رواية رحمه تقي الفصل الثامن 8 بقلم سارة مجدي
رواية رحمه تقي الجزء الثامن
رواية رحمه تقي البارت الثامن
رواية رحمه تقي الحلقة الثامنة
تجلس أمام طاولة الزينة تقوم بترطيب بشرة جسدها ككل يوم تتزين بأجمل الملابس رغم انها تعلم أنه لن ينظر إليها يوماً كزوجة حقيقية لها حقوق على قلبه و حياته
تعلم جيداً أنه لن يقترب منها بحب و رغبة هو يقترب فقط لمجرد واجب حتى ينجب للعائلة أحفاد كثيرة كما أمرته والدته و يصبح مال والده بالكامل له و لأخوه
رغم أنها الأن و من الواضح أصبحت هي و ولدها البكر على شفا حرب و ما أصعب حرب المال أغمضت عينيها و هي تنطق أسمه بداخل قلبها و بروحها غازي … ذلك الرجل التي لا ترى غيره رجل
صحيح هي لم تفكر يوماً فيه أو حلمت به لكنه مثال للرجل الحقيقي التي تتمناه أي أمرأة رجل رزين و هادىء .. العقل هو المتحكم فى تصرفاته و أفكاره
لا يعتمد على العاطفة التي غالباً تهلك مشاعر ماهر خاصة تجاه والدته التي تبتزه عاطفيًا وتجعله لعبه صغيرة بين يديها تحركها كما تريد
أخذت نفس عميق ثم وقفت بتثاقل و توجهت إلى السرير حتى تنام … أو تمثل النوم حتى لا يأتي زوجها و يقوم بإحراجها كما إعتاد و يشعرها بالدونيه و النقص وبالفعل بمجرد أن دسرت نفسها بالغطاء إلا وفتح باب الغرفة و أغلق بقوة جعلتها رغمًا عنها تفتح عيونها تنظر إليه بخوف ليقول هو بغضب
– قومي يا هانم فهميني قايله أيه لغازي من ورايا
جلست تنظر إليه باندهاش و قالت باستفهام
– هقوله أيه ؟ و من أمتى في بيني و بين أخوك كلام ؟
ليقترب منها سريعاً و أمسكها بقوة من ذراعها ليوقفها أمامه و هو يقول
– يعني هو فجأه كده و من نفسه يقولي حل إللى بينك و بين مراتك … أيه إللى عرفه إللى بيني و بينك عرف منين إني مش شايفك ست
تجمعت الدموع فى عيونها و لكنها لم تعد تحتمل كل تلك الأهانات رفعت يديها و ضربت بها صدره بقوة وقالت بصوت عالي
– ليه؟ ليه مش شايفني ست ؟ ناقصني أيه ؟ جميله و متعلمه و من عيله كبيرة … ناقصني أيه يا ماهر ناقص يكون أسمى رحمه مش كده ؟
لتظهر الصدمه جليه على ملامحه و هو يتراجع إلى الخلف لتكمل هى كلماتها و الدموع تغرق عيونها
– أيه مستغرب أنى عارفة إنك بتحب رحمه بنت عمك .. مستغرب إني عارفه و ساكته علشان بحبك علشان كان عندي أمل إنك في يوم تحس بيا تشوفني تعرف أن قلبي ملكك أنت من أول مره شوفتك فيها … من يوم ما أتكتب أسمى على إسمك و أنا مش عايزه حاجة تانيه من الدنيا
أقتربت منه خطوه أخرى و عادت تضربه فى صدره من جديد
– أتحملت نظراتك و معاملتك ليا … ظلمك إللى ملوش آخر … أتحملت صمتك و بعدك و أقول بكره يحس بكره يشوف لكن أنت شبه الصنم لا بتحس و لا بتشوف و ماشي فى ديل أمك تقولك يمين حاضر تقول شمال حاضر … زعلان أوى و مخنوق أن أخوك بيعاتبك أنك بتظلمني … ياريتك تبقى نص غازي راجل شورته من دماغه مش شورة أمه
و تركته على وقفته مصدوم من كل ما قالته لتمسك هي عبائتها و أرتدتها سريعاً و غادرت الغرفة مباشرة إلى غرفة أولادها أيقظتهم و غادرت البيت الكبير و قد أخذت قرارها لا عوده
~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل غازي طوال الليل فى ديوان الزراعة عقله لا يستطيع التوقف عن تخيل ذلك الأمر التي ترغب رحمه في قوله له قلبه يؤلمه هل بعد أن وجدها ستضيع منه نفخ الهواء بضيق و كلمات أخيه تعود لتتردد داخل أذنه … لم يعد يحتمل أطفىء أنوار الديوان و صعد إلى سيارته و أخذ الطريق متوجهاً إلى العاصمة فنيران قلبه المشتعله سوف تلتهمه من كثرة القلق فليمرر ذلك الوقت فى الطريق الذي يراه طويلاً و ليس له نهاية
~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع أول خطوط النهار كان غازي يجلس داخل سيارته أسفل بيت عمه ينظر إلى ساعته كل دقيقة و أخرى و ينفخ بقلق
و يشعر أن الوقت لا يمر لم يعد يحتمل فأمسك الهاتف و أتصل برحمه و بعد عدة ثوانِ أجابته بصوت ناعس
– صباح الخير يا غازي … صاحي تبيع لبن
– عمي صاحي ؟ ينفع أطلع ؟
أجابها بصوت قلق و جدية جعلتها تعتدل جالسه و قالت
– بابا أكيد لسه نايم بس أنا هقوم أصحيه … و بعدين ده بيتك يا أبن عمي تشرف و تنور فى أى وقت
سمعت إجابته و غادرت السرير ثم غرفتها بعد أن أغلقت الهاتف و توجهت إلى غرفة والديها
أخبرتهم بالأمر و عادت إلى غرفتها حتى ترتدي ملابسها و نقابها
مرت أكثر من خمسه عشر دقيقة و ها هو يجلس فى صالة منزل عمه ينظر أرضا ينتظر عودتها بالشاي كما أمر عمه
هو لا يريد أن يأكل أو يشرب أي شىء هو يريد أن يعلم ماذا تخبىء عنه
و ما هذا الموضوع الذي لابد أن يعلمه حتى يستطيع أن يقرر فى أمر من رأها فى أحلامه و ظل طوال حياته ينتظرها
جلست رحمه بجانب والدها ليقول سريعاً
– فهميني يا رحمه في أيه ؟
نظرت إلى والدها الذي فهم نظرتها جيداً فوقف و هو يقول
– طالما صحيت بدري أروح أتفرج على صباح الخير يا مصر
أبتسمت رحمه كذلك غازي الذي يقتله القلق و الخوف
– أسمعني كويس و فكر
لم يدعها تكمل كلماتها و قال
– قولي إللى عندك يا رحمه
بدأت بالفعل فى قول كل ما حكته لها رُبىٰ … و ما يقوم به إبن عمها و صمت عمها و ضعف والدتها و قله حيلتها ليقف و الشرر يتطاير من عينه و قال بقوة
– أتصلي بيها و هاتي منها رقم عمها
– بس
وقفت رحمه و كادت تعترض لكنه قال
– عايز رقم عمها يا رحمه … دلوقتي
أومئت بنعم و ذهبت إلى غرفتها حتى تتصل بها فى نفس اللحظة التي أخرج هاتفه يتصل بوالده و حين أجابه قال بشكل مباشر
– عايز أسألك يا حج أنت بتثق فيا و لا لأ ؟
رغم إندهاش راضي الذي كان يجلس فى المجعد الكبير منذ أستيقظ على مشكلة ماهر مع زوجته
– أكيد يا غازي و ده سؤال يا ولدي
– أنا هتجوز يا حج
قال غازي مباشرة و بدون مراوغة ليقول راضي بصدمه
– إزاى يعني ؟ و كده من غير أهلك و ناسك و لا فرح متفهمني يا ولدي فى أيه ؟
صمت غازي لعدة ثوانِ ثم قال
– الحكاية كلها أني هكتب كتابي لكن الفرح و كل إللى أنتوا عايزينه هيتعمل يا حج
– صاحبة رحمه ؟
سأله راضي بشك ليجيبه بتأكيد
– أيوه يا حج … و لازم أحل الموضوع ده النهاردة و لما أرجع هحكيلك كل حاجة
– على بركة الله يا أبني … و ألف مبروك
أجابه راضي بابتسامة راضية و سعيدة عكس تلك التقطيبه التى ترتسم فوق ملامح ريحانة و الغضب الذي يظهر على وجهها لكنها أنتظرت حتى أغلق راضي الهاتف و قالت
– مبروك على أيه ؟ و مين ده إللى هيتجوز ؟ و هيتجوز مين ؟
– غازي
كلمه واحدة قالها لتصرخ بصوت عالي ناسيه تماماً خطتها و كل ما كانت تفكر به
– غازي هيتجوز رحمه ؟ خلاص هتخطفوا إبني مني …أخوك و بنتوا ضحكوا على إبني ؟
و كان ماهر يقف فى الخلف ينظر إلى والديه بصدمه و قلبه الذي تكسر إلى الاف القطع الصغيرة لا يتحمل ذلك التخيل أو يتصور أن يحصل أخيه على من عشقها قلبه و روحه أخيه الذي أخذ كل ما أراده حتى حبيبته
و لكنه عاد ينظر إليهم بعدم تصديق حين قال راضي
– غازي بيعتبر رحمه زي أخته … هيتجوز بنت تانية من أول ما شافها و هو قرر أنه يتجوزها يارب بقى شياطينك تهدى و ترتاح و بدل ما أنتِ شايله بنت أخويا على راسك حلي مشكلة إبنك و بيته إللى خربه بإيده و بسببك
و تركهم و صعد إلى غرفته و الحيرة و الصدمة و عدم التصديق تحتل ملامحهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أنهى حديثه مع والده و ظل واقف فى مكانه ينظر إلى الطريق عبر النافذة يفكر ماذا عليه أن يفعل الأن
لكن المؤكد فى الأمر هو لن يتركها هناك و لو ليوم آخر ليأخذها من ذلك البيت و بعد ذلك يفكر فيما عليه فعله حتى يسعدها و أيضاً فى مواجهة والدته ف مؤكد ستقيم الحروب بسبب ما سيقوم به و لكنه لن يقبل على رجولته أن يترك من يعتبرها زوجته فى مكان غير أمين كبيت عمها
حضر عمه و وقف جواره لينظر له غازي بصمت … ليقول عبدالرحمن بهدوء
– أنا هاجي معاك … مينفعش تروح لوحدك و تكتب الكتاب و نجيبها على عندي هنا على ما أنت تجهز لفرح يليق بيك وبيها
أبتسم غازي و قال بسعادة
– أنا مش عارف أشكرك إزاى يا عمي
– هو فى ولد بيشكر أبوه على أنه واقف جمبه … و بعدين يا غازي لما أشوف إبني بيتصرف برجوله و أخلاق لازم أكون فخور بيه و أساعده بكل إللى أقدر عليه
فى تلك اللحظة حضرت رحمه و معها الرقم أخذه منها غازي حين قال عبدالرحمن
– هروح ألبس بقى على ما تخلص مكالمتك
حين غادر عبدالرحمن قالت رحمه بصوت منخفض
– هي كمان من أول مره شافتك أعجبت بيك جداً و أتمنتك زوج ليها يعينها و يقويها على قربها من ربنا
ألتفت إليها غازي ينظر إليها بعدم تصديق رغم تلك الإبتسامة الرقيقة الرجولية المميزه التي ترتسم على ثغره لتومىء بنعم و غادرت حتى تتركه يتصل بعم رُبىٰ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تجلس فى غرفتها قلبها يضرب بقوة و كأنها طبول حرب ضروس على وشك الحدوث كانت تشعر بالخوف من موقف غازي مما يقوم به إبن عمها لكن الأن هي خائفه من موقف عمها و ماذا سيحدث
فهي الأن تتوقع أسوء التوقعات و لا تعلم ماذا عليها أن تفعل
وهل فى الأساس و من الطبيعي أن يأتي لها خاطب الساعه السابعة صباحاً
ضحكت رغم تلك الدموع التي تتجمع فى عيونها و يدها التى ترتعش بقوة
لكن عليها أن تتحرك و تخبر والدتها بكل شىء حتى تستطيع أن ترشدها كيف تتصرف فى هذة الأمر
و كانت ملامح والدتها و هي تستمع لما تقوله أبنتها مصدومه و زاهله و لا تستطيع تجميع الكلمات التي تجيب بها أبنتها
حتى قالت رُبىٰ
– يا أمي غازي راجل بجد هو ده الشخص إللى حلمت بيه و أتمنيت أن ربنا يرزقني براجل زيه كفاية انه لما عرف باللي سمير بيعمله مستناش و قرر يتقدم ليا النهاردة و دلوقتي الساعة ٧ الصبح
بتضحك والدتها و هي تقول بصدمه
– باين أنه مجنون لايق على بنتي المجنونة
لتقترب رُبىٰ من والدتها وقالت
– رأيك أيه يا أمي ؟
ظلت لمياء صامته تنظر إلى إبنتها و بداخلها تدعوا الله أن كان فى هذا الغازي خير لأبنتها أن يوفقه فى الوقوف أمام عمها و أخذها من ذلك البيت
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)