رواية رحيل العاصي الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم ميار خالد
رواية رحيل العاصي البارت الرابع والأربعون
رواية رحيل العاصي الجزء الرابع والأربعون
رواية رحيل العاصي الحلقة الرابعة والأربعون
صمت..
صوت صفير عالي ظهر في أذنها..
أيعقل أن تكون تلك النهاية، أيعقل أن يحقق أسم رحيل العاصي معناه ويختفي من حياتها كما ظهر فيها، يختفي بحادثة كما ظهر في البداية..
ألم قوي اجتاح قلبها ولكن تلك المرة ليس بسبب المرض الجسدي، بل بسبب مرض الحب..
تفوهت بقهرة ودموع:
– عاصي..
ثم تنفست بصوتٍ عالٍ ووقع الهاتف من يدها، ثم نزعت الغطاء عنها وحاولت أن تنهض بتعب وقد شعرت ببعض التخدير في قدمها، بكت بحرقة وقهره وجاءت لتسند على الثلاجة الصغيرة الموجودة بجانب سريرها ولكنها أوقعت كوب الماء على الأرض وتكسر بقوة وتناثرت القطع في كل مكان، وعندما سمع بدر صوت التكسير نهض بفزع وكذلك أمينه وحنان واتجهوا إلى الغرفة بسرعه فوجدوا رحيل على الأرض تبكي بانهيار وحولها الزجاج، أسرعت أمينه وامسكت إحدى الأقمشة ولملمت قطع الزجاج بعيداً حتى لا يُجرح أحد وأمسك بدر رحيل واوقفها ولكن الأخرى كانت تبكي بهيستيرية وعيون مغلقة، صاح بها حتى تفيق من
تلك الحالة وركزت قليلاً لتقول:
– كلكم كذابين، عاصي مات أنتم كذبتم عليا ابعدوا عني!
ثم بدأت بدفعه عنها بضعف فقال بدر بنفي:
– مين قالك كده! مفيش حاجه عاصي كويس وهيرجعلك
– لا! ابطل تكذب، أنا حلمت بيه كذا مره هو مش كويس كلكم كذابين
نظر بدر إلى حنان بقلة حيلة، ثم أبتعد عن رحيل، تعبوا من كل تلك الأحداث الذي تتراكم، وفجأة نظرت رحيل أمامها بغضب وصاحت:
– كلكم خبيتوا عليا أنا مش هثق فيكم بعد كده
أخذت نفساً عميقاً، شعرت أن جرحها يؤلمها نوعاً ما ولكنها لم تهتم، وركضت من أمامهم بسرعه وخرجت من الغرفة وفي لحظة استيعابهم ما حدث كانت الأخرى قد خرجت وظلت تركض في أرجاء المستشفى حتى وصلت إلى الباب الخارجي، نظرت حولها بعدم تركيز ودموع، تشعر أنها تائهة، ثم نزلت على سلالم المستشفى ببطيء ولكنها شعرت بدوار قوي ولم تعد الرؤية واضحه بعيونها فاستسلمت للسقوط واغمضت عيونها، ولكن فجأة ظهر هو وأمسك بها بسرعه قبل أن تسقط من أعلى درجات السلم، أحست به رحيل، أحست بتلك اليد التي تحفظ لمساتها عن ظهر قلب، تلك اليد نفسها التي أنقذها من السقوط من حافية الهاوية، والآن جاءت لتنقذها مرة أخرى، فتحت عيونها بسرعه لتلتقي عيونهم ببعض!
أنه عاصي يقف أمامها وذراعيه حولها، ووقتها وصل بدر ومن معه إلى الباب الخارجي وتسمروا مكانهم حين رأوا هذا المشهد، رحيل توشك على السقوط وعاصي متمسك بها..
أنها فرحة القلب الضعيف، لم تصدق عيونها، إذا كان حلم تمنت أن يطول لعمر طويل، فقط تنظر بعيونه وترضي شوق قلبها منه..
ظلت تطالعه بعيون متسعه وصدمة كبيرة ، قالت:
– ده حلم زي كل مرة صح، أنت مش موجود بجد
ثم اعتدلت في وقفتها ونظرت له بعيون دامعة ووجه قد هربت منه الدماء، فحصته بعيونها لترى الجروح الموجودة بوجهه وعند فمه، ابتسم لها عاصي وقال:
– أتأكدي بنفسك أنه مش حلم
نظرت إليه والدموع معلقة بعيونها ثم حركت يدها ووضعتها على وجهه، شعرت وكأنها لامست الحياة مرة أخرى وليس وجهه فقط، شعرت بحرارة جرت في أوصالها وكأنها إشارة لها حتى تستعيد قدرتها على العيش، ثم نظرت له بعيون زائغة وعدم تركيز وسقطت مغشياً عليها، فأمسكها عاصي بسرعه ووقتها لاحظ أنها تنزف! ففهم أن الجرح قد فُتِح! لذلك تم نقلها إلى غرفة العمليات مرة أخرى، وبمجرد دخولها، ركضت حنان إليه بسرعه وارتمت في أحضانه، وبدأت في البكاء بشكل هيستيري وكأنها كانت تحبس بداخلها آلاف الألم والدموع، وتركها عاصي حتى تهدأ تماماً قد أبعدها عنه برفق ومسح دموعها، وبعدها عانقه بدر بقلق ثم امينه، وبادرت حنان فوراً:
– أنت كنت فين!
طالعها عاصي للحظات ثم قال:
– ده موضوع طويل أوي، نطمن على رحيل الأول، بس أنا لازم أعمل مشوار مهم
وقبل أن يتحرك أمسكه بدر تلك المرة وقال بعنف:
– أنت إزاي قادر تكون بارد ومعندكش دم كده! أنت مش مقدر اللي إحنا عيشناه!
صرخ به عاصي صرخة قوية قد حملت كل الألم الذي يحمله بقلبه:
– واللي أنا عيشته إيه!! محسسني أني كل اللي حصل ده كان بمزاجي
طالعه بدر بقلق وقال:
– إحنا لحد دلوقتي مش فاهمين أي حاجه، إيه الإشاعات دي ومادام ما أنت كويس ليه اختفيت، والجروح اللي في وشك دي جت منين!
أمسك عاصي رأسه بتعب ثم قال:
– هقول كل حاجه بعدين، لازم أمشي دلوقتي وهرجع تاني
ثم تحرك بسرعه ولم يترك لهم الفرصة حتى يتناقشون معه في شيء ، وكانت وجهته بمجرد خروجه هي المديرية حتى يرى عز الدين الذي كان يلتهب قلقاً عليه..
الكاتبة ميار خالد
في المديرية..
أتصلت ملك بزوجها عز الدين حتى تطمئن عليه، فهو ومنذ اختفاء عاصي لم يعود إلى بيته حتى يرتاح أو يراهم، قالت بقلق:
– لحد دلوقتي مفيش جديد برضو
قال عز الدين بتعب وإرهاق:
– مفيش جديد، لأول مره أفشل، عاصي لو جراله حاجه فعلاً أنا مش هسامح نفسي
حاولت ملك أن تهون عليه قليلاً فقالت:
– بلاش الكلام ده هيكون كويس، أنت عملت اللي عليك وزيادة كمان
زفر بضيق ثم قال:
– حقك عليا إني مقصر معاكِ اليومين دول بس أنتِ شايفه الوضع
ابتسمت ملك وقالت:
– أنا استحملك لأخر العمر من اليومين دول بس، خلي بالك من نفسك أنت وبلاش تشيل همنا
– أنتِ اللي خلي بالك من نفسك ومتنزليش شركتك اليومين دول ارتاحي، ولو حصل أي حاجه كلميني
ثم أنهى معها المكالمة وفجأة دق أحدهم على الباب، قال بدون أن ينظر:
– اتفضل
دلف عاصي ووقف في منتصف الغرفة ثم قال:
– مساء الخير
فتح الآخر عيونه باتساع ثم نظر إليه بسرعه ليرى عاصي أمامه بوجهه الذي يكسوه الجروح بصدمه، وبسرعه نهض من مكانه وامسكه من ياقة ملابسه وصاح به:
– أنت كنت فين!!
قال عاصي بهدوء:
– أقعد وأنا هفهمك كل حاجه
صرخ به عز الدين:
– أقعد إيه! أنت مش متخيل أنا عايش في إيه بقالي تلت أيام! أنا كنت هتجن أنت حصل معاك إيه!
صمت عاصي للحظات ثم قال:
– كنت بجبلك الدليل
قال عز الدين بعدم فهم:
– دليل إيه؟
– الدليل اللي يدخل شريف السجن، اللي يخليه يتعاقب
ثم أخرج من جيبه فلاشه صغيرة وقال:
– دي فيها كل بلاوي شريف!
طالعه عز الدين بعيون جاحظه وقال:
– أنت عملت كل ده أمتى وجبت الفلاشه دي منين!
أبتسم عاصي بمكر وخبث ثم قال:
– عشان أنا عاصي القاضي مثلاً؟
الكاتبة ميار خالد
فلاش باك..
تحدث عز الدين مع عاصي وأخبره ببعض الأمور فسمعه الآخر بتركيز، وبعد وقت من الحديث خرجت الممرضات وهم يحركون سرير رحيل التي تنام فيه، أسرع عاصي وأمسك يدها وظل يقول:
– خليكي قوية وارجعي لينا تاني، كلنا مستنينك وكلنا عايزينك وسطنا، بلاش تخافي كلنا معاكِ
وبعد دخول رحيل إلى العمليات ركز عاصي بكلمات عز الدين عندما أخبره أن رامي قد ترك البلد بأكملها مع عائلته وأن فرصتهم لامساك دليل على شريف يكاد يكون شبه مستحيل، فزفر عاصي بضيق، وبمجرد دخولها إلى العمليات جاء له إتصال من رقم معين فرد عليه، قال الطرف الآخر:
– هوصلك لرامي، أنا عارف مكانه أكيد هو معاه أدله هتفيدك
أومأ عاصي برأسه ثم قال:
– اجيلك فين؟
وأخبره الآخر بمكان معين حتى يذهب إليه، وعندما انتهت المكالمة علم عاصي أن هذا مجرد فخ له من شريف مجدداً، لأنه يعرف أن رامي ليس بمصر أساساً!! فابتسم بخبث وقرر أن يلعب معه بطريقته، وخرج بسرعه من المستشفى وذهب أولاً إلى أحد المحلات واشتري شيئاً ما، وهذا الشيء كان عبارة عن جهاز تسجيل صغير جداً يكاد يكون غير ملحوظ، وخبأه جيداً في ملابسه ثم ذهب إلى المكان، و أمسك به الرجال ودلف إلى شريف ثم دخل في مناقشة حادة معه حتى قال شريف بغضب عارم:
– هأذيك، بلاش تستعجل على رزقك، آه موضوع صفقة السلاح باظ ومعرفتش ادمرك ولا أكون سبب في موت رحيل، بس صدقني مش هتخرج من هنا أنا هندمك على كل كلمة قولتها دلوقتي
– أنا لما بقول حاجه بكون قدها مش زيك، أنت واحد جبان
وضربه بعدها بالمسدس في رأسه فسقطت فاقداً الوعي، وعندما استعاد وعيه بعدها وجد نفسه في أحد البيوت المهجورة القديمة، وكان المكان كله محاط برجال شريف، نهض عاصي واستعاد قوته قليلاً ولاحظ قطرات الدم الموجودة على قميصه ولكنه لم يهتم، ودلف وقتها كما يقولون قائد تلك الرجال أو الذي له سلطه عليهم، وكلمته قاطعه بالنسبة لهم، اتجه لعاصي وعندما تأكد أنه قد استعاد وعيه جاء ليخرج ولكن عاصي أوقفه حين قال:
– وعدكم يديكم كام؟
التفت إليه وقال بعدم فهم:
– تقصد إيه مش فاهم ؟
أبتسم عاصي وقال:
– يعني وعدكم يديكم فلوس أد إيه، ده لو كان حاسبكم على القديم أصلاً
نظر له الرجل بصمت ثم قال بعنف:
– ياريت تنقطنا بسكاتك لحد ما نعرف هنعمل إيه فيك
استمر عاصي في الكلام وكأنه لم يسمعه:
– واللي يديك فلوس تلت أضعاف اللي وعدك بيها التاني، أنت وكل رجالتك اللي برا، تقول إيه؟
– أقول أنك تسكت احسنلك، ولو فاكر أنك بالكلمتين هتستفاد حاجه تبقى غلطان
أبتسم عاصي بمكر ثم قال:
– طب جرب كده واطلب منه فلوس وشوف رده هيكون إيه، وساعتها هتعرف إني صح، كده كده شريف هيقع بلاش تقع معاه، أنا عندي استعداد اشغلك معايا وتبقى من رجالتي ده غير الفلوس اللي هتاخدها، بلاش تبقى غبي وفكر صح
ظل يطالعه بغضب ثم خرج هذا الرجل من الغرفة، وكان يُدعى أكرم، وظل يفكر بكلمات عاصي وقرر أن يتصل بشريف بالفعل، وكان الآخر في بيته يجول المكان بتوتر بعد كلام هذا العجوز حتى جاءه الاتصال، فرد عليه وقال:
– في إيه حصل حاجه ؟
قال أكرم:
– لا، بس أنا كنت فلوس أنا قايلك من فتره وأنت كل شوية تطنش
رد عليه شريف بتوتر وقال:
– ماشي متقلقش اديني شوية وقت بس وهجبلك فلوس
صمت أكرم بشك ثم قال:
– شوية وقت دول اللي هما أد إيه؟
صاح به شريف:
– ما خلاص بقى قولتلك فتره وهديك فلوس بلاش تزن كتير، هو فاق ولا لسه؟
صمت أكرم للحظات وفكر قليلاً ثم قال:
– لا لسه غايب عن الوعي
قال شريف بسرعه ثم أنهى المكالمة:
– خلاص تمام لما يفوق بلغني
أنهى أكرم المكالمة بوجه عابس، وظل يفكر قرابة العشر دقائق ثم تحرك واتجه إلى الغرفة الموجود بها عاصي وفتح الباب ودلف إلى الداخل، كان الآخر يعطيه ظهره ولكنه أبتسم بثقة حين سمع الباب يُفتح وزادت ابتسامته حين قال أكرم:
– موافق
التفت له عاصي ثم قال:
– موافق على إيه ؟
– موافق أكون أنا وكل اللي برا من رجالتك، بس تنفذ وعدك في الفلوس وإحنا هنعمل اللي تؤمر بيه
اتجه إليه عاصي ثم قال:
– حالاً وقبل ما نتحرك من هنا فلوسكم كلكم هتكون موجودة، وبعدها هقولك عايز منكم إيه!
نظر له أكرم للحظات وكان يشك بعاصي أيضاً ولكن هذا الشك قد اختفى تماماً حين أجرى عاصي مكالمة هاتفية واحده فقط ثم أغلق الهاتف مجدداً بعدها وذلك بعدما أخذه من أكرم، وبعد فتره كان كل واحد من الرجال أخذ حصته وأكثر من المال حتى سال لعابهم! نظر أكرم إلى عاصي بابتسامه بعدما أخذ أكثر من الأموال الذي قد اتفق عليها مع شريف ثم قال:
– كلنا معاك، تؤمر بأيه؟
أبتسم عاصي ثم قال:
– طبعاً عايزك في البداية تكون عارف أنه الحق معايا، يعني أنا أي حاجه هعملها مش هظلم بيها شريف هو اللي جنى على نفسه..
ثم خلع قميصه بحذر وقال:
– أنت قولتلي أن الدم اللي هنا ده بتاع شريف صح؟
رد أكرم:
– أيوة اتجرح وإحنا بننقلك هنا
– جميل، خدوا القميص ده وخلي جزء من الرجالة يتحركوا بالعربية ويرموه قدام المديرية
نظر له أكرم بعيون متسعة ثم قال:
– ليه؟
– عشان يتهموا شريف بقتلي! وخلال فتره صغيرة عايز كل صفحات الأخبار تتكلم عن الإشاعة دي
طالعه أكرم بعدم فهم وقال:
– طب ليه ؟
– لما يتقبض عليه هيكون الحل الوحيد عشان يخرج من كل ده أنه يظهرني، وطبعاً هو هيختار عقوبة الخطف مش القتل، وساعتها هيجي جري هنا عشان يخرجني بس مش هيلاقيني
نظر له أكرم بأعجاب وقال:
– إيه الدماغ دي!! بس مش هيلاقيك ليه هتكون فين؟
ضحك عاصي وقال:
– هكون في بيته بجمع الأدلة اللي أنا عايزها، أنا مش هظهر ولا هرجع غير لما أجيب الدليل اللي يخليه في السجن طول عمره، وطبعاً هحتاج مساعدتك
وبالفعل هذا الذي حدث بعدها، تم القبض على شريف ثم خرج عاصي مع رجالة الذين اختاروه بعدما أثبت لهم حسن نيته، وبمساعدة أكرم وصل إلى كل الأدلة التي يحتاجها ضد شريف! وقرر أن يعود وأخيراً وكانت وجهته هي المستشفى لرحيل وبمجرد وصوله رأى مشاهدها وهي على سلالم المستشفى..
باك..
كان عز الدين يطالعه بعيون متسعه، ما هذا العقل وهذا التفكير وهذا التهور والجنون! نطق وقال:
– وافرض رجالة شريف مرضوش يبقوا في صفك! كنت هتعمل إيه
– أنا كنت حاطط مليون حل، أنت كنت عايز الدليل وأنا كان لازم اجيبه
نظر له بصدمة كبيرة وعيون جاحظة ثم قال:
– أنت مجنون! بجد أنت مجنون مفيش بني آدم عاقل يعمل كده
أبتسم عاصي فتابع الآخر:
– ليه مقولتليش! إزاي تتحرك من دماغك
– مكنش فيه وقت، وأنا كنت واثق في ربنا وفي كل خطوة بمشيها، المهم إني حققت في الآخر اللي كنت عايزُه
وضع عز الدين يده على جبينه ثم قال:
– إزاي قدرت تسيب رحيل في الوقت ده وتمشي
صمت عاصي للحظات ثم قال:
– في أوقات لازم العقل هو اللي يشتغل ويقرر وأوقات تانية بنسيب القرار للقلب، المرة دي مكنش ينفع قلبي هو اللي يقرر، كان لازم أشغل عقلي بسرعه واختار، أنا بلي عملته ده ريحت دماغي من اللي اسمه شريف وهعرف أركز في حياتي وشغلي بقى
نظر عز الدين إلى الفلاشه ثم قال:
– ودي عليها إيه بالظبط؟
– عليها تسجيل بصوته باعتراف منه أنه حاول يقتل رحيل، وكمان أنه هو اللي ظبط موضوع صفقة السلاح، وفيه رسايل ومحادثات بينه وبين ناس في مافيا السلاح، المحادثات دي أصلاً كفاية توديه في داهيه، ده غير شوية مصايب كده لقيتها في طريقي مش خساره فيه
ضحك عز الدين ضحكة واسعة ثم قال وهو يضرب عاصي على ذراعه بخفه:
– وأنا اللي فاكر نفسي مجنون، أنت غلبتني، عمري ما كنت أتخيل أنك تعمل كل ده
ضحك عاصي ثم قال:
– دلوقتي بقى أصعب جزء
طالعه عز الدين بتساؤل فتابع الآخر:
– رحيل..
ضحك عز الدين ثم قال:
– أنت ربنا معاك بقى أنا مجرب الموضوع ده، يعني شوية زعيق على ضرب كده زي ما ملك عملت فيا قبل كده لما اختفيت برضو، بس هتتراضي في الأخر متقلقش، المهم دلوقتي أنت هتقدم أفادتك وبعدين تقدر تمشي عشان أعرف أمشي في الإجراءات مع شريف
قال عاصي بخبث:
– مش أنا لوحدي اللي هقدم أفاده
طالعه عز الدين بتساؤل ثم قال:
– مين تاني هيشهد ضده؟
ووقتها فُتِح الباب ودلف أحدهم لينظر إليه عز الدين بدهشه..
***
استيقظت داليا من نومها العميق على مكالمة من والدتها حين أخبرتها أن رحيل قد استعادت وعيها مرة أخرى، شعرت الأخرى براحه وسرور وحمدت ربها أن الأخرى بخير، ثم نهضت من مكانها بسرعه وبدلت ثيابها وقررت أن تذهب لزيارتها وفي تلك الأثناء أتصل بها فارس، فأخبرته أن رحيل قد استعادت وعيها وأنها الآن ترتدي ثيابها حتى تذهب إليها ولكن فارس قال لها:
– استني أنا هاجي اخدك متنزليش لوحدك
قالت بتساؤل:
– ليه؟
– استني بس
– مش مستاهله بلاش تتعب نفسك المستشفى مش بعيدة ده غير إني هطلب عربية دلوقتي مش هروح لوحدي
قال فارس بإصرار:
– معلش استني
ولحظتها شعرت بمفتاح يوضع في الباب فتعجبت قليلاً لأن أمينه لم تخبرها أن بدر أو هي سوف يعودون الآن فقالت:
– مين اللي جه دلوقتي؟ هو مش بابا وماما في المستشفى
قال فارس بعدم فهم:
– إيه؟!
وفي اللحظة التالية فتح حازم الباب ووقفت هي تطالعه بصدمه وعيون متسعه، كيف استطاع هذا أن يصل إلى مفتاح بيتهم وما تلك الجراءة التي يمتلكها!! طالعته بعيون خائفة وقالت:
– حازم..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحيل العاصي)