رواية ذاتي أين الفصل السابع 7 بقلم ولاء عمر
رواية ذاتي أين البارت السابع
رواية ذاتي أين الجزء السابع
رواية ذاتي أين الحلقة السابعة
– إنتوا عارفين إن دا شيف عُدي اللي كنت بشتغل في المطعم بتاعه من كام شهر ؟
رد سليم:- بابا عارف وما إتكلمش، هادي، ساكت وصامت.
كريم سند على الترابيزة اللي قدامه بإيديه وهو بيقول بصوت هادي أو متهكم أو يمكن مفيش طاقة:- مقعدتش أنا مع الحاج الفترة اللي فاتت.
سألته :- ليه ؟
– خايف أقرب، نفسي وقوي كمان، بس خايف، تفتكروا ممكن يرجعوا زي الأول ؟ أنا ما إتعافتش، أنا خايف منهم؛ خايف يرجعوا زي الأول!
كريم عانى كتير بسبب طبعه العنيد ومازال بيعاند، إعمل دا يا كريم، مش هعمل، متعملش دا يا كريم هعمل.
دا كريم ودا عناده ودي طريقته، والسبب إنه كان دايمًا بيتقلل منه، كان بيتقاله إنه فاشل، إنه مش هيقدر، ويمكن دا اللي خلاه يجيب مجموع الكلية وبعدها لبس فيها، هو حاول كتير يكون قوي قدامهم، لكنه كان ويعتبر مازال بيضعف.
تذبذب، هو مش عارف يحدد،يختار أو حتى يقرر؛ ودا نتيجة لكونه عايز بس خايف.
وداكان تفكيري بعد ما ودعتهم وروحت نمت..
بعد شهر ونص، وفي وسط ما أنا في المستشفى ولسة طالعة من حالة ولادة متعسرة وفاصلة لقيت صاحبتي بتقولي إن في حد مستنيني في الجنينة بتاعة المستشفى تحت، نزلت وأنا واقفة مش عارفه مين اللي مستنيني أصلاً.
– دكتور أية.
لفيت لصاحب الصوت وكان عُدي، حسيت إني توترت، دقات قلبي من سرعتها وكإنها مسموعة، رديت عليه:
ـ إتفضل حضرتك.
ـ ممكن تقبلي مني دي .
قالها وهو ماسك في إيده وردة بلدي شكلها حلو قوي، اتكسفت أمد إيدي فوجهه الوردة ليا وهو بيقولي:
– أولاً جيبتلك حاجة شبهك وهي الوردة، ثانياً جبتلك جزء مني وهو المرسال دا.
كان ماسك مرسال شكله جميل يشبه لمراسيل وجوابات زمان، مده ليه وبعدها قال لي بابتسامة سحرتني الحقيقة وهو ميعرفش:
– أتمنى إنك تقرأي اللي في المرسال دا، وأنا هتشوفيني بعدها بتلات أيام أو يومين إن شاء الله.
ملحقتش أرد؛ لساني فين؟ ماله؟ مردش ليه؟
قام مشي بعدها، وأنا قاعده أمسك كل ثانية الوردة وأشمها وضحكتي توسع، لمعة عيني وكإنها قلبت لدموع فرح، حضنت الوردة وأنا فرحانة بيها، بعدها ركزت في المرسال وشكله. ظرف أو بمسمى تاني جواب من بتوع زمان، أو عامل زيهم، مكتوب عليه من ورا ” مايشبهك إلا تفاصيل الورد”. بصيت تلقائي على الوردة اللي معايا، بلدي، لونها أحمر قاتم ريحتها نفاذة، شكلها يسحر، يخطف ومحبب.
شيلت فتحته وكان جواه ورقة كبيرة، مسكتها بدأت أقرأ اللي فيها وكان محتواها” مش هقول إن قصة حبي ليكي واو للناس؛ بس هي ليا واو، ليا أتمنى تكمل وتصبح perfect، محبتكيش من أول نظرة زي ما بيحصل في المسلسلات، بس أدركت قد إيه أنا بحبك لما إختفيتي، ساعتها حسيت إني تايه، حد خايف ميعرفش يلاقي نفسه من تاني. كلامي ممكن يكون مش مترتب، بس أنا فعلاً مش مرتب له، لما شوفتك في المستشفى لأول مرة ، ساعتها حسيت إني فخور بيكي وإن ربنا جاعلك سبب في إنك تخفيف ألم حد. تاني مرة شوفتك فيها ساعة الحادثة، يومها فعلاً كنت متمني أشوفك، أخلي عيني تشبع من شوفتك ولو إنها لو قعدت عمرها كله عليكي برضوا عمرها ما هتشبع.
بين المرتين دول أنا طلعت عمرة، لا أُخفيكي سرًا، كنتي بين دعواتي، أنا كنت خايف وبدعي، تشاء إرادة الله إني أجتمع مع والدك هناك مكنتش أعرف غير بعد ما تعب وأنا كنت معاه ساعتها مكنتش أعرف إنه والدك لحد ما عرفت لما شوفت اسمه. كان ليا الشرف إنه عرفني، وهتشرف أكتر لما يقبلني كـ زوج لبنته، أحب اقولك إلى اللقاء علشان إحنا لينا لقاء تاني، في مكان تاني غير الجواب.
في النهاية مكتوب ” إلى من رق قلبي لها”.
خلصت قراءة وأنا ابتسامتي واسعة، مبسوطة، قلبي سعيد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
– هايل يا بطل، مكنتش أعرف إنك محترف كدا.
بص ليه بدهشة وهو طالع من الملعب كله:- بابا؟!!
رد عليه والده بابتسامة:- أيوا يا سيدي.
كان بيحاول يستوعب، متفاجئ، ههو ما اتعودش إن حد منهم يشجعه، أو حد منهم يكون موجود، حتى في المسابقات محدش كان بيعرف عنها أصلاً. واوضته اللي مليانة شهادات ومداليات وكأس كان واخده كمان.
الشخص اللي ما اتعودش يلاقي إهتمام من اللي حواليه، بيكون صعب عليه وغريب كمان وجود حد مهتم لأموره، طبيعي يستغرب.
والده حط إيده على كتفه، ساعتها كريم قلبه رجف، هو مش فاكر إمتى آخر مرة باباه حط إيده على كتفه.
– كريم.
رد عليه بتوتر:- نعم يا بابا.
– أنا آسف.
– على إيه؟!
اتنهد بحزن وقاله:- على كل اللي فات، وكل اللي ضيعته والأوقات والمرات اللي المفروض كنت أبقى جنبك فيها.
هو أنا ينفع أجي أقولك اسف بعد ما أكسرك، احطمك،ادشملك؟! تفتكر دا هيصلح حاجة؟! تفتكر عدم وجودك إنت أو ماما أثر أو ساب أثر محزن ومؤلم جوايا!؟
المرات الكتير اللي كنت محتاج أحس إني شاطر ومحسيتش، المسابقات والمباريات اللي كان نفسي تكونوا أول الداعمين والمشجعين ليا ساعتها ومكنتوش. يمكن تفكيري صغير، يمكن دا الصح. كل دا كان تفكير كريم، كلام كتير خاف يقوله.
لكنه رد عليه وعنيه مليانة دموع:- لا عادي ولا يهم حضرتك.
دول داوّ جروح مرضاهم اللي مكانوش سبب فيها، وجايين على جرحي اللي هما سبب فيه وبيقولوا آسفين! طب إزاي جايين بعد سنين؟!
نزلت دمعة منه بس هو مسحها بسرعة، بس خلاص كان والده شافها .
قال كريم بصوت مهزوز:- استأذن حضرتك هروح الحمام.
جري على المكان دخل وفتح الحنفية وحط وشه تحتها وقعد يغسل فيه، هو بس بيحاول مينهارش، مش عايز يحيط، ولا يحسس نفسه إنه ضعيف. حتى تعبير عن مشاعره مش عارف.
مسح وشه وطلع ليه وهو بيحاول يرسم الابتسامة.
– يلا؟
– يلا.
إحساس والد كريم ساعتها كان عبارة عن إنه خلاص أدرك نتيجة كل اللي زرعه، معرفش يزرع فيهم الحب ليه؛ لكنه زرع فيهم الخوف منه ودا اللي بيحاول يمحيه .
دي مش أول مرة لوالده يحاول يقرب منه، بس كريم جواه جزء خايف بيقاوم الجزء اللي نفسه يأخد الخطوة. كسب ود وحب سليم وأية مكانش صعب قد كريم، ودا علشان هو إتعرض للإهمال أكتر منهم، وكان هو الابن العنيد ظاهريًا.
علاقة مشتته، ومرهقة ومتعبة.
كان ساكت وبيرد على قد الكلام الموجه ليه، لسة الحاجز موجود.
– قولي بقى خدت جوائز إيه؟
رد بتوتر وهو مرتبك:- عشر شهادات، ودرع، وتلات ميداليات.
رد عليه والده بفخر، أو نبرة يمكن بانت لكريم غريبة عليه:- ماشاءالله، معانا في البيت خليفة كريستيانو رونالدو وميسي في الملاعب.
– مش للدرجة يعني.
-إنت ليه مش معترف بمهاراتك؟
– عادي حضرتك، يمكن علشان هي حاجة عادية!
– ومين قال إنها كدا؟!
– أحم…. حضرتك من إتناشر سنة لما كنت صغير قولت لي كدا.
بص ليه والده بصدمه:- إنت لسة فاكر؟! دا أنا ناسي.
ـ بس في حاجات بتتطبع ومبتتنسيش.
كانوا وصلوا البيت، نزل كريم ودخل قبل والده، الأفكار الزحمة الكتيرة اللي في دماغه مش سيباه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت البيت وطلعت غيرت، قابلت كريم وأنا طالعة من الأوضة، كان شكله تايه.
– كريم،كريم إنت معايا؟
– أنا مخنوق، سبيني في حالي.
قالها ودخل اوضته خمس دقايق وكان طلع ونزل علشان نأكل .
قعدت بحماس وانا وسيليا جنب بعض، بس هي سابتني وراحت لحضن بابا.
– على فكرة بقى أنا اللي المفروض أبقى متدلعة وبس.
– بس يا بت، سيليا دي بيكم، دا أعز الوِلد وِلد الوِلد.
خلصنا وطلعت علشان أريح، دخل كريم ورايا.
– أية، عايزك في موضوع.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذاتي أين)