رواية ذاتي أين الفصل العاشر 10 بقلم ولاء عمر
رواية ذاتي أين البارت العاشر
رواية ذاتي أين الجزء العاشر
رواية ذاتي أين الحلقة العاشرة
– يعني حضرتك جاي علشان المسمى الوظيفي لكن غير كدا برستيجك ميسمحلكش صح؟
– أكيد طبعاً؛ أومال يعني أخد حد أقل مني .
فهمت دماغه خلاص فسألته بنفس البرود وابتسامة صفرا:- آه آه طبعاً مينفعش، حضرتك لازم تأخد يا دكتورة يا إما مهندسة مش صح؟
– لاء دكتورة علشان المهندسين نرجسيين.
– ملهمش حق الصراحة، هما مفكرين نفسهم دكاترة؟
– لاء طبعاً أستغفر الله.
رجع يسأل تاني.
– أنتِ تخصص نساء وتوليد صح ؟
– أيوا.
– الستات المفروض تبقى تخصص أطفال، يعني أنا مثلاً كان نفسي تبقي تخصص أطفال علشان يبقى فيه توافق.
بحاول ما اتعصبش وأخرج عن شعوري، إيه الاستفزاز دا؟! ناقص يشكلني، مفكرني عجيبنة!!
– أها وحضرتك بقى تخصص إيه علشان حكاية التوافق دي؟
– أنا دكتور أسنان.
– وإيه علاقة الأسنان بالأطفال؟
– أنا حابب كدا.
إبتسمت إبتسامة جانبية وبصيت ليه بترفع علشان أرد عليه:
– معلش يا دكتور بقى إنت عارف يعني إن طب بشري عندنا في مصر أعلى من أسنان.
بحلق ليا وإتكلم وهو في طريقه إنه يتعصب وقال:- تقصدي إيه يا دكتورة؟
– اللي حضرتك سمعته.
– أنا أصلاً مكنتش موافق من الأول وبابا هو اللي أصّر.
– مالك بس يا دكتور متضايق ليه؟
– بتقلي مني ومش عايزاني اتضايق؟
رديت على سؤاله بسؤال:- بتتنمرد عليا وبتفرد نفسك وعايزني أسكت لك؟
– كل شيء قسمة ونصيب، ما اخدش أنا واحدة بترد عليا الكلمة بكلمة، علشان الست المفروض تسمع وتطيع.
– حد مفهم حضرتك إنك جاي تشتري جارية؟!
بعد حوار مستفز وشد وجذب دخل الاهل، كان هو مبتسم إبتسامة صفرا سمجة تشبه لشخصيته، وأنا قاعدة بكل برود، اكتشفت إنه زيّه زي أهله، كلهم نفس التفكير. بعد العديد والعديد من السلامات اللي في الظاهر حارة بس هي باردة قاموا علشان يمشوا، بابا وماما طلعوا معاهم لحد الباب ذوقيًا.
ريحت ضهري على الركنة، كريم وسليم ومنه قربوا ووقفوا فوق رأسي.
– قولي لنا عملتي إيه؟ وإيه رأيك في العريس، شايفه شكله حلو؟ ملامحه حلوة؟ إرتاحتي؟ هتوافقي؟
– إيه يا منه بجد إيه؟!!
كمل كريم:- أجهز طيب البدلة أو الطقم اللي هلبسه؟
سكت لحظة وبعدين بص لسليم وسأله:- تفتكر أحلى ألبس طقم ولا بدلة ساعة الخطوبة؟
– إيه يا حبيبي إنت وهي؟! إيه بجد، سيبولي فرصة اتنفس طيب حتى! وبعدين مستعجلين على مشياني كدا ليه؟
كملت وأنا باصة لسليم ومبتسمة:- سولي حبيبي هو اللي مش عامل زيكم؛ يلا واحد أحسن من اتنين .
رد سليم وهو بيطبطب على رأسي:- أنا أصلاً محبيتش العريس دا، متوافقيش.
– أنا مش هوافق فعلاً، دا ذكوري متعـ.ـفن بجد! تخيل إنه معايزش يبقى ليا رأي في حاجة ؟! لاء وإيه بيقولي أنتِ ليه مطلعتيش دكتورة أطفال، أصلي حاسس إن كان هيبقى فيه توافق أكتر بيننا وبيبص ليا بقرف!!
كلهم ضحكوا على كلامي، حتى بابا وماما.
– عن نفسي ما أقدرش اسلمك لواحد شايف نفسه عليكي، بنتي تستحق الدلع كله، تستاهل حد يشيلها في عينه.
كانت جملة ماما اللي قربت مني وحضنتني وساعتها عيني دمعت وأنا فرحانة بإهتمامها.
قال بابا كمان:- محسيتش إنه حد فاهم القوامة صح، أو حد هيعرف يكون حنين عليكي، أنا كمان مش موافق.
قضينا السهرة بنأكل من الجاتوه بتاع العريس اللي رفضناه.
بعدها بتلات أيام كنت قاعدة في جنينة المستشفى وحسيت بإن في حد شاركني المقعد، عدلت وشي وكان عدي.
اتخضيت آه يا جماعة ما أصل هو كان في بالي، سرعة التجسيد والطلوع من دماغي. مد ليا طبق سوليفان، خدته منه في حركة تلقائية مني وأنا بسأل بصوت واطي:
– إيه دا؟
– بشاميل.
– بشاميل؟! مكرونة بشاميل ؟!
– اومال يعني جايب بشاميل بس من غير مكرونة ؟!
– أحم لاء.. يعني بسأل.
كملت وأنا بسأله:- إنت شايفني جعانة علشان تجيب لي بشاميل؟ لا يا فندم!.
مسح وشه بنفاذ صبر وهو بيقول :- المفروض إن إيه أكتر أكلة بتحبيها؟
رديت بهدوء:- بشاميل.
ـ وأنا جايب لك إيه؟
-بشاميل.
قولتها ببساطة وبعدها أدركت معنى الكلام، حطيت إيدي على بوقي في حركة تلقائية ظهرت فيها بسمتي بكسوف وأنا بقول بصوت متوتر:- يا أدي الكسوف حضرتك يا أدي الكسوف.
رجعت سألت تاني:- إنت عرفت منين إن أنا بحبها؟
– بصراحة يعني سألت منال اللي كانت صاحبتك في المطعم، وهي طلعت عارفة.
طلع مهم!! مهتم .. مش قادرة أصدق ولا أستعوب، أو إيه دا المفروض أبقى مصدقة ومستوعبة لأنه قالي إنه هيطلب إيدي. بس هو اختفى فترة والفترة دي كانت سايبة فراغ كبير جوايا؛ فسألته :
– ليه اختفيت المدة دي كلها؟!
– كان عندي مشاكل في الشغل كتيرة ، بخلص فيها.
هزيت رأسي ليه وأنا ساكته مش عارفه أقول إيه؛ أو مفيش غير إن غيابه وعدم وجوده مخلي الحياة مملة وملهاش طعم، رتيبة، في حقيقة الأمر وجوده بيدي ليومي طعم، مابالي لو فضل فيها دائماً!
كنت قاعدة ساكتة بس متونسة بوجوده، لحد ما خد قرار أسأل عن سؤال كان مثير فضولي بقاله كتير اوي.
– عندي سؤال.
– اتفضلي.
– ازاي قدرت تعمل سلسلة المطاعم بتاعتك دي بالرغم من إن سنك مش كبير؟
– سلسلة؟! يا بنتي هما تلات مطاعم.
– يعني سلسلة برضوا! عندي فضول أعرف.
– ماشي يا دكتورة.
قعد وإتربع وبدأ يحكي:- الحقيقة إن من وأنا صغير وأنا نفسي يبقى عندي مطعم وأكبره وأتعرف والناس تحبه، لحد ما قعدت مع أبويا وعملت إتفاق وأنا في ثانوي، يعني كنت داخل تالتة ثانوي، ساعتها هو قعد معايا واتفقنا إن أنا هجيب مجموع عالي وأفرحه في مقابل إنه يساعدني إني أفتح المطعم اللي نفسي فيه من صغري.
كنت بدأت أكل في المكرونة الطِعمة اللذيذة، وبقوله يكمل، ضحك وكمل:- بعدها فعلاً ربنا كرمني وجيبت مجموع عالي فعلاً، وجيبت مجموع كلية هندسة.
سألته وأنا مصدومة:- oh my god يعني إنت مهندس ؟!
ضحك وكمل:- لاء ما أنا مفلحتش فيها الصراحة علشان كنت عايز أركز في المطعم وأنجحه، فحولت لتجارة وسبحان الله فلحت فيها وطلعت منه بتقدير امتياز، وربنا كرمني والمطعم إتعرف.
سألت تاني:- يعني مواجهتش صعوبة في الشغل؟ قصدي يعني المطعم إتعرف على طول؟!
حط إيده على خده وهو بيقول :- مين قال إن أنا مواجهتش صعوبة؟ بالعكس الموضوع ساعتها كان معقد جداً ومش راضي يتحل وواجهت صعوبة في حاجات كتيرة كانت بدايتهم التريقة من إن حد صغير قدي يقدر يعمل حاجة زيّ كدا! أو إني أعرف أديره، لحد ما إيه بقى؟ لحد ما كنت ماشي في مرة كدا مع نفسي وافتكرت نصايح ابويا وأنا صغير لما قالي كل ما تواجهك مشكلة ومش عارف تحلها ساعتها طلع صدقة لوجه الله بنية حل مشكلتك وفعلاً يتحل.
– وإتحل؟
– الحمد لله بعد تلات أيام ربنا كرمني والمطعم بدأ يبقى ليه زباين بعد ما كان فاضي، الموضوع دا شجعني على إني أطلع صدقة وأداوم عليها، علشان ربنا بيكرمني وفعلاً بتتحل.
– حاسة إني عايزة أقولك إني proud of you قوي بجد.
– حاسس إني عايز أقولك تقبلي بيا كـ زوج وونس ليكي ونكمل بعض في المستقبل، بس أنا هقولهالك بقى قدام أهلك الليلة، سلام يا دكتورة.
قام من مكانه بحماس، هو مشي بس أثره لسه موجود، و…وكلامه. قومت بعد ما مشي وكان البريك وقته ودخلت كملت شغلي، اللي مؤخراً بقيت متقبلاه وحساه إن فعلاً مكاني وبقيت راضية. حاسة دلوقتي إني بخفة الفراشة وإبتسامتي قالبة لضحكة.
بعد يومين كان مكلم بابا فعلاً وجايين هو وأهله بالليل، اليوم دا أنا اللي أجزت علشان أجهز فيه.
– أنا متوترة يا منه.
– إجمدي يا أيوش، دا أنتِ مستنية اللحظة دي من زمان.
– خايفة بابا ميبقاش موافق ويرفض .
– يا حبيبتي باباكي أصلاً فرحان بيه أكتر منك.
– بجد ؟!
– بجد.
شيلت الصينية وطلعت بيها وأنا جوايا كم كبير من التوتر، مزيج من مشاعر كتير، خجل، توتر، فرح ودقات قلب وكإنها داخلة سباق ماراثون.
قعدت بعد ما سلمت عليهم،مد ليا بوكيه ورد لونه سكري مكتوب عليه ” صبُرت ونلتُ شَمسًا.” متغلف بورق شبه بتاع المرسال.
قعدته هو أهله كانت خفيفة، لطيفة، محببة للعيلة كلها، بابا طلع مهندس ومامته كانت مدرسة وأخته مترجمة، وأخته التانية مهندسة. عيلة كل واحد فيهم طلع الحاجة اللى هو حاببها،مترابطة وحابين بعض.
– جاي أنا وبوكيه الورد نطلب وردة حياتي اللي هتزهر لي عمري كله.
ابتسمت بخجل فكمل:- الواحد مننا بيفضل عايش عمره فاكر إنه قوي لوحده ومش محتاج لحد يسنده ولا حد يونسه، لحد ما قلبه يدق، ساعتها بيعرف إن الرحلة مينفعش تكون فردية، وإن اللي قلبه دق ليها هي ونيسته، بعدها بيكون فاكر إنه ممكن يكون من أقوى الرجال، فيلاقي نفسه مش بيقوى غير بيها.
اتحولت ابتسامتي لضحكة، ولمعة عيني ساعتها كأنها منورة، حسيت كإني فراشة والبيت بجدرانه لا تسعه أجنحتي.
النهاردة الخطوبة، خطوبتي على حبيب عمري وهنا أيامي دلوقتي في تجمع العيلتين وبنلبس الخواتم وفي الخلفية صوت الست أم كلثوم بتغني وبتقول”
” يا حبيب امبارح وحبيب دلوقتي
يا حبيبي لبكرا وفي آخر وقتي.”
رجعت ترددها من تاني ومعناها صوت الزغاريد حوالينا.
وفي لحظة تجمعنا كلنا ثبتت الموبايل وخدت صور جماعية لينا، لحظتها بابا كان حاضن كريم اللي علاقتهم اتصلحت مع بعض وجنبه ماما، وسليم شايل سيليا وحاطط ايده على كتف منه، وعمو مقرب طنط منه وجنبه بناته واجوزتهم وأولادهم وأنا وعدي في النص.
دي مش النهاية؛ دي بداية قصة جديدة بتحديات جديدة مع ونسي وأُنسي، وعيلتي اللي كبرت.
” وعن الذي ظن أنه تائه لا يعلم أين ذاته؛ هو بحث عنها دهرًا، وعمرًا، ووجدها حينها، ووجد معها عمره، وعائلته، وحبه وهواه، هو ظن أنه لا مفر، حتى وجد مفره، ونفسه ومعها العوض الذي كان يبيت منظره كل ليلة.”
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذاتي أين)