رواية رد فعل الفصل الرابع 4 بقلم ندى خالد
رواية رد فعل الجزء الرابع
رواية رد فعل البارت الرابع
رواية رد فعل الحلقة الرابعة
دخل عليا فجأة وهو متعصب والشرار طالع من عينيه، فقمت مفزوعة من على السرير.
– بتكلمي مين؟!
= مش حد.
– إيه إلي حصل من شوية ده؟!
عملت نفسي مش فاهمة = إيه؟!
– ده من امتى الدلع ده، الله يرحم جلابية المطبخ إلي مكنتيش بتقلعيها.
= ما هي دي الحاجة الوحيدة إلي بتخفف عني شوية ضربك فيا، أو على الأقل مقفولة فلما أهرب من بين إيديك هكون مستورة.
– وإيه إلي اتغير دلوقتي، إنتي فاكرة إني هبطل أعمل كده، أقسم بالله أبدا طول ما انتي بتعصيني وبتغلطي في حقي مش هتشوفي مني غير كل أذية.
= وأنا قلت إلي عندي خلاص.
– وإيه إلي عندك بقى؟!
= إني مش هسمحلك تعمل فيا كده تاني ولو حصل هطلبلك البوليس ووقتها مش هتنازل عن حقي ولو جالي مين في البلد.
مسكني من شعري وزقني في الحيطة..
– انتي فاكراني خايف من كلامك، ده قبل ما تعمليها هخليهم يشيلوكي على نقالة.
لقيته بيخلع حزامه فصرخت فيه..
= أقسم بالله لو حصل حاجة للي في بطني لأقتلك وأقتل نفسي.
سيبته واقف مذهول وأنا بعدت عنه بحركة عصبية وخرجت، دخلت المطبخ وأنا مرعوبة، كنت تعبانة، كنت بنهج، كل حتة في جسمي كانت بتترعش، مش عارفة أسيطر على أعصاب إيدي ولا رجلي فوقعت على الأرض، دخل عليا المطبخ وأنا في الحالة دي فقعد جنبي على الأرض بشكل فزعني أكتر رغم إني أول مرة أشوفه كده، مكانش شكل شخص ناوي يأذي حد، كان تايه كده ونظرته ساكنة والكلام مش راضي يخرج منه.
في هدوء كنت مستغرباه – انتي حامل؟!
اترددت أتكلم في الأول = اه.
– كنت أحسبك مش عايزة تخلفي مني.
= دي حقيقة، لكن حد يقدر يعترض على قضاء ربنا!!
– طب ليه يا دينا، أنا طبعي صعب شوية اه لكن مش وحش للدرجادي، إنتي عارفة لو كان حصله حاجة بسببي، مكنتش هسامح نفسي أبدا.
= إنت أوحش راجل شفته وقابلته في حياتي، إنت شخص ظالم متعرفش ربنا ولا في قلبك ذرة رحمة، وأنا مش قاسية زيك ولا أنانية عشان أجيب طفل منك يعاني معايا، أنا مستعدة أحرم نفسي من نعمة الأمومة ولا إني أشوف ابني ولا بنتي بيتشوهوا نفسيا وجسديا بسببك.
– بس أنا عمري ما هأذيهم، دول حتة مني!!
= إيه المنطق ده، يعني دول مش هتأذيهم عشان ولادك، لكن أنا جاية من الشارع فأتأذي عادي مش كده؟!
– إنتي إلي بتستفزيني بتصرفاتك، لكن أنا مش بقصد أمد إيدي عليكي.
= هو إنت إنسان طبيعي زينا، تصرفاتي ومش بتقصد!!
أنا ماشية على الحبل في علاقتي معاك، بدوس على نفسي كتير عشان بس أرضيك لأن الغلطة معاك بفورة وإنت فاهم أقصد إيه كويس.
– حقك عليا.
قعدت شوية أستوعب هو قال إلي أنا سمعته ولا أنا بيتهيألي من التعب.
= بس كده، بعد كل ده حقك عليا!!
قلعت تيشيرت البيجامة وفي حركة عصبية ومع دموعي إلي غرقت وشي وإلي كالعادة مقدرتش أسيطر عليها بدأت أوريله آثار ضربه إلي على جسمي.
= شايف إنت شوهتني إزاي، تحب أوريلك أكتر!!
كنت هقلع البنطلون بس هو مسك إيدي وأخد التيشرت ولبسهوني.
كنت متبنجة تقريبا مش مستغربة، بس لما فقت لقيت نفسي بزقه بعيد عني.
= إنت حيوان، أنا عمري ما كرهت حد أد ما كرهتك، عارف أنا اتمنيت الموت كام مرة، طب تعرف قتلتك في خيالي كام مرة وكل مرة بطريقة أبشع من إلي قبلها، إنت متخيل إنت عملت فيا إيه، إنت كسرتني وكرهتني في نفسي وفي جسمي، كرهتني في فكرة كوني ست، لو مكونتش تقصد تضربني وتصرفاتي إلي كانت يا حرام بتجبرك على كده، كنت بتجبرني عليك ليه، إيه دافعك لكده، اليوم كله ضرب وإهانة وآخر الليل أتعامل معاملة الأموات بالشكل المقرف ده، أنا عمري في حياتي ما هسامحك، وأنا عارفة إن كل كلامك ده عشان ابنك إلي في بطني وبس، بس لازم تعرف إن ابنك مهما كنت بتعامله كويس عمره ما هيبقى سوي نفسيا وهو شايف أمه بتتبهدل كده من تحت راسك، وعموما يا عماد ده أخرك معايا دلوقتي ابنك وبس.
– يعني إيه؟!
= يعني احنا في حكم المطلقين ومفيش حاجة هتربطنا ببعض تاني غير ابننا لما ييجي بالسلامة.
– بس أنا متجوزتكيش لمجرد إني أخلف منك عشان تقوليلي كده، ما كنت اتجوزت أي ست وخلاص.
= تصدق فعلا، أنا لغاية دلوقتي مش لاقية سبب منطقي واحد عشان تتجوزني، اشمعنا أنا يا عماد؟! ولا قلت محدش هيستحمل الدماغ دي غير وحدة متربية عليها من صغرها، ولا يكونش قلت بنت عمي أولى بالبهدلة دي من الغريب!!
– اسكتي بقى أنا على أخري.
= أنا إلي جبت أخري من العيشة دي.
– ومدام جبتي أخرك متزوقة كده لمين؟!
= لنفسي، أنا ادفنت بالحياة من وقت ما دخلت البيت ده، نسيت نفسي ونسيتني إني بنت، كرهت نفسي وحياتي وبقيت مش قادرة أبص لنفسي في المراية حتى، أقولك على حاجة يا عماد إنت تطلقني بجد عشان مجرد شوفتك أنا مش طايقاها ومش هقدر أكون أم كويسة لابني طول ما أنا خايفة منك عليه وعلى نفسي.
– هتخافي عليه مني، أنا هبقى أبوه انتي فاهمة، ده ابني!!
= لما تعرف تقوم بدورك كزوج كويس ابقى اتكلم بثقة كده عن دورك لما تبقى أب.
بصلي بلوم وكأنه بيعاتبني إني لأول مرة أقول الحقيقة في شخصه بالشكل ده، بس بعيدا عن احساسي بالراحة وكأني بركان وانفجر بعد ما طلع كل إلي جواه، أنا لسه مستغربة ردة فعله دي جدا، مش ده عماد إلي لو نطقت بأي كلمة بياخدها على كرامته وإنه إزاي وحدة ست تتناقش معاه ولا صوتها يدخل في صوته، وكأن وجود تاء مربوطة في شخصك ده كفيل يحط منك ومن إنسانيتك.
سيبته وقمت سخنت الأكل وهو زي ما هو قاعد على الأرض جنبي وأنا بتحرك حواليه ومفيش أي ريأكشن، كنت هقوله الأرض ساقعة وقوم اقعد على السرير جوا أحسن، بس حسيت إن ده سبب من الأسباب إلي مخلياه يتمادى معايا إني بتعامل بأصلي، وحنيتي بتطغى على غضبي، وإنه عمره ما هيتغير طول ما بيعمل فيا ما بداله وبعدين بيرجع يلاقيني فاتحاله دراعاتي بالشكل الغبي ده، فسيبته.
= الأكل على السفرة.
استنيت منه رد لكن زى ما هو سرحان في اللاشيء.
= براحتك أنا هروح آكل.
كنت همشي بس وقفني سؤاله المفاجئ..
– دينا مش إنتي كنتي بتاخدي حبوب منع حمل؟!
اتفاجئت = إنت كنت عارف!!
– اه، شوفت الشريط في دولابك.
= ومسألتنيش ليه عملت كده!!
– واضحة، الست إلي مش عايزة تخلف من واحد تبقى بتكرهه ومش عايزة أي حاجة تربطها بيه، بس إلي مش فاهمه أومال وافقتي تتجوزيني ليه؟!
= أنا وافقت لأنك العريس اللقطة إلي ميترفضش، لكن إلي شوفته منك في فترة الخطوبة من عصبية ولسان سليط ورأيك هو إلي يمشي وبس سواء كان صح أو غلط خلاني خايفة إننا منكملش بعدين فنفترق واحنا لوحدنا أحسن من لما يبقى فيه أطفال يعانوا معانا.
– ولا أهلك أجبروكي عليا وكنتي عايزة واحد تاني غيري؟!
= واحد تاني غيرك!!
– اه، زي بنات اليومين دول إلي بيصاحبوا ولا بيحبوا قبل الجواز ومش بيحصل نصيب بسبب الأهل.
= وتفتكر إن تربيتي ولا أخلاقي كانوا يسمحولي بحاجة زي دي!!
– معرفش، كل إلي أعرفه إن برج طار من نافوخي لما شوفت البرشام ده تحت هدومك ومبقيتش عارف أتصرف، حسيت بإهانة كبيرة لرجولتي إني قليل ومش أد المقام إنك تخلفي مني.
= ثانية وحدة يعني كل المعاملة الجافة دي وقسوتك عليا بسبب الموضوع ده!!
– كنت فاهم غلط.
= ودلوقتي مستني أسامحك عشان العذر السخيف ده، أي حد سوي في الدنيا كان هيسأل ويتناقش ويعرف السبب ويحله بهدوء مع مراته، لكن إنت كالعادة فضلت الحل الصعب وخليت حياتي جحيم.
– متنكريش إنك غلطانة في إنك خبيتي عني الموضوع ده، دي حاجة متخصكيش لوحدك عشان متقوليليش عليها.
= وإنت كنت هتفهمني ولا هتسمحلي حتى إني أكمل كلامي!!
– ملكيش فيه، يبقى على الأقل قلتيلي ووفضحتيلي الصورة، إنتي عارفة أنا عشت في إيه الفترة إلي فاتت، ألف تخيل وتخيل، وألف فكرة غلط عنك، وإنتي كان كل قصدك هو الخوف وبس إن روح ملهاش ذنب تتبهدل معانا.
= وأنا كان إيه ذنبي تبهدلني معاك كده؟!
– ذنبك إنك خبيتي.
= وده مش مبرر لأي حاجة عملتها، عموما الأكل زمانه برد هتيجي ولا هروح آكل لوحدي!!
اتفاجئت إنه جه ورايا من غير نقاش وقعدنا ناكل من غير ولا كلمة.
فضلنا كده فترة طويلة، الكلام على أد طلباته أو طلبات البيت، وطول ما هو في الشقة أنا بعمل مصالحي أو نايمة في أوضة الأطفال المهم إنه مفيش أي احتكاك من أي نوع، الوضع ده مكانش عاجبني بردو بس أي وضع أكيد هيكون أحسن من إلي كنا عليه.
في يوم كنت تعبانة تعب من إلي يخوف ده أحسن يحصل إجهاض أو حاجة لابني لا قدر الله.
الوقت اتأخر ومفيش دكاترة بس أنا مش قادرة أستحمل الألم ده، حاولت أسند لغاية ما وصلت أوضة النوم.
مكنتش قادرة أتكلم فيدوب خبطت على كتفه عشان أصحيه يلحقني.
أول ما شاف حالتي والعرق الغزير إلي على وشي قام مفزوع من على السرير واتصل بتاكسي ييجي عشان يودينا أقرب مستشفى.
كنت بموت بس كنت خايفة على ابني أكتر، وسط كل ده كنت مستغربة قلقه، كنت عايزة أسأله إنت خايف عليا ولا على ابنك، سؤال مالوش لازمة ووقته مش مناسب، وخاصة إنه حتى لو كان خايف على ابنه مش عليا فأنا بردو كنت خايفة على ابني أكتر من خوفي على نفسي فأيا كان المهم ابني يبقى كويس.
كنت بصرخ وأتألم وهو كان بيحاول يهديني، كان بيصرخ في الممرضات عشان ينادوا الدكاترة ويسعفوني.
كلامهم مفيهاش حاجة هي كويسة كان بيعصبوا أكتر
– أومال هي بتصرخ ليه كده؟!
= مش عارفين مالها؟!
– يبقى تستعجلوا الدكتورة يا بهايم، مش شايفينها بتصرخ إزاي!!
لأ دقيقة وحدة ما أنا كنت بصرخ وبتألم منك كتير، دلوقتي بقى عندك قلب وصراخي بقى بيأثر فيك!!
لقيته قرب مني وحط إيده على بطني وبدأ يقول أذكار ويدعي، مش عارفة إزاي بس الألم بدأ يهدى فعلا، كان بابا دايما يقولي المكان إلي تحسي بألم فيه قولي ذكر معين وادعي وهو هيخف ومكنتش بصدقه بس طلع بجد، اللهم لك الحمد.
بعد شوية الدكتورة جات والحمدلله طمنتني على ابني إنه بخير.
– وهي يا دكتورة كويسة؟!
منكرش إني اتفاجئت من السؤال وخاصة إني نسيت أطمن على نفسي، بس ارتاحت لما الدكتورة طمنته عليا، وبعد توصيات كتير من الدكتورة بالراحة التامة والبعد عن الضغط والعصبية روحنا، كنت هدخل أوضة الأطفال، لكن هو سندني لأوضة النوم.
– متقلقيش أنا هنام في أوضة الأطفال بس السرير هنا مريح ليكي أكتر.
= متقلقش أنا كويسة.
– لأ أقلق، أنا أول مرة أشوفك في الحالة دي.
= كنت ببقى أسوأ من كده بين إيديك متقلقش أنا متعودة على كده.
حسيته اتضايق من كلامي، مش عارفة ده ضيق من نفسه ولا مني، بس لقيت نفسي بشكره على وقفته معايا، مردش عليا سابني وخرج ورجع بعد شوية بشوربة خضار.
كانت أسوأ شوربة أدوقها في حياتي، بس محبتش أكسر بخاطره وأكلتها وأنا عاصرة على نفسي طن لمون.
– لو احتاجتي أي حاجة نادي بس، أنا مش هنام.
سابني مذهولة وخرج، الفترة دي كلها كانت عبارة عن كده اهتمام مبالغ فيه وخاصة لما يصدر من شخصية زى عماد ونظرات كلها حب وحنية مشوفتهاش في عيونه قبل كده، مش عارفة ده حصل إزاي بس صوت مفتاحه في الباب إلي كان بيرعبني بقيت بستناه ومجرد سماع صوته بقى بيطمني، ثانية وحدة بيطمني!! وإيه النبضة دي كمان لما بيقرب مني احنا هنخيب ولا إيه، لأ فوق كده يا عضو الندامة ومتنساش نفسك ده عماد مش حد غيره، فيه ناس بتتغير أكيد لكن ده انسلخ عن نفسه القديمة بشكل كلي وجزئي، هو إيه إلي حصل بجد، ده بسبب كلام بابا معاه ولا طريقتي إلي اتغيرت ولا معرفته للسبب الحقيقي إلي خلاني أأجل فكرة الخلفة منه ولا حملي نفسه إلي غيره ولا دعواتي استجابت!! أنا مبقيتش فاهمة حاجة بس الأكيد إني مبسوطة بالتغيير ده جدا، أنا مش عايزة غير عماد ده بحنيته واهتمامه وخوفه عليا، أدفع عمري كله قصاد بس الكام ساعة إلي بيقعدهم معايا دلوقتي، اه بتجنب إني أبصله بس مش زى ما هو فاكر لأني لسه مسامحتوش لكن عشان بحس قلبي بقى في عيوني كل ما أبصله فبتكسف، اه انا متجوزاه وحامل منه وعلى وش ولادة وبتكسف منه بتحصل عادي.
ميعاد ولادتي بتقرب وخوفي عمال يزيد إني مقومش منها، وهو كان دايما جانبي بيطمني إني هقوم بالسلامة وهرجع بيتي مع ابني في حضني، كان كلامه دافي ونبرة صوته أدفى، مكانتش النبرة إلي كنت قربت أتعود عليها منه، كانت بشكل مختلف بشكل يحضن القلب ويطمنه.
خلاص ميعاد ولادتي اتحدد وكلها يومين ويشرف ابننا بالسلامة وينور حياتنا، لما عرف الموضوع ده بقى بيقعد معايا أكتر من الأول وبشكل أقرب من الأول، وكأنه بيطمن نفسه بوجودي أكتر ما بيطمني بوجوده، كنت مرتاحة لدرجة إني كنت عايزة أقوله عايزاك تفضل جنبي كده أد الشوية الفاضلين من عمري كله لو أمكن.
– سرحانة في ايه؟!
ابتسمت = مفيش، بتخيل بس لو إيدينا اتخلقت بدون فراغات بين الصوابع.
– ربنا خلقها بالشكل ده عشان ليه حكمة في كده؟!
= إيه هي؟!
شبك إيده في إيدي – خلقها كده لغاية ما نلاقي إلي يملى الفراغات دي فيطمنا بوجوده ونطمنه.
” يبدو أن قد حان التقاء غريبين قد تآلفت روحهما، فالأرواح جنود مجندة، وأنا روحي تألفك”.
تمت..
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رد فعل)