رواية ذكريات مجهولة الفصل التاسع عشر 19 بقلم قوت القلوب
رواية ذكريات مجهولة الجزء التاسع عشر
رواية ذكريات مجهولة البارت التاسع عشر
رواية ذكريات مجهولة الحلقة التاسعة عشر
« حبيبتي …»
الجامعة …
نظرت نحو (رحمه) و(هاجر) الجالسات بزاويه بعيدة عن (رقيه) و(هايدى) لتتسائل بتعجب …
بسمله : هو إنتوا مبتكلموش بعض … بقالي كام يوم شيفاهم لوحدهم وإنتوا لوحدكم …؟!
هايدى: ناس غياظة … مقدروش يستحملوا إنى إتخطبت راحوا واخدين جنب براحتهم بقى ….
بسمله : غريبة … مع ان (رحمه) و(هاجر) بنات كويسين أوى .. و…
رقيه مقاطعه: بس بس … وهم الفقر دول يعرفوا إيه عن الناس الكويسة … خليكِ فى حالك يا (بسمله) ….
تركتهم (بسمله) دون تعليق على أسلوب (رقيه) الفظ فهذا أسلوبها الذى لا يتغير …
هايدى: شفتي مش طايقاني إزاى من ساعة الخطوبة ..؟!!
رقيه : طبعا يا بنتي … وهى تطول تنافسك … من غيرتها منك …
هايدى ضاحكة: أخدتى بالك منها وهي مقهورة يوم الخطوبة …..
رقيه ضاحكه : اااه ……. كانت فظيعة ….
هايدى: ولسه … عشان تعرف مقامها … أنا فين وهى فين … أنا يوم ما إتخطبت … إتخطبت لظابط لكن هي بقى …. شوفي مين يرضى بيها …!!
رقيه: على رأيك ….
بزاوية بعيدة عن (هايدى) و(رقيه)….
رحمه: (عبد الله) راجع كمان يومين …
هاجر: أخيرًا يا (رحمه) …. أنا مستنيه اليوم دة بفارغ الصبر ..
رحمه: أيوة .. بس مش هو ييجي من هنا وتبهدليني معاكِ أكتر ما أنا متبهدله ..
هاجر: حعمل إيه بس يا (رحمه) …. غصب عنى والله .. كل يوم بنام متأخر ومش بعرف أصحى بدري …
رحمه: بس أنا إتعودت نيجي سوا كل يوم … أنا بقالي يومين باجي لوحدي وإنتِ تحصليني ….
هاجر: ححاول أضبط المواعيد …
رحمه: يا ريت يا أختي ..
____________________________________________
تركيا….
ساعد كلا من (سيلا) و(ضيا) بشرح كل ما عرضته (أميمه) باللغة التركية على مسامع رئيس الشركة ليعجب بعملهم الجماعي وفكرهم المختلف والمبدع ليصافحهم معلنًا موافقته على إنضمام شركتهم الصغيرة لشركته الضخمة منذ الآن مما أسعدهم وكلل عملهم بالتوفيق …
إستأذنت (أميمه) للذهاب مصاحبة فريق عملها البسيط إلى خارج قاعة الإجتماع ….
سيلا بحماس: واااااو … مش مصدقة … خلاص يا (أميمه) حلمنا حيتحقق …
ضيا: حقيقي تعبتي ونتيجة تعبك بدأت تظهر يا (أميمه) …
(أميمه) بسعاده لإنجازها الكبير اليوم ….
اميمه: شكرًا ليكم … عملتوا معايا مجهود كبير أوى ….
سيلا: طيب يلا نتغدى بقى … أحسن أنا مُت من الجوع …
ضيا: فيه هنا مطعم حلو أوى فى الفندق … إيه رأيكم …؟!!
أميمه: مفيش مانع … بس بشرط … على حسابي بقى المرة دى …
سيلا بمزاح: على حسابك على حسابه مش مهم … المهم آكل …
ضحكا كلاً من (أميمه) و(ضيا) على خفة ظل (سيلا) التى دوما كانت تخرجهم من توترهم الدائم بمزاحها المستمر …
___________________________________________
علاء….
مع ختام كلمة الوزير بالمؤتمر الخاص بمهرجان الصناعات تحركت مجموعة الحراسة مصطحبة الوزير إلى خارج الفندق يترأسهم (علاء) ….
خرجوا من القاعة ليتموا عملهم ناظرًا يمينًا ويسارًا أثناء خروج الوزير بصحبة الوزير التركي ….
عبروا الردهة الكبيرة للفندق إستعدادًا لمغادرته حين وقف رجال الأمن يمنعون باقى الزوار من التحرك حتى خروج مجموعات الحراسة أولاً ….
تفاجئ (علاء) برائحه دغدغت أنفاسه …. رائحة يدركها جيدًا ….
علاء هامسًا: ياسمين ….!!
وبغير مهنية إستدار (علاء) بإتجاه مصدر تلك الرائحة ليرى شبح خيالها عابرًا نحو داخل الفندق برفقة آخرين …..
(علاء) بإرتجاف أصاب قلبه بقوة كادت دقاته أن تخرج قلبه من داخله من شدة ضرباته المتتالية ….
علاء: (أميمه) ….!!!
رأى ياسمينته ترتدى حلة رسمية رمادية رافعة شعرها بوقار كسيدات أعمال الطبقات الراقية ….
نعم لم يرى وجهها قط لكن قلبه أشار إليها انها هي … بالتأكيد هي … قلبه لن يغفلها ويتوه عنها إطلاقًا …..
أمسك بذراع (أحمد) دون أن يزيح عيناه عن من ظن أنها (أميمه) محاولاً التأكد أنها (أميمه) بالفعل …
علاء: كمل مكاني …. كمل مكاني يا (أحمد) ….
احمد بدهشة : انت رايح فين ؟! …. مينفعش كدة … حتتجازى ….؟؟!
(علاء) تاركًا (أحمد) دون رد ليركض خلف شبح (أميمه) التى رآها منذ قليل فقد إختفت عن ناظريه تمامًا….
___________________________________________
هشام……
أسبوع يمر وما كان من (هشام) إلا أن يمر يوميًا بالمستشفى ليقف بنفس الموضع لمحاولة رؤية (نهال) مثلما فعل فى المرات السابقة حتى أصبحت رؤيته لها من روتينه الأساسي باليوم …
أحس برؤيتها بأمل جديد بالحياة فقط رآه بداخل عينيها عندما تقع عيناه عليها كل صباح ومساء ….
رؤيتها أصبح إدمان له ، لم يفكر ولم يريد سوى رؤية هذه النظرات التى تعلو وجهها عند رؤيته كل يوم بنفس الموعد حتى أنه لاحظ أنها تنتظره أيضًا ….
تلاشت جرأته تمامًا فى لقاء فعلي بينهم ليكتفى بنظرة من خلال النافذة …
تعجب (هشام) من حاله فعلى الرغم أن مهنته هي صياغة الكلمات إلا أنها تضيع كلها هباءًا عند رؤيتها فيظل الصمت يكسو لقاءهما ، لكن حديث الأعين قال الكثير ….
ينهي (هشام) يومه بزيارة دفتر الذكريات ليخط به كلماته وإحساسه كل يوم تجاه (نهال) التى سيطرت عليه كاملاً بلقاءهما الصامت دون التفوه بكلمه واحدة … لقاء ألماسته المتوهجة من خلال النافذة ..
_________________________________________
نهال….
منذ ذلك اليوم وهى تراه يوميًا يقف قبالة نافذتها محدقًا نحوها …
رسالة غامضة بعينيه يرسلها لها كل صباح ومساء …
تلك الرسالة التى علقت بقلبها وإحساسها فأصبحت فى إنتظار طلته اليوميه بنفس التوقيت …
إنتظار يحي بداخلها تشبث كبير بحياتها الجديدة لتزيد من تعلقها بمروره وشعورها بأن هناك رابط خفى يربطها بهذا الفنان الغامض ….
دومًا ما تشعر بسعادتها حين تراه واقفًا ينظر تجاه نافذتها ، فضولها يعتمل بداخلها تود لو تنكشف أسراره وتدرك سبب مجيئه كل يوم بهذا الشكل ، لكنها تعود وتنفض تلك الأفكار عن مخيلتها فهى لا تريد سوى رؤيته وطلته نحوها فقط ، فبداخلها لهفة كأنها تعرفه منذ سنوات طويلة ولا تريد خسارة هذا الإحساس بأى شكل من الأشكال …
____________________________________________
اميمه…..
تجولت بعيناها بتوتر يمينًا ويسارًا ، تشعر بأن هناك شئ ما يسبب لها هذا الإضطراب …
حتى أن قلبها أخذ يخفق بشدة دون سبب لذلك ….
خطواتها المغيبة إلى جوار (سيلا) و(ضيا) وهما متجهين نحو مطعم الفندق لا تستطيع تمييز أى حديث تسمعه منهم ….
(سيلا) وهى تتأبط ذراع (أميمه) المرتجفة …
سيلا: مالك يا (اميمه) … وشك مصفر كدة ليه …؟؟؟
نظرت نحوها (أميمه) بذهول … ألـهذه الدرجة يظهر إضطرابها وبهتانها ….
اميمه: مش عارفه …. حاسه قلبي مخطوف كدة ….
سيلا: ليه بس … ما الدنيا ماشيه تمام أهو …..؟!!
اميمه: يمكن قلقت على (مينو) ….
سيلا: بس كدة …. تعالي نقعد الأول ونتصل على ماما ونطمن عليه ….
أومأت (أميمه) رأسها عدة مرات منصاعة لما قالته لها (سيلا) ….
أشار (ضيا) بإتجاههم قائلاً …
ضيا : فيه مكان فاضي هناك أهو … يلا نقعد عشان أنا جعان جدًا ….
تحركتا كلا من (أميمه) و(سيلا) خلف (ضيا) المتوجه نحو إحدى الطاولات الشاغرة يسبقهما للإشارة لهما نحوها ….
علقت (اميمه) حقيبتها الجلدية الصغيرة والتى تضع بها أوراقها على ذراع المقعد الجانبي لتضع حقيبه الحاسوب “اللاب توب” على المقعد الشاغر المجاور لها بينما جلست (سيلا) على يمينها وإضطر (ضيا) للجلوس بمقابلتهم ناظرًا نحو (اميمه) التى إمتقع وجهها أكثر وأكثر وإزاداد إضطرابها بدون سبب ….
ضيا بقلق: (أميمه) ….!!! إنتِ كويسه ….؟!! شكلك تعبانه ؟!
أميمه بإختناق : لأ… أبدًا … قلقانه بس شويه على (مينو) …
سيلا: حتصل بماما على طول أهو …. إطمني …
دقت (سيلا) على السيدة (توتشا) للإطمئنان على (يامن) الذى وجدته (أميمه) نائمًا لتنهي (سيلا) هذا الاتصال السريع ناظرة نحو (اميمه) لتشعرها بالأمان لقلقها المتزايد على هذا الصغير بدون داعي ….
سيلا: كله تمام أهو … و(مينو) نايم ومرتاح … خلاص بقى مفيش داعي للقلق ……
أميمه: اه… اه…
لتدور كلمات كثيرة بداخل عقل (اميمه)….
أميمه لنفسها ” (يامن) كويس أهو .. أمال مالي قلبي حيقف ليه كدة …. حاسه إن فيه حاجة حتحصل .. قلبي مقبوض … مش مرتاحه خالص …”
جالت مرة أخرى بعيناها بتوتر لتصيب كلاً من (سيلا) و(ضيا) بقلق لتوترها المتزايد ….
اميمه: لالالاا ….. أنا مش مرتاحه خالص .. يلا بينا ….
ضيا: إيه إللي حصل بس …. أقعدي بس ناكل ونمشى على طول ….
اميمه: لا … قلبي مقبوض … حاسة أنى مخنوقة ….
سيلا: اهدى شويه يا (أميمه) …. الدنيا تمام خالص …. مفيش داعى للتوتر دة ….
اميمه: لا… مش قادرة …. عايزة أروح … عايزة أمشي دلوقتِ ….!!!!
ضيا: لسه فيه وقت على معاد الطيارة ….!؟؟
اميمه: مش مهم … نطلع من المكان المخنوق دة الأول ….
إستسلم (ضيا) و(سيلا) لطلب (أميمه) لينهضوا جميعًا مجبرين ليشعروها بالراحة من هذا الإضطراب الذى إجتاح نفسها ….
ضيا: فيه باب من هنا … تعالوا نطلع منه بدل ما نرجع كل دة …
سيلا: تمام …
عادت (سيلا) لتحمل حقيبه الحاسوب “اللاب توب” الخاص بـ(أميمه) لتوجه حديثها نحوها …
سيلا: هاتي اللاب توب دة وتعالي نتمشى أنا وإنتِ كدة يمكن تهدي ….
نهضت (أميمه) ومازال شعورها بالتوتر يزداد مما زاد من خفقان قلبها بشدة أيضًا….
تحرك ثلاثتهم نحو الخارج عن طريق الباب الخلفي للفندق ….
__________________________________________
علاء….
ركض (علاء) محاولاً تتبع شبح خيال (أميمه) الذى راوده منذ قليل ليجول فى دوائر مضطربة باحثًا عنها فى كل مكان بعيناه المتعطشة لرؤيتها ….
دقات قلبه التى تسارعت بقوة كلما أقترب نحو مكان تواجدت به منذ قليل ….
أسرع نحو قاعة المطعم الخاص بالفندق وسط تعثرات عديدة لتحرك المارين من حوله بكثرة بعد خروج الوزراء ليمنع تحركه بسهولة للوصول إليها …
توقف لبرهة وقد تسلطت عيناه نحوها وهي جالسة إلى جوار شاب وفتاة ….
شُلت كل حركته وهو ينظر نحوها بشوق كاد أن يهشم قلبه صدره خارجًا منه ليعتنقها بلهفة إشتياق وعشق ….
ذلك القوى الذى تحطم بوجودها لتسرى رجفه بداخله وهو يتابع حركتها وهى تزيح خصلتها الثائرة خلف أذنيها ، ذلك ما تقوم به عندما تضطرب أو تتوتر ….
ها هى حبيبته لا يفصلها بينها وبينه سوى عدة أمتار ….
راحة لقلبه المنهك فقد وجدها أخيرًا ….
لقد عادت إليه الحياه مرة أخرى … فقط يكفيه رؤيتها ….
بعد لحظات إستكانة بسيطة حاول (علاء) التوجه نحوها يملؤه الشوق والحنين …. والندم …
لكن عثرات عدة حالت بينه وبينها بسبب إصطدامه ببعض الأشخاص من شدة توتره خاصة عندما رآها تنهض مع من معها لتختفي مرة أخرى عن ناظريه محاولاً الركض خلفها بأمل اللحاق بها ..
_______________________________________
أميمه….
أوقف (ضيا) إحدى السيارات لإستقلالها ليتجهوا نحو المطار بسرعة حتى تستطيع (أميمه) أن ترتاح قليلاً مما أصابها فجأة ….
___________________________________________
علاء….
بعد معاناة من الوصول إليها لم يلحق بها ليجتاحه اليأس فقد فقدها مرة أخرى كمن يقبض على الماء الذى إنساب من بين يديه و بقيت يداه فارغتان …..
حاول اللحاق بالسيارة دون جدوى …. أخذ يبحث عن سيارة أجرة أخرى ليستقلها لكنه لم يجد سيارة فى القريب ليهبط جاثيًا على ركبتيه بحسرة ليصرخ بتأوه مؤلم لبُعدها من جديد ….
علاء بألم : ااااااااااااااااه …..
لينكس رأسه بإنكسار وحزن بلحظه صمت أبلغ من الكلام …
بعد مرور بعض الوقت مسح (علاء) وجهه بكفيه ليضعهما فوق رأسه بتحسر محاولاً التماسك والنهوض مرة أخرى عائدًا إلى الفندق بخذلان ….
___________________________________________
طارق….
بعدما إنتهت ليلة خطبته الطويلة التى أظهرت بعض الصفات بـ(هايدى) جعلته يشك بتسرعه فى الإختيار بهذه الصورة قبل أن يعرفها جيدًا ويتأكد من طباعها ….
إلا أنه أصر أن يعطيها الفرصة كاملة فهي أيضا لم تعرفه أو تعرف طباعه بعد وربما تتغير بها بعض الأفكار مع مرور الوقت وتوثيق معرفتهم ببعضهم البعض …
لكن لم تكن هناك فرصة للتقابل خلال الأسبوع المنصرم لإنشغال (طارق) ببعض الأعمال الهامة ومتابعو أحد أفراد تنظيم عصابي كبير …
________________________________________
سامر…..
نظر نحو ساعة الحائط المعلقة بالمكتب مرة أخرى متسائلاً …
سامر: هو الوقت مش بيعدي ليه بس…. هانت …. هانت أوى …. كلها كام ساعة و(حوريه) توصل بالسلامة …. ياااه يا حوريه … مكنتش متخيل إنك وحشاني أوى كدة بجد … ثلاث سنين … ثلاث سنين يا حبيبتي عدوا كأنهم عمر تاني …. بس خلاص … مش باقى إلا كام ساعة بس ….
_____________________________________________
حوريه….
قبعت بالفندق لأسبوع كامل حتى تستعيد عافيتها بعد إجرائها لهذه العملية الجراحية …
ربما يكون هذا هو السبب الظاهري لكنها بداخلها أصبحت تخشى أن تتعامل مع أى شخص ربما يتشابه مع (عماد) … أو ربما يعود (عماد) مرة أخرى فهى غير مصدقة بعد أنه قد مات وتركها بهذه السهولة ….
كانت تراه بصحوها ونومها وكأنه مات وترك لعنته تحاوطها وتسلب روحها …
لم تصدق (حوريه) نفسها بأنها ستعود اليوم إلى بلدها وأمانها وعائلتها فهى تشعر بأنها طائر محلق بحرية بعد سجن طويل …
حوريه: عمري ما حكرر غلطتي تاني … عمري ما حفكر حتى إنى أكرر نفس التجربة تانى أبدًا …. كلهم فى الأول زى بعض … وبعد كدة بيبقوا (عماد) …
رجفة أصابتها بذعر لحظة تذكرها له وذكر إسمه لتطل عيناه القاتمتان أمام مرآها وهو يضيقهما غضبًا لتظهر لمعانهما المخيف لتشعر بألم صفعة لها ، تلك الصفعة التى تهوى على الأرض كلما صفعها بها من قوتها الغاشمة ، صفعة كانت هى دائمًا الرد الأول على أى كلمة تتفوه بها ….
وضعت (حوريه) يدها على وجنتها وكأنها صفعت منه للتو لتجلس بهدوء على طرف الفراش تتحسر على ما آلت إليه حالتها بعدما كانت إشراقة إبتسامتها تنير عتمة الكون كله …
إستطاع أن يكسرها بالفعل …. كسر لن ينجبر أبدًا …
__________________________________________
علاء….
حرك قدماه ببطء دالفًا إلى داخل الفندق مرة أخرى مارًا بقاعه المطعم لترتفع عيناه بحسرة نحو الطاولة التى كانت تجلس عليها منذ قليل ….
إبتلع ريقه بألم وهو يتخيلها مازالت جالسة تنتظره ليضيق عيناه وهو ينظر نحو الطاولة ليجد أن هناك شئ معلق بذراع المقعد ….
إقترب بلهفة منتزعه ينظر نحوه بشدة متفحصا إياه …
حقيبة جلدية صغيرة ذات ذراع طويل تبسم (علاء) بسعادة وهو يتذكر تلك الحقيبة التى أهداها لها بيوم ميلادها ، تلك الحقيبة التى صنعت خصيصًا لها ونقش عليها حرفي إسميهما بالإنجليزية …
تمسك (علاء) بالحقيبة بقوة متلهفًا لصاحبتها وهو يدنيها منه لتفوح منها عطر الياسمين ، عشقه الذى يذكره بها …..
جلس على المقعد مسندًا على الطاولة ليفتح الحقيبة التى كانت تحتوى على بعض الأوراق فقط …
أخذ يتفحص محتوى الأوراق ليستاء جدًا منها ضاربًا بيده بقوة وعصبية فوق المنضدة ، أفزع المحيطين به داخل المطعم ….
تشدق برأسه باحثًا بعينيه كمن يبحث عن فريسته ليطل نحو أحدهم كمن وجد ضالته ليطلب منه بالإنجليزية الإقتراب منه قليلاً ….
تقدم الشاب نحو (علاء) بعد طلب الأخير له متسائلاً إذا كان يستطيع أن يساعده بشئ ….
ليتحدث معه (علاء) بإنجليزية طليقة ….
علاء: رجاء … هل من الممكن أن توضح لي ماذا كتب بتلك الأوراق … فهى مكتوبة بالتركيه وأنا لا أجيدها على الإطلاق …
الشاب: حسنًا ….
نظر الشاب إلى الأوراق متفهمًا محتواها بدقة قبل أن يردف قائلاً …
الشاب: هذه أوراق عن إجتماع مع إحدى الشركات الخاصة بتصنيع الملابس ودور الأزياء … هذا الإجتماع كان بتاريخ اليوم … فى مهرجان الصناعة المقام هنا بأنقرة …
علاء: و …. ما إسم صاحبة الدعوة من فضلك …؟!!
الشاب: (أميمه السكرى) ..
تراقص قلبه فرحا … انها هي …. نعم … هي ياسمينته … حبيبته …
علاء: هل لك أن توضح لى عنوانها بالتفصيل … اااا… لأعيد إليها حقيبتها .. من فضلك …
الشاب بتفهم: حسنًا …. هذا العنوان بإسطنبول …. ها هو …. ذلك هو العنوان بالتفصيل …..
وأشار الشاب بإتجاه خانة العنوان الموضح بالأوراق وهو يمد يده بها إلى (علاء) الذى أسرع بإلتقاطه وكأنه يمسك بأمله الوحيد بين يديه …
فأخيرًا فرصة ولن يضيعها … سيستعيد حبيبته … تلك فرصته الأخيرة ..
____________________________________________
اميمه…..
أفاقت أميمه من غيمتها التى أحاطت بها لتدرك فجأة أن حقيبتها ليست معها …..
أميمه بفزع: شنطتي …؟!!! شنطتي فين ..؟!!
سيلا : مش عارفه …. هى مش معاكِ …؟!!
اميمه: لأ …. لاااااااااااا …. باين نسيتها فى المطعم ….
ضيا: إحنا خلاص فى المطار …. مش معقول حنرجع تاني … هى فيها إيه …؟!!
اميمه: الفاكسات بتاعه الميتنج …. وكدة ….
ضيا: يعنى ورق مش مهم أوى … خلاص إحنا حضرنا الميتنج وكله تمام ….
اميمه بحزن: بس ….. الشنطة ….. أنا بحب الشنطه دى ….
نظر (ضيا) بحب بإتجاه (أميمه) التى تأثرت جداً بفقدانها لحقيبتها …..
ضيا: حجيب لك أحسن منها ….
إبتلعت (أميمه) ريقها بألم وهى توارى حزنها لفقدها هذه الحقيبة بالخصوص ….
اميمه: أصل… الشنطة دى كانت عزيزة على قلبي أوى ….
ضيا: فداكِ …. الدنيا كلها فداكِ …..
تراجعت (اميمه) بضع خطوات لتجلس بجوار (سيلا) بإحباط ….
لم تستطع أن توضح لهم لماذا تحب تلك الحقيبة ولم حزنت لفقدانها …. أستفقدها هى أيضًا مثلما فقدت كل شي يخصهما معًا ….
أحان وقت الإبتعاد عن كل ما يخصه الآن …..
هل هي النهاية …
أهذه هى ذكرياتها الأخيرة معه … ستضيع كلها …
___________________________________________
علاء..
أسرع باللحاق بفريقه المصاحب للوزير وقد ملأه الأمل ، فقد علم أخيرًا مكانها وسيصل إليها قريبًا …
احمد: دة مش تصرف مسؤول أبدًا يا (علاء) … أنت فاهم شغلنا وأهميته … مكنش ينفع تمشى بالصورة دى ..
(علاء) غير مبالي بحديث (أحمد) على الإطلاق …
علاء: الوزير … سأل عني ….؟!!
احمد: أيوة وفهمته أننا كان لازم نتمم إجراءات هناك وإنك بقيت عشان كدة .. عد الجمايل …
علاء بإمتنان: شكرًا يا (أحمد) … بجد كانت مسألة حياة أو موت بالنسبة لي …..
أحمد: عدت على خير الحمد لله … وأنت برضه ليك عندى جميل ولازم أرده يوم تعب (زياد) إبني ..
علاء: شكرًا يا (أحمد) … طيب أنا داخل لمعالى الوزير محتاج أكلمه ضرورى ….
احمد: ماشى …
أسرع (علاء) لمقابلة الوزير ليطلب منه إجازة إستثنائية لقضاء موضوع هام للغاية … خاصة وهو لم يطلب أى إجازة من أى نوع منذ سنوات …
وبالفعل وافق على منحه تلك الإجازة القصيرة فهو ضابط ممتاز ويستحق أن يلبى طلبه فورًا …
ليترك (علاء) قيادة المجموعة إلى (أحمد) ليبدأ طريقه لإعادة (أميمه) …..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذكريات مجهولة)