روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثلاثون 30 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثلاثون 30 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الثلاثون

رواية ذكريات مجهولة البارت الثلاثون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الثلاثون

« الشك … !»
رحمه….
تحضرت للذهاب لعملها الجديد متخذه طريقها المعتاد ، ظنت أن بعد تخرجها سوف تعمل بمكان مختلف وطريق مختلف لكن ها هي تسير بنفس طريق المعرض القديم للذهاب للشركه التى تعمل بها ….
مرت بنفس الحى الذى يسكن به (طارق) و(هايدى) فى طريقها لتتأكد أن القدر يعارضها حتى لا تنشغل وتنسى فيشاء الله أن عملها بنفس الطريق لترى بيته وبيتها يومياً فى الصباح تاره وفى المساء تاره أخرى …
تنفست ببطء وهى تحرك رأسها برفض تام للفكرة تجاهد نفسها كى لا تشعر بأنها مازالت حبيسه مشاعرها تجاهه .. بل تظاهرت بأنها لا تبالى فربما تنسى ذلك أو على الأقل تتناساه حتى يخرج من قلبها …..
___________________________________________
إنتصف النهار ليحل وقت عوده (نهال) من العمل وسط تحركها مسرعه الخطوات حين إقتربت من المنزل وهى تنظر فى ساعتها لتجدها الثالثه والنصف ….
نهال: ياااه …. أنا اتأخرت أوى فى المواصلات يا دوب ألحق أجهز الغدا قبل ما (هشام) يرجع الساعه خمسه ….
فتحت باب الشقه دالفه إلى داخلها لتلمح بعيناها باب غرفه مكتب (هشام) مفتوحاً لتنظر بفزع وهى تشرئب برأسها محاوله رؤيه من بداخل المكتب ، تسللت (نهال) على أطراف أصابعها بخفه لتتأكد أن من بالداخل هو (هشام) نفسه وليس مقتحم سارق لهم ….
طلت برأسها من فتحه الباب لتجد (هشام) جالساً خلف مكتبه ليطمئن قلبها قليلاً بوجوده …
لكن إضطراب (هشام) هو ما فاجأها فى الحقيقه ففور ملاحظته لوجودها وإيقانه بأنها عادت من العمل أسرع بإغلاق درج المكتب بسرعه وهو ينظر إليها بعينان متفاجئتان كمن أُمسك بالجرم متلبساً ….
لتتيقن (نهال) أن (هشام) يخفى عنها شيئاً بهذا الدرج ، ذلك واضح جداً لها ….
نهال بتعجب: مالك يا (هشام) ..؟!!
هشام بارتباك: ااا … عادى يعنى …. ولا حاجه ….!!
أنهى جملته ليقف مبتعداً عن المكتب متحركاً للخروج من غرفه المكتب لتلحقه (نهال) بعيناها التى رسم بها علامات للشك ….
نهال بتساؤل : أنت جيت بدرى يعنى النهارده .. ؟!!
تحرك (هشام) معرضاً عن (نهال) متهرباً من عيناها التى تلحقان به وتكشفان أسراره …
هشام: أه … كان فيه شويه شغل لازم أخلصهم فرجعت عشان أخلصه ….
الشك الذى ملأ كيانها بثوان قليله جعلها تخاف ، تخاف أن تخسره بعد أن وجدته ، ووجدت به أنيس لها ولو حدتها وقلبها ، تخشى أن يبتعد عنها فقد تعلقت به وأحبته ، لم تجد سوى السؤال المباشر حلاً لها…
نهال: (هشام) أنت مخبى عليا إيه …؟!!
هشام بإضطراب : مخبى …!! مخبى إيه …؟؟! حكون مخبى إيه يعنى …. ما تقولى كلام معقول ….!!!
نهال بغير تصديق : أنا عارفه…!!! مرتبك كدة وزى ما تكون مخبى عليا حاجه ….؟؟؟
هشام بعصبيه: (نهال) ….. أنا مبحبش الطريقه دى …
تحولت نبره (نهال) من التساؤل الصريح إلى التوسل بخوف بنبرتها الحانيه …
نهال: إتكلم معايا بصراحه يا (هشام) … أنا حاسه إن فيك حاجه ….!!
هشام بتوتر وعصبيه : يوووه… قلت لك مفيش مفيش …شغل مجرد شغل …. مفيش داعى بقى للشك والكلام دة ….
حاولت تهدئه ثورته الغير مبرره الآن فهو لم يكن أبداً عصبى ثائر بهذه الصورة أبداً …
نهال: طيب ومتعصب أوى كدة ليه ….؟!
هشام : لا …دى مش طريقه دى أبداً …. أنا ماشى ….
عاد (هشام) إلى غرفه مكتبه موصدا إياها بالمفتاح ليسرع بعدها خارجاً من الشقه صافقاً الباب بقوة إهتز لها كيان (نهال) …
نهال بضيق: مالك يا (هشام) … جرى لك إيه …؟؟ دى أول مرة تتكلم معايا بالصورة دى والعصبيه دى … معقول زهقت منى ومبقتش تحبنى ….!؟!
ضاق صدر (نهال) بتفكيرها لتتذكر كلمات (سلمى) بأنه ربما مضغوط بعمله فتحاول تهدئه نفسها بتوجهها إلى المطبخ محاوله إعداد الطعام حتى تلتهى بأى شئ هاربه من تلك الأفكار التى تعصف بها …
___________________________________________
إحدى الكافيهات ….
هند: دول خمس آلاف …. خلص أنت بس وأنا أديك زيهم …..
محمد: والله يا أبله الموضوع ده واقف عليا بخساره …… بحبحيها شويه عشان المصاريف وكدة ….
هند بتأفف : طيب خلص بس ومش حنختلف … أنا خلاص جبت أخرى ….
محمد: ولا يهمك حاجه يا أبله … ما عاش مين يزعلك … دة إحنا نمحيه من على وش الدنيا ….
هند: المهم … حتنفذ إمتى ….؟!
محمد: يومين كدة … تتسهل بس وأديكى ألو وأقولك كله تمام …
هند: وأنا مستنيه تليفونك …
محمد: أنتى تؤمرى يا أبله (هند) …. أستأذن أنا بقى عشان ورايا مصلحه كدة ….
هند: ماشى يا (محمد) ….
تركها (محمد) لتبقى (هند) جالسه بمفردها وهى تفرك يديها بغضب ثم تمسح وجهها بكفيها بإضطراب وإرتعاش من شدة الغضب لتقضم شفاهها بحركه عصبيه وهى تتوعد بأن تنهى كل شي كما تحب ….
هند بحقد : لازم كل حاجه حتبقى زى ما أنا عاوزة .. وأحسن من إللى فى خيالى كمان ….
_________________________________________
إنتصف الليل…
نهال …
جلست (نهال) تعد ساعات غياب (هشام) عن البيت منذ خروجه عصر اليوم بهذه الحده والغضب فتلك أول مرة تحدث بينهم مشاجرة كتلك …
حاولت الإتصال به لكنه لا يجيب حتى أنه بعد فترة أغلق هاتفه نهائياً مما زاد من ضيقه (نهال) وقلقها …
كل ساعه تمر تزيد من ضيقه صدرها حاولت أن تفتح غرفه المكتب لكنها مغلقه بالمفتاح ، فقط تريد أن تعرف ما يخفيه عنها (هشام) …..
دقات قلبها المضطربه وعقلها المشوش بالأفكار وتلك الهواجس التى إحتلت نفسها من طول ساعات غيابه الطويله إنتهت فجأه وهى تستمع لحركه مفتاحه يفتح باب الشقه لتنتفض براحه وقلق بنفس الوقت …
نهال بعتاب: كدة برضه يا (هشام) … تتأخر كل دة وتقلقنى عليك …؟!!
هشام بحده: أنا مش طفل صغير يا (نهال) ….!!
نهال : أنا قلقى عليك عشان بحبك … خفت يكون حصل لك حاجه بعد الشر عنك …
هشام بتجاهل: أنا تعبان وعايز أنام ….
تركها (هشام) متجاهلاً قلقها عابراً من جوارها ليدلف إلى غرفه نومهم وسط إندهاش (نهال) من معاملته لها وعدم إكتراثه بقلقها عليه بهذه الصورة لتتأكد من داخلها أن شعور (هشام) قد تغير من ناحيتها ….
مرت الليله عصيبه بساعاتها طويله منع الأرق من راحه جفونها المتعبه من طول السهر ، ومن يرتاح إلا خالى البال والفكر ……
لكن من شدة التعب والارهاق فبعد معاناه ساعات طوال تبحث فيها (نهال) عن لحظه راحه غفت قليلاً لتستيقظ فى الصباح بتثاقل وهى تفتح جفونها متحسسه ذلك الفراغ إلى جوارها لتنتفض موسعه عيناها وهى تنظر نحو ساعتها بهذا الوقت المبكر لوحدها السادسه والنصف…
لتتسائل أين ذهب (هشام) بهذا الوقت المبكر على غير عادته….
ظنت انه ربما جالساً بغرفه مكتبه مرة أخرى فخرجت باحثه عنه لكنها لم تجده بالشقه إطلاقاً ….
لم تستطيع (نهال) تمالك أعصابها فإرتمت على المقعد وهى تبكى حبها الذى يضيع من بين يديها ولا تجد حلاً لذلك …
لم تستطيع الذهاب إلى العمل وهى فى هذه الحاله فقررت البقاء فى المنزل ….
_________________________________________
رحمه…..
إستيقظت (رحمه) متأخره اليوم ونظرت إلى الساعه المجاورة لها لتنهض بفزع فقد تأخرت بالنوم وسوف تتأخر على العمل اليوم كثيرا بهذه الصورة….
إرتدت ملابسها فى عجاله ذاهبه إلى محطه الحافلات لإستقلال الحافله المتجهه الى طريقها …..
لكنها بسبب تأخيرها فى الاستيقاظ اليوم فتأخرت أيضاً على موعد الحافله وإضطرت لإنتظار الحافله التاليه
وركبتها بصعوبه بهذا الموعد المزدحم …
بعد عناء وتوتر وصلت أخيراً إلى العمل متأخرة ما يقارب من النصف ساعه ، قابلها مدير الشركه بفظاظته وغلظته المعهودين عنه ليقف أمامها متكتفاً بضيق…..
المدير: ما لسه بدرى يا هانم… انتى فاكرة نفسك صاحبه الشركه…. مش شايفه الساعه كام…؟!!
رحمه بإختناق: أسفه والله… غصب عنى يا فندم … وأوعد حضرتك أول وآخر مرة أتأخر كدة…
المدير: أسفه … وأصرفها منين أسفه دى…. التأخير بتاع النهارده دة حتعوضيه ساعات اوفر تايم زيادة النهارده … فاهمه ….
رحمه بإمتعاض: لكن.. !! دة أنا كدة حروح متأخر أوى … دة أنا اتأخرت نص ساعه بس ….
المدير: هو ده إللى عندى… يا تقعدى ساعات الأوفر تايم يا يتخصم اليوم كله من مرتبك .. دى شركه خاصه .. أنا مش فاتحها سبيل …
إضطرت (رحمه) بالقبول بهذا التحكم الظالم لمدير الشركه وتسلطه فهى لن تتحمل خصم يوم كامل من راتبها وهو يعلم ذلك ، فهذا هو أسلوبه مع الجميع ولن تستطيع الإعتراض …
_________________________________________
اميمه وعلاء ….
اميمه: أنا حروح أشوف بابا وماما بعد ما أوصل (يامن) للروضه وأنا راجعه حجيبه معايا …
علاء: خدى بالك من نفسك ومن (يامن) … على فكرة جات لنا مأموريه فجأه النهارده وبكرة إسكندريه …
اميمه: يومين يعنى ..؟!
علاء: اه … ولو فيه أى تغيير حكلمك … خلى دايماً تليفونك جنبك ….
اميمه: طيب …. خلاص بقى بالمرة أروح أقعد عند بابا اليومين دول… كمان كنت عايزة أنزل أشترى لبس ل(مينو) أنا وماما من المول .. يبقى بالمرة بقى أروح بكرة …
علاء: مفيش مشكله … أبقى طمنينى عليكم بس …
اميمه: تمام …. تروح وتيجى بالسلامه …
علاء: الله يسلمك … بس أخلص الشغل دة وناخد لنا أجازة أنا وأنتى و(يامن) ونروح مصيف قبل ما الجو يبرد …
اميمه: يااااريت ….
علاء: خلاص … حضرى نفسك وجهزى كل حاجه بس أرجع من السفر نسافروا كلنا سوا ..
اميمه: هوه ده الكلام ….
علاء: أروح أنا شغلى بقى .. سلمى لى على (يامن) لما يصحى ….
اميمه: مع السلامه حبيبى…
ودعت (أميمه) (علاء) لتوقظ (يامن) وتعده للذهاب إلى روضته ثم تذهب لمنزل والديها لقضاء اليوم والمبيت هناك أيضاً حتى عودة (علاء) من الإسكندريه ….
_____________________________________________
نهال..
تمر الساعات وها هو حان موعد عودة (هشام) من الجريدة فقد بلغت الخامسه منذ قليل لتسمع (نهال) صوت حركه المفاتيح الخاصه به فتنهض من جلستها فى إستقبال (هشام) لحظه تتمناها منذ الصباح …
توقع (هشام) جدال جديد بينه وبين (نهال) ليسارع بالقول …
هشام بإنهاك : (نهال) أرجوكى أنا مش عايز أتكلم فى أى حاجه دلوقتى ….
نهال بحزن : (هشام) … إيه إللى بيجرى لنا ده … (هشام) قولى بالله عليك … فيه غيرى فى حياتك … هو ده إللى مخليك تبعد عنى كدة ..
هشام بتهرب : يا (نهال) إرحمينى بقى …. مش عايز أتكلم فى أى حاجه …. نهاااائى ….
نهال بإنهيار : بس أنا من حقى أعرف إيه إللى غيرك كدة من ناحيتى …!!!
إلتفت (هشام) بإتجاه (نهال) مجيباً على سؤالها بكل قسوة لم تعهدها (نهال) أبداً من (هشام) الحنون ، فهو لا يستطيع التحمل لأكثر من ذلك … سيقولها الآن …..
نظر (هشام) نحو (نهال) نظرة مطوله وقد تهدجت أنفاسه بقوة ليزيح بتلك الكلمات ثقلاً من فوق صدره فقد حانت اللحظه المنتظرة..
هشام بحده: أيوة يا (نهال) … مبقتش أحبك …. خلاص … فهمتي وإرتحتى ….
صعقت (نهال) من رد (هشام) المباشر وتصريحه لها بأنه لم يعد يحبها ….
هوت جالسه بصدمه فوق المقعد من خلفها وهى مازالت معلقه عيناها ب(هشام) الذى أسرع نحو غرفه مكتبه بسرعه مغلقاً الباب من خلفه …
هنا تيقنت (نهال) بأن مشاعره تغيرت نحوها وأحب غيرها وهذا هو سبب تغيره …
لكنه لم يمر على زواجهما سوى شهر وبضعه أيام فقط ….
أكان شعور شفقه ورأفه بحالها ولم يكن حب قط ، وحينما إستفاق من غفلته إبتعد عنها ليجد سلواه فى غيرها ….
أعادت مرة أخرى وحيدة يتيمه ، فقدت حبيبها وزوجها بهذه السهولة … هل أصبح شكها يقيناً….
___________________________________________
بيت والدا اميمه ….
كوثر: وحشتنى أوى يا حبيب ننآ …
مينو: الحضانه بتاعتى حلوة أوى يا ننآ ….
كوثر : بجد … لا دة أنا لازم أجى وأشوفها بقى ..
اميمه: يلا يا (مينو) نغير هدومنا …
يامن: إحنا حنقعد عند ننآ هنا على طول ….؟!!
اميمه: لا يا حبيبى … لحد بكرة بس نروح المول ونشترى هدوم جديده وبابا يكون رجع من السفر نروح بيتنا تانى ….
يامن بسعاده : حنجيب هدوم جديده …. عاوز من إللى عليها سبيدرمان ….
اميمه: حاااضر … قوم بقى نغير هدومنا ومقعد مع ننآ كوثر وجدو ….
يامن: حاضر …
_________________________________________
مرت الساعات ليحل المساء …
رحمه…
أكملت عملها وفى نفسها غصه من تعنت هذا المدير وإضطرارها للبقاء لوقت متأخر تقوم بعمل إضافى بالقوة حتى لا يخصم من راتبها البسيط فهى بالتأكيد تحتاجه بأكمله بدون نقصان ..
نظرت نحو ساعه هاتفها لتجدها وقد تجاوزت التاسعه بقليل …
أغلقت حاسوبها وعلقت حقيبتها فوق كتفها إستعداداً للمغادرة مع من مهم مثلها إضطروا للبقاء بفتره مسائيه بالشركه …
خرجت من مقر الشركه بعد يوم طويل زاد من إحساسها بالإرهاق والتعب ورغبه ملحه فى النوم فأخذت تحث نفسها على التيقظ والإنتباه حتى تعود إلى المنزل أولاً …
بدأت تسلك طريقها المعتاد لعودتها متجهه نحو محطه إستقلال الحافلات ، لكنها كانت تسير ببطء شديد لشدة إرهاقها وتعبها ….
أكملت طريقها وها هى تقترب من بيتا (طارق) و(هايدى) فرفعت بصرها رغماً عنها بإتجاه بيت (طارق) ….
رأته يستقل سيارته خارجاً من البيت الكبير الهادئ بعدما أقفل البوابه الحديديه خلفه ، ماراً من جوارها لكنه لم ينتبه لها لكنها رأته جيداً كان يبدو عليه أنه فى عجاله أكملت طريقها المعاكس له فهو سار تجاه اليمين بينما أكملت هى تجاه اليسار ….
أوقفتها صديقتها (نرمين) التى تعمل بالمكتبه القريبه تسأل عن أحوالها لترد (رحمه) بدلوماسيه شديده فقد أعياها هذا الإرهاق وقله النوم …..
بعد مرور بعض الوقت لم تصمت به (نرمين) للحظه واحده فهى بطبيعتها فتاه محبه للحديث الطويل ، لكن (رحمه) لم تكن بذهن صافى اليوم لتجاذب أطراف الحديث معها ففضلت الصمت مستمعه فقط اليوم حتى إنتهت ، تركتها (نرمين) لتعود (رحمه) بإكمال طريقها نحو محطه الحافلات لكن لفت إنتباهها ثلاثه أشخاص ملثمين يفتحون البوابه الحديديه لبيت (طارق) محاولين إقتحام البيت عنوه …
رحمه بانتباه : إيه دة ….!!! دول أكيد حراميه !!! … داخلين يسرقوا البيت … يا خبر .. دى (أم طارق) جوه لوحدها …. أكيد حيأذوها ……. أعمل إيه بس يا ربى …. ؟!؟
تلفتت (رحمه) حولها لتجد الطريق خالى تماماً من الماره ، ولم تستطع أن تجد أحداً تستنجد به ليغيث تلك السيدة من هؤلاء اللصوص ، حتى (نرمين) التى أغلقت المكتبه منذ قليل ، لم تجد بُداً من الإتصال بأخيها (عبد الله) …..
رحمه بذعر وقلق : إلحق يا (عبد الله) … فيه حراميه دخلوا بيت الضابط (طارق) إللى جنب الشغل عندى …
عبد الله بتحذير: إيه حراميه .. ملكيش أنتى دعوه يا (رحمه) … كفايه إنك متأخرة لحد دلوقتى …. مش ناقصه مشاكل وخوف عليكى … روحى على البيت على طول … ملكيش دعوة أنتى خالص ….
رحمه بقلق : إزاى بس … ونسيب الست لوحدها كده ؟؟! …. حتموت فيها يا (عبد الله) …!! إتصل أنت بالشرطه وأنا رايحه لها ….
عيد الله بفزع: لا يا (رحمه) …. متروحيش …
رحمه: مقدرش أسيبها لوحدها يا (عبد الله) … لو ماما ترضى تسببها كده وتمشى ….. ؟!!
عبد الله: طيب خليكى عندك أنا جاى لك وحتصل بالشرطه … بس بالله عليكى بلاش حركات متهورة وخليكى زى ما أنتى فى مكانك …. متدخليش … أنا حتصرف…
أنهت (رحمه) مكالمتها مع (عبد الله) بعدم اقتناع ، فإنها لو انتظرت مجئ (عبد الله) فقد يستطيعا اللحاق بتلك السيده وربما يؤذوها هؤلاء اللصوص لتأخذ قرارها بمساعدتها ويكن ما يكون….
تحركت (رحمه) ببطء دالفه إلى داخل البيت الكبير لكنها لم تر أى أحد منهم بالداخل …
نظرت (رحمه) حولها تستكشف المكان محاوله البحث عن (أم طارق) بهدوء لتنبيهها وإخراجها خارج المنزل قبل أن يشعر بهما أحد حتى مجئ الشرطه …
صوت ضجيج عالى أثار انتباهها نحوه آتياً من الدور العلوى لتدرك أن أحدهم بالأعلى …
وعلى أثر هذا الضجيج خرجت (أم طارق) من المطبخ بالدور السفلى متسائله …
ام طارق: إيه الصوت دة …. أنت رجعت يا (طارق) … ؟!!
هنا لاحظها أحد اللصوص ليركض بإتجاه (أم طارق) حاملاً عصى غليظه بيده رافعاً إياها محاولاً ضرب (أم طارق) بها على رأسها ….
لم تتوانى (رحمه) للحظه عن الركض بإتجاه (أم طارق) هى الأخرى من جانبها وأسرعت تضع جسدها الصغير ليحول بين (أم طارق) وهذا اللص محاولة أن تفتدى (أم طارق) وهى تدفعها بعيداً بذات اللحظه حتى لا يضربها هذا الرجل بتلك العصا …
ظنت (رحمه) أنها ستدفع (أم طارق) جانباً ثم تتحرك بخفه هى الأخرى مبتعده عن مهوى تلك الضربه القويه لكنها لم تلحق أبداً ، فهوت العصا على رأس (رحمه) لتقع فوراً على الأرض بدون حراك والدماء تتدفق من رأسها لتخضب الأرضيه من أسفلها ببقعه حمراء تتسع أكثر وأكثر من أثر الدماء النازف منها ….
_________________________________________
نهال….
ساعات حزينه مرت على (نهال) محاوله إنتظار أى تراجع من (هشام) ومحاوله تدارك خطأه بما تفوه به ، لكنه لم يتحرك مطلقاً من غرفه مكتبه لتتجه بإنكسار إلى فراشها مدعيه النوم لتبكى بصمت وهى تتدثر بغطائها بأحكام ، متقوقعه بنفسها كما كانت دوماً تفعل كل ليله ، تبكى بصمت بمفردها …
___________________________________________
بالطريق ….
طارق…..
طارق: أيوة يا (سامر) بقولك فى الطريق أهو مش حتأخر …مسافه السكه بس ….
سامر: خلاص تمام مستنيك متتاخرش…. جبت الجهاز و الورق إللى معاك ….؟؟
طارق بتذكر : أوووف …. يا خبر أبيض …. نسيت خالص .. من إستعجالى نسيته خالص …
سامر: طب حاول تجيبهم لأن النسخه إللى هنا سلمناها أدله ومحتاجين النسخه إللى معاك ضرورى نشتغل عليها النهارده … كمان الخبير إللى قال جاى يفحص الجهاز زمانه على وصول …
طارق: خلاص الأمر لله حرجع للبيت أجيبهم وأجى لك على طول … أنا مش بعيد أوى عن البيت ….
سامر: طيب تمام … متتأخرش عليا …
عاد (طارق) مرة أخرى إلى بيته لكنه لاحظ أن البوابه الكبيرة مفتوحه ليشك فى الأمر فهو متأكد أنه أغلقها جيداً عند خروجه من البيت …
هرول إلى الداخل بسرعه لتتسع عيناه بصدمه حين رأى أحد الملثمين يرفع عصا سميكه محاولاً ضرب والدته لكن فتاه ما تدخلت بينهم لتدفع والدته بعيداً وتتلقى الضربه بدلاً منها ….
لم يستطع (طارق) تمييز هويه تلك الفتاه التى لم يستطيع اللحاق بها لتقع العصا بقوة فوق رأسها مسببه سقوطها على الأرض غارقه بسيل من الدماء حولها ….
أخرج (طارق) سلاحه على الفور بمهنيه جسوره ليصوب نحو هذا اللص مُطلِقاً الرصاص نحوه ليصيبه إصابه مباشرة بساقه ليهوى على الفور إلى جوار الفتاه …
صوت دوىّ إطلاق الرصاص نبه اللصان الآخرين ليهبطا نحو الأسفل بسرعه محاولين فهم ماذا يحدث ومن أطلق الرصاص …
ليلاحظ أحدهما وجود (طارق) الذى لم يعلم بوجودهما بعد ، ليسرع بإخراج سلاحه مصوباً إياه بإتجاه (طارق) دون أن يراه فقد ذهب لتفقد الفتاه ووالدته المذعورة ….
طلقات ناريه متتاليه أصابت (طارق) مباشرة ليترنح ساقطاً على الأرض بعدما إختل توازنه ….
لم تمر سوى دقائق قليله حتى إمتلأت الأجواء بدوى صافرات سيارات الشرطه التى حاصرت محيط البيت بأكمله من جميع الإتجاهات ، لكن اللصان أسرعا بالهرب قبل الإمساك بهما …
داهمت قوات الشرطه بيت (طارق) باحثه عن هؤلاء المجرمين لكنهم لم يجدوا سوى لص واحد فقط هو من أطلق عليه (طارق) الرصاص …
نظرت (أم طارق) حولها تحاول إستيعاب ما حدث فتلك الفتاه التى حاولت اللحاق بها ملقاه على الأرض غارقه بدمائها ، وفلذه كبدها إبنها الوحيد مرتمياً على الأرض فاقداً للوعى مصاباً بساقه وصدره بطلقتين ناريتين ..
ام طارق بنواح وصريخ. : ااااه … إبنى…. إلحقونا …. إلحقوا (طارق) … إلحقوا البنت …. حيروحوا مننا …. إلحقوهم بسرعه ….إسعااااف ….. إسعاااااااااااف ….. يا عينى عليكم يا ولاد …. أه يا وجع قلبى … اااااااه….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى