روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الثالث والثلاثون

رواية ذكريات مجهولة البارت الثالث والثلاثون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الثالثة والثلاثون

ضياع …»

المستشفى….
غرفه طارق….
كان الصمت هو السائد على هذه الغرفه الحزينه فمهما حاول إظهار صلابته وقوته وأنه متقبل قدرة إلا أن فكرة بقاءه قعيد عاجز عن الحركه مؤلمه جداً …

ربما بداخله لا يلوم (هايدى) كثيراً فمن تلك التى قد تقبل بمن هو مثله ..

فأحلامه وطموحاته قد نثرتها الرياح العاصفه التى قلبت حياته كلها رأساً على عقب ….
سامر: (طارق) باشا ..

إنتبه (طارق) لوجود (سامر) بالغرفه …
طارق: (سامر) … تعالى تعالى …

سامر: إيه يا (طارق) … أنا عارف إنك أقوى من كدة …!!

طارق: الحمد لله على كل حال … بس الوضع غريب عليا أوى أوى …

سامر: وأنت ليه متشائم كدة … ما يمكن بالعلاج كل حاجه ترجع زى الأول …

طارق: أنا سألت الدكتور … قالى إن النسبه ضعيفه أوى … ولو قدرت أمشى عليها فى يوم حيبقى فيها نسبه عجز برضه .. يعنى إنسى إنها ترجع زى الأول …

سامر: برضه مش دة (طارق) إللى أنا عارفه … أنت راجل صلب قوى … قادر إنك تتجاوز المحنه دى … ولو مش عشانك … عشان والدتك وخطيبتك يا أخى …

ابتسم طارق ساخراً : خطيبتى … لا …. ما خلاص … كل واحد شاف طريقه بقى …

سامر : ليه كدة يا (طارق) …كنت تستنى طيب لما تكمل علاجك …

طارق: لا حضرتك … هى إللى مطاقتش حتى تبص فى وشى وبعتت لى الدبله مع أمها …

سامر بحنق: يا ساتر يا رب .. ليه كدة ….!!

طارق: ما علينا …. متحطش فى بالك … المهم طمنى … عملت إيه امبارح ..؟!!

سامر: أنا سلمت النسخه الإحتياطى لسيادة اللواء وجيت جرى أطمن عليك الأول … مش باقى غير فحص الجهاز … لما تقوم بالسلامه ناخده نفحصه …

طارق: عموما أنا معاك برضه فأى حاجه تساعد فى فترة الإجازة إللى حاخدها لأنى مش عارف بعد كدة حقدر أكمل شغل ولا لأ…

سامر: بإذن الله ترجع زى الأول وأحسن أن شاء الله ….

طارق بتمنى : يا ريت ….

_________________________________________

أميمه…..
تجهزت (أميمه) و(يامن) الذى إنتظر تلك اللحظه منذ الصباح ليمسك بيد والدته يحثها على سرعه الخروج من الباب …
يامن: يلا يا مامى بقى .. يلا يا ننآ … عاوز أروح المول …

كوثر: يلا يا حبيب ننآ …. أنا جاهزة خلاص …

اميمه: وأنا كمان … يلا يا (مينو) ….

تحرك ثلاثتهم لإستقلال إحدى سيارات الأجرة متجهين إلى المول لشراء الملابس ….

مرت الساعات مُنهكه لهم فقد كان المول مزدحم للغايه وعلى (أميمه) أن تتسوق الآن لشراء كل ما يلزم (يامن) من ملابس فقد ضاقت عليه أغلب ملابسه وحان وقت التجديد ….

يامن بتعب: مامى … رجلى وجعتنى بقى …

اميمه: طيب تعالوا نقعد على أى كافيه من دول ناكل آيس كريم … إيه رأيك ..؟!

يامن بفرحه: yes , yes أنا عايز تشوكليت آيس كريم ….

اميمه: حاضر …. وأنتى يا ماما أجيب لك إيه …؟!

كوثر: هاتيلى قهوة أحسن دماغى خلاص حتنفجر …

اميمه: طيب أقعدوا أنتوا هنا إستنونى وأنا حروح أجيب الطلبات وأجى على طول ….

ثم أشارت إلى (يامن) محذره …
اميمه: تقعد هنا جنب ننآ متتعبهاش أنا مش حتأخر …

يامن: تمام ….

تركتهم (أميمه) لتحضر الطلبات بينما جلست (كوثر) و(يامن) على أحد الطاولات الصغيرة فى إنتظار عوده (أميمه) ….

بعد بضع دقائق إقتربت إحدى الفتيات من (كوثر) قائله …
الفتاه: يا طنط … خدى بالك … شنطه حضرتك مفتوحه ….

كوثر: شنطتى …!! شكراً يا حبيبتى ….

إلتفتت (كوثر) إلى حقيبتها الموضوعه على المقعد المجاور لها لتجد حقيبتها مفتوحه بالفعل فأمسكتها بلهفه لتطمئن على محتوياتها ومالها بداخلها بأن لم يمسهم شي وأنها لم تتعرض للسرقه …..

________________________________________

بيت رحمه….
سبقت (هاجر) وصول (رحمه) و(عبد الله) تبلغ والديهما عما حدث ل(رحمه) وأن (عبد الله) لم يشأ أن يقلقهما وهما بخير وقاربا على الوصول إلى البيت ….

وفور عودة (رحمه) أسرعت والدتها تجاهها بلهفه تطمئن على ما حدث لها ..
ام رحمه: حبيبتى يا بنتى ….!!!

رحمه: أنا كويسه خالص يا ماما متقلقيش ….

ام رحمه: كان عليكى بإيه بس يا بنتى …!!

رحمه: الست كان ممكن تروح فيها يا ماما وهى لوحدها … يرضيكى أسيبها ..؟!!

ام رحمه: لا يا بنتى … المهم إنك بخير ….

رحمه: الحمد لله …. أنا حدخل الأوضه أرتاح شويه …

هاجر: إستنى أجى أساعدك …..

عبد الله: طيب تمام … أروح أنا المحل وخليكى بقى هنا يا (هاجر) مع (رحمه) وماما …

هاجر: ماشى يا (عبد الله) …

أمالت (هاجر) هامسه بإذن (رحمه) …..
هاجر: كدة برضه يا متهورة كنتى حتضيعى نفسك ….

أكملت (رحمه) بنفس الهمس الخفيض…
رحمه: ولو يا (هاجر) .. صعبت عليا …

هاجر بغمزة : وهو عامل إيه … (عبد الله) قالى أنه إتصاب ….

رحمه بحزن: مش كويس خالص … الإصابه جت فى رجله جنب العصب وممكن يحصل له عجز وميعرفش يمشى على رجله تانى ….

شهقت (هاجر) بصدمه ….
هاجر: إيه … لا حول ولا قوه الا بالله … تصدقى صعب عليا أوى … مكنتش فاكرة الإصابه صعبه كدة ..!!

رحمه: ربنا يقومه بالسلامه ويرجع تانى زى الأول يا رب….

هاجر: المفروض (هايدى) تقف جنبه ومتحسسوش أنه نقصه حاجه …

رحمه: (هايدى) سابته أول ما عرفت … أحسن هى متستاهلوش …..

هاجر بتعجب : دى إيه دى … للدرجه دى …؟!!

رحمه: ده ربنا بيحبه والله … دول مش شكل بعض خالص ….

هاجر: ربنا يشفيه … يلا نامى أنتى وإرتاحى شويه وأنا حطلع أجهز الغذا مع خالتى (دلال) ….

رحمه: طيب ….

جلست (رحمه) بحزن على حال (طارق) لترفع يديها بالدعاء له ….
رحمه: يا رب… إشفيه وعافيه من كل سوء … يا رب أنت الشافى المعافى … يارب يرجع زى الأول وأحسن كمان ويقدر يقف من تانى على رجله … يااااارب ….

_________________________________________

المول..
عادت (أميمه) حامله كوب من القهوة بيد وعلبتين من الآيس كريم باليد الأخرى لتجد والدتها مشغوله بحقيبتها تطمئن على محتوياتها …..

اميمه: بتعملى إيه يا ماما ….. وفين (يامن) ….؟!!

إنتبهت (كوثر) ناظرة نحو المقعد الذى كان يجلس عليه (يامن) لتنتفض ملقيه حقيبتها من يدها بفزع …
كوثر: (يامن) …!!! الولد راح فين ….. ده كان لسه قاعد جنبى دلوقتى …

إهتزت (اميمه) بفزع وهى تتابع والدتها التى تبحث عن (يامن) لبضع لحظات بدون إستيعاب ما حدث لكن إضطراب تنفسها وضربات قلبها التى أخذت فى التسارع جعلها تفيق من تلك الغيبوبه المستيقظه ….

اميمه: فين (يامن) يا ماما …. إبنى راح فين ….؟!!

كوثر: مش عارفه يا (أميمه) كان لسه جنبى هنا … شنطتى لقيتها مفتوحه ولما بطمن أشوف أحسن تكون حاجه إتسرقت منها لقيتك جايه تسالى عليه ….

إرتعشت يدا (أميمه) بقوة حتى أنها لم تشعر بنفسها وقد تركت علب الآيس كريم تسقط من يديها على الأرض حين إتسعت عيناها بفزع صائحه ….

اميمه: إبنى فيييين …. إبنى راح فييييييين …..؟!!!!!

تلفتت بكل الإتجاهات تبحث بعيناها عن (يامن) لربما يكون هنا أو هناك …..

اميمه بفزع : (يااااامن) ….. يا (مينووووووو) ….. (يااامن) … أنت فين …. يا (يااامن) …..

بدأ صياح (أميمه) يلفت الأنظار إليها ليدرك بعضهم مباشرة أن هذه السيده تبحث عن ولدها المفقود بينما إلتف البعض متسائلين عما حدث ….
اميمه: إبنى ….. إبنى كان قاعد هنا مع ماما وفجأه إختفى ….

فتاه: يمكن هنا ولا هنا … المكان زحمه … أهدى بس شويه وإن شاء الله حنلاقيه …..

(اميمه) بإنهيار وقد أصاب جسدها إرتعاش شديد فهى لا تجيد التصرف بتلك المواقف أبداً …

أميمه : (يااااامن) ….. (مينو ووووووو)….. (يااااامن) …..

أخذت تبحث بالممرات والمحلات الجانبيه وهى تصرخ باسم (يامن) ، حتى أن بعض المتجولين بالمول أخذوا ينادوا بإسم (يامن) باحثين عنه ….

إستوقفت (اميمه) العديد من الناس تسألهم إذا ما كانوا رأوا طفلاً صغيراً هنا أو هناك …

اميمه: مشفتوش ولد صغير .. عنده …أربع سنين …. ماشى …. لوحده …

“لا والله…طيب شكله إيه يمكن نساعدك”

اميمه بأنفاس متقطعه: هو … شعره … أسود وعينه …زرقاء … ولابس …. لابس… تيشرت …مخطط ..إسود فى كحلى ….

مدت (أميمه) يدها بتوتر بإتجاه هاتفها لتخرج صورة ل(يامن) لتريهم إياها …
اميمه: دى …صورته … أهى… شفتوه ….. بالله عليكم … حد شافه …

” لا .. للأسف … حتلاقيه إن شاء الله…”

إنتشر خبر فُقدان طفل صغير بالمول بأكمله ليبدأ الجميع بالبحث عن طفل شرد من أمه بينما أخذت (أميمه) تركض بين جميع أرجاء المول بحثاً عن ولدها المفقود وهى تشير إليهم بصورته فربما يكون رآه أحدهم ……

بعد مرور ساعتين من فقدان (يامن) …
شعرت (اميمه) بأحاسيس كثيره من قبل …بُعدها عن أهلها ، تَركها لزوجها ، وحدتها المؤلمه ، عاشت تجارب كثيرة قاسيه ، لكنها لم تشعر أبداً بمثل هذا الألم بفقدان ولدها …

شعرت وكأن إنتزع أحدهم قلبها من داخل صدرها ، شعرت بإنتزاع روحها من داخلها …

لم تكن تعلم بأن هناك ألم أكثر مما مرت به لكن هذا الشعور الجارف القاسى كان أشد إيلاماً ….. فقدان إبنها ….

بعد محاولات يائسة لساعتين إنهارت (أميمه) على الأرض خائرة القوى وهى تصرخ بألم وسط بكائها ونحيبها الحار …..

اميمه: ابناااااااااى ….. ابنى راااااح منى …. اه يا (يامن) …. هاتولى أبنى …. أبنى فين ….. ابناااااى ……

إلتف حولها العديد من الناس محاولين شد أذرها وحثها على التماسك ومواصله البحث لكن (أميمه) أصابها الإنهيار ولم تعد قادرة على التماسك والبحث ….

رفعت هاتفها نحو أذنها بارتعاش متصله ب(علاء) …

علاء..
بعد إنتهاء زيارة الوزير لهذا المؤتمر المنعقد بالأسكندريه توجه إلى أحد الفنادق بصحبه الحراس الشخصين له تحت قيادة (علاء) الذى ما أن رأى إسم (اميمه) يضئ شاشه هاتفه وطلب من (أحمد) تولى العمل بدلاً منه خارجاً من الجناح الخاص بالوزير ليرد على مكالمه (اميمه) …

علاء: (اميمه) حبيبتى … إزيكم …؟!!

اميمه بنشيج: إلحقنى يا (علاء) …

علاء بفزع: مالك يا (اميمه) … فيه إيه..؟!

اميمه: (يامن) … (يامن) ضاع منى فى المول ومش لاقياه …

علاء : ايييه ..؟!! إزاى دة حصل …؟!

اميمه: هات لى أبنى يا (علاء) … أنا عايزة أبنى …

علاء : أنا جاى على طول … مسافه السكه…

انهى مكالمته مع (أميمه) ليولى (أحمد) العمل بدلاً منه وهو يحمل بيده مفاتيح أحد السيارات عائداً بها إلى القاهرة ….

إستقل (علاء) السيارة لينطلق نحو القاهرة بسرعه متهوره ليلحق ب(أميمه) ليبحث عن ولده المفقود ….

____________________________________________

مع غروب الشمس وانطفاء حرارتها ليهل الظلام بروحه الكئيبه فوق أنقاض قلوب منكسره ….

بيت حوريه….
بعد تناول العائله وجبه الغذاء لاحت فى الأفق زيارة غير ممنونه البته ، بل قد تصل لدرجه مكروهه من جانب (حوريه) …..

طرق الباب (والدة عماد) بصحبه ولدها (إسلام) …
انقباض قلب (حوريه) كان مؤشرها حين سمعت هتاف أخيها مرحباً بقدوم هؤلاء الزوار ثقيلى الروح على قلب (حوريه) …

جلست معهم بضيق شديد يتوارى خلف إبتسامه مصطنعه فوق وجهها تنظر بها نحوهم بصمت ، لا تتجاذب أطراف الحديث إلا فى أضيق الحدود ، تتمنى لو أن عقارب تلك الساعه التى تنظر إليها باستمرار أن تتحرك بسرعه لتنتهى تلك الزيارة الثقيله ….

وبعد حديث طويل بأمور عامه لا تهم (حوريه) على الإطلاق بدأت (والده عماد) بحوار جديد جعل (حوريه) تنتبه تماماً لما تتفوه به … لم يكن إثاره إنتباه فقط بل وسط دهشتها وإستنكارها له ، حتى أنها لم تجفل عيناها برمش واحد طوال حديثها ….

ام عماد : أنا عارفه أن دة يمكن وقت مش مناسب أبداً .. لكن لازم أفاتحكم فى الموضوع دة لأنه مهم جداً …

ام حوريه: إتفضلى يا أم الغالى …

ام عماد: أنا متأكدة طبعاً أن (عماد) كان حاجه كبيرة أوى عند (حوريه) بس ….ااا… أخوه (إسلام) ميفرقش عن أخوه حاجه .. عشان كدة أنا بطلب إيد (حوريه) ل(إسلام) إبنى من كتر حبى فيها عايزاها تفضل دايماً فى بيتى … وتبقى مرات إبنى …

ام حوريه: بس دى (حوريه) باقى لها شويه فى عدتها …

ام عماد: دول كلها كام يوم وخلاص .. مش مدة طويله يعنى … عشان كدة قلت أطلبها منكم دلوقتى وعلى ما يفوتوا الكام يوم دول نكون ظبطنا شقه (إسلام) دى جاهزة من كله مش محتاجه حاجه خالص …

ابو حوريه: والله إنتوا ونعم النسب … إحنا حنلاقى زيكوا فين … ولا إيه يا (أم حوريه) ….؟!!

ام حوريه بغبطه : طبعاً يا أخويا … أحسن ناس ….

ام عماد: على خيرة الله … يبقى أول ما تخلص عدتها نكتب كتابهم على طول .. ومفيش داعى لا لفرح ولا غيره عشان (عماد) أنتوا فاهمين …

ام حوريه: طبعاً طبعاً يا حبيبتى ودى فيها كلام …

ام عماد: خلاص … جهزوا أنتوا حالكم وإحنا مش عايزين من (حوريه) إلا شنطه هدومها بس ….

ابو حوريه: دة إحنا نوصلها لكم لحد عندكم كمان …

نظرت (أم عماد) نحو ولدها (إسلام) بنظرة رضا وإنتصار فقد علمت جيداً مدى طمع والدا (حوريه) وأنهم لن يفكرا من الأساس بموضوع زواجها من (إسلام) بل تيقنت من موافقتهم الفوريه حين طرحها للأمر …

دارت الدنيا من حول (حوريه) وهى تستمع بصمت وذهول لطلب (أم عماد) وقد شعرت بتيبس جسدها وأنها غير قادرة على الحراك أو الحديث حتى إنتهت تلك الزيارة بإنصراف (أم عماد) وولدها …..

بعد انتهاء تلك الزيارة جلس والدا (حوريه) وإخوانها بسعاده غامرة فلن يجدوا مثل تلك الزيجه أبداً ، ف(إسلام) شخص ممتاز مثل أخيه رحمه الله عليه …

بينما شعرت (حوريه) بأن كل مأساتها التى مرت بها مع (عماد) تتكرر مرة أخرى لكن الفرق هذه المرة أنها تعلم جيداً كل شئ سيحدث ، فعند زواجها من (عماد) لم تكن تعلم شيئاً مما هى مقبله عليه ، لكنها تدرك الآن ما ستقدم عليه من جديد وما يسمى بداخلها الان إلا (إنتحار) إذا تمت تلك الزيجه …

(لن تقبل بذاك الآن … يجب أن تتكلم …. يجب أن تثور وترفض … لن تبقى تلك الخانعه المطيعه طوال الوقت …)

حوريه بتلعثم : أنا …. أنا ااااا مش موافقه أنا ….

(ابو حوريه) مقاطعاً حديثها بحده فتلك فرصه لا تأتى لمن فى وضعها كثيراً …
أبو حوريه : هو إيه إللى مش موافقه ….. واحدة فى الوضع إللى أنتى فيه متحلمش بجوازة زى دى … ولا أنتى فاكرة أن الناس حتجرى ورا واحدة أرمله زيك …. إحمدى ربنا …

حوريه: يا بابا … أنا مش عاوزة أتجوز خالص … أنا …

ابو حوريه بصرامه : أنا قلت كلمه وإنتهت خلاص … أمال حتفضلى قاعده لنا كدة …؟!! طبعا لأ .. إحنا مش حنسلم من كلام الناس … واحدة زيك تبوس إيدها وش وظهر إن واحد زى (إسلام) رضى يتجوزها … دة إللى زيه البنات بتجرى وراه ….

حوريه بإحتقان : أرجوك يا بابا … بلاش الجوازة دى …. مش حقدر ….

(ام حوريه) محاوله إقناع (حوريه) …
أم حوريه : (إسلام) دة مفيش منه غير أنه شبه أخوة الله يرحمه وحيبقى زيه بالضبط ….

حوريه فى نفسها ” أنا متأكدة من كدة ….. إنه زى أخوه بالضبط ….”

ابو حوريه : خلصنا يا (حوريه) … كلنا موافقين و إللى أنتى بتعمليه دة دلع ملهوش لازمه … بعد ما تخلص العده نكتب الكتاب زى ما إتفقنا مع إسلام وأم عماد ….

حوريه بقهر : يا بابا …!!!!

وقف (أبو حوريه) مسلطاً عيناه الغاضبتان تجاه (حوريه) يرمقها بنظرات إهتز لها كيانها محذراً إياها من معارضته ….

ابو حوريه: خلاص … كتب الكتاب كمان عشر أيام … وعلى الله أسمع كلام فى الموضوع ده تانى ….

زواج (حوريه) من (إسلام) حلم محبب لوالديها للتخلص من مسؤلياتها مرة أخرى ويجب أن يتم مهما كانت معارضه (حوريه) للأمر …

نكست (حوريه) رأسها بإستسلام متجهه لغرفتها بإنكسار مسلوبه الإرادة فحياتها تضيع للمره الثانيه ولا تدرى كيف تتصرف ….

____________________________________________

المول….
إنهاك قوى (أميمه) جعلها تجلس على الأرض باكيه ، ينتفض جسدها بأكمله لا تستطيع إستيعاب الأمر حتى الآن …

أوقف (علاء) السيارة أمام المول راكضاً إلى الدور العلوى باحثاً عن (أميمه) التى أدرك مكانها على الفور فالجميع ملتف حولها محاولين مواساتها على ضياع إبنها …

إقترب (علاء) ليزداد الألم بقلبه لرؤيتها منهاره بهذا الشكل كقطعه الملابس الباليه لا تقوى على رفع رأسها منهكه القوى ….

دنا منها مسرعاً واضعاً كفه فوق كتفها لتلتفت له (أميمه) بثقل كالغائبه عن الوعى لتنفجر بصياح وبكاء لمخلصها الذى سيأتى إليها بإبنها ….

اميمه بأنفاس متهدجه : (علااااء)… (يامن) … (يامن) راح منى يا (علاااء) …. هاتهولى ….. هات … لى إبنى …. هات لى … إبنى …. (يامن) ضاااااع ….. (يامن) تاااه منى …. رجعهولى … رجعهووووولى ….

أومئ (علاء) رأسه عدة مرات وهو يضم رأس (أميمه) فوق كتفه مطمئناً إياها ، لكن بداخله يتملكه الخوف من ضياع ولده وعدم إيجاده حتى الآن ….

علاء: أهدى ….أهدى حبيبتى …. إن شاء الله حيرجع … إن شاء الله حرجعهولك فى حضنك تانى ….

اميمه بأمل : بجد …. بجد يا (علاء) … عاوزة إبنى … قلبى وجعنى عليه أوى … عايزة (يامن) يا (علاء) ….

علاء: حاضر يا قلب (علاء) … قومى بس من على الأرض وأنا حتصرف ….

لحق (سامر) بأخيه بعدما إتصل به (علاء) فى الطريق وأبلغه بما حدث ل(أميمه) و(يامن) …..

سامر: إيه الأخبار … لسه يا (علاء) ….؟!!

علاء: لسه …. خد أنت (اميمه) ومامتها روحهم وأنا حشوف إيه إللى حصل … وإزاى يضيع بالشكل ده ..؟!

سامر: أكيد … حروحهم وأرجع لك على طول …

اميمه رافضه : لأ .. أنا مش ماشيه من هنا من غير إبنى ….!!!

علاء: روحى مع (سامر) ووعد مش راجع غير بيه …. إطمنى …

تهدجت أنفاس (اميمه) وهى تنظر نحو (علاء) فليس لديها حيله فى ذلك … ستنتظر ..

سارت خلف (سامر) غير واعيه لما حولها فقد ذهبت أفكارها بنواحى عده كلها مخيفه جداً …

فأين ترى قد ذهب هذا الصغير ، فهو لا يدرك المكان ولا كيفيه العودة ، أيبكى الآن ، أهو خائف من الغرباء ، أين أنت وأين ذهبت وماذا تفعل الآن يا صغيرى ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى