رواية رهينة فراشه الفصل الثامن 8 بقلم سلمى السيد
رواية رهينة فراشه الجزء الثامن
رواية رهينة فراشه البارت الثامن
رواية رهينة فراشه الحلقة الثامنة
تدخل فدوى بيت أبيها لتغسل جسدها المدنس بالعار، الذي لوثته ذئاب بشرية اثمه، نهشت لحمها وشرفها بلا رحمة”
تصرخ من اعماقها بالم موجع يمزق نياط قلبها،والحزن يأكلها حين اكتشفت ضياع كل ذهبها واهمهم سلسلة سمير التي حفر عليها اسمه واسمها داخل قلب، لتبكي بحرقه علي حظها العاثر الذي ساقها لما حدث لها ، خافت علي نفسها من مؤمن فهربت لبيت خالها الذي ظنت ان خالها يعيش وحده وضاع عن ذهنها ان اولاد خالها خرجو من المستشفي ، وانتقمو مما فعلا بيهم زوجها في ان سلبوها شرفها ، لتهرب منهم الي ذئاب اشد حقارة ، لم يرحموها وافترسوها ليزيدوا من اوجاعها، والان تركوا لها العار ينهشها ويؤرق حياتها الحزينه المتعبه”
تنهار علي الآرض وتظل تصرخ وتصرخ إلي ان خارت قواها وانهارت تماما بعد هول ما حدث لها،واستسلمت لدوامتها التي اخذتها لتنسي فيها المها الجسدى والنفسي ”
تستيقظ بعد عدة ساعات وقد ظهرت علامات زرقاء في انحاء جسدها،وألمها الذي لم تعد تقوي علي احتماله ،لتدخل المطبخ وتسحب السكين لكي تنهي حياتها ”
وبدات تشرع في قطع شراينها، لتتذكر كلمات سمير في اخر يوم له معها قبل سفره وهو يهمس لها ”
خلي بالك من نفسك واوعديني ارجع القيكي بخير انا بحبك يا فدوى،حياتي من غيرك موت، فدوى انت مش انسانه بحبها، انت حياة بعيشها بعشقك يا عمري كله بحبك بحبك”
لتضعف عزيمتها وتسقط منها السكينة لتبكي وتصرخ”
مبقتش طاهرة علشان ابقي علي حياتي واحافظ عليها، انا اتلوثت وهلوثك بعاري، ليه يا سمير حبيتني وانا انسانه انكتب عليها الضياع، يارب لو موت نفسي هبقي كافرة ومذنبة، وانا الضحية، وجوزي هيدمر وهيحزن عمره كله عليا”
يارب اعمل ايه ،وياتري مكتوب ليا من العذاب تاني ايه، لازم اعيش علشان اكره سمير فيا، واخلي الكل يكرهني ، علشان يقدر يعيش بعدى، ايوه الاول اخلصك من حبي وتنساني، بعد كده اغسل نفسي من عاري ، وتركع علي الارض وهي منهارة
سامحني ياسمير علي وجعي ليك، لكنه ارحم من انك تعرف اللي حصلي ، وتلوم نفسك وتعيش موجوع بذنبي”
ترفع رأسها للسماء باكية بانهيار داعية إلي الله بقلب مكسور يفطره الحزن والخزى قائله ”
يارب قدرني علي نفسي وحياتي واللي مكتوبلي من عذاب
فراقي عن سمير كأنه موت بس ارحم عليه من من انه يعيش يتالم بعاري، انا هشيل الذنب وحدى لانه نصيبي ومكتوبلي”
تقوم تلبس ثيابها وتغسل وجهها الذي اجهدته الدموع وتخرج من البيت وتقفله جيدا ، وتذهب إلي بيت زوجها لتبدء بتتفيذ خطتها ،كي يكرهها الجميع ويخرجوها من بيتهم غير نادمين عليها ، واولهم سمير الذي سيعود بعد ثلاث أيام”
*************
تدخل فدوى من باب البيت تقابل حماتها في وشها تسألها بقلق وذعر من مظهرها وشكلها المريب صائحه فيها ”
نهارك ابيض انت حصلك إيه، وشك مورم كده ليه ومالك ماشية زي المكسحين، حصلك ايه يا مرات ابني”
ترتبك فدوى وتبلع ريقها بصعوبة قائله وجسدها يرتجف خوفآ من أكتشاف امرها ”
مفيش يا ماما نحمده بس وقعت وانا نازله من الميكروباص وكنت بعيط من الوجع ، هدخل ادلكها بمرهم مسكن وهبقي زي الفل ،طمنيني خالتي سميحه عامله ايه النهاردة”
تمط شفتاها بضيق”
كنت جاية اغير واعمل ليها حاجه تاكلها ، لقيت مؤمن بيقولي انك بايتة عند خالك ، ومفيش حاجه ياكلوها، اديني بجهز ليهم الغدا وبكره هروح ليها ، بدل النهاردة ، يلا تعالي كملي معايا الاكل ابو سمير زمانه راجع من الشغل ولا الشغل عند خالك تعبك ومش هتقدري تساعديني”
تهرب بدموعها من حماتها وتقول في سرها”
ايوه تعبني وقضي عليا منهم لله لولا اللي عملوه مكنش حصل كل اللي حصلي تمسح دموعها بكف يدها ،
لا ياماما هدخل اغير واجي اكمل بدالك روحي انتي ارتاحي
انا مكتوب عليا الشقا والتعب طول عمري، تتنهد وتتركها تذهب لتسأل نحمده نفسها بحيرة”
مال البت دي كنت ببهدله واذلها لكن عمري ما شوفت نفسها مكسورة وحزينه اووي كده ياتري فيكي أيه يا فدوى”
تبدء فدوى تجهز الغدا وهي تتحامل علي المها الجسدي ، وتهلك نفسها بالعمل كي تنسي ما حدث لها”
وبعد الغداء يسالها حماها عن حال صحة خالها”
تتوتر فدوى وتجيبه ” لسه تعبان اوووي وفضلت طول الليل اعمل ليه كمادات وجهزت ليه الاكل، وجيت علشان عارفه ماما مش موجودة،لكن لو اعرف انها رجعت مكنتش جيت دلوقتي خالص غير لما يخف انتو عارفين انه قاعد لوحده”
يهز فؤاد راسه” اه يا بنتي عارف ارحم ليه يعيش وحده احسن من انه يعيش مع اولاده المجرمين ، انا بكره هروح اشوفه واطمن عليه بنفسي”
ترتبك فدوى وتفكر كيف تتخلص من ورطتها لو زار حماها خالها لتقول له بذكاء ”
خليها لما يرجع سمير علشان يزوره معاك ،مش انت كنت ناوي تزور خالتي سميحه بكره، خلي خالي ليوم تاني علشان ابقي ازوره معاكم بالمره واعمله اكله حلوة ياكلها بدل ما هو عايش علي النواشف ،ولا انت رايك أيه يا عمي”
ينظر لها مفكرآ ويهز رأسه بالموافقه ”
ماشي يا فدوى بس قوليلي مالك وشك مخطوف ، والتعب ظاهر عليكي اووي وليه بتمشي بالعافيه ، ده غير وشك مش عاجبني خالص هو انتي معيطه ولا في حاجه مزعلاكي ”
تبلع ريقها وتفكر بسرعه بماذا تجيب حماها لتحزم امرها بعد ان شعرت بان الفرصه مواتيه الآن لتنفيذ خطتها بان يكرهوها وتصرف انتباهم عن سوء حالتها الجسدية قائلة له” انا كويسه يا عمي ،متقلقش عليا،بس أخلص الشغل اللي ورايا وهدخل بعد كده ارتاح ، وتنظر لمؤمن بحقد دفين ”
اسمع يا مؤمن انا هاخد الحليب بالفيتامينات قبل ما انام ، علشان متجيش تصحيني وتدهولي بعد كده انا مش صغيرة واقدر اهتم بنفسي وصحتي ريح نفسك من همي ماشي”
يرتبك مؤمن من حديثها ويقول لها بحيرة”
انا اسف لو كنت بزعجك ، بس دي وصية اخويا وامانه محملهاني وانا بنفذ وصية سمير بس كده
تنظر لها نحمده وتستغرب تصرفاتها لتصيح فيها بغيظ”
والله انت اللي غلطان يا مؤمن عنها ما خدت، وانشالله تفضل مسؤومه ، احنا بنخاف عليها وهي بتتكبر وتتأمر ، بقولك ايه يا بنت سنية ، احنا هنعمل اللي علينا معاكي، مش علشان خاطرك علشان خاطر سمير، لكن انتي خسارة فيكي الكلام
معرفش مالك مقلوب حالك ليه ومن امتي بقيتي تردي الكلمه بعشره وصوتك طلع لما لاقيتينا بنعاملك كويس شكل التهزيق والاهانه دواكي ، بس اعمل ايه الغالي محلفني ، اتفضلي عندك الحليب في الثلاجه روحي اعمليلك كوباية بايدك ، وادخلي ريحي، اما باقي شغل البيت انا هعمله، مش ناقصه ابني يزعل عليكي لما يشوفك خسا ويقولي بتشغليها وتهدي حيلها”
تضحك فدوى بأستفزاز”
كبري يا ماما هي الراحه هتيجي منين، اللي يعيش معاكي ميعرفش للراحه طعم ، يلا اهي عيشه والسلام”
تشطاط نحمده غضب وتقول بحدة”
اتلمي يا فدوى احسلك انا عاصرة علي نفسي لمونه ومتحملاكي بالعافيه، ارحمي نفسك ولمي لسانك لاقطعهولك ، كفاية عليكي الراحه اللي عايشه فيها، بعد ما لمناكي من المرمطه اللي كنتي عايشه فيها، بقيتي تاكلي لقمة كويسه وتلبسي كويس، احسن من عيشة ابوكي اللي كانت علي القد ، شوفي نفسك دلوقتي وانتي تعرفي الراحه اللي عايشاها ولا لاء، لولا ابني بيحبك ومتمسك بيكي انا كنت غورتك من هنا علشان ارتاح من النظر في وشك النحس”
تمط فدوى شفتاها بأستفزاز وترد عليها ببرود”
للاسف ما انا زيه لولا بحبه كنت زماني متجوزه سيد سيده انا واحدة في جمالي الف واحد غيره يتمناني،بس تقولي ايه قال رضينا بالهم، والهم مرضيش بينا ، وفي الاخر تقوليلي راحه ، هتيجي منين الراحه لما اخدمك وانتي وشك عامل زي البومه مش بيضحك لرغيف العيش السخن ، بقولك ايه يا ام جوزي
انا مش هسكتلك تاني بعد كده، ومتحسبيش انك هتذليني باللقمه اللي بتاكلهالي ، او ان مليش ضهر اتسند عليه من ظلمك ليا ، لا اسمعي انا بيت خالي مفتوح ليا ، اكل لقمة وارمي عشرة، وادلع اخر دلع يا بومه”
تصيح فيها نحمده وتعنفها قائلا”
سييد مين با كلبه يا عويله، يابت احنا لمينا لحمك اللي اهلك كان بينهشوه، بقي أبني اللي اشتراكي بالغالي، وغصبك عليا تقولي الف غيره يتمناكي ياريت علي الآقل كنا ارتحنا منك
وتمسكها نحمده من شعرها تحاول ان تضربها ليتدخل مؤمن وفؤاد الذي جاء علي صوت صراخ فدوى ليعنف زوجته”
انتي اتجننتي يا نحمده بتمدي ايدك عليها، وانا اللي قولت انك عقلتي وهتعمليها زي بنتك طيب يا نحمده روحي وانت
يصيح مؤمن صارخآ في أبيه”
لا يابابا ماما مغلطتش فيها فدوى اللي شتمت ماما وقالت ليها يا بومه وبصراحه فدوى زودتها اوووي”
يتطلع فؤاد لفدوى باستغراب ويسالها بحيرة”
ليه كده يا فدوى انا ما صدقت بقت بتعاملك كويس وتخف عنك عن الاول ، رغم انك من يوم ما دخلتي بيتنا وهي بتحاول تعاملك زي ما بتعامل سمير ومؤمن ايه جري علشان تغلطي فيها متعرفيش انك كده بتغلطي فيا وفي جوزك”
تتافف فدوى وتزفر بضيق”
اوف بقي هتقرفوني في عيشتي ليه، انا هسيبكم تغنوا وتردوا علي نفسكم وهدخل اوضتي ارتاح تصبحو علي خير”
وتمشي ليمسكها حماها من ذراعها”
مالك يا فدوى ايه قلب كيانك وبدلك ، فين ادبك واحترامك انا مش همد ايدي عليكي ولا هرد علي غلطك في حقي وحق حماتك ، ليكي جوز يتصرف معاكي لما يرجع بالسلامه، بس بعد كده ملكيش عيشه معانا ، الف خسارة يا فدوي خيبتي ظني فيكي وانا اللي كنت بعتبرك بنتي”
تبتسم له بلامبالاة وهي تتطلع لحماتها بحقد واستحقار قائلة”
اعمل اللي يريحك ، وقول لابنك اللي عايز تقوله مبقاش يهمني، اقولك اعلي ما في خيلك اركبه يا حمايا ”
يهز فؤاد رأسه باستنكارغير مصدق كلامها وأفعالها قائلآ بحسرة وألم ” عليه العوض و منه العوض، بقي انتي فدوى الهادية اللي زي النسمه
روحي يا بنتي ربنا يسامحك ، احنا انخدعنا فيكي ، وفي الاخر نحمده هي اللي كانت علي حق لما قالت عليكي انك وش خراب ومش محترمه، ربنا يعوض عليك يابني بغيرها ”
تسخر منه فدوى ناظرة له بأشمئزاز ”
اه اصله قادر يصرف عليا ، لما يجيب واحده غيري، بلا وكسه
علي عشتكم اللي تغم اوف، امتي ربنا يرحني منكم ”
وتتركهم وتمشي والكل يخبط يده كف بكف غير مصدقين ان هذه هي فدوى الوديعه الطيبه ”
**************
تدلف فدوى غرفتها وتلقي بنفسها علي الفراش وتنهار باكية لخسارتها احترام اهل زوجها، بالذات نحمده التي بدات تعاملها بلطف، لتصبر نفسها بان ذلك اهون من معرفتهم ما حدث لها ووجع قلب سمير عليها لانها ادنست”
في صباح اليوم التالي تنهض من الصباح الباكر تغسل وتمسح تحاول ان تنفس عن المها بالعمل لعلها تستطيع ان تنام او تقع في غيبوبه لا تخرج منها حتي تنسي وجاعها”
تخرج من غرفتها لتري حماتها تصلي وهي تبكي ، تذهب لها وتسالها بحيرة ”
مالك يا ماما حصل ايه علي الصبح علشان نبدءه بالنكد
تتطلع لها نحمده بنظرة فاترة وتتنهد”
امشي من وشي دلوقتي يا فدوى وسيبيني في حالي مش عايزه مشاكل علي الصبح، وسيبيني بهمي، وبختي الاسود قوليلي يا بنتي لما كنت بعاملك زي الزفت كنتي مطيعه وغلبانه والله كنتي بتصعبي عليا واقول لنفسي اني مفترية، اتعدل معاكي يتقلب حالك وتتمردي عليا، هو انتي صعبان عليكي نعيش في سلام، بس اقول ايه الاصل غلاب، يلا روحي شوفي حالك وسيبيني في حالي قلبي مقبوض قوي كده ليه يارب خير ومتوجعنيش في غالي”
تجلس فدوى بجوارها لاحساسها انها تمر بما تمر به نحمده لانها تشعر نفس الاحساس بقبضه قوية تعتصر صدرها،أرقتها واذهبت النوم من عينيها لكنها أرجعتها لخوفها من لقاء سمير وكيفية اقناعه بانها لا تناسبه ويجب عليهم الانفصال”
تنظر لها نحمده وتري الدموع تلمع في عينيها، يرق قلبها ويلين وتجذبها لحضنها وتربت علي ظهرها”
مالك فيكي أيه احكيلي اعتبريني امك وفضفضي ، حساكي مش مرتاحه في ايه مالك حتي طريقتك اللي كلمتيني بيها فيكي حاجه متغيرة، بس مش قوية زي ما عملتي امبارح، حساها كسرت نفس وقلق ووجع احكيلي يمكن اريحك واستغفر ربي من ذنبي في سوء ظني فيكي ”
تنتفض فدوى من حضنها وتنظر لها بغيظ”
يا لهوي عليكي نفسك تسيطري عليا باي طريقة ، لا ريحي نفسك انا زي الفل وقاعدة علي قلبك لحد ما اطفشك ”
تدفعها نحمده بعيدا عنها”
قومي من جمبي ربنا يهديلك نفسك ، ويعين ابني عليكي
تنهض من جوارها وتجهز الفطار لحماها ومؤمن التي تنظر له نظرات الشك والريبه ”
وبعد الفطار تشتغل في البيت كانها تجهزه لاستقبال عريس وعروسته ، وتلاحظ نحمده شحوب وجهها تغصب علي نفسها وتذهب لها تحدثها”
كفاية كده النهاردة الشغل مابيخلصش، وانا هطلع انشر الغسيل وانتي ادخلي كلي حاجه، من ساعة ما صحيتي وانتي بتهدي في حيلك العيد مش بكرة لكل التنفيض ده”
تتنهد بعمق قائلة بحزن ”
ازاي مش عيد وسمير جاي بكره او بعده بالكتير، لازم نستقبله كانه عريس،، انا مش مصدقه ياماما ان خلاص سمير فاضله اجازة واحده ويخلص جيشه ، ياه الايام عدت بسرعه”
تهز نحمده رأسها بأستغراب وتحدق في فدوى بتعجب قائلة ”
والله انا احترت معاكي، مره كويسه ومره متعفرته، متكونيش اتمسيتي مسه ارضيه لما وقعتي من الميكروباصيا بنتي ، يلا انا هعمل باصلي واشوف اخرتها ايه معاكي ، هات الغسيل وانت روحي كلي لقمة وارتاحي شويا ”
تجذبه منها فدوي وتمسك سبت الغسيل بقوة”
لا شكرا وفري خدماتك ،متقنعنيش أنك بتحبيني وخايفه عليا لان مفيش حما بتخاف علي مرات ابنها ، وزي ما بيقولو في الأمثال ياحماتي،الحما حمى يا ام جوزي ”
تضحك فدوي علي حماتها بتهكم وسخرية ،وتتركها وتاخذ سبت الغسيل ،وتطلع لتنشره علي السطح”
تجز نحمده علي اسنانه بغيظ”
وربنا أن اللي استاهل لاني عاملتك بالحسنه ،بعد كده هديكي بالجزمه اللي في رجالي انت ماتستاهليش غيرها ، هو ايه دي بس ياربي مش كفاية عليا قلبي المقبوض من غير سبب كده علي الصبح استرها يارب وهات العواقب سليمه”
تدخل غرفتها لترتبها واذ بها تسمع صوت طرق متواصل علي باب البيت الخارجي تخرج تستفسر عن الطارق ”
لتري شاب واقف علي باب البيت ينظر لها بقلق ،تذهب له وتساله من خلف الباب الحديدي للبيت”
نعم أي خدمة وعايز مين يا أبني
يرتبك الشاب ويقول لها بدبلومسيه”
هو ده منزل العريف / سمير فؤاد النوصيري
تحدق بها وتشعر بأن قلبهاانتزع منها من شدة انقباضه لتقول لها وهي تشعر بالاعياء والتعب يتملكها بدون سبب”
ايوة ده بيته بس هو مش هنا ده في الجيش ممكن بكره تجي تلقبها باذن الله هيكون موجود ، بس انت مين وعايز سمير في ايه أنا اول مره اشوفك شكلك زميله في الجيش من لبسك الميري ”
يتطلع لها الشاب بحزن ويخرج ظرف من جيبه ليعطه لها الا انه ينتفض فجاء بسبب يد توضع علي كتفه ويساله صاحبها ”
مين حضرتك وعايز ايه لينظر مؤمن إلي امه مين ده يا ماما’
تتنهد نحمده وتزفر بضيق”
مش عارفه هو مين يا بني بس كان بيسال عن اخوك سمير وقولته انه في الجيش، شوفه عايز ايه ”
يلتفت له مؤمن ويساله بريبه ناظرآ لملابسه الميري”
حضرتك عايز سمير ليه، تعرفه منين هوانت دفعته بالجيش”
يعطي الشاب الجواب الذي بيده لمؤمن قائلا بنبره حزينه”
انا العريف سعيد حسن مكلف من وزارة الدفاع بابلاغكم ببالع الحزن والاسي واحاطة علمكم لحضور جنازة العريف سمير فؤاد الذي استشهد هو وخمس من زملاءها في انفجار سيارة الدورية بالامس بلغم ارضي اودي بحياتهم جميعآ”
ونيابة عن الوزارة ابلغكم تعازيها الحارة واسفها لاستشهاد ابنكم رحمه الله هو من معه”
تمسكه نحمده من قميصه الميري صارختآ به”
انت مجنون سمير مين اللي استشهد ابني راجع بكره ،قلبي بيقولي انه راجع صح هو راجع وانت عامل مقلب معاه عايز يعرف غلاوته عندي، قولي انك بتكذب وابني مامتش ، سمير مامتش فاهم وتصرخ صراخ عالي يسمعه القاصي والداني”
ولدى ضنايا لالالاءءءءء ، يفرحه قلبي اللي ماتت ياضي عيني اللي راحت، يا ضهري اللي انكسر يا ضنايا ياحبيبي ، يلا انحرمت من شوفتك وحضنك وضحكتك وحنايتك، قولوله سابت امك ليه ارجعلي يا ضنايا وخد عمري كله فداك”
وتحضن مؤمن” خلاص اتوحدت يا مؤمن مبقاش ليك اخ يسندك ويقف في ضهرك ويقوية، اه يا ابني يا حرقت قلبي عليك اه ياكسرت فرحتي بموتك يا ضنايا ياحته مني وهتندفن تحت التراب طيب اعيش انا ليه اه اه اه اه ياقلبي”
تنظر لها فدوى من فوق السطوح وتري انهيارها هي ومؤمن
تسالها بجزع وهلع”
في ايه يا ماما هي خالتي سميحه جرالها حاجه
تنظر لها نحمده بغضب وحزن لا يضاهيه حزن”
انتي انتي يا وش الخراب والشوم واللوم ، كانت ساعة سودة لما دخلتي بيتي ، ارتاحتي وجبتي اجله، ياريتك موتي ولا دخلتي بيتي ، روحي بقي للشارع اللي لمتك منه حسبي الله ونعمه الوكيل عوضي عليك يارب صبرني يارب يا حزن الحزن ويا وجع القلب اللي مش قادرة اتحمله عليك يا ضني قلبي ، اه اه اه يا سمير ارجعلي يا سمير يا ضنايا اه يا حرقت قلبي بقراقك يابني يا غالي يا اول فرحتي واول حزني يانا ”
تصرخ فدوى بقوة من صميم قلبها بعد ما فهمت كلام نحمده ”
انتي بتقولي ايه ياماما سمير مات يعني ايه مات، طيب ما انا اولي بالموت وهو لا ،انا اللي ادنست والعار والفضيحه بقو توبي يموت هو ليه ويسيبني اعاني من اللي حصلي، يامصيبتي لاء يا سمير انت لاء هو ربنا رحمك من فراقي تفارقني بالموت ليه انت لاء يا غالي ارحع وانا فداك”………..باك للواقع
****************
تتنهد فدوى وتنظر للدكتور فهمي بعيون اضناها البكاء”
هي دي حكايتي ، مع سميرو الذئاب البشرية اللي نهشو لحمي، عرفت ليه سمير مش ابو ابني وعرفت ليه استغربت حملي، انا قعدت مع جوزي ٣ شهور محملتش منه في الحلال، من ليلة اتهتك فيها شرفي احمل في الحرام اقول ايه واعمل بحملي ايه، حماتي مش طايقاني بعد اللي قولته وعملته معاها، حتي ابوه واخوه فقدت حبهم واحترامهم، لو كنت اعرف ان سمير هيموت مكنتش عملت اللي عملته، لكن ربنا رحمه بموته من العذاب اللي كان هيعيشه في فراقه ليا، وتبكي بحرقه”
كأنه زي ما وعدني يحمي شرفي وسمعتي في حياته، هيحميهم كمان حتي وهو ميت ، بموته اتقذني من الفضيحه والعار ، او من ان الكل يعرف اني حامل في الحرام وحفظ ليا سمعتي وسمعة ابويا وشرفه، ارجوك يا دكتور خلصني من حملي مش عايزاه كفاية علبا العار اللي لبسني”
يبتعد عنها د/ فهمى وينظر اليها مفكرا ليسالها ”
ممكن اسالك سؤال وتجوبي عليا بصراحه ومن غير خوف
تؤمي رأسها له بالموافقة”
اكيد انا برتاح ليك وبحس بالأمان بالكلام معاك اتفضل اسال
ياخد د / فهمي نفس عميق قائلآ”
اول ما فوقتي من الغيبوبه سالتك انتي هنا ليه قولتيلي ان لما جه خبر جوزك دوختي ووقعتي من فوق السطح صح ”
ترد علبه بريبه ” صح هو ده اللي حصل فعلا
يقترب منها ويحدق في وجهها بتمعن ويتفحص تعبيرها ”
من اللي عرفته منك عن حياتك وظروف اللي حصلك يقولي حاجه تانيه خالص، انتي لما عرفت ان جوزك مات ، زهدتي الدنيا وكل اللي خططي ليه علشان جوزك يكرهك مبقاش ليه لازمه ،وحياتك من غيره كمان مبقاش ليها لازمه علشان كده رميتي نفسك من فوق السطح علشان تخلصي من حياتك يعني انتحرتي مش دوختي ووقعتي زي ما قولتي ”
تطاطا راسها في الآرض خجلآ”
ايوه انتحرت اعيش لمين والكل كارهني ، انا كنت هموت نفسي بعد اللي حصلي لكن فكرت بسمير ووجعه عليا ، لكن بعد ما مات اعيش لمين ولا اعيش ليه”
يتنهد د/ فهمي بضيق قائلا بأسف”
الف خسارة يمكن لو رضيتي بقضاء الله، كان ممكن تخلصي من حملك بدري عن كده لكن دلوقتي مستحيل”
بأغضابك لربك ومحاولة انتحارك ، ربنا حزاكي بحمل سفاحآ”
عمتنا اللي في بطنك ملهوش ذنب،ده ابنك وبيتكون من دمك حتي لو ابن حرام، روح بريئة اتخلقت ومحدش ليه حق ينهي حياتها ، كان ده حقك في اول الحمل وبرعونتك فرطي فيها لما اقدمتي علي الانتحار ، وغيبتي عن الوعي شهور طويله لحد ما دبت فيه الروح واصبح سقوطك بموتك يعني انتحار، واظن انك مش هتغضبي ربك مره تانية بذنب اكبر وتقتلي روحين انتي واللي في بطنك ”
لكن انا عندى حل نقدر نعرف بيه مين ابو ابنك ؛ الواضح أنك بتشكي بأخو جوزك ، واكيد ولاد خالك ،ومجرمي الميكروباص
الحل اننا ساعة الولادة، وباذن الله هكون موجود هاخد عينه من البيبي، ومن اخو جوزك ونعمل ليهم تحليل DNA ام ولاد خالك ممكن نحصل علي عينهم منهم بزيارة ليهم بمعرفتي”
بعد ما نعمل ليهم التحاليل ونتاكد انهم مش واحد منهم الأب البيولوجي نبدء نفكر بالباقي،المهم نقلل العدد او يمكن يحصل تتطابق لوحد من السابقين ويكون هو الأب ”
تبكي بحرقه وتلطم خدها بعنف صارخا”
بس انا مش عايز اللي في بطني بكرهه ، ده غير اللي كانو معايا بالميكروباص أنا مش فاكره شكلهم ، هو السواق بس والبنت اللي اغتصبوها معايا اللي فاكراهم ”
يربت علي كتفها بحنان ابوي”
اسمعي يا فدوى حملك بقي امر واقع، لو عملت ليكي تحليل دلوقتي ، يبقي بفضحك قدام اهل جوزك اللي هيموتي علي اللي في بطنك ،ظنآ منهم انه حفيدهم وهيعوضهم حرمانهم من ابنهم ، يبقي نرضي بامر الله ونفكر بعقلانية،”
انا وعدت اساعدك لحد ما توصلي لأبو ابنك، بس قبل اي حاجه نحافظ علي النعمه اللي ربنا ادهالك، جوزك اللي بموته رحمك من الفضيحه، اهل جوزك اللي متمسكين بيكي وبابنك، كل ده رحمه من ربنا ولصالحك، حتي لو معرفناش مين الاب، اعتبريه منحه من السما لتخليد اسم جوزك حتي لو مش ابنه أو انك اتظلمتي، اكيد ربنا ليه حكمه في كده، والواضح انك لو واجهتيهم بوضعك الحالي هتكشفي نفسك ، لانك انسانه نقية وتلقائية،يبقي الحل نستمر في منع الزيارة،لحد ما تولدى وتقومي بالسلامه وانا هخليهم يخافو عليكي ، ويتمنو رضاكي وفي نفس الوقت تستردي حبهم ليكي، ”
تساله بلهفه كالغريق الذي عثر علي قشه يتعلق بها” ازاي
يشبك يده في بعضهم قائلآ بعد.تفكير”
هقولك ازاي ، الاول هبلغهم ان الحمل خطر عليكي ، وابقائنا علي حياتك لازم ننزل الجنين، وبعد كام يوم هبلغهم رفضك التضحيه بالجنين لانه ابن حبيبك وصعب تتخلي عنه هو كمان، وانك هتخاطري بحياتك في سبيل احتفاظك بالجنين بس المهم عدم تعرضك لاي ضغوط او توتر طوال فترة الحمل ايه رايك بكده هتكسبي احترامهم من جديد ”
تؤمي راسها له بأمتنان وشكر قائله له بثقه”
فعلا كده ابوه هيرجع يحبني تاني ، بس اشك في امه لاني غلطت فيها اووي ربنا يسامحني كان غصب عني والله”
يبتسم لها د/فهمي ويربت عليها ”
خلاص اللي فات مات ، ممكن ترتاحي وكفاية اجهاد عليكي وخلي بالك ان اللي في بطنك هو تذكرة حياتك بينهم”
تننهد بعمق وتضع يدها علي بطنها”
للاسف رغم انها كارهه لكن هو اللي هينقذني من ذل الدنيا”
يخرج د/ فهمي من عندها بعد ان اطمىن عليها واتفقو علي خطتهم ويترك فدوى تبكي حالها وفراق زوجها الذي لم تستطع حضور جنازته او توديعه لتبكي بانهيار ”
اه يا سمير يا عشق قلبي، حافظت علي سمعتي وشرفي وشرف ابويا وانت حي، موت علشان توفي بوعدك لابويا ومتفضحنيش ،كل ده كان من تدبير القدر اللي لعب لعبته معايا بالشكل ده ، لان كان مكتوب عليا اكون أم لابن من الحرام ياعالم القدر مخبيه ليا ايه تاني”
وفي اليوم التالي تستيقظ فدوى علي انفاس حاره قريبه من صفحة وجهها ، لتشعر بالفزع وتفتح عينيها فجاءة لتري د/ طارق مائلآ عليها و مبتسمآ لها بحنان ليقول بارتباك ”
اسف لو ازعجتك ،بس جمالك وانتي نايمة يطير العقل، انا بتاسف مره تانيه لتطفلي عليكي، بس اسمعيني قبل ما خالي يجي ،( ويعطيها كارت له) خدي ده رقم فوني الخاص بعد ما تخرجي اتصلي بيا انا غصب عني مسافر كمان يومين لولا كده كنت فضلت جمبك لحد ما تولدى واخدك واسافر””
وقبل ما تسالي يعني تاخدني وتسافر هقولك”
انا عرفت وسمعت كل اللي حصلك، واللي فات كان كابوس وخلاص صحيتي منه، وبموت جوزك اعتبريها صفحه وانطوت
انا نفسي اكمل حياتي معاكي واعوضك عن العذاب والألم اللي عشتيه ، صدقيني مش هتندمي، ولو علي ابنك يكفيني انه منك ،انا مستعد امنحه اسمي لو تقبلي،فدوى انا هغيب سنتين اوعديني انك تستنيني لحد ما ارجع، او زي ما قولتلك اول ما تولدى اتصلي بيا وانا هتصرف واسفرك ليا، اوعي تحسبي اللي هعمله معاكي ده شفقه ، لا انا حبيتك والله حبيتك خمس شهور وانا براقب مؤاشراتك كل يوم ، بتمنا اليوم اللي تفتحي فيه عينك واشوف نفسي فيهم ، ولما صحيتي واتكلمنا سوا اتاكدت قد ايه انتي ملكتي قلبي وكياني، انا عايزك تفكري في كلامي براحتك ولما تحسمي امرك اتصلي بيا”
ويخرج وينظر لها بحب محركأ شفتاه بهمس ” بحبك يا فدوى
تضع فدوى يدها علي فمها لتكتم دهشتهاوذهولها من تصرفه”
مش ممكن واحد متعلم ومثقف وابن ناس زي د/طارق يفكر فيا انا ليه،وبعد اللي عرفه عني، معقول بيحبني(لتزفر بحزن)
حب ايه بس يا فدوى فوقي لنفسك، محدش هيحبك بالدنيا دي كلها قد ما حبك وعشقك سمير، ربنا يرحمه ويرحمني وياخدني ليه، يارتني كنت موت وحصلته ،الرحمه يارب”
*****************
الايام وتقترب فدوى من شهرها التاسع، وتستقر حالتها
بعد ان منع د/ فهمي الزيارة عن اهل زوجها،وافهمم ان ذلك بسبب خطورة الحمل علي صحتها بسبب اصرارها علي الاحتفاظ بالجنين ،تم منع الزيارة خوفا عليها من التوتر الذي من الممكن ان يؤدي لاجهاضها او موتها هي والجنين”
وفي اوائل شهرها التاسع يحضر فؤاد ليسأل عنها ”
تسمعه فدوى وتطلب من الممرضه ان تسمح له بالدخول
يدخل عليها فؤاد والدموع نجري في عينيها، ليذهب لها ويحتضنها حضن ابوي ويضع يده علي بطنها ويبكي”
ابن ابني الغالي حبيب جده ، وينزل الي مستوى بطنها ”
يلا يا مالك اخرج لينا بالسلامه، فرح قلب جدك الحزين اللي موت ابوك كسره وخلي طعم الدنيا مر ومرار، عارف يا ابن الغالي ، معاك هعيش فرحتي من جديد، لو تعرف انا بعد الايام والليالي علي يوم وصولك ازاي ، كنت جيت بدري عن كده وفرحتني وفرحت قلبي الحزين ،متتاخرش عليا يا ابن الغالي ،جدك نفسه يشوفك ويحس الفرحه من جديد معاك
بعد ما ماتت بموت ابوك”
ويقوم ليحتضن فدوى ويقبل جبينها”
معروفك معانا في انك تحافظي علي حفيدي، هيفضل جميل يطوقني طول العمر ربنا يباركلنا فيكي يا حبيبة الغالي”
تبكي فدوى وتنهار في حضنه وتقبل يداه”
سامحني يا بابا انا مستاهلش حنانك ده، ياريت كان بايدي اعوضكم كل اللي راح لكن اللي راح راح وملهوش عوض”
يبتسم لها فؤاد بحنان وعطف”
مين قال اللي راح راح وملوش عوض، اللي في بطنك ده هو العوض من ربنا وانا راضي بقضاءه الله وبعوضه ليا”
تهرب فدوى من عيونه الحزينه المليئة بالفرحه لحملها”
لتتنهد قائلة” فعلا عوض ربنا كله حلو ربنا ما يحرمنا منك ياعمي وتشيله وتفرح بيه وتجوزه”
يحتضنها برفق قاىلآ لها برجاء”
معلش يا فدوى مؤمن وحماتك بره عايزين يشفوكي ويطمنو عليكي ممكن تسمحي ليهم يدخلو ، انا عارف ان الزيارة ممنوعه بس واحد واحد ممكن وغلاوة سمير عندك”
تبتسم لها وتؤمي براسها بالموافقه” يخرج فؤاد يبلغهم
ليدلف مؤمن لغرفة فدوى بالمستشفي وعينيه تملائها الدموع
ناظرآ إلي بطنه المنتفخ قائلآ بأرتباك”
انا بشكرك جدا يا فددوى لانك حافظتي علي الجنين اللي في بطنك ، ورفضتي أجهاضه رغم خطورة ده عليكي بس عايز اقولك اننا كلنا بننتظر ولادتك لمالك الصغيرة بلهفه، كفاية انه هيعوضني اخويا سمير اللي اتحرمت منه وهو في عز شبابه،
واوعدك ويشهد عليا الله،أنه هيكون ابن ليا زيك بالظبط، وزي ما سمير ياما عمل علشاني، انا هرده خيره عليا في ابنه وهارعاه وهربيه معاكي لحد ما تشوفيه راجل”
تتطلع لها فدوى بغموض وارتياب قائلة بفتور ”
تشكرني علي ايه يا مؤمن مهما كان دي أبني وحته مني، وميهونش عليا اقتل روح بريئ ملهاش ذنب ، لو كنت هوافق علي اجهاضه كان هيبقي بسبب عمايل امك فيا كفاية من يوم ما دخلت بيتكم ماشفتش منها غير الاهانه وقلة القيمة، انا ما عشتش يوم حلو معاكم غير الكام يوم اللي عشتهم مع سمير، اسمع يا مؤمن بلغ امك ، انا خلاص زهقت من اهاناتها وذلها فيا ، وخلاص مبقاش فيه اللي يربطني بيني و بينكم ويخليني أتحمل عمايلها معابا ، حتي لو الولد من دمكم ، ”
وعرفها كويس اني بعد ما اولد هقعد في بيت ابويا وهشتغل واربي ابني ، ولو اتعدلت معايا وغيرت من اسلوبها وطريقتها ليا ، ممكن اسمح ليها تشوف ابني وده اخر كلام عندي ”
لتدخل عليهم نحمده وشرارة الغضب تتطاير من عينيها لتصيح فيها بحده وكره بالغ”
بقولك ايه با بنت سنيه الواد اللي في بطنك ده حفيدنا شايل اسم ابننا وهيتربي في بيت ابوه وجده ، يعني من الأخر كده انتي بالنسبالني مجرد ماعون وبس بعد ما تولديه ، غوري في داهيه واحنا هنربيه كويس واحسن منك وانتي روحي شوفي حالك ،وابعدي عنه لتنحسيه زي ما نحستي ابوه وموتيه”
تصرخ فدوى فيها بغضب مع شعورها بالم شديد بظهرها قائلة في تهور وعناد” اللي في بطني مش ابنكم ولا ليكم فيه فاهم مش ابنكم ده ابني انا وبس ابني انا وبس لتتزايد صراخاتها فجاءة وتبكي
يصيح مؤمن في امه” مبسوطه كده ياماما انتي داخله تموتيها مش كفاية عليها خطورة حملها وبعد ما كان الدكتور مصر علي اجهاضها ، لكن هي اتمسكت بيها علشان تخلد اسم اخويا حبا فيه جاية انتي تحرقي دمها ”
اسمعي يا ماما سمير اللي كان بيدافع عنها مات لكن انا عايش ومكانه ،انا مش هسمح لحد يجي علي فدوى تاني
او هسكت علي انك تجرحيها او تهينها فاهمه ”
وينظر لفدوى مواسيآ لها ”
حقكك عليا بس انتي هتعيشي معانا في البيت لان …
ليصمت محدقآ بها فجاء وهو يري خط من الدم سايل علي ساق فدوي ليصرخ بفزع ”
فدوي ايه الدم اللي علي رجلك ده حصلك ايه طمنيني انا هخرج اجيب حد يطمنا عليكي و ينقذك بسرعه
تمسكه فدوي من قميصه، و تصرخ بقوة وتمد يدها تمسك بطنها قائله بألم ” الحقني يا مؤمن انا بولد. الألم بيقطع بطني وضهري مش متحمله الحقني بسرعه انا هموت من الوجع
يخرج مؤمن مهرولآ ليبحث عن طبيب ينقذها ويساله ابيه عن سر صراخ فدوى وخروج مسرعآ بهذا الشكل”
يبلغها مؤمن بتوتر”
للاسف ماما عصبت فدوى وهزقتها وحرقت دمها ،و بسببها نزل دم عليها ربنا يستر وميكونش الولد جراله حاجه ”
تقابله الممرضه المرافقه لفدوى وتساله عن سر ارتباكهم”
يبلغها مؤمن بحالة فدوى تدخل لها مسرعه وتري حالتها وحماتها معاها تتأسف لها وتطلب منها الهدوء ”
تصيح الممرضة في نحمده بغضب عارم”
انا غلطانه اني سمحت بالزيارة بس كان لزوجك بس انتي مين سمحلك تدخلي، قولتيلها ايه وصلها لكده حرام عليكي كفاية اللي شافته منك والي حصلها بسببك اتفضلي اطلعي بره د/ النسا زمانه جاي بعد ما طلبته علي جهاز البيجر”
يدخل الطبيب إليهم الغرفه ويري نزيف فدوى، يطلب من الممرضه مساعدته لفحصها وعمل سونار للرحم”
وبعد الفحص ينظر لاهل زوجها ، للاسف المشيمة انفصلت ولازم تولد قبل ما الجنين ما يختنق ويموت ”
ينظر للمرضه موجهآ لها الحديث”
خليهم يجهزو غرفة العمليات فورا ،
تصرخ فدوى رافضا ” لا لاء مش هولد غير بوجود د/ فهمي ارجوكم لازم يكون موجود هو وعدني بكده”
تمسكها الممرصه وتهديها، الاول ننقذ الجنين وانا اوعدك هتصل بدكتور فهمي يحصلكم متقلقيش يلا مفيش وقت”
يحملوها علي السرير النقال ويدخلو بها إلي غرفة العمليات
ينظر فؤادلنحمده بغيظ وضيق”
اقسم برب العزه لو الواد جراله حاجه ليكون اخر يوم ليكي علي ذمتي،انا مش حمل خسارة حفيدي بعد ما خسرت ابني”
ليجلسو جميعا علي اعصابهم يترقبون خروجها او سماع صراخ حفيدهم ويبدء القلق يساورهم من طول الانتظار”
وبعد ساعه تقريبآ تخرج ممرضه وبيدها لفافه ، تهرع إليها نحمده وتسالها عن وضع فدوى وحفيدها ”
تتردد الممرضه في الرد علبها لتسحب منها نحمده اللفافه تفتحها وتري فيها جسد لطفل وليد فارقته الحياة تسالها بهلع”
مين ده اوعي تقولي ان حفيدي مات
تطاطا الممرضة راسهاقائله لها بحزن عميق”
للاسف ملحقنلش ننقذ خرج من بطنها ميت الدكتور عملها تدليك لقلبه لكن مفيش فايدة البقاء لله
تصرخ نحمده في جزع” ابني ضنايا مات تاني النهاردة وتقع ارضآ منهارة وزوجها ينظر لها شزرا ودموعه تسيل من عينيها كالشلال ليقول لها بصوت غاضب كالجحيم”
نحمده أنتي ط………..؟؟؟
☆☆☆☆☆●●●●●☆☆☆☆☆☆
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رهينة فراشه)