رواية ذكريات مجهولة الفصل الخامس 5 بقلم قوت القلوب
رواية ذكريات مجهولة الجزء الخامس
رواية ذكريات مجهولة البارت الخامس
رواية ذكريات مجهولة الحلقة الخامسة
« طيف الأحبة »
علاء….
بعد ترتيب المجموعات التى تحرس الوزير قرر زيارة أهله كما طلب منه أخيه (سامر) حتى يطمئنهم عليه ويعود لعمله مرة أخرى ….
زيارة سريعة لن تكلفه شيئًا سوى ضيق النفس ، لكنه مجبر عليها من حين لآخر …
توقف بسيارته أمام بيت والديه لينظر نحو البيت المقابل له مباشرة بحنين وهو يرفع عيناه بإتجاه أحد الشقق متأملاً بحزن لتهبط فوق ذاكرته ضحكة (أميمه) الرنانة وهي تقذفة بأحد الأقلام ….
“أميمه: والله يا (علاء) لأوصل لك …. بقى كدة تبهدلني كدة قدام باباك ومامتك …!!
علاء ضاحكًا : أنا قايل لك ملكيش دعوة باللي بيحصل هناك … ولا تروحي ولا تطبخي … أنا عايزك هنا أميرة وملكة … أروح ألاقى الملكة بتعجن فى المطبخ …. فيه ملكة بتعجن ..؟!!
أميمه: (علاء) حبيبي … البيت فى وش البيت … أسيبهم يعني … وبعدين إنت قلت حنتغدي كلنا سوا فقلت أساعدهم ….
علاء: هم كتير وإخواتي البنات كلهم هناك … يبقى مفيش داعي تروحي …. إنتِ …مـ لـ گ ـه فاهمة …
(أميمه) بإستنكار وهى تشير نحو ملابسها الملطخة بحبيبات الدقيق البيضاء المتناثرة …
أميمه: وهى الملكة ترشها بالدقيق كدة ؟!!
علاء: عشان بعد كدة تفتكري كلامي …
اميمه: طب والله ما أنا سايباك وحتتبهدل بالدقيق زيي كدة بالضبط ….
لتركض (أميمه) نحو المطبخ حاملة بكفيها الرقيقتين حفنة من الدقيق التى أصرت على نثرها على (علاء) مثلما فعل معها …..”
لاحت شبح إبتسامة على وجه (علاء) وهو يتذكر حُبه الوحيد لـ (أميمه) … الوحيدة التى دق لها قلبه … كيف كانت حياتهم سعيدة … كيف كان حبهما قوي لا يهزه شئ ليصطدم بالواقع المرير … فهى ليست هنا … هى ليست معه … ولا يدري أين إختفت منذ خمس سنوات ….
إنتبه (علاء) لصوت طرقات على زجاج السيارة ليلتفت نحو مصدر الصوت ليغمض عيناه وكأنها آخر شخص كان يود رؤيته الآن …..
هند : (علاء)…. (علاء) …إزيك …. واقف كدة ليه…؟؟؟
(“هند”… فتاة جميلة نحيفة تتمتع بطول فارع وجسد ممشوق كعارضات الأزياء … ذات وجه نحيل وبشرة بيضاء منمشة ، هى إبنة خالة (علاء) و(سامر) تعمل بإحدى شركات الدعاية والإعلان …. ولطالما أحبت (علاء) بجنون منذ صغرهم لكنه فضل الزواج بـ(أميمه) ليقطع أملها بالإرتباط بحب عمرها لتتسع هذه الفرصة الآن لغياب (أميمه) التى طالما شغلت تفكيره ….)
علاء بملل: إزيك يا (هند)… إيه إللى جايبك هنا …؟!!
هند: كنت جايه أزور خالتي … إيه بلاش ..؟!!
علاء: لا طبعًا …إزاى … إتفضلى…
هند : كويس إنك جيت عشان تطمنهم عليك … أنا مش فاهمة أنت ليه مش بتيجي تعيش معاهم هنا بدل ما أنت قاعد لوحدك بعيد كدة ….!!
علاء بإقتضاب : كدة أحسن … عشان أقرب للشغل ….
أشار (علاء) لـ(هند) بأن تتقدمه للصعود إلى بيت عائلته أولاً ليلحق بها وهو يعلم بالتأكيد ما سيقال ويطلبونه منه مثل كل مرة … إضافة إلى وجود (هند) أيضاً ….
صعد (علاء) لتقابله أمه بترحاب شديد …..
دلال (ام علاء) : كدة برضة …. ولا حتى تليفون تطمن أمك عنك …!!!
علاء: شغل يا ماما … أعذريني معلش …
ام علاء : شغل …!!! طب ما هو (سامر) شغال هو كمان … بس بييجي وقاعد معانا بقاله شهرين أهو … أنا عارفة …. منها لله …. هى السبب إللى خلتك تكرهنا وتبعد عننا وعن الدنيا كلها ….
علاء بانفعال: هي مالهاش دعوة …. مش كل ما تشوفيني تقولي كدة .. أنا تعبت….
ام علاء: يعنى عاجبك حالك كدة …. خمس سنين عايش ميت …. ما تشوف حالك زى ما هي شافت حالها….
(علاء) وهو يكظم غضبه وضيقة فلم يعد يتحمل كل ذلك فيكفيه غيابها الذى قتل كل ما بداخله ….
علاء بحدة : ماما …..!!!! وبعدين بقى …. أمشى …؟؟؟
أم علاء بإنكسار: لأ .. تعالى حسكت خالص أهو ….
دلف (علاء) إلى غرفة المعيشة ليجد والده (صادق) وأخته (رباب) يجلسون إلى جوار (هند) التى سبقته منذ قليل ….
علاء: السلام عليكم …
الجميع: وعليكم السلام …
صادق : ياااه … عاش من شافك يا حضرة الضابط …
علاء : إزيك يا بابا … عامل إيه..؟؟.
صادق : أنا كويس … أقعد أقعد…
جلس (علاء) ليجد أن نفس الحوار ونفس الطريقة لا تتغير يلومون (أميمه) على وحدته وإنعزاله ، ثم يلمحون كالعادة بالزواج من جديد وكأنهم يلقون الأسهم بقلبه لتصيب جرحه الغائر بصمت خاصة مع زيادة تلميحهم بمحاسن (هند) و رُقيها وكأنهم ينتظرون منه إبدال حُبه وعشقه بزواج وعائلة …
وكيف يقيم عائلة وعشقه قابع بقلبه وعقله لا ينساه أبدًا حتى لو بقى فقط مجرد ذكريات …
نهض (علاء) منصرفًا فلم يعد يتحمل كل هذا مثل كل زيارة لهم ….
علاء: بعد إذنكم عشان إتاخرت ورايا شغل …..
خرج من البيت ليتجه إلى البناية المقابلة صاعدًا درجات السلم الطويلة ليتذكر وجودها معه وإرهاقها من درجات السلم فهى لم تكن متواجده عندما تم تركيب هذا المصعد ..
وصل إلى باب الشقة التى تركها كما هي بدون أى تغيير فهذه مملكتها ، لها هي فقط ….
أغلق الباب من خلفه متجولًا بعيناه إلى تفاصيل الشقة الممتلئة بالذكريات …
دلف إلى غرفة النوم مخرجًا شالها الحريري الوحيد الباقي من ملابسها قبل رحيلها ..
تركته دون أن تدرى ليبقى عطرها المميز به ليستنشقه (علاء) بألم فرغم كل القوة التى يتحلى بها إلا أنه يشعر أنه هش جدًا الآن …
محطم من إشتياقه لها …
وشاحًا منسيًا فقط ما تبقى به عطرها المميز به ، ليتنفس عطرها الياسمين فربما يشعر بوجودها قُربه ، دمعة حائرة تلتها مثيلاتها دون توقف بهذا الركن الوحيد الذى يشهد على إنهياره و إشتياقه لها …
_________________________________
الإمارات …..
حوريه…
جلست تنتظر وتنتظر فى كل دقيقة تمر عليها تزداد إرتجافًا وإضطرابًا….
لم تعبئ لإنهاكها الجسدي فى التنظيف والترتيب … لم تعطى إهتمامًا لهذا الألم الذى يجتاحها منذ فترة …
كل ما يشغل تفكيرها الآن … هل سيأتي اليوم أم لا ….
حيرة مؤلمة تنتظرها كل يوم بنفس الموعد لتتنفس بعدها الصعداء حينما يمر الوقت ولا يأتى …
تحبس أنفاسها خوفًا كل ليلة من قدومه …. فهل سيكون لها نصيب من الراحة اليوم بغيابه أم أنه سيعود ….
حُطمت كل آمالها ودعواتها التى ذهبت هباءً فلقد سمعت صوت البوابة الزجاجية وقد فُتحت ليتبعها صوت إغلاق قوى إهتز له قلبها من مكانه برجفات قوية إنتفض له جسدها خوفًا وأصيبت نفسها بغثيان شديد فور تأكدها أنه عاد برائحة عطرة النفاذة التى كرهتها ….
كل خطوة يخطيها تدق بقلبها ذعرًا لتتقدم بخطوات بطيئة نحو الباب ….
دلف بقامته الطويلة وجسده العريض يجول البيت بعيونه السوداء البراقة قبل أن تقع عيناه عليها ….. ناظرًا نحوها بعمق وحِدة وبدون أن يتفوه بأى كلمة يمد يده كالعادة بحقيبته نحوها …
وقفت لبرهة بدون حراك تتأكد أنه عاد بالفعل لتسمع صوته الجهورى مناديًا إياها بقوة وغلظة ….
“(حوريه)….. مالك فيه إيه شفتي شبح…. خدى الشنطة من إيدى …”
إنتبهت (حوريه) لصمتها وتجهمها لتهرول مسرعة بإتجاهه حاملة الحقيبة من يده ….
وبصوت منخفض ببحة صوتها الساحرة …..
حوريه: حمد الله على سلامتك يا (عماد)….
عماد : ومالك بتقوليها كدة …. إنتِ مش فرحانه أنى جيت ولا إيه ..؟!!
حوريه بتلعثم: ااا… لا …لا طبعًا …. فرحانة …. فرحانة طبعًا ….
نهرها عماد بغلظة : طيب ما تتحركي … مالك واقفة زى الصنم كدة …. جهزي لي الحمام أنا تعبان من السفر وعايز أرتاح ….
حوريه: حاضر … حاضر….
تقدمت (حوريه) رغم الألم الذى تشعر به نحو السلم لتصعد إلى الدور العلوى لتجهز لزوجها المرحاض للإستحمام …..
عماد فى نفسه ” قد إيه بكره براءتك دى .. بكره كل حاجه فيكِ ….. بس جمالك بيقتلنى …. خصوصًا اللون الأصفر إللى أنتِ لابساه ده …”
___________________________________________
نيويورك …
على الرغم من غطاء السماء الليلي الذى يحيط بأبطالنا إلا أنه الصباح فى نيويورك …..
إستيقظ (هشام) من نومه وبدأ يومه بنشاطه المعتاد تناول قهوته الصباحية وأخذ الكاميرا معلقًا إياها برقبته وإنطلق باحثًا عن معلومات عن الموضوع الذى يبحث به ليكتب عنه فى الصحيفة التى يعمل بها …..
وبعد عدة ساعات عاد إلى الفندق الذى يقيم فيه ليكمل قراءة دفتر المذكرات الذى أخذه من (سمر) …..
خرج (هشام) من المرحاض وهو يجفف شعره المبلل ويعيده إلى الخلف بيده قبل أن يجلس خلف المنضدة الصغيرة بجوار النافذة ليبدأ قراءته فى دفتر الذكريات ……
فتح (هشام) الدفتر ليقرأ ….
“الست إللى أنا عايشه معاها دى مش بتحبنى أبدًا أبدًا … حتى أولادها وبناتها هم كمان مش بيحبونى أبدًا … طول الوقت يطلبوا منى حاجات أعملها لهم … وأنا تعبت أوى من طلباتهم إللى طول الوقت دى….. (نهال)..”
وفى الصفحة التالية كان تاريخ الصفحة بعد خمسة أيام من الصفحة السابقة ……
“النهارده كان يوم طويل أوى أوى … جه ضيوف كتير أوى النهاردة وتعبت وأنا بحضر الأكل مع الست دى … ولما قلت لها إنى تعبانة وعايزة أنام ضربتني بالألم على وشي ….. وقعدت تقولي إنى خدامة هنا… وإن أنا لازم أشتغل عشان يأكلوني ويشربوني … هو أنا خدامة بجد …. يعنى خالي ومرات خالي جابوني هنا أشتغل خدامة … أنا مش مصدقة الست دى … دول كدابين …. أكيد كدابين …. تعالى خدني يا بابا …. تعالى يا ماما خديني فى حضنك وإحميني منهم … أنا تعبت أوى ….. (نهال)..”
لمعت عينا (هشام) بدمعة على حال هذه البريئة التى قسى عليها خالها …..
كم يشعر بنفس شعور حرمانها وقسوه الأيام عليها …..
هشام : للدرجة دى … يقسى على طفلة ضعيفة للدرجة دى …. حسبى الله ونعم الوكيل ….
ثم أكمل قراءته للدفتر ……
“أنا بكتب تاني وأنا بعيط …. الست دى ضربتني … ضربتني جامد أوى بالعصاية …. غصب عني الطبق وقع وأنا بغسله وإتكسر … والله كان غصب عني … إللى واجعني أكتر مش الضرب …. ولا جسمى إللى وارم وبيوجعني …. إللى مزعلني إنهم مش حيخلوني أروح المدرسة …. يظهر إنى هنا فعلاً ….. خداااااامه …. (نهال)..”
” أنا حاولت كتير أكلمهم إنهم يرجعوني المدرسة بس رفضوا … حتى أولادهم بيعاملوني إنى خدامة عندهم …. ليه يا بابا أنت وماما سبتونى فى الدنيا دى لوحدي … ليه …..”
تألم (هشام) مما يقرأه وأغلق دفتر الذكريات ليذهب لتناول الغذاء ثم يعود ليكمل قراءته …..
____________________________________________
فى الليل وظلمته …..
رحمه…
بعد عودتها من العمل إستعدت (رحمه) للنوم وضعت رأسها على وسادتها وهى مسلطة عيناها نحو السقف متفكره بسرها الذى تكتمه بداخلها …
رحمه ” هو ممكن ييجي اليوم ويحس بيا …. ممكن يحس بحبي ليه …. بس إزاى بس دة ولا ملاحظ وجودى أساسًا … أعمل إيه عشان ياخد باله مني ويعرف قد إيه أنا بحبه وحبه مغروس فى قلبي … ”
ثم أكملت بسخرية من حالها ” وأنا اكون مين !! … بس بحبه .. وعمري ما حبدأ وأخد أنا الخطوة فى البداية …. أنا ليا كرامتي برضه…. ”
تنهدت (رحمه) وإلتفتت على يمينها لتغط بنوم مرهق بعد يوم طويل …..
لم يكن حالها أفضل من حال صديقتها التى تخفى سرها هى الأخرى بداخلها … فكم من النفوس المعذبة وراء أسرار لا تستطيع البوح بها ….
هاجر…
جلست على مكتبها الصغير أمام كتبها الموضوعة فوقه تنظر نحو الكتاب لكنها لاترى ولا تعى هذه الكلمات المكتوبة فهي ترى طيفه يمر أمامها ولا تستطيع إبعاده عن تفكيرها …..
مدت يدها لتخرج ورقة صغيرة من داخل الكتاب …… كانت رسالة منه ….. أول رسالة وآخر رسالة تتلاقاها منه …. عبد الله ….
رسالة يعترف لها بحبه وأنه سيفعل المستحيل كى يتزوجها فظروفه المالية لاتسمح له بالزواج لهذا قرر السفر للعمل بالخارج ليكون بعض المال اللازم لإتمام زواجهم ……
هاجر ” اااه يا (عبد الله)…. وحشتني أوى…. يا ترى أنت فين … ورحت فين …. معقول تكون نسيتني … معقول شغلك غيرك وبعدت عني …. أيوة أنت مسمعتهاش مني بس عنيا قالتها قبل لساني … أيوة بحبك يا (عبد الله) … نفسي أطمن عليك …. بس خايفه …. خايفه لأعرف خبر يكسر قلبي و إنك عرفت غيري …. أو حتى تكون إتجوزت زى ما بسمع عن ناس كتير … كل ما أفكر بس فى كدة بخاف وقلبي بيوجعني … ليه يا (عبد الله) ….ليه تعترف لى بحبك وتوعدني وتختفي كدة….”
وسط حيرتها أغلقت كتابها وأطفأت الأنوار لترتاح قليلاً لكن مع راحه جسدها ما الذى سيريح قلبها وفكرها…..
أغمضت عينيها لتجد صورته متجسدة أمام عينيها ……
_________________________________________
الإمارات…..
جهزت (حوريه) المرحاض لـ(عماد) كما طلب منها .. وضعت الحقيبة التى أعطاها إياها على المنضدة الصغيرة بالغرفة بنفس المكان الذى يضع به حقيبته بالضبط فهو دقيق جدًا ولا يحب أى أخطاء أو تغيير أبدًا ….
جلست على المقعد المجاور للمنضدة فى هدوء لا تستمع سوى لصوت الماء المتساقط بداخل المرحاض نظرت حولها وجالت بنظرها فى الغرفة …..
حوريه فى نفسها ” على قد جمال الأوضة دى بس بحس بخنقه فيها … بيتنا القديم على قد ما كان صغير بس أنا كنت بحبه أوى .. غنية وعندى فلوس بس عمرى ما حسيت إنى مبسوطة وسعيدة ….”
وبدأت (حوريه) فى تذكر أول أيام حياتها مع (عماد) يوم زفافها ……
” كانت (حوريه) بكل ما فيها إسم وصورة ، بهيه جدًا بفستانها الأبيض وجمالها الآخاذ …..
كانت تنتظر عريسها بخجل فـ (عماد) كرجل أعمال ثرى تقدم لخطبتها ليجده أهلها فرصة لا تعوض لتتم خطبتهم ثم يسافر بعدها مباشرة ليُحدد موعد الزفاف بعد عدة أشهر لم يكن هناك إتصال كبير بينهما لإنشغال (عماد) أغلب الوقت ولخجل (حوريه) الشديد أيضًا …
إستطاع (عماد) أن يصل من سفره قبل الزفاف ببضعة أيام …
كان غريبًا عنها ومع إلحاح والديها إضطرت للموافقة على هذا الزواج الذى سيساعد أهلها وإخوانها ماديًا بصورة كبيرة …..
تذكرت ليلة العمر حينما إنتهى حفل الزفاف ليتجها إلى الفندق الفخم الذى قد حجزه (عماد) لهما لليلة واحدة فقط ليسافرا باليوم التالي إلى الإمارات حيث يعمل زوجها ….
تقدمت (حوريه) بخجل إلى داخل الجناح المحجوز لهما وقد إنبهرت بجماله وفخامته …
وقفت بدون حراك من خجلها الزائد فى هذه اللحظة الحرجة ……
تقدم منها (عماد) وبصوته القوى….
عماد: تعالي …..
(حوريه) ببحه صوتها العذب الذى يكاد يخرج من حنجرتها …..
حوريه : ااا…. حدخل بس الحمام أغير هدومي ….
عماد: بسرعة ….
توترت (حوريه) ليتملكها الخوف الطبيعي كفتاة رقيقة بليلة زفافها خاصة وهى لم تتعرف به بصورة تسمح لخجلها أن ينقشع …
جلست على طرف حوض الإستحمام محاوله إستجماع الجرأة التى تحتاجها لكنها تزداد توترًا وخجلا …
زاد توترها حينما دق (عماد) الباب تابعًا دقته بصوته الجهورى الغليظ …
عماد: يلا يا (حوريه)… بتعملي إيه دة كله ..؟؟!
حوريه بإرتباك: ثواني حاضر ….
أخذت (حوريه) ملابسها وخلعت فستان الزفاف لتبدل ملابسها ….
مفاجئة غير متوقعة … عذرا إجباريًا لاح بالأفق ليعطى (حوريه) بعض المتنفس بوضعها الجديد مع شخص غريب عنها ….
إبتسمت (حوريه) وأدركت أن الله يعطيها فرصة لتتعود على وجود (عماد) فى حياتها قبل أن يقترب منها بدلا من توترها وخوفها الآن ….
بدلت ملابسها براحة وخرجت من المرحاض …….
وقف (عماد) إلى جوار الفراش معطيًا إياها ظهره عابثًا بهاتفه حين إستمع إلى صوت الباب يفتح ليستدير بإتجاه (حوريه) ….
تعلقت عيناه بها وبجمالها الساحق نظر إليها نظرات شعرت (حوريه) بحرج بالغ منها
فلم ينظر لها أحد من قبل بهذه النظرات المتفحصة فى سائر جسدها …..
إقترب (عماد) خطوتين من (حوريه) رجعت فيهم (حوريه) إلى الخلف ….
حوريه: إإإإ…..(عماااد)…أأأنا ….أنااااا
عماد: إيه ….؟؟؟؟
حوريه : إحنا يعني …. مش حينفع … ااااا…. أنا عندي عذر …. أصل…. مينفعش النهاردة …
عماد بغضب: نعــــم ….!!!! هو إيه إللى مينفعش النهاردة …. ولا أى حاجة فى الدنيا حتوقفنى النهاردة …. هو أنا دافع دم قلبي عشان تقوليلي مينفعش ….
تراجعت (حوريه) بصدمة وهى تضم أصابع يدها مشيرة له بالهدوء قليلا …
حوريه: إهدى بس … غصب عنى والله … أصله فجأة كدة …. الأيام جايه كتير …. حتى ….. يعنى …. نكون أخدنا على بعض شوية ….
عماد: مش حيحصل … النهاردة … يعني النهاردة….
حوريه : حرااام ….. مينفعش ….
وقبل أن تكمل (حوريه) كلامها قاطعها (عماد) وهو يسحبها بقوة وألقاها فوق الفراش ….
تذكرت (حوريه) تفاصيل هذه الليلة وكأنها كانت بالأمس فقط وأنه لم يمر عليها ثلاثة أعوام كاملة …..
تتذكر كيف شعرت بجرح كبير داخل نفسها من (عماد) وما فعله ….
تذكرت كيف شعرت بالإنكسار لتدرك أنها زوجة إشتراها بالمال ولن تتجرأ يومًا أن ترفضه بأى وقت أو بأى شكل ….
تذكرت كيف نظرت نحوه بإنكسار لتجده نائم بعدها وكأنه لم يفعل شيئًا ……
كيف قضت ليلتها جالسة على المقعد تنتظر الصباح لترحل من هذا المكان الكئيب رغم بهائه ….
ليأتى الصباح ويسافرا إلى الإمارات حتى هذه اللحظة ……
أفاقت (حوريه) من ذكرياتها على صوت (عماد) يخرجها من ذكرياتها الأليمه لواقعها المر ….
عماد: حضرتي العشا….؟!!
حوريه : أيوة …. تحت …
عماد: إسبقيني وجهزي السفرة زى ما بحب على الله ألاقى غلطة … أنا جاى على طول…
حوريه: حاضر….
تحركت (حوريه) بآليه فهى لا تستطيع أن تخالفه أو حتى تعترضه وإلا سيكون عقابها شديد ومؤلم …
لتنصاع (حوريه) لأمره برضوخ تام و سلبية شديدة ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)