رواية رد قلبي الفصل الرابع 4 بقلم دنيا سعيد فوزي
رواية رد قلبي الجزء الرابع
رواية رد قلبي البارت الرابع
رواية رد قلبي الحلقة الرابعة
_ موافقة..بس افتكر إن أنت اللي رجعتني مترجعش تزعل بقا.
قولتهاله بكل تحدي وشراسة ونية أبعد ما يكون عن كونها كويسة.
كان بيبصلي بملامح مبهمة وقالي بإستغراب: نعم!!!!!
مردتش عليه وسبته ومشيت خرج رأسه من الشباب وفضل ينده: أنتِ يا أنسة أنتِ يا ماما لا حول ولا قوة إلا بالله.
خرج من العربية وجري ورايا وقال: بكلم نفسي أنا؟؟؟
وقفت وبصيتله وأنا بقول بكل ببرود: نعم؟ بتوقفني ليه؟
_ بوقفك ليه!! معلش أصل أنتِ ماشية مخالف…إحنا هنهزر أنا مديرك وواجب عليكِ احترامي، إني أكون بكلمك وتسبيني و…
قاطعته وأنا بقول بثقة: واجب عليا احترامك هناك…عندها.
بصلي وقالي بصدمه: عندها دي اللي هي مين؟؟
قولتله بكل سلاسة: الشركة.
لقيته ضغط على شفايفه بسنانه بغيظ، فقولت أغيظه أكتر: احترامك واجب عليا في الشركة، في الشارع زيك زي أي حد في الشارع ملوش لازمة بالنسبالي.
نهيت كلامي قبل ما أمشي: عن إذنك بقا عشان مديري رخم شوية وبيخصم.
سبته ومشيت وأنا عارفة إني أكيد خليته شايط مش بس متعصب، حرفياً كنت مرعوبة أواجهه في الشركة بعد الدبش اللي هببته دا، يارب يتوه في الطريق.
_______________________
_ أنا يتقالي زيي زي أي حد في الشارع ملوش لازمة!! أنا في السن دا ويتقالي كده!!
كنت متعصب؟ كلمة قليلة عن شعوري دلوقتي بعد التهزيق اللي اتعرضتله من واحدة مشوفتهاش غير ٤ مرات بس!!!! كنت محتاج المطافي بنفسها تيجي تطفي النار اللي جوايا.
رجعت ركبت عربيتي وعروق وشي ورقبتي كانت بارزة بطريقة مستفزة زي اللي بتصارع عشان تخرج من مكانها، رزعت باب العربية وبعدين افتكرت إن دي عربيتي.
مسكت باب العربية وأنا بعتذر كأني بعتذر من بني أدم: أنا أسف..أسف والله ما أقصد.
اتحركت بالعربية وكل شوية أفتكر جملتها “زيك زي أي حد في الشارع ملوش لازمة بالنسبالي”
ضربت الدركسيون: اااااااااه…عليكي يا دنيا وعلى اليوم اللي شوفتك فيه يا شيخة ضغطي علي.
مسكت راسي وراجعت اللي قولته وبعدين سحبت كلامي: لا بعد الشر عليها هي، على اليوم بس.
فكرت في كلامي وقولت: لا مهو برضو مينفعش دا اليوم اللي شوفتها فيه.
أتضايقت أكتر وقولت بعصبية: لا مهو أنا متعصب دلوقتي وعايز أشتم حد.
أفتكرت “مراد” فدعيت بذمة: عليك يا مراااد وعلى اليوم اللي شوفتك فيه.
روحت الشركة وعيني عمالة تدور عليها، مش عارف ممكن أعملها إيه بس عايز أشفي غليلي منها وخلاص.
نرمين وقفتني: صباح ال…
قاطعتها وأنا عمال أبص حواليا زي التايه: دنيا فين؟
قالتلي بإستغراب: دنيا مين؟
جاوبتها بعصبية: لا مش وقته استغراب دلوقتي خالص، المترجمة فين؟؟؟؟
_ آه المترجمة جوا قاعدة مع العميل.
=العميل مين؟
_ العميل يا بشمهندس.
جاوبتها بإذبهال: بجد وربنا!!!! العميل؟؟؟؟
كملت بغيظ: أنا كده عرفته يا نرمين؟؟ ركزي الله يسترك وقولي إجابة كاملة بطلي تكرري كلامك مرتين، ياربي معينك هنا كنوع من أنواع العقاب النفسي وربنا.
_ في إيه يا بشمهندش؟ أنا أقصد العميل الاسترالي هو حد بيجيلنا غيره من ساعة ما فتحنا الشركة دي!!
كلمت نفسي وقولت: ليه يارب؟ ليه عينت بنت ومعينتش شاب كان زماني مديله بوكس دلوقتي عامله استيكر في الحيطة.
استوعبت كلامها وبعدين سألت: أنتِ قولتي هي قاعدة فين؟؟
جاوبتني بثقة: مع العميييل.
_ لا والله؟ يعني هي بدأت شغل من غير ما أعرف وأنتِ عارفة إن العميل الاسترالي هنا وأنا معرفش، صاحب شركة على ما تفرج أنا!!!! دا أنا ولا الأطرش في الزفة.
عدلت نضارة هبة رجل الغراب اللي لابساها دي وسألتني باستفزاز: زفة مين حضرتك؟
قولتلها بعصبية: زَفتك يا نرمين هخرج من هنا بزفة إن شاء الله، ولو ممشتيش دلوقتي من قدامي مستعد أقضي الباقي من عمري من غير سكرتيرة.
سبتها ومشيت وأنا مش عارف إزاي هقدر أكمل يومي بالمنظر دا، طاقتي خلصت واليوم لسه في أوله، محتاج أجددها حالاً عشان أقدر أواصل، وملقتش أحسن من رؤيتها لتجديد الطاقة الفانية دي.
مسكت باب أوضة الإجتماعات وحاولت أهدي نفسي قبل ما أدخل، أخدت نفس عميق وقولت: يارب ما تعمل حاجة تعصبني، يارب مش عايز أخسرها لأني ببقى غبي أوي وأنا متعصب…إن شاء الله مش هتعصبني إن شاء الله.
ولسه بفتح الباب وبقول يهادي لقيتها هي والعميل بيضحكوا، كنت شايط؟ لا طبعاً شايط إيه؟الشياط دا بتاع العيال التوتو أنا كنت فحمة مشتعلة ذاتياً.
بصولي فجأة وعيني كانت عليها هي، لو كانت العيون بتنقل الشرارة كان زمانها بقت فحمة وهي في مكانها، أتوترت وبصت لإيديها وفركتهم ببعض، العميل بصلي وابتسم كان نفسي أرد عليه بس للأسف ردي كان هيفضي الشركة باللي فيها، عملت نفسي مش واخد بالي منه أَسْلَملُه وأسلملي وأسلملها وأسلم للكائن اللي إسمه “نرمين” اللي برا دا.
قفلت الباب ودخلت، قولتلها وعيوني حاسس إنها التهبت من كتر ما كانت حمرا: مين قالك تقعدي هنا؟
جاوبتني بهدوء عكس القطة المشاكسة اللي كانت واقفة بتتحداني من نص ساعة: حضرتك نرمين قالتلي إن العميل جه وإن دا اللي أنا هتعامل معاه الفترة الجاية.
حضرتك!!! قولتها جوايا وأنا مش مصدق الأدب والأخلاق اللي طلوا فجأة دول، كان نفسي أخد حقي بس أنا نقطة ضعفي الأخلاق.
سحبت الكرسي وقولت بعملية: مش هتتعاملي مع حد غيري هنا، حتى أبو هشيمة اللي قاعد قدامي دا مش هتتعاملي معاه غير من خلالي.
حركت راسها بدون رد، بصيت للعميل وضغط على نفسي وابتسمتله غصب عني، أحياناً بتحتاج تكون منافق عشان أمورك تمشي.
بدأنا شغل والعقود بدأت تتعرض، طلبت من “دُنيا” تترجم وبصراحة أفحمتني مش بس ابهرتني.
العميل فضل يتكلم كلام مفهمتش منه حرف، بصيت لدُنيا عشان تترجم لقيتها بتقول: بيقولك إنه مبسوط بالشراكة اللوز دي ويتمنى النيتجة تبقى عنب.
شفايفي كانت شوية وهتحصل رجلي من الصدمة: لوز وعنب!!!!!!!!! دي ترجمة من أنهي ناحية دي؟؟؟؟
إبتسمت برخامة وقالت: والله دا اللي عندي، مش عاجبك ارفدني.
دلوقتي فهمت هي بتعمل كده ليه إبتسمت وقولت بإدراك: ااااه قولي كده بقااا، أنتِ عايزاها تيجي مني أنا، عشان أزهق بقا وأرفدك وبكده متدفعيش مليم.. وبتقوليلي النتيجة هي اللي عنب، والله ما حد عنب هنا غيرك.
_ أفندم؟؟؟؟
= قصدي يعني دماغك.
العميل أتدخل وقال كلام وحالتي نفس الحالة مش فاهم هو عايز يقول إيه، شاورتله وقولتلها: اتفضلي بيقول إيه البتاع دا؟
قالتلي بكل سلاسة: بيقولك ياريت ننجز.
بصيتلها ورفعت حاجبي: دا هو اللي بيقول كده؟
بصيتله وسألته وكأنه فاهمني: أنت قولت كده؟
قالتلي بإبتسامة واسعة: والله مش عاجبك أر…
قاطعتها وقولت بتحدي وغيظ: عاجبني…عاجبني يا دُنيا ومعاكِ لحد ما روح حد فينا تطلع يا أنا…يا أنتِ.
رفعت كتفها وقالت ببساطة: أوك البقاء للأقوى.
دا هيبقى البقاء لله لو كملت معاها على الحال دا، ضغطي بقا في السما من أول يوم أومال لما تكمل معايا شهر ولا حاجة، هكمل حياتي في مركز القلب ولا إيه؟!
كملنا شغل واتفقنا على مواعيد تسليم الثفقة، فضلت تترجم بنفس الطريقة أوقات كنت ببقى عايز أضحك، وأوقات عايز أحدفها باللي في أيدي بس في الحالتين…روحي روحي روحي لو هشحت كده مش هتجلط من حد غيرها.
خلصنا اجتماع كنت عايز أسجد سجدة شكر بس بعيداً عن أي حاجة كنت مبسوط، مبسوط بيها وبوجودها حاسس فيها روح..روح حلوة ومشاكسة أينعم هتشلني قريب بس أنا مبسوط بالحياة اللي دخلت حياتي دي.
________________________
_ يخربيتك يا دُنيا لوز اللوز! هي حصلت للوز اللوز!!!!!
قالتلهالي رؤية بصدمة وهي قاعدة تشرب معايا كوباية الشاي بالنعناع في الأوضة عندي، حطيت الكوباية بتاعي وفضلت أضحك لحد ما عيني دمعت، المرادي مكنتش دموع حزن لا كانت دموع شعورها حلو مش لاقيه ليها لا إسم ولا معنى كل اللي أعرفه إنه شعور حلو.
: آه لو تشوفيه يا رؤية وهو متغاظ ومعندوش حل غير إنه يرضى بالأمر الواقع.
مسكت بطني وضحكت أكتر وأنا بسترجع شكله ونظراته المتكادة مني.
_طب مش خايفة منه؟
= هيعملي إيه يعني؟ هيخصملي؟ كده كده مش فارق معايا المرتب أنا كنت هسيب الشغل خالص بس هو اللي أجبرني يبقى يستحمل.
_ أيوا بس مش لدرجة لوز اللوز!!! دي ترجمة مقالي لب وسودانى يا ماما مش جامعة أمريكية.
ضحكت وضربتها في كتفها وأنا بقول: بس بقا متضحكنيش أنا ضحكت النهاردة بم فيه الكفاية، سبحان من خلاني أكتم ضحكتي في وجوده بجد.
بصتلي بصة عرفاها كويس مع بسمة خبيثة كده، حطيت شعري ورا ودني وأنكرت: لا…لا والله مش اللي في دماغك، عادي يعني بصي هقولك، هو…كويس بس التوقيت اللي ظهر فيه في حياتي توقيت ميسمحش خالص إني أحط إسمه مع إسمي في أي حاجة، دا يبقى أخوها يا رؤية أنتِ متخيلة أنا هبقى بأذي نفسي إزاي لو فكرت مجرد تفكير إني أدخل حياته أو أدخله حياتي!!!
_ أنا مش متخيلة أي حاجة غير إنك أعترفتي بكل حاجة ومن غير قلم حتى! أنا يدوب بصيتلك بصة قولتي كل اللي عندك، للدرجادي تأثيري قوي؟
= إيه دا هو أنتِ مسألتيش؟
_ وربنا ما حصل.
سكتنا شوية وبعدين سألتني: دُنيا أنتِ كويسة؟
ضميت نفسي بدراعاتي وقولت: مش عارفة..بس حاسة إني هبقى كويسة بالشغل، هلهي نفسي يوم ورا التاني أكيد هتعافى صح؟
بصيتلها لعلها تطمني، ضمتني ليها وقالت بنبرة حنينة: أكيد يقلبي مفيش حاجة بتفضل على حالها، دا سبحان مغير مقامات الناس في قلوبنا من اللهفة للعادي ومن العادي لللاشئ..بس قوليلي.
_ هممم؟
= عايزة تنتقمي منه أو يعني عايزة ربنا يخلصلك حقه منه؟
_ عايزة أبقى كويسة…كويسة وبس يا رؤية، لو كنتِ سألتيني السؤال دا قبل ما أبدأ شغل كنت هقولك اه وأتمنى ميتهناش يوم واحد في حضن مراته وإبنه اللي جاي دا ميتهناش بيه كمان، بس بعد ما عيشت تجربة جديدة اللي هي شغلي حسيت إني بقيت أهدى بسبب البني أدم اللي إسمه عُمر دا حسيت إنه شغل وقتي بسبب الشغل دا، البني أدم دا أنا ممتنة ليه كتير أوي من أول يوم قابلته فيه.
لقيتها فصلتني وراحت ماسكة الصينية وطبلت عليها: يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلناااا.
خبط كف بكف وأنا بحرك رأسي في يأس منها، طول عمرها بتعمل من الحبة قبة، وأي شاب كانت تشوفه بيبصلي صدفة أول ما تروح علطول تبعتلي صور فساتين فرح وديكورات للخطوبة ولما أسألها دول بتوع إيه تقولي تحضيرات خطوبتك على الشاب اللي مش هقابله تاني في حياتي أصلاً!!
_ بس يا بنتي ربنا يهديكي، قومي روحي بيتك يلا.
نامت على السرير وفردت البطانية وهي بتقول: بس يا ماما أنا مقيمة هنا النهاردة.
= متسولة والله.
فكت شعرها وقالت: بالزمة في متسولة قمر كده!
جريت عليها حضنتها وقولتلها وأنا مبسوطة إنها هتشاركني الليلة، كالعادة مش هتسيبني لدماغي: أحلى متسولة شوفتها في حياتي.
حضنتني وقالت: نامي نامي يا بتاع لوز لوز أنتِ.
__________________
روحت البيت وحاسس إن في مدينة ملاهي في رأسي، فتحت باب البيت وأنا بضغط على دماغي: ااااه ياني يماااا، يحوستي السودة…يوقعتي المهببة ياني يماااا.
كنت طالع السلم رايح أوضتي زي الكهل العجوز، “لارا” خرجت من أوضتها لقتني بندب ولا أجدعها ست.
_ عُمر مالك يا حبيبي؟
مسكت دماغي وقولت بتعب: الله يسترك شوفيلي طرحه من اللي عندك ألف رأسي بيها لحسن في ناس بتجري جوا مجننين أمي.
بصت حواليها بخوف وسألتني: جوا فين؟؟
_ أنتِ بتبصي فين يا ماما أنا بتكلم على نفوخي، روحي أمشي من قدامي نامي، روحي ربنا يهديكي.
سبتها ومشيت سمعتها بتقول: ربنا يهديني أنا برضو!
= خشي نامي وبطلي برطمة.
كملت طريقي لأوضتي، كنت شوية وهزحف طاقتي انعدمت حرفياً، قولت جوايا: هلاقيها منك ولا من نرمين ولا من دُنيا ليه ياربي رازقني بحريم جاية على صحتي أوي كده…يلا الحمد لله أنا راضي بقضائك يارب.
أمي خرجت من أوضتها لقتني بكلم نفسي قالتلي بقلق: بسم الله الرحمن الرحيم…مالك يا عُمر يا حبيبي؟ أنت بتكلم نفسك يبني؟
_ لا بصي يا أمي أنا عايزك تعتادي المشهد مش بعيد بكرا تلاقيني اتحجبت أو رابط دماغي أو داخل عليكي بجهاز أكسجين مثلاً، متقلقيش يعني أنا تمام.
= تمام إزاي يا عُمر مين عمل فيك كده؟؟؟
_ اللووووز اللوز يا أمي.
= لوز مين؟؟
_ لا متاخديش في بالك أدخلي أنتِ نامي الوقت أتأخر، يلا تصبحي علي خير.
بوست راسها وكملت طريقي، هي الأوضة بتاعي مبتجيش ليه؟؟ افتكرت إني عامل أوضتي في الروف فوق.
بصيت للسلم وقولت ولا السكران: مش قادر أطلعلك والله يغالية، مش عايزة تنزليلي أنتِ خالص؟
ضحكت على نفسي وقولت: لا حول ولا قوة إلا بالله، خلتيني أكلم نفسي يا دُنيا ناوية تعملي فيا إيه تاني؟!!!
نمت في أوضة من الأوض اللي تحت بعد ما خدت حباية مسكن عشان أقدر أنام.
صحيت تاني يوم على صوت زعيق وحركة كتير مش عارف إيه مصدرها، رأسي كانت تقيلة أوي، ضغط على نفسي وقومت أشوف في إيه، وجوايا بحسبن عليهم كلهم واحد واحد.
لقيت ماما في وشي، سألتها بنبرة نعسانة لسه: في إي…
قاطعتني وهي بتقول بعياط: ألحق يا عُمر أختك وقعت من على السلم وشكلها سقطت.
فتحت عيني دلوقتي بس صحيت قولتلها بخوف: إيه؟؟؟؟؟ هي فين؟؟؟
_ مراد أخدها على المستشفى ألبس وخدني معاك يلااا.
كملت عياط، كنت واقف تايه “لارا” ضعيفة زمانها فقدت دم كتير، و..”دُنيا” ربنا خلص حقها بس…بس دي أختي، دا مش عدل! استغفرت جوايا وجريت أجيب مفاتيح العربية، خرجت بلبس الشغل بتاع إمبارح لأني مكنتش غيرت.
وصلت المستشفى لقيت “مراد” قاعد على الكرسي ودافن راسه بين إيديه، كان ضعيف مهموم ورغم كده مصعبش عليا بصيتله بكره وفي صوت جوايا بيقول “شوفت نتيجة أفعالك ربنا خلص حقها ف أختي!!!! ”
أمي جريت عليه وسألته بلهفه: بنتي….فين بنتي يا مراد.
رفع راسه وكان بيعيط، ساعتها قلبي اتحول لمطرقة ضرباتها مؤلمة أوي، اتصنمت مكاني…كنت خايف…خايف أسمع رده.
_ لارا جالها نزيف داخلي حالتها.. حالتها صعبة أوي.
أمي قعدت جمبه كملت عياطها، وأنا غمضت عيني وأتأوهت جوايا، مش مهم هتبقى كويسة المهم إنها عايشة..هتبقى كويسة…إن شاء الله هتبقى كويسة.
مشيت ناحيته ورفعته من لياقته وقولتله وأنا بستحلف: أقسم بالله إن جرالها حاجة أنت الجاني على نفسك.
حدفته على الكرسي ومشيت، مشيت وعيني عايزة تضعفني وتبكي “لارا” مش بس أختي “لارا” بنتي وكبرت على إيدي، وجعها بالنسبالي غالي…غالي وكأن الضربة صابتني أنا.
مشيت وقررت أروح الكورنيش مش عارف كنت رايح أهدي نفسي بالبحر ولا عندي أمل أشوفها هناك فأهدى.
___________________
صحيت من النوم ولبست وروحت الشركة، كان عندي طاقة حلوة وجديدة عليا بقالها كتير أوي قليلة الزيارة..يا مرحب بيها.
روحت الشركة لقيت “نرمين” قاعدة بتعيط ومتشحتفة أخر شحتفة.
_ مالك يا نرمين في إيه؟
بصتلي وبعدين رجعت عيطت أكتر طبطبت عليها وقولتلها: يخبر أبيض! كل دا!!! طب حصل إيه طيب؟؟؟
_ أستاذة يارا.
= يارا مين؟
_ أخت بشمهندس عُمر.
= قصد لارا؟
_ آه هي دي.
= مالها؟؟
_ سقطت النهاردة وحالتها صعبة أوي أصلها ضعيفة يقلب أمها.
قومت وقفت مكاني بصدمة ومفيش في بالي غير مشهد كلامها وهي بتقول لأخوها بفرحة “أنا حامل” أفتكرت جملة “رؤية” “مش عايزة تنتقمي منه أو يعني عايزة ربنا يخلصلك حقه منه!!! ”
خرجت من الشركة رفعت عيني للسما وقولت بعيون فيها لامعه دموع: يارب أنا عارفة إنك مبتنساش حد وبتخلص لكل واحد حقه..بس هي كانت عايزة إبنها أوي، لا حول ولا قوة إلا بالله.
حطيت إيدي على شفايفي واستغفرت، دموعي كانت نازلة لأول مرة حقي يرجع ومكنش فرحانة برجوعه، تخيلتها لما تسمع خبر وفاة إبنها اللي ممكن يكون لسه متكونش أصلاً، عيطت أكتر “البنت ملهاش ذنب…البنت ملهاش ذنب”، جملة رددتها طول ما أنا ماشية.
في الظروف اللي زي دي أحب أروح مكاني المفضل، بس اتفاجئت لما روحت، لقيت ليا شريك هناك …”عُمر”.
كان قاعد محني وحزين وهمومه بتقل جبال، بصيتله بحزن وعيني كونت غيمة جديدة، أخدت نفس عميق وأتوجهت ليه حبيت أرد الديون اللي عليا.
_ لو سمحت دا مكاني.
رفع رأسه وبصلي بعيون حمرا زي الطفل التايه، هيحصل حاجة لو طبطبت على طفل ٢٧سنة؟؟
قعدت جمبه بكل هدوء، فضلنا ٥ دقايق بدون كلام، مكنش غير صوت الهواء هو اللي كان محرم بينا.
_ حقك أتاخد يا دُنيا.
قالهالي بنبرة ضعيفة مهزومة، حسيت بالذنب نبرته حسستني إن أنا السبب في اللي حصل لأخته، بصيتله وقولت بحزن: والله ما كنت عايزاه كده مكنتش عايزاه أصلاً…أنا كنت بسعى إني أبقى بخير يا عُمر مش إني أخد حقي، والله ما كنت أتمنى كده.
حرك رأسه كتير ومردش بص للبحر بنفس النظرة التايهه حتى الكلام كان تقيل على لسانه، جوايا حربين..حرب بتقولي قومي سبيه أنتِ مالك أصلاً!! والتانيه بتقولي أنتِ أكتر واحدة عارفة إن الإنسان لما يكون ضعيف يبقى في أَمَس الحاجة لشريك.
_ تعرف في الظروف اللي زي دي أحب أعمل إيه؟
بصلي بدون رد وسألني بعيونه ” إيه؟ ”
خرجت منديل من الشنطة وقولت: أحب أقدم منديل.
ابتسم وقال بهدوء وتقل: بس دا دوري.
بصيتله وقولت: خليها علينا المرادي.
بص لإيدي ورجع بصلي تاني بنظرة غريق محتاج اللي يطمنه ويسحبه لبر الأمان.
حبيت أقوم بالدور دا وقولتله: هتبقى كويسة يا عُمر دا اختبار من ربنا محتاج شوية رضا مع شوية صبر وهيعدي بإذن الله ربنا يطمنكوا عليها يارب.
ابتسم وأخد مني المنديل بدون رد، عذرته على عدم رده، الإنسان في الظروف اللي زي دي التنهدية بالنسباله مُجهدة ما بالك بالكلام!
وصلتلي مسدچ على الموبيل بصيت فيه ورجعت بصيتله: العميل بيقول إن في مشكلة في الأحجار وإن الكمية ناقصة.
رفع رأسه للسما وصرخ بصوت عالي: اااااااااه.
بصيتله بأسى وأنا مش عارفة أعمل إيه، عارف لما تبقى من كله؟؟ أهو دا إحساسه دلوقتي، ربنا يعينك يا عُمر.
حاولت أهديه: لو سمحت إهدى هتتحل أنا معاك بس بهدوء هنفكر ونلاقي حل، العصبية عمرها ما كانت حل صدقني.
قام وقالي: يلا.
_ يلا فين؟
= هو زمانه جاي على الشركة هقوله دا اللي عندي واللي عنده يعمله.
قومت وقفت قدامه: لا طبعاً مش هينفع كده أنت عارف دا مين؟؟ عُمر متخليش غضبك يسيطر عليك.
جاوبني بعصبية وصوت عالي: على نفسه يا دُنيا مش عليا أنا اللي فيا مكفيني معنديش طاقة ولا خُلق للراجل دا، أشترانا بفلوسه!!؟ فلوسه ياخدها ع الجزمة.
_ يا عُمر الراجل مقالش حاجة هو بس بيعرفنا إن حقه موصلوش كامل بس أنت غضبك وحزنك مش مخلينك عايز تستوعب حاجة وتشوف الأمر صح.
= وإيه الصح؟؟
سألني بصيغة واحد محتاج اللي يدله إبتسمت وقولتله: الصح إنك تهدى وتشوف العيب فين بالظبط وتحله، هنروح الشركة دلوقتي ونفهم منه المشكلة ونقعد نحلها…شوفت بسيط إزاي؟؟
ملامح وشه بقت أهدى وبدأ يستوعب صح.
: تمام يلا.
_ يلا فين؟
: هوصلك معايا كده كده طريقنا واحد.
_ معاك فين؟
: لا بصي بقا أنا…
كملت عنه وقولت: طاقتي خلصت ومعنديش خُلق.
قالي بإبتسامة: ما أنتِ حافظة أهو!
: بتقولها أكتر ما بتتنفس.
_ طب ممكن نتحرك عشان ألحق أشوف أختي؟
اترددت وخدت وهله على ما أفكر بس رجعت وقولت هيعملي إيه يعني؟ هياكلني!!!! صوت جوايا أنكر ” لا محترم ميعملش الحاجات دي”
وصلنا الشركة وقابلنا العميل وطلع مفيش مشكلة كبيرة، الفكرة كلها إن الحمولة كبيرة ف تم تقسيمها على ٢ مش أكتر.
العميل سلم على “عُمر” وقاله جملة بلغته، “عُمر” بصلي عشان أوضحله.
: بيقولك كده الشراكة بينا هتمشي زي السكينة في الحلاوة.
_ مقالش لوز اللوز؟
ضحكت وحركت رأسي ب “لأ”
العميل مشي و “عُمر” أستأذن عشان يمشي يشوف أخته وقال لكل اللي في الشركة اعتبروا النهاردة أجازة، بس أنا مكنتش عايزة الأجازة…أنا كنت عايزة أطمن على “لارا” أو أخو “لارا” لسه مش متأكدة.
________________
وصلت المستشفى لقيتهم نقلوا “لارا” على أوضة بعد ما عملوا ليها كحت للرحم عشان يشيلوا بواقي النزيف، كانت ضعيفة أوي، جريت عليها وبوست راسها.
بصتلي وقالت بهمس ضعيف: أنا كويسة يا عُمر.
قولتلها بقلق: دايماً يقلب عُمر…دايماً كويسة يارب.
قومت لقيت أمي و”مراد” واقفين وعيونهم فيها راحة مدتش “مراد” أي أهتمام وسألت أمي: الدكتور قال إيه؟
جاوبتني برضا: الحمد لله قال إنها هتفضل هنا يومين تلاته لحد الحالة ما تستقر ويكتبلها خروج.
إبتسمت وحمدت ربنا وأنا ببص لأختي: الحمد لله حمد الله على السلامة يحبيبتي.
جاوبتني بإبتسامة حزينة: الله يسلمك يحبيبي.
نزلت عند راسها بوستها وهمست في ودنها: ربنا هيعوضك خير يا لارا محدش عارف الطفل دا كان ممكن يسببلك إيه.
حسيت بدموعها نازلة على كف إيدي، رفعت إيدي ومسحتها وأنا بقول بقلب مفطور عليها: والله هيعوضك يا لارا الحمد لله إنك معانا، قومي أنتِ بس يستي وهاتيلنا عيال يبقوا زنانين وزي القمر زيك كده.
قالتلي بدموع: أنا زنانة يا عُمر؟
: أجمل وأرق زنانة في الدنيا كلها.
ضحكت ضحكة خفيفة ومسحت دموعها بس أنا دموعي عليها حابسها جوايا ومش عايزة تجف.
خرجت من الأوضة وضغط على عيوني لعل وعسى تفضل مكانها ومتبينش ضعفي.
_ عُمر والله أنا مليش ذنب.
بصيت ورايا لقيت “مراد” بيقولهالي بتبرير، رديت عليه بقلة حيلة: والله ما أنا عارف ذنب مين فينا، ذنبي إني وافقت إنها تتجوزك من الأول ولا ذنبك أنت وبيتخلص فيها.
خطى خطوتين ناحيتي وقال بعصبية: هو أنت إيه يا أخي!!! أنت مفكرني مبحسش!!! مفكرني معنديش دم ولا حتى شعور بالذنب!! حد قالك إني جبل؟ أنا كل يوم بحاسب نفسي ميت مرة وببقى حاطط إيدي على قلبي لحد ما اليوم يخلص لأني واثق ومتأكد إن حق دُنيا مسيره يتاخد من حباب عيني، اعترفتلك إني زبالة وقذر وعارف دا كويس مش كل شوية تعايرني، قولتلك إني أتغيرت ومستعد أروح لدنيا أبوس إيديها عشان تسامحني كمان بس مشوفش نظرة عينيك دي كل ما تشوفني…أنا مش وحش أوي كده يا عُمر بغلط وبتعلم وبصلح غلطي، غلطتي كانت كبيرة عارف بس أعمل إيه أرجع الزمن إزاي عشان مكررهاش؟؟؟؟؟
مكنتش قادر أتكلم وأرد عليه بس حسيت إنه اتغيرت وحاسس بذنبه، فتحت درعاتي ليه وقولتله: تعالى تعالى طلعت بتحس يواد يا مراد.
بصلي بعتاب وفضل واقف مكانه، زعلان مني عارف بس دي أختي أخسر عشانها أعز ما أملك ومبكيش عليه كمان.
روحتله أنا وضميته ليا: خلاص بقا قلبك أبيض.
ضمني هو كمان وقال: قولتلك دلني ومتسبنيش يا عُمر، قولتلك مليش غيرك بس أنت كنت مصمم تسمع نفسك وبس.
_ ما خلاص بقا يا اتنشن حقك عليا.
= أفتكر إن الاتنشن دا بتلف تلف وترجعله.
_ للأسف صح قدري بقا أعمل إيه!
في الخلفية فارس قطرية بيقول “مليش غيرك يا صحبي دليل وعكاز ليا وقت ما أميل”
________________
_ أرن..ما أرنش…أرن…ما أرنش…أرن…ما أرنش..أر..
= خلاص بقا ارحمي أم الورد طلعتي عينه.
قالتها “رؤية” وهي شيفاني عماله أفصل ورق الوردة عن بعض وبحاول أوصل لقرار.
_ مهو أنا عايزة أطمن على أخته بصراحه.
= هحاول أصدقك حاضر.
_ مش مضايقني غير إنك شاكة إني عايزة أرن أطمن عليه هو فعلاً أنا عايزة أرن أطمن عليه بس ليه الشك!!
= أيواااا كل شئ أنكشفن وبان.
_ كمدير فاضل والله ليس إلا.
= فاضل دا يبقى خالك.
_ مش هرد عليكي عشان أنا عندي خال فعلاً إسمه فاضل.
= وأخرتها معاكي يا بنت الجبالي.
_ نرنوا؟
= لا
_ يبقى نرنوا.
= قد إيه أنا عرفت أربي.
_ بس بجد عشان كان شكله صعب أوي وهو مقصرش معايا لما تعبت أنا برد الجِميل مش أكتر.
= جميل دا يبقى عمك.
_ ما تبس بقااا أنتِ جاية تعرفيني على عيلتي!!
= أموت في صلة الرحم.
ضحكنا سوا وجابتلي الموبيل، يلا ١،٢،٣ رنيت ومع كل رنة قلبي كان بيدق ضعفها.
لقيته بيقول ألو، روحت قفلت في وشه ورميت الموبيل، “رؤية” بصت لتصرفي وقالتلي بصدمة: في إيه؟؟؟؟؟
قولتلها بتوتر: الحقيني رد عليا.
_ وحياة طنط!! وإحنا كنا بنرن عشان نعمل فيه مقلب!!!! ما احنا كنا بنرن عشان يرد يا أخرة صبري.
= متوقعش إنه يرد علطول كده دا طلع سهل أوي.
لسه هترد عليا لقيت موبيلي رن بصت عليه وقالتلي إنه هو “عُمر” فضلت ألف حوالين نفسي وقولتلها بخوف: إيه أستخبى ولا إيه؟؟؟
ضربتني في كتفي: تستخبي إيه هو أنا بقولك تحت السرير! دا في الموبيل، اعقلي بقا وردي بدل ما أرد أنا وأفضحك.
سحبت منها الموبيل وقولتلها: خلاص خلاص هرد أنا.
كحيت مرتين لقيتها بتقول بنفاذ صبر: خفي يا أنغام خفي يختي الواد هيزهق ويطفش.
فتحت وسمعت بحة صوته حسيت إني هقفل في وشه تاني، لقيت “رؤية” مسكالي الشبشب وبتستحلفلي لو عملت كده.
_ دُنيا أنتِ معايا؟
= أيوا ايوا مع حضرتك.
_ أنتِ كنتِ رنيتي صح؟
قولتله بصدمة: أنا؟؟؟؟
وبعدين رجعت هديت تاني: أيوا كنت رنيت قولت أطمن على أخت حضرتك.
حسيته ابتسم معرفش الإحساس دا جالي منين سألني بهدوء: ممكن أقولك حاجة؟
حركت رأسي بدون رد وكأنه شايفني لقيته قالي: أقول ولا إيه؟
أدركت إننا بنتكلم فون مش وش لوش: معلش أنا أسفة معاك أتفضل.
قالي بدون مقدمات: دُنيا أنتِ جميلة أوي.
_ هااا؟
كرر جملته تاني: جميلة أوي.
كنت ساكته زي اللي أول مرة تسمع غزل والحقيقة إني فعلاً أول مرة أسمع غزل، لما كنت مخطوبة ل “مراد” كان بيعاملني زي أخته باين.
_ دُنيا.
= هممم؟
_ أمي بقالها كتير أوي بتزن عليا عايزة أفرح بيك عايزة أفرح بيك وبصراحة أنا مش حِمل زن أمي.
= يعني إيه؟
المرادي ضحك لإني قولتها بصوت مراهقه أول مرة تكلم واحد من ورا أهلها.
_ يعني أنا بحب احتفظ بالحاجات الجميلة، وأحب جداً أتحفظ بيكِ العمر كله معايا.
= أنت بتهزر يا عُمر؟ يعني هو أنا كنت فهمت اللي قبلها لما هفهم دي؟!
ضحك أكتر وصوت ضحكاته كانت زي فراشات بتزغزغ بطني.
قالي بيأس: سيبك بقا من اللي أنا قولته دا أنا وأمي هنيجي نشرب كوبايتين شاي بكرا عندكوا بتعرفي تعمليه؟
قولتله بغباء: أيوا أكيد مش كيميا يعني بس ليه برضو؟
لقيته انفعل: اقفلي اقفلي أنا كلامي مع أبوكي أنا أسف إن أنا بكلمك.
قفلت معاه وكنت زي اللي مخلصة جلسة كهرباء “رؤية” بصتلي بكل حماس: هاااا في إيه أنتِ مسنتحه كده ليه؟؟؟
قولتلها بعدم فهم: بيقولي هيجي يشرب شاي مع أبويا بكرا..
لقيتها صوتت بضحك وفرحة، ساعتها اكتشفت إن أنا غبية لا محال!
حاولت تفهمني فقالت: هو لما شاب يجي يشرب شاي أو قهوة في بيت بنت دي معناها إيه؟
_ معندهمش مثلاً في البيت؟؟؟
قلتها بخوف لقيتها مسكت المخدة وضربتني بيها على دماغي.
: أنتِ حلال فيكِ الضرب أنتِ اللي علمك ظلمك والله.
__________________
اليوم اللي بعده لقيت بابا بيقولي في عريس كلمه وجاي يتقدملي وقالي أجهز نفسي للرؤية الشرعية، كنت عارفة إنه هو بس عملت نفسي معرفش مين العريس واكتفيت بإبتسامة ودخلت أوضتي تاني.
خرجت فستان روز وطرحة بيضا ومحطتش نقطة ميكب اكتفيت بالكحل.
سمعت صوت الباب بيخبط وبابا فتح ودخلهم، أمي دخلت ليا عشان أطلعلهم، كنت حاسة إني بعيش التجربة دي لأول مرة، يمكن لأني كنت مؤهلة وعارفة الشخصية دي كويس أو بمعنى أصح عرفاها إلي حد ما…يمكن!
خرجت وكنت شايلة صينية العصير، حسيت إني هتكفي على وشي لو محدش لحقني.
قعدنا شوية سوا وبعدين كلهم قاموا وسابوني أواجه الكائن دا لوحدي!!
جه قعد جمبي بعد ما بص عليهم واتأكد إن كلهم في البلكونة: على فكرة أنا طلبت شاي مش عصير.
رفعت راسي وبصيتله وأنا بقول بغباء لتاني مرة: هاا؟؟؟
عيونه كانت جوا عيوني، أرتبكت أكتر بصيت للأرض لقيته بيقول: على فكرة لو كنت أعرف إن عيونك حلوة كده كنت جيت من زمان.
غمضت عيني جامد كنت بنافس الطماطم المستوية وأنا قاعدة وشي كان عبارة عن صهض.
_ دُنيا بصيلي.
حركت رأسي بمعنى “لأ”، كرر كلامه تاني: لو سمحتِ بُصيلي.
أخدت نفس عميق ولا اللي رايح يغطس، رجعت بصيتله لقيته هادي قالي بجدية: مستعدة تدخلي حياة عُمر الشرقاوي؟ مستعدة تواجهي مراد كل يوم بدون ما تتحرك فيكي ذرة مشاعر سواء كانت كره أو بغض أو خلافه؟ مستعدة تبقى مدام عُمر الشرقاوي؟
كلامه وترني وترني لدرجة مرعبة أنا فعلاً هواجه أكتر شخصية أذتني في حياتي كل يوم بل ممكن كل ساعة! بس لما راجعت الاحداث اللي حصلتلي الفترة الأخيرة، لقيت إن كل لحظة ضعف واحتياج كان هو اللي معايا، كنت ببقى مطمنه! مخوفتش…كنت بضحك معاه من قلبي، كنت بشاركه مشاعر أول مرة أعيشها كنت بعيشها بفضله وبفضل وجوده!
قولتله: هجاوبك بس تجاوبني على سؤالي.
قالي بثقة: أنا مستعد لأي أسئلة.
_ ليه جاي تتقدملي؟
= اممم سؤال إجابته طويلة حبتين بس هحاول اختصر، في الأول خالص كنت حابب أعوضك عن اللي عيشتيه، حسيت تجاهك بمسؤولية غريبة كده، بعدين لما اللقاء بدأ يتكرر حسيت إن دي مش صدفة وإن دي رسالة، ربنا بيقولي نصك التاني أهو خدها يغبي وقولها قد إيه كنت مستنيها من زمان، أما بقا لما بقيتي في حياتي رسمي بعيداً عن لوز اللوز وعنب والسكينة في الحلاوة والحاجات اللي كنتِ بتشليني بيها دي بس حسيت إن بقا عندي حياة فيها روح، سبب أقدر أعيشله وأصحاله كل يوم غير شغلي وعيلتي والجو الروتيني اللي كنت بعيشه دا.
كان بيتكلم وعيونه مسابتش عيوني لحظة، عيوني اللي وسعت وبقت أحلى بإنعكاسه فيها وإنعكاس كلامه ليا.
كمل كلامه وقال: في الأول كنت بستحلف لمراد حالياً حابب أشكره؛ لأن بفضله قابلت البنت اللي عمرها ما فشلت تبهرني سواء بحزنها بفرحها بجمالها وحتى بترجمتها مفشتلتش تعمل كده.
ضحكت على أخر كلمه وعيوني دمعت على اللي قبل الكلمه دي، مش معقول العوض!!!!
_ دلوقتي دورك…مستعدة؟
= مُستعدة يا عُمر، مستعدة لأني واثقة إني هقوى بيك ومعاك وإنك مش هتسيبني أضعف.
_ عمري يا دُنيا.
_________________
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
رُفع المنديل ودَون القلم إسمي جانب إسمه معلناً كلاً منا زوجاً للأخر.
الزغاريط والبهجة عمت المكان، قام حضني وهمس في ودني: مُبارك عليا أنتِ يا دُنيا.
غمضت عيوني براحة وقولت: ومُبارك عليا عوض جميل زيك يا عُمر.
بدأت المباركات تهل، أولهم كان “مراد” و “لارا” أول ما شوفته محستش بحاجة ولا حتى اتأثرت افتكرت جملة رؤية ” سبحان مُغير قلوبنا من اللهفة للعادي ومن العادي لللاشئ” كنت عايزة أعلن للدنيا كلها إني بقيت في مرحلة اللاشئ وإن معايا عوض كافيني وكافي قلبي بدون ذرة احتياج واحدة.
______________________
كتبت كتابي عليها بعد سنة خطوبة؛ ممكن أكون مش أسعد بني أدم في الدنيا، بس أنا معايا دُنيا كفيلة تخليني الأسعد، لقيت “مراد” و “لارا” داخلين علينا، كان نفسي أشوف تعبير وشها أول ما شافته، بس بعدت التفكير الشيطاني دا عني، أنا واثق في نفسي وواثق فيها قبل أي شئ.
“مراد” جه حضني بكل حب: مُبارك يخويا.
= الله يبارك فيك يا مراد…كان نفسي أقولك عقبالك بس أنت عملتها قبلي.
غمزلي وقال: بس أنت عملتها أجمد.
ضحكت وحضنته و “لارا” كانت بتبارك ل “دُنيا” حسيت “دُنيا” بتتعامل عادي وكنت مبسوط بالعادي بتاعها دا واتمنيت دوامه.
“لارا” أعلنت مفاجأة إن هي حامل “دُنيا” فرحت بيها أوي وفرحت إن ربنا عوضها ولا كأنها هي اللي حامل.
_ ألف مُبارك يا لارا حقيقي فرحنالك من قلبي والله.
“لارا” فرحت لفرح “دُنيا” بيها وبصتلي بفرح وبعدين قالت وهي بتحضن “دُنيا”: يروح قلبي عقبالك أنتِ والولاا القمر دا أنا بقولكوا من دلوقتي أهوو أي بنت هتيجي هحجزها، النسل القمر دا لا يمكن يتفوت من تحت إيدي أبداً.
قولتلها بعند: لا يا ماما أنا بنتي أحنطها ولا إني أديها لحد.
دُنيا بصتلي وقالتلي: بتقول حاجة يعُمر يا حبيبي؟
_ لا يقلبي أنا بقول دا يوم المُنى وأنا بسلم بنتي لعريسها.
ضحكنا كلنا سوا وصوت ضحكنا كان مبهج، كل واحد خد نصه التاني ورقص معاه سلو بكل حُب واحتواء، فضلنا نرخم على بعض واحنا بنرقص…نضحك شوية ونرجع نكمل رقص تاني، كان يوم أجمل من أجمل يوم عيشته في حياتي.
“بحين ظنك أن الحياة توقفت يأتيك الله بشخصٍ يُعيد تدويرها وصياغتها ثم يقدمها لك ويتشاركها معك بكل حُب”
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رد قلبي)
