رواية رحمه تقي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة مجدي
رواية رحمه تقي الجزء الثامن عشر
رواية رحمه تقي البارت الثامن عشر
رواية رحمه تقي الحلقة الثامنة عشر
الاحداث الخاصه بريحانه وعلشان محدش يقولي ان دي مبالغه واوفر انا شوفت بعيني الست اللي اقتبست منها شخصيه ريحانه وشوفت تصرفاتها وكلامها … ريحانه شخصيه حقيقية ١٠٠٪
الفصل الثامن عشر من رحمه تَقِي
دلف غازي إلى المنزل و مباشرة إلى غرفة والده ليطمئن عليه … أنه يريد الأن الجلوس بمفرده و التفكير فى كل ما حدث
أن حياتهم أنقلبت رأس على عقب و ما حدث معهم لم يتخيل يوماً أن يحدث أن تكون عائلتهم هشه إلى تلك الدرجة و مع أول عاصفه حقيقه تمر بهم و أنهار كل شىء و أختفى و كأنه لم يكن يومًا موجود
دلف إلى غرفته يريد أن يأخذ حمام دافىء عله يستطيع إخماد تلك النيران بداخل قلبه و يصفى ذهنه و يستطيع التفكير …. بماذا عليه أن يفعل الأن والدته و أخيه و والده و رُبىٰ
أغمض عينيه بأرهاق ثم رفع كفيه يفرك وجهه بقوة توجه إلى الخزانه و أخذ منشفه و دلف إلى الحمام
~~~~~~~~~~~~~
كانت تركض نزولاً على درجات السلم الفاصله بين شقتها و شقة رُبىٰ دموعها تغرق نقابها لا تعلم ماذا عليها أن تقول أو كيف سيكون موقف لمياء من حديثها
~~~~~~~~~~~~
طرقات قوية جعلتها تنتفض من نومها و لم تكن بمفردها فوالدتها أيضاً شعرت بالخوف و أنهت صلاتها سريعاً ليركضوا يفتحوا الباب و ألف سؤال يدور بعقلهم و مخاوف كثيرة تتجسد أمامهم … و كل تفكيرهم توجه إلى أن مرسي قد عرف مكانهم و عاد لينتقم منهم
و لكن حين فتحوا الباب ليجدوا رحمه تقف أمامهم ليزداد الخوف و لكن ما سمعوه جعلهم يدلفون سريعاً إلى غرفهم يبدلون ملابسهم و دقائق و كانوا يجلسون بجانب رحمه و كريمه فى الكرسي الخلفي
و عبد الرحمن فى الكرسي الأمامي بجانب السائق و الدموع تملىء الوجوه و القلوب و الألسنه لا تتوقف عن الدعاء
~~~~~~~~~~~~~~
إذا كانت الحياة لها أبواب كبيرة تفتح على مصراعيها ليظهر من تاني حدائق غناء و جنة لا يستطيع أحد وصفها من شدة جمالها
فهذا ما يشعر به الأن …. حين أنتهت راندا من حديثها خيم الصمت عليهم لعدة دقائق كانت تعلم جيداً أنه لن يعترض … و أنه سوف يفهم حديثها بأنه هو المقصود
لذلك قالت كلماتها دون النظر إلى وجهه
و حين ظل صامتًا نظرت إلى وجهه و قالت مباشرة
– فى أستشاري نفسي بيجي المستشفى يوم فى الأسبوع … و كان ديماً يدخل يقعد معايا و يتكلم … بقالوا سنتين يا تَقِي سنتين لا مل من صمتي و لا من نوبات بكائي .. كل مره ممكن يفضل قاعد معايا بالساعات … و أول ما بدأت أخرج من الحاله إللى كنت فيها … طلب أيدي للجواز
أرتسمت الصدمه على ملامح تَقِي لتكمل هي بهدوء
– طبعاً أنا أتعصبت جداً و كنت هبداء أقول بقى أنت عايز تتجوزني شفقه لقيته هو بيسبق كلامي و بيقولي …. مش هتجوزك غير لما تخفي تمامًا و تبقي أنتِ إللى هتموتي و تتجوزيني
إبتسم تَقِي دون أن يشعر … كالابتسامة التي ترتسم على شفاهها و هي تقول
– و النهارده إتصلت بيه و قولتله يجي و معاه المأذون علشان يطلبني منك و تبقى وكيلي يا أبن عمي
سالت الدموع التي كانت حبيسه عينيه منذ دخوله .. فرحاً ، سعادة و راحه بعد عناء و تعب
اليوم يجنى أولى ثمرات المغفرة … و العفو
اليوم يغلق تلك الصفحة القديمة بكل ما بها من ألم و حزن … بذلك الذنب الكبير إلى الأبد
و خلال دقائق وصل يوسف بالفعل و معه الشيخ و قبل عقد القرآن جلس الثلاثه سويًا يتحدثون حتى يستطيع تَقيِ التعرف على يوسف و تم عقد القرآن و حين قال الشيخ (( بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكم في خير )) أغمض تَقِي عينيه و هو يفكر بشكل أوضح
جعله يصدق الأن كل ما حدث كان له هدف و حكمه و يفهم جيدًا لعبه القدر الأن أبواب الجنة فتحت له … و لكن يبقى تقبل رحمه لماضيه و أخطائه الكبيرة
~~~~~~~~~~
كان ينظر إلى الهاتف بصدمه … يشعر بثقل في قدميه و هموم فوق كتفيه كالجبال سوف تكسره لا محاله و لكن كل ما حدث فى كفه و ما سمعه الأن فى الهاتف فى كفه أخرى هو لن يتحمل هذه الخسارة لتنحدر تلك الدمعة التي لم يسمح لها بمغادره جفنيه من قبل … و والده الذي مازال نائماً أثر صدمة والدته كيف يتحمل هذه الصدمه
هو لا يعلم ماذا سيكون موقف والدته …. أغمض عينيه و هو يفكر ها هي دعوات والدته تتحقق و أصابت ماهر أكثرهم طاعه لوالدته و أكثرهم حبًا لها
و سريعاً عاد ليرتدي ملابسه و غادر المنزل بعد أن أوصى الممرضه و الفتايات فى البيت على والده و ألا يخبره أحد بأي شىء
كان يقود السيارة و هو يتذكر كلمات أخيه
((- متقلقش يا غازي انا كويس … بس بفكر و أعيد حساباتي
– كلنا بنغلط يا ماهر و اللى حصل مش ذنبك لوحدك
قالها غازي فى محاوله منه لمواساته ليبتسم ماهر بحزن و قال
– عارف يا غازي … عارف
أخذ ماهر نفس عميق و قال
– أدخل أنت أنا هاخد العربيه بتاعتي و أروح مشوار صغير كده و أرجع ))
ليضرب فوق مقود السيارة براحه يدعو و هو يقول
– ياريتني منعته ياريتني منعته
أوقف السيارة فى جراج المستشفي و ترجل منها سريعاً و لم يهتم بإغلاقها و ركض إلى داخل المستشفى
حين وقف أمام موظفة الإستقبال و بأنفاس لاهسه سأل على أخيه ليسقط قلبه أسفل قدميه حين أخبرته أنه بغرفة العمليات بالطابق الرابع
لم ينتظر المصعد و صعد درجات السلم سريعاً تلاحقه صور مؤلمه لحالة أخيه و أيضاً حين يستيقظ والده و يسأله لماذا تركت أخيك بمفرده لماذا لم تحافظ عليه؟
لماذا دائماً حياته تتلون بالحرمان و القسوة طوال حياته يبحث عنها و حين وجدها لم يستطع السعادة بحصوله عليها قابلته المشاكل و الأحداث السيئة و أكتشف حقيقة بعض الناس من حوله و صدم فى والدته
وصل أمام باب غرفة العمليات و ظل ينظر إليه و الخوف يطل من عينيه لكنه ألتفت و هو مقطب الجبين حين وصل إليه صوت والدته و هي تقول بحقد
– دعواتي
كان ينظر إليها بصدمه هل من تقف أمامها الأن هي أمه أليست الأم هي أحن الكائنات على أولادها الحضن الكبير ملجىء الأمان و الحنان خلقها الله و منذ نعومة أظافرها تحلم أن تكون أم … تمارس أمومتها المبكره على دميتها الصغيرة … ثم أخواتها …. خلقها الله ينبض قلبها و مع كل نبضه ينطق أسماء أبنائها
– ده أنا شمتانه فيكم شماته … أدي نتيجه إللى يعصى أمه
و أقتربت منه خطوه واحده وقالت من بين أسنانها و داخل عينيها كره كبير … غضب لا يفهم سببه و بماذا أخطئوا حتى تنظر الي أبنها بتلك النظره ليغمض عينيه حين وصله همستها الحاقده
– خلي بالك من نفسك بقى لتصيبك دعواتي
أبتعدت عنه و عيونها تملئها الشماته ليظل ينظر إليها بثبات رغم صدمته … كيف لأم أن تشمت فى أبنها كيف هذا أن أخبره أي شخص عن ذلك الأمر لقال عنه مجنون و كاذب و لكنه الأن يراه أمام عينيه و لا يستطيع التصديق أيضًا
غادرت و هي تضحك بصوت عالى ليجلس مكانه و كأن جسده قد غادرته الروح … و أصبح بلا طاقة أو قدره على التحمل
ظل على جلسته عينيه ثابته على باب غرفة العمليات و لسانه لم يتوقف عن الدعاء و ذكر الله
و من وقت لآخر يتصل بالبيت يطمئن على والده … فلقد مر أكثر من ثلاث ساعات و لم يخرج أحد ليطمئنه عن أخيه
رفع عيونه بصدمه حين سمع صوت رُبىٰ و هي تسأله بلهفه و قلق عن حال أخيه ليبتسم بشكل تلقائي و وقف حين أقترب عمه و هو يقول
– خير يا غازي … ماله ماهر يا ابني ؟
و ألتفت حوله يقول
– و فين أبوك و أمك ؟
آخفض غازي عينيه أرضا لعدة ثواني ثم رفعها و نظر إلى رُبىٰ بسعادة و شكر للمياء و كذلك لزوجة عمه و رحمه
و قال لعمه
– لسه معرفش حاجة عن ماهر محدش لسه طمني … و الحج تعبان شوية فى البيت و لسه معرفش إللى حصل
ثم قطب جبينه بحيره و هو يقول باستفهام
– بس هو مين إللى عرفكم
نظر عبدالرحمن إلى رحمه ثم قال
– مش مهم دلوقتي المهم نطمن عليه و ماله أبوك خير … و ليه محدش بلغني أنه تعبان
ربت غازي على كتف عمه و قال
– إمبارح ضغطه عليِ شويه و الدكتور قال يرتاح و يبعد عن الضغط العصبي
تنهد عبدالرحمن بقلق و خوف و قال
– ربنا يستر و يطمنا على ماهر و على أبوك
و توجه ليجلس جوار زوجته و ابنته … و لمياء
حين أقتربت رُبىٰ من غازي و رغم خجلها مدت يدها تمسك يده كنوع من الدعم و قالت
– ان شاء الله هيبقى كويس
– يارب يا رُبىٰ يارب … أنا حاسس أن الدنيا كلها بتتهد فوق راسي و جبال فوق كتافي
أجابها و هو يحاوط يدها بيده الأخرى و عينيه تنظر إلى عمق عينيها لتقول هي بخجل
– تقريباً أنا قدمي مكنش خير عليكم خالص و طلعت نحس
أقترب خطوه و أقترب حاجبيه من بعضهما و هو يقول
– أنتِ أحلى حاجة فى دنيتي … أنتِ الحاجة الوحيدة إللى بتهون عليا كل الصعب إللى أنا فيه ده و مجيتك ليا دلوقتي مش قادر أقولك فرقت معايا إزاى
فى تلك اللحظة أقترب عبدالرحمن من أذن رحمه وقال
– تفتكري ماهر مكنش قايل لغازي أنه جاي لينا
– واضح كده يا بابا … على العموم ده مش وقت كلام خلينا نطمن عليه و على عمي و بعدين نشوف
أجابت والدها ليومىء بنعم حين علا صوت هاتفه برقم غريب ليجيب على الهاتف و نظر إلى إبنته حين علم هوية المتصل في نفس اللحظة التى فتح فيها باب غرفة العمليات و خرج الطبيب بوجه لا ينذر بالخير أبداً
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)