رواية رحمه تقي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة مجدي
رواية رحمه تقي الجزء الثالث والعشرون
رواية رحمه تقي البارت الثالث والعشرون
رواية رحمه تقي الحلقة الثالثة والعشرون
هو يريد أن يضمن أن تكون له .. قلبه يرتعش خوفًا من إحتماليه رجوعها لزوجها حتى من باب الواجب أو من أجل أولادها و حالته التي أصبح عليها خاصة و إن الأطفال مازالوا لا يستطيعوا إدراك حالة والدهم
و مؤكد سعاده ستفكر فيهم و تخاف أن يلقون اللوم عليها يومًا ما
لذلك توجه إلى بيت عمه مباشرة و دون تفكير أكثر فى الأمر هو لن يعقد عليها الأن يعلم جيداً أن هناك فترة العده و لكن ليحصل على كلمه من عمه و يسبق أي شخص أخر يفكر أو تسول له نفسه أنه يستطيع التقدم إليها و طلب ودها و الزواج منها
دلف متولي إلى الصالون و هو يحول أكواب الشاي يرحب بابن أخيه الغالي و كبير العائلة و الذي وقف إحتراماً لعمه و حمل عنه الأكواب ليجلس متولي و هو يقول
– طمني عليك يا ابني .. مش ناوي تفرحنا بيك بقى و لا أنت زهت الجواز بعد مراتك الأولى
ليبتسم غيث و هو يقول بسعادة يحاول السيطرة عليها
– أخدت الكلام من على لساني يا عمي … بصراحه أنا جاي أتكلم معاك في الموضوع ده
ليبتسم متولي بسعادة و هو يقول
– و أخيراً قررت تتجوز … طيب مين دي إللى أمها دعيالها علشان هتتجوز زينة الشباب
لينظر غيث أرضًا بخجل رجولي و قال ببعض التوتر
– أنا عارف يا عمي أن الوقت مش مناسب .. بس أنا خايف حد تاني يسبقني ليها هي الوحيدة إللى ساكنه قلبي من يوم ما وعيت على الدنيا … الوحيدة إللى قلبي بيدق بأسمها حتى لما كنت متجوز أتجوزت بس لأنها أتجوزت و مكنش هناك فرصة ليا معاها لكن دلوقتي أنا لا يمكن أضيع الفرصة تاني
كان متولي يستمع لكلمات إبن أخيه باندهاش و صدمه و عدم إستيعاب ليكمل غيث كلماته و هو ينظر إلى عمه بثبات و ثقه رجوليه تتأصل فى طبيعة غيث و شخصيته
– عمي أنا بطلب منك أيد سعاده .. و معاكم الوقت تفكروا لحد أخر يوم في عدتها و أتمنى أني أنول شرف أنها تبقى مراتي و تشيل أسمى و ولادها ولادي و في رقبتي ليوم الدين .. و هي جوه قلبي و فوق راسي طول ما فيا نفس
لتجحظ عيون متولي بصدمه لكنه أبداً لن ينكر سعادته بطلب غيث … ليس فقط لكونه رجل حقيقي يتمناه أي أب لأبنته و لا كونه كبير العائلة و الجميع يحترمه و لكن أيضاً لأن إبنته تستحق زوج كغيث يستطيع أن يعطيها الكثير من الحب التي تستحقه و أيضاً يعوضها عن كل ما عاشته مع ماهر … و فوق كل هذا أنه الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يأتمنه على إبنته و حين يسلم أمانته لله لن يكون قلق عليها من غدر زوجها أو أن يهينها خاصة و هو يرى ذلك الحب الكبير داخل عينه و الثقه الذي يتحدث بها
أكمل غيث كلماته بعد أن وقف يستعد إلى الرحيل
– أنا مش عايز منك دلوقتي غير كلمه واحده إنك هتبلغ سعاده بطلبي و إنك توعدني تاخدوا فرصتكم فى التفكير
وقف متولي أمامه و قال
– لو عليا أنا يا غيث متمناش غيرك ليها و أنت عارف رأي ده من أول مره طلبتها و هي إللى رفضت
صمت لثواني … لكنه أقترب منه خطوه و وضع يده فوق كتفه و قال
– أوعدك أكلمها .. و المره دي لازم تفكر و ان شاء الله هرد عليك مع آخر يوم فى عدتها
أبتسم غيث إبتسامة وقوره و قال بعد أن عدل عبائته
– و أنا في الإنتظار .. و مش محتاج أقولك أنى موجود ديماً لو أحتجتم أي حاجة … السلام عليكم
و غادر الصالون ثم البيت لتدلف الحجة راضيه إلى الصالون تنظر إلى متولي باندهاش ليخبرها طلب غيث لتضحك عيونها رغم الدموع التي تملئها لتضع يديها فوق فمها حتى تمنع نفسها من أن تزغرد ليربت الحج متولي على كتفها و قال ببعض القلق
– أدعي أنها توافق
~~~~~~~~~~~~~~~
حضر الطبيب إلى غرفة ماهر بعد أن أخبرته الممرضه بكل ما حدث و رغبته في الحديث معه
كانت جلسه طويله نسبيًا على أثرها سمح الطبيب بالزيارة و أيضاً سمح بخروجه من غرفة الرعاية بعد يومين حتى يكون أطمئن تماماً على كل علاماته الحيوية و يتأكد من تأثير الحادث على باقي جسده
دلف الحج راضي إلى غرفة الرعاية يستند على ذراع غازي الذي يحاول التماسك فلن ينهار الأن و هو يحاول دعم والده الذي يبكي الأن بحزن يسير ببطىء شديد و كأنه يسير و هو يحمل فوق كتفيه جبال الهم و الحزن على ولده الذي أصبح عاجز و هو في عز شبابه
أقتربوا من السرير ليرفع ماهر يديه لوالده و هو يقول
– أنا كويس يا بابا … و راضي متخافش عليا
ليضع الحج راضي يديه على قدم ماهر و هو يقول
– ياريتني أنا و أنت لأ يا إبني
– يا بابا أنا كويس صدقني الحمد لله على كل حال المهم رضاك عني و دعاك ليا
قال ماهر كلماته و هو يشعر بألم قوي فى حلقه و مرار على مستقبل مجهول و حياة كبيرة كان يقف على أبوابها و الأن أغلقت جميع أبوابها فى وجهه
ليقول غازي ببعض المرح رغم الحزن الذي يكاد يقتله
– كلنا معاك و حواليك … و هو يا سيدي طول عمرك دلوعة العيلة و دلوقتي الكل هيبقى تحت رجلك و فى خدمتك يا جميل
ليبتسم ماهر و هو يقول
– هو في أحسن من كده ؟
ليربت غازي على كتف أخيه و قال بحب و صدق
– خلي أملك في ربنا كبير و أحنى مش هنسكت هنشوف أي حل و أنت دكتور و عارف إن كل يوم العلم بيتقدم و يتطور و أكيد هيكون في أمل
أومىء ماهر بنعم … و هو يعلم جيدًا أن كلمات أخيه هي مجرد كلمات لا أكثر ليكمل غازي كلماته
– سعاده و والدها و غيث إبن عمها كمان عمك عبدالرحمن و رحمه و مرات عمك و رُبىٰ مراتي و والدتها كلهم كانوا خايفين عليك و كلهم بيدعولك
ليبتسم ماهر بحزن و ظهرت الحسره في عيونه …. لكنه خرج من تلك الحاله و هو يمسك يد والده و يقربها لشفاهه يقبلها و هو يقول
– أدعيلي يا بابا
– بدعيلك يا إبني … ربنا يشفيك و يعافيك
أجابه الحج راضي و الدموع تغادر عينيه بحسره أب يتألم على إبنه و شبابه الذي سرق منه فى لحظة واحده و لكنه راضي بقضاء الله فكان يردد و هو يغادر غرفه إبنه
(( اللهم لا إعتراض … اللهم إني راض بقضائك اللهم أرضني به ))
~~~~~~~~~~~
حين أتاه إتصال من الطبيب شعر بالقلق خاصة بعد أن تم نقل والدته إلى مستشفى متخصصه فى العاصمة … وحتى يظل الأمر سراً و لا يعلم عنه أهل البلده … كان يتصل بهم يومياً ليطمئن عليها و الطبيب كان يخبره أن حالتها كما هي … و إن الأمر سيحتاج إلى بعض المجهود و الصبر
لكن ذلك الإتصال جعله يشعر أن الأمر تفاقم و إن هناك مصيبه جديده تنتظره
أخبر رُبىٰ بذهابه إلى العاصمة و طلب منها الأهتمام بالجميع …. و في طريقة إلى هناك أتصل برحمه … في الحقيقة هو لا يعرف سبب إتصاله بها لكنه يريد أحد ما أن يذهب معه … لايعلم ماذا ينتظره و أيضا يريد معه شخصًا أخر يفكر و يستطيع التحكم فى عواطفه و يرتب أفكاره سريعًا
الأمور بدأت تخرج عن السيطرة و هو لم يعد يحتمل … أصبح كجبل على وشك الأنهيار … تساقط منه الكثير و أصبح على وشك أن يصبح مستوي كتلك الأرض الممهدة أسفل إطارات سيارته
حين وصل إلى المستشفى كانت رحمه و عبدالرحمن فى إنتظاره
و بالداخل كانت الصدمه الكبرى
جلسوا جميعاً أمام الطبيب الذي قال ببرود إعتاد عليه بسبب كل تلك الحالات التي مرت عليه لم يعد يتأثر … أو لم يعد يهتم لا تفرق كثيراً
– حالة مدام ريحانه للأسف بقت مزمنه جدا و الأمور بدأت تخرج عن السيطرة
ثم فتح أحد أدراج مكتبه و أخرج ورقة كبيرة بيضاء و وضعها أمام غازي و هو يقول
– محتاجين موافقه حضرتك على وضع مدام ريحانه فى عنبر الخطرين … و عمل اللازم للسيطرة عليها
ليقطب غازي حاجبيه و هو يردد خلف الطبيب باندهاش و صدمه
– عنبر الخطرين ؟!
ليشبك الطبيب يديه و ويقول موضحًا
– مدام ريحانه كانت بتتعامل بغرور و فوقيه … و النرجسيه واضحه فى كل تصرفاتها … و كمان فى حالات العنف و طبعاً أنا كنت شرحت لحضرتك حالتها بالتفصيل
ليومىء غازي بنعم ليكمل الطبيب كلماته
– لكن دلوقتي الأمر خرج تمامًا عن السيطرة … مدام ريحانه أعتدت على ممرضه و سببت ليها جروح في وشها و كمان حاولت تخنق ممرضه تانيه علشان رفضوا حاجات كانت بتطلبها و ممنوعه عنها و الحاله كده ممكن توصل للقتل و هي مش بتكون فى وعيها الكامل
كان الجميع يستمع لكلمات الطبيب بصدمه كبيرة … و لكن طبعاً معرفة كل ما حدث سابقًا و التشخيص الطبي واضح لكن لا أحد كان يتصور أن يصل الأمر لهذا الحد
كانت رحمه أول المتحدثين قائله بأدب
– طبعاً أحنى مش بنشكك في كلام حضرتك و لا قدراتك كطبيب نفسي … لكن في مشكلة لو جبنا أستشاري نفسي يشوفها يأكد لينا كلام حضرتك أو يقولنا لو في أي فرصة لعلاج مختلف
نظر لها غازي بأمتنان لكلماتها ثم نظر إلى الطبيب برجاء ليقول الطبيب ببعض الضيق
– رغم أن كلامك يدل على تشكك و قله ثقتك فى قدراتي كطبيب و قدرات أطباء المستشفى كلهم لكن أنا مقدر الصدمه إللى أنتوا فيها .. مفيش مشكله أتصلوا بالدكتور على ما أخلص جولتي الطبيه على المرضى
ثم وقف و قال
– المكتب تحت أمركم على ما أرجع
حين غادر الطبيب قال عبدالرحمن باستفهام
– مين الأستشاري ده يا بنتي ؟
– جوز راندا بنت عم تَقِي
أجابته رحمه و هي تمد يدها له حتى يعطيها الهاتف و إتصلت بتَقِي الذي أجاب سريعاً
– السلام عليكم يا عمي
لتشعر بالخجل و لكنها قالت
– و عليكم السلام دكتور تَقِي آسفه للإزعاج بس كنت محتاجه خدمه من حضرتك
أغمض عينيه يستمع إلى صوتها و رقته و لكن لو ترفع تلك الألقاب سيكون اكثر الرجال حظًا و سعاده و لم يستطع اخد ان يصف مشاعره حتى لو كان اكثر الشعراء مهاره
أجابها سريعاً
– أنا تحت أمرك
شرحت له الأمر سريعاً دون تفاصيل كثيره ليخبرها أنه سوف يخبر يوسف و يحضروا سريعاً و خلال ساعة كانوا يقفوا جميعاً أمام الطبيب المعالج الذي بداء يشرح كل شىء لدكتور يوسف و الذي كان زميل له و تجمعهم صداقه ليست بالقويه
و هاهم جميعاً ينتظرون خروجه من غرفة ريحانه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف يوسف إلى الغرفة و كما وصف الطبيب وجدها تجلس أمام المرآه بشعر مشعث و تضع الكثير و الكثير من ألوان التجميل … و بشكل يجعلها تشبه المهرج و لكن نظره عيونها تملئها الغرور و ثقه كبيرة بالنفس أقترب منها و هو يقول
– السلام عليكم إزيك يا مدام ريحانه
رفعت عيونها تنظر إليه عبر المرآة و لكنها لم تجيبه ليقول من جديد
– واو أستايل مميز
لتبتسم بغرور و قالت بثقه
– كل الأستيلات تليق عليا … أنا مفيش في جمالي و لا فيه فحلاوتي
تركت ما بيدها و التفتت له و قالت و هي ترفع وجهها إلى الأعلى
– أنت مين ؟ و إزاى يسمحولك إنك تدخل هنا و تقابلني كده من غير معاد
أبتسم يوسف و هو يقول بهدوء
– هما قالولي أنى لازم أخد معاد بس أنا قولت إنك مش هتعترضي على مقابلتي
– وأنت مين علشان أقابلك
قالتها بعصبيه شديدة و هي تقترب منه و عيونها يملئها الغضب
قالت من بين أسنانها
– هو أنت فاكر أن اي حد على وش الأرض يستحق أنه يتكلم معايا أو يقف قدامي أصلا … أنا أعلى من الكل .. انا أحسن منكم جميعاً مفيش حد منكم يقدر ينول شرف أنه يتكلم مع ريحانه سويلم أبو حمزة
– ليه يعني مين أنتِ و لا عملتي أيه فى الحياة علشان كل الغرور ده
قال يوسف بغرور مشابه لغرورها و بغضب مشابه لغضبها لتهجم عليه و تحاول الوصول إلى وجهه لكنه أمسك بيديها و هو يقول
– أنتِ مجرد ست مغروره مجوفه من جوه … ملكيش أي أهميه
لتصرخ بصوت عالى و هي تحاول الهجوم عليه و كم كانت قوية و قادره أن تصل لوجهه أحيانا باظافرها أو تضربه بقدمها في معدته و حين أرتفع صوتهم أكثر
دلف الطبيب يساعد يوسف و وقف الباقي عند باب الغرفة يشاهدون ما يحدث بصدمه و حزن شديد
أستطاعوا الأطباء السيطرة عليها و أعطائها حقنه مهدئه
لينظر يوسف إلى غازي و هو يحرك رأسه يمينًا و يسارًا بأسف ليخفض غازي رأسه بحزن و هو يقول
– لله الأمر من قبل و من بعد
كان الجميع يشعر بالشفقه على حال غازي و ما وصل إليه وحالة الحزن المرسوم داخل عينيه و الحمل الثقيل الذي وقع على كتفيه و أصبح في ليله وضحاها مسؤل عن جميع عائلته و بمفرده
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)