأيك؟!
-موافقه طبعًا اعتبري الشنطه جاهزه.

تحمست كثيرًا ولم أكن أعلم ما ينتظرني؟ ليتني لم أذهب معهم إلي تلك الغردقه وهل قصرت معي غرفتي بشيء!! كلا والله.

******
في اليوم الأول بالغردقة

رأيتُ حلم جميل أنني أغوص في البحر بين الشعب المرجانية، وفجأة رأيت صنبور مياه فتحته لتندفع مياهه بوجهي، ففتحت جفوني فإذا بمياه تلامس بشرة وجههي بالفعل، إنه ابن خالتي صاحب الثلاث أعوام الذي لا ينفك يروي الأرض وما فوقها من ماء نهره الجاري الذي لا ينقطع.
كان واقفًا فوقي بينما يلامي وجهي ماء بوله، فصرخت وقبل أن أنهال عليه بالضـ ـرب ركض لأمه وهو يبكي ويصرخ، لماذا يبكي هذا؟! هل لأنني قطعت لحظاته السعيدة أثناء تبوله على وجهي؟

قفزت من سريري ووقفت أصرخ، فلم أستطع اللحاق به لأن زوج خالتي بالخارج…
نظرت لنفسي بالمرآة فشعري مشعث أثر النوم كما أنني لن أخرج دون نقابي، أضناني الندم وأخذت
أمسح وجههي وأنا أصرخ من التقزز، تزامنًا مع دخول خالتي للغرفة، قالت:
-مزعله بودي ليه يا إيمان؟!

صِحت في وجهها:
-أنا اللي مزعلاه!! الواد عمل بيبي على وشي يا خالتو…

ضحكت خالتي وقالت مازحه:
-متعوده منه على كده… متقلقيش دي مايته طاهره ومفيده للبشره كمان.

مسحت وجههي وأنا أقول بضجر:
-طاهره ازاي يا خالتو!! دي حاجه تقرف والله… شوفيلي الحمام يا خالتو خليني أستحمى.
-طيب يلا عشان نلحق نروح البحر.

قالتها وخرجت هي تضحك، بينما كنتُ أدبدب في الأرض بتقزز من ملابسي المبلله…

استمتعت باقي اليوم على الشاطئ وشكرت الله أنني جئت معهم، حقًا! لحظات السعادة تمحو الحزن من القلب.
******
وفي المساء خرجنا للتمشية ودخلنا مدينة الملاهي وبينما انشغلت خالتي بأولادها شردت قليلًا وأنا أتأمل الأطفال وأتخيل حالي طفلة، فأنا لم أستمتع بطفولتي؛ كم أغبطهم!

وإذ بغتةً، وجدت نفسي بمفردي التفتت يمنة ويسرة في ذعر، فجميع أشيائي من هاتف وأموال مع خالتي…

بدأت جولة بالبحث في وجوه الناس علني أجدهم لكنني لم أجدهم، وكدت أبكي ونظراتي تتجول في ملامح المارة من حولي حتى أنهم كانوا يلتفتون إليّ حين يلاحظون حيرتي.

وقفت مكاني قليلًا، لا أعلم للعودة إلى البيت طريقًا، عندها أدركت أن حسنًا أنا تائهة…

كان الناس يرمقونني بتسائل، فقلت بنبرة متحشرجة:
-أنا ممكن أبان كبيره لكني والله تايهه من عائلتي… إنتِ فين يا خالتو… يارتني ما جيت الرحله دي.

كاد الدمع يهمي من عيني لولا صوته:
-إيمان!!

التفتت، وحين أبصرته اتسعت حدقتاي دهشةً، لكني اطمئننت، وقلت:
-دكتور حاتم!! بتعمل إيه هنا؟!
-جاي مع عيلتي فسحه… وإنت؟
-كنت جايه مع عيلتي بس…

شعرت بمؤامرة ما، فقلت بفراسة:
-إنتَ عرفتني ازاي بالنقاب؟! ولا متفق بقا مع خالتي؟! هي تتوهني وإنت تلاقيني وتقعد بقا تتكلم معايا وتقنعني أتجوزك لا انسى… فوق…

ضحك وقال:
-هو إنتِ تايهه؟!

أردف حاتم بجدية:
-على العموم أنا أعرفك من وسط ألف منتقبه، عندي الحاسه السادسه بيكِ.

لم أقتنع، ولم أهتز ولن أوافق عليه مهما حدث، فهو أخ للحربائة «شروق» وأخوه متزوج من الحربائة الأخرى «أسماء» لعنهم الله.

أخرج هاتفه وكلم خالتي وأوصلني إليها كطفلة صغيرة تائهة، عانقت خالتي التي أعطتني هاتفي وقالت:
-عشان لو توهتِ تاني.

رمقته بطرف عيني، وهو يقف جوارنا، وعند انشغال خالتي بالحديث مع زوجها داهمني بسؤال مباغت:
-مين اللي فبرك صور نجمه يا إيمان؟ لو عايزاني أبعد عن طريقك جاوبي على السؤال ده.

أطلقت ضحكة كالزفرة أسخر من نفسي، فهو يريد معرفة الحقيقة، يريدني أبوح بسرٍ احتفظت به لعامين وأقسمت ألا ينطقه لساني، لن أقول له بأن «أسماء» هي من فعلت! وهي السبب بكل ما عانته «نجمه» من مآسي، تنفست بعمق وقلت:
-قول بقا إنك مش عايز تتجوزني ولا حاجه وإن مطاردتك ليا طول الوقت ده عشان تعرف مين اللي نشر الصور!

-لأ أبدًا… أنا فعلًا معجب بيكِ وعايز أتجوزك، لكن لو إنتِ رافضه هتجوزك بالعافيه يعني؟!

-تصدق بالله… هتصدق إن شاء الله، إنت وأختك عينه واحده فوله وانقسمت نصين، وأنا مش هريحك يا دكتور حاتم روح اسأل نجمه إنما أنا مش هقول حاجه.

-وأنا مش هسأل حد، وهتجوزك يا إيمان، وإنتِ اللي هتقوليلي وده وعد مني.

قالها وانصرف، فوجدت نفسي أزمجر بغضب:
-دا في خيالك.

التفت أثر صوتي ورشقني بنظرة تحدي مغلفة بالثقة وابتسم قبل أن يغادر، ويترك دقات قلبي تشتد في قلق وحيرة.

خاطبت نفسي، يتزوجني؟! حسنًا وأنا قبلت التحدي أيها الدكتور حاتم لنرى من الرابح.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روحي تعاني 4 (لتطيب نفسي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى