روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثالث عشر 13 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثالث عشر 13 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء الثالث عشر

رواية ذكريات مجهولة البارت الثالث عشر

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة الثالثة عشر

« لست أنا ..؟؟! »
عبد الله …..
تابع أضواء المحلات والسيارات المارة على جانب الطريق أثناء سير السيارة ، يتنفس طعم الحرية ليصل بعد وقت طويل إلى بيت هذا الظالم ….
توقفت السيارة ليمد يده ببعض المال للسائق مترجلاً منها ناظرًا نحو البيت بقوة غاضبه ، فـ للإنتقام غشاوة تعمى القلوب …
غمغم (عبد الله) فى نفسه …
عبد الله : والله وجه وقت الحساب …. !!
حمل حقيبته واضعًا إياها فوق كتفه وهو ينظر إلى سلاحه الأبيض “السكين” الذى إشتراه للتو فإنتقامه من ذاك الظالم أعمى عينيه وسيطر على كل جوارحه ولم يعد يفكر بشئ آخر ، فقد توقفت حياته عند دخوله السجن بسبب بطش وإفتراء هذا الطاغى المتجبر …
إتخذ بضعة خطوات دالفًا نحو البيت الكبير ليلاحظ كتلة ما ملقاة بإهمال أمام البيت ….
تقدم نحوها ليجدها سيدة ما ترتدي جلباب منزلي يغطي شعرها الطويل كل ملامح وجهها ….
إقترب منها محاولاً مساعدتها ليجدها نفسها زوجة هذا المتغطرس و التى كان يراها من وقت لآخر عند إيصال زوجها إلى البيت من قبل ….
عبد الله: يا مدام ….. يا مدام ….!!!
لم تتحرك (حوريه) من موضعها مطلقًا ليحاول إفاقتها لكنها كانت غائبة تمامًا عن الوعي …
كما يبدو على وجهها آثار دماء وبعض التورم ولا يبدو أنها بخير على الإطلاق …
لطالما شعر (عبد الله) أن زوجته تلك ينبع من عيناها نظرة إنكسار حزينة وأحس بالرفق تجاهها ….
نظر نحوها ثم رفع رأسه بإتجاه البيت متململاً بتردد أيسعفها أم يكمل طريق حريته وإنتقامه ….
ليغلب على قلبه اللين وأصله الطيب لينهض حاملاً حوريه محاولاً إسعافها بسرعة …
أشار إلى إحدى سيارات الأجرة المارة على الطريق ليتوقف جانبًا ليقترب (عبد الله) من السيارة واضعًا (حوريه) على الأريكة الخلفية للسيارة وأغلق الباب بإحكام ليجلس بالمقعد المجاور للسائق طالبًا منه أن يوصلهم لأقرب مستشفى ….
تحركت السيارة وعيناه مازالت مثبتة على البيت لضياع فرصته للإنتقام لكنه سيعود ….
بالتأكيد سيعود ليصفي حسابه المعلق مع (عماد) فيما بعد ….
_________________________________________
المستشفى….
توقفت السيارة أمام مبنى المستشفى الضخم ليترجل (عبد الله) طالبًا من المعسفين إحضار مقعد متحرك ذوي العجلات لوضع (حوريه) عليه …
ليتسابق المسعفون فى سرعة لتلبيه طلب (عبد الله) …
تم دفع المقعد من قبل أحد المسعفين إلى داخل غرفة الطوارئ ليلحق بهم (عبد الله) ليظن الجميع أنها زوجته …
لم يستطع (عبد الله) تركها بمفردها بهذه الحالة مضطرًا ليبقى مؤجلاً لقاءه مع (عماد) لوقت آخر ….
طلب منه موظف الإستعلامات بيانات (حوريه) ليحاول (عبد الله) تذكر إسمها الغائب عن ذهنه تمامًا ليبلغهم بما حدث ويعطيهم بياناته مؤقتًا حتى يستطيع إحضار هويتها …..
جلس بضيق يطقطق بأصابعه على فرصته المهدورة فقد كان قاب قوسين من تحقيق غايته وشفاء روحه لكن ظهرت له (حوريه) من العدم …
عبد الله متمتمًا : هى شكلها غلبانة وطيبة غير جوزها خالص …. ملهاش ذنب إنى أسيبها تعبانة كدة …. بس أكيد راجع له …. مش أنا إللى أسيب حقي منك يا (عماد) … مسيري راجع لك …
تقدم منه أحد الأطباء محدثًا إياه بتجهم …
الدكتور: كنت محتاج توقيعك هنا ….
عبد الله: توقيعي أنا …!!! على إيه ..؟!!
الدكتور: المدام حصل لها إنفجار فى الزائدة الدودية ولازم نعمل لها عملية إستئصال حالاً وإلا حالتها تبقى فى خطر … ودة إخطار بالموافقة على إجراء العملية … إنتوا إتأخرتوا أوى …
(عبد الله) حرك رأسه بالموافقة على الفور فهذا الأمر لا يمكن تأخيره حتى لو لم يكن مسؤلاً عنها إلا أنها يجب أن تخضع لهذه الجراحة العاجلة على الفور ….
ليوقع الإقرار بذلك حرصًا على حياتها مضطرًا للبقاء معها بالمستشفى فهو يدرك أنها وحيدة مثله بالغربة بعيدًا عن أهلها فهو لن يبلغ ذلك الوحش بما أصاب زوجته فيبدو على ملامحها وآثار الدماء أن طغيانه قد أصابها هى أيضًا ….
عبد الله: راجع لك يا (عماد) … بس بعد ما أطمن على المسكينة دى … ودى أكيد حاجة متعرفهاش إسمها شهامة ….
إنتظر (عبد الله) حتى تخرج (حوريه) من غرفة العمليات ويطمئن عليها أولاً فلو أن زوجها يهتم كان ساعدها بالأساس وإصطحبها إلى المستشفى قبل أن تصل حالتها لهذه الدرجة الخطيرة …
___________________________________________
بيت معروف …
تجمع أهل الأسرتين ببيت (معروف) بالموعد المحدد لهم ….
نظر (معروف) بإتجاه (طارق) ووالدته مرحبًا بهم بحفاوة …
معروف: شرفتونا يا جماعة والله …
طارق: ربنا يبارك فيك يا عمي … أظن إحنا إتفقنا على كل حاجة إن شاء الله عشان الخطوبة …
جيهان: مظبوط يا (طارق) .. لكن باقي نشوف حتعزموا مين فى الخطوبة … مش أى حد يدخل بيت (معروف حسان) …!!
(طارق) بثقة متحليًا ببعض الضيق من تعالى (والدة هايدى) بهذه الصورة ..
طارق : إتاكدي يا طنط إن إللي نعرفهم مش أى حد .. لأن إحنا مش قليلين طبعًا …
جيهان: أكيد طبعًا انت فهمت إيه … ؟! أنا قصدي بس نعرف المدعوين من ناحيتكم .. ولا إيه يا (معروف) …؟!
نظرت (جيهان) نحو (معروف) لتحثه على التصرف وتصليح الأمر حتى لا تتسبب بأى مشكلة مع (طارق) الآن وتفسد هذه الزيجة …
معروف بإرتباك: أه طبعا يا (طارق) يا إبنى … إحنا فاهمين طبعًا إن ضيوفك أحسن ناس … أمال إيه …
طارق بإقتضاب: مفهوم مفهوم … بإذن الله بعد بكرة فى المعاد حروح لـ(هايدى) بالعربية …
معروف: على خيرة الله … نقرأ الفاتحة بقى وإحنا متجمعين كلنا كدة …
إرتفعت أيديهم جميعًا لقراءة الفاتحة بصمت لترتسم إبتسامة خفيفة على محيا (هايدى) ووالدتها و(أم طارق) وإبنتها (هدى) بينما أكمل (طارق) و(معروف) و(زوج هدى) قراءة الفاتحة بجديه تامة ليبارك الجميع للعروسين بعدها مباشرة ليعلن إرتباطهما رسميا الآن …
__________________________________________
بعد إنتهاء ليل طويل ليأتى الصباح برياحه الباردة وأجواءه الملبدة بالغيوم كنفوس أصحابها …
توارت الشمس خلف السحب لتخفى أشعتها الحارة مثلما أخفوا حرقة مشاعرهم داخل قلوبهم لتغيم على ملامحهم الجمود والإنطفاء كالأجواء المحيطه بهم ….
فى الجامعة …..
هايدى: خطوبتي بكرة يا بنات متتأخروش بقى مستنياكم كلكم ….
رقيه: ألف مبروك يا (هايدى) …. قريتوا الفاتحة خلاص …؟!!!
هايدى: أيوة …. بكرة الخطوبة عندنا فى البيت …. عاملة حفله كبيرة لازم كلكم تحضروا …
نظرت (هاجر) نحو صديقتها أولاً قبل أن تتفوه بكلمة لتلاحظ محاولة (رحمه) فى السيطرة على جمود ملامحها وكأنها لم تتأثر لهذا الخبر لتعيد نظرتها نحو (هايدى) محاولة رسم إبتسامة مصطنعة على وجهها وهى تبارك لها …
هاجر: مبروك يا (هايدى) …. حددتوا الخطوبة بسرعة أوى …؟!
هايدى بغرور: وهو مين ده إللى يعرف (هايدى) ويقدر يبعد عنها …. ميقدرش يا بنتي …. مش أنا إللي يعرفني ويستحمل بُعده عني …
هاجر: ربنا يسعدكم ….
لأكثر من مرة حاولت (رحمه) التفوه بأى كلمة لكن كل الكلمات تتحشرج بحلقها دون قدرتها على النطق بحرف واحد …..
لكم كانت تلك الكلمات صعبة عليها لكنها تمالكت نفسها لتسيطر على إنفعالاتها وحزنها متحلية بقوة زائفة وهى توجه كلماتها نحو (هايدى) المنتظره بترقب كلمات (رحمه) …
رحمه: مبروك يا (هايدى) ..
هايدى: ياااه …. أخيرًا … كنت فاكرة إنك مش حتقدرى تقوليهالي أبدًا …!!!
رحمه : ليه يعني …..؟! انا مش قليلة الذوق ….
هايدى باستهزاء : حتحضري حفلة الخطوبة طبعًا …. أوف …. نسيت صحيح … إنك بتشتغلي بالليل …!!
رحمه: بالضبط كدة …. للأسف عندي شغل .. معنديش وقت للحفلات … بعد إذنكم ….
لم تكن تلك المواجهة بسيطة على (رحمه) التى حاولت بكل قوتها ألا تظهر ضعفها وحزنها أمام أعين (هايدى) الشامته ، ويجب عليها الإبتعاد الآن قائله لنفسها “فى النهاية لست أنا من إختارها”….
فضلت (رحمه) الهرب من هذا التجمع بعذر الذهاب إلى المحاضرة فضلاً عن بقائها مع تلك المتنمرة الحاقدة …..
لا تعلم سبب لتحدى (هايدى) لها طوال الوقت فلولا أن هذا هو تعامل (هايدى) معها منذ أن عرفتها لظنت أنها تعلم بعشقها المتيم لـ(طارق) وتتشمت بها … لكن هذه طبيعة تعامل (هايدى) معها بدون سبب منذ بداية معرفتهم ببعضهما البعض …
لحقت (هاجر) بصديقتها لتتجها نحو المدرج لتشد على كف صديقتها مؤازرة إياها لتشعرها أنها إلى جوارها وتعلم تمامًا هذا الصراع بداخلها حتى تظهر بهذا التماسك وعدم الإهتمام ….
___________________________________________
علاء….
وصل (علاء) هو وفريقه إلى أرض الوطن بعدما أدوا عملهم على أكمل وجه بمرافقة الوزير برحلته إلى فرنسا ليعود بموكبه إلى مقر سكنه ليحدد (علاء) أفراد الحراسة بهذا الوقت تاركًا إياهم تحت ملاحظة الضابط (أحمد) ليسرع بمقابلة أخيه (سامر) على الفور فلم يستطع الصبر والإنتظار أكثر من ذلك …
___________________________________________
سامر….
أغمض عيناه بقوة محاولاً بث روح النشاط بداخله وهو ينظر نحو السماء الملبدة بالغيوم فى هذا الصباح الشتوى البارد ….
شعر بإنقباض قلبه وضيق روحه منذ إستيقاظه هذا الصباح لا يدرك لهما سببًا واضحًا ، ليرجع ذلك لإيحاء الغيوم بحالة من القتامه والحزن لغياب ضوء الشمس المبهج ….
على الرغم من حبه لفصل الشتاء الممطر وأجواءه الباردة إلا أنه اليوم يخيم عليه الحزن وضيق النفس ….
توجه نحو مكتبه ليبدأ عمله محاولاً تناسي هذا الإحساس بالإنقباض وأن هناك شعور سئ يجتاحه وأن مكروه ما سيحدث ليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وظنونه التى تبث فى روحه الحزن ….
طارق: صباح الخير يا (سامر) ….
سامر بإقتضاب: صباح الخير …
طارق متسائلاً: مالك … حاجة مضايقاك ..؟!!
سامر: لا أبدًا …. حاسس بخنقة كدة …. يمكن عشان الجو مقفول شوية …
طارق: مين دة إللى بيتكلم … محب الشتاء بيقول الجو مقفول … ما أنت طول عمرك بتقول بتحب الغيوم والمطر …!!!
سامر: مش عارف …. من ساعة ما قمت من النوم حاسس نفسى مخنوق وقلبي مقبوض كدة …
طارق: بلاش تشاؤم على الصبح الله يكرمك …. دة أنا خطوبتي بكرة ….
سامر: أه صحيح …. مبروك مقدمًا يا باشا …
طارق: أيوة كدة …. بلاش غم وحياة والديك …
سامر بإبتسامة زائفة : حاضر …
طرق باب المكتب ليدلف (علاء) بلهفه مقابلاً (سامر) و(طارق) قاطعًا حديثهم ….
علاء: إزيكوا …. ها إيه الأخبار .. ؟!!
طارق متعجبًا : إيه دة … وكالة من غير بواب … هو يعني عشان أخوك فى المكتب ….؟!
علاء: (طارق) … أصبر كدة الله لا يسيئك ….
طارق : أمممم …. شكل الموضوع مهم … طيب أروح أنا أقابل اللواء (عاطف) وإنتوا شوفوا حتقولوا إيه … سلام …
علاء: سلام …
طارق: أه صحيح … متنساش بكرة حفلة خطوبتي لازم تحضر …
علاء: حاضر حاضر … مبروك … روح بقى …
تمتم (طارق) بمزاح وهو يخرج من المكتب محاولاً تقليل التوتر الذى يشعر به الأخوان (سامر) و(علاء) هذا الصباح …
طارق: دة إيه الراجل الغريب دة بيكرشني من مكتبي على الصبح ….
(علاء) وهو يستند بكفيه فوق مكتب (سامر) بتوتر لا يطيق الإنتظار لأكثر من ذلك …
علاء: رد عليا بقى …. إيه وصلت للعنوان …؟!!
أشفق (سامر) على أخيه فما سيبلغه به الآن لن يريحه على الإطلاق بل سيزيد من إحباطه وحزنه هو الآخر … كم يود لو أنه يجد (أميمه) ويكون سببًا فى سعادة أخيه ويحقق له ما لم يقدر هو على تحقيقه لنفسه ولقاءه بمحبوبته وإجتماعهما سويًا …
تهرب (سامر) من نظرات (علاء) المحدقة بوجهه كاشفًا لكل ما يخبئه عنه وكأن عيناه الثاقبتان إستطاعا إدراك ما بداخله ونفاذه بشفافية إلى مكنونات نفسه ….
علاء: ملقتهاش … صح … ؟؟!
إرتمى (علاء) على المقعد المقابل لمكتب (سامر) ليهم (سامر) بالتوضيح لأخيه المثقل بصراع نفسه لضياعها من بين يديه …
سامر: مطلعش رقمها يا (علاء) …. مش رقم (أميمه) أصلاً …مش هي ….
علاء بيأس: مش رقمها …. إزاى …. دى هي الوحيدة إللى بتفتكر اليوم دة …. أكيد هي …
سامر: لأ يا (علاء) … دة رقم (هند) بنت خالتك ….
وقف (علاء) بضيق فقد بائت كل أحلامه بلقائها بالضياع .. أوهام رسمها بخياله فقط وهى مازالت مستحيلة الوصول …
علاء بإحباط: (هند) …!!! عايزة إيه مني الست زفته دى …. تعبت …. كنت فاكر إنى خلاص … وصلت لها … أتاريني لسه بعيد …. بعيد أوى …
(سامر) محاولاً تخفيف وطأة الضغط على أخيه …
سامر: إن شاء الله حتلاقيها وتتجمعوا تاني … خلى أملك فى الله كبير …
علاء بألم: ياااارب …
___________________________________________
فى المستشفى بالإمارات..
إنتهت العملية الجراحية لـ(حوريه) ليطمئن الطبيب (عبد الله) عن حالتها ….
الدكتور: الحمد لله ربنا ستر وقدرنا نلحقها على آخر وقت قبل ما تنفجر فعلاً …
عبد الله: الحمد لله … وحالتها إيه يا دكتور …؟!!
الدكتور: هى لسه تحت تأثير المخدر حتدخل غرفة الإفاقة وبعدها تتنقل غرفة عادية … إطمن خالص الحالة مستقرة ..
عبد الله: شكرًا يا دكتور …
إتقدت بذهن (عبد الله) فكرة طائشة بعودته إلى بيت (عماد) لينهى ما قد أتى إليه من الأساس مستغلاً فترة إفاقة (حوريه) …
أسرع راكضًا من المستشفى مستقلاً إحدى سيارات الأجرة طالبًا منه الإسراع للحاق بالوصول إلى شخص ما …
تحفز (عبد الله) لملاقاة (عماد) أخيرًا ترجل من السيارة متقدمًا نحو البيت الذى مازال على وضعه منذ تركه حاملاً (حوريه) إلى المشفى ….
تعجب (عبد الله) فالبوابة مفتوحة على عكس عادتهم التى يعرفها جيدًا عن (عماد) فهو لا يترك الباب مفتوحًا قط ….
زاد تعجبه وصول إحدى السيارات التابعه لشركته متوقفاً أمام المنزل ليترجل السائق ناظراً نحو (عبد الله) المتقدم نحو المنزل بخطوات حذره …
للحظة تذكر (عبد الله) نفسه ببداية عمله مع (عماد) فهذا الشخص مغترب هو الآخر وربما يعاد معه ما فعله (عماد) به ، ولم لا فهو إنسان معدوم الضمير نرجسي لا يهمه سوى نفسه فقط ….
السائق: إنت مين ..؟!!
عبد الله: أنا كنت جاي أقابل (عماد) بيه ضروري ….
السائق: أيوة أيوة ….أنا (شريف) سواق (عماد) بيه قالي أجي له الصبح بدري على الشركة عشان أوصله المطار بس لما رحت هناك قالولي أجي هنا لأنه إتأخر ولسه مطلعش من البيت …. عمومًا حتلاقيه طالع دلوقتي من البيت … أقف إستناه معايا …
عبد الله بتساؤل : بس الباب مفتوح … يكون خرج أو حاجة ….؟؟!
السائق: مش عارف والله بس البيه منبه عليا مدخُلش أبدًا ….
عبد الله: طيب نستنى شوية يمكن ينزل ….
قلق (عبد الله) من هذا الوضع أيمكن أن يكون قد لحق به وبزوجته إلى المستشفى تاركًا الباب مفتوح … ولم لا فهي زوجته فى النهاية … ربما قلق عليها أو تتبعها ….
__________________________________________
حوريه…..
فتحت عيناها بوهن وهي تستكشف المكان من حولها …
إرتجفت خوفًا أين هى الآن ؟!! …. وماذا حدث لها ، الآم تجتاح رأسها من ضربات (عماد) القاسية لتتذكر بذعر …
حوريه : (عماد)…!!! أنا كنت بهرب من (عماد) … إيه إللى جابني هنا ….؟!!
إقتربت منها إحدى الممرضات تتحدث بلكنه شامية …
لتنتفض (حوريه) من قربها منها محاولة الإبتعاد عنها بخوف تملكها ….
الممرضه: الحمد لله على سلامتك … كيفك الحين … بدك شي … ؟!!
حركت (حوريه) رأسها نفيًا بخوف لتهمس متسائلة بقلق …
حوريه: أنا فين …؟!
الممرضه: إنتِ بالمستشفى …. والله كنتي بتموتين الزايدة كانت بتنفجر لولا ستر الله ….
حوريه: الزايدة….. و … ااا ….. أنا جيت هنا إزاى …. مين إللى جابني …..؟!!
الممرضه: زوجك …. جابك لهون ولما تطمن عليكِ فل ….
تيبست كل أطرافها من شدة الخوف عندما علمت أن من أحضرها إلى المستشفى هو زوجها …..
غمغمت حوريه لنفسها : جوزي …. معقول … يعني (عماد) وصل لي وجابني هنا …. يعني ممكن يرجع ويخلص عليا زى ما قال … أنا لازم أهرب منه … لازم …
حاولت حوريه أن تنهض لكن موضع الجراحة آلمها للغاية أثناء نهوضها لتدفعها الممرضه برفق إلى الخلف لإعادتها إلى موضعها على السرير بتحذير …
الممرضه: شوي شوي …. لوين بدك تروحين …. بعدك مجروحة ما بيصير …..
حوريه بألم: فعلاً مجروحة …. مجروحة أوى…..!!!
الممرضه: بزيد لك المسكن بلكي تنامين شوى بتتحسنين لين ما بيرجع زوجك …
(حوريه) وقد بدأ يؤثر بها المسكن لتدور رأسها مرة أخرى مستسلمه لنعاسه القوى راضخة لما سيحدث لها من (عماد) فقد فقدت كل قوتها وبقيت تحت سيطرته الآن …..
____________________________________________
علاء…
إبتعد (علاء) كثيراً ليختلي بنفسه بعيدًا عن الجميع ليقف بسيارته بمنطقة خاوية صارخًا بكل قوته فشوق خمس سنوات تحضر بقلبه منذ وصوله تلك الرسالة المزيفة التى ظن أنها منها ….
تعلق بأمل واهي برؤيتها وضمها إليه فكم إشتاق لها ولوجودها بحياته ورائحتها العطرة …
سقطت كل آماله أرضًا ، تحطمت كل قواه بلحظة فقد إنتظرها ولم يصل إليها …..
لم يجد سوى الهاتف يفرغ به غضبه ليتصل بـ(هند) على الفور ….
لم تصدق (هند) عيناها حين رأت (علاء) يتصل بها على رقمها الأصلي لتنهض من نومتها بسعادة ممسكة بالهاتف الذى وضعته على أذنها قبل أن ترقص ملامحها فرحًا بسماعها لصوته الشجي …..
هند: (علاااء)…. إزيك …؟!
علاء بغضب: إنتِ عايزة مني إيه ؟؟!…. إبعدي عني بقى …. بتتصلي بيا ليه … بتبعتيلي رسايل ليييييه …..
أدركت (هند) أنه قد عرف أنها هي من أرسلت تلك الرسالة له ….
هند: ليه …!! مش عارف ليه …. عشان بحبك يا (علاء) …. عشان أنا إللى فاكرة كل تفاصيلك يا (علاء) ….
علاء: وأنا مش عايز الحب دة …. أنا مش بحبك يا (هند) ولا عمري ححبك ولا ححب غيرك …. أنا قلبي مفيهوش غير (أميمه)…. (أميمه) وبس …
هند بغضب: (أميمه)… وهى فين (أميمه) …. (أميمه) راحت خلاص … (أميمه) سابتك وهربت …. زمانها مرمية فى حضن غيرك وأنت لسه عايش فى الوهم …. فوق بقى يا (علاء) وشوف مين إللى بيحبك وشاريك بجد …. إنت فاكر إنك لو لقيتها حتلاقيها قاعدة مستنياك عايشه فى ذكريات الماضي …. إنت بس إللي حابس نفسك فيها …. فوق يا (علاء) بقى فوق …
ضغطت بكل قوتها على جرحه المفتوح ، أفكار سوداء كان دومًا يبعدها عن تفكيره بقوة فهو لن يتخيل (أميمه) مع غيره أبدًا …. (أميمه) أحبته هو مالك قلبها لن تتنازل بسهولة عن حبها هو يدرك ذلك جيدًا … لكن ماذا لو نسيته بالفعل؟؟ ….
أفكار سوداء كان يبعدها عن تفكيره بقوة فهو لن يتخيلها مع غيره أبدًا ….
إنها أحبته هو … مالك قلبها لن تتنازل بسهولة عن حبها هو يدرك ذلك جيدًا … لكن ماذا لو نسيته بالفعل؟؟ ….
ماذا لو أصبحت لغيره الآن ….
( لاااااااااا ….)
لا يقدر تخيل ذلك ، فهذا القوى الذى لا يخشى شيئًا تسقطه هذه الفكرة فى غياهب المجهول ….
تطيح به تمامًا …
تهشم كل قلاعه وتغرقه دون منقذ ….
أغلق مكالمته مع (هند) بدون أى رد على هجومها المستفز ليلقى بالهاتف أرضًا محطمًا إياه ليستند بإنهيار فوق مقدمة سيارته متمتمًا بعشق …
علاء: لا يا (أميمه)… أوعي تعملي فيا كدة … أنا غلطت وإتسرعت بس محبتش غيرك …. ولا ححب غيرك … كفاية بُعد بقى … قتلتيني بغيابك ….
__________________________________________
حوريه….
إستلقت بألم فوق سرير المستشفى تغفو لدقائق ثم تعى لدقائق أخري فمازال أثر ذلك المخدر يؤثر بها ….
إنتبهت بفزع على صوت الباب يفتح عنوة بقسوة شعرت بها قبل أن ترى هذا المُقدم نحوها ….
اتسعت عيناها الفزعتان برؤيته وهو يقترب نحوها بتلك العينان السوداوتين المقتضبتان نحوها بشرر ….
همست بخوف: (عماد)…!!
عماد: أيوة (عماد)… كنتِ فاكرة إنك حتهربي مني …. قلت لك أنا آخد روحك الأول ….
حوريه ببكاء : (عماد) الله يخليك … سيبني … سيبني يا (عماد)…
عماد بحده: حسيبك … بس مش دلوقتِ … لما آخد روحك الأول زى ما طلعتي روحي ….
أطبق (عماد) يداه القويتين فوق عنق (حوريه) محاولاً خنقها وزهق روحها على يديه …
ألم رهيب تشعر به وقد ضاق تنفسها وهي تحاول التحرر من يديه المطبقتان على مجرى تنفسها لكن قوته أكبر بكثير منها …
حاولت الصراخ بكل ما أوتيت من قوة لكنها لم تستطع فقد شعرت بإنهيار قواها بتلك اللحظة وهى ترى عيناه التى إتسعتا بملامح الفرحة والإبتسامة وهى تنازع الموت بين يديه …
أغمضت عيناها بإستسلام فقد حانت نهايتها لتفتح عيناها فجأة ثم …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى