رواية ذرية فاسدة الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى
رواية ذرية فاسدة الجزء الثاني
رواية ذرية فاسدة البارت الثاني
رواية ذرية فاسدة الحلقة الثانية
مع العلم أنني شخص يكره كثيراً الحُكم على الأخرين . ولكنني أمقُت وبِشدة هؤلاء المُتصنعين الذين يعتقدون أنهم وحدهم يمتلكون عقول تجعلهم في محاولات مُستمرة إاستغلال غيرهم عن طريق كسب الإستعطاف والشفقة ف يحصلون على كل الإهتمام لشيء ما غير حقيقي
لكن تلك الفتاة الجالسة أمامي تتحسس وجهي لا يبدو أنها من ذلك القطيع القذر ، البراءة تتملك ملامحها النقية رغم أن جمالها متوسط ويوجد في المكان حولنا أكثر من فتاة جميلة إلا أنها مُميزة ومُلفتة للأنظار بطريقة تجعلها محط أنظار الجميع .. تخلت عن عصاها لتستند بجسدها النحيل على رفيقتها تلك ، وفي حقيقة الأمر كُنت قد أتيت اليوم حتى أكشف كذبها أمام العامة ولكن يبدو أنني مُخطيء وتسرعت في حُكمي عليها
– عُمر قاسم الكاشف
لمست هي وشه بصوابعها وهي بتحسس على عينيه ودقنه وشفايفه ، غمض عُمر عينيه بإنسجام معاها ف قالت هي بهدوء : ربنا مبيديش كل شيء يعني إنت جميل الملامح سليط اللسان
الناس اللي حواليهم ضحكوا ف قال عمر : أول مرة أعرف إن ضعف النظر بيخفف الدم
ملامحها بهتت من كلامه القاسي شوية ولكنها تمالكت نفسها وإبتسمت بهدوء وقالت : ربنا يحفظلك نعمة بصرك وما يحرمك منها
بدات ترسم وحس عمر بالإحراج من ذوقها .. مش كُل الناس كانوا مندمجين معاهم كان في ناس قاعدين على ترابيزاتهم عادي
سمع عمر بنت بتتكلم مع واحد قاعد قدامها وهي بتعيط وبتقول : والله ما ليا علاقة بيه هو كلمني وأنا تجاهلته الصور اللي معاك دي لو إتبعتت لبابا هيحصله حاجة مش هيستحمل قلبه ضعيف
الشاب اللي قدامها بلا مبالاة : طالما خايفة عليه أوي كدا يا شمال محترمتيش نفسك ليه إنتي اللي زيك أخره شوية الصور اللي معايا
بدات البنت تعيط بهستيريا وتقوله : طب إنت عاوز إيه هعملهولك أبوس إيدك !
رجع الشاب ظهره لورا بأريحية وقال : تحترمي نفسك معايا كدا وتتعلمي الأدب
البنت بذُل وعياط : حاضر بس بلاش بابا والنبي
قام عُمر وساب الرسامة وهي حست إنه قام ، إتجه بخطوات بسيطة للترابيزة وقعد على الكُرسي اللي بينهم
البنت خافت شوية لإنها فكرت عُمر تبعه ، أما الشاب بصله برفعة حاجب وقال : إنت أعمى يعني ولا إيه حكايتك مش شايف الترابيزة قاعد عليها ناس ؟
عُمر رجع ظهره لورا وبص للشاب وقال : مش مكسوف من نفسم تبقى شحط كدا وقاعد تتلاعب بمشاعر بنت وتخوفها ؟
الشاب بعصبية وقف وقال : وإنت مال أمك رامي ودانك معانا ليه !!
وقف عُمر بهدوء وهو بيقلع ساعة إيده وفجأه مسك الواد من قميصه وخبطه بالدماغ وقعه على الأرض ، قعد عُمر فوقه وهو بيخبط راسه جامد في الأرض والبنت عمالة تصرُخ من الخوف والناس بيدوروا على أمن برا أو مسؤول
سحب عُمر التليفون من جيب الواد وخرج بسرعة من المكان وسابه فاقد الوعي
أما الرسامة ف خافت تماماً راحت أخدتها المُرافقة بتاعتها وخرجتها بهدوء ..
* في فيلا قاسم الكاشف
كانت ريما واقفة في المطبخ بتعمل شوربة .. دخلت عليها تيا وهي بتقول : مامي هو الغدا إنهاردة شوربة ؟
إتفزعت ريما وهي بتقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، جيتي إمتى من المدرسة هو مش لسه فاضل وقت ؟
تيا بلماضة : بصراحة كدا أنا تعبانة ف بابي مرضاش يوديني وأنا في الحالة دي راح الشركة والسواق رجعني تاني ..
ريما بغيظ : ماشي يا قاسم ، بقى البت البلية دي تتحكم فيك وتخليها تمشي كلامها !
تيا : المهم مقولتيش هو الغدا إنهاردة شوربة ؟
غرفت ريما من الشوربة وهي بتقول : الشوربة دي معمولة مخصوص عشان عامر ، تعبان يا حبيبي البرد تاعبه مع إنه كان كويس الصُبح
إتفتح باب الفيلا ودخل حد متعصب ..
ريما بصوت عالي من المطبخ : يا أُستاذ عُمر
لف عُمر ودخل المطبخ وهو بيقول : عاملة إيه يا بطوط
ريما بنظرة دلع : يخواتي يا ناس ، إيه التكشيرة اللي على وشه دي ؟
تيا بهمس لريما : إسأليه كُنت فين يا مامي
عُمر بعصبية خضت تيا : وإنتي مالك يا بت شاغله دماعك ليه ، إخفي من قُدامي !
بصت ريما لتيا المخضوضة راحت حضناها وهي بتقول : يخلابي لا يا صغنن متخافش ، إخص عليك يا عُمر بتخُضها ليه ..
أحطلك شوربة ؟
عُمر وهو بيبوس راس ريما : مش عاوز تسلم إيدك أنا نعسان بس ، هطلع أنام شوية ولما أصحى هبقى أكُل
طلع عُمر لأوضته وسابهم وقفل الباب عليه
خرج الفون بتاع شاب الكافيه من جيبه وجه يفتحه لقى في باسوورد للفون ف رماه على السرير بعصبية وهو بيحاول يفتكر أبوه علمه يفتح التليفونات إزاي عشان لو نسي باسوورد فونه أو حاجة
راح مسك الفون وراح ناحية اللابتوب بتاعه ووصله بيه
* في غُرفة عامر
دخلت ريما بصينية الشوربة وهي بتقول : حبيب مامي سلامتك يا روحي ، يلا إتعدل عملتلك شوربة حلوة أوي
عامر بصُداع وتعب : مش قادر بجد ، هو عُمر جه !
ريما وهي بتقرب المعلقة من بوقه : أه أول ما جه دخل أوضته وقفل على نفسه ، عاوزه في حاجة ؟
عامر بتعب وهو بيتعدل : بسأل بس عشان سمعت صوت باب أوضته بيتقفل
ريما بشك : بس هو بيقعد قُدام اللابتوب كتير أوي كدا ليه ؟ بيعمل إيه يعني !
عامر شرب المعلقة وهو بيقول بتوتر : مش عارف أنا مبقعدش معاه ، بس هو وبابا عامة بيحبوا اللابتوب والسمارت فون ف هتلاقيهم قاعدين عليهم كتير
ريما حطت الصينية على عامر وهي بتقول : كمل إنت الشوربة عشان طنط سيا جت تحت ولازم أقعد معاها
خرجت من الأوضة ونزلت تحت لقت سيا قاعدة ومرجعة راسها لورا
ريما بسعادة : وحشاني يا سو والله
سيا بنفس الإبتسامة : وإنتي أكتر عشان كدا باجي أشوفك مش زيك
ريما وهي بتقعد : والله غضب عني ، عامر تعبان وعُمر مبقتش فهماه والبت اللمضة تيا مجنناني ، سيبك إنتي من دوشة العيال بدر صحته عاملة إيه إوعي يكون بياكُل سُكريات !
سيا بضحكة : لا طبعاً أنا قاعدة فوق راسه كُل أكله هيلثي وبياكل نشويات والله وسُكريات بس بكميات معقولة ، زي الفل المهم ماله عُمر مش فهماه ليه ؟
بصت ريما وراها ورجعت بصت لسيا وهي بتقول بهمس : بيخرج كتير الصُبح ومش مُلتزم بمُحاضراته في الكُلية ، و٢٤ ساعة قاعد على اللابتوب حتى الأكل بيأجله عشان يقعد عليه
سيا بقلق : طب ما تقطعي النت عنهم أو شيلي اللابتوب
ضحكت ريما وهي بتقول : ياختاااي ههههه يبقى متعرفيش عُمر ، عُمر بالذات نُسخة قاسم والله كإني شايفة قاسم قُدامي .. في الغضب والشخصية وحتى هدوءه ، أومال إنتي فاكرة واخد حكاية اللابتوب دي منين ما هو من أبوه
سيا : لا كدا غلط دا حتى قاسم هدي عن زمان
* في غُرفة عُمر
كان ماسك الفون بتاع الشاب وبيتكلم فيه وهو واقف قُدام حوض السمك بتاعه وبيقول في الفون : الدُنيا دي عاملة زي حوض السمك ( بيحب السمك زي أبوه )
الشاب بغضب : إنت هترجعلي تليفوني ولا لا دا عليه حجات مُهمة !
عُمر ببرود : حجات إيه يا معلم اللي تهمك على الفون ؟
الشاب نفذ صبره وقال : وحياة أمك لأجيبك وهروح أعمل محضر بسرقة الفون
عُمر وهو بيحُط أكل للسمك : ١٢٢
الشاب : بتقول إيه ؟
عُمر بصوت أوضح : رقم الشُرطة ١٢٢ متتنحش وروح إعمل المحضر ، أنا عاوزك تعمل مشاوير وتروح وتيجي والفون معايا وأنا قاعد مرتاح
الشاب جر ناعم وقال : طب تاخد كام وترجعهولي ؟؟
ضحك عُمر وقال : دا باين الحجات دي تهمك أوي بقى ، جبت ورا بسُرعة
الشاب : يا معلم إحنا شباب زي بعض وشكلك بتلاعبني بس هترجعهولي
عُمر بإستفزاز وهو قاعد وفارد رجليه فوق مكتبه : إنت اللي زيك ميشيلش فون ، إنت اللي زيك يقعد جنب أمه تدورله على عروسة عشان هو *****
الشاب فقد أعصابه وقال : وحياة اللي جابوا ***** لا ه *****
قفل عُمر المُكالمة وهو مرجع راسه لورا وبيضحك جامد
رمى الفون على المكتب وخرج من أوضته عشان يجيب حاجة يشربها ، وهو ماشي في ممر الغُرف سمع صوت تيا في أوضتها
فتح الباب بالراحة وهي مسمعتش عشان حاطة السماعات وبتتكلم فيديو كول مع ولد
عُمر برق وهو داخل ولقاها بتقول : مجيتش إنهاردة عشان تعبانة ، وحشتك ؟؟ الفصل فاضي من غيري !
قلع عُمر حزامه ونزل على ظهرها جامد
صوتت تيا وهي بتقول : يا مامااااااااا
مسكها من شعرها وهو بيقول : وحشتك !! يا بنت ال ****
ضربها بالقلم ف صوتت
عُمر وهو بيضغط على سنانه : مين دا ؟؟ بتكلميه فيديو ليييه
ردي على أمييي
دخل عامر وهو تعبان وبيقول : ياعم مينفعش تمد إيدك عليها سيبها يا عُمر
عُمر زقه لورا جامد وهو بيقول : لا بس ينفع تلبسنا إحنا وأبوك قرون !! إخررس إنت
ضربها عُمر بالقلم تاني وهو بيقول : بتكلميه فيديو ليه يا بنت ال **** ، عوزاه ياخد سكرينات ويفضحك ويفضحنا ويطلب فلوس من أبوكي ؟
ضربها تاني ف عيطت وهي بتترعش ف قال عُمر بغضب : هم*وتك إنهاردة ، أنتي متعرفيش الحوارات الوس*خة اللي بتحصل أنا خايف عليكي يا بنت ال ****
حدفها على السرير ف حضنها عامر وهو بيقول بعصبية : بتضربها لييه دي أختنا الوحيدة !! ملناش غيرها
دخلت ريما جري ووراها سيا لقت بنتها تيا وشها وارم وبتعيط وبتترعش في حُضن عامر
ريما بخضة : يا حبيبتي يا بنتي !! بتضربها لييه ؟
إتنفس عُمر جامد ورا بعض وهو شايف سيا ف مرضاش يقول
سحب تليفون تيا وحطه في جيبه
قبل ما يتحرك لقى قاسم واقف وباصص لتيا بصدمة وهت بيقول بنبرة غاضبة : مين مد إيده على تيا !
عُمر بثبات : أنا .. بس عش..
مكملش جُملته راح ض*اربه قاسم كف جامد على وشه سمع في البيت كُله
شهقت ريما وهي مغطية بوقها وتيا بطلت عياط وهي مصدومة
بص عُمر لقاسم بتحدي وقال : خلصت كدا ، من إنهاردة إنتوا برا عني وحياتكم متخُصنيش
خرج فون تيا من جيبه وحدفه جامد على الأرض ف إتكسر ..
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (ذرية فاسدة)