رواية رهينة فراشه الفصل التاسع عشر 19 بقلم سلمى السيد
رواية رهينة فراشه الجزء التاسع عشر
رواية رهينة فراشه البارت التاسع عشر
رواية رهينة فراشه الحلقة التاسعة عشر
تدخل فدوى غرفة العمليات لمحاولة ايقاف النزيف ، ويرتكز طارق علي باب الغرفه بهدوء، تستغرب هيفاء هدوءه وتساله”
أنت ازاي بتحب فدوى وهادئ كده رغم انها ممكن تكون بتسقط جنينها وده هيموتها حرفيآ”
يمط طارق شفتاه ببرود قائلآ بفتور”
مين قال انها هتموت ده أحسن ليها علي الأقل تفوق لنفسها وتعيش حياتها من غير ما تربط نفسها بطفل يربطها بالماضي اللي عايزها تنساه ، وبدل ما كنا هنتجوز بعد ٨ شهور كده خلاص نقدر نتجوز اول ما تسترد صحتها
تشعر هيفاء بالاشمئزاز من رد د/ طارق المستفز”
انت اكيد مجنون لو اتخيلت ان سقوط الجنين هيخلي فدوى تفكر فيك بجد تبقي غبي ، سمير مش مجرد زوج وحبيب ليها ده روحها وحياتها و ساكن جواها والطفل كان هيجسد ده ، مش موت الجنين هو اللي هينهي حب سمير من قلبها اللي ينهيه موته وعندها الموت افضل من موت حبها ياريت تفهم”
يضحك طارق من حديث هيفاء ليرد عليها بحدة”
انا هقدر انسيها سمير شافت معاه ايه غير الذل والاهانه من اهله، وجه هو كمل عليها بشكه فيها واجبارها علي العلاقه، الحمل ده جه نتيجة الغصب علشان كده حرام يفضل ، انا لما كشفت عليها واكتشفت حملها وعرفت انه من جوزها ، حاولت اساعدها وعرفته التعقيدات اللي بتصاحب حملها ولفت نظرة ان مالك ابنه كنت بعمل كده علشانها ،كل هدفي من مساعدتها انها تعيش معاه مرتاحه وسعيدة،لكن هي قررت تسيبه وتبعده عن حياتها وهو كمان طلقها يبقي أن الآوان اخد فرصتي معاها واعوضها عن كل اللي شافته في حياتها، وكان احسن ليها انها تخلص من حمل هيعذبها اكثر ما هيسعدها لان كل ما تفتكر ابوه هتفتكر طريقة حملها فيها من اهانتة لكرامتها، وشكه
فيها أنتي لو بتحبيها بجد، اتمني ليها الخير معايا و انها تعيش السعادة اللي اتحرمت منها وكل ده هتلاقيه ويايا لاني بحبها بجد ووجود طفل من حبها المنتهي هيعطل سعادتها فهمتي”
تحتج هيفاء عليه بحدة ردا علي تبريرة الغير منطقي ،”
عارف يا د/طارق لو فدوى سقطت استحاله هتقبل بيك محل جوزها وياريت تفهم فدوى عمرها ما هتكون لحد غير سمير”
يقهقه وتظهر ضحكته الجميله المتسترة علي ألام حزنه التي تسكن قلبه وجعآ علي محبوبته قائلا بحماس وتحفز”
تراهنيني ان قبل ما يمر شهر بالكتير شهر ونص ، انها هتنسي سمير وهتكون بتستعد للزواج مني”
تحدق به بقوة وتستنفر كل حواسها للهجوم عليه لتهدأ فجاءة
عند رويتها لدكتور فهمي يخرج من غرفة العمليات والحزن مرسوم علي محياة ”
تندفع نحوه مسرعه وتساله بلهفه”
طمني فدوى جرالها ايه والحمل كويس قول انه بخير ارجوك
يتطلع لها لحزن ويقول بصوت مثقل بالهموم”
للاسف مقدرتش انقذ الحنين، حمل فدوى صعب وكان لازم ترتاح ،لكن لازم اعرف ايه اللي سبب اضطراب الرحم للدرجة دي ،حاجه غريبة لو قصدها تسقط مش هينزل بالسرعه دي كأنها خدت حاجه هيجت الرحم ولفظت الجنين، انا لولا واثق انها بتعشق جوزها كنت قولت هي سقطت نفسها علشان تخلص منه،”
تضع هيفاء يدها علي فمها لتكتم شقهة حزنها وتصيح ”
اه اه من وجع قلبي عليكي مستحيل اللي حصل ده صعب اوووي ، عيني عليكي يا فدوى ، خلاص كده الحاجه الوحيدة اللي كانت بتديكي الامل لبكرة وبتربط بينك وبين حبيبك راحت ياتري لما تفوقي هتعملي ايه ،”
تصمت فجاءة لتخطر لها فكرة ،وتسال دكتور فهمي برجاء،”
في امل أخير ممكن يخليها تتقبل نزول البيبي”
يسالها د/ فهمي بلهفه”
قولي ايه هو المهم نلحقها قبل ما تفوق لانه ممكن يحصل ليها صدمه عصبيه لو فاقت وعرفت انها سقطت الجنين”
تنظر لطارق المبتسم علي استحياء وتقول بتحدى”
البيبي اللي نزل ابن سمير ممكن نعمل ليه تحليل DNA ومنه هنعرف مالك ابنه ولا لاء لو طلع ابنه ،ده هيريح قلب فدوى لانه هيفضل صلة الوصل بينهم وهتشوف سمير فيه”
يهز د/ فهمي راسه بانزعاج والم ”
للاسف مينفعش حمل فدوى مكملش شهرين ، واحدث ما توصل له العلم اختبار جديد يمكنه أن يحدد النسب وإثبات بنوة الطفل لأبيه أو نفيها بعد مرور 8 أسابيع فقط من الحمل،
علي اقل تقدير بعد مرور شهرين من الحمل، وهى الفترة التي يبدأ فيها الحمض النووى DNA للجنين بالظهور فى دمه، بعد ما كان بيتعمل بعد اربع شهور بسحب السائل الأمنيوسي
وتحليله لكن البحث الاخير اظهر انه بعد شهرين لكن النسبه ليست ١٠٠%١٠٠ وده العيب الوحيد فى اختبار تحديد النسب في فترة الشهرين هو أن درجة دقته تبلغ حوالى 95% فقط
( حقيقة علمية مؤكده) وفدوى حملها ٤٠ يوم يعني مستحيل يظهر الحمض النووى فهمتي كده اخر امل اننا نعرف اذا كان سمير ابو مالك او لاء”
لينطق اخير مالك باحتجاج عنيف ”
انا ابن بابا سمير كلكم كذابين ويتطلع لطارق بغيظ انا بكرهك انت وحش مش هتتجوز ماما انا بكرهك
يرمق د/فهمي طارق بنظرة غريبة مريبه ويساله باستفسار”
ايه حكاية جوازك من فدوى احنا مش قولنا الموضوع ده يتقفل خالص لحد ما تولد ايه خلاك فتحته دلوقتي”
يزفر د/ طارق بضيق ويسحب نفس عميق يدل علي الاحراج”
خلاص يا خالي فدوى دلوقتي تجوزلي ،بصراحه انا معنديش نيه اصبر اكثر من كده انا هنتظر اسبوع اواتنين تكون صحته أتحسنت واعرض عليها الجواز وانت عارف ان ملهاش عدة سقطت بنزول الجنين وبصراحه انا اولي بيها من جوزها اللي كان بيعذبها بشكه فيها ونزول الحمل نعمه من ربنا ”
(حقيقة شرعية عدة المطلقه تنتهي اذا وضعت مولودها او اجهضت لان هذا يثبت براءة الرحم حتي لو اتطلقت قبل يوم فقط وفي حالة فدوى تنتهي عدتها من سمير رغم انها مطلقه من ١٨ يومآ فقط )
يخبط د/ فهمي كف بكف ويثور علي طارق بعصبية”
انت مبتفهمش فدوى هتتعرض لاكبر صدمه في حياتها يمكن اكبر من موت سمير نفسه، عارف يعني ايه تخسر جوزها حبيبها بدون ذنب اقترفته وتنحمل علشان اللي في بطنه منه واكتفت بيه يصبرها علي فراقه ، ودلوقتي تخسر جنينها اللي كان هيربطها بيه ده الموت اهون ليها وبدل ما تفكر ازاي هنقدر نخرجها من حالتها بتقول تتجوزها فعلا ارعن”
يذهب له مالك ويضربه بقبضه يده ضربات متواصله علي رجله لينزل طارق لمستواه يحاول ان يحتضنه ”
ابعد عن ماما انت السبب لو مجبتش ليها العصير مكنش حصلها حاجه انا مش بحبك وعمرك ما هتبقي بابا فاهم عمرك ما تبقي بابا وانا هحميها منك زي بابا ما قالي، بخلص نفسه منه ويندفع الي حضن هيفاء وهو يبكي بحرقه ”
قوليله يبعد عن ماما هو السبب في اللي حصلها ويظل يبكي
ونظرا الاثنين الي طارق بنظرات ناقمه ويساله فهمي”
طارق انت عملت ايه معقول تكون انت السبب في سقوطها
يهز د/ طارق راسه باستنكار ”
لا يا خالي انا مستحيل اعمل حاجه زي كده، انا فعلا كان نفسي تخلص من الجنين لانها هتتعب بسبب ذكرياتها مع جوزها كان كل همي ترمي الماضي ورا ضهرها وتنسيه، لكن مستحيل اضرها أو اوجعها،انا طبيب يا خالي مش جزار والقسم اللي اقسمت عليه اني احافظ علي حياة الناس حتي لو اعدائي معقول تصدق اني أخلف قسمي وآذى حبيبتي ، طبعا لاء يا دكتور فهمي انا بداوى الناس من أوجاعهم مش بأذيهم وأضيع احلامهم يا خالي”
تحوم عين دكتور فهمي علي وجه طارق يتفحصه بريبة وشك بعدها ينزل إلي مستوى مالك ويحتضنه”
قولي يا مالك ايه اللي حصل لماما قبل ما تنزف
يتطلع مالك إلي د/ طارق بغضب وحنق ويقول بصوت باكي”
ماما كانت بتحفظني الحروف ، ودخل د/ طارق وكان في ايدة كوباية عصير ، قالها تشربها وحالا علشان فيها مجموعة فيتامينات للبيبي ،ماما خدتها وهي بتشربها قالها انه بيحبها وعايز تديله فرصه لانه بيفكر يكتبني باسمه ، ولما ماما سكتت شد ايدها وباسها وقالها اوعدك متندميش”
يثور طارق علي كلام مالك ويحتج ”
ليه مالك تقول كده مش هو ده اللي حصل يا خالي والله، انا هقولك كل حاجه ، الفيتامين ده فدوى كل مره تاخده ترجع قلت يمكن معدتها رفضاه وهو بحالته فكرت اخلطه بعصير برتقال ودخلت اديهولها حبيت اظهر لها اهتمامي بيها وبحملها ولما سالتني عن سر اهتمامي فجاءة بحملها قولتله اني مستعد اعمل لي حاجه بس تديني فرصه واحدة اظهر ليها حبي وانها تكمل حياتها معايا ولما تولد نتجوز ”
لقيتها بتضحك قولتلها يعني موافقه مشيت وبعدت عن مالك وقالتلي،بص من حق واحدة غيري تفرح ان واحد زيك دكتور وابن ناس وغني وكمان صاحب مستشفي ووسيم ومستعد يعطي اسمه لابنها مجهول النسب وكل ده في سبيل ارضاءها
تكون اسعد واحدة في الكون ،للاسف قلبي مقفول علي حب سمير ،وعمري ما خطر في بالي احمل اسم واحد غيره، ده لما كان ميت واتغصبت اتجوز اخوه كنت بموت ومش متحمله ، مش حال وهو عايش اكيد مش هقدر ،ياريت يادكتور طارق تفكر في بنت من مستواك وتناسبك مش واحده معاها عيلين ومنهم طفل مجهول النسب وقبل ده كله بتعشق طليقها”
بصراحه حزنت وقلبي كان بيبكي لاني فقدت الامل فيها لكن كملت حديثها مش يمكن ليك نصيب معايا بس في حياة اخري وضحكت محستش بنفسي غير وانا ببوس ايدها وبقولها مدام معاكي ومالك يبقي ابني انا موافق”
هو ده كل اللي حصل ويمكن مالك مفهمش لاننا بعدنا عنه
يضغط د/ فهمي علي اسنانه بغيظ”
بس تهيج الرحم اللي اصاب فدوى بياكد انها اتعرضت لمسببات خارجية ادت للاجهاض ، عارف يا د/ طارق لو كنت انت السبب او حطيت حاجه خطرة علي الحمل في المشروب انا مش هرحمك وهبلغ عنك وتتسجن احسن ما جوزها يعرف انك السبب في موت ابنه ويقطعك بايده
ويرفع إصبعه الاوسط في وجهه مهددا”
اوعي تفكر انك هتهرب من العقاب لو كنت السبب في اذيتها
وهكون انا اشد عقابآ ليك وفوق ما تتصور”
يصيح طارق بانزعاج من اتهام خاله له وقبل ان يتحدث يسمعوا صفير الانذار ينطلق من غرفتها يهرعون سريعآ إلي غرفتها”
ينصدموا جميعآ من مظهرها وهي تنزع عنها الاجهزة وتشد شعرها كالمجنونه وتصرخ سمير ضاع مني تاني،خدتوا مني ضنايا ليه لا لا خدوني مكانه ورجعوه ليا لا كده كتير عليا يارب اتحمل كل ده ازاي ليه يارب كتبت عليا الحرمان والعذاب مش كفاية كده خدني بارب بقي وريحني ”
تذهب لها هيفاء تحاول ان تهدئها وتحتضنها لتثور عليها فدوى وتصرخ من اعماقها ”
ابعدى يا هيفاء انا عايزه اموووت الالم بيقتلني وقلبي مش عايز يهدى كانه بيحتج علي فراقي عنه خلاص مش قادرة اتحمل نفسي ارتاح بقي نفسي ارتاح اوووي”
يقترب منها طارق ويحتضنها بالقوة ليسمح للممرضه بايصال الكالونا واعطائها مهدئ وهو يضمها يدق قلبه فرحآ لاحتضانها
رغم حزنه علي مأساتها لكنها اصبحت حره ومتاحه له”
وهو لن يضيع هذه الفرصه كي يفوز بها ليضمها اكثر حتي يتراخي جسدها بين يداه ويراها هادئة كالطفل البرئ الذي عوقب بدون ذنب ينزلها علي وسادتها ويملس علي شعرها المبعثر ليرتبه كم كان ويهمس لها قبل ان تغلق جفنها”
عذابك أنتهي حبي ليكي كفيل ينسيكي كل اوجاعك عهد عليا اني هكون السبب لسعادتك الابدية”
نامي يا قلبي واعرفي ان طارق هيكون ملاكك الحارس وسر ضحكتك وفرحتك الدائمة باذن الله”
تغمض فدوى عينيها لتترك عالمآ وتسبح في عالمها الخاص
******************
يمر اسبوع علي فدوى وقد دخلت في حالة صدمه عصبيه لا تحدث احد او تتكلم ودائما مالك لا يتركها ويبكي علي حالتها ويقبل يداها بحب وبراءة طالبآ منها ان تعود له ”
اما طارق فقد حذره خاله من الاقتراب لها حتي يعرف ما حدث بينهم منها هي بدون أن يؤثر عليها بمعروفه معاها”
تصبح حالة طارق اصعب بعد ان اتمنع من رؤيتها وكانت هيفاء هي همزة الوصل التي تطمئنه علي حالتها ”
لكنه لا يستطيع ان يتحمل حرمانه منها وهي معه بنفس المستشفي وكان يتحين الفرصه التي تتركها فيها هيفاء ويدخل لها خلسه”
وظل الوضع علي ما هو عليها اسبوعآ اخر وهي بنفس حالتها”
وقام د/ فهمي بعرضها علي اخصائي نفسي كي يساعدها علي تخطي صدمتها لكن لا جدوى ”
الي انه في يوم خرجت هيفاء الي مقر عملها الجديد لتطمئن علي سير تجهيزات البوتيك الخاص بها ومالك يخرج ليلهو بحديقة المستشفي ويطلب طارق من احدى الممرضات رعايته
وكانت فرصه ليدخل الي فدوى ويحدثها ويساعدها ان تتغلب علي صدمتها وتظهر براءته امام خاله”
يقترب منها بحذر ليتاملها بشوق ، ليرها قد زالت نضارتها وتكحلت تحت عينها بالسواد واظلم بريق عينيها لتصبح زائغة تائه كانها بعالم غير عالمنآ ”
يتنهد ألمآ علي حالها ويجلس بجوارها وياخذ يدها بين يداه لياخذ نفس عميق ويزفره بقوة ليهتف بها”
فدوى لاول مره بحياتي ارجو حد، لكن انتي مش حد انتي حبي عشقتك من اول لحظه وقعت عيني عليكي، انانيتي عمتني عن وفائك النادر وحبك القوى لجوزك، بس لازم تعرفي ان سمير مرحلة في حياتك وانتهت، وانتي بايدك قطعتي كل السبل للرجوع بينكم ،مش كرهآ فيه، لكن لانك انسانه نبيله حتي في تضحيتك، كل ده من اجل سعادته، لكن انتي فين سعادتك اللي طول ٢٢ سنه محرومه منها ، مش كفاية كده عليكي وجع والم وعذاب وحزن وذل ومهانه، وتعيشي لنفسك
انتي واثقه ان سمير صعب يتقبلك بوضعك ، لكن انا حبيبتك كده بكل ما فيكي وحصل ليكي، فدوى مش هنكر انانيتي فيكي او امنيتي في انك تخسري البيبي لكن اخر حاجه كنت اتوقعها انك ترفضي عالمنا وتفضلي تعيشي كالميته بينا ،”
ارجعي لينا لو مش علشاني علشان مالك ابنك ، علشان نفسك وشبابك واووعدك لو هتقفلي الماضي وتعيشي المستقبل اكون انا نبراسك ومرشدك للسعادة ،”
ويضع يدها علي قلبه ليهمس لها بعذوب ورومانسيه”
سامعه دقات قلبي بتناجيكي وبتوهب حياتي ليكي ممكن ترجعيلي وتقبلي السعادة اللي نفسي اقدمها ليكي”
مش فارق معايا برائتي لان ربنا سبحانه وتعالي شاهد عليا كل اللي يهمني انك انتي ترضي عليا وتقبلي تبدئي حياتك الجديدة معايا انا وانتي ومالك كأسرة سعيدة ”
تنزل دمعه من عين فدوى لينصدم طارق من تجاوبها معه
يهتف بها وهو يهزها بقوة”
فدوى انتي حسا بيا مش كده وسامعني قولي حاجه اي حاجه ارمشي بعينك قولي انك هنا معانا مش تايهه منا ارجوكي اتكلمي انا كل أملي في الدنيا تنقذيني من نفسي وترجعيلي
ردي عليا يا فدوى ارجوكي اي حركه تريحني”
ترفع عينيها في عينه وتري الحب الذي كانت تراه في عين سمير تبكي وتندفع لصدره ”
انزع الالم من قلبي ، ريحني من نار العذاب اللي بتكويني
ابعد عني الحزن اللي بينهشني وبياكل شبابي هتقدر يا د/ طارق ولا هتخذلني زي حبيبي ما خذلني ”
يضمها د/ طارق لصدره بحب وعشق جامح”
هاتفآ بنشوة اه اه اه يا فدوى ، ايوة انا هقدر امحي الحزن والالم والوجع من حياتك واداوي جرح قلبك لما تحملي طفلي وتكوني ام لاولادى قولي انك موافقه وانا هكون ليكي الخاتم السحري اللي ينفذلك كل احلامك ،ومن النهاردة مفيش دكتور طارق انا طارق حبيبك وجوزك بأذن الله”
تبكي بحرقه وهي تدفن وجهها بصدره كانها تهرب من نفسها ومن حبها بأن توهب له نفسها كي يخرجها من المها وحزنها الذي لم ينتهي وتهتف بصوت مرتعش،”
موافقه يا طارق ايوه اسلم ليك امري علشان تنزع الالم اللي جوايا واللي فقدت القدرة علي احتماله”
يطير قلبها من الفرحه ويضمها بقوة ليسمعها تأن من قوة احتضانه لها ليرفع وجها لوجهه ويتفحص عيونها الباكية ووجنتيها التي ذهب عنهم حمرتهم لينزل الي شفتاها المرتعشه ليتولد لدية الرغبه في اسكات أرتعاشتهم بقبله محمومه”
ليقترب بانفاسه الحارة تلفحها وتدخلها في دوامه الحرب بين عقلها وقلبها لتصمت قلبها وتعطي السلطه لعقلها كي يصدر امره لجسدها وتستسلم له لكي يتذوق شفتاها كما يحلو له”
تهتز بين يداها علي أثر صوت خاله الغاضبة ”
طارق انت بتعمل ايه هنا دخلت تعمل ايه انطق، ويمسكه من تلاببيبه انت ازاي تسمح لنفسك تقرب منها بالشكل ده الخجل ده ولا كنت عايز تستغل ضعفها وتستبيحها جسدها الف خسارة علي تربيتي فيك”
يرتبك طارق وينظر لخاله بتوتر لتقول له فدوى بصوت خافت متلعثم خجول ”
طارق مش غلطان يا د/ فهمي هو عرض عليا ينقذني من دوامة احزاني ووهبني حبه وانا وافقت انا خلاص يأست اني اعيش السعادة وهو وعدني بيها ليه ارفض، اللي وعدني بالحب عشت معاه العذاب والمهانه، اجرب اللي وعدني بالسعادة يمكن اعيشها مرة واحده في حياتي”
يهز رأسه بحيرة لكنه يستشعر انها مازالت بحالة صدمه ومن الافضل لها ان تتجاوب معهم علي ان تعيش في عالمها الصامت ليسالها بهدوء غير مبالي مع ما قالته”
طيب يا فدوى قبل اي كلام بينك انت وطارق عن وعده ليكي بالسعادة انا عايز افهم حاجه وتقوليها بصراحه ”
ايه سبب النزيف اللي حصلك ، ياتري زي ما مالك قال بعد ما شربتي العصير حصلك نزيف”
تنظر له باستغراب وحيرة”
عصير ايه انا مشربتش العصير ولا طارق كان السبب
السبب في اللي حصلي كان مالك”
مالك تهتف هيفاء باسم أبنها وهي تدخل عليهم الغرفه”
انتي بتقولي ايه ازاي مالك هو السبب رغم انه قال طارق السببب في اللي حصلك ، واستني هنا انتي فوقتي امتي”
تبتسم له فدوى بصعوبة بسبب الارهاق الذي اصاب جسدها”
اسالي طارق هو السبب في رجوعي ليكم وليه، هيفاء طارق وعدني بالسعادة اخيرا هعيش سعيدة ، انا استحقها يا هيفا صح انا استحق اعيش سعيدة زي كل الناس وطارق اخير هيحققلي ده،”
تحتضنها هيفاء وتلاحظ ارتجاف جسدها ارتجافات خفيفه لتضمها بقوة كي تطمئن قلبها وتمنعها من الارتجاف”
ايوه يا فدوى تستحقها انتي اولي بيها من اي حد ، وطارق فعلا هيقدر يسعدك بس انا نفسي اعرف ازاي مالك هو السبب في اللي حصلك ”
تتنهد فدوى وتأخذ نفس عميق وهي تتطلع لها بهدوء غريب”
تتنهد فدوى وتأخذ نفس عميق وهي تطلع لها بهدوء غريب”
انا كنت بذاكر لمالك لما طارق دخل ليا بالعصير ، وبعدها طلب مني اديله فرصه انا شفت نظرة مالك ليه بعدت عنه وكلمت طارق بهدوء، ومجرد ما خرج بدور علي كوباية العصير لقيتها فاضيه سالت مالك قالي بعصبية ” فلاش باك
رمتها واي حاجه هتجي منه هرميها، انا بكرهه وبكرهك لانك السبب في حرماني من بابا، انتي وحشه يا ماما”
جلست فدوى بجواره واحتضنته بقوة وهو يصرخ ويبكي”
ليه يا مالك تكرهني، دا انت الحاجه الوحيدة اللي مصبراني علي اللي انا فيه ، لحدما ربنا يرزقنا باخوك اللي هعيش معانا احلي ايام عمري لانه هيفكرني بي بابا حبيبك”
يدفعها مالك بعيد عنها صارخآ فيها”
انتي كذابه لانك سيبتي بابا علشان د/ طارق مش هو ده الدكتور اللي كشف عليكي قبل ما بابا ياخدني ونسافر لجدو، ايوه انا فاكر، علشان بعد ما رجعنا خليتي بابا يسيبني ، انتي السبب ياماما يارب تموتي وبابا يرجعلي انا بكرهك بكرهك وبكره الكتور طارق انا مش عايز اعيش معاكي وديني لبابا حبيبي وخليكي مع الدكتور طارق لانك وحشه زيه”
تحاول ان تغمره لحضنها كي تمتص غضبه لكنه يدفعه بعيد عنه ويصيح فيها محذارآ ان تلمسه لتصيح هي عليه بعصبيه ”
ليه يامالك مش كفاية انك كنت السبب في حرماني من سمير كمان بتلومني وتكرهني لا يا مالك انا رغم كل اللي مريت بيه مبحبش حاجه في الدنيا غيرك انت وسمير ومتحمله كل اللي بيحصلي من خوفي عليك متجيش انت تزود وجعي وتقول اللي قولته ومتنساش ان د/ طارق صاحب المستشفي اللي احنا فيها دي وهو اللي بيتكفل بكل مصاريفنا مينفعش نكون ناكرين للجميل ونكلمه باسلوب مش كويس”
يثور عليها مالك ويجري من امامها ليخرج بره الغرفه”
انا مش هعيش معاكي ولا معاه انا رايح لبابا
تجري عليه فدوى لتلحقه قبل ان يخرج ليدفعها بقوة ويختل توازنها وتسقط علي بطنها ويقع مالك فوقها وهو يحاول ان يساعدها علي النهوض وظلت تصرخ من الالم الي ان قامت بصعوبة وهي تحمل مالك المغشي عليه لترقده علي الفراش وتصغط علي جرس الاستدعاء لاحد من التمريض ليدخلو عليها وتنهار هي من البكاء بعد ان رات الدماء تلوث ثيابها
لتقول لهم برجاء”
ارجوكم حافظو علي ابني ارجوكم موتي في موته لتري مالك ينهض مفزوع ويمسك يدها ويقبلها وهو يهتف من بين دموعه انا اسف يا ماما والنبي سامحيني انا اللي وحش وانتي حلوه
وتخرج بره الغرفه لتلتقي بهيفاء وطارق ويهرع اليها مالك يستنجد بها كي تساعد امه التي اختفت من امامهم.. باك
يقف طارق وفهمي وهيفاء مصدومين من حديث فدوى
ليكسر طارق الصمت ويتقدم منها قائلآ”
فدوى رغم انك بتقولي ان مالك السبب، لكني بردك بشترك معاه بالذنب بطريقة غير مباشرة وكل اللي حصل يخليني اصر اننا نتجوز باسرع وقت وهتجي تعيشي مع والدتي في الفيلا وهكون ليكي الزوج والحبيب والاب ليكي ولابنك”
تبتسم له فدوى شبه ابتسامة حزينة وبعد ان اخذت نفس عميق تتطلع لعيونهم المسلطه عليها تسلبها راحة بالها وتفكيرها الهادى الرزين لتحدثه قائله”
وانا موافقه علي الجواز……….!!!!!!
☆☆☆☆●●●●●☆☆☆☆☆
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رهينة فراشه)