روايات

رواية ذلك هو قدري الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الجزء الثاني والأربعون

رواية ذلك هو قدري البارت الثاني والأربعون

رواية ذلك هو قدري
رواية ذلك هو قدري

رواية ذلك هو قدري الحلقة الثانية والأربعون

كانت تجلس في غرفتها تنتظر عودته وحديث والدته يدور في عقلها والحزن مرتسم علي وجهها تشعر بأن وجنتيها ملتهبتان من كثرة بكائها استمعت لصوت سيارته الذي يعلن عن وصوله شعرت بالتوتر والخوف وكأنها ارتكبت ذنبا شنيعا فرفعت اناملها تمحي دموعها بقوه حتي لا يرئ أثارها علي وجهها فما ان دخل للغرفة حتي انسابت الكلمات من بين شفتيها بصوت مرتعش مستنكر وهي تقوم من مكانها نحوه

(( مالك أرجوك أريد ان احصل علي الطلاق .))
تجلت الصدمة علي وجهه للحظات وطلت عينيه نحوها بنظرات مصدومة صارخة وعندما طال الصمت بينهما بصورة ثقيلة ومخيفة تحدث اخيرا بنبرة متشككة

(( ما بكي ! هل هذه مزحه .))
غمغمت ملاك له ببراءة

(( لا ليست مزحة فتلك رغبتي وارجو منك أن تلبيها من أجلي .))

انهار صوتها في نهاية جملتها وعندما لم تنحسر ملامحه ابدا او يعترض علي حديثها فهزت وجهها تقول بوجه شاحب

(( وافق ارجوك فأنا لا استطيع البقاء معك اكثر.))

ظل مالك ينظر لها بوجه مقتضب متبلد لا يجيب عليها بينما يجدها تقف أمامه لتقول هي بعد فترة طويلة وهي تهمس بصوت ملتاع

(( لماذا لا تجيب ؟))

لم يجد قدرة اكثر علي الثبات وانفجر فجأة ضاحكا بصوت عالي هز قلبها الصغير البائس ليستطرد من بين ضحكاته

(( لا أريد مزاحا من هذا ثانيا فلا تفتحي سيرة الطلاق حتي ولو كان مزاحا .))
رمته بنظرة متشتته ثم قالت بصوت واهن ضعيف

(( ولكن انا لا أمزح .))

خفتت ضحكاته تدريجيا بتعب ليقول بانفاس مسروقة

(( ماذا تقصدين ؟ أحقا تريدين الطلاق .))

ارتفع صوته في اخر حديثه فلم تجيبه وظهر الارتباك عليها فامسك يديها وقال بصوته الاجش

(( ما الذي حدث ليجعلك تطلبين الطلاق اخبريني حبيبتي فكلانا يعلم بان هناك امر ما وراء طلبك هذا . ))

كانت تعانق عينيها بعينيه فزفرت ملاك انفاس مرتعشة وقالت بلوعة

((لم يحدث شئ فهذا لانني أحبك واخشئ ان يأتي يوما وتتركني لانني لا اليق بك .))

لوهلة احتلت الصدمة محياه وأربد كيانه ..أتعترف بحبها ..أقشعر بدنه لرجفة صوتها وهي تردف بألم

(( ان لم تطلقني الان فلتعدني بانك لن تتركني ما دمت حيه .))

ذاب قلب مالك علي الحزن والذعر المرتسم علي وجهها وقد اتضحت الرؤية أمامه واستنتج بان والدته ربما تكون ضايقتها بحديثها مجددا لذلك طلبت منه ملاك الطلاق فعليه ان يتخذ قرار حاسم ليردع والدته وتكف عن مضايقتها فقال بصوت متحشرج مفطور الفؤاد

(( اعدك حبيبتي بأنني لن اتركك ابدا ولكن لا تجلبي سيرة الطلاق مرة ثانية علي لسانك مهما يحدث بيننا .))
اكد عليها حديثه وهو يربت فوق شعرها يقول

(( فهمتي ممنوع التحدث عن الانفصال فانا لن افعلها ابدا فذلك مستحيل .))

ضمها اليه وهو يقول مبتسما

(( أنتي زوجتي و حبيبتي ومن تملئين حياتي بهجة فكيف تريدين مني ان انفصل عنك .))

همست له ملاك بصوت متخم بالعاطفة

(( أحبك .. أحبك يا مالكي ))

لم يصدق ما تسمعه اذناه فهي تعترف بحبها له للمرة الأولي ليشدد عليها بين احضانه ويقبل جبينها وقد برقت عيناه ونبض قلبه سريعا وهو يهمس لها بخفوت مؤثر

(( هل أنا بحلم ؟))

هزت راسها نفيا فتحرك يجلس علي طرف الفراش وهو يسحبها خلفه فجلس واجلسها علي قدميه يسحقها بداخل احضانه ثم تمدد علي الفراش وهي في داخل احضانه ففي هذا الوقت ظل الأثنان ملتصقان حتي ظن انها غرقت في النوم ليجفل علي صوت الطرق علي باب الغرفة حاول مازن أن يتحرك لينهض فحاول تحريك ملاك لابعادها عنه جفل علي صوت هتافها الحانق

(( لا تبتعد عني اريد النوم بين ذراعيك .))

رفرف بعينيه متلعثما

(( الباب .. هناك من يطرق الباب ساري من ومن ثم أعود .))

التفت مسرعا عندما ازداد صوت الطرق فأخذ يخطو ناحية الباب ففتحه ليقابله وجه والدته الغاضب لتقول بإستياء

(( الحق بي أريد التحدث معك في امر هام .))

قطب حاجبيه بإعتراض بالغ وزفر انفاسه وهو يفكر ما ذلك الامر الهام الذي تريد والدته التحدث معه بخصوصه في ذلك الوقت فهو مرهق ويريد ان يرتاح ولكنه تحرك خلفها ليجدها تدخل لغرفة مكتب والده فاتبعها ودخل واغلق الباب خلفه اشارت له بالجلوس فما ان جلس حتي قالت والدته بغضب عارم منفلت

(( الجميع يتحدث عن ما فعلته تلك المدعوة مي شقيقة حرمك المصون فلقد شوهت اسم عائلتي بزواجك من تلك الفتاة وعليك تنظيفه .))

ظل ينظر لوالدته وهو يفكر في حديث ملاك معه منذ قليل وطلبها للطلاق وقد تأكدت شكوكه بان والدته هي من وراء ذلك فقال بمرارة لاذعة

(( لا أستطيع ان انظف اسم عائلتك لانني لم اشوهه من الاساس اما بخصوصي أنا وملاك فلقد توصلت لحل سيرضيكي ويريحك كثيرا .))

سارعت ترسم ابتسامة له وهي تقول بحب ظاهري

(( كنت اعلم بأنك ستقتنع بحديثي وتنفصل عنها لتبتعد عن منزلي .))
سارع يقول وهو يهم واقفا

(( ليست هي من ستبتعد فقط .))

ضيقت والدته عينيها وهي تسأله

(( ماذا تقصد ؟))

هز راسه ببطء وقال مبتسما

(( اقصد بأنني انا وزوجتي سنترك المنزل سويا ونذهب للعيش في شقتي منذ الغد فانا لا يرضيني رؤيتك حزينة بسبب وجود زوجتي ورؤيتها امام ناظريك طوال الوقت .))

ادركت ما قاله فاذدردت ريقها بصعوبه وحاولت أن تتحدث فرفع كفه يمنعها من الحديث وعيناه ترميانها بسهام اللوم والعتاب الجارح فهو لم يكن ليفكر في شئ مثل هذا لولا معاملتها السيئة لملاك فهي والدته ولن يستطيع التحدث اليها بسوء فذلك هو اسلم حل ثم التفت مغادرا للغرفة .
وصل مالك لغرفته فرزع باب الغرفة بقوه واستدار ليجد ملاك جالسه نصف جلسة علي الفراش تطالعه بتحفز اقترب مالك خطوتين وجلس علي اريكة مقابلة للفراش فمال براسه يشبك انامله في بعضهما البعض وقت بشئ من الثبات

(( سنغادر في الصباح الي شقتي فتكوني علي اتم استعداد. ))

رفعت ملاك حاجبيها بإستهجان وترجلت عن الفراش سريعا تقول ببطء

(( لما ؟ هل تشاجرت مع والدتك بسببي .))

(( لا يهم ما حدث ..فذلك افضل لكلينا فعلي الاقل سيكون لدينا منزل خاص بنا .))

صدح صوتها عاليا

(( لا اريد .. فأنا لن اخرج من هذا المنزل لا اريد منزل لنا بمفردها اريد ان ابقي مع والديك حتي اذا كانوا لا يحبونني فانا لم اتزوج بك لاخذك منهم فانت وحيدهم .ارجوك اعطيهم بعض الوقت ليحبونني ويعرفون من انا جيدا .))
اسر الذهول ملامحه لدقيقة قبل ان يهتف حانقا
(( لقد قررت سنغادر صباحا اما بالنسبة لوالداي فسيظلوا والداي وسأتي لاراهم واودهم فلا تشغلي بالك .))

سارعت تعانقه بقوة وحب لتضغط عليه بينما تردف بتريث دون ترك معانقته

(( ارجوك لا تفعل لا اريد الذهاب لا استطيع روية حزنهم لمغادرتك منزل عائلتك لقد جربت شعور الحزن والالم كثيرا ولا استطيع ان اري احد يعاني .))

ابعد مالك زوجته بصعوبة عنه وتنحنح قبل أن يقول

(( حسنا سنبقي ولكن اذا حدث شئ اخر سنغادر دون ان اخذ رايك بعين الاعتبار .))

نظرت ملاك له بإمتنان وهي تهز راسها عدة مرات موافقة بينما في خارج الغرفة كانت والدته واقفة امام الباب وعلي وجهها ترتسم علامات الذهول فلقد كانت علي وشك طرق الباب والشجار مع ملاك واتهامها بانها سرقت ولدها منها وتريد اخذه لها بمفردها وابعاده عن منزل عائلته فجعلته يتحدث معها بطريقة غير لائقة فما ان رفعت كفها تريد الطرق استمعت لحديثهما وكم شعرت بالخزي من نفسها ومن ما اوشكت علي فعله فتساقطت دموعها وهي تري وتسمع بأذنيها بانها كانت مخطئة وحكمت عليها من واقع مكانتها ووضعها الاجتماعي استدارات تغادر وومضات تمر امامها لما اسمعتها لملاك من اهانات وتقليل منها ومن عائلتها فقررت بأنها ستتأخذها ابنة لها وتدافع عنها امام اي احد وبالاخص اصدقائها لانها هي من اعطتهم الفرصة للتحدث عنها وعن عائلتها بالسوء امامها بل كانت تشاركهم الحديث ظلت تبكي لفترة طويلة وهي تفكر لو كانت فتاة اخري مكان ملاك لوافقت اخذت زوجها واستقروا في منزل خاص بهما فلما ملاك تفعل ذلك معها ظلت تفكر كثيرا فلم تتوصل لشئ غير بأنها فتاة جيده عانت الكثير فلم تريد منه ان يجرب الم الفقد والبعد عن عائلتة ..
بعد مرور عدة أيام كان فارس في الورشة يعمل بجد وحبات العرق تتساقط علي جبينه استقام واقفا يلتقط انفاسه ورفع ذراعه يمحي حبات العرق التي تملئ وجهه فأخذ يتأمل المكان من حوله ثم همس بشئ من الذنب

(( هل انا السبب بوجودي في ذلك المكان أم هو معنز السبب لانه لم يتركني لاكمل تعليمي واتخرج واعمل في وظيفة افضل بكثير من وجودي هنا فبسبب ما مررنا به لم استطع ان ادخل امتحاناتي واحصل علي شهادتي .))

زفر انفاسه وهو يقول

(( لعله خيرا .))

لكن فجأة هتف صاحب الورشة بإعتراض عندما وجده واقفا ولم ينهي عمله بعد

(( فارس اذا كنت لا تريد ان اخصم من راتبك فأنهي عملك اولا ثم استريح قدر ما تريد .))

قطب فارس حاجبيه وأومأ براسه ثم اخذ يكمل عمله وهو يسب ويلعن كل شئ في حياته ولكنه يصبر نفسه بأنه سيأتي يوما وتترك السعادة بابه فينعم بالراحة وقتها ..
في المساء كانت مي قد ارتدت فستانا من اللون الزهري ووضعت زينة بسيطة علي وجهها بعد أن ضغطت عليها ليال فالليلة ستقابل عائلة زوجها للمرة الاولي وعليها ان تترك طباعا جيدا لديهم فكانت تدعك يدها بتوتر لا تعرف بأي طريقة سيتعاملون معها هل سيتقبلونها ويحبونها ام سيشمئزون منها ويبغضونها مثلما فعلت حماة ملاك معها لاول مره واظهرت امتعاضها وكرهها لملاك يومها وقفت بتوتر تفتح باب الغرفة نصف فتحة تنظر منه بهدوء لتري ما يحدث بالخارج ولكنها لم تري احد بينما بالمطبخ كانت ليال تجهز صينية الضيافة وما ان انتهت حتي خرجت من المطبخ قاصدة غرفة مي فما ان راتها حتي شهقت بلا تصديق وهي تغمز بإحدي عينيها قائله

(( حقا لا اصدق ما تفعلينه تحاولين استراق السمع .))

تجلت الدهشة علي ملامح مي ولوهلة لم تعرف بما ترد لكنها قالت بعد لحظات تلعثمت بإقتضاب
(( بالطبع لا فانا لم اقصد ان استرق السمع ولكني متوترة جدا ولا اعرفه ما علي فعله .))
ابتسمت لها ليال بحنو وقالت

(( هيا الي المطبخ لتخرحي بصينية الضيافة .))
عقدت مي حاجبيها فجاة كأنها تذكرت شيئا لتتسأل

(( هل ساضع صينية الضيافة واغادر ام ساجلس معهم .))

في اثناء حديثهما وصل فارس اليهم فكان يشعر بشيء من الاعياء ولكنه قال وهو يطالع مي بسعادة غامرة وعاطفة عارمه

(( لما انتم واقفون هكذا ولم تقدموا شيئا حتي الان .))

رفعت مي انظارها نحوه تقول بإبتسامة

(( اذهب وانا ساجلبها علي الفور .))

تجلي تأثر عاطفي علي وجهه فارس فقال
(( مبارك لك .))

وانسحب سريعا دون ان يعطيها فرصة لتجيب عليه ولكن حديثه معها اشرق وجهها وشعرت بمزيج غريب من الترقب والفرح .
دخلت للمجلس تحمل بين يديها صينية الضيافة وليال تتبعها تلقي عليهم التحية بصوت منخفض بعض الشئ لتتوجه كل الانظار اليها فاخذت توزع الضيافة وجلست علي مقعد فارغ بجوار والدة سليم
وضع سليم الكوب علي الطاولة عقب أن ارتشف منه والتفت لفارس يقول

(( المهم الان لنعد لموضوعنا الذي تحدثنا فيه سابقا .))
لم يجيب فارس وأظلمت ملامح معتز فجأه فقال بغضب

(( تحدث بوضوح وقل ما لديك لنفهم جميعا ما تريده وليكن كل شئ واضح امامنا فما الذي تستطيع تقديمة من اجل شقيقتي .))

اضطربت ملامح سليم فلم يتوقع أن يغضب شقيقها بهذا الشكل فهو لم يقصد شيئا فحانت نظرة من سليم بإتجاه والده يحثه علي التدخل والتحدث بشئ فاخذ والده نفسا عميقا قبل ان يتطلع ناحيه شقيقيها يقول بهدوء

(( اهدي يا بني فسليم لم يقصد شيئا سيئا لقد اتينا اليوم لنطلب يدا ابنتكم للزواج من ولدي سليم وكل ما تريده العروس مجاب فما عليها الا ان تؤشر فقط وكل طلباتكم اوامر. ))
ما ان انتهي زوجها من الحديث حتي رفعت والدة سليم كفها تربط علي كتف مي ومرت شبح ابتسامة علي وجهها مردفة

(( ماشاء الله ما اجملك تبدين مثل القمر .))

ابتسمت مي بتوتر ونكست راسها من شدة حرجها فقست نظرات معتز وهو يطالع نظرات سليم التي يرمق بها مي فكادت ان تنفلت اعصابه لولا انه تذكر بانها زوجته وان كل ما يحدث الان من اجل ان يتجنب حديث الناس بالسوء عنها وان يعزز من شأنها امام عايزة زوجها فهدأ قليلا وابعد ناظريه من علي سليم وقال بخفوت لليال

(( خذي مي واذهبوا للداخل))

فاومات له ليال بطاعة واشارت لمي فوقفت مي تستاذن للمغادرة وجلسوا معا يتفقون علي موعد اعلان الزواج وحفل الزفاف في القريب العاجل لتتصاعد صوت الزغاريد عاليا وتحتضن ليال مي بحب ما ان استمعوا لصوت الزغاريد وهي تتمني لها حياة زوجية سعيدة ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى