روايات

رواية رحماك الفصل الثالث 3 بقلم أسما السيد

رواية رحماك الفصل الثالث 3 بقلم أسما السيد

رواية رحماك الجزء الثالث

رواية رحماك البارت الثالث

رحماك
رحماك

رواية رحماك الحلقة الثالثة

= اخويا الكبـ..ير في حضـ..ن مراتي يا ابا
فريده..
التفت باتجاه الصوت فوجدته هو.. اقتربت بهدوء مهلك لقلبه.. فتأوه بداخله…
من طلتها.. تلك الفتاه انتزعت قلبه ودهسته بقدميها وانتهي أمره..
قلبه القاسي أصبح فتات منذ فتح عينيه تلك الليله
ورمقته بغابات الزيتون خاصتها..
لا يعلم ماذا اصابه..لعنه باسمها حطتت عليه..
لم يكن اسمها يوما يلفت انتباهه ولكن منذ التقاها واسمها ان تردد بمكان يخفق قلبه مطالبا برؤياها هي..
قلبه يريدها وعيناه تريد رؤياها دائما..
فريده بهدوء…كيان ازيك….بتعمل ايه هنا..؟
لم يتوقع سؤالها وبماذا سيجيبها..؟
حك.رأسه بيده..و كأنه أخيرا وجدها..
كيان.. بتوتر كالمراهقين..
بعمره ال28 والعشرون لم يمر بموقف كهذا من قبل جيت عشان تغيريلي عالجرح وتشوفي حالتك بنفسك
ولا عندكو مفيش متابعه عالحاله..
فريده بدهشه. وببراءه .اغيرلك هنا طب ازاي..؟
كيان..لا طبعا اتفضلي معايا لو مش عندك اعتراض..
فريده.. بتوتر.. أتفضل فين..بص ياأستاذ انا مهمتي خلصت كدا عندك المستشفي تقدر تغير هناك..
عن اذنك بقي فرصه سعيده..
وفرت من أمامه مسرعه..
كيان بمغزي.. وهو يذهب خلفها…
جبانه….معندكيش ثقه في نفسك….
التفتت له بحده مشيره
باصبعها علي نفسها..ده انا..لا طبعا.. مين قال كدا..
كيان بتريث..لو مش جبانه مكنتيش اترددتي في عمل خير
مكنش هيزودك ولا هينقصك
بس كان هيريح ضميرك..
فريده باستغراب مردده كلماته..
هيريح ضميري ازاي بقي..
كيان وهو يقترب منها..هامسا بهدوء..
يعني عايزه تفهميني انك لما تروحي وتفتكري
انك رفضتي تساعديني وانتي عارفه اني تعبان ضميرك مش هيأنبك….
فريده..بتردد.بس.. دا مش قصدي..
كيان..بس ايه وان يكن
عموما ياستي خلاص مش عاوز منك حاجه..بس نصيحه متبقيش جبانه..الحياه عاوزه قلب جامد..مبتحبش الضعيف بتموت الضعيف بالبطئ
يا فريده..
رمقها بنظره عاشقه لم تخطئ بها يوما واستدار راحلا باتجاه سيارته..
ووقفت هي تردد كلماته بذهنها…هي بالفعل جبانه..
أدار محرك سيارته ورمقها بابتسامه وهم بالرحيل..
ولكنها في لحظه وجدها بجانبه….تجاوره بالسياره..
فتح عينيه بصدمه..ممزوجه بسعاده لم يستطع اخفائها..
فريده..بتوتر..وجرأه جديده عليها منذ التقتهم تلك الليله..هي تعلم انه لن يؤذيها..لقد قضت ليله كامله معهم وعاملوها بحب كأختا لهم..
هاجي معاك بس بشرط..
نظر لها ولم يتكلم فأكملت..
تردلي جميلي اللي عملتهولك..وساعدتك في الليله اياها..
كيان…بدهشه..ازاي..؟
فريده… بدون تردد..
فهي تحتاج لذلك وبشده..
تعلمني ازاي أبقي قلبي جامد.. كدا وماخفش من حاجه.. أنا فعلا جبانه..
كيان بسعاده.. بعدما استوعب حديثها..
ولمعه بعيونه..غمز لها بسعاده
قائلا..بجديه..
موافق……
فريده.. بدهشه.. بجد..
كيان..بلهجته الصعيديه..جد الجد كومان..
فريده..بعيون مصدومه…. صعيدي..!كمان..
كيان..بفخر.. مبسطا يده لها..
ودا وعد صعيدي.. هعلمك تاخدي حقك من عين الكل..
مدت يدها توثق وعدها ببراءه..وعد صعيدي..
علمني ارجوك..
كيان..هعلمك..ودا يبقي اسمه وعد كيان لاحلي فريده..
فريده بسعاده..مردده وراءه..
ـــــــــ وعد كيان لفريده..ــــــــ
انتبهت من شرودها….
علي ندائه باسمها..
وفي قلبها اشتعلت تلك الروح التي دفنتها منذ سنوات..
وبرأسها بدأت تتذكر قواعده…واحده تلو الاخري..
أحمد بتوتر..وهو ينظر لهيئتها التي رغم ارهاقها جميله..مغريه..
كانت تقف امام المرآه تمشط شعرها شارده…وترتدي قميصا بيتيا قصير.. قديما لكن من ترتديه أضافت سحرا له..
ليس بالقديم ولا بالجديد..بمن يرتديه..
ابتلع ريقه مدركا أن مايفكر فيه لن يأخذه منها الا غصبا فهي زاهده به لا تريده..
لمحته بالمرآه يبتلع ريقه وقد فهمت ما يفكر به ولكنها تعلم انه لن يجرؤ..
التفت له…. بهدوء..
خير ياأحمد..
احمد بتوتر..هااا.مفيش..
التفت مره اخري غير مكترثه له..فأغمض عينيه يستعيد كلام روان التي أملت رأسه به…
flash back..
أحمد..انتي بتقولي ايه..ازاي..
روان..زي مابقولك كدا..انت تخليها تروح عند أهلها يومين..كدا..وفي اليومين دول نكون جهزنا كل حاجه..ولما تيجي ناخد منها الولاد ونطردها..
ولا انت بقي مبتحبنيش..
احمد بضعف..لا ازاي بحبك طبعا بس فريده…
روان بغيظ..فريده..فريده هو انا كل ما اكلمك تقولي فريده…
اوعي تكون بتحبها..
ابتلع ريقه…مفكرا….هل يحبها..ولما خائف من خسارتها هكذا..
احمد..انتي فاكره الموضوع سهل ابويا وعابد مش هيسمحوا بأذي فريده…ولا هيسمحولي بالجواز عليها اصلا ولا اهلك..نفسهم..هيرضو بيا
روان بتأكيد..متقلقش من اهلي احنا هنحط اهلك واهلي قدام الامر الواقع..
هنتجوز ونيجي نحطهم قدام الامر الواقع ولو علي امك وامي فهما عارفين وهما اللي مخططين لكدا..
مانت عارف امك مبتحبش فريده..
أحمد. بتوتر…ربنا يستر..
روان..بخبث..انا همشي بقي وانت اطلع اعمل زي ماقولتلك وهكلمك بالليل..سلام..
back..
نظر لها مودعا..ربما من الافضل أن يتركها هو لا يستحقها فتاه كالنسمه مثلها لا تستحق رجلا مثله
شيطانه يعمي قلبه..وعينه..
تنهد هامسا باسمها…
فريده..
التفت له مره أخري..
فردت بزهق.. في ايه يااحمد عاوز تقول ايه..
بقالك ساعه واقف كدا..
هات من الاخر..ملهاش لازمه تتردد ومتقلقش انا اتعودت..
بلع ريقه بحزن..وسحبها من يدها بهدوء..للفراش..
جلس وأجلسها بجانبه..
رفع يده بهدوء يبعد شعرها المستكين علي عينيها يمنعه من رؤيتهم..يريد ان يراهم لربما المره الاخيره..
ابتعدت بوجهها عنه بنفور..
فأغمض عينه..بحزن..
أحمد..عاوزه اتكلم معاكي شويه…
ممكن..
فريده. بتنهيده…اتفضل…. وبتهكم أكملت..
بس مش شايف انها غريبه شويه..اول مره من يوم مااتجوزنا تكون حابب تكلم بلسانك معايا..
وتلغي ايدك..
ولا تكونشي ايدك وجعتك..
أحمد بتأنيب..داخلي لنفسه..هو من أوصلها لذلك..
وقد قرر. مصارحتها ضاربا بكلام روان عرض الحائط علها تثور ويلمح بعينيها بعضا من التمسك به..
احمد.. فريده انا هتجوز روان..
رفعت نظرها له ببرود وكان ماقاله لا يعنيها او كانت تتوقعه..
منذ عادت تلك الروان لحياته وهي تتوقع ان يأتيها يوما ويخبرها بذلك..
لم تستغرب أبدا….
هي لا تشعر بالغيره..ولا بالوجع..لقد تبلدت مشاعرها..
ابتسمت وصدي صوته يردد بأذنها..
flash back
في ليله ماطره وبأخر بقاع المدينه في رحله مجنونه من رحلاته ليعلمها قواعد التمرد والشجاعه..
كيان..بصيلي كدا.. ياأحلي فريده..
فريده بابتسامه وهي تنظر له باهتمام.. اهوو..
ضحك..وآكمل..باصرار
متخافيش..اتمردي وقولي لا..
لكل اللي مش علي كيفك قولي لا….واوعي تخافي أبدا..
طول مانا جمبك عاوزك تقولي لا في عين الكل..
وبحب اقترب منها هامسا امام وجهها..
ولو الكل اتخلي عنك..فانا لا..
فريده.. بتوتر من قربه..
ياسلام..افرض مكنتش جمبي وانا عاوزه اتمرد واقول لا وخايفه من اللي قدامي اعمل ايه..؟
كيان بهمس..وهو يقترب منها أكتر..
ساعتها غمضي عينك وافتكري كيانك حبيبك..
وهو بيقولك قولي لا…
واقفي بهدوء وبصي في عينهم..خلي عيونك تتكلم..
زي ماهي بتتكلم وبتبرجلني..كدا..
فريده بهمس..طب..وبعدين..
كيان..بعدين تقومي وقفه كدا بكل جبروت وتمشي..
الصمت يافريده قوه اكتر من الكلام..نفسه..
فريده..بص انا أصلا مبعرفش اتكلم.. حلو حل الصمت دا.. خلاص هسكت..
ضحك بسعاده…. علي براءتها مهما علمها لا تتعلم..
خلاص اسكتي ياقلب كيان..بس اوعي تبيني للي قدامك ان سكوتك ضعف….
ثوري واتمردي..متخفيش انتي قويه..ولو مش بيا..
يبقي بنفسك…
انتي قويه يا أحلي فريده في الدنيا..
back..
احمد..متسكتيش يافريده..انتي ليه دايما ساكته..
انا بالنسبالك ايه يافريده..
فريده بتهكم.. وسخريه أجابته.. ولا حاجه..
احمد بصدمه..ولا حاجه ازاي..
رفعت عينيها ببرود ناظره له..واكملت فلتخرج ما بجوفها وتنتهي..
انت ولا حاجه ياأحمد..بالنسبه لي..
أقولك علي حاجه..كمان..انت تستاهل روان وروان تستاهلك..انتو شكل بعض اوي..
ولايقين علي بعض..وببرود اكملت..مبروك..
احمد..بدهشه..ببساطه كدا..
فريده..اه ببساطه كدا…..روح اتجوز..ربنا يسعدك..
انت طريقك من البدايه مكنش طريقي..
سكه غلط ودخلتها.. ومعلش الواحد مبيتعلمش ببلاش..
أقولك حاجه..
عارف كام مره استنيت فيها تختارني..ومختارتنيش..
طب عارف كام مره احتجتك تدافع عني وكالعاده بتخذلني..
كام مره هنتني وقليت بيا..انت بتتكسف مني ياأحمد..
مع ان لو بصيت لنفسك انت تكسف بلد..
اشتعلت عينه وكتم غيظه وهي تعريه امام نفسه..
ولكنها قررت الكلام وانتهي الامر..
قررت البوح وليحدث ما يحدث..
عارف كام مره احتجتك وملقيتكش..كام مره ولادك تعبو واحتجتك معايا بالليل وانت قافل علي نفسك وبتحب في ست روان بتاعتك..
كام مره سمعتك وانت نايم معاها في التليفون..
وبتأكيد..اكملت..
نايم معاها يااحمد زي المتجوزين..
وبتهمس لها بكل وضاعه وقرف بحاجات قذره
كام مره أشوفك بتعري نفسك ومنسجم معاها…
كام مره سمعتك بتهيني معاها..وبتتكلم وتعيب فيا..
اتجوزها ياأحمد..بس خلي بالك الدنيا دواره واللي بتعمله بكره يقعدلك..
وأتمني يقعدلك..وهدعي ليل نهار أشوف فيك يوم..
ألجمت لسانه وعلت صدمته..وجحظت عينه..
وهي ترمقه بقرف واشمئزاز..
ابتلع ريقه…وخرج صوته مهزوزا..
انتي السبب..انتي اللي..
صرخت بأعلي صوتها به..انتي ايه..؟
انا ايه..انت اللي مقرف وقذر..انا بقرف منك..يااأخي..
ياريتني ماكنت شوفتك ولا عرفتك..
واحد زيك وسخ قذر..
بلاش تجيبها فيا..
أنا بكرهك يااخي..مابكرهش حد في حياتي قد ما بكرهك..اتفو عليك….
جبان وواطي….حقير..
كف يده التي حطت علي وجهها بغل وصراخ من أخرستها..
احمد..اخرسي..انتي نسيتي نفسك.. ولم يعد يدري ماذا يقول كعادته..انطلق مارده..
انا اشتريتك بفلوسي..مبتبصيش لنفسك في المرايه..
انت مقامك الخدمه وبس وهتجوز روان وانتي هتعيشي تخدميها وبس..
وابقي وريني مين هيقف جمبك أبوكي اللي في كل مره بتروحيله بيرجعك زي ال…ليا..
ولو عاوزه تتطلقي يبقي تتنازلي عن الولاد ومع السلامه..
فريده..بصراخ..اه ياخسيس..هتفضل طول عمرك خسيس..
ولادي بعينك..كله الا ولادي مش هسمحلك..أبدا..
هاخدهم من عينك..انت تعرف ايه عنهم اصلا..
انت ولا حاجه بالنسبه لهم..
ازداد شجارهم وملأ المكان وازداد صراخها
مع ازدياد ضرباته لها..
كان صاعدا للاعلي ليعطيها اولادها فاستمع للمشاده بينهم وما القاه علي مسامعها..حرفا حرفا..
ازداد الصراخ واشتعلت النار بقلبه من اخيه..
سيحطم فكه….
وضع سليم ارضا وبجانبه أخته..
وارتفع صوته..ينادي علي اخيه..
خبط الباب المرتفع لم يثنيه عن ضربها واصبح كالمجنون..
لم يجد حلا الا بكسر الباب ولا احد هنا غيره لقد
ذهبوا جميعا..
عابد..افتح ياأحمد..افتح ياجبان..
ارتفع صراخ الصغار..
ولم يجد ردا فاستجمع قوته وكسر الباب..
دخل وجده يكيل لها الضربات
وهي فقط مستقبله بلا حراك..
أزاحه من عليها بغضب وفوجئ بهيأتها..العاريه..
عابد..ياوسخ..بتضربها ياوسخ..
قسما بالله لو ماكنت اخويه لقتلك…دلوقت..
أحمد بغل منه….اه الفارس الهمام..متقول بقي ان عينك منها..بدافع عنها اوي وبحرقه..عينك من مراتي… بتحبها..
لكمه عابد بفكه..اه ياوسخ..ياريتها ترضي بيا وانا كنت أجيبلها الدنيا تحت رجليها..ياوسخ….
انت متستهلش ضفرها..
تبادلو اللكمات..وهي تبكي بقهر..لمحت صغارها الباكين..
قد اقتربو منها ولم تستطع أن تضمهم بيدها لتطمأنهم..
عابد وهو يزيحه بيده للخارج..غور من قدامي والا هخلص عليك..غوور..
انت اللي زيك ميستهلش غير واحده زي روان فعلا..
واحده خرج بيت روح.. ربنا ياخدك..
فر من أمامه…هاربا…كالفأر.. متمتما بأقذر الكلمات بحقه وحقها..
استند بيده علي باب الشقه ينهج بتعب..
لمح عباءتها بأحد الجوانب..فجلبها لها
واعطاه لها ومازال مستديرا يغض بصره عنها..
عابد..خدي يافريده استري نفسك..
جذبته بأيد مرتعشه..ترتديه بتعب…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبط علي باب المنزل القديم….
جعله يتحدث بلهفه..بعدما انتظره طيله النهار..
شوفي مين ياام فريده..دا اكيد راجي..
شريفه..حاضر ياعبدالله قايمه اهوو..
دخل راجي بعدما رحب بشريفه..
راجي ابن عم عبدالله يعمل حارسا ببيت الحاج راشد..منذ زمن….
حينما انتقل باحثا عن لقمه العيش….وهو حلقه الوصل بين اهل فريده وعبدالله ينقل له اخبارهم..
بعد الترحيب به..
عبدالله بلهفه..ها ياراجي ايه الاخبار..
راجي..بحزن..مطمنش يا عبدالله الحاج قالب الدنيا علي بنت بنته وامها تعبانه اوي وحالتها صعبه…
علي عيني اشوف الست ناديه كدا ومطمنهاش..
منها لله اللي كانت السبب..
عبدالله بحزن…مش هيا بس اللي حالتها كرب بنتها كمان..شايفه الذل ومش قادره تتنفس قولتلك قول للحاج راشد واطلب الحمايه..منه..
راجي…ومين جالك محاولتش..اني حاولت كتير اجوله..
لكن المره السو وجفالي بالمرصاد..وبتهددني بعيالي.. دا حتي يوم ما جررت تبعت فريده لامها من سنين معرفش منين عرفت وكانت هتموت ولدك فيها..
عبدالله..يااه للدرجادي الغل والغيره عامينها..
راجي..طبعا..الست ناديه كيف البلسم ويتغار منيها.
ربنا قادر يشفيها..
عبدالله.. بتنهيده..علي عيني يابنتي..
كل مااقول هتفرج..اظاهر ان قدرك كدا..يابنتي..
.ربنا يقرب البعيد….
راجي..يارب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتبهت لوقع أقدام آتيه باتجاهها..
كانت تجلس بالشرفه ناظره للاشئ كعادتها..
دخل باحثا عنها بعينيه…عمته الحبيبه..تفهم عليه أكتر من والدته….يرتاح بجانبها ويفضي ما بصدره لها..
لطالما كانت تسمعه وتحاوره..منذ تعبت ودخلت بحاله صمت وهو يأتي كل فتره يفضي بمكنون قلبه وتسمعه بصمت
وحدها عينيها التي تعبر عن تعاطفها معه.. ولما يخبرها به..
يعلم انها تفهمه وتشعر به..يدها التي تمسد علي رأسه تجعله مستكينا..
يدها الحنونه تذكره بيد أخري لطالما كان يخبرها بأنها دائه ودوائه..
وسط شروده لم ينتبه انه جلس بالفعل أمامها كطفل صغير وأرجع رأسه للخلف وبالفعل يدها الحنونه امتدت لتمسد رأسه بهدوء..
لم يخطئ ابدا..هي تفهم وجعه..
كيان..بلهجتهه الصعيديه التي دائما ماكانت تؤنبه علي تناسيه لهجته وتخبره دائما ان يتحدث بها معها…
ابتسم متذكرا حديثها يوما وهو يتحدث معها كأهل المدينه..
flash back.
واه ياكيان ياولدي جلتلك ميت مره كلمني صعيدي ياواد انت.. لهجتك الصعيديه بتوصل لجلبي طوالي..
back..
تنهد..يذكرها..
خابره ياعمتي..البنت اللي خبرتك عنها زمان…
كانت يدها بتشبه يدك اكده بتاخدني لعالم تاني..
لما كنت اشتاجلك.. والدنيا تقفل بوشي..
كنت اجري اخطفها لبعيد واجولها
مشي يدك علي شعري تعبان ونفسي ارتاح..
يدها كانت كيف يدك ياعمتي
كيف السحر ياعمتي….
ضحك مقلدا ايه..خابر هتجولي ايه بسرك..
هتجولي دلوك..يدي برديك ياواد اخوي..ولا يدها..
ابتسمت بزاويه فمها لحديثه ولم يلحظها هو..مسترسل بحديثه..
هجولك عندك حج ياعمتي..يدها كيف السحر وعنيها كيف شجر الزيتون وضحكتها كانت بتنسيني همومي لو كانت حمل جبال..
ارتعشت يد عمته وابعدتها من علي راسه شارده بعينين تشبه وصفه..
ولكنه باغتها بسحب يدها ووضعهاعلي رأسه مره أخري..
قائلا بصوت يملؤه الغصه..قلبه يؤلمه..
هي ليست بخير يشعر بها واه من قلبه ومراره الفراق..
واه من ضعفه لذاكراها..واه من حنين قلبه..وقهرته عليها..
واه وألف اه من قهر الرجال….
همس بتعب..
متبعديش يدك ياعمتي..عاوز ارتاح..ريحيني ياعمتي..
يمكن نار جلبي تهدي..تعبان جووي..
جووي ياعمتي…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحماك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى