رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الحادي عشر 11 بقلم سولييه نصار
رواية رفقا بي يا قاتلي الجزء الحادي عشر
رواية رفقا بي يا قاتلي البارت الحادي عشر
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الحادية عشر
الفصل الحادي عشر(بداية عهد منار )
سأرحل يوما وستبحث عني ولن تجدني !!!
………..
-منار …منار ..
كان سالم يقولها وهو يرش عليها الماء ولكن منار كانت تحرك رأسها فقط وترفض الاستيقاظ …ملك وماسة كانتا متعانقتين والدموع تنساب من اعينهما بخوف …والدتهما ترفض ان تستيقظ!!…شعر سالم بالقلق عليها ونظر الى زوجته وقال ؛
-أنا هوديها المستشفي …دي مش راضية تفوق خالص ….
ثم كاد ان يحملها بين ذراعيها الا أن حنان قبضت على ذراعه وقالت؛
-استنى!!!مستشفى ايه اللي بتتكلم عليها يا سالم؟!مين اللي هيدفع مصاريف المستشفى والعلاج ؟!هو احنا ناقصين يا حبيبي ؟!
عبس سالم وقال:
-عايزاني أعمل ايه يا حنان وأنا شايف اختي في الحالة دي يعني هسيبها كده ؟!
هزت كتفها وقالت:
-لا طبعا ميرضنيش …هو أنا معنديش قلب مثلا ؟!اتصل بجوزها يجي يوديها المستشفي..جحا أولى بلحم توره …
نظر إليها سالم بتوتر وقد شعر بثقل في قلبه …أنها شقيقته ..شقيقته مريضة وزوجته تمنعه من إسعافه …ولكنه كان يعرف انه لو صمم على أخذ شقيقته الى المشفى زوجته لن تصمت ….بالتأكيد سوف تقيم الدنيا فوق رأسه .
…وهو لا يريد إزعاجها وهي حامل….
لذلك أخرج هاتفه وهو يتصل بمراد …
……
في منزل عائلة المنصوري ….
-يعني ايه سابت البيت ؟!وأنتوا ازاي تخلوها تسيب البيت ؟!محدش منعها ليه ؟!
صرخ بها مراد بحدة وهو يشعر بالجنون … زوجته تركت المنزل …تركته هو ….تلك الفكرة أرعبته …عندما اتصلت به والدته وأخبرته ان منار تركت المنزل شعر بقلبه يسقط في قدميه …حسنا يعترف انه اخطأ في حقها ولكنه وعد نفسه انه عندما يعود سوف يعتذر منها كثيرا ويطيب خاطرها ولكنها تركته قبل أن يفعل هذا ….
شد مراد شعره الداكن وهو يدور حول نفسه بينما كانت صابرين تشعر بالقلق وهي ترى ابنها في تلك الحالة …كان يبدو غاضب بطريقة لم تراها من قبل …
-والله يا بني حاولت امنعها بس مراتك قوية محدش يقدر عليها …ده غير انها قالت أنك ضربتها وعلت صوتها وانا خوفت من الفضايح وسبتها تمشي ..
توقف مراد عن الدوران …وتيبس في مكانه واطرق بوجه متجهم…ثم قال:
-انا السبب …أنا اللي زعلتها …أنا لازم اروح اجيبها …لازم اعتذر منها …
ثم كاد ان يذهب الا أن رنين هاتفه جمده مكانه….أخرج هاتفه وهو يرى المتصل …ابتلع ريقه وهو يجده.سالم …تردد في الرد على اتصاله ولكنه قرر ان يواجهه بشجاعة حتى لو أهانه سالم لن يرد ….
-ألو ….
لحظات وكان وجهه شاحب كالأموات وهو يستمع الى سالم…
-ايه ؟!بتقول ايه ؟!!…طيب أنا جاي فورا !!
قالها وهو يركض خارج المنزل دون أن يلتفت لنداءات والدته الحائرة ولا أسألتها الفضولية …كان قلبه يكاد يخرج من صدره بفعل الرعب وكلمات سالم تتردد في عقله …..
استقل سيارته الصغيرة وأنطلق بها مسرعاً …
……
وصل الى منزل سالم بسرعة قياسية وخرج ولم يغلق باب السيارة حتى .. اندفع الى المنزل وهو يصرخ ؛
-منار …
توقف فجأة وهو يرى زوجته فاقدة للوعي على الأريكة ….انعصر قلبه بألم وهو يراها بتلك الحالة …كان يعرف داخل قرارة نفسه انه هو السبب …هو من أوصل منار لتلك الحالة …اقترب منها وهو يمسك كفها ويقول بنبرة مختنقة بينما شعر بالدموع تلسع عينيه ؛
-منار !!
انها زوجته…والدة طفلتيه كيف يفعل هذا بها ؟!كيف يوصلها الى تلك الحالة ….الشعور بالذنب كان يخنقه…
-حقك عليا أنا يا منار …
قالها بإختناق ثم حملها بعد أن لف حجابها ونظر الى سالم بغضب وقال:
-كان لازم توديها المستشفى علطول بس أنا نسيت أنك مش راجل..عمرك ما كنت سند ليها ولا هتكون !!
اشاح سالم بوجهه وهو غير قادر على الكلام ثم أكمل :
-ماسة ملك تعالوا يالا معايا ….
وجه كلامه لسالم مرة آخرى وقال:
-هاجي اخد شنطة مراتي بعدين ..
ثم خرج يتبعه الطفلتين…
…. …..
بعد نصف ساعة …
كان امام المستشفي…
حمل زوجته واتجه بها للداخل وهو يهتف بإسم طفلتيه ..
-ملك …ماسة خليكم جمبي….
ولج.للمشفى متجها بها الى الطوارئ وقد استقبلها الممرضين بالنقالة
……
بعد قليل
في رواق المشفى …
كان مراد يجلس على المقعد وهو يضم طفلتيه إليه …منتظرا بقلق خروج الطبيب ليطمئنه عليها …
خرج الطبيب بالفعل لينهض مراد ويقول :
-مراتي ..
-اطمن يا أستاذ مراتك بخير هي بس جالها هبوط …واضح انها مكانتش بتاكل كويس …دلوقتي معلقين ليها محلول والحمدلله فاقت بس يخلص المحلول اللي في ايديها تقدر تأخدها وألف سلامة عليها.
-الله يسلمك يا دكتور ..شكرا …
قالها مراد براحة ….
ثم ولج هو وطفلتيه لمنار التى كانت جالسة على الفراش شاخصة عينيها للأمام بشرود …
-ماما …
اخرجها.من شرودها صوت طفلتيها لتبتسم بشحوب وهي تشير لهما لكي يقتربا منها …
اندفعت الفتاتين إليها لتعانق كل منهما على حدة وتقول :
-متخافوش يا حبايبي …متخافوش …..
-يا بنات خلوا ماما ترتاح لو سمحتوا ..تعالوا واقعدوا هنا …
ثم اشار الى المقعد الجلدي الكبير نسبيا وبالفعل أطاعتا أمر والدهما دون نقاش …
ابتسم مراد وهو يربت على رأسهما ويقول :
-شطار يا حبايبي …
ثم تنهد وهو ينظر الى منار التي تشيح بوجهها بعيداً عنه وكأنها لا تطيق ان تراه …
اقترب هو منها وجلس على السرير الصغير التى تجلس عليه …
-منار ..
قالها بندم ولكنها لم تنظر إليه …
مد كفه وأمسك وجهها ليجعلها تنظر إليه …تخيل أن يرى بعينيها الألم …او الإنهيار ….ولكنه رأى أسوأ.من هذا …رأى البرود …رأى ان الحب في عينيها نضب تماما وهذا جعله يختنق دون سبب …
-منار!!
همس بها بصدمة
-طبعا حضرتك فرحان دلوقتي …فرحان ان حتى اخويا اتخلى عني ودلوقتي تقدر تذلني زي ما أنت عايز ..صح.؟!
قالتها منار ببرود …هز مراد رأسه بقوة …أوجعه اتهاماتها الظالمة له لتكمل هي بسخرية مريرة ؛
-انبسط يا مراد ..اخويا اتخلى عني رسمي وسلمني ليك …تقدر تعمل فيا اللي انت عايزة بما اني دلوقتي لا معايا بيت ولا فلوس عشان اقدر اطلق.منك …ده اللي كان نفسك فيه من زمان عشان كده رفضت دايما تشغلني …كنت عايزني ابقى تحت طوعك صح وتعمل فيا اللي انت عايزة … تتجوز عليا بقا او تضربني عشان مراتك التانية ..وطبعا عشان أنا مليش حد مش هتكلم …مبروك يا مراد وصلت للي أنت عايزه…
-انا عمري ما افكر أعمل فيكي كده يا منار …اطلبي مني دلوقتي اللي عايزاه وانا هنفذه بس متطلبيش الطلاق أنا مش هقدر أطلقك ..
أغمضت عينيها بتعب وقالت:
-للاسف أنا مش عايزة غير الطلاق دلوقتي …مش عايزه غيره
أمسك كفها وقال :
-طيب اديني فرصة تانية وانا مش هجرحك تاني يا منار و …
سحبت كفها وقالت:
-للأسف رصيدك.عندي خلص يا مراد …أنا هعيش.معاك لاني مضطرة بس واثقة انه هيجي اليوم اللي هقدر فيه أمشي بعيد عنك وساعتها مش هتردد لحظة !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رفقا بي يا قاتلي)