رواية رحمه تقي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة مجدي
رواية رحمه تقي الجزء الثاني والعشرون
رواية رحمه تقي البارت الثاني والعشرون
رواية رحمه تقي الحلقة الثانية والعشرون
مرت ثلاث أيام و بناء على طلب ماهر أخبر الطبيب الجميع أن الزياره ممنوعه و على هذا عاد عبد الرحمن إلى بيته … لكن رُبىٰ رفضت أن تترك غازي بمفرده لذلك ظلت لمياء معها
و بسبب حالة الحج راضي الصحيه و رفضه العوده إلى المنزل ظلت وهاد بجانبه … و كم كانت سعيده بذلك
كانت تنتهز الفرص و تدلف إليه هو لم يعرف سبب وجودها أو يعرفه و يرفض تصديقه
كان يبتسم إبتسامه صغيره على كلماتها و هي تقص عليه كيف تدخل إليه كل مره و كيف أنها تظل كالطفله المشاغبه التى ترتكب الأخطاء و مع إبتسامتها البريئة تجد نفسك تسامحها رغم كل شىء
– عايزه أيه مني ؟ أنتِ قولتي إنك ممرضه يعني فاهمه كويس أوى أن أنا مش قدر أمشي تاني أبدا ليه بقى بتعملي كل ده ؟ شفقه ؟
ظلت صامته تنظر إليه لعدة ثواني ثم أقتربت منه وجلست أرضًا على ركبتيها و قالت
– هشفق عليك ليه ؟ مالك ؟ مريض و مين فينا مش مريض مين فينا مفيهوش عيوب
صمتت لثواني ثم قالت بحزن
– ممكن تسمع حكايتي و وقتها نشوف مين فينا إللى هيشفق على التاني
قطب جبينه بحيره لتقول هي و يديها تمسك أطراف أصابعه التي ترتعش و عيونها التى تمتلىء بالدموع و صوتها الذي يرتعش ضعفًا و خوفاً
– أول يوم ليا في البلد هنا كنت جايه أستلم شغلي بعد ما خلصت معهد التمريض إللى أخدته بطلوع الروح … ما هو أنت مش فاهم يعني أيه تكون لقيط ملكش أب و لا أم و تفضل تتوسل لكل الناس إللى قادرين يساعدوك أو يقتلوا حلمك و يدمروك
صمتت لثواني ثم قالت دون أن ترفع عيونها إليه و لو كانت فعلت لرأت الحزن يرتسم داخل عينيه
– من يوم ما وعيت على الدنيا و فهمت يعني أيه لقيطه و أنا ديماً بسأل نفسي و أقول ذنبي أيه … أيه إللى عملته غلط علشان لقب لقيطه يفضل ملازمني طول عمري و زاد إحساسي لما شوفتك … هيبتك ، ثقتك فى نفسك لما كل الممرضات فى المستشفى و هي بتتكلم عن عيلتك و أصلك و أصل مراتك و أخوك إللى الناس كلها بتحبه و بتحترمه و تقدروا
إبتسمت بحزن و هي ترفع عيونها إليه وقالت بصدق
– غصب عني لقيت نفسي بحبك … بستناك كل يوم حتى لو مليش شغل و معنديش نبطشيه بحب أشوف طلتك …. أعد خطواتك و أسمع صوتها على الأرض تحسسني إني عايشه … عارف رغم أني كنت عارفه إنك متجوز بس مقدرتش محبكش بس عمري … عمري ما فكرت أقرب منك أو حتى ألفت نظرك … كنت مكتفيه بس بإني أشوفك من بعيد
صمتت تحاول ألتقاط أنفاسها و الدموع تسيل فوق وجنتيها قالت بخجل بسبب الإحساس بالنقص و الدونية
– أصلا عمري ما فكرت إني أقدر أوصل ليك بأي شكل مين أنا أصلاً مجرد بنت لقيطه أبوها و أمها أتخلوا عنها رغم أنها نتيجة خطئهم … أتخلصوا منها و سابوها تدفع ثمن الخطىء ده طول عمرها
أخذت نفس عميق مع إبتسامه حزينه
– أنا ممرضه قلبها متعلق بيك … جمبك لأني مش قادره أكون فى مكان تاني غير جمبك مش شفقه ده حب .. بس حب أنت مش ملزم بيه .. و لا مطلوب منك حاجة غير إنك تسيبني أكون جمبك و معاك أسندك و أدعمك أكون رجلك لحد ما ربنا يكرمك و تقدر تقف عليهم من جديد
كان يستمع إلى كلماتها … و قلبه يتلوى ألماً عليها … على تلك الحياة الظالمه التي لم ترحمها يوماً و تحاسبها على خطأ الأخرين
كاد أن يقول شيء حين دلفت الممرضه و هي تقول ببعض العصبيه
– على فكره مينفعش إللى أنتِ بتعمليه ده الدكتور مانع عنه الزيارة و أنا هبلغ الدكتور بتصرفاتك دي و يشوف الموضوع مع أستاذ غازي
ليقول ماهر بصوت هادىء
– الدكتور مانع الزياره علشان أنا عايز كده ، و أنا محتاج وهاد جمبي علشان كده دخولها مش محتاج كل القلق إللى أنتِ عملاه ده و أنا هتكلم مع الدكتور
صمتت الممرضه و نظرت وهاد له بابتسامة صغيرة سعيدة و أقتربت منه قليلاً و قالت
– هخرج دلوقتي بس هرجع تاني ماشي
أومىء بنعم لتغادر مع الممرضه و هي تقول لها بمرح
– ده احنا زمايل حد يعمل فى زميله كده برضوه
ليضحك ماهر و هو يقول بصوت عالي نسبياً
– لو سمحتى أنا عايز الدكتور
أومئت الممرضه بنعم و غادرا الغرفة ليأخذ نفس عميق و هو يفكر لقد حانت لحظة المواجهه و الحقيقة ….. لن يهرب مره أخرى …. ليضع كل الأمور فى مكانها و يريح الجميع
~~~~~~~~~~~~~~~
دلفت إلى الغرفة و هي تنظر أرضاً بخجل …. ليقول والدها و هو يقف
– تعالي يا رحمه أقعدي هنا … أنا هسيبكم شوية مع بعض و بعدها عايز قرار نهائي
أومئت بنعم ليتحرك يجلس على الكرسي البعيد فى أخر الغرفة يمسك كتاب يكمل قرأته
خيم الصمت عليهم لعدة ثواني حتى قال تَقِي بخجل
– تسمحيلي أحكيلك كل حاجة عني ؟
– أكيد
أجابته سريعاً ليبداء يقص عليها الأمر بالكامل دون أن ينسى شىء مهما كان بسيط أو صغير و رغم كل الألم الذي يسكن صوته و عينيه و تلك الدموع التى تلمع في عينيه بكبرياء رجل يعترف بأخطائه حتى يستطيع أن يعيش بسلام و يرى و هو مقتنع تمامًا أن الصدق ينجي و الكذب آخره خسارة و ضياع
أنتبهت من أفكارها على صوته و هو يقول أن
– أنا فضلت سنين فى ألم و حزن … ألم جسدي مع كل عملية و جلسة علاج طبيعي و نفسي و أنا بلومها و بحس بالذنب الكبير إللى أرتكبته فى حق بنت عمي و إبنها و كمان حق عمي إللى وصاني عليها و أنا إللى نسيت و تجاهلت
صمت لثواني ثم قال
– من يوم ما قابلتك فى المترو و أنا وقفت بين إيدين ربنا أدعيلوا تكوني عنوان التوبة إللى همشي فيه و إنك يوم ما توافقي عليا تكون دي علامه أن ربنا غفر ذنبي
إبتسم إبتسامة صغيرة … و أكمل قائلاً
– و قبل ما أعرف رأيك ربنا بعت ليا إشارة أكبر مكنتش متخيلها و بنت عمي خفت من صدمتها و أتجوزت كمان تصدقي
أومئت بنعم و كانت عيونها تلمع بسعادة كبيرة رغم تلك الدمعات التي تتساقط على وجنتها
خيم الصمت لعدة ثواني و دون أن يطلب أو يتطرق إلى الموضوع رفعت رحمه نقابها لتتسع عيناه و هو يرى بشرتها الصافيه و شفتيها الكرزيتين دون أحمر شفاه و عيونها التى تلمع كأشعة الشمس فى منتصف النهار … ظلت عيونه معلقه بجمالها و هى تنظر أرضًا بخجل ليقطع هو الصمت
– أفهم من كده إنك موافقه عليا … و إن كلامي مخوفكيش مني
لم تجيب بشيء لكن عبدالرحمن الذي كان يتابع كل شىء من مكانه أقترب منهم و هو يقول
– هنستناك الجمعة الجاية علشان نتفق و نقرا الفاتحة
ليقترب تَقِي منه و ضمه بقوة و هو يقول
– أنا متشكر جداً .. متشكر جداً
لتعيد رحمه نقابها فوق وجهها و هي تضحك على ما يفعله كذلك عبد الرحمن الذي قال بمزاح
– أعقل يا ابني محتاجين عقلك الفترة الجاية
ليبتعد تَقِي و هو يقول ببعض الخجل لكن مع إبتسامة واسعه ترتسم على وجهه
– أنا آسف يا عمي بس أنا ما صدقت بصراحه … ان شاء الله يوم الجمعة بعد المغرب هكون هنا … و بعد ما نقرا الفاتحة نصلي العشا جماعه
أومىء عبد الرحمن بنعم و قال
– و أحنى فى إنتظاركم
غادر تَقِي و السعادة ترقص داخل قلبه و طبول الحب تقرع دون توقف يتمنى أن يضم كل من يمر بجانبه أن يقول بصوت عالي أنه قد حصل عليها … أنها وافقت عليه و قد نال الصفح الكامل
~~~~~~~~~~~~~~
منذ تحدثه مع الطبيب و هو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل كيف تكون والدته بتلك الشخصية الغير سويه … وكل ذلك الغل و الغضب بقلبها
يجد نفسه الأن عاجز أمام كل ما تمر به العائلة
و أخيه الذي أصبح مقعد الأن و إلى الأبد يحتاج إلى معجزة من الله و رغم وجود رُبىٰ بجانبه كانت إنهارت قواه و سقط هو الأخر فى ظلام الضغط العصبي و الوحده
دلفت إلى الغرفة و على وجهها إبتسامة رقيقة رغم ألم قلبها على حاله … لكنها قد أخذت قرارها سوف تهون عليه كل هذا سوف تشغل عقله بحبها و تجعل الأحزان تختفى من عينيه و قلبه
أقتربت منه بهدوء و عقله سارح فى السماء الخاليه من كل شىء و صافيه كصفاء قلبه و روحه
جثت على ركبتيها و هي تقبل يديه قائله
– سرحان في مين يا سي غازي ؟
نظر إليها بعدم إستيعاب و قال باستفهام
– قولتي أيه ؟
إبتسمت بمشاغبه و قالت من جديد
– سرحان في مين يا سي غازي ؟
ليبتسم نصف إبتسامة وقال
– معقوله أسرح في حد غيرك
– يعني أنا بس إللى شاغله بالك و قلبك ؟
سألته بابتسامة واسعة و عيون تحمل حب و بعض المشاغبه ليمسك يديها و قال بحب
– و محدش غيرك … و لا عمري هيكون فى غيرك يا رُبىٰ
ظلت صامته تنظر إليه ليقول هو ببعض الضيق
– قومي من الأرض يا رُبىٰ مينفعش قعدتك كده
– ليه ؟
سألته و هي تستند بكوعها على فخذه بحركه طفوليه محببه ليقول هو بحب
– علشان ده مش مكانك يا رُبىٰ مكانك جمبى و فوق راسي
لتبتسم بسعادة و حب و قالت
– أنا مكانى معاك .. جمبك بقى و لا تحت رجلك مش مهم … المهم أكون جمبك و معاك
ليحاوط وجهها بيديه و هو يقول
– أنا مش متخيل الوقت ده كان هيعدي عليا إزاى لو كنت لوحدي و أنتِ مش معايا .. ربنا يخليكى ليا يا رُبىٰ
أمالت رأسها جانبًا و قالت باندهاش
– هو أنت ليه مش بتقولي يا حبيبتي أو يا قلبي أو أي كلام من ده ليه ديما بتقول أسمى فى نهاية كلامك
إتسعت إبتسامته و قال بصدق
– أسمك أغلى عندي من الدنيا … و أسمك عندي هو كل كلام الحب هو أحلى الحروف على لساني زي ما أنتِ أغلى و أحلى البنات
لتتسع إبتسامتها بسعادة و عيونها تنطق بحب كبير حب من أستطاع الأحتواء و التقدير … رجل حقيقي أستطاع أن يخترق حواجز قلبها و روحها … كسر قيود خوفها و أطلق جناحيها حتى تحلق فى سمائه بحريه و سعادة أستطاع أن يجعلها أسيرته برغبتها و بكامل إيرادتها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل تَقِي عند منزل راندا … و هو سعيد … يريد أن يرى سعادتها بعينيه مع زوجها حتى يطمئن قلبه تماماً و يغلق باب الذنب القديم تماماً و دون رجعه
طرقات على الباب و أعطى ظهره للباب ينتظر أن يجيبه أحدهم … مرت عدة ثواني حتى سمع صوت يوسف يقول
– ثواني
ثم فتح الباب ليلتفت تَقِي ينظر إليه بابتسامة واسعه وقال
– أتمنى ماكنش جاي في وقت مش مناسب
ليضحك يوسف بجانب فمه و قال
– لا يا أخويا جاي في وقت مناسب و بعدين البيت بيتك تشرف و تنور في أي وقت
دلف تَقِي و هو ينظر أرضًا لينادي يوسف على راندا و هو يقول
– تَقِي يا راندا
ثواني و خرجت راندا من ممر الغرف و هي تقول
– أهلاً أهلاً إبن عمي الهمام نورت و الله
مر وقت بين ضحك و إبتسام و نقاش … ليبتسم بسعادة و هو يرى ذلك التوافق بينهم و السعادة الكبيرة الذي رأها في عيونهم وكلماتهم حين أخبرهم عن خطبته لرحمه و موافقتهم السريعة على الذهاب معه يوم الجمعة جعلته حقاً يود أن يصرخ بصوت عالي و بسعادة و يخبر كل الناس أن الله قد غفر له ذنبه القديم و أعطاه فرصة جديدة
~~~~~~~~~~
تجلس فى غرفتها أمام المرآه تضع الكثير من مساحيق التجميل و شعرها حول وجهها مشعث … حالتها تزداد سوء و لا تتحدث بل تزيد من داخلها الغرور يتصاعد و يزيد
تعاملها مع الجميع على كونها ملكه متوجه و الجميع عبيد لها لذلك قرر الطبيب التحدث مع أهلها ليجدوا حل جزري
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)