رواية رحيل العاصي الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم ميار خالد
رواية رحيل العاصي البارت الخامس والأربعون
رواية رحيل العاصي الجزء الخامس والأربعون
رواية رحيل العاصي الحلقة الخامسة والأربعون
وفي اللحظة التالية فتح حازم الباب ووقفت هي تطالعه بصدمه وعيون متسعه، كيف استطاع هذا أن يصل إلى مفتاح بيتهم وما تلك الجراءة التي يمتلكها!! طالعته بعيون خائفة وقالت:
– حازم!! أنت بتعمل إيه هنا ودخلت ازاي أصلاً
دلف حازم بسرعه وأغلق الباب خلفه، حاولت داليا أن تصرخ ولكنه أسرع وامسكها جيداً ووضع يده على فمها، وظلت الأخرى تنازع وتدفعه عنها بقوة حتى قال:
– أنا جاي أتكلم معاكي وأمشي، لو صرختي هأذيكي بجد مفهوم!
سمعت داليا كلماته ونفذتها والتزمت الصمت، فأبعد الآخر يده عن فمها وامسكها من ذراعها بقوة ثم تحرك بها واجلسها على إحدى المقاعد وجلس أمامها بصمت، طالعته بخوف وقلق حتى قال الآخر:
– ليه؟ ليه عملتي كل ده إحنا مش أتفقنا نفضل مع بعض
– أنت ليه مش عايز تفهم ولا تتقبل، ده النصيب ودي الدنيا مش كل حاجه عايزنها بتبقي لينا، الموضوع مش مستاهل كل اللي أنت عامله ده
– بس أنا بحبك! ده ميستاهلش
– بس الحب مش بالعافية، والحب نفسه مش كفاية عشان يخلي اتنين يتجوزوا
– يعني إيه؟
– يعني الحب مش بيبني بيت يا حازم، وعشان كده أنا اختارت فارس عشان قبل ما أحبه أنا شايفاه أب كويس لعيالي، أنت غلط يا حازم راجع نفسك
– طب أنا هتغير علشانك بس ارجعيلي
– مبقاش ينفع خلاص، حازم أنت شخص كويس ومن عيلة كويسة ليه مصمم تضيع نفسك كده، غير كده أن عارف إن عيلتك مكنتش هترضى بيا أصلاً يعني كل اللي حصل ده خير ليه مش عايز تفهم!
– مش عايز أفهم عشان بحبك، مش قادر أتخيل أنك هتكوني مع حد غيري
– طيب وأنك تأذيني ده حل؟ نفرض أنك اذيتني دلوقتي إيه اللي هيحصل، هتدخل السجن ومستقبلك هيضيع حتى يوم ما تخرج كل الناس هتتجنبك ومش هتبقى عايزه تتعامل معاك، ليه تحط نفسك الزاوية دي! ليه مصمم تخلي نفسك وحش ليه مصمم تكون أناني، لو تفتكر الأنانية دي هي اللي ضيعتني منك، على الأقل فكر في أهلك واللي هيجرالهم
– بس أنا عملت كل ده عشاننا! دي مش أنانيه دي حب
– أنت كده فاهم غلط، بص يا حازم نصيحه أنت لازم تتغير عشان يوم ما تحب وتتحب تاني اللي معاك متختارش أنها تمشي بسبب انانيتك دي
صمت حازم وظل يطالعها وقد ترقرقت الدموع في عيونه، فأكملت هي وهي تطالعه بابتسامه:
– أرجوك بلاش تكون وحش أنت مش كده ولا عمرك كنت كده، الشيطان دخل عقلك فتره بس أرجع لعقلك تاني، بلاش تضيع نفسك مش مهم أنا
ثم بكى رغماً عنه ووضع يده على وجهه، فربّتت هي على كتفه رغماً عنها، ثم هدأ الآخر بعد لحظات وقال:
– حاضر يا داليا، هبعد عنك واتمنالك الخير، بس أنا هتفضل جوايا نار
ابتسمت داليا ثم قالت:
– فاكر قريبتك اللي مامتك كانت عايزاك تخطبها وأنت رفضت عشاني، ما تجرب وتديها فرصه
– مش هعرف طول ما أنا عقلي وقلبي معاكي وهيفضلوا معاكي
– ده لوقت بس، سيب كل حاجه على ربنا وبلاش تقفل كل الأبواب على نفسك، وأنا هتمنالك الخير
ظل يطالعها بدموع، عيونه تكاد تخرج من مكانها وتستقر بكفوفها من كثرة حبه لها، ولكن النصيب لا يعطينا ما نريد في بعض الأحيان، أو تصرفاتنا الغبية قد تكون سبب في ضياع من نحب من بين أيدينا، ثم نعود للبحث على مكاننا بقلبه، بدون أن نعلم أننا من انتزعنا مكانتنا تلك من داخل هذا القلب بطريقة بشعه، بطريقة تجعلنا ننسى وكأننا لم نكن..
نهض حازم من مكانه ثم خرج من البيت، وبمجرد خروجه وتحركه بسيارته وصل فارس إلى بيت داليا ركضاً وصعد إليها بسرعه ليجد الباب مازال مفتوحاً لأن الأخرى من صدمتها تجمدت مكانها، ولم تتحرك لتغلق الباب حتى..
ركض فارس نحوها وقال بقلق وهو يتفحصها:
– أنتِ كويسة؟ أنتِ قولتي حازم في أخر المكالمة هو هنا!! عملك حاجه
نظرت له داليا بعيون متسعة وقالت:
– لا، مشي
طالعها بعدم فهم وقال:
– مش فاهم؟
قالت داليا بنفس الصدمة:
– يعني هو كان جاي عشان يأذيني، بس لما اتكلمت معاه أقتنع ومشي
طالعها فارس بشك وقال:
– متأكدة أنه مشي عشان مقتنع مش علشان يعمل خطه جديدة ؟
– لا، حازم من النهاردة هيشلني من قلبه خلاص، أنا عرفاه
طالعها فارس ببعض الغيرة، فقالت:
– الحمدلله أنه كل حاجه عدت على خير، ياريت نتحرك دلوقتي ونروح المستشفى عشان رحيل بس ياريت محدش يعرف اللي حصل بالله عليك
أومأ فارس برأسه ثم تحرك معها إلى المستشفى..
الكاتبة ميار خالد
وبمجرد خروج حازم من البيت، وعندما استقل سيارته أتصل بوالدته وعندما ردت عليه قال:
– أنا موافق
قالت والدته بعدم فهم:
– طب السلام عليكم الأول، موافق على إيه بقى
حمحم حازم ثم قال:
– احم، مش أنتِ كنتِ عايزاني أخطب ياسمين بنت خالي أنا موافق
صرخت والدته بفرحه:
– بجد!! بالله عليك أكلم أخويا يعني
– آه، كان عندك حق المفروض كنت أدي فرصه أشوفها حاجه تانيه غير قريبتي بس
لاحظت والدته أن صوته قد تغير قليلاً فقالت:
– أنت مال صوتك؟؟ أنت بتعيط
قال حازم من بين دموعه:
– لا أنا كويس متقلقيش، أمشي في الموضوع وبلاش تشيلي همي بس
ثم أنهى المكالمة ووقف بسيارته في إحدى الأماكن وانفجر في البكاء، لا يعرف هل يبكي لأنه تركها ترحل بدون أن يأذيها، أم يبكي لأنها لم تهون عليه أن يمسها بسوء، أم يبكي لأنه سوف يعطي فرصه لواحده أخرى غيرها أن تحتل قلبه، وهل ستتمكن والأخرى قد تمكنت منه لدرجه كبيرة، لم يقدر على إبقاءها بجانبه أو حتى ايذائها، لم يقدر على فعل أي شيء سوى البكاء، ولكن الحمدلله أن جانبه الطيب وعقله المتزن وقلبه اللين قد توهج من كلماتها، ولم يتركها لشيطانه..
يدعو الله أن ينتزع حبها من قلبه، يدعوه أن يقدر على نسيانها، أن يقدر على النظر بعيون غيرها بحب..
***
قال عاصي بخبث:
– مش أنا لوحدي اللي هقدم أفاده
طالعه عز الدين بتساؤل ثم قال:
– مين تاني هيشهد ضده؟
ووقتها فُتِح الباب ودلف أحدهم لينظر إليه عز الدين بدهشه، وكان هذا الشخص هو أكرم! الذي يعتبر الذراع الأيمن لشريف..
تقدم منهم أكرم وقال:
– أنا أعرف كل حاجه عن شريف، المصايب اللي عملها واللي أشترك فيها واللي لسه هيعملها
طالعه عز الدين بتساؤل وقال:
– وبتخونه بسهوله كده وتيجي تعترف ضده؟
– أكيد لا، بس هو اللي عمل كده في نفسه وبصراحه مش كل يوم بتيجي فرصه للواحد أنه يكون كويس وشغله نضيف، وأنا ما صدقت أخرج من العالم ده وعاصي قدملي الفرصة دي، مش هقبلها ليه؟ غير كده أنا عارف أد إيه شريف مؤذي عشان كده مش عايز أكون سبب في أذيه أكبر
نظر عز الدين إلى عاصي بأعجاب، كيف تمكن هذا من غسل عقل هذا الذي يدعى أكرم بتلك الطريقة! لا يجب أن نستهون بهذا عاصي..
ثم خرج الثلاثة وقدم عاصي وأكرم إفادتهم وطلب عاصي أن يرى شريف لأخر مره، دلف إليه في غرفة التحقيق وكانت يدين الآخر مقيدة، جلس عاصي أمامه فقال شريف بسخرية:
– ما أنت لسه عايش وزي القرد أهو
– شوف حتى دي فشلت تعملها
ضحك شريف باستفزاز وقال:
– حتى لو اتحسبت كذا سنه، هخرج وهجيب حقي منك!
– لو ليك حق عندي صدقني كان ربنا نصرك عليا! لكن اللي بيكسب في الأخر الخير ومعنى أنك تخسر أنك مكنتش صح من الأول
– أنت مش قولت اللي عندك وخلاص عملت اللي كنت عايزُه، أمشي بقى
– كل مره بتأكد أني مظلمتكش، أنا اديتك فرصه أكتر من مره عشان أساعدك عشان تسيب انتقامك ده لكن أنت في كل مره كنت بتضرب أيدي اللي بتتمدلك دي، أنت حر بقى
صمت شريف للحظات ثم نظر له وقال:
– أنت بجد بتصدق النهايات السعيدة؟ إحنا في دنيا كلها غدر وخبث وكُره، حتى لو خلصت مني هتلاقي غيري وغيري عايزين ينتقموا منك! بس أتمنى اللي يجي بعدي يكون أقوي عشان يعرف يكسرك!
– معتقدش، طول ما أنا على حق ومش بأذي حد أنا مش خايف
ثم نهض من مكانه ونظر إلى شريف للمرة الأخيرة وخرج من الغرفة، ثم خرج من المديرية بأكملها واتجه إلى المستشفى حيث توجد رحيل وكان الوقت قد تأخر قليلاً..
الكاتبة ميار خالد
في المستشفى..
عادت رحيل إلى غرفتها مجدداً بعدما خرجت من غرفة العمليات، وظلت فاقدة الوعي وقد أخبرهم الطبيب أنها فتره قصيرة وسوف تستعيد وعيها ليست كالمرة السابقة، وصلت داليا ومعها فارس إلى المستشفى وعندما رأتها أمينه اتجهت إليها بسرعه وقبل أن تتكلم تفحصت وجه ابنتها الشاحب وقالت:
– أنتِ وشك أصفر كده ليه؟
وضعت داليا يدها على وجهها ثم قالت:
– مفيش حاجه لا
ثم نظرت أمينه إلى فارس وقالت:
– كويس أنك جيت معاها كنت قلقانه تيجي لوحدها في الوقت ده
قالت داليا:
– هي فاقت صح؟
– غابت عن الوعي تاني؟
– ليه حصل إيه؟!!
فقصت عليهم ما حدث وعودة عاصي مرة أخرى ثم انضموا جميعاً معاً، ودلفوا إلى غرفة رحيل ليظلوا بها حتى تستعيد وعيها، وبعد فتره طويلة نوعاً ما استعادت وعيها وفتحت عيونها ببطيء فنظروا جميعاً إليها بترقب، نظرت إلى وجوههم بتفحص وعندما لم تجده منهم ابتسمت بحزن وقالت:
– كان حلم صح؟ عاصي مجاش لسه
وقبل أن يرد بدر عليها دلف عاصي إلى الغرفة، اتجه إليها ثم جلس أمامها وأمسك كفها ودفنه بين يديه ثم قال:
– يا ستي أقسم بالله ما كان حلم، أنا أهو قدامك
نظرت رحيل إليه بعيون متسعه ثم قالت:
– يعني أنا لو عضيتك دلوقتي هتتعور؟
– جربي كده
ثم وضع يده أمام فمها فقالت هي :
– شيل إيدك بدل ما اعضك بجد وأنا مش قادرة
ثم قالت بغضب عارم ولكنه ضعيف بسبب حالتها:
– أنت كنت فين! وإيه الأخبار دي وازاي تختفي كده! أنا قولتلك أول حد عايزه أشوفه لما أفوق أنت!
– صدقيني كان غصب عني
قال بدر:
– طيب أنت ممكن تحكي إيه اللي حصل!
تنهد عاصي ثم بدأ في سرد ما حدث معه له، وكانت تعبيراتهم تتغير أثناء حديثه، وعندما انتهى طالعته رحيل بضيق شديد وصمتت، نظر لها وقال:
– مش هتقولي حاجه؟
قالت بضيق:
– اطلعوا بره، مش عايزه أشوف حد عايزه أفضل لوحدي
قال عاصي بانفعال:
– أنا بكلمك طيب ردي عليا!
– مش عايزه أرد عليك! ولا عايزه أشوفك تاني، أنا كنت بموت هنا وأنت رايح تعمل خطط وتنفذ، مفكرتش فيا للحظة حتى! مفكرتش أنا هعمل إيه لما اصحي والاقيك مختفي لا وكمان أنت اللي نشرت الأخبار الكذب أنك اتقتلت! مستني مني اسقفلك مثلاً !
– مكنش قدامي حل تاني!! كان لازم أعمل كده عشان أعرف ابص لقدام في حياتنا
– وده كان وقت مناسب!! كنت قادر تعمل كل ده في وقت تاني وقت أكون أنا كويسة فيه، اللي أسمه شريف ده بيقع كتير أكيد كنت هتعرف توقعه! أنت سيبتني بين الحياة والموت ومشيت تنفذ خطط وتعمل حاجات مكنش وقتها
نظر لها عاصي بصمت ولم يقدر على الرد عليها، وللأسف قد تعاطف الجميع مع كلماتها هي واقتنعوا أن الحق تلك المرة معها، قالت رحيل:
– اطلع برا يا عاصي بعد أذنك، عايزه أفضل لوحدي يا جماعه
ثم نامت مكانها حتى يخرجوا جميعاً، وبمجرد خروجهم وأخرهم عاصي الذي كان يود أن يظل معها ولكنه أحترم رغبتها وخرج، بكت بحزن بسبب ما حدث، أنها لا ترى في الحكاية سوى أنه قد تخلى عنها وتركها في أكثر لحظة كانت هي بحاجه إليه فيها..
ظل يجول المكان أمام الغرفة بضيق، لا يعرف كيف سوف يرضيها حتى تسامحه، فاتجه إلى بدر وقال بانفعال:
– شوفت كلامها! والله ما كان قدامي حل تاني
أخذ بدر نفساً عميقاً ثم قال:
– بص يا عاصي، في الموضوع ده اللي يسمعك يقول معاك حق واللي يسمعها يقول معاها حق، بس أنت لازم تحترم قرارها برضو، هي بالنسبة ليها دلوقتي أنك اتخليت عنها، ومتزعلش مني مكنش وقت كل الأحداث دي ورحيل تعبانة، أنت متخيل أنك سبتها في العمليات ومشيت! دي هتفضل في نفسيتها
– مكنتش هلاقي فرصه تانيه عشان أخلي شريف يقع، على الأقل دلوقتي هركز لحياتي مع رحيل، وهركز في شغلي تاني، ده كان موضوع حياة أو موت بالنسبالي محسساني إني سيبتها بمزاجي ومشيت!
– بلاش تضغط عليها برضو عشان هي تعبانة وبراحه كده فهمها وجهة نظرك
زفر عاصي بضيق، ووقتها صدع هاتفه رنيناً برقم غريب! أبتعد عنهم للحظات ثم رد عليه وكان المتصل هو أحمد الذي قال بسرعه بمجرد أن رد عليه عاصي:
– الو، عاصي
قال عاصي بتساؤل:
– مين معايا ؟
– أنا احمد، أنا كلمت عز الدين دلوقتي وهو قالي اللي حصل حمدالله على سلامتك
صمت عاصي ولم يرد عليه ثم قال بعد فتره بانفعال:
– لو فاكر عشان أنا سحبت شكوتي ضدك ده هيديك الحق إنك تقرب مننا تاني تبقى غلطان، أنا عملت ده بس عشان أنت قولت الحقيقة مش أكتر!
– أنا مش بعمل أي حاجه وحشه والله، أنا بس كنت متصل اطمن عليك وابلغك حاجه
صمت عاصي لوهله ثم قال:
– حاجه إيه؟
– أنا هشهد ضد شريف، هقول كل اللي أعرفه عنه في المحكمة ولو في أي أدلة هدور عليها واقدمها برضو
فقال الآخر:
– تمام على الأقل تعمل حاجه واحده صح في حياتك
– صدقني أنا اتغيرت عشان ليلى، وأنا هسيب الأيام هي اللي تثبت لك بس بالله عليك خليني أشوفها كل فتره، أنا مش طالب منك أكتر من كده
زفر عاصي بضيق ثم قال:
– تمام نعدي الأحداث دي بس
– تمام، أنا عارف إنك مش هتحتاج مني حاجه بس لو احتاجت أي حاجه كلمني برضو يمكن أقدر أساعدك
أومأ عاصي برأسه ثم أنهي المكالمة وارتاح نوعاً ما لكلمات أحمد، ثم عاد إليهم وتلك المرة أخذه فارس وتحدث معه على إنفراد، قال:
– عايزك تهدي كده، وتفكر دلوقتي هتصالح رحيل إزاي
رد عاصي بانفعال:
– بس أنا معملتش حاجه! أنا لو غلطت في حقها هراضيها بس بجد أنا مش شايف أني غلطان
– بس هي أخده على خاطرها، نعمل إيه بقى لازم تراضيها حاول تشوف الموضوع من وجهة نظرها هي
زفر عاصي بضيق ثم أمسك رأسه وقال:
– أنا تعبت والله واعصابي مش مستحمله حاجه، لا عندي طاقة اصالح ولا ابرر، أنا قولتلها أسبابي وهي مش عايزه تفهمني ومصممه على رأيها
– مش أنت بتحبها؟
– بموت فيها يا سيدي مش بحبها بس لكن هي كمان لازم تحس بيا مش كده
– طيب والحل دلوقتي ؟
– معرفش بقى أنا تعبت حقيقي ومش عايز أتكلم تاني
ثم ذهب ووقف بمفرده للحظات حتى يفكر بهدوء، جانب منه يلومه بسبب تركه لها، وجانب آخر يقول إنه محق في ما فعله، شعر بتعب كبير برأسه وبعيونه التي كانت تحرقه بشده، فتحرك من مكانه ودلف إلى غرفتها مجدداً ثم جلس على الأريكة، قالت هي:
– أنا مش قولت عايزه أفضل لوحدي، بعد أذنك بره
قال لها عاصي بوقاحه:
– مش جاي عشان أتكلم معاكي أصلاً أنا عايزه أنام ساعتين وهقوم تاني
طالعته بعيون متسعه وقالت:
– وهو مفيش غير الاوضة بتاعتي يعني!
طالعها عاصي ببرود وقال:
– أيوة، ياريت تسكتي شوية بقى عشان عايز أرتاح
ثم نام بجسده على الأريكة ووضع يده على بطنه واليد الأخرى على عينيه، طالعته بغضب ثم قالت:
– صحيح نسيت أنا بكلم مين، بني آدم مستفز
ثم أغمضت عيونها لتنام، وعندما تأكد عاصي أنها قد أغمضت عيونها نظر إليها بابتسامه جميلة، وكانت عيونه تشع بالحب لها، ثم قال بداخله:
– بكره هعملك مفاجأة هتخلي أي زعل يتنسي، بكره هخليكي تلمسي السما بأيدك من كتر ما هتكوني مبسوطة، بكره هقولك أنا آسف بس بطريقتي..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحيل العاصي)