روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الثالث والعشرون

رواية ذكريات مجهولة البارت الثالث والعشرون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الثالثة والعشرون

« يوم الوداع … »
تركيا…
الفندق …
لن يسمى ما يعيشها إسمها حياه بل هى عذاب وعقاب هى الموت الحي بحد ذاته …
ضرب بجواز سفره فوق كفه عدة مرات بضيق فكلها ساعات وتتحرك رحلته متوجهاً إلى القاهرة ويبتعد إلى الأبد عن الأمل الذى كان يحيا من أجله ….
علاء: خلاص يا (أميمه) …. أنا حبعد للأبد … حسيبك لحياتك إللى أنتى إخترتيها …. كفايه إللى عملته فيكى…. مش حقدر أكون سبب فى تعاستك تانى … بس … لو حتى تدينى فرصه أودعك …. مش كل محكوم عليه بالموت ليه أمنيه واحدة …. وأنا أمنيتى أودعك …..
هز رأسه عدة مرات على ما قد عزم على فعله … سيودعها للأبد قبل أن يقتلع روحه بيده ويبتعد عنها نهائياً …..
__________________________________________
اميمه….
حملت (سيلا) إحدى الحقائب لتطلب من (ماندى) مساعدتها فى وضع الحقيبه الأخرى بالسيارة بالخارج فبعد عوده مربيه (يامن) لم تعد (أميمه) بحاجه إلى بقائهم معها بالمنزل ليعودوا إلى منزلهم الذى إشتاقوا له ….
سيلا: (ماندى) … هل تحملى معى الحقائب لوضعهم بالسيارة من فضلك ….؟!؟
ماندى: حسنا سيدتى ….
حملت (سيلا) و(ماندى) الحقائب لوضعها بالسيارة بينما أقبلت السيدة (توتشا) لتحتضن (أميمه) بحنان مودعه إياها ….
توتشا: متغيبيش عنى بقى .. أنتى و(مينو) بتوحشونى أوى ….!!
اميمه: أبله (توتشا) … متتصوريش أنا كنت مبسوطه قد إيه وإنتوا قاعدين معايا …
توتشا: خلاص يبقى آخر الأسبوع تيجوا تقعدوا معانا ونعمل عيد ميلاد (مينو) إللى مأجلينه دة …
اميمه: حاضر … نعتذر ل(ضيا) عن الحجز فى المطعم ونعمله عندكم فى البيت …
توتشا: تمام يا (أميمه) سلام حبيبتى ….
اميمه: مع السلامه ….
ودعت (أميمه) (توتشا) و(سيلا) لتبقى مرة أخرى بمفردها بهذا المنزل مع (ماندى) كما كانت من قبل …..
____________________________________________
بيت أهل حوريه ….
حاولت (حوريه) تناسى ما قد سمعته من والديها والإنغماس وسط أهلها لتعويض حرمانها منهم طوال هذه السنوات …
إستطاعت الإطمئنان وسطهم لكن عند بقائها بمفردها تظهر لها كل مخاوفها من (عماد) طريقته معها قسوته نحوها ضربه المتتالى غطرسته وزهوه بنفسه …
ولم تنسى أنانيته الشديدة وإعتبارها مجرد سلعه لإمتاعه فقط ….
تجربه قاسيه لن تكررها مرة أخرى مهما حدث …
بالمساء…
جلست بغرفتها تنظر بصورها القديمه أثناء دراستها تتحسر على ضحكتها الصافيه التى ضاعت فى زحام الحياه ….
طرقات تقطع تفكيرها على باب غرفتها ….
حوريه: إتفضل …
ام حوريه: (حوريه) … (سامر) إبن عمك بره وجاى عشان يسلم عليكى … أصله جه من كام يوم وأنتى كنتى نايمه ….
(حوريه) متذكره حديثه معهم قبل أن تجيب والدتها…
حوريه : حاضر يا ماما… أنا جايه….
لملمت الصور المبعثرة حولها لتضعهم بعلبتهم الخاصه متجهه إلى غرفه المعيشه لمقابله (سامر) …
ربما شعرت ببعض الراحه لزيارة (سامر) فبعد سماعها لحديثه مع والدها ونهره على تفكيره المادى أخذ (سامر) رصيداً حسناً لدى (حوريه) بأنه إنسان خلوق بالفعل ….
تقدمت (حوريه) نحو (سامر) الجالس على أحد المقاعد فى إنتظارها لتتأمله قائله لنفسها ….
حوريه ” زى ما هو … متغيرش أبداً …”
تقدمت بخطوات هادئه لتلقى إليه بالسلام فى حين هب (سامر) منتفضاً لرؤيتها لترتسم على شفتيه إبتسامه عذبه برؤيته لها …
حوريه: السلام عليكم ..
سامر: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ….
سعادة لا توصف برؤيتها اليوم … تلك السعادة التى يجب أن يخفيها الآن …. كم إشتاق إليها ..إشتاق لتلك العينان الخضراوتين … إشتاق لحديثها وكلماتها الهادئه العفويه ….
سامر: أخبارك إيه يا (حوريه) …. كويسه ..؟!!
حوريه بحزن: الحمد لله … وإنت …؟؟
سامر: الحمد لله …. ااا … البقاء لله ..
حوريه: الحمد لله على كل حال …. إتفضل … واقف ليه ..؟!
جلس (سامر) مرة أخرى غير مصدق أنها جالسه معه بالفعل بعد غياب كل تلك السنوات …. الكثير من الكلمات يتمنى البوح بها لكنه لا يستطيع …
حوريه: إزاى عمى (صادق) و(علاء) و(رباب) و طنط (نبيله) و(دنيا) ….؟؟؟
سامر: كلنا بخير الحمد لله .. طمنينى أنتى عنك ….؟!!
حوريه بتهكم: أنا هنا … وبس ..
سامر بخفوت: كفايه بس إنك هنا ….
حوريه بإستفسار: نعم ؟؟…. أنت قلت حاجه…؟!
سامر: لا بس بقول حمد الله على سلامتك وسط أهلك …. وحبايبك …
حوريه: شكراً يا (سامر) … أنت لسه شغال فى الشرطه صح …؟!!
سامر: أكيد ….
حوريه: بس خطر أوى مش كدة …؟؟؟
سامر: هى خطر … بس بحبها …. بحبها أوى أوى …
أكمل جملته وهو ينظر نحو (حوريه) يقصدها بالفعل لكنه تدارك نفسه بسرعه …
سامر: (حوريه)… أنا ….ااا….
حوريه: خير يا (سامر) … فيه حاجه ….
سامر: لا… بس …. (حوريه) …. !!!
حوريه: نعم … ؟!
سامر: (حوريه) عايزك تثقى فيا ولو إحتجتى أى حاجه …. أى حاجه فعلاً كلمينى ….
نظرت له (حوريه) نظرة مطوله .. هو صادق بالفعل … يريد أن يكون إلى جوارها …
إبتسمت له بهدوء وهى تومئ برأسها بدبلوماسيه …
سامر: خدى رقمى سجليه عندك .. (حوريه) أنا مش بجامل أو بقول أى كلام وخلاص أى حاجه تحتاجيها صغيرة أو كبيرة أنا موجود … أوعى تفكرى فى حد غيرى ….
إبتسمت (حوريه) إبتسامه باهته وقدرت إهتمام إبن عمها بها لكنها لا تريد أى شئ فى هذه الدنيا بعدما تخلصت من (عماد) تود فقط العيش بهدوء وسط والديها وإخوانها …
حوريه نظرت بعيداً بحزن : مظنش أنى محتاجه أى حاجه أبداً … لكن إتأكد يا (سامر) لو إحتجت حاجه أنت أول واحد حكلمه …..
سامر : طيب ممكن بلاش نظرة الحزن دى … كفايه حزن كدة ….
حوريه : شكراً يا (سامر) ….
سامر: أنا لازم أرجع الشغل دلوقتى …. محتاجه أى حاجه …؟!!
حوريه: لا… شكراً …
سامر: (حوريه) …. خدى بالك من نفسك …
حوريه بإنتباه: إن شاء الله … مع السلامه …
انصرف (سامر) وبقيت (حوريه) تفكر فيما قاله لها (سامر) … ربما لم يقل شيئاً لكنها أحست أنه بالفعل صادق فى طلبه منها أن تطلب منه هو ، شعرت بأن حديثه إليها كان يخرج من قلبه بالفعل ..
شعرت أن (سامر) به شئ محير كما لو كان يخفى شيئاً …
حوريه ” غريبه… مكنتش فاكره أن (سامر) حساس أوى كدة …. للدرجه دى صعبت عليه … للدرجه دى حزين عشان شايفنى حزينه كدة …. تركيبه غريبه أوى مش مناسبه خالص لضابط شرطه …. ”
إستقل (سامر) سيارته وهو يحمد الله أنه لم يضعف أمامها ويبوح لها بكل ما يعتمر بقلبه من حب لها …. فهى بالتأكيد لن تقبل ذلك إطلاقاً فلقد فقدت زوجها منذ أسبوعين فقط ….
__________________________________________
حل المساء سريعاً ليستعد (علاء) للسفر تحرك من الفندق مباشرة يستقل أحد السيارات الأجرة بعدما أعاد السيارة المستأجرة إلى الفرع الخاص بهم بإسطنبول …
لم يكن عليه سوى التحرك بخفه فهو لم يحمل معه حقيبه من الأساس للسفر …
لكنه قبل أن يتوجه إلى المطار عقد عزمه بوداع (أميمه) أولاً ، ليطلب من سائق السيارة إيصاله إلى عنوانها الذى قام بوصفه إليه قاطعاً الطريق وهو يلمح الأنوار المتسارعة على جانبى الطريق فى إنتظار الوصول إليها ….
بنفس الوقت إستعد (ضيا) مرة أخرى لزيارة (أميمه) فقد سنحت فرصته الرائعه برحيل (سيلا) و(توتشا) هذا الصباح ولن يقاطعه أحد هذه المرة …
___________________________________________
أميمه…
جلست إلى جوار (يامن) وقد بدأت عيناه فى الإستغراق فى النوم أخيراً بعد معاناه وبكاء لرحيل (توتشا) التى إعتاد على اللعب معها فى الأيام الأخيره …
تسللت ببطء إلى خارج غرفته حتى لا توقظه فقد أرهقها بكائه إلى حد كبير …
هبطت إلى الدور السفلى لتحظى بفنجان من القهوة المسائيه بمفردها لتستريح قليلاً وتصفى ذهنها المضطرب …
طرقات متقطعه صدحت على باب المنزل لتسرع (أميمه) لإجابه الطارق حتى لا يستيقظ (يامن) فلا طاقه لها مرة أخرى بمحاوله جديدة لإعادة إلى النوم …..
فتحت الباب لتصدم به ويسقط من يدها فنجان القهوة محدثاً ضجه أثر تهشمه الذى لم تهتم به (أميمه) على الإطلاق ….
إتسعت حدقتاها بغير تصديق ، فغرت فاها من الصدمه وتحولت إلى حجر متيبس دون حراك ….
فليوقظها أحد من هذا الحلم ويخبرها أنه لم يأت ببابها الآن …
هى تحلم … بالتأكيد هذا حلم وليس حقيقة ….
ياله من حلم صادم ، أيقف أمامها بتلك العينان الزرقاوتين اللتان يشعان بإشتياق ولهفه ، أهذا هو بالفعل ، كم إشتاقت له ولرؤيته ، ولرائحته التى تحفظها بقلبها …
أغمضت عيناها لتحتفظ بصورته في مخيلتها بهذا الحلم الجميل ….
لتسمع همساته ينطق بإسمها كالسابق …
تلك الهمسات التى تذوب بها عشقًا ….
أفاقت من غفلتها تفتح عيناها لتتأكد أنها لا تحلم … إنه أمامها بالفعل ….
لتسمع همساته بإسمها كالسابق …
تلك الهمسات التى تذوب بها عشقاً ….
علاء : (أميمه)…. وحشتينى يا (أميمه) …!!!
أفاقت من غفلتها فاتحه عيناها لتتأكد أنها لا تحلم … إنه أمامها بالفعل ….
تهدجت أنفاسها وإرتجف جسدها بإنفعال ….
أيجرؤ …. أيجرؤ على المجئ إليها. … بعد كل مافعله معها ؟!! … بعد خيانته لها …
لماذا ؟!!
لماذا لا تثور …؟؟!
لماذا لا ترفض وجوده …. ؟؟!
لماذا لازالت تخضع له … ؟؟!!
لماذا.. لازالت تحبه ….؟!!
أميمه بأرتعاش: إنت ….!!!
علاء : وحشتينى أوى …
اميمه : جاى ليه ..؟!!
علاء: مقدرتش … مقدرتش أبعد …
تقدم خطوة إلى داخل البيت لتتراجع (أميمه) خطوة إلى الخلف ، إرتعشت شفتاها رغماً عنها لتنهال دموعها ، تلك الدموع التى أخفتها لأعوام مضت ..
علاء بعشق : لا يا (أميمه).. أوعى تبكى .. مش أنا إللى أكون سبب لدموعك دى ….!!!
رفع كفه محاولاً مسح تلك الدموع التى أغرقت وجنتيها لتُبعد (أميمه) رأسها بفزع إلى الخلف ….
حركه بسيطه إبتعدت بها (أميمه) عن يده الممتده نحوها ، تلك الحركه كانت كالخناجر بقلبه …
أتفزع منه هو….؟! هو الذى كان كل شئ بحياتها … أصبح هو الغريب الآن ….
علاء: آسف …
أميمه بتهكم: آسف ..!!! آسف على إيه ولا إيه …. ؟؟؟
علاء: (أميمه) صدقيني … أنتى مش عارفه حاجه….!!!
(اميمه) وهى تعود للسيطرة على مشاعرها ونفسها التى إنهارت برؤيته ….
رفعت رأسها بشموخ محاوله السيطرة على تلك الدموع التى خانتها وتساقطت رغماً عنها ….
اميمه: أظن خلاص .. معدش فيه داعى لكل دة … وكل واحد فينا راح لحاله وشاف دنيته ….
علاء بهمس: إنتى دنيتى … أنا مش عاوز من الدنيا غيرك أنتى وبس …
(أميمه) بحدة وهى تعود للنظر بعيناه ….
اميمه: أنت مصدق إللى بتقوله ؟؟! … أنت ناسى أنت عملت إيه ؟!! … جاى دلوقتى عايزنى أنسى كل إللى حصل بكلمه …. آسف….!!!!
علاء: والله ما خنتك:… والله ما حصل …
(أميمه) بتحذير وهى ترفع سبابتها أمام وجهه بقوة …
اميمه: أوعى تكذب … أوعى …. أنا شفتك بعيني …. أنت …. أنت …. أنت كسرتنى … دمرتنى …. قضيت على كل حاجه حلوة كانت فى يوم بينا …
إنهارت باكيه وهى تجلس على المقعد المواجه لباب المنزل ليجثو (علاء) على ركبتيه متذللاً لها لتغفر له …
علاء: أرجوكى يا (أميمه) … إسمعينى وإفهمينى … أنا عمرى ما حبيت ولا ححب حد غيرك … أنتى الوحيده فى قلبى وفى عقلى وفى كيانى … أنا عمرى ما أخونك أبداً… أنا ….
تفاجأ كلاً من (علاء) و(أميمه) بصوت (ضيا) يأتى من خلف (علاء) متسائلاً بحدة ….
ضيا: أنت…. أنت مين …. مين دة يا (اميمه) ..؟!!
للحظات نسى (علاء) أن بحياه (أميمه) شخص آخر وأنه قد أتى لوداعها فقط …
نظر نحو (ضيا) متمعنا به … ليتأكد أنه هو نفس الشاب الذى رآه هنا بالمرة السابقة …
أعاد نظرة نحو (أميمه) التى لم تكترث كثيراً لرؤيته … ألم يكن من المفترض أن تذعر لرؤيته وهم معاً توجساً من غضبه …
شعر (علاء) أن هذا الشاب لا يمثل شئ ل(أميمه) ، لم تكترث لشعوره وغضبه لرؤيتها معاً بمفردهما …
لم تفزع لسؤاله عنه وماذا يفعل هنا….
(أميمه) وهى تقف بثقه زائفة فقد كادت أن تصدق (علاء) وتسامحه على كل ما مضى …
لكن ظهور (ضيا) الآن فرصه لا تعوض حتى يذاق (علاء) من نفس الكأس الذى تجرعته منذ خمس سنوات ….
اميمه : أعرفك … دة الأستاذ (ضيا) … خطيبى ….
نظرة حاده علت عينا (علاء) وهما تتسعان بحمرة غضب وغيره ….
علاء : خطيبك …؟؟!
(أميمه) وهى تنظر بالإتجاه المقابل مبعده عيناها عن تلك الزرقاوتين اللتان ترمقانها بنظراتهما الحاده التى ستكشفها على الفور و يدرك وقتها كذبها ….
اميمه: أيوة…. (ضيا) … دة حضرة الضابط (علاء) باشا … كان جاى يسلم … و ماشى ….
علاء بحدة: لأ … مش حمشى …. وأنتى مينفعش أبداً أبداً أبداً إنك تتجوزيه …..
إقتربت منه (أميمه) وهى تضع عيناها بعينيه فى تحدى ….
اميمه: ليه بقى إن شاء الله ..؟!
ليصدمها (علاء) بكلماته الغير متوقعه ….
علاء: لأنك مراتى …. أنا مطلقتكيش … أنتى لسه على ذمتى ….
صدمه غير متوقعه ل(أميمه) فهى كانت تظن أن (علاء) طلقها فور طلبها منه قبل سفرها ، وهذا ما علمته من والدها أنه طلقها ….
تهدجت أنفاسها مرة أخرى لتجلس ببطء فوق المقعد بغير تصديق ….
علاء مردفاً : مقدرتش أطلقك …. أنتى حياتى كلها … أنا روحى تروح منى لو طلقتك ….
اميمه: أنت إزاى تعمل كدة … إزاى…إزاى …. أنا متأكدة… بابا قالى إنك طلقتنى ….!!!
علاء: أنا فهمته كدة عشان تظهرى تانى قدامى وترجعى … بس مرجعتيش … لكن مفيش أى طلاق رسمى حصل نهائى… أنتى لسه مراتى…
(ضيا) بقوة بعد إدراكه لرفض (أميمه) وجودها مع هذا المدعو زوجها .. حاول إبعاد (علاء) بالقوة ليحميها من وجوده الذى يؤذى (أميمه) وروحها ….
ضيا: إتفضل أنت .. مع السلامه من هنا … أنت شايف إن ملكش لازمه هنا خلاص .. طلقها من سكات وحل عننا ….
لم يكاد (ضيا) ينهى جملته حتى إنهال (علاء) عليه بلكمه قويه أسقطته أرضاً …
علاء: انت إللى بالسلامه وعلى الله أشوفك جنب مراتى تانى … وإلا والله حتبقى نهايتك على إيدى …..
ليرفعه (علاء) بقوة وهو يقبض على قميصه بقبضتيه القويتين حاملاً (ضيا) بدون عناء يذكر قاذفاً إياه إلى خارج المنزل قبل أن يغلق (علاء) الباب بقوة بوجهه تاركاً إياه بالخارج ليبقى مع (أميمه) بمفردهما داخل المنزل ….
أخذ (ضيا) يطرق الباب بقوة محاولاً العودة للوقوف إلى جوار (أميمه) ضد هذا المتوحش لكن (علاء) أوصد الباب بقوة من الداخل ليمنع هذا المتطفل من التدخل بينهما …..
هنا صاحت به (أميمه) بإنهيار ….
اميمه: أنت إيه؟؟ … مبترحمش …. أنا خلاص مش عايزاك … بكرهك يا أخى … بكرهك .. طلقنى يا (علاء) … طلقنى….!!!
وقف (علاء) بطوله الفارع أمام (أميمه) الجالسه وهى تتشدق لتنظر تجاه وجهه وهى تصرخ به دون أى إعتراض منه أو حتى تأثير ليشعر بألم رهيب أسفل ساقه لا يدرى ما سببه بالفعل لكنه يشعر وكأنها ….. عضه أسنان …..
إلتفت برأسه جانباً ليرى طفل صغير أخذ يقضم بأسنانه الصغيرة المسننه بساقه بغضب ….
نظر (علاء) بدهشه نحو هذا الصغير لتعلو عيناه نظرة تساؤل بإتجاه (اميمه) التى شحب وجهها وإتسعت حدقتاها بقلق ….
إنحنى (علاء) نحو هذا الصغير يبعده برفق عن ساقه التى أخذ يعض بها بكل قوته ….
علاء: أنت مين … وبتعضنى ليه كدة …؟!!
(يامن) وهو يرفع رأسه بغضب تجاه (علاء) قائلا بطفوليه …
يامن بغضب : أنا (مينو) … أنت بتزعق لمامى ليه ؟! …. متزعقش لمامى كدة….؟!!
فغر (علاء) فاهه من الصدمه فاليوم يوم الصدمات المتتالية ….
نظر بعدم فهم تجاه (أميمه) ليسألها بدهشه ممزوجه بعدم تصديق ليشك بأنه قد يكون ولده …
علاء: ده ….. إبنك ….؟!!
حركت (اميمه) رأسها نفياً لفهمها مقصد (علاء) …وإدراكه أن (يامن) ولده ….
حاولت (أميمه) التحدث لكن صوتها تحشرج
داخل حلقها قائله ….
اميمه: إبنى أنا .. أنا و بس …!!!
أمال (علاء) برأسه إلى جانب كتفه محاولاً فهم ما تقصده (أميمه) بالفعل … هل تقصد ولدها من آخر …. أم ولدها منه لكنها من شدة غضبها منه لا تود الإعتراف بأنه إبنه ….
علاء: إبنك أنتى بس إزاى يعنى …؟!
اميمه: هو كدة … إبنى أنا وبس ….
أعاد (علاء) بصره نحو هذا الصغير متأملاً عيناه الزرقاوتين كعيناه وهذا الشعر الاسود كمثله بالضبط …
كذلك تلك الغمازه أسفل ذقنه تشبهه تماماً…
حتى أن له صورة له فى مثل عمره كان يشبهه تماماً …
إبتسامه بدأت تلوح فوق شفتى (علاء) وسط إضطراب أنفاسه …
لم يصدق أن الله يحفظ له كل هذا الجبر ….
يعيد له زوجته ويرزقه بأبن له ….
إتسعت إبتسامته رويداً رويداً حتى ظهر بياض أسنانه وهو يمسك بذراعى (يامن) برفق غير مصدق لما يراه أمام عيناه ….
علاء بتهدج: (مينو) … أنا بابا …..
أمال (يامن) نظره نحوه تارة ونحو أمه تارة أخرى لينظر إلى عينا (علاء) الزرقاء مدركاً أنها نفس لون خاصته فيصدق بالفعل أن هذا هو والده …
أوسع (علاء) ذراعيه ليرتمى (يامن) بين ذراعي (علاء) هاتفاً….
يامن: بابااااااااااااااا …..
أغمض (علاء) عيناه وهو يضم (يامن) بين ذراعيه بحب شديد وأبوه لم يعرفها إلا منذ لحظات فقط ….
عشق من نوع آخر دق بقلبه لحظه رؤيته لهذا الصغير …
لم يشعر بإنفصاله عنه ، بل شعر أنه قطعه منه لا تتجزأ من روحه …
لم تستطيع (أميمه) تمالك نفسها لتبكى لرؤيتهم بأحضان بعضهما البعض ….
فتح (علاء) عيناه ناظراً نحو (أميمه) لتلحقه بكلماتها قبل أن ترضخ له رغماً عنها وقبل أن يتفوه بأى شئ يثنيها عما قررت عنه من قبل بإبتعادها عنه …
اميمه بحزم: مش معنى إن (يامن) إبنك أننا نرجع لبعض …
علاء بحسرة: طيب على الأقل إدينى فرصه أشرح لك…
اميمه: حتى دى أوانها فات من زمان ….
علاء: كنت فاكر إنك متغيرتيش … لكن للأسف … بقيتى قاسيه أوى ….
اميمه : ويا ترى مين السبب فى كدة …؟!
علاء: إسمعينى الأول …..
اميمه مقاطعه: لا أسمعك ولا تسمعنى ….
علاء: إرجعى معايا مصر … والأيام حتثبت لك …
صمتت (أميمه) لدقائق وهى تنظر نحو (علاء) و(يامن) دون إدراك ما عليها فعله الآن…
فقد علم (علاء) بمكانها وعلم بأن له طفل منها ولن يتركها بسهوله هذه المرة فهى تعرفه جيداً لن يتنازل أبداً …
اميمه: للأسف أنا جيت هنا بهرب منك … لكن طالما لقيتنى … أنا راجعه بس مش عشانك …. عشان بابا وماما و(يامن) إللى نفسهم يشوفوه … ويعيش وسط أهله وبلده …
علاء : ومع أبوه …!!
إبتلعت (أميمه) ريقها محاوله الثبات على موقفها ….
اميمه : أنا طالعه أنام …. يلا يا (مينو) …
يامن: لأ … عايز أنام مع بابى …
تعحبت (أميمه) من هذا الصغير .. يعيش معها طوال تلك السنوات وفور رؤيته لأبيه يتركها ليبقى معه …
علاء: حتى (مينو) ميقدرش يبعد عنى ….
اميمه بتحدى : (مينو) اه … أمه لأ …
لتصعد إلى غرفتها فوراً مدعيه النوم بينما أعجب (علاء) بلعبه القط والفأر تلك مع (أميمه) وسيكملها للنهايه حتى يقع الفأر فى المصيدة ….
علاء: يلا ننام … ورينى بقى أوضتك عشان ننام سوا ….
أمسك (يامن) بيد (علاء) مشيراً له باتجاه غرفته بالأعلى ليغفو (يامن) بحضن أبيه الذى قضى ليلته سعيداً فقط لوجوده إلى جوارها ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى