روايات

رواية ذاتي أين الفصل الثامن 8 بقلم ولاء عمر

رواية ذاتي أين الفصل الثامن 8 بقلم ولاء عمر

رواية ذاتي أين البارت الثامن

رواية ذاتي أين الجزء الثامن

ذاتي أين
ذاتي أين

رواية ذاتي أين الحلقة الثامنة

-أية، عايزك في موضوع.
– اتفضل يا كريم.
– إلبسي وتعالي نتمشى.
لبست في السريع وطلعت معاه. بعدنا حبة عن البيت وساعتها بدأ يتكلم:- تفتكري أنا فاشل يا أية ؟
ـ بالعكس يا كريم، إنت ماشاء الله عليك دكتور وشاطر في مجالك وقدرت تثبت نفسك ولاعب كورة شاطر ومحترف، ليه بتقول على نفسك كدا؟!
رد بتوهان:- مش عارف؛ أنا مش عارف اشوفني ناجح، ولا حد شاطر.
– كريم, إنت دكتور عظام ناجح وبجدارة في مجاله بالرغم من سنك الصغير، لاعب كورة محترف واخد كتير من الميداليات والشهادات، أخ عنيد بس بحبك.
ساعتها هو كان مشتت، وكإن باب الذكريات الماضية المؤلمة رجع من تاني، كان فاكره اتقفل وخلاص إنتهى، لكنه لا طلع إتقفل ولا طلع إنتهى.
– أنا مش عارف أنسى كل حرف وكلمة اتقالولي زمان، ولا حتى عارف اتخطى، أنا كنت مفكر إني اتخطيت، لحد ما بابا بدأ يحاول يقرب. أنسى إزاي إتقلل مني ومن حبي لحاجة بحبها، أتخطى إزاي تكسيرهم؟ أعدي كل دا إزاي؟! كام مرة اتقالي فاشل، تافه، فاضي، فاشل، فاشل، فاشل، متخلف، مبفهمش!
– كريم، إهدى عشان خاطري.
– لو سكتت دماغي مش ساكته، لو هديت فهي برضوا مش هادية، كنت بعاند معاهم ومفكر إني بعاندهم، بس طلعت كنت بدوس على نفسي.
– كل دا عدى وفات، حاول تعديه زي ما عديت باللي فات، وبابا ما أهو بيحاول يصلح علاقته معاك.
الدموع كانت بدأت تنزل من عينه بعد ما خلص كلامه، فضلت ساكتة، مش عارفة أقول إيه. كريم دلوقتي قدامي زي حد مكسور، بيتكلم عن حاجات كان مخبيها جواه لسنين. حاسس إنه فشل مش بس مع أهله، لكن كمان مع نفسه. كان عايز يبقى شخص أقوى، عايز يثبت إنه مش محتاج رضاهم، لكن الحقيقة إنه فضل يدوس على مشاعره لدرجة إنه دلوقتي مش عارف هو مين.
أنا شايفاه وهو بيحاول يلاقي إجابة أو مخرج، بس كل ما يحكي أكتر، بحس قد إيه الجرح اللي جواه عميق. في لحظة حسيت إنه مش عايز حاجة غير إنه يتفهم، إنه حد يسمعه من غير ما يحكم عليه. نفسي أقول له إنه مش لوحده، وإنه لسه قدامه فرصة يغير إحساسه بنفسه، بس مش عارفة إذا كان ده اللي محتاج يسمعه دلوقتي، ولا هو محتاج بس حد يكون معاه في صمته.
قربت منه وحضنته وأنا ساكته،ساعتها كان لأول مرة في حياتي أشوف كريم اللي دمه خفيف ودائمًا سبب ضحكتنا بيعيط؛ اللي مش بينهار لو مهما شاف.
فضلت ساكته لحد ما خلص ومسح دموعه، رجعنا البيت وإحنا في حالة صمت وهدوء، طلع هو على اوضته من سُكات وأنا تجنبت إني أتكلم في أي حاجة علشان اسيب له مساحته.
طلعت الأوضة وأول حاجة عملتها هي إني اتوضيت وصليت وقعدت أدعي لكريم إن ربنا يجبر بخاطره ويفرحه، وإن علاقته بابا تتصلح.
تاني يوم كعادة كل يوم روحت المستشفى، بس في نص اليوم روحت لبابا عيادته، استأذنت ودخلت.
فتح دراعاته وساعتها أنا دخلت في حضنه، بعد ما سلكت عليه قعدت على الكرسي بتوتر، عايزه أتكلم بس مترددة.
هو فهم كدا فبدأ هو:- إتكلمي يا أية.
خدت الخطوة:- بابا أنا عايزة أكلمك بخصوص كريم وعلاقتك معاه.
خلصت جملتي وكان دخل سليم اللي رنيت علشان محتاجينه.
قال سليم وهو بيقعد:- بابا إحنا عايزين حضرتك في موضوع.
– فيه إيه يا سليم، ما أية لسة قائلة نفس الجملة، أدخلوا في الموضوع على طول.
خد سليم نفس عميق وبعدها إتكلم:- تمام، حضرتك عايز تصلح علاقتك مع كريم صح؟
– دا أكيد طبعاً، بس الموضوع صعب.
– حضرتك هتتقبل الحلول بتاعتنا؟
– طالما هتساعد فأنا متقبلها.
إتكلمت أنا الأول:- “بابا، كريم خايف مش عشان بتحاول تصلح، لكن عشان الجرح اللي جواه لسه موجود. هو شايف إنك بتحاول، لكن مش قادر يثق بسهولة. اللي حصل زمان مأثر فيه، ومش عارف ينسى أو يرجع يفتح لك قلبه زي الأول.
الموضوع محتاج وقت وصبر. كريم محتاج يحس إنك فاهم اللي مر بيه، وإنك مش بتستعجل تصلح الأمور. لازم يشوف تغيير حقيقي في أفعالك، ومحتاج تحسسه إن عنده مساحة يعبر عن نفسه من غير ما يحس إنه غلطان.
أنت محتاج تسمعه من غير ما تحكم عليه، حتى لو هو ساكت دلوقتي. العلاقة ممكن تتصلح، لكن هتاخد وقت ومساحة لحد ما يبقى جاهز.”
الحقيقة إن بابا تفهم كدا وحاول تاني مع كريم، أولهم إنه راحله وإتكلم معاه وفعلاً سابله مساحته، وكريم بدأ تدريجياً يتقبل ويفهم محاولات بابا، ويحبها كمان.
بعد تلات أسابيع وفي أثناء ما أنا لسة طالعة من حالة ولادة متعسرة مش فاهمة زايدين ليه اليومين دول، المهم إني سندت إيديا على ترابيزة المكتب وحطيت رأسي عليها في محاولة مني للنوم والتخلص من الأرق .
– دكتور أية.
– إتفضل.
– أنا جاي أطلب إيدك.
– تطلب إيد مين؟ ماشي يا أستاذ عدي لما اصحى إن شاء الله هبقى أوافق.
بعدها. إتكلمت مع نفسي وأنا شبه نايمة:- مقدرة والله إني حبيته، بس مش لدرجة إن خيالي يصور لي كدا!
– يا دكتورة ممكن تفوقي.
– هو مش أنا في حلم؟ وأنت ليه مش لابس لبس فارس و جاي على حصان أبيض؟ وليه مش لابس لبس أمير؟
– أنتِ مطبقة بقالك قد إيه؟!
– يومين ونص.
قال بنفاذ صبر:- والله يعني إحنا مش في حلم ولا حاجة، وأنا فعلاً جاي علشان أقولك إني كلمت والدك وهاجي أنا وأهلي بكرا نطلب إيدك.
غمضت عيني وفتحتها بإرهاق وأنا بحاول أستوعب الكلام، وإنه حقيقي، وإنه مش حلم، وإن أنا مش بتوهم ولا بتخيل!!
قولت بصوت ناعس بس بدأت افوق:- لحظة يعني أنا مش بحلم ؟
– يا بنتي بقى، أقولك روحي نامي ولما تفوقي ساعتها يحلها ربنا.
مشي وبالفعل أنا نمت من كتر الانهاك، بعدها سليم جه روحني، وآه برضوا روحت كملت نوم لحد ما صحيت على. بالليل وصليت الفروض اللي فاتتني، وقعدت كلت، كإني دايرة في ساقية بالله.
– أية جايلك عريس.
سيبت المعلقة من إيدي وبصيت له، افتكرت بشكل تلقائي عُدي، وكلامه، وآه لسة مش عارفه مان حلم ولا واقع علشان كنت فاصلة حرفياً ونايمة.
قولت بتوتر :- بس أنا مخلصتش سنة الامتياز، لما أخلص نبقى نشوف بإذن الله.
– باقي شهر وتخلص، بكرا على بعد المغرب جاي هو وأهله و..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذاتي أين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى