رواية رحيل العاصي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ميار خالد
رواية رحيل العاصي البارت الرابع والثلاثون
رواية رحيل العاصي الجزء الرابع والثلاثون
رواية رحيل العاصي الحلقة الرابعة والثلاثون
ثم نهض وجهز نفسه وكذلك ليلى قد بدّل لها ثيابها، تعجب قليلاً بسبب اختفاء رجال أحمد من المكان، كان بمفرده في البيت لذلك حمل ليلى ووضعها على كرسي متحرك صغير وتحرك بها، وعندما خرجوا من البيت كانت الابتسامة على وجه ليلى وكذلك أحمد ولكنها اختفت تماماً حين التفت الاثنان ووجدوا المسدس في وجه أحمد!!
وكان صاحب المسدس هو عز الدين، نظر له أحمد بتوتر كبير ولكن توتره هذا تحول إلى صدمة عندما وجد شريف يقف بجانب عاصي!! كيف؟! ماذا؟! ما هذا الذي يحدث هنا؟؟ عاصي بجانب شريف !
قال عز الدين بصوت خفيض:
– أبعد عن البنت بهدوء
قال أحمد بسرعه:
– أنا مش هأذيها صدقني دي بنتي!
– قولت أبعد عنها بهدوء! كفاية الرعب اللي هي فيه
طالعها أحمد بعيون ترقرقت بها الدموع وابتعد عنها ببطيء فأمسكه العساكر الموجودين مع عز بسرعه، نظرت له ليلى وقالت بتعب:
– بابا أنت رايح فين ؟!
نظر لها عاصي بتفاجئ وكذلك رحيل، ثم ركضت إلى ليلى بسرعة ونظرت لها بعيون دامعه، وظلت تحتضنها باشتياق ولكن ليلى لم تُبدي أي ردة فعل وعيونها ظلت مُعلقة بأحمد ابيها..
وقبل أن يتحرك العساكر بأحمد ظل يصرخ:
– أنا معملتش حاجه أنا كنت هرجع ليلى دلوقتي لبيتها مكنتش ههرب بيها والله العظيم ده اللي كنت هعمله
ولكن للأسف لم يصدقه أي شخص وكان شريف يطالعه بشماته، ظل يدفع العساكر عنه وقال بصراخ:
– اللي جنبك ده كداب وبيخدعك!! بلاش تثق فيه هيغدر بيك هو نيته مش كويسة عايزك تتهد وتخسر! هو بينتقم منك بسبب…
ولم يُكمل جملته بسبب اللكمة التي أخذها من عاصي على وجهه، قال بعنف:
– ليك عين تتكلم بعد كل اللي عملته! أنت والحيوان التاني اللي بيساعدك هتعفنوا في السجن، مش هيهرب مني كتير
ووقتها اقترب منه شريف ووضع يده على كتف عاصي وقال:
– بلاش توجع دماغك بيه سيبه للبوليس وهو هياخد جزاءه
نظر له أحمد بغضب عارم يكاد ينفجر من كثرة غليانه، صاح به أحمد:
– أنت بني آدم كداب!! وأنا مش هسيبك وهفضحك!
ثم نظر إلى عاصي وقال برجاء:
– أرجوك صدقني المرة دي الشخص ده بيخدعك والله هيأذيك بلاش تثق فيه دوّر وراه هتلاقي مصايب
نظر عاصي إلى عز الدين وأشار له بعينيه فتحرك له العساكر والتفت أحمد وظلت عيونه معلقة بليلى التي كانت تبكي بحزن، وطالعها هو بقلة حيلة، نظرت لهم رحيل بضيق، ورغم كُرهها الشديد لأحمد إلا أنها تعاطفت معه وللحظة شعرت أنه يقول الحقيقة..
ركض عاصي إلى الطفلة بسرعه حتى يطمئن عليها ليجدها تنظر له بصمت والدموع مُعلقة بعيونها، قال بلهفه:
– أنتِ كويسة؟! حد عملك حاجه
قالت ليلى بدون مقدمات:
– أنا بكرهك
عاد عاصي خطوة للوراء بصدمة من كلامها، كانت تنظر له بعيون قاسية اختفت منها كل معاني الحياة، كيف عرفت تلك النظرات طريقها إلى عيون تلك الصغيرة، كيف انتزعت الحياة الطفولة من عيونها..
أكملت ليلى بقسوة:
– أنت أخدت ماما مني، ودلوقتي أخدت بابا، أنا مش بحبك بكرهك، بابا كان صح أنت اللي كنت بتمعنه أنه يشوفني
ثم نظرت إلى رحيل وقالت:
– وأنتِ كمان بكرهك عشان ممنعتيش خالوا
قالت رحيل بسرعه:
– أنتِ فاهمه غلط صدقيني محدش ليه ذنب في كل ده
جثى عاصي على ركبتيه ونظر بعيون ليلى وقال:
– باباكِ اتخلى عنك من قبل ما تتولدي، ومامتك حاولت تقتلك وأنتِ عندك ساعات، وأنا اللي اخدتك في حضني وبعدتك عن كل ده، دلوقتي تكرهيني!
نظرت له رحيل بذهول كيف تفوه بتلك الكلمات أمام تلك الصغيرة ولكن ذهولها قد اكتمل حين ردت عليه:
– لو بتحب ليلى كنت خليتهم يعرفوا غلطهم ويرجعولي بدل ما تبعدني عنهم
صمت عاصي وكل الموجودين أمام كلمات تلك الطفلة، فتابعت ليلى:
– بابا كان هيرجعني البيت وأنا اللي قولتله لا عايزه أفضل معاك أنتم جيتم ليه انا مكنتش عايزه حد فيكم، لو رجعت البيت هلاقي ماما عارفة أنا سمعت صوتها في البيت عشان كده كنت عايزه أهرب من الشباك بس وقعت
أخذها عاصي في أحضانه ولأنها كانت ضعيفة للغاية وكذلك صغيرة لم تقدر على دفعه، مسح الآخر على شعرها وقال:
– أنسي أي حاجه دلوقتي، خالوا غلطان بس عقاب زعل ليلى منه ده كبير اوي، أنتِ كنتِ بتعملي حاجات كتير تزعلني بس أنا كنت بسامحك عشان بحبك، معقول مش عايزه تسامحني المرة دي
نظرت له ليلى بعيون حزينة ثم اشاحت بوجهها عنه بضيق طفولي، وعندما اشاحت بوجهها التقت عيونها برحيل فأشاحت بوجهها في الجهة الاخرى، فصاحت رحيل:
– وأنا مالي أنا طيب بتزعلي مني ليه!
قال عاصي للطفلة:
– أوعدك إني هصلح كل حاجه، يلا
نظرت له ليلى للحظات ثم قالت:
– بجد؟
– أيوة بس اضحكي
ظلت ليلى تنظر له وهي قاطبه حاجبيها ولم تبتسم حتى فقالت رحيل بعفوية:
– مبدهاش بقى
ثم داعبت بطن ليلى فضحكت الصغيرة رغماً عنها، ضحكت رحيل هي أيضًا، ثم نهض الثلاثة وأخيراً وحمل عاصي ليلى بين يديه وخرجوا من المكان ثم جلست رحيل بالسيارة وأخذت ليلى بجانبها واستقرت في احضانها، وفي تلك الجلسة الدافئة اعتذرت ليلى الأخرى بسبب ما قالته قبل قليل فردت عليها رحيل بقبلة طويلة على رأسها..
وقف عاصي أمام شريف وقال:
– أنا مش عارف أشكرك إزاي حقيقي
قال شريف بابتسامة خبيثة:
– ولا حاجه صدقني، أتمنى دي تكون بداية صداقة قوية
أبتسم عاصي وقال:
– اكيد أنا مش هنسى جميلك ده وهستناك تشرفني في الشركة في أي وقت لازم نتعرف أكتر ولو احتاجت حاجه كلمني
– اكيد حمدالله على سلامتها
أبتسم له عاصي ثم تحركوا جميعاً من المكان وتركوا شريف خلفهم يبتسم بخبث ولأول مرة تنجح خطة له على عاصي، وهُنا نقول ” خاف من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة ” هل سيقدر شريف على تحقيق مبتغاه بعدما كسب ثقة عاصي هكذا؟!
***
الكاتبة ميار خالد
قالت مريم بتوتر:
– متأكدة أن عاصي قالك جايين؟!
– هيروح المستشفى الأول عشان يطمن على حالتها وحالة رحيل برضو عشان تعبت الأيام اللي فاتت بعدين هيرجعوا متقلقيش
قالت سلمى عندما فُتِحت سيرة رحيل:
– هي مين رحيل دي أنا مش فاهمه؟ أصلها داخله في حياتنا أوي اكنها واحده مننا، دي هي الوحيدة اللي قدرت تقنع عاصي أنه يخّرج مريم! أنتِ متخيلة أن أنها قدرت تسيطر على عاصي! مين دي وقدرت تعمل كل ده ازاي!
ابتسمت حنان وقالت:
– طب الحمدلله أن ربنا بعتلي حد يعرف يسيطر على عاصي، دي شريكته في مشروع تبع الشغل
– بس علاقتهم أكبر من علاقة شركاء وبس
ابتسمت حنان وقالت:
– أتمنى يكون كده والله
نظرت لها سلمى للحظات ثم قالت بضيق:
– شكلك بتحبيها أوي ؟
قالت بنفس الابتسامة:
– البنت تتحب، ومن ساعة ما ظهرت وكل حاجه في عاصي بتتصلح وأنا أهم حاجه عندي أن أبني يكون مرتاح، مش كده يا مريم
ثم نظرت إلى الصامتة بينهم حتى تتكلم فقالت مريم وهي تنظر إلى سلمى:
– عاصي اللي هيقرر في الأخر كل حاجه، أنا متعاملتش معاها أوي ومستغربة تدخلها برضو بس شكلها كويسة، كفاية أن ليلى بتحبها أكتر مننا
وقالت الجملة الأخيرة بحزن، وفي تلك اللحظة صدع جرس المنزل رنيناً فنهضوا جميعاً بترقب، وأمسك شادي يد مريم والذي كان يقف بجوارها حتى يدعمها، ذهبت حنان بسرعه ومعها سلمى وفتحت الباب فطلت عليها ليلى الجالسة على الكرسي المتحرك ويدها ورجلها محاطين بجبيرة طبية، والشاش الذي يغطي رأسها بجبينها ووجهها الذي يميل الى الشحوب، قالت حنان بلهفه:
– عمري أنتِ، في حاجه وجعاكي أنتِ كويسة
أومأت الصغيرة برأسها فقط ونظرت حنان إلى رحيل وسألتها عن حالتها فأومأت الأخرى برأسها حتى تطمئنها عن حالتها، أمسك عاصي يد رحيل ونظر لها بخوف من اللحظة القادمة فنظرت له رحيل بابتسامة جميلة واغمضت عيونها وفتحتها كأشارة حتى يطمئن، وكانت سلمى تتابع كل هذا وبداخلها شعور غريب..
وها قد أتت اللحظة الذي انتظرتها ليلى منذ سنوات، وأخيراً ترى والدتها أمام عيونها لا يفرق بينهم سوى بضع خطوات يستطيعون أن يقضوا عليها بخطوات قليلة فقط، انسحب الجميع ووقفوا بجوارهم وتركوا لهم تلك اللحظة..
اقتربت مريم من ليلى وجثت على ركبتيها، كانت تنظر لها بصمت ولكن تنبعث من عيونها نظرات بألف معنى، نظرات يكسوها الفرحة والخوف والندم والحزن والأمل، كل المشاعر التي قد وصل إليها الإنسان تجسدت بعيون مريم وهي تنظر إلى ابنتها، وفجأة نزعت حجابها لتظهر خصلاتها الذهبية ذات اللون المميز والذي كانت تتطابق مع ليلى..
وعندما لاحظ شادي أنها تخلع حجابها التفت واعطاها ظهره حتى لا يراها، فنظر له عاصي باحترام وربّت على كتفه..
نظرت ليلى إلى شعر والدتها ورغماً عنها قد لمعت عيناها، ومدت يدها السليمة وامسكت خصلات والدتها برفق وابتسمت رغماً عنها، ولكنها قالت بعدها:
– لما شوفتيني في المطعم ليه معرفتيش أنا مين ؟
تساقطت الدموع من عيونها بحزن وقالت:
– كنت تعبانة، الأدوية اللي كنت باخدها خلتني معرفش بنتي من أول لحظة
قالت ليلى بإصرار:
– طب وشعري! أنتِ يومها قولتيلي أنه بيفكرك بحد
– نفسي، الحد ده كان نفسي، من كتر ما أنا مكنتش عارفه أنا مين أو أنا إيه كنت شايفاني حد غريب عني، بقيت شخصية مش قادرة أتعرف عليها ولا أفهمها
نظرت لها ليلى ثم ترقرقت الدموع في عيونها وقالت بصوت مخنوق من البكاء:
– أنتِ مش بتحبيني صح
بكت مريم رغماً عنها وامسكت يد ليلى وظلت تردد:
– حقك عليا، أنا أسفه ، أنا كنت غبية لما فكرت أفرط فيكِ حقك عليا يا ليلى، أنا بحبك أكتر من نفسي صدقيني أنا بحبك أكتر ما أنتِ بتحبيني كمان بس والله أنا مكنش قصدي ازعلك ولا اخليكي تعيشي كل ده، أنا كان نفسي تعيشي أسعد بنت في الدنيا بس كل اللي حصل غصب عني
– يعني أنتِ أسفة بجد وبتحبيني؟ يعني مش هتسبيني وتمشي تاني؟
أومأت مريم برأسها بسرعه وقالت:
– أيوة والله ما هسيبك تاني
ضحكت ليلى وقالت:
– خلاص أنا مسامحاكي، رحيل قالتلي مادام حد قالك آسف وأنه بيحبك لازم تسامحيه علطول، وأنتِ أسفه وبتحبيني
ضحكت مريم ببكاء ثم أخذت ابنتها في أحضانها وبعد مرور أعوام منذ أن ولدتها، شعرت ليلى بدفء غريب انبعث بداخلها، شعور بالأمان والطمأنينة ولأول مره تشعر به طوال حياتها، ذلك الشعور الذي يشبه دفء أشعة الشمس وسط البرد القاسي، ذلك الدفء اللطيف الذي يبعث بداخلنا الأمل، وبعد دقائق ابتعدت عن ابنتها بدموع ونظرت مريم إلى رحيل لتجدها تطالعهم بابتسامة عريضة وعيونها تلمع بفرحه، فنهضت من مكانها وبدون مقدمات اتجهت إليها وعانقتها فوراً، نظرت لها رحيل بذهول وكذلك عاصي ولكن رحيل عانقتها هي أيضاً بقوة، وبعد لحظات ابتعدت مريم عنها وقالت بابتسامه واسعه:
– أنتِ السبب في كل حاجه حلوة حصلت معايا، بسببك رجعت البيت ده، وبسبب كلامك دلوقتي بنتي سامحتني، وبسببك ليلى لسه عايشه بسبب دعمك ليها دايماً، مع أني أمها بس أنتِ كنتِ أحسن مني معاها، أنا عمري ما هنسى فضلك عليا، مش عارفه طلعتي منين بس أنتِ بجد صلحتي كل حاجه، شكراً يا رحيل شكراً أوي على كل حاجه شكراً إنك موجودة شك..
ولم تُكمل كلامها لأن رحيل قد بكت بصوتٍ عالٍ وقالت:
– خلي بالك أنا دمعتي قريبة وهعيط منك كده
ضحكت مريم وقالت:
– أسفه والله خلاص، أنا بس عايزه أقولك شكراً أنك صلحتي كل حاجه
نظرت لها رحيل بدهشه وذهول وقالت:
– بجد! يعني أنا طلعت بصلح الأمور أهو مش ببوظ بس!
ثم نظرت لعاصي وقالت:
– شوفت مطلعتش مع كل خطوة مصيبة أهو طلعت بصلح الدنيا، أتصدق بالله الناس نوعين، نوع شايفني ببوظ كل حاجه ونوع شايفني بصلح كل حاجه
قال عاصي باعتراض:
– طب ما أنتِ كل خطوة بمصيبة فعلاً إيه تنكري؟!
فاقتربت منه وجادلته وردت:
– تعرف تتخانق؟ عاركني يلا
ضحكت مريم وكل الموجودين على رحيل وكلماتها المرحة وكذلك عاصي، إلا سلمى التي كانت تنظر لهم بضيق، كانت تود أن تكون هي مصدر تلك السعادة، كانت تود هي أن تُصلح الأمور وليس رحيل، عندما عادت إلى مصر لم يكن في حسبانها تلك الفتاة التي قد أخذت السجادة الحمراء من تحت أرجلها..
وفي تلك اللحظة جاءت لرحيل رسالة من داليا ذكرتها فيها أن اليوم سوف يأتي فارس مع أهله حتى يتقدموا لطلب يدها، ضربت رحيل رأسها بكف يدها بنسيان فنظر لها عاصي بتساؤل فقالت:
– النهاردة في حد جاي يتقدم لداليا أنا نسيت خالص لازم أكون معاها
فرد عليها:
– تمام يلا اوصلك
أجابت برأسها ثم سلّمت على الجميع وخرجت مع عاصي حتى تعود معه إلى بيتها، وبعدها استأذن شادي وذهب هو أيضاً، وظلت ليلى في أحضان مريم وقد رفضت أن تتكلم مع أي شخص سوى والدتها، كم هو شعور لطيف ومريح، تلك العلاقة التي هي من إبداع الله الخالق، يشعر المرء وكأنه يملك العالم بما فيه وهو يمسك بيد والدته فقط، يشعر وكأنه أقوى شخص في الوجود، رحم الله كل أمهاتنا في السماء وحفظ لنا امهاتنا على الأرض..
***
الكاتبة ميار خالد
وصل عاصي إلى بيت رحيل وأثناء الطريق قصت له عن فارس وكيف تعرف على داليا وكيف عوضها الله عن هذا المخادع الذي يُدعى حازم، قال عاصي:
– مش عايز كل ده يخليكي تنسي صحتك ونفسك، أنتِ وعدتيني إنك هتوافقي تعملي العملية لما مريم تخرج، واديني نفذت طلبك جه وقتك بقى عشان تنفذي
ابتسمت رحيل وقالت:
– أنت مش واخد بالك من حاجه؟
نظر لها بتساؤل فاعتدلت في جلستها وأكملت:
– الحكاية بتخلص، العقدة بتتحل وحده وحده، قربنا نخلص من كل المشاكل، وأنا أمشي وكل واحد يرجع لحياته
نظر لها عاصي بإدراك وقال:
– أنا مش هسيبك غير لما تكوني كويسة
قالت تكمله لكلامه:
– ولما أبقى كويسة هتمشي عارفه، يعني بمجرد ما افوق من العملية مش هلاقيك صح؟
هرب بعيونه عنها وقال بتردد:
– مش للدرجادي يعني لما تفوقي واطمن عليكِ هب..
وهُنا أعطته قنبلة فجرت عقله حين قالت:
– مش حاسس إنك بتحبني؟ ما يمكن مثلاً يعني مش حقيقة بس، ما يمكن أكون أنا حبيتك؟ وقتها هتمشي برضو
سعل عاصي بتوتر شديد وظل يهرب بعيونه عنها وقال:
– بلاش تفهمي اهتمامي غلط، لو أي حد مكاني كان هيتصرف كده مفيش حب ولا حاجه بلاش تفكري في حاجات مش موجودة
ابتسمت رحيل وقالت:
– بجد؟ يعني لو اتقدملي حد مثلاً أوافق عادي
قالت الآخر بانفعال وغضب:
– متوافقي أنا مالي!! أنا بعتبرك زي مريم عموماً
طالعته ضاحكة وقالت:
– أختك؟ شايفني زي أختك بجد، خلاص اتفقنا وأنا من النهاردة مش هقولك غير يا أخويا عاصي، تمام!
نظرت لها بغضب وقال:
– يلا عشان هتتأخري
ابتسمت رحيل وقبل أن تترجل من السيارة قال عاصي:
– خلي بالك من نفسك وخدي علاجك ولو حسيتي بأي تعب كلميني على طول
ابتسمت الأخرى ابتسامة صفراء وقالت:
– طب وربنا أخويا، حاضر من عيوني يا أحلى أخ في الدنيا
زفر بغضب ثم تحرك من مكانه وضحكت هي ثم صعدت إلى بيتها، وعندما صعدت وجدت بعض الناس الذين يساعدون والدتها في تجهيز البيت فذهبت هي إلى داليا وظلت معها وسط جو يملئه البهجة والضحك وجهزتها بنفسها، حتى جاءت اللحظة المنتظرة وهي وصول فارس مع والدته ووالده وأخيه، رحب بهم بدر وجلسوا معاً وظلت أمينه مع بناتها في المطبخ وقد جهزت لداليا صينية العصير وامسكتها هي جيداً ثم تحركت من مكانها ورحيل خلفها ووقفت عن بُعد ودلفت امينه مع داليا..
قالت نسرين والدة فارس بابتسامة قبل أن ترى داليا:
– وأخيراً جت عروستنا الجمي…
ولكنها عندما التفتت ورأتها أمامها نظرت لها بصدمة وعيونها قد اتسعوا على أخرهم، تسمرت داليا أمامها وطالعتها بنفس النظرات ولكن زاد على نظرات داليا الخوف من ردة فعلها، قالت نسرين بصياح:
– أنتِ!!
يا ترا ايه اللي هيحصل و رد فعل نسرين هيكون إيه ؟؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحيل العاصي)