رواية ذاتي أين الفصل السادس 6 بقلم ولاء عمر
رواية ذاتي أين البارت السادس
رواية ذاتي أين الجزء السادس
رواية ذاتي أين الحلقة السادسة
بعد تمن شهور من سنة الإمتياز والمرمطة اللي فيها جاية أقول كلام كتير أهمه إن أنا منستش عُدي ولا راح عن بالي ولا غفلت عنه، وقلبي كان بيدعي له يكون كويس وبخير ويكون خير ليا لو نصيبي، إزاي وفين وإمتى معرفش.
تمن شهور إتغيرت حياتنا واتحولت تحول غريب، عجيب بس حلو، كل حاجة كانت خطوة خطوة مفيش تغير حصل مرة واحدة وبين يوم وليلة، ماما بقت أهدى حتى لو مش قريبين، بابا وللعجيب بقى بيقعد ويتناقش معانا ويتكلم عادي جداً، أو هو مش عادي؛ هو حلو بس غريب!
كمان ماما وبابا راحوا عملوا عُمرة، بابا حكالنا كتير عن الشاب اللي ساعده هناك وكان معاه لما تعب. بابا حب الشاب دا جداً وحكى لنا عنه كتير.
– د. أية محتاجينك في الطوارئ في حادثة حصلت والاسعاف جاية بالمصابين، بيقولوا إن كذا شخص .
طلعت وراها وأنا قلبي واقع في رجليا، أنا آه معرفش مين هما، ولا ليا صلة بيهم بس الحوادث مرعبة، مريبة وتخوف. تخيل تبقى ماشي على الطريق في أمان الله رامي الدنيا وهمومها على كتافك، شايل همومها، ناسي اخرتك وانك معملتش ليها حاجة تقدر تقابل بيها ربنا وفجأة وبلا أي مقدمات؛ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن والطريق تخلى بيك والعربية اللي أنت سايقها تخونك فراملها وهوب تقولك مع السلامة.
دقايق ودخل الممرضين بالترولي وبدأنا نسعف المصابين والحمد لله إصاباتهم كانت مش صعبة ماعدا واحد فيهم كان في جرح كبير في إيده، دا غير جرح رجله ودا اللي سمعته من حد من الدكاترة.
بس أنا علشان كنت مشغولة مع حالة تانية معرفتش أشوفه، بعد ما الدكتور عمله جبيرة في رجله وخيط له جرح إيده و….. لحظة، شيف عُدي! هار اسوح!!!
دا أنا لو بحسدك مش هلحق أصيبك يا ابن الحلال، أعيط طيب دلوقتي ؟! أعيط بجد؟!!!
عملت حاجة متهورة ألا وهي إني روحت أطمئن عليه، آه ما أنا مش هقعد كتير قلبي واكلني عليه.
كنت بفرك في إيدي من التوتر وأنا داخلة، خدت الخطوة وإتكلمت:- شيف عُدي، ألف سلامة على حضرتك.
إتكلم بوهن:- الله يسلمك يا دكتورة.
مقدرتش مخافش عليه فسألته:- طيب هي الجروح خطيرة؟ يعني ءا..
معرفتش أكمل أقول إيه! رد هو عليا بيطمني:- لاء يعني الحمد لله، ربنا ستر لأن لولا ستر ربنا مكنتش طلعت منها سليم.
شهقت بخضة وخوف سرى جوايا وأنا بقول:- بعيد الشر على حضرتك، الحمد لله إنك بخير، استأذن أنا.
طلعت من الأوضة و أنا رايحة أكمل شغلي، شغل عبيـ.ـد صبح وليل صبح وليل صبح وليل، إيه بجد شغل العبيد دا ياربي.
– أيوا يا ماما، تلت ساعة وأكون في البيت الحق أكل معاكم.
غيرت الاسكراب وروحت، جاي على بالي اتمشى فـ إتمشيت وأنا بفكر في حاجات كتير، ماذا لو مثلاً عُدي إتقدم لي وبابا وافق، ومستقبلاً بقى عندنا مطعم بنديره سوا ومعانا سليم كمان؟ ماذا لو بجد!
أو مثلاً.. أوف مش عارفه بجد خليني ساكتة، أنا أصلاً متلغبطة معرفاش أحدد، بس خايفة من فكرة إن هو يتقدم وبابا ميوافقش. وقفت لحظة كدا وأنا بسأل نفسي وبتجاوب عليا
– طيب هو بيحبني؟
– معرفش.
– لمح؟
– لاء.
– قال بحبك؟
– لاء!
– سيبك من كل دا، طلب رقم والدك حتى؟
– لاء.
ياربي، على فكرة بقى مش شرط يلمح، أنا بقول أسكت وأفكر في الحياة هتبقى إزاي ما بعد الإمتياز، الحياة هتبقى عاملة إزاي والواحد مش مفحوت ٢٤ ساعة في اليوم في المستشفى يا ترى ؟
وصلت ولقيتهم قاعدين متجمعين على السفرة.
– بتأكلوا من غيري إزاي بجد ؟ إزاي جالكم قلب تحطوا لقمة في بوقكم وأنا مش معاكم.
ردت منه :- يا أية يا حبيبتي صباح الفل، إحنا مش بنشوفك أصلاً.
رديت عليها وأنا بمثل البكا:- إسكتي بجد يا منه يا أختي، دا أنا بتمرمط، بصي الهالات اللي بقت تحت عيني، ولا بشرتي اللي بهتت من قلة إستخدام الماسكات والاسكرابات، شايفة بجد؟!
– سهلة يا حبيبة بابا، خدي يوم إجازة وننزل نجيب لك اللي عايزاه وتعملي اللي نفسك فيه في اليوم دا.
عينيا دمعت، بحاول ايتوعب كلامه، بصيت ليه بصدمه وأنا بسأله بفرحة طفلة صغيرة كان نفسها في لعبة وأبوها محبش يكسر بفرحتها:- بجد يا بابا؟!
رد عليا وهو مبتسم:- بجد يا حبيبتي.
قومت من مكاني وقربت منه بخوف وتردد وأنا بقوله بإمتنان:- شكراً يا بابا.
مد إيده ليا علشان أقرب منه، ليه عينيا بتدمع دلوقتي طيب؟! ليه مستغربة الموضوع ؟!
دخلت في حضنه وأنا بعيط، يعني هو أنا بجد عايشة إحساس البنت اللي أبوها بيدلعها! معقول!
– متعيطيش طيب، وبعدين أنا عايز اعوضكم عن كل اللي فات، اللي راح من العمر مش قد اللي جاي يا حبيبتي، مش هقدر أفضل عايش اللي باقي لي من عمري بذنبكم وإني ظلمتكوا.
– أنا بحبك قوي.
– وأنا كمان، أتمنى كلكوا تسامحوني.
بصت ماما لينا وهو بتسقف :- يا حبايبي الأكل هيبرد؛ هنكمل جولة الحنان دي بس بعد الأكل.
– هادمة للحظات الحلوة.
– مكنش العشم يا سيف بعد العمر دا كله تقولي كدا!
– يوه بقى يا جميل.
ماما تغيرت، بقت مش بتتعصب زيّ الأول حبتين مثلاً، علاقة ماما وبابا بقت أفضل من بعد العمرة، وكإنها رجعتهم ناس تاني. ناس صلحت علاقتهم مع ربنا، بعدها ولادهم، حياتهم وشغلهم.
– صحيح يا سليم إنت وكريم، جهزوا نفسكم،هنتغذا بعد صلاة الجمعة ونروح نسأل على عدي.
بصيت لوهلة كدا اللي هو بحاول أستوعب عُدي مين اللي رايحين يسألوا عنه.
– بابا، مين عدى؟
– الشاب اللي ساعدني لما كنت في العمرة.
حاولت أسيطر على فضولي وأسأل بهدوء:- إحكي لي يا بابا علشان ساعتها معرفتش منك كويس بس الضغط اللي كنت فيه.
– أبدًا، لما تعبت وأنا في مناسك العمرة ساعدني هو وكان من أول الناس اللي وقفت جنبي بالرغم من إن مفيش أي حاجة تربطنا إلا إنه كان واقف معايا، واللي محدش منكم يعرفه إن أنا ساعتها إتحجزت يومين في المستشفى قبل ما اجي، بس هو وقف معايا بعد ربنا وكإنها واحد منكم، مكانش سايبني خالص،وعرفت إنه ماشاء الله تبارك الله عنده سلسة مطاعم، شاب ناجح ومكافح.
بصيت بتوتر وقولت له:- بسم الله ماشاءالله.
سكتت وبعدها كل واحد راح أوضته، يا نهار بجد؛ إزاي ؟ يعني القدر والصدف غريبة كدا؟
دخلت نمت وصحيت خدت شاور وعملت لقمة خفيفة وطلعت على السطح أكل . قاعد بفكر في هو عامل إيه دلوقت ؟!
متوقعتش ولا كان ييجي في أبعد حد من حدود تفكيري إن بابا وعدي ممكن يعرفوا بعض في وقت من الأوقات, ما باللي لما أسمع إنهم إتصاحبوا؟!!
طلع سليم وكريم قعدوا معايا كانوا لسة راجعين من برا، وأول ما قعدوا استقبلتهم بكل هدوء وأنا بسألهم:
– إنتوا عارفين إن دا شيف عُدي اللي كنت بشتغل في المطعم بتاعه من كام شهر ؟
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذاتي أين)