روايات

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الفصل الثامن 8 بقلم آية شاكر

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الفصل الثامن 8 بقلم آية شاكر

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الجزء الثامن

رواية روحي تعاني الجزء الثاني البارت الثامن

رواية روحي تعاني الجزء الثاني الحلقة الثامنة

-اخص عليا هو أنا مقولتلكش! ما انتوا هتتجوزوا النهارده…
عقدت الصدمه لسان ياسين فسكت، شاور الراجل للشاب وخرجوا وقفلوا الباب، وسابوهم مذهولين من اللي بيحصل وكأنه حلم غريب! يمكن حلو لياسين ومرعب لسمر التفت ياسين وبصلها كانت واقفه وراه بتبصله بذعر، قالت:
-جواز ايه! دول مجانين!!!
تنهد ياسين بقـ ـوة وقال:
-متخافيش دا أكيد حلم وهصحى منه… أصل أنا علطول كده بحلم إننا بنتجوز باختلاف الأحداث وبقوم قبل كتب الكتاب.
🌸🌸🌸🌸🌸
الحلقة الثامنة
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸🌸
بصتله سمر بذهول، وبص هو للأرض وهو بيفرك ذقنه بتوتر، فسمعوا أصوات زغاريد بصوت الرجاله من بره وتصفيقات وهما بيغنوا، بصوا لبعض للحظة مصدومين من اللي بيحصل، وانفـ ـجر ياسين بالضحك، فقالت سمر بضيق:
-والله شكلهم مجانين بجد! يعني خاطفينا عشان يجوزونا؟! دا إيه الهبل ده؟!
مبطلش ياسين ضحك فقالت بزهق:
-إنت بتضحك على إيه إنت كمان!
شاورلها بايده إنه هيسكت وضغط شفايفه ووقف يبص لمنظر الأوضه والنور بتاعها اللي بيترعش والحمام اللي بابه على شكل جدار واتجه ليه يحركه يمين وشمال وانفـ ـجر بالضحك تاني وهو بيقول:
-إنتِ متأكده إن دا واقع ومش بنحلم… أصل مفيش أي حاجه منطقيه.
بصتله بنظرة جانبية وقالت:
-يعني إحنا الاتنين بنحلم؟!
-لأ ممكن أكون أنا اللي بحلم وإنتِ ضيفة شرف في الحلم! أو ممكن تكوني إنتِ اللي بتحلمي….
ضحك بهسترية وهو بيشاور على نفسه وكمل:
-وأنا اللي ضيف شرف…
نفخت سمر وزعقتله:
-فيه إيه يا ياسين؟ هو ده وقت ضحك!!
قعد ياسين على الأرض وحمحم وحاول يتظاهر بالجدية، فبصتله سمر وهو باصص للأرض وحاطط إيده على بوقه، وقالت بجدية زائفة:
-بس إنت كده بطل من أبطال الحلم مش مجرد ضيف شرف!
ضحك ياسين مره تانيه وكأن سمر فتحت باب السجن لضحكته، قال من ورا ضحكاته:
-أيوه صح أنا كده بطل دول بيقولولك هيجوزونا.
ضحكت سمر هي كمان لحد ما بدأت تكح وقالت وهي بتحاول تتنفس:
-إحنا بنضحك على إيه! إحنا في ورطه يا ياسين.
قال ياسين بابتسامة:
-ورطة إيه يا بنتي دول هيحققولي أمنيتي… الحمد لله إنهم اختاروني أنا عشان أكون العريس وإلا كنت أروح فيها لو حد تاني اتجوزك.
ابتسمت سمر ابتسامة صغيره وسكتت، فشاور على الحمام وقال:
-قومي ادخلي الحمام اتوضي عشان نصلي…
-أنا أخاف أدخل الحمام ده وأقفل الجدار ميتفتحش تاني!
ضحكوا مره تانيه بهسترية وكأنهم ما صدقوا لقوا أي حاجه تضحكهم وبعدين قام ياسين وقال:
-متخافيش تعالي بس دا باب أصلًا.
قالها وبدأ يحرك الباب عشان يطمنها فدخلت…
وبعد فترة كانت منتظراه يخلص وضوء ويخرج، سألته:
-القبله ازاي؟!
-مش عارف…
التفت ياسين حوليه وبعدين شاور قدامه وقال:
-خلينا نصلي كده… فأينما تولوا فثم وجه الله.
أكملت سمر:
-إن الله واسع عليم.
قال بابتسامة:
-اللهم بارك حافظه سورة البقرة؟
هزت راسها بالنفي وقالت:
-لا بس حافظه آيات منها…
-ربنا يرزقك ويرزقني حفظ القرآن ولذة تلاوته أناء الليل وأطراف النهار… تصدقي حلوه الدعوه يلا ندعي بيها احنا الاثنين في السجود…
هزت راسها توافقه بابتسامة، فقال وهو بيستوي واقف:
-يلا نبدأ صلاة…
وبعدما كبر ياسين تكبيرة الإحرام بدأ يقرأ بهمس فظنت سمر إن الصلاة سر، فبدأت تقرا الفاتحه لكنه شرع في القراءة جهرًا فسكتت، كان هو إمامها ولأول مره تصلي وراه وتسمع تلاوته الهادئة المرتلة للقرآن…
كان بيطول في السجود فكانت بتقول في كل سجدة:
-ربنا يرزقنا حفظ القرآن وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار… يارب ونجينا من المأزق ده…
وبعد ما خلصوا الصلاة قعدوا قصاد الأكل يبصوا لبعض، سمر كانت جعانه مأكلتش من يوم كامل، قال ياسين:
-أنا هاكل الأول زيادة أمان ونستنى نص ساعه لو محصلش حاجه إنتِ كمان تأكلي.
هزت سمر راسها بالنفي وقالت وهي بتمد إيديها تاخد ساندوتش:
-أنا جعانه فهاكل أنا الأول ولو حصل حاجه إنت هنا…
مستنتش تسمع قبوله أو اعتراضه وبدأت تأكل السندوتشات بشراهة فقال بسخرية:
-يعني إيه إنت هنا!
قالت بابتسامة وهي بتمضغ الطعام:
-يعني مطمنه حتى لو حصلي حاجه هلاقي حد يدفـ ـنني.
قال:
-ألف بعيد الشر عليكِ.
ابتسمت بحياء وسكتوا وبعد ما خلصت قالت:
-ربنا يستر بقا.
قال:
-يارب
سكتوا شويه وبعد فترة من الصمت سألته سمر بفضول:
-هو إنت قبل ما تصلي كنت بتقول إيه! يعني بعد ما كبرت ودخلت الصلاة قلت حاجه؟ أنا افتكرتك بتقرأ الفاتحه في سرك.
-أيوه… قصدك دعاء الإستفتاح… سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
-أول مره أسمع عنه.
مسح ذقنه وبدأ يشرح لها:
-دعاء الاستفتاح سنه مندوبه يعني لو عملتيها عليها ثواب ولو تركتيها صلاتك صحيحه ولا إثم عليكِ… وليه أكتر من صيغه بيكون بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة.
ردد الدعاء مرة تانيه:
-أنا غالبًا بقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك… وأحيانًا بقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنى من خطاياي بالثلج والماء والبرد.
كررته سمر وراه أكتر من مره وحفظته…
وبعد دقيقة من صمت سمر وتلاوة ياسين لأيات من سورة الأنبياء اللي بيُطلق عليها سورة الإستجابة لأن ذُكر بها لفظ استجبنا في عدد كبير من المواضع، كانت بتسمع ترتيله وساكته لحد ما سكت وبدأ ياكل وبعد لحظات فتح حد باب الاوضه ودخل سبعة رجال ملثمين…
وقفت سمر بفزع ووقف ياسين قدام سمر وهو بيبلع أخر جزء من الأكل في بوقه وقال بقلق:
-عاوزين ايه؟
قال واحد منهم:
-هتكتبوا ورقتين كده… يلا هاتوا الورق عشان يكتبوه.
قرب واحد من سمر فصرخت ومسكت ذراع ياسين اللي زعق:
-محدش يقربلها…
أعطاه واحد منهم ورقه وقال:
-عشان منقربلهاش تكتب اللي هنقولك عليه…
هز ياسين رأسه بالموافقة، وبص لسمر وقال بخفوت:
-متخافيش لو انا اللي بحلم فهصحى دلوقتي أكيد…
قال واحد تاني لياسين بنبرة ساخرة:
-يلا يا عريس أقعد المأذون مستني.
شاور على واحد من السبعه ملثم برده، فبص ياسين لسمر وسكت، صفق الخمسه وزغرد واحد من الرجاله فطلع صوت بنت، ميل ياسين على سمر وقال:
-سمر لو إنتِ اللي بتحلمي اصحي بقا أنا تعبت.
استغفروا🥀
بقلم آيه شاكر
★★★★★★★
وبعد الظهر وصل الورق لياسر اللي مبقاش فاهم حاجه ولا عارف إيه اللي بيحصل! سمر وياسين اتجوزوا! وباعتين ورق بخط ايديهم مكتوب فيه كده!
اتنازل والد سمر عن البلاغ اللي قدموه وقدموا الأوراق دي وتم حفظ المحضر على كده.
وبعد ما خرجوا قال والد سمر بسخرية:
-قولتلكوا هتتعبوا نفسكوا وتلفوا وفي الأخر هتطلع كويسه… أهي اتجوزت الأستاذ أخوك…
قالها وهو بيشاور على ياسر، فقال كريم:
-أنا مش فاهم حاجه! حاسس إن فيه حاجه غلط! سمر متعملش كده! وبعدين عقد الزواج ده باطل… ازاي هتتجوز بدون إذن والدها! كده يعتبر جواز عرفي يعني مش جواز أصلًا!
قال والدها بنرفزه:
-بلا غلط بلا صح هي حره يلا يا كريم…
قالها ومشي، بدل كريم نظره بينهم واستأذنهم ومشي ورا زوج والدته وبعد ما مشيوا، قال ياسر:
-أنا مبقتش فاهم حاجه!
بص هيثم لياسر وقال:
-يمكن جوزوهم عشان المحضر يتقفل ويتقال هربت مع شاب! وبعدين يطلبوا اللي هما عاوزينه.
-أنا برده مش فاهم مين دول وعاوزين ايه!
زفر هيثم وقال:
-ممكن يكونوا عاوزين فلوس!
مسح ياسر وشه وقال:
-على العموم أنا هرجع البيت عشان أطمن نسمه وإنت كمان ارجع وطمن آلاء ولو فيه جديد هكلمك.
طبطب هيثم على كتفه وقال:
-ماشي هسيبك تريح شويه وبعدين تجيلي البيت عشان نشوف هنعمل ايه…
صلوا على خير الأنام ❤️
★★★★
وبالليل صحى ياسر من النوم وبص في موبايله لكن محدش رن عليه مره تانيه لبس هدومه وخرج من الأوضه لقى نسمه لوحدها في البيت حس إنها متغيره، سألها:
-أومال فين الأولاد؟
قالت بجمود:
-وديتهم عند بابا.
سألها:
-مالك؟
قالت وهي مكشرة:
-مفيش حاجه.
قعد جتبها ومسك ايديها وقال بحنان:
-إنتِ زعلانه عشان سمر؟
سحبت ايديها منه وقالت بضيق:
-مش قادره أستوعب اللي هي عملته وياسين كمان! أكيد فيه حاجه غلط.
قام وقف وقال:
-يومين وهيرجعوا وهنفهم كل حاجه بس اصبري…
بصتله نسمه للحظه وهزت رأسها بتأييد، قال:
-أنا عندي شغل كده هخلصه وأرجعلك.
-شغل ايه ده؟!
باس راسها وقال:
-مشوار كده تبع الشركه هخلص وأرجعلك…
قالت بجمود:
-ماشي يا ياسر…
خرج ياسر وهو مش مطمن، أول مره يشوف نسمه كده! ملامحها جافه ومش على طبيعتها!
ركب عربيته ومشي وهو بيفكر في ياسين وسمر واللي بيحصل معاه ومعاهم…
اتجه ناحية بيت هيثم، ولما وصل كان عايز يطمن على آلاء الاول لأنه قصر معاها بسبب اللي بيمر بيه، استأءنهم ودخل لاوضتها وكانت نايمه، غطاها كويس وقبل ما يخرج حست بيه فاتعدلت وقالت:
-ياسر!
رجعلها تاني وقال:
-أيوه… مـ… محتاجه حاجه؟
-طمني على أخوك وعلى سمر!
قال بقلة حيلة بعد تنهيدة:
-ادعيليهم أنا معرفش عنهم أي حاجه… غير أنهم اتجوزوا ومعرفش ازاي!!
-ربنا يطمنك عليهم يارب.
كان شكلها مرهق جدًا فمسح ياسر على شعرها بحنان وقال:
-طمنيني عليكِ إنتِ؟
لما كانت بتشوفه كانت بتحس بوجود جوزها الأول من حنانه عليها، ابتسمت وقالت:
-أنا بخير يا أشرف.
اتلغبطت في اسمه وكانت بتبصله وهي سرحانه فقال:
-أنا ياسر يا ألاء مش أشرف.
ابتسمت بانكـ ـسار وقالت بدموع:
-غصب عني يا ياسر مش بشوفك إلا أشرف… امته بقا أروحله وحشني أوي…
قرب منها ياسر وحضنها كان بيحس إنها مسؤليته، مقاومتش آلاء ولا ولا بعدت عنه وازدادت دموعها وبعد فترة وهي على الوضع ده قالت:
-ياسر… ممكن تساعدني أدخل الحمام…
خرجها من حضنه بلطف وقال:
-حاضر يلا…
خرجت تستند على الباب فمسحلها وشها بالفوطه كان ملاحظ إن حالتها بتتدهور يوم بعد يوم، وقلقان عليها! بصت في عنيه وقالت:
-بالله عليك يا ياسر تسامحني…
-أسامحك على إيه؟
-سامحني لو كنت عبئ عليك وحملتك فوق طاقتك… سامحني على كل حاجه… وخلي بالك من مروان ومصطفى وكمان قول لنسمه تسامحني…
سكت ياسر وبص للأرض لثواني دائمًا تقوله الكلام ده وتوصيه نفس الوصايا لما تحس بزيادة التعب عليها، قال:
-أنا عايزك تأكلي.
قالت برجاء:
-قولي الأول إنك مسامحني…
طبطب على ظهرها وقال:
-مسامحك طبعًا..
هزت راسها بابتسامة وقعدت على كرسي تتنفس بارتياح وجاب الأكل من جنبها عشان تأكل، وفجأة حست بالغثيان وتقيأت على الأرض، وبعدين بكت على حالتها، خانتها صحتها مبقتش تعرف تخدم اولادها ولا حتى نفسها وقاعده في بيت همسه، مسح ياسر وشها بحنان وقال بشفقة:
-متشليش هم أنا هنضفه.
كان بيشفق على حالتها ومن يوم ما اتجوزها وهو بيتعامل معاها كأنها أخته أو بنته! المهم إنها حد مسؤول منه وميقدرش يتخلى عنه، قالت آلاء بعد تنهيدة وكأنها بتواسي نفسها:
-لو أبصَر المؤمن ما خَفي من لُطف ربه، لاستلَذ البلاء كما يستلِذ العافية.
خلص ياسر تنظيف الأرض وقال بابتسامة:
-عارفه يا آلاء إنتِ علمتيني حاجات كتير أوي… وأهم حاجه اتعلمتها منك الصبر….
رفعت عينها بصتله وابتسمت وقالت برضا:
-إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب… أنا نفسي أدخل الجنه يا ياسر ومشتاقه ليها… يارب ارزقني بيها أنا وأشرف وإنت وأولادنا وكل اللي نحبهم…
قال:
-يارب.
قاطعهم صوت رنة موبايل ياسر برقم نسمه فرد عليها علطول سألته بدون مقدمات:
-إنت فين؟!
-أ… أنا في شغل يا حبيبتي عايزه حاجه؟!
قالت بنرفزة بتحاول تخفيها:
-أيوه يعني فين الشغل ده؟
-عند هيثم في بيته… ليه بتسألي؟!
قالت بجمود:
-مفيش حاجه… تيجي بالسلامة.
-الله يسلمك.
قفلت الخط فاستغرب ياسر من تغيرها وقلق تكون عرفت بجوازه عليها! مسح ذقنه وبص لآلاء اللي كانت بتسمع كلامهم، فقالت له:
-أنا هنام قوم إنت شوف هتعمل ايه…
ساعدها ياسر تطلع على السرير وخرج من الأوضه، اتكلم مع هيثم شويه وبرده محدش رن عليه ولا وصله أي أخبار عن سمر وياسين فرجع للبيت.
لما دخل البيت لقى هدوء غير طبيعي، نسمه كانت نايمه على السرير مفتحه عينيها ومديره ظهرها عشان ميشوفهاش وهي بتبكي.
غير ياسر هدومه وقرب منها يحضنها من ظهرها فشالت ايديه من عليها وبعدت عنه، استغرب من تغيرها معاه فباسها من كتفها وقالها:
-مالك؟!
-مفيش عايزه أنام.
-طيب تصبحي على خير.
-وإنت من أهله.
بعد عنها ونام على طرف السرير الثاني كان عقله مشغول بغياب أخوه ومركزش مع اللي بتعيط على طرف السرير التاني…
سبحان الله وبحمده 🌹
★★★★★
«سمر»
-هو إنت مش بتجاوب عليا ليه! من الصبح بسألك إحنا كده اتجوزنا؟!
سألته بنرفزة، فقال بنفاذ صبر وكأنه مكنش عايز بجاوبني:
-لأ… لا يُعتبر جواز حتى لو فيه شهود لأن نكاح المرأه بدون إذن وليها باطل…
-بجد! طيب كويس لأني مش عايزه أتجوز…
قلتها بنبرة مرتعشه ومن جوايا كان نفسي نكون اتجوزنا، نفسي حد يحطني قدام الأمر الواقع ويجوزني ياسين، قعدت أتأمله للحظه وهو مرفعش عينه عن الأرض، قال:
-وبعدين يا سمر؟! هو اللي بيحصل ده بجد!!
-مقدرش أقولك اه ومقدرش أقولك لأ.
افتكرت الظهر بمجرد ما كتبنا الورق اللي قالوا لنا عليه فشغلوا أغاني وقعدوا يرقصوا ويصقفوا ويزغردوا…
وفي الوقت ده عرفت إن معاهم بنات لكن كلهم لابسين زي بعض تيشيرت أبيض مخطط بالأسود شبه جلد الحمار الوحشي وعليه بنطلون إسود ومغطين وشهم ما عدا عنيهم بقماش أسود أيوه هو بعينه اليونيفورم بتاع الحرامي زمان! ودا بيأكد إني يإما بهلوس يإما بحلم!
وكان فيه واحد بيصورني أنا وياسين واحنا قاعدين جنب بعض كان ياسين كل شويه يبصلي باستغراب من اللي بيحصل قدامنا…
وفي هدوء الليل ده لقيتني بضحك مره واحده لأن الموقف كان مضحك أكتر من إنه مرعب وكل ما أفتكر الموقف أضحك تاني، شاركني ياسين الضحك وقال:
-هو الحلم ده طويل كده ليه يا سمر؟
قلت وأنا بضحك:
-مش عارفه بس دا الأكيد أكيد إن يا اما ده حلم يا اما حد فينا بيهلوس والتاني ضيف شرف!
ضحكنا شوية وبعدين وقف وقال بجدية:
-طيب يلا نقوم نصلي القيام وندعي ربنا إننا نصحى من الحلم الغريب ده.
نفذت اللي قاله، فبرغم غرابة اليوم ده إلا إني كنت فرحانه عشان موجوده مع ياسين وقضيت أجمل ساعات معاه.
وكان ياسين عند كل أذان بيتوضأ ونصلي جماعة كان بيذكرني كل شويه بالإستغفار والدعاء، حسيت إني مرتاحه ومطمنه مش عشان وجود ياسين، لكن لأن قلبي اطمن أن ربنا معانا ومطلع على كل حاجه وبقدرته قادر ينجينا وحتى لو مكتوبلي أمـ ـوت فأنا النهارده أقدر أقول أنا رجعت يارب وعرفت إن كل الحيرة والمعاناة اللي في حياتي بسبب تقصيري في صلاتي وأذكاري ودعائي.
وبعد الصلاة قعدت أبص على ياسين وهو بيذكر الله، سرحت فيه…
المأزق ده عرفني على ياسين أكتر، وعرفت إني ظلمت نفسي وظلمته لما بعدت عنه، كنت ممكن أشرحله مخاوفي! دلوقتي بعترف إن أنا اتصرفت غلط…
-ياسين…
قولتها وبصيت في الأرض فالتفت ليا، كملت بنبرة مرتبكة:
-أنا… لما سيبتك كنت…
اتعدل في قعدته لما حس إني هتكلم في موضوع هو مستنيه، قال بترقب:
-كملي…
بلعت ريقي وقلت:
-يوم ما سيبتك كان عشان… عشان…
سكتت وحطيت إيدي على بوقي بتوتر، فقال ياسين:
-عشان خايفه إني أتجوز عليكِ؟
هزيت راسي بالإيجاب فقال:
-بس لو كنتِ قولتيلي كنت هقولك إن عمري ما هعمل كده يا سمر ويا ستي كنت هكتبلك تعهد على نفسي بكده… وبعدين عندك ياسر أخويا وقدوتي في الحياة مكتفي بنسمه وبيحبها وأنا….
قاطعته وقلت بنرفزه:
-ياسر! ياسر دا شخص خاين و….
ضغطت على أسناني لما افتكرت أخر مره شوفته فيها مع مراته الثانيه وقبل ما يتكلم تاني كملت بغيظ:
-ياسر متجوز على نسمه يا ياسين…
كرمش ياسين جبهته وهز رأسه بالنفي وهو بيقول بعدم تصديق:
-مش ممكن!
قلت وأنا بحرك ايدي:
-والله العظيم أخوك متجوز على أختي ومخبي عليها وعلينا… ولما أنا عرفت اتلغبطت واتوترت واللي طلع معايا إني متجوزش خالص… فسيبتك من غير ما أقولكوا أي حاجه…
سكت ياسين وبص للأرض وهو بيفكر، فقلتله بسخرية:
-أومال إنت متخيل إنه مسك مدير شركه مره واحده ازاي! ما هو اتجوز صاحبة الشركه.
بصلي ياسين وسألني بأعين متسعة وبصدمة وذهول:
-ياسر اتجوز مرات أشرف! اتجوز آلاء؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية روحي تعاني الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى