رواية رحيل العاصي الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميار خالد
رواية رحيل العاصي البارت الثاني عشر
رواية رحيل العاصي الجزء الثاني عشر
رواية رحيل العاصي الحلقة الثانية عشر
اتسعت عيون شادي من كلماتها تلك وصمت للحظات من هول صدمته، وبعد ثواني أردف:
– وأنتِ أكيد وافقتي
– أيوة
ابتسم الآخر ثم قال:
– طيب جايه تقوليلي دلوقتي ليه
– مش عارفه .. صدقني مش عارفه بس أنا مش مرتاحة مع إني ده اللي كنت عايزاه بس أنا..
ثم زفرت بضيق وامسكت رأسها بألم، نهض شادي من مكانه وجلس على المقعد المجاور لها ثم قال بابتسامه:
– أنسي كل ده أنا مبسوط أنك جيتي قولتيلي
– بس أنت هتمنعني صح
– لو ده اللي أنتِ عايزاه أنا مش همنعك وأنا سايبلك حرية الإختيار قولي اللي أنتِ عايزاه عايزه تهربي كده كده الموضوع هيكون بعيد عني بس..
– بس إيه؟
– هل أنتِ جاهزة إنك تقابلي العالم الخارجي لوحدك؟
ظلت تنظر بعيونه لفتره ثم قالت بدموع:
– لا
– وعشان كده أنتِ لسه هنا لحد دلوقتي صدقيني كل اللي بيحصل ده عشانك أنتِ
الكاتبة ميار خالد
تنهدت سلمى وظلت تتنفس بصوتٍ عالي ثم بكت بضيق، نظر لها شادي بعيون متسعة لأن تلك هي المرة الأولى التي تبكي فيها بتلك الطريقة منذ وقت طويل! ابتسم بفرحه وتركها تبكي حتى توقفت بعد لحظات وبدأت تنظم أنفاسها مرة أخرى، نظرت إلى شادي لتجده يطالعها بابتسامة فنظرت له بتساؤل نوعاً ما، قال الآخر بدون أي مقدمات:
– إيه رأيك اعزمك على الغدا النهاردة؟
ابتسمت بتهكم وسخرية وقالت:
– والله؟ والغدا هنا ولا في جنينة المصحة
نظر لها شادي بصمت وابتسامه غامضة على وجهه فتغيرت نظرات سلمي ونظرت له بعيون متسعه ثم قالت:
– هتخرجني من هنا؟!!
– لو وعدتيني إنك متعمليش أي فعل يبوظ كل حاجه
نظرت له سلمي بابتسامه رائعة ولأول مره تضحك بوجهه وقالت:
– يعني بجد هتسمحلي إني أخرج من هنا حتى لو وقت صغير
– أنا كنت عايز اجبلك هديه عشان أنتِ وثقتي فيا وفتحتي لي قلبك وبصراحه ملقتش أحسن من الهديه دي طبعاً ده قبل ما تقوليلي على موضوع دكتور فاطمه
ابتسمت سلمى بأمل ونظرت له بثقة فقال شادي:
– ها يا ستي تقبلي نتغدى سوا ولا؟
– أيوة أقبل
ثم صمتت للحظات وقالت بوجه عابس:
– بس هخرج بالهدوم دي؟
ابتسم شادي وقال:
– أكيد لا روحي دلوقتي مع سهام وهي هتديلك فستان جميل مع الحجاب بتاعه هستناكي كمان ساعة
نهضت سلمى من مكانها ونظرت إلى شادي بفرحه كبيرة، بعيون لامعه، بأنفاس متفائلة، نظر لها شادي ولأول مره يشعر بكل تلك السعادة في قلبه، أومأت سلمى برأسها ثم خرجت من الغرفة وبصحبتها الممرضة سهام التي اخذتها بهدوء وبدون أن يراهم أي شخص وساعدتها في تجهيز نفسها وبعد ساعة كان شادي أمام غرفة تلك الممرضة في انتظار سلمى التي
سوف يخرج بها من البوابة الخلفية بدون أن يراهم أي شخص..
في غرفة الممرضة ..
قالت لها سهام بأعجاب:
– إيه الجمال ده كله معقول مخبيه الحلاوة دي كلها
نظرت لها سلمى بحزن وقالت:
– وإيه فايدة الجمال لما يكون الحظ زي الشوك
– بكره الشوك ده يروح وميبقاش غير الورد يا ورد
ابتسمت سلمى بحزن وانتهت وقبل أن تفتح سهام الباب حتى تخرج تأملت سلمى نفسها قليلاً، تأملت فستانها فاتح اللون الذي يكسوه اللون البني الهادئ وحجابها الذي يتماشى مع فستانها، نظرت إلى وجهها لتجد وجنتها قد تلونت باللون الوردي قليلاً بعد أن كساها الشحوب، ابتسمت عندما رأت ملامحها بهذا النقاء وبعد كل تلك المدة، أنها كادت أن تنسى ملامحها حتى، خرجت من الغرفة لتجد شادي أمامها فقال وهو ينظر إلى ساعته:
– مفيش وقت يلا نتحرك دلوقتي ده وقت العصر أغلب الحرس بيكونوا بيتغدوا
ونظر إليها لتتجمد عينيه عليها لثواني ثم اشاح بنظره عنها بسرعه قبل أن تنتبه إليه، ابتسمت سلمى بحماس وفي الخفاء استقلت سيارة شادي وانطلق هو بها من البوابة بعد أن اختبأت بها جيداً ثم خرج بها من المصحة بنجاح، كاد قلبها أن يخرج من مكانها وهي تعتدل في جلستها وتنظر من نافذة السيارة، أنفاسها وانظارها مخطوفه وهي تنظر حولها وبعد كل تلك السنين وأخيراً ترى كل تلك الطرقات أمامها..
***
وصل عاصي مع عائلته ورحيل إلى المطعم ولسوء الحظ كان نفس المطعم الذي سوف يصطحب شادي سلمى إليه، جلسوا سوياً وطلبوا طعامهم وفي تلك الأثناء وصل شادي ومعه سلمى إلى المكان، ترجل من السيارة ونزلت الأخرى منها وتحرك من مكانه ولكنها ظلت متسمره مكانها، قال:
– مالك اتحركي يلا
– خايفة .. الناس كتير
أمسك يدها وقال:
– أنا معاكي متخافيش .. يلا
الكاتبة ميار خالد
نظرت له بثقة واطمئنان وتحركت معه إلى الداخل وهي تختبئ وراء ظهره برهبه، جلسوا مكانهم وكان بعيد نوعاً ما عن عاصي فلم يروا بعضهم وطلبوا طعامهم هم أيضًا، كانت هي تنظر حولها بعيون متسعه وانفاس مكتومه، قال شادي:
– مبسوطة؟
– خايفة
– خايفة من إيه طيب
– حاسة الناس كلها بتبصلي حاسة كلهم عايزين يأذوني
– خالص لو ركزتي فعلاً هتلاقي إن محدش ملاحظك .. خدي نفسك وارتاحي وافتكري إنك مستنيه اليوم ده من زمان معقول هتخليه يعدي بتوتر كده
ابتسمت الأخرى وأومأت برأسها وارتاحت بعد كلماته تلك قليلاً، وفي الناحية الأخرى وصل طعام عاصي والبقية وكانوا يتناولون طعامهم بهدوء حتى أوقعت ليلى على نفسها بعض الطعام فاتسخت ملابسها قليلاً وقبل أن تنهض حنان من مكانها نهضت رحيل وأخذت ليلى إلى الحمام، وعندما وصل طعام شادي وسلمى قالت هي :
– أنا هقوم أغسل أيدي الأول عشان حاسة أنها مش نضيفه
– قومي ومتخافيش يلا وأنا قاعد مستنيكي هنا
قالت بخوف:
– فاضل أد إيه ونرجع المصحة تاني
– بلاش تفكري في كل ده فكري في دلوقتي بس يلا
تحركت من مكانها وهي تنظر إلى الجميع بتوتر وخوف حتى دخلت إلى الحمام، وقفت أمام المرآة وفتحت الصنبور وغسلت ايديها وشردت قليلًا، وافاقت من حالة الشرود تلك على بعض قطرات المياه التي تناثرت عليها بسبب لعب تلك الصغيرة التي تقف بجانبها في الماء، وكانت تلك الصغيرة هي ليلى! وقد تركتها رحيل لثواني ودلفت إلى المرحاض..
الكاتبة ميار خالد
تجمدت عيونها على تلك الصغيرة للحظات وبحركة لا إرادية منها أمسكت خصلات شعرها فانتبهت لها ليلى ونظرت لها بابتسامة واسعة، ضحكت تلقائياً وقالت لليلى بشرود وكأنها تذكرت شيئاً ما:
– شعرك حلو أوي لونه..
– جميل صح
– أيوة .. افتكرت حد شعره كده بنفس اللون برضو
– بجد مين
ظلت تطالع ليلى وتتأملها بصمت فابتسمت ليلى وقالت:
– عارفه ماما كمان كان شع…
وقبل أن تكمل جملتها خرجت رحيل من المرحاض وقالت:
– بتكلمي مين يا لولي
طالعتها سلمى وظنت أنها والدة ليلى فنظرت لها برهبه، نظرت لها رحيل بابتسامتها المعتادة وقالت:
– أهلاً
اومأت برأسها وهنا لاحظت رحيل ملابسها التي قد ابتلت نوعاً ما بسبب قطرات الماء التي نثرتها عليها ليلى فقالت بأسف:
– أنا أسفه أوي بجد ليلى هي اللي عملت كده صح
قالت ليلى:
– مكنش قصدي لا مش كده يا طنط
ابتسمت سلمى بعفوية وقالت:
– لا مكنش قصدها فعلاً .. فرصة سعيدة
ثم خرجت بسرعه من أمامهم وتركتهم، وعندما وصلت أمام الحمام نظرت بجانبها لتُصعق عندما ترى عاصي يجلس على المائدة التي تبعدها بمسافة، تجمدت الدموع في عيونها ولم تقدر على الحركة للحظات وكأن قد أصابها الشلل وكان شادي يتابعها عن بعد وعندما وجدها تنظر لنقطة معينه نظر هو أيضا ليجد عاصي!
نهض من مكانه بتوتر وذهب إليها بسرعه وامسكها من يدها فتحركت معه وكأنها مسلوبة الإرادة، أخذها ليخرج بها من المكان فوراً وقبل خروجهم بدأت سلمى بالصراخ بصوتٍ عالي فالتفت إليها كل من في المكان ومنهم عاصي، ولحسن الحظ أن شادي استطاع أن يخرج بها في تلك اللحظة قبل أن يراها عاصي ولكن حتى إذا لم يستطيع أن يراها فقد تعرف عاصي على صوتها فوراً ..
انتفض من مكانه بسرعه وبحث بعيونه عنها فلم يجدها في الإرجاء فخرج بسرعه من المكان ولكنه لم يجدها أيضًا، ولكنه كان على يقين أن هذا صوتها ..
لذلك قرر أن يذهب إلى المصحة فوراً فاستقل سيارته وانطلق بها إلى هناك..
***
اتجهت رحيل إلى حنان ومعها ليلى وعندما لم تجد عاصي قالت ليلى:
– إيه ده هو خالوا راح فين
– جاله شغل يا حبيبتي تقريبا خرج على طول
عبست الطفلة بضيق وقالت:
– يوه بقى هو كل شوية شغل أنا زهقت
قالت رحيل:
– يعني أنا مش كفاية أقوم أمشي يعني
قالت ليلى بسرعه:
– لالا خليكي
قالت رحيل بضحك:
– ده حتى كويس أنه مشى عشان نقعد نخطط للمقالب اللي هنعملها فيه براحتنا
ضحكت ليلى بحماس وقد نست حزنها وظلت تحاور رحيل بمرح، نظرت حنان إلى رحيل بابتسامة ونهضت ليلى من مكانها وذهبت إلى جانب الأطفال المخصص في المكان لتلعب قليلاً، صدع هاتف رحيل رنيناً برقم بدر فردت عليه وقالت:
– الو
– إيه يا بنتي فينك
– أنا أسفه والله معلش اتشغلت في كذا حاجه نسيت أكلمك اطمنك عليا
– أنتِ كويسة يعني راجعه امتى
– اه يا حبيبي كويسة متقلقش شوية كده وجايه
ثم أنهت معه المكالمة، قالت حنان بفضول:
– ده خطيبك؟
– لا ده عمي أنا مش مخطوبة
ثم اختفت الابتسامة عن وجهها وهي تقول:
– بابا وماما متوفين وأنا عايشه مع عمي هو كل عيلتي دلوقتي
قالت حنان بحزن:
– حقك عليا مكنش قصدي افكرك
– لا عادي .. أنا أسفه لفضولي بس ممكن سؤال ؟
– أكيد يا حبيبتي
– هو فين بابا ليلى؟
زفرت حنان بضيق ونظرت لها للحظات ثم قالت:
– بصي أنا في العادة مش بحب أتكلم في الموضوع ده .. بس أنا قلبي ارتاحلك فهتكلم معاكي بس ياريت عاصي ميعرفش أنك عرفتي الموضوع ده
– أكيد طبعاً
الكاتبة ميار خالد
تنهدت حنان بضيق ثم قصت عليها كل ما أحدث مع ابنتها مريم منذ دخول هذا الحقير إلى حياتها إلى أن تركها وهي تحمل ليلى في احشائها، ثم أخذ عاصي أخته واجبرها على السفر وترك ابنتها وهي مازالت صغيرة، قالت حنان:
– لحد دلوقتي مش فاهمه سبب عصبية عاصي أنه يبعد ليلى عنها .. مش عارفه مريم عملت إيه عشان يخليه حتى يشيل كل صورها من قدام ليلى لدرجة أن ليلى متعرفش حتى شكل أمها .. في حاجه ناقصة أنا معرفهاش
– طيب إزاي مريم تعمل كده محدش كلمها ينصحها
– كان عندها صاحبة قريبة منها جداً .. الحقيقة هي مكانتش صاحبه هي كانت واحده من عيالي وكانت قريبة أوي لقلبي كان عاصي بيعتبر سلمي ومريم الاتنين خواته .. نصحتها كتير وفضلت فوق دماغها لكن مفيش فايدة
– وفين سلمى دلوقتي؟
– محدش يعرف اختفت فجأة هي كمان عاصي قالي أنها سافرت تقريباً .. هي كمان أتأذت أوي
– مش فاهمه أتأذت إزاي
– الحيوان ده لما عرف أنها بتنصح مريم عشان تبعد عنه ومش بس كده أنها كمان كانت عايزه تنتقم منه بسبب اللي حصل في مريم بوظلها حياتها هي كمان وعملها فضيحه في شغلها وطلع عليها سمعة وحشه جداً .. حياتها انتهت عشان كده عاصي قالي أنها سافرت هي كمان وبدأت حياتها بعيد عن كل حاجه مع أن عاصي كمان مش مسامح سلمى عشان خبت عليه علاقة مريم بالحيوان ده من البداية
– معقول في حد مؤذي كده!
واثناء حديثهم هذا لاحظت رحيل أن هناك شخص ما يراقبهم خارج زجاج المكان، تذكرت على الفور موضوع الصور الذي تخبرها به عاصي وتيقنت أن هذا الشخص هو الذي يهددهم !!
لذلك وبدون أن تفكر نهضت من مكانها بسرعه وأخذت حقيبتها وتركت هاتفها على الطاولة ونزلت إلى الأسفل حتى تمسك بهذا الشخص! وياليتها لم تفعل هذا التصرف..
***
الكاتبة ميار خالد
وصل عاصي إلى المصحة..
دلف إليها مثل المجنون وذهب بسرعة إلى مكتب شادي واقتحمه ولكنه لم يجده بداخله فضرب الباب بيقين أن تلك الفتاة التي كانت تصرخ هي نفسها سلمى، اتجه بسرعه إلى غرفة سلمى وجاء ليفتحها ولكنه وجد باباها مغلق بالمفتاح كالعادة! تحرك من مكانه وقبل أن يبتعد عن الغرفة لاحظ ممرضة سلمى والتي تدعى سهام وهي تقترب منه فقال لها بسرعه:
– افتحي الاوضة دي
– مقدرش أفتح الاوضة إلا بوجود دكتور شادي هو اللي مسؤول عن حالة المريضة
قال عاصي بعصبية مكتومه:
– قولت افتحي الاوضة وإلا اعتبري نفسك برا المستشفى دي .. خليكي برا الموضوع وبلاش تضحي بوظيفتك على الفاضي
– بس ..
– مش هكرر كلامي تاني
نظرت له سهام بتوتر ثم تحركت من مكانها ببطء واتجهت إلى غرفة سلمى، وضعت المفتاح في الباب وقد أغمضت عينيها بخوف وهي تفتحه وما أن فتحت الباب حتى دفعه عاصي بقوة ودلف إلى الغرفة ليتفاجأ وينصدم عندما يجدها فارغة بالفعل !! إذا إين هي ؟!
يا ترا ايه اللي هيحصل مع رحيل؟؟
عاصي هيعمل ايه؟؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحيل العاصي)
تااالات
ار
لا ى
yahyaghis
yahyaghis
ممتع
مشوف
لاءق