روايات

رواية ذكريات مجهولة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم قوت القلوب

رواية ذكريات مجهولة الجزء التاسع والثلاثون

رواية ذكريات مجهولة البارت التاسع والثلاثون

ذكريات مجهولة
ذكريات مجهولة

رواية ذكريات مجهولة الحلقة التاسعة والثلاثون

« قلق ولهفه »
فى المساء…
حوريه….
أخذت تنظر إلى الساعه بقلق كلما تمر دقيقه تنتظر الأخرى ولا جديد ……
لم يكن بعاده (سامر) التأخر عن موعده بالأيام الماضية لتصيب (حوريه) بقلق شديد …
حوريه: وبعدين بقى … دى أول مرة يتأخر كدة ؟!! … وهو كمان قايلى إنه حييجى بدرى النهارده … دى الساعه عدت عشرة وكان المفروض ييجى الساعه سته …. !!!
ثم لامت (حوريه) نفسها لقلقها المتزايد على (سامر) بدون سبب ….
حوريه: الله … ما يتأخر ولا ميتأخرش عادى يعنى … وأنا شاغله نفسى ليه ؟!
ثم تعود لقلقها بتوتر …
حوريه : بس برضه مش عوايده يتأخر كدة …!!
شعرت (حوريه) بإنقباض قلبها وقلق لم تشعر به من قبل ولا تدرى ما سببه سوى أنها فقط تريد الإطمئنان عليه و أنه بخير ، فكرت كثيراً فى الإتصال به لكنها تعود فى اللحظه الأخيره وتترك الهاتف من يدها ….
حوريه : أوووف …. حيقول إيه بس …. قلقانه عليه ليه …؟!؟ صح … أنا قلقانه ليه … قلقانه عشان …. عشاااان … إبن عمى …. أيوه .. بطمن عليه عشان إبن عمى …. صح ….
سبب مناسب أقنعت به نفسها للإطمئنان عليه ..
أمسكت هاتفها بلهفه بعد إيجادها لمبرر مقنع بداخلها للإتصال به ..
أخرجت إسمه لتتصل به ومع كل رنين تسمعه بأذنها يدق قلبها مع نغمته ….
_________________________________________
سامر…
إنشغل جداً فى قراءه بعض التقارير والإجتماع الأخير ببعض الضباط المعاونين له ، بعد فترة وجيزة طلب منهم الإنصراف وتحضير أنفسهم جيداً لأى طارئ جديد ….
دق هاتفه ليمسك به وهو يشعر بإرهاق شديد بسبب هذا اليوم المرهق منذ الصباح ، فهو لم يأخذ راحه ولو ساعه منذ الصباح ….
رفع الهاتف إليه ليجد إسم (حوريه) …
إنتفض قلبه من مجرد رؤيه إسمها على شاشته مجيباً إياها بسرعه ولهفه …
سامر: السلام عليكم …
حوريه بتوتر : وعليكم السلام …
سامر: مالك يا (حوريه) …. أنتى كويسه … ؟!!.
حوريه: ااا … اااه كويسه …. أنت كويس ..؟!!
سامر: الحمد لله … مال صوتك طيب …؟!!
حوريه : لا أبدا أنا أصلى بطمن عليك بس … أصل …. أصل … أصل أنت إتأخرت النهارده …
سامر: آسف والله كان عندى شغل كتير وإنشغلت بس ….
حوريه: طيب … الحمد لله …
سامر بمكر: بس كدة ؟؟!! … ده إللى كنتى بتتصلى عشانه ….؟!!
وقعت (حوريه) بالمحظور وبادرها بالسؤال الذى تخوفت منه لتشعر بالإرتباك والتوتر قائله ….
حوريه بإرتباك : لا …. أيوة …. ولا حاجه …. متهتمش ….
إبتسم (سامر) وباغت (حوريه) بسؤال أرجفها على الفور فيجب أن يخطو تجاهها بخطوات سريعه ، يكفى بُعد حتى الآن ، فقد بدأت تتحسن أحوالها النفسيه بعد مواجهتها الأخيرة ل(إسلام) ….
سامر: وحشتك …؟!!
حوريه بصدمه: نعم … !!!!
سامر: قلقتى عليا ..؟؟!
حوريه بتوتر : مش إبن عمى … لازم أطمن عليك …
سامر بخيبه أمل : إبن عمك … بس ….!!!
حوريه : أيوة …. أمال أنت فاكر إيه …؟!!
سامر بحزن: فهمت … ماشى أنا جاى البيت على طول … مش حتأخر ….
حوريه : ماشى يا (سامر) ولو بعد كدة إتأخرت أبقى أدينى خبر بس ….
سامر: إن شاء الله …..
أنهى (سامر) المكالمه وجلس قليلاً على مقعد مكتبه كم كان يأمل أن تكون (حوريه) تغيرت وشعرت ولو بقدر ضئيل من حبه لها بعد إستقرار حالتها النفسية …
هو بالفعل لم يكن متعجلاً لإحساسها به لكن صبره أوشك على الإنتهاء ولا يريد
سوى أن تعرف أنه لا يعشق سواها ….
سامر : أنا تعبت بقى …. لازم أصارحها وأقولها أنى بحبها و إللى يحصل يحصل …. المهم تبقى عارفه …
_________________________________________
حوريه…..
اغلقت الهاتف وهى تشعر ببروده عصفت بأوصالها ، رعشه كبيره تجتاح جسدها كله ماذا حدث لها لا تعرف أبدا ….
حوريه ” وهو كان فاكر إيه؟؟ …. ايه ده هو سألنى بجد ….و قالى … وحشتك … ؟؟! أنا … أنا بس قلقت عليه … أووووه … مالى كدة لا عارفه أتكلم ولا أفكر … أنا جرى لى إيه ….”
____________________________________________
طارق….
تحضر (طارق) ووالدته وأخته (هدى) لزيارة أهل (رحمه) لطلب يدها هذا المساء ….
تأنق (طارق) مرتدياً حله سوداء وربطه عنق ذات لون أحمر زاهى …
شعور اليوم مختلف تماماً عن تلك الزيارة التى قام بها لخطبه (هايدى) فاليوم يتراقص قلبه بسعاده بالغه …
أخذ يحث (هدى) على الإنتهاء من إرتداء ملابسها سريعاً يود لو يقطع الزمن ويصل لبيت (رحمه) على وجه السرعه …
أدرك اليوم سعاده (سامر) وعدم إحتمال (علاء) …
أدرك معنى أن يتلهف قلبه لها ، يتمنى رؤيتها ، لا يطيق الإنتظار حتى يكون بقربها ….
طارق: يلا يا (هدى) … بتعملى إيه ده كله…. حنتأخر على الناس كدة … ؟!!
هدى بمكر: يااااه … رايحين يا سياده الرائد أهو … عشت وشفتك ملهوف ….
طارق: (هدددددى) … !!! وأخرتها معاكى …؟!
أم طارق: لااااا … النهارده مفيش عراك أبداً … أخيراً يا (طارق) …. حاسه المرة دى قلبى منشرح كدة ….
(هدى) مؤيده لكلام والدتها ….
هدى: اه والله يا ماما … فاكرة يوم ما رحنا ل(هايدى) … ما إرتحتش أبداً … بس سبحان الله (رحمه) تحسيها بتدخل القلب على طول كدة ….
أم طارق: (رحمه) … أنا مشفتش زيها والله … بخت (طارق) بقى …
غمغم طارق مؤيداً: فعلاً بختى … إن كل ده يحصل لى عشان تبقى هى من نصيبى …
ثم انتبه لوالدته وأخته يحثهم للمرة الأخيرة ….
طارق: يلا بقى … أخرتونا…
أم طارق: يلا بينا… إحنا جاهزين أهو…
_________________________________________
رحمه ….
وضعت (رحمه) آخر لمساتها بترتيب تلك الشقه البسيطه شعرت بعدها بالرضا ، ربما معيشتهم بسيطه إلا أنها تشبههم ….
حضر (عبد الله) و(هاجر) لحضور تلك الزيارة السعيده فاليوم ستتم خطبه (رحمه) أختهم الوحيده ….
أم رحمه: كل حاجه جاهزة يا (رحمه) …؟!!
رحمه بغبطه : كله تمام يا ست الكل …. ماما …. بقولك … متحسسيش (طارق) أنه فيه مشكله …. يعنى …. عشان رجله وكدة ….
ام رحمه بإستياء : وده برضه كلام يا (رحمه) ….!!
ابو رحمه: إدخلوا جوه بقى الظاهر الناس جت … فيه صوت على السلم ….
دلفت (رحمه( و(هاجر( إلى الداخل بتعجل فى إنتظار نداء والد (رحمه) لها كما إتفقا ولا تخرج قبل ذلك …
عبد الله: أنا طالع أساعدهم أكيد مش عارف يطلع بالكرسى المتحرك دة ….
فتح (عبد الله) باب الشقه ليفاجئ ب(طارق) يقف على قدميه أمامه مستعداً لطرق الباب ….
عبد الله بذهول: إيه …؟؟! أنت واقف على رجلك ….!!!!!
طارق بثقه: أيوة ….
عبد الله متداركاً نفسه : معلش … آسف والله .. إتفضلوا إتفضلوا …
تفاجئ والدا (رحمه) بدخول (طارق) سليماً معافى واقفاً على قدميه لا يشكو إلا من عرج خفيف أثناء السير ….
رحبوا بهم جميعاً ودعوهم للجلوس حين بدأت (أم طارق) بالحديث ….
ام طارق: والله (طارق) كان حابب ييجى وهو قادر يمشى ويطلب إيد ست البنات وهو مش ناقصه حاجه ….
ابو رحمه: ربنا يتم شفاه على خير والله فرحنا جداً لما شفناه واقف على رجله ….
طارق: ألف شكر يا عمى …. أمال فين العروسه ….؟!!
ابو رحمه: نادى أختك يا (عبد الله) …
عبد الله: حاضر …. ثوانى ….
إستوقف (طارق) (عبد الله) قبل منادته ل(رحمه) طالباً منه ألا يخبر (رحمه) بأنه قادر على السير على قدمه مرة أخرى ليغمز بعينه بإبتسامه تجاه (عبد الله) قائلاً …
طارق: خليها مفاجأه يا (عبد الله) ….
عبد الله بإبتسامه: من عنيا ….
دلف (عبد الله) إلى غرفه (رحمه) الصغيره طالباً منها الخروج لمقابله الضيوف …
تقدمت منهم (رحمه) وهى تنظر نظرات خاطفه نحو (طارق) ووالدته ثم تنكس بصرها مرة أخرى بخجل …..
إبتسم والد (رحمه) وقد تيقن أن (رحمه) لا تعلم بعد أن (طارق) يستطيع السير مرة أخرى على قدميه ….
ابو رحمه: مش تسلمى على خطيبك يا (رحمه) ….!!
إبتسمت (رحمه) وسط خجلها متقدمه نحو (طارق) وهى تمد بيدها لتسلم عليه ، لتفاجئ بوقوف (طارق) بطوله الفارع أمامها مما جعل بصرها يتحرك معه حتى نهض واقفاً وهى تنظر نحو الأعلى بذهول …..
رحمه: إيه ده …؟!! ازاى يعنى …؟!.
طارق مازحاً : إيه … بلاش …
رحمه: لا … مش قصدى … قصدى يعنى … هو … أنت … إزااااااااااى ….
طارق ضاحكاً: لا يا حاج … متفقناش أنها تطلع هبله ومبتعرفش تتكلم كلمتين على بعض ….
ابو رحمه: نصيبك بقى يا (طارق) يا إبنى ….
رحمه بذهول : لحظه بس …. أنت إزاى بتمشى بجد !!! … أنا لحد الصبح شايفاك قاعد على الكرسى ….؟!!
طارق: قدرة ربنا …. إيه لو حمشى خلاص منفعش ولا إيه …؟! خلاص يلا يا ماما نروح …
(رحمه) بمزاح وهى تدفعه للجلوس ثم تجلس إلى جواره والى جوار و(الدة طارق)
رحمه بخفه ظل : هو إيه إللى تروح …. وسعى كدة يا حاجه … أقعد كدة قدامى .. إقرا الفاتحه يا حاج …
ضحكوا جميعاً على (رحمه) وهى تجلس إلى جوار (والده طارق) رافعه كفيها وبدأت بالفعل فى قراءة الفاتحه التى تبعها الجميع بقراءتها لتتم خطبه (طارق) و(رحمه) بجو عائلى حميم أسعد قلوبهم جميعاً …..
___________________________________________
حوريه…
جلست (حوريه) تعيد محادثتها مع (سامر) بعقلها مراراً حتى سمعت خطوات تقترب من باب الشقه وصوت المفاتيح الرنانه تثير إحساسها بقدوم (سامر) …
لم يعد وقع سماعها لصوت المفاتيح يثير غثيانها بل على العكس تماماً لقد أصبحت تنتظره
لكنها اليوم تشعر باضطراب شديد لتنتفض من جلستها فور سماعها لصوت المفاتيح ، تسارعت دقات قلبها الدقه تلو الأخرى ، تلون وجهها باللون الأحمر وإرتعشت يداها كل هذا فقط من إحساسها أنه إقترب …
يعود (سامر) كل يوم بميعاد محدد ، يقضيان الوقت سوياً ، تعودت على قضاء الوقت بصحبته إعتادت على وجوده ، لم الآن تشعر بهذا الإضطراب بعد مكالمتها معه ؟!! وكأن (سامر) يكشف ما بداخلها ويقرأها مثل الكتاب المفتوح فقررت الهرب والإلتجاء إلى غرفتها …
فتح سامر الباب ولمح طيف (حوريه) المسرعه إلى غرفتها ، دخل سريعاً وأغلق الباب من خلفه ، تقدم نحو باب غرفه (حوريه) وحاول التحدث معها من خلف الباب …..
سامر: (حوريه) …. ممكن نتكلم شويه .. فيه موضوع ضرورى عايز أكلمك فيه …
حين أغلقت (حوريه) الباب وقفت خلفه وهى تضع جبهتها على الباب مباشرة وكأنها ترى (سامر) وهو يتقدم نحوها لتضطرب نفسها مع كل حرف ينطقه …
حوريه بتوتر : (سامر) أنا تعبانه شويه ممكن تأجل الكلام فى الموضوع ده شويه ….
سامر: بس ده موضوع مهم أوى ….
حوريه بتهرب:. معلش يا (سامر) خليها وقت تانى لو سمحت …
سامر بحنان : أرجوكى يا (حوريه) … أنا كل حياتى وقفه على الكلام إللى عايز أقولهولك دة ….
حوريه: طب قول …
سامر: عايز أشوف وشك وأنا بقولك الكلام ده …
قلقت (حوريه) أن تُكشف أكثر أمام (سامر) الآن …
حوريه: لا … يا تقول كدة يا تخليها وقت تانى …
سامر بخيبه: لو الوقت التانى ده حيسمح لى أقولك إللى جوايا وأشوف وشك قصادى يبقى أستنى لوقت تانى … أصبر زى ما صبرت كتير مش حيفرق لو يوم زياده …. معادنا بكرة يا حوريتى … تصبحى على خير ….
تنفست (حوريه) بصعوبه وجلست على الأرض خلف الباب ، ترقرقت دمعه غريبه على وجنتيها الجميلتان لا تدرى سببها ربما لأن (سامر) وبدون أن ينطق كلمه واحده فهو يعلن لها حبه ….
كم هى خائفه من هذا الحب فهى تختبر هذا الشعور ولأول مره ، الغريب فى الأمر أن هناك شئ بداخلها هى أيضاً ولا تستطيع وصفه أو تسميته …
حوريه : إيه …. إيه يا (حوريه) …. بتحبى (سامر) ولا إيه …؟؟ …. لالالالالالالا …. حب …. لا حب إيه … مفيش حاجه إسمها حب … !!!! بس (سامر) …. عادى جداً …. العشره أيوه هى العشره والألفه بينا بس كدة ….. بس … أنا حاسه أنى بحبه … لكن …. !!!! تانى … حعيد تانى مأساتى مع (عماد) … لا … لا مش عايزة … لا اااا لااا …
__________________________________________
علاء….
عاد (علاء) من سفره ليجد (أميمه) تنتظره مثلما إتفقا كذلك (يامن) وقد ملؤه الحماس لتلك الإجازة …..
علاء: مستعدين ….؟!!
اميمه: إحنا مستعدين …. أنت إيه …؟!!
علاء: أنا ما صدقت أخدت الأجازة …. يلا بينا فوراً على الغردقه ….
اميمه: وأنا جهزت كل حاجه …. حنسافر إمتى ….؟!!
علاء: حالاً …. أنا حجزت فندق لينا هناك وحننبسط أوى …. يلا يا (مينو) …
يامن: يلا يا بابى …..
حمل (علاء) الحقائب التى أعدتها (اميمه) ليضعها بالسياره منطلقين برحلتهم إلى الغردقه لقضاء إجازة هادئه …
_____________________________________________
يوم بعد يوم يمروا كطيف خفيف على البعض وكحمل ثقيل على الآخرين ….
طارق ورحمه …
تلاقى (طارق) مع (رحمه) مرتين فقط لكنه وجد تلاقى أفكارهما سوياً وشعر براحه
كبيره لوجوده معها ، عرف عنها الكثير فى هاتين المرتين وكانا يشبهان بعضهما للغايه ….
رحبت (رحمه) جداً بفكره بقاءها مع والدته بنفس البيت ، فى البدايه بدأ (طارق) يقارن بين (رحمه) و(هايدى) لكنه لم يجد أى تشابه بينهما بل أنهما على النقيضين تماماً ، فقرر إعتبار (رحمه) فريده فى كل شئ وأبعد (هايدى) عن أفكاره تماماً …..
___________________________________________
حوريه وسامر…
تهربت (حوريه) من (سامر) خلال هذان اليومين فهى لا تستطيع مواجهه قلبها بما ينبض بل تحث نفسها أن ما يشعران به ما هو إلا ألفه بينهما لوجودهما طوال الوقت بصحبه بعضهما البعض فقط ….
إستيقظ (سامر) على صوت هاتفه يدق لينظر نحو شاشته مجيباً بجديه …..
سامر: السلام عليكم … خير … أه تمام … خلاص … خليه عندك وأنا جاى لك حالاً أهو … مسافه السكه …
أسرع (سامر) مرتدياً ملابسه متجها فى عجاله نحو المكتب ….
إستيقظت (حوريه) مبكراً أو بالأصح لم تغفل عيناها مطلقاً جالسه على سريرها تفكر فى (سامر) وماذا سيكون رد فعلها لو أنه صارحها بحبه …..
حوريه: لا لا مينفعش ولا أنا أحبه ولا هو يحبنى كفايه إللى عشته مع (عماد) … أنا لازم قلبى يبقى بعيد عن المعركه دى وإلا أنا بس إللى حخسر زى كل مرة …. لكن …. (سامر) … إيه ذنبه أنه يتعلق بواحده متعقدة زيي … لو صارحنى بحبه حطلب منه أننا نبعد عن بعض يمكن ساعتها ينسانى ويحب غيرى ويبدأ حياه حقيقة بدل إللى أنا ورطته فيها دى …. أنا غلطت من الأول …
أفاقت (حوريه) من شرودها على صوت باب الشقه يغلق لتهرول بإتجاه النافذه وترى (سامر) يستقل سيارته منطلقاً بها على الفور فى عجاله ….
تنفست براحه وقلق بنفس الوقت …..
حوريه: الحمد لله أهى فرصه برضه نفكر فيها وناخد قرار مناسب …. بس …. هو (سامر) رايح فين من بدرى كدة ؟!! …. وكان بيجرى كدة ليه ؟!! … شكله مستعجل أوى ….
__________________________________________
علاء واميمه…..
جلس (يامن) على رمال الشاطئ يبنى قلاع صغيره ليهدمها موج البحر فيضحك وسط إبتسامه (علاء) و(اميمه) بسعاده صغيرهما وإستمتاعه …
علاء: شكل (مينو) مالوش فى البنا والهندسه خالص ….
اميمه: لا … مش من هواياته خالص … بيحب الحركه واللعب بس مالوش فى الرسم والأعمال اليدويه دى ….
علاء: مع أنه مامته فنانه فى الرسم والتصميم ….
اميمه: على سيره التصميم … أنا عايزة أرجع أشتغل تانى ….
علاء : فى تركيا …!!!!!
اميمه: لأ … هنا فى مصر … أنا عملت هناك براند بإسم (مينو) خسارة يضيع منى ….
علاء: حتتعبى نفسك أوى …
اميمه: أنا بحب الشغل دة … حاسه بكيانى كدة وأنا شغاله فيه … وكنت بفكر أتواصل مع (سيلا) ويبقى الشغل بينا مستمر …
علاء بغيره واضحه: و(ضيااااا) …. !!!!
اميمه: (ضيا )ده زى أخ ليا … بجد وقف جنبى جامد الفترة دى … و …
علاء بحده: (اميمه) …!!! (ضيا) … لأ…. فاهمه ….
اميمه بتفهم : فاهمه …. طب إيه رأيك أكمل …؟!
علاء: لو حاجه زى كدة مش حتتعبك وحتخليكى مبسوطه مفيش مشكله …. أنا كمان عايز حياتنا تستقر …
لاح طيف حزين بعينا (اميمه) لتنكس عيناها بصمت ليلاحظ (علاء) ما جال بخاطرها بتلك اللحظه ..
إلتفت إليها واضعاً كفاه محتوياً وجنتاها الممتلئتان بعشق ….
علاء: أنا عارف أنى اتصرفت غلط وحطيتك فى حزن وضغط سنين … بس والله كان غصب عنى ولو عاد بيا الزمن تانى عمرى …. عمرى ما أفكر أنى أكدب عليكى أو أبعد عنك مهما كان حتى لو فيها موتى … لأنى وأنا بعيد عنك فعلاً كنت ميت ….
اميمه: إوعدنى يا (علاء) … إوعدنى عمرك ما تخبى عليا حاجه تانى … ولا تكدب عليا تانى …. شفت كدبك عمل فينا إيه ….؟!!
علاء: أوعدك …. أنتى كل حياتى وعمرى كله مقدرش أعيش يوم واحد وأنتى بعيد عنى …. سامحينى … أنسى إللى حصل فى الخمس سنين دول وإعتبريهم مجرد ذكريات مش لينا … إعتبريهم ذكريات لشخصيات مجهوله ….
اميمه: بحاول … وأنت كمان ساعدنى أنسى الذكريات المجهوله دى أنت كمان ….
أمالت (اميمه) برأسها مستنده على كتف (علاء) ينظران إلى (يامن) بحب فأخيراً إستقرت حياتهما لينعما بحياه هادئه لأسرتهم الصغيرة خاصه بعدما أودعت (هند) مستشفى الأمراض العقليه وبُعدها عنهم تماماً …
_____________________________________________
مكتب سامر…
تقدم (سامر) مسرعاً نحو مكتبه ليلحق به أحد الضباط المساعدين له ….
سامر: ها … فين هو ….؟!
محمود : فى غرفه الإستجواب ….
سامر : أنا رايح له ….
دلف (سامر) إلى غرفه الإستجواب وبدأ يحقق مع المتهم المقبوض عليه ، وبعد فتره طويله من التحقيق معه والوصول إلى المعلومات التى يسعى إليها (سامر) منذ فترة طويله ، إستطاع (سامر) إستنباط تلك الحلقه المفقوده التى تربط كل خيوط القضيه بعضها ببعض ….
خرج (سامر) من غرفه الإستجواب شاعراً بالإنتصار والزهو لما توصل إليه وأمسك بهاتفه يتصل ب(طارق) أثناء عودته إلى مكتبه مرة أخرى …..
سامر: السلام عليكم …
طارق: العريس بنفسه … يا دى النور على الصبح … إيه النشاط ده .. تليفونات على الصبح كدة …!!!
سامر: الشغل يا بيه … أكل عيشنا حنعمل إيه …
طارق بجديه: صوتك بيقول فيه أخبار جديدة …؟؟
سامر : قبضنا على (شحاته) … وقال كل حاجه … وعلى مكان (شريف) ….
طارق بسعاده: الله ينور يا رجاله … هوه دة الكلام …. وقالك إمتى …. ؟!!
سامر: النهارده ….
طارق بتفاجئ: النهاردة …!!!!! يااااه … أنا مش حعرف أكون معاكم كدة … قدامى لسه شويه فى العلاج …
سامر: كأنك موجود معانا بالضبط … بس مداهمه زى دى ممكن تأثر على رجلك مفيش حاجه مضمونه …. إن شاء الله ترجع وتكون أولنا فى كل حاجه …
طارق: هانت … ربنا معاكم يا رجاله … أنتوا قدها … ربنا يحفظكم .. طمنى لما ترجعوا …
سامر: أكيد …. أنا قلت أبلغك … سلام …
طارق: مع السلامه يا (سامر) … فى رعايه الله …
أنهى (سامر) مكالمته بعجاله ليبدأ بالإجتماع بأفراد القوة المصاحبين له بمداهمه اليوم ليضعوا الخطط للتحرك بدقه ..
_________________________________________
حوريه..
دقت الساعه السادسه مساءاً وحان موعد عودة (سامر) اليوميه لتترقب (حوريه) عودته دون جدوى ….
أوهمت نفسها بأنه ليس له موعد محدد للعودة فهو بذلك يمكن أن يتأخر مثلما حدث من قبل ولا داعى للقلق أو حتى الإتصال به كما فعلت مسبقاً وفضلت الإلتهاء بقراءه أحد كتب (سامر) الموضوعه بالمكتبه الصغيره لحين عودته ….
__________________________________________
الثامنه مساءاً …
بدأ (سامر) يحضر نفسه ويجهز سلاحه وذخيرته ويطمئن على سير الأمور مع قوات الشرطه المصاحبين له ….
إستقل (سامر) ورفاقه السيارات الخاصه بالشرطه بعد تجهيز كافه التحركات اللازمه لذلك الكمين لعصابه التهريب التى يسعون خلفها منذ شهور فاليوم سيقومون بعمليه تهريب كبيرة تبعاً لما وردهم من معلومات ….
__________________________________________
حوريه…..
ربما لم يتأخر كثيراً فقد قاربت عقارب الساعه على تمام الساعه التاسعه مساءً إلا أنها لا تعلم لم ينتابها القلق اليوم …
ربما لأنه أول مره يخرج بهذه الصوره …
جلست تنظر من النافذه فربما تلاحظ عودته ، أخذت تتحرك مجيئاً وذهاباً وكأنها بالفعل تشعر بما يحدث مع (سامر) اليوم …
_________________________________________
إقترب (سامر) بصحبه قوات الشرطه إلى المكان الذى حدده لهم المتهم ( شحاته ) والذى سيتم به عمليه التهريب ، تقدم (سامر) ممسكاً بمسدسه يراقب المكان من بعيد ومعه عدد من قوات الشرطه بينما حاصرت باقى القوات المكان منتظرين إشاره من (سامر) والضابط (محمود) الذى صاحبه بالهجوم عليهم والقبض عليهم …
بدأت عمليه المراقبه حينما ظهر أحد أفراد العصابه يستطلع المكان ليبدأوا عمليتهم
وبالفعل بدأ المهربين جميعاً بالظهور واحد تلو الآخر حاملين أسلحتهم كنوع من التأمين لهم ….
هنا أصدر (سامر) والضابط (محمود) أمراً بالهجوم وحانت لحظه المواجهه …
تقدما الضابطين على رأس القوات للقبض على هؤلاء المجرمين ….
لاحظ أحد افراد تلك العصابه وجود قوات الشرطه والذى أبلغ زملائه فوراً بوجودهم
الشرطه ليبدأوا جميعاً بإطلاق الرصاص بصوره عشوائيه على الجميع …
أمر (سامر) القوات بالمهاجمه من الخلف وعلى الباقين أخذ ساتر لهم للإحتماء خلفه ، لكن فأجأهم طلقات نيران آتيه من الأعلى بصورة مباغته أسرع (سامر) بالإحتماء خلف أحد سيارات الشرطه المدرعه ليلتفت بصوت سقوط شديد على الأرض من خلفه ….
إلتفت مسرعاً بذلك الإتجاه ليجد الضابط (محمود) ملقى أرضاً صريعاً لقاء تلقيه إحدى الرصاصات والتى سقط على إثرها أرضاً على الفور …
تقدم (سامر) نحو (محمود) محاولاً إسعافه والتحقق ما إذا كان مازال على قيد الحياه …
سحب (سامر) (محمود) من ذراعيه إلى خلف المدرعه وهو يحاول الإطمئنان أنه مازال بخير …
إنتفاضه جسده المغطى بالدماء ، عيناه الزائغتان تتحركان بتشتت غير واعى لما أصابه ، أمسك بقميص (سامر) بيديه الملطختان بالدماء وهو يحاول إخراج الكلمات بصعوبه من أنفاسه المتحشرجه ….
محمود: خد بالك من عيالى يا (سامر) … خد بالك من عيالى …
سامر بتأثر بالغ : متخفش إنت حتقوم وتبقى زى الحصان وأنت حتاخد بالك منهم بنفسك …
لكن قبل أن ينهى (سامر) جملته فارق الضابط (محمود) الحياه ناطقاً بالشهادتين بين يديه ….
نظر إليه (سامر) غير مصدق أنه فارق الحياه بالفعل ….
إهتز من داخله قليلاً لكن هذا ليس وقت الضعف يجب أن يكون أقوى من ذلك فطلب من أحد أفراد الشرطه أخذ جثه الضابط إلى إحدى السيارات بسرعه ، وأكمل مهمته حيث حاوطت رجال الشرطه المهربين من جميع الإتجاهات وبعد مجهود عنيف من الطرفين تم القبض عليهم جميعاً حتى أنهم أمسكوا بقائدهم”شريف” اللذين يسعون خلفه منذ زمن بعيد ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى