رواية ذكريات مجهولة الفصل العشرون 20 بقلم قوت القلوب
رواية ذكريات مجهولة الجزء العشرون
رواية ذكريات مجهولة البارت العشرون
رواية ذكريات مجهولة الحلقة العشرون
« عاشق ….»
الإمارات…
أنهت (حوريه) تحضيرها لحقائبها لتغلق آخر حقيبة ثم جلست فى إنتظار قدوم (عبد الله) لأصطحابها إلى المطار …
دق هاتفها برقم (عبد الله) الجديد لتلتقطه على الفور ….
حوريه : ألو … أيوة يا أستاذ (عبد الله) …. أنا جاهزة خلاص … خلاص تمام حقابلك فى الريسبشن تحت …. مع السلامة …
ربما إعتبرت (حوريه) (عبد الله) أخ صغير لها أو شريك بظلم (عماد) لهما لتطمئن له بصورة كبيرة بعكس الخوف الساكن بداخلها تجاه بقية الناس ، حملت (حوريه) إحدى الحقائب الصغيرة طالبة من أحد العاملين بالفندق موافاتها ببقية الحقائب …
إستقلت المصعد تريد الإبتعاد وبسرعة عن تلك المدينة لتتخلص من كل شئ يذكرها بـ(عماد) ..
فكل خطوة تخطوها اليوم تبتعد بها عن هذا المكان وهذه المدينة التى تذكرها به …
حتى نسمة هوائها وكأنه يملكها تشعر بأنفاسه مازالت محيطه بها لتأتيها فرصتها للهرب من كل ذلك بالعودة إلى القاهرة …..
قابلت (عبد الله) أمام الفندق ليستقلا السيارة متجهين مباشرة نحو المطار للحاق برحلتهم ….
والتى ما أن وصلوا إلى المطار توجهوا مباشرة نحو صالة المغادرة لإنهاء معاملات السفر ليجلسوا بإنتظار الصعود إلى الطائرة ….
تمر الدقائق ببطء شديد للهفة كل منهما بالعودة إلى أحضان أهله وبلده ….
كلاً منهما أعياه الإشتياق والغياب الطويل ….
وها هو النداء الذى إنتظروا سماعه منذ وصولهما إلى تلك المدينة يعلن عن التوجه للصعود إلى الطائرة المتجهة إلى القاهرة …
تسارع قلبيهما قبل خطواتهما نحو سلم الطائرة ، فبمجرد أن جلسوا على مقاعدهم و إعتراهم شعور غريب بالراحة والسكينة كما لو كان ذلك المقعد جزء من وطنهم الغالي ..
شعر (عبد الله ) بمسؤولية كبيرة ليصل بهذه السيده إلى أهلها فقد أحس بالفعل بوحدتها وقلة حيلتها …
أحس بفرحتها للخلاص من زوج كهذا الرجل الظالم فقرر مساعدتها حتى النهاية …
وها هو جالس على مقعده بالطائرة التى ستعود به إلى أرض الوطن بعد كل هذا الغياب ..
___________________________________________
الجامعة ….
بعدما تأخرت (هاجر) مرة أخرى سبقتها (رحمه) إلى الجامعه لتتصل (هاجر) بها متحدثه بأسف ….
هاجر: والله غصب عني … مش عارفه مالي اليومين دول …. أنا خلاص أهو مقربة خالص … إستنيني بس قدام البوابة عايزة إشتري كتاب الدكتورة (ماجدة) ….
رحمه: يعنى مش كفاية جايه متأخرة كمان حتدوخيني معاكِ ….!!!
هاجر: معلش بقى … هو أنا ليا غيرك ..
رحمه : الأمر لله …. أنا واقفه أهو متتأخريش بقى …..!!
هاجر: مسافة السكة والله … أنا خلاص أهو قربت ….
لم تستطع (رحمه) أن ترفض طلب (هاجر) فوقفت قليلاً بإنتظارها فما هى إلا مجرد دقائق بسيطة ولن تضرها شيء ….
لم تكن لتتوقع ذلك مطلقاً فتلك السيارة الحمراء التى تحفظ لوحتها عن ظهر قلب أخذت تقترب رويدًا رويدًا بإتجاهها لينتفض قلبها بإقترابها ….
رحمه فى نفسها ” دى عربيته …. بتظهر تاني ليه دلوقتِ قدامي …. ؟!! …”
ثبتت بلا حراك وعيناها معلقتان بتلك السيارة وهى ترى (هايدى) جالسه إلى جواره بمنتهى الخيلاء ….
لتنهر نفسها قائله …
رحمه ” جري إيه يا (رحمه) …. مش قولتي خلاص حتطلعيه من تفكيرك .. مالك ضعفتي مرة واحدة كدة …. امسكي نفسك شويه …”
___________________________________________
طارق….
عند خروجه من المنزل فى الصباح لاحظ (هايدى) تقف إلى جوار سيارتها المعطلة بحنق وهى تزفر بضيق …..
طارق: (هايدى) ….!!! واقفه ليه كدة …؟!
هايدى بعصبيه : يعنى مش شايف …. العربية عطلانة ولازم أروح الكلية ضرورى ….!!
طارق: بسيطة أوى …. تعالي أوصلك فى طريقي ونشوف حد يصلح العربية بعدين ….
هايدى : بجد … طيب … يلا بينا ….
ليتحرك (طارق) بالسيارة بإتجاه الجامعة ….
ظلت (هايدى) طوال الطريق تتكلم عن ذوقها فى إختيار الألوان وكيفية التناسق بين الألوان وبعضها … ربما يكون الموضوع ذو إهتمام بالنسبه للفتيات لكنه لم يجذب (طارق) نحوه لكنه فضل الإستماع إليها إلى النهاية حتى لا يكون من الأشخاص الذين يفرضون أذواقهم على الحوار فيجب أن يترك لها مساحة أن تتكلم عما تحب ….
مر الوقت بسرعة وها هم يصلون بالقرب من بوابة الجامعة ….
لكن فور إقترابه وجد نفس الفتاة …. (فتاة العسل) ….
نظرتها المنكسره أثارت تساؤلاته مرة أخرى بداخله ….
طارق لنفسه ” ليه كل ما أشوفها أحسها زى ما تكون فيها حاجة مش راضيه تقولها ….. كلام محبوس جواها …. وكأنى أنا السبب فى الحزن إللي مالي عنيها ده … ”
تعلقت عيناه بـ(رحمه) أثناء توقفها بالسيارة ، ليؤلمها رؤيتهما معًا فتنحى عيناها عنهما محاوله إبعاد نظرها لأبعد مكان هروبًا من رؤيتهما ….
ترجلت (هايدى) من السيارة وتوجهت نحو الداخل لكنها قبل دخولها رمقت (رحمه)
بنظرة إشمئزاز منها جعلت (طارق) رغما عنه ينظر بفضول متعجبًا لطريقة (هايدى) معها فهو لا يدرك علاقة (هايدى) بتلك الفتاة …
أزاح كل تلك الأفكار المتزاحمة فى رأسه ليتوجه نحو عمله على وجه السرعة ….
رحمه….
بالتأكيد تريد أن تتحكم بمشاعرها وأن تحاول نسيانه لأن تعلقها الزائد به لن يجلب لها سوى المشاكل بالمستقبل فقط …
لهذا وجب عليها أن تتخذ قرارها بقوة لكن ذلك لن يمنعها الآن من أن تنظر إليه أثناء رحيله مبتعدًا نظرة وداع أخيرة …
تلك النظرة التى لاحظها (طارق) رغمًا عنه وهو ينظر بمرآة السيارة الخلفية أثناء سيرة مبتعدًا لتبقى صورتها عالقة بذهنه لا يستطيع أن يبعدها عنه نهائيًا ….
إقتربت (هاجر) من (رحمه) الغائبة بشرود عجيب ….
هاجر: (رحمه) …. فيه إيه …؟!!
رحمه بهدوء: كان هنا …
هاجر: هو مين …؟!!
رحمه: (طارق) …
هاجر: كفاية بقى …. حرام عليكِ نفسك …
رحمه: بحاول والله …. بحاول أنساه … بس صعب أوى ….
هاجر: بس إنتِ قوية … ولازم تقدري ….
رحمه بحزن: يا ريت أقدر …. ياريت …. يا ريت أنساه …
___________________________________________
بعد مرور ساعات …..
أنهت (نهال) إختبارها الثاني بتفوق أيضًا أثار إعجاب (عم سلمى) بشدة ، وأكسب (نهال) ثقة بقدراتها ونفسها أكثر وأكثر …
نجاحها اليوم زاد من حافزها لتغير حياتها التى إتسمت بالخضوع للظروف ، لكنها ستغيرها بمشيئة الله وقدراتها و تميزها فى هذا المجال …..
بحثت بعيناها عن (سلمى) التى وعدتها بالإنتظار خارج المركز حين بدأت إختبارها قبل بضعة ساعات فقد حان موعد عودتها إلى المستشفى مرة أخرى …
صدمها رؤيته …. هو نفسه … ذلك الفنان الذى يقف دائمًا أمام نافذتها بالمستشفى ….
لتتسائل فى نفسها ” ده هو ؟!! …. يا ترى إيه إللى جابه هنا …. معقول تكون صدفة …”
إنتبه (هشام) لخروجها من المركز ليتقدم نحوها بخطوات هادئة وإبتسامة خفيفة توسطت ملامحه ….
توتر وإضطراب إجتاح (نهال) مع كل خطوة يخطوها نحوها لتتحول إلى إرتباك شديد ولا تدرى ماذا تفعل الآن ؟!؟ ….
أتبقى تنتظر قربه ، أم تهرب مبتعده عنه فهى لا تدري ما نواياه تجاهها وماذا يريد منها ؟!….
بجرأة تقدم (هشام) ليعرفها بنفسه ….
هشام: صباح الخير … أنا (هشام) ….
أومأت (نهال) رأسها بخجل دون رد لتبحث بإرتباك عن (سلمى) لتنتشلها من توترها وتبتعد بها عنه ….
هشام: صاحبتك دخلت مكتب عمها ….. ممكن أتكلم معاكِ شوية …؟؟؟
بُهتت (نهال) باحثة عن كلماتها الضائعة وقتما أقترب منها (هشام) …
نهال: أنا ….!!!!
هشام: أيوة إنتِ …. ممكن أتكلم معاكِ وأتعرف عليكِ … وأعرفك بنفسي ….؟؟
نهال: أيوة … بس …ااا….!!!!!
هشام: متقلقيش …. مش حأخرك …. أول ما تطلع صاحبتك حمشي على طول …
نهال بتردد: إتفضل ….
هشام: أنا عارف إسمك كويس …. وكنت باجي لك المستشفى مخصوص عشان أشوفك ….. بس كنت حابب أقرب منك وأتعرف عليكِ أكتر …..
نهال بفضول: وعرفت إسمى منين …؟؟!
هشام بإرتباك: من… ااا … من المستشفى …
نهال بتفهم : أيوة ..أيوة ….
هشام : أنا بشتغل صحفي فى جريدة …..
نهال بعفوية : أنا قلت كدة … شكلك فنان أو حاجة زى كدة ….
هشام ضاحكًا : …. تصدقي سمعت وصف ليا كتير أوى لكن فنان دى جديدة ….
نهال بقلق: ضايقتك …؟!؟
هشام : أبدًا أبدًا ….. دى عجبتني أوى …..
نهال: انت عايز مني إيه …؟!!
هشام : تصدقيني لو قلت لك مش عارف ….. حابب أجي وأطمن عليكِ ….. هو إنتِ لسه تعبانه ..؟؟!
نهال: لا …. الحمد لله خلاص …. بقيت كويسه خالص ….
هشام: طيب ليه قاعدة فى المستشفى لحد دلوقتِ .. ؟!!
نهال ببراءة وعفوية : معنديش مكان أروح له … ولا حتي معايا فلوس …..
كم هى نقية وبريئة بصورة لم يكن ليتخيلها (هشام) …. طريقتها وردها يشبه براءة الأطفال …. يبدو أن خبراتها قليله جدًا…. براءة لا تناسب عالمنا المستغل ….
هشام: البيت إللي أنا ساكن فيه … فيه شقة صغيرة فاضيه …. حكلم لك صاحب البيت وتسكني فيها ….
(نهال) برفض قاطع ….
نهال: لا طبعا ….. قلت لك مش معايا فلوس حسكن إزاى فيها …..!!!
هشام: أنا حسلفك ولما يبقى معاكِ رديهم …. ماشى … سلام بقى صاحبتك جايه أهي …
وقبل أن ترفض إقتراحه أسرع مبتعدًا حتى لا يعطيها فرصة الرفض بينما لحقتها (سلمى) من خلفها قائله …
سلمى: إيه دة …. خلصتي الإختبار الصعب دة ….؟!!
نهال: هاه ….. اه …. مش صعب ولا حاجة ….
سلمى: هانت يا (نهال) …. باقى لك واحد كمان وتاخدي الشهادة بتاعة الكورس الصعب دة ….
نهال: يا رب ….
سلمى: يلا نرجع بقى أحسن خلاص معاد مناوبتي قربت ……
_____________________________________________
أميمه…..
بإرهاق شديد عادت إلى منزلها لتجثو فاتحة ذراعيها لهذا المقبل راكضًا بإتجاهها ……
يامن: ماااااامي …..
ضمته بشدة وهى تلتمس به الراحة والطمأنينة فهى التى تحتاج لهم الآن ولا تجدهم إلا بعناق هذا الصغير …..
اميمه : وحشتني خالص …
يامن: شفتي أنا كبرت إزاى ….. آنآ (توتشا) قالت لي إنى كبرت … ولازم أروح المدرسة ….
إنفرجت أساريرها بعد تجهم وإختناق شعرت بهما بعيدًا عن هذا الكائن اللطيف ….
اميمه: إنت دلوقتِ عندك أربع سنين لما تبدأ المدرسة لازم أقدم فيها وتروح السنة الجديدة ….
يامن : وأجيب شنطة …!!!
اميمه: وتجيب شنطة ….
تذكرت حقيبتها التى ضاعت منها بالفندق ليحل التجهم مرة أخرى على ملامحها ليطبق (يامن) بكفيه الصغيرين يحاوط وجهها لتنظر نحوه ….
يامن: متخافيش …. أنا حروح المدرسة شوية بس وأروح تاني … آنآ (توتشا) قالتلي ….
(أميمه) وهى تنهض حاملة (يامن) بأحضانها …
اميمه: أصل انت حتوحشني جااامد ….
يامن: متخافيش …. متخافيش ….
حملت (سيلا) حقائب الأوراق والحاسوب لتضعهم فوق المكتب ثم توجهت نحو غرفتها للراحة من عناء هذا اليوم المرهق بينما جلست (أميمه) بصحبة (يامن) و(توتشا) بعد إنصراف (ضيا) لتلتهي بوجودهم عما حدث معها من ضيق نفس وقلق اليوم …
____________________________________________
علاء….
توجه إلى أحد مكاتب تأجير السيارات مستأجرًا سيارة ليسافر بها بإتجاه إسطنبول والبحث عن عنوان (أميمه) الذى وجده بالأوراق …
قاد سيارته المستأجرة متخيلاً وجه (أميمه) ينظر نحوه طوال الطريق ليشعر بنسائم الرياح تدب فى أوصاله من جديد فبعد حرمان خمس سنوات سيراها الليلة ….
___________________________________________
سامر….
أسند رأسه فوق عجلة القيادة لتشتعل رأسه حرارة من توتره الشديد تارة ومن حرارة الشمس الساطعة تارة أخرى ….
دقائق فاصلة لتبدأ حياة بلون آخر ….
إنها رياح الفرصة الثانية ….
فرصة لا تأتى مرتين إلا لمن وفر حظه بالدنيا ….
رفع رأسه وهو يمسح بكفه فوق جبهته المتعرقة بغرابة فما زالت أجواء الشتاء مسيطرة على الرغم من سطوع الشمس لكن بداخله نيران تشتعل …
نيران شوق وحنين ، جلس منتظر سطوع شمس حياته التى طالما إنتظرها ..
____________________________________________
بداخل مطار القاهرة الدولي …
بدأ الركاب فى إنهاء إجراءات الخروج متوقفين بإزدحام حول السير الآلى لإلتقاط حقائبهم إستعدادًا للخروج إلى أرض الوطن بحنين خاص بداخل كل منهم ….
لم تصدق (حوريه) نفسها أنها بعد كل هذا العناء والحرمان تطئ هذه الأرض مرة ثانية ، ها هى هنا ….
تنظر إلى وجوه الناس حولها كم إشتاقت لرؤيتهم كم إشتاقت لرؤية كل الناس ….
كم إشتاقت لهذا البلد وكم إشتاقت وفاض حنينها لأهلها ….
بالقرب من السير المتحرك وقف (عبد الله) منتظر إستلام حقائبهم الواحدة تلو الأخرى حيث أشارت له (حوريه) على حقائبها حاملاً معهم حقيبته الوحيدة ….
نظرت نحوه (حوريه) بإمتنان فقد ساعدها بالفعل فى الخلاص من سجنها الروحى بتلك البلد ….
حوريه: الحمد لله …. مش عارفه يا أستاذ (عبد الله) أقولك إيه ولا إيه أشكرك بيه على كل إللى عملته عشاني … انت رجعتلي روحي من تاني ….
عبد الله: مدام (حوريه) …. مفيش داعي للشكر …. والله ربنا العالم أنا اعتبرتك زى (رحمه) أختي بالضبط … وفى أى وقت لو إحتاجتي أى حاجة أنا تحت أمرك …
حوريه: حقيقي انت نعم الأخ … وعشان إحنا أخوات أنا ممكن أديك الهدية دى تقبلها منى .. هدية من أخت لأخوها …
عبد الله رافضاً : لا … لا طبعًا …!!!
حوريه مقاطعة إياه : أرجوك …. دى هدية مش أكتر … والنبى قبل الهدية …
عبد الله: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد … حاضر … شكرًا …
مدت (حوريه) يدها تجاه (عبد الله) بعلبة هدايا ليتناولها منها (عبد الله) بخجل شديد ، لم يكن يريد منها أى مقابل لما فعله معها لكنها أصرت على قبوله هدية منها …
عبد الله: وبقولها لك تاني … أنا زى أخوكِ لو إحتاجتي لأى حاجة أنا موجود …. ولما أجيب خط تليفون مصرى حعدي عليكِ فى العنوان إللى إديتيهولي أديكِ الرقم …
حوريه: وأنا حكون فى إنتظارك أكيد …. ربنا يوفقك ويحقق لك كل أمانيك ….
عبد الله: مع السلامة … أشوفك دايمًا بخير ….
كانت تلك كلماتهم المودعة ليبحث كلاً منهما عن طريقه الخاص لإستنشاق حريته ….
حمل (عبد الله) حقيبته خارجًا من المطار بينما لحقته (حوريه) باحثه عن أهلها الذين أخبرتهم بموعد وصولها لعلها تجدهم الآن وتطفئ نيران شوقها إليهم ….
__________________________________________
تابع (سامر) بشغف رؤية المسافرين وهم يخرجون من بوابة الخروج ليتأهب لرؤيتها خاصة وهو يرى عمه وإبن عمه (مصطفى) مازالا ينتظران وصولها ….
أهلت (حوريه) نحوهما كالشمس الغائبة لتنير الكون كله بوجودها ….
ترجل (سامر) من السيارة وقد تعلقت عيناه بها ، دق قلبه بعنف لرؤياها ، ليهمس بشوق عاشق …
سامر: (حوريه) …. ياااه …. وحشتيني أوى أوى …. كان نفسي أكون واقف فى إستقبالك … لكن مفيش عندى غير الصبر …. بس الصبر …. وعمري ما حسيبك تضيعي مني تانى أبدًا … بس دلوقتِ كفاية عليا إنك موجودة هنا جنبي ….
ليتنفس (سامر) عشقا بتلك (الحوريه) …..
سامر: أنتِ زى ما أنتِ … نفس عنيكِ البريئة ، نفس هدوئك وإبتسامتك ….. مفيش حاجة إتغيرت فيكِ ….
ليغيب (سامر) عن واقعه بخياله بوصول حبيبته التى إشتاق لرؤيتها بعد غياب طويل ….
___________________________________________
حوريه….
لن تحاول العتاب وإلقاء اللوم عليه فهى هنا الآن وهى تشتاق إليه لتقترب منه وقد إمتلأت عيناها بدموعها لتلقى بنفسها بداخل أحضان والدها إشتياقا وحبًا …
أرادت أن تلقي بكل همومها المثقلة فوق كتفيها وأن تتناسى كل ما حدث لها ، وأن تشعر بوجودها معهم أنها بأمان مرة أخرى …..
ابو حوريه: حمد الله على السلامة يا بنتي … البقاء لله …. ربنا يخفف عنك حزنك ويرحمه برحمته …
تلجمت (حوريه) ولم تستطع الرد … كيف تقول له أن دموعها ليست دموع حزن قط …
لم ولن تكن حزينة على فقدانها لزوجها لكنها لن تتكلم ستفضل الصمت وان تأسر حزنها فى نفسها كما إعتادت دائمًا …
فقط يكفيها أنها هنا معهم ….
مصطفى: وحشتنيا أوى يا (حوريه) …..
كفكفت (حوريه) دمعها وهى تحتضن أخيها تتلمس به رائحه الأمان التى تحتاج إليها بوسطهم ….
مصطفى: ليه يا (حوريه) مكنتيش بتنزلي فى الأجازات مع (عماد) .. كنتِ بتوحشيني أوى ….؟!!
حوريه : المهم إنى معاكم دلوقتِ … ياااه … أنت كبرت أوى يا (مصطفى) ….
مصطفى: أيوة … أنا دلوقتي فى الثانوية العامة …..
حوريه بفخر: بجد … يااااه …. الأيام جرت أوى …. ماما عامله إيه ؟!! … مجتش معاكم ليه … وحشاني أوى هى و(حازم) ….
مصطفى: ماما مستنياكِ فى البيت … يلا بينا نركب ونوصلهم على طول …
حوريه بإبتسامه : يلا …
حمل (مصطفى) حقائب حوريه ليضعها بتلك السيارة المستأجرة لإقلالها من المطار ليتجهوا مباشرة نحو بيت عائله (حوريه)…
ليحرك (سامر) سيارته عائدًا إلى العمل بعد إطمئنانه ورؤيته لحوريه ووصولها بالسلامة أخيرًا ….
__________________________________________
عبد الله …..
إستقل إحدى سيارات الأجرة عائدًا بطريقه إلى البيت بمفرده فهو لم يخبرهم بموعد وصول الطائرة خوفًا من أى طارئ يعوق عودته ويكون سببًا بحزنهم مرة أخرى ….
أمسك (عبد الله) الهدية التى أعطتها له (حوريه) بفضول لمعرفة محتواها ..
فتح العلبة ليجد ظرف مغلق وورقة مطوية موضوعة فوق الظرف بعناية ….
أمسك بالورقة أولاً ليجد بها بعض الكلمات كتبتها له (حوريه) ليقرأها بعيناه أثناء سير السيارة بالطريق …
﴿ أنا عارفه كويس إللي عمله (عماد) معاك وأنه السبب فى دخولك السجن ، ضيع من عمرك سنه مقدرتش فيهم تشتغل أو تعمل إللي كان نفسك فيه بسببه ….
دة مش تعويض دى هدية بسيطة تعمل بيها مشروع صغير تبدأ بيه حياتك وتحاول تنسى إللي حصل لك فى السنة دى … ولو إنى عارفه كويس أن الظلم مبيتنسيش … (حوريه)﴾
نظر (عبد الله) بنظرة خاطفة إلى الظرف الموضوع بالعلبة ليجد مبلغ مالى كبير وضعته له (حوريه) بالدولار …
لم يدرك أيتضايق من إعطائها المال له أم يسعد الآن بهذا العوض من رب العالمين عن حرمانه وظلمه ، فهو لا يملك من المال شيئًا حتى تذكرة الطائرة (حوريه) هى من دفعت ثمنها له …
إرتسمت إبتسامة خفيفة فوق شفتيه حامدًا لله على كل شئ فحتى لو لم يزج به فى السجن لم يكن ليقدر أن يتحصل على ربع هذا المال أبدًا ، فسبحان من يكون العوض منه رحمة …
سبحان من له حكمة بأقدارنا ، فكيف يكن لنا إختيار الواقع لو إطلعنا على الغيب ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)