رواية ديفشا الفصل السادس عشر 16 بقلم الشيماء محمد
رواية ديفشا الجزء السادس عشر
رواية ديفشا البارت السادس عشر
رواية ديفشا الحلقة السادسة عشر
فاق من تمنياته علي صوت زعيق محسن : قلت اتحركي . شهد دموعها نزلت : انا في بيتي يا بابا ومش هسيب بيت جوزي . محسن مسكها من دراعها : ده مش راجل يتبكي عليه .. جوازك منه من الاول كان اكبر غلطة .. انا مش عارف ازاي وافقتك ؟ ازاي سلمتك لواحد زيه ؟ شهد بتحاول تفضل في بيت حبيبها بأي شكل لازم تمتص غضب ابوها وتخليه يسيبها مع اميرها .. لازم تكون جنبه وتضمه لحضنها وتطمنه انها هتفضل جنبه هيا عارفة وواثقة انه محتاجلها وخصوصا الليلة دي هيا شايفة وجعه وألمه وتمثيله علي الكل فلازم تفضل في بيته : وخلاص اتجوزته وبقيت مراته ، بابا سيبني في بيتي .. أمير جوزي وده نصيبي امير دموعه نزلت غصب عنه من كلامها .. هو مجرد نصيبها اللي لازم تتحمله .. نصيبها ! محسن بتهديد : وده غلط هصلحه اتحركي يالا . شهد شدت دراعها من ايد ابوها : اسفة مش هتحرك مش هسيب جوزي . امير امل جواه صغير انتعش حتى لو مش بتحبه هيا متمسكة بيه .. ممكن يقبل تمسكها ده علي الاقل دلوقتي واتحرك خطوة علشان ينزل لحبيبته محسن زعق : قسما بالله ان ما اتحركتي دلوقتي معايا لا انتي بنتي ولا اعرفك وهكون غضبان عليكي ليوم الدين !! هتبرى منك يا شهد طول ما انتي هتخرجي عن طوعي بالشكل ده امير جمد مكانه وعرف انه خسر .. خسر شهد .. لان حتى لو هيا فضلت هو مش هيوافق انها تفضل بثمن زي ده .. مش هيوافق ابدا انها تخسر حب ابوها الرائع ده اللي طول عمره بيحبه وبيحترمه وكان ديما يتمنى انه يكون ابوه هو .. بس جواه حته من الأنانية عايزها تختاره حتى لو هيمشيها بعدها بس تختاره .. اي حد في الكون ده كله يختاره شهد بعياط وترجي : بابا ارجوك . محسن قفل عقله تماما لأي نقاش : هتتحركي ولا …. شهد مشيت بصمت ودموعها نزلت وخرجت من بيته خرجت من حياته .. فضل شوية واقف مش قادر يتحرك او يستوعب اللي حصل بس موجوع ليه ؟ مش هو عمل الحفلة دي علشان كده ؟ يخرجها من حياته ؟ طيب ليه قلبه بيعيط كده ؟ ليه حاسس انه اتيتم من تاني ؟ ليه حاسس بنفس الوجع اللي حاسه يوم ما خسر امه ؟ ويم ما خسر ابوه وخرج بره البيت ده وهو عيل صغير ! دخل اوضته وقعد على سريره بصمت ؟؟ صمت يشبه صمت الاموات .. وحدة قاتلة عايش فيها .. ظلمة مطلقة .. وجع مالوش نهاية … خسر اخر امل في الدنيا .. اخر حب ممكن يدخل حياته .. واخد قراره انه بكره يدي لشهد حريتها ملهاش ذنب هيا في وجعه .. هيا بس كانت وهم عاش فيه شوية ولازم يفوق منه بقى … هو خلاص الوحدة مكتوبة عليه ولازم يتقبل نصيبه زي ما شهد تقبلت نصيبها ..
أمير بعد ما البيت فضي دخل اوضته وغرقان في وجعه وألمه وفجأة باب اوضته اتفتح بعنف و فاق على صوت باباه اللي دخل وشغل نور الاوضة وزعق : عاجبك كده ؟ طفشتها ؟ وصلت الراجل الطيب انه يخرج عن شعوره وياخدها بالمنظر ده ؟ انت ايه ؟ ما ينفعش يكون في حاجة كويسة في حياتك ؟ ارحم بقى ! عدلي بيتكلم وهو مش حاسس بأمير ولا شايف دموعه اللي مسحها بسرعة .. بيتكلم ويلوم وبس امير استناه لحد ما سكت وبعدها وقف : خلصت كلامك ؟ لومتني انا كعادتك ! عدلي مش قادر ياقبل فكرة ان شهد سابت البيت او ان محسن صاحبه يخرج من حياته بالشكل ده وكعادته معندوش غير إبنه يلومه فبيزعق : امال عايزني الوم مين ؟ امير معدش قادر يتحمل الملامة على كل حاجة تحصل في البيت ده ، من كام سنة وهو الملام على كل كبيرة وصغيرة كفاية بقى وقف وزعق : تلوم نفسك !! لمرة لوم نفسك وتحمل مسؤولية اخطاءك .. انت السبب في كل حاجة . عدلي وقف قصاده : صح ! انا اللي قلتلك اعمل حفلة واعزم اهل مراتك وافضل طول الحفلة هين فيها هيا وعيلتها ومد لسانك لها طول الحفلة .. تصدق فعلا انا السبب !! أمير غمض عنيه مش عايز يفتكر نظرات شهد وحسرتها ووجعها وعارف ان ابوه عمره ما هيفهم هو عمل كده ليه ! وليه بعدها عن حياته بالشكل ده ! عمره ما هيفهم انه هو مجرد حطام لبني ادم مش بني ادم ومكنش ينفع يحطم معاه شهد وبرائتها معاه .. شهد تستاهل اللي يسعدها ويحافظ عليها مش يشدها لوحدته ولألمه ولمعاناته فبص لأبوه بوجع : ولا عمرك هتفهم ابدا .. عمرك ما هتفهمني .. انت عارف مشكلتك ايه ؟ انك بتصدر اوامر وبس .. بتشوف ايه اللي يناسبك وتعمله بغض النظر عن اي اعتبارات تانية او اي حد غيرك .. بتختار ديما اللي يريحك وبس . عدلي مش مستوعب كلام امير وكل اللي فاهمه انه جوزه ملكة على عرش البنات وهو باستهتاره ضيعها من ايده .. ده بس اللي فاهمه وبالتالي لام ابنه : اختارتلك انسانة مليون واحد يتمنوا ضفرها وانت ضيعتها بغباءك . امير بوجع : اختارت واحدة تريحك انت .. تقوم بدورك كأب .. قولت اشوفله واحدة متدينة تعلمه اللي انا كان المفروض اعلمهوله من وهو عيل صغير .. جبتها وحطتنا مع بعض .. ولا عملت اعتبار لمشاعرنا ولا اختلافتنا اللي من السما للارض ولا عطيتنا حتى الوقت اللي نقدر نقرب المسافات .. بس قررت واجبرتنا ننفز رغباتك . عدلي معدش قادر يسمع لوم من امير عن اخطاؤه كأب : انت بتستمتع بدور الضحية ! المغلوب على امره صح ! بتحب تعيش الدور ده قوي بطل بقى وفوق لنفسك وشوف هتجيبها ازاي وترجعها البيت ازاي اتفضل . امير بص لابوه بتحدي : ضحية !! ماشي بس معلومة بقى صغيرة شهد مش هترجع البيت ده تاني . عدلي اتجنن من كلام ابنه واصراره على انه يبعد عن شهد وكالعادة لجأ للأسلوب اللي كان بينفعه وامير صغير ونسي ان أمير معدش الولد الصغير اللي هيخاف من تهديدات ابوه .. بص لعنين امير مباشرة وبتحدي : هترجعها وبما انك بقى عايش الدور .. هترجعها ورجلك فوق رقبتك خليك تبقى ضحية بجد شهد دي اللي عملاك بني ادم . امير دارى وجعه وهرب من عنين ابوه وبعناد كمل معاداته : ورحمة امي ما هتدخل البيت ده تاني ووريني انت هتجبرني ازاي ؟ عدلي بتهديد : هترجعها يا امير والا ….. امير قاطعه : ايه هتقفل الفيزا تاني ! اقفلها . عدلي مش عارف يهدد بإيه عقله ما اسعفوش لاي طريقة بس هيهدد وخلاص لحد ما يخطط لحاجة يقدر يجبر امير بيها ينفذ رغباته .. هو اه غلط زمان بس خلاص معدش ينفع يصلح اغلاطه دي دلوقتي وشهد هيا الطريقة الوحيدة اللي ممكن بيها يكفر عن ذنبه في حق ابنه ويعوضه عن السنين اللي فاتت .. يمكن مع الوقت ولما يحب شهد يقدر يسامحه ويعذره لكن المهم دلوقتي انه يرجعله مراته بأي طريقة واي وسيلة مهما كانت حتى لو معناه كره زيادة من امير له اصر بتحدي : مش بس الفيزا انا هوصلك لدرجة انك تشحت في الشارع علشان تاكل .. انت بتعاند ليه هاه ! انت بتحبها ليه العند ! رجع مراتك وبس . امير اصر : مش هرجعها وبكرة اول حاجة هعملها هروح اطلقها بعد اذنك . عدلي حاول يوقفه بس مقدرش .. ديما فاقدين لغة الحوار.. ما بيعرفوش يتكلموا مع بعض ابدا .. شهد نوعا ما قدرت في الفترة البسيطة انها تكون حلقة وصل بينهم بس حتى شهد مشيت .. خرج معرفش يروح فين فضل سايق عربيته وبس ووقف على جنب اتفاجىء بإنه قدام بيت شهد .. استغرب ازاي جه هنا وليه اصلا ؟؟ شهد راحت مع باباها وطول الطريق تحاول تقنعه ان مكانها مع جوزها بس رافض حتى يسمعها محسن اكتفى من امير واكتفى من كل اللي بيجي من وراه وكمان خايف ليكون كلامه عن شاكر صح ويخسر ابنه كمان ..وصلوا البيت وشهد جريت على اوضتها اما شاكر قبل ما يدخل ابوه وقفه : استنى هنا . شاكر وقف وبيهرب من مواجهة أبوه : افندم ممكن نأجل الكلام لبعدين ؟ محسن باصرار وكأنه خايف يصدق اللي أمير قاله : لا هو سؤال واحد .. كلام امير عنك صح ؟ شاكر سكت ومعرفش يرد او ينطق او يقول ايه لأبوه ! يقوله بيحب واحدة كانت بتجري ورى جوز اخته ! ولا يوصفها بإيه علا ! عقله كان فين يوم ما سمح لنفسه يمد ايده ويسلم عليها يوم كتب كتاب اخته ؟ هي دي كانت نقطة البداية ! دينه كان فين ! اخلاقه وقيمه ومبادؤه كانت فين ! ليه سمحلها من البدايه تقرب وتتمادى لحد ما اتوغلت جواه بالشكل ده ! فاق من أفكاره على صوت أبوه بيزعق : رد عليا وقولي انه بيألف .. رد وقول انك اعقل من كده مليون مرة .. انطق . شاكر مرة واحدة اتكلم ومعرفش هو بيقول ايه : حاضر هرد .. اه كلامه صح وانا فعلا بحب علا واتمنيتها واتمنيت اني اقدر اغيرها . محسن بصمة وذهول رافض عقله يستوعب : تغير فيها ايه ؟ هيا دي تنفعك ؟ شاكر بدأ يرد بدون اي اعتبارات واي عقل تماما : و اشمعنى امير كان ينفع شهد ؟؟ هاه ؟ بالعكس ده شهد كمان بنت ومغلوبة على امرها وقدرت تسلمها لامير . محسن رافض منطق ابنه لان ده معناه انه هو فتح باب جهنم على عياله الاتنين : والنتيجة كانت ايه ؟ شاكر دور وشه بعيد : معرفش . محسن : لا عارف وشفت بنفسك النهارده .. واعتقد ان هيا كانت بتوريك حياتها شكلها ايه .. بس انت غبي ومش فاهم .. امير راجل واخر الليل هيرجع بيته ومحدش هيلومه لكن انت هتتقبل ان مراتك تسهر تشرب وتسكر بره ؟؟ هتكون ديوث على اخر الزمن وكله باسم الحب صح . شاكر عارف كل اللي ممكن يتقال في موقف زي ده بس مش مستعد يسمع حرف واحد منه فبترجي بص لأبوه : ارجوك يا بابا كفاية . محسن بانهيار : ترجوني لايه ؟ الكلام وجعك ؟ امال انت عايش فيه ازاي ؟ شاكر بوجع : انا عارف كل الكلام اللي حضرتك عايز تقوله فارجوك كفاية . محسن بلوم : ولما انت عارفو معملتش بيه ليه ؟ بس على رأيك الغلط مش عندك الغلط كان عندي انا .. انا اللي ضيعتكم انتو الاتنين .. ضيعتك انت واختك .. اخترت الصداقة وتجاهلت مصلحة عيالي بس الغلط ملحوق ولازم يتصلح بسرعة .. لازم يتصلح . ساب شاكر ودخل اوضته وقفل الباب وراه وشاكر فضل واقف شوية مش عارف يعمل ايه ؟ ومرة واحدة خرج من البيت هو كمان …. شهد في اوضتها بتعيط فكرت تتصل بأمير بس هتقوله ايه ؟ انت ليه كنت بترقص مع علا ؟ انت ليه دوست على قلبي كدا ؟ والا انت ليه طلعتني للسما ورمتني لسابع ارض بعدها ؟ مش لاقية كلام تقوله ففضلت مكانها تليفون امير رن وكانت علا فرد عليها علا بصوت جامد : ايه اللي حصل؟ امير اخد نفس طويل وتماسك : اللي كنا عايزينو بالظبط .. ده اللي حصل . علا بصوت مخنوق : يعني ايه ؟ أمير اتنهد : يعني انا خسرت مراتي وانتي خسرتي حبيبك . علا عيطت وسكتت وامير فضل ساكت علا من بين عياطها وشهقاتها : امير هنعمل ايه ؟ امير بيحاول يقاوم وما ينهارش زيها : احنا خلاص عملنا ياعلا .. خلاص بعدناهم انا حمايا حلف على بنته يتبرى منها لو فضلت معايا وانتي بعد اللي شافوه منك خلاص اتعلم عليكي غير ان انا .. اتردد يكمل فسكت ومعرفش يقولها انه عاير شاكر بيها .. السكوت افضل علا لازم تعرف كل اللي حصل فاصرت عليه : ان انت ايه امير ؟ امير فضل ساكت فهيا الحت عليه : امير انت ايه ؟ عملت ايه مش بتقولهولي ؟امير ….. امير اتكلم وحاول يختار كلماته : نوعا ما عايرت شاكر بيكي . علا اتصدمت شوية وسكتت وقالت بصوت مهزوز : عايرته ازاي ؟ قلت ايه ؟ امير ندمان دلوقتي على اللي قاله وانه وهو مدبوح هد الدنيا كلها على الكل بس خلاص اللي حصل حصل واللي اتقال اتقال : اسف يا علا .. انا فعلا اسف بس هو نرفزني وعامل فيها بقى اللي ما بيغلطش ومقدرتش امسك نفسي وابوه كمان بيتكلم رحت خابط كام كلمة عنك زمان . علا اتصدمت لما عقلها وراها زمان عملت ايه واحتقرت نفسها.. بس دعاء جواها بيطلب ان ما يكونش كلام امير اللي عقلها وراهولها : زمان ؟ ازاي ؟ امير بتردد : ايام .. ما .. كنتي بتحبيني وبتعرضي نفسك كل شوية عليا بطريقة مختلفة . علا شهقت واتفتحت في العياط : ليه كده ؟ امير معدش مستحمل لوم وعتاب من حد تاني وخصوصا من علا اللي ديما بيعبرها اخت له : سوري يا علا بس مكنتش عارف بقول ايه وانتي قلتي انك عايزة تخلصي منه فمفكرتش بقى . علا بتتخيل شاكر وامير بيقوله الكلام ده وبتتخيل نظرات اهله له وبتتخيل وجعه وندمت .. دلوقتي ندمت على قرارها الغبي وملقتش غير امير قدامها تلومه : اه عايزة ابعده بس مش بانك تطلعني عاهرة قدامه مش كده ابدا يا امير مش كده . امير : سوري بقى علا … علا …. قفلت السكة وفضلت تعيط .. عيطت من كل قلبها امها دخلت عليها : في ايه مالك ؟ علا زعقت : مالكيش دعوة بيا سيبيني في حالي انتي السبب .. انتي السبب في كل حاجة . جيهان باستغراب : وانا عملتلك ايه دلوقتي ؟ انا ماليش دعوة بيكي . علا بصتلها من بين دموعها : انتي فعلا مالكيش دعوة بيا ؟ وعمر ما كان ليكي دعوة بيا .. بعدتيني عن بابا وربيتيني بطريقة .. طريقة … انتي مربيتينيش اصلا .. انتي معلمتينيش اي حاجة .. لأ علمتيني .. علمتيني ازاي اوقع اي راجل وازاي اغريه .. كنتي بتنصحيني افرض نفسي على امير وجبتهولي لحد البيت عشان اقنعه يتجوزني .. كنت فاكرة اني بحبه وبدال ما تنصحيني زي اي ام احافظ على نفسي قولتيلي ايه !! هبلة مش عارفة توقعيه اعملك ايه ! حاولت اقلدك واتعامل بطريقتك وحاولت اغريه ودلوقتي بيعايرني بده .. وقاله .. قاله على كل حاجة وخسرته .. خسرت الحاجة الوحيدة اللي كانت هتبقى صح في حياتي وبغبائي بدال ما امسك فيها بايديا واسناني فرطت فيها .. شفتي بقى . جيهان بعدم اهتمام : في الاخر يعني كل ده علشان راجل !! وكالعادة مش عارفة تسيطري عليه !! ( كملت ببرود ) قولتلك ابعدي عن امير وانتي ما سمعتيش كلامي تستاهلي اللي يجرالك . علا زعقت عندها ذهول من برود امها ! ليه مش زي باقي الامهات ! زي ام شهد مثلا ! بصتلها : انتي ايه ! شاكر مختلف عن النوعية دي . جيهان بصت لبنتها اللي حساها غبية ديما في كل قرارتها : مفيش راجل مختلف كلهم اسطانبة واحدة . علا هزت دماغها برفض لكل كلمة او حرف امها بتنطقه : شاكر غيرهم .. شاكر متدين تعرفي معنى الكلمة دي ولا معدتش عليكي ؟ جيهان بتريقة : اه اعرف نفس الاسطانبة بس دخلتهم مختلفة .. اعرفي بس تدخليله ازاي ؟ دول ليهم معاملة خاصة …. علا حطت ايديها على ودانها وزعقت : ابعدي عني .. ابعدي عني .. ابعدي عني فضلت تقول نفس الكلمة لحد ما جيهان خرجت من عندها مستغربة مالها… علا قعدت مكانها على السرير تعيط وتعيط يمكن العياط يريحها شوية من اللي هيا حساه والوجع المسيطر عليها .. امير مش عارف يفكر بس حاس انه لوحده في الكون ده ومش عايز الاحساس ده .. وفجأة صورة شهد قدامه واتاكد ان حياته ملهاش معنى من غيرها ومش عايز غيرها .. نزل من العربية ومشي كام خطوة ناحية بيتها وساعتها سمع صوت اذان الفجر فوقف واتردد وقرر الصبح هيروحلها مش دلوقتي .. الصبح هيروح ياخدها بيته مهما يكون التمن …نام في العربية وفاق على تليفونه بيرن فتح عنيه وشافه ورد عليه شهد صحيت من نوم متقطع تعبانة مرهقة .. قامت وخرجت تجهز علشان تنزل شغلها ويدوب بتفتح باب الشقة تنزل لقت امير في وشها بأثار النوم لسه على وشه .. اتفاجئت بيه قدامها بصتله كله ولاحظت انه متبهدل وبنفس هدومه بتاعت امبارح .. شكله تعبان ومرهق يبقى اكيد وجعه بعدها عنه واكيد جاي ياخدها لبيته وهيا هتروح معاه ! هتسيب الكون كله وتروح معاه .. معرفتش تبتسم ولا تضمه ولا تاخده وتنزل بسرعة .. بس فضلت تبصله ..قرت في عنيه كلام كتير.. قرت اشتياق ..هو كمان اول ما شافها هرب الكلام منه .. معقولة وحشاه للدرجة دي ! دي يدوب بالليل كانت معاه ! ليه عمل الخطة الغبية دي مع علا ! ليه سكت واتمسكش بيها ! ابتسمت ومدت ايدها له بحب فبص لايدها ومد ايده مسكها وضغط عليها والضغطة دي كانت على قلبها مش ايدها ونطقوا في نفس اللحظة شهد : امير انا ….. امير : شهد انا ….. الاتنين سكتوا وابتسموا امير ابتسم : قولي عايزة تقولي ايه ؟ شهد قربت منه وعايزة تقوله انها بتحبه وانه عمره ما كان حالة خيرية ابدا زي ماهو متخيل فابتسمت : انا عايزة اقولك اني ب قاطعها من وراها صوت ابوها : انتي لسه هنا! مش كنتي نازلة من بدري ؟ سابوا ادين بعض وبصت لباباها اللي كمل : ادخل يا امير وحضرتك اتفضلي على شغلك . الاتنين بصوا لبعض وامير دخل خطوة وشهد بصت لابوها باستغراب ليه عايز يمشيها : ليه امشي ؟ في ايه ؟ بصت للاتنين فأمير ما اتكلمش محسن مش عايز بنته تكون موجودة دلوقتي ومش عايز يتكلم قدامها ولازم بسرعة يصلح غلطته قبل ما تخرج الأمور عن سيطرته ويخسر عياله الاتنين : مفيش روحي شغلك انا اتصلت بأمير وطلبت منه يجي نتكلم مع بعض اتفضلي بقى . شهد بصت لأمير بدموع بتلألأ .. مجاش من نفسه ! مش شوقه اللي جابو .. مكنش سهران زعلان على فراقها تلاقيه كان سهران بس مع شلته مش اكتر .. امير فهم وجعها وكان نفسه ينطق ويقولها انه طول الليل تحت شباكها مستني النهار يطلع يشوفها او يلمحها .. كان نفسه يقولها لا كان هيجي بدون ما ابوها يتصل محسن قاطع افكارهم هما الاتنين : ادخل نتكلم وانتي اتفضلي . شهد وقفت بتحدي لابوها : مش هتفضل .. اتكلم قدامي اذا سمحت .. محسن زعق : لا مش هتكلم يا تتفضلي على شغلك يا تروحي على اوضتك اتحركي . هنا مامتها خرجت وبصت لامير بعتاب وشدت بنتها : اسمعي كلام ابوكي تعالي . امير دخل ووقف قصاد محسن اللي اصر انه يقعد وبدأ كلامه : انت عارف انا وابوك اصحاب من امتى ؟ امير شبه اتيقن انه خسر شهد وابوها اهو بيمهد للنهاية فرد عليه : عارف . محسن كمل : من اكتر من تلاتين سنة .. ومن واحنا في الجامعة .. كبرنا واتخرجنا واتجوزنا وخلفنا وعلى طول صداقتنا متينة . امير مش عايز يسمع تاريخ حياتهم ويسمع عن صداقتهم وحبهم لبعض عايز بس مراته ياخدها ويمشي من هنا : انا عارف تاريخ صحوبيتكم كله ادخل في اللي حضرتك عايز تقوله على طول . محسن : حاضر .. ابوك كان ديما يشتكي من ابنه اللي مش لاقيله حل ابدا وفي يوم انا اقترحت انه يجوزك بنت تقومك وتاخد بايدك . امير ابتسم بوجع وهو عارف ابوه اللي بيستغل كل اللي حواليه لمصالحه الخاصة فضحك بوجع : وما تخيلتش انه هيطلب بنتك !! لابنه العاصي !! محسن بصله : بالظبط !! ما تخيلتش انه يطلب شهد !! شهد اللي كان المفروض تتجوز راجل .. راجل يقدرها .. راجل على الاقل يعرف ربنا ويعرف يراعيها بس للاسف ….. كمل امير : اتجوزتني انا .. ( بصله باستغراب عايز يفهم ) انت ليه وافقت ؟ ليه مارفضتش !! محسن وقف وبتردد مكنش يتمنى في يوم من الايام يوقف في وش امير بالشكل ده ويرفضه من حياته ويتخلى عنه زي ما ابوه سبق واتخلى بس بنته صراحة اغلى من امير ومصلحتها اهم دلوقتي فلازم يدوس على قلبه ويتكلم : كان غباء مني .. كنت فاكر انك قابل للاصلاح .. لما تتحط في جو نظيف … شهد كان عندها ثقة تامة انها هتغيرك وانا للاسف كدبت مخاوفي كلها وقلت شهد هتقدر وبعدين عدلي هيحطها جوه عنيه ووعدت نفسي بوعود كتيرة لكن مخاوفي كلها طلعت صح .. لو حطيت تفاحة فاسدة وسط قفص كامل سليم للاسف مش هتكون كويسة لا .. دي هتبوظ القفص كله .. وده اللي حصل في بيتي .. انت بتهد بيتي وبتبوظه كله .. شاكر العاقل يحب دي ! وهو يعرف الحب منين اصلا ! انت مش متخيل انا امبارح صدمتي كانت ازاي .. حفلة كلها مجون ورقص وخلع وانت بتشرب ومعاك البنت دي واخر … ومراتك قاعدة ولسه عندها امل واتفاجىء ان ابني كمان …… انا مش عارف اقولك ايه ؟ وجع محسن وصدمته في عياله كانت اكبر من انه يتحملها فكان لازم حل قاطع وبتر العضو الفاسد قبل ما يدمر الباقي كله .. لازم يطرده من حياتهم حتى لو كان ده هيقتله بس عياله هيعشوا .. اسف يا امير يا ابني وحقك عليا بس مش هقدر اسيبك قريب من عيالي اكتر من كده .. حقك عليا يا ابني .. افكاره كلها وعقله بيلومه على اللي هيعمله بس ده شر لابد منه .. امير حس بوجع محسن وحبه لعياله ومش هيقدر يلومه ، خليه يشوف عايز يعمل ايه ويخرج من هنا بسرعة : هات من الاخر حضرتك جايبني هنا لانك واخد قرار بلغني بيه يا عمي .. محسن بصله واتكلم بوجع حاول يداريه بصرامة صوته : التفاحة البايظة لازم تخرج بره القفص لو عايز تلحق حاجة . امير فاهم كويس قوي محسن عايز ايه بس عنده امل ان يكون في حل تاني غير البعد والانفصال فلازم يسمعها صريحة وبص لمحسن واصر عليه : قولها صريحة .. عايز مني ايه ؟ محسن بص لامير وحاول يكون قوي : طلق شهد .. هنا شهد اللي كانت واقفة بره متابعة كل اللي بيحصل وامها ماسكاها ومنعاها تدخل شدت نفسها من امها ودخلت تجري : بابا … امير بصلها وكأنه عايز يشبع منها قبل ما ينفذ حكم الاعدام بس محسن كمل كلامه : لو لسه فيك اي شيء كويس من العيل اللي دخل البيت ده زمان وطمرت فيك قعدتك في البيت ده .. اخرج من بيتي بالمعروف بهدوء وانا اوعدك اني هكلم عدلي يلغي وصيته اللي رابطك بيها .. مش هو ربطك بيها وجبرك تتجوز بنتي بيها ..انا هلغيها وهحلك من ارتباطك ده . محسن عارف من جواه كويس جدا انه كده بيدمر امير تماما وبيقتله بس مش بإيده اي حاجة ممكن يعملها .. امير باصص للارض بيحاول يتماسك بياخد انفاس طويلة .. نفس ورى نفس .. بيحاول ما يضعفش .. دلوقتي لازم يقف ويخرج من هنا بس مش وهو ضعيف .. مش لازم يضعف .. ما ينفعش يسمح لدموعه تنزل هنا قدامهم .. اه زمان عيط وطبطبوا عليه بس دلوقتي المفروض انه بقى راجل ولازم يكون قوي .. هيضعف بعدين لما يكون لوحده دلوقتي لازم يقف … قام وقف ومحسن وقف ومسكه من ايده وبص لأمير في عنيه : انا مش هسمحلها تدخل بيتك تاني خلينا نخلص بهدوء . شهد بعياط مسكت ايد أبوها بتترجاه : بابا .. بابا لأ .. ارجوك . محسن زعق : بتترجيني ليه ؟ اذا كان هو ساكت .. عارفة ساكت ليه ؟ علشان بيفكر ياترى هقدر اقنع ابوه يغير الوصية ولا لأ ؟ صح يا امير قولها .. انطق . امير اخيرا لقي صوت : اه صح .. محسن كمل دبح فيه : طلقها . امير بهدوء غريب : ولو رفضت ؟ محسن زعق : هرفع عليك قضية طلاق او خلع وانا وابوك هنقف قصاد بعض في المحاكم وهنخسر بعض وعشرة السنين الطويلة اللي بينا هتدمرها انت بإيدك .. امير لازم ينسحب بقى : بعد اذنكم هيهرب بس وقفه تاني ومسكه بقوة من دراعه : ارمي عليها اليمين قبل ما تمشي . امير الدموع ظهرت بس تماسك وبص لمحسن بنظرة غريق .. غريق محتاج ايد تتمدله محسن ضحك بغلب : بلاش النظرة دي وارجوك .. قولها يا شهد انتي طالق. امير اتنهد وهنا محسن شاف عيل صغير عنده عشر سنين بدموع جامدة في عنيه.. امه ميتة ..تايه ده نفس الولد الصغير بنفس الوجع بنفس اليتم بنفس التوهان وللحظة كان عايز يتراجع وياخده في حضنه ويعمل زي ما عمل زمان بس فاق على صوت امير اللي اخيرا لقى صوت يتكلم بيه : انتي طالق … يا شهد . هنا شد ايده بعنف من محسن وخرج بسرعة لانه وصل لقمة تحمله .. جري على السلم .. وركب عربيته وساقها بسرعة مجنونة .. لازم يبعد عن الكل لازم يختفي .. بيكره الكون كله بما فيه .. كره ابوه .. كره امه اللي ماتت وسابته .. كره محسن .. كره حتى شهد .. كره ضعفه انه سمح لنفسه يحبها .. كره حتى نفسه .. مفيش جواه اي احاسيس غير الكره وبس .. بعد ما امير مشي شهد قعدت على الكرسي او وقعت عليه وابوها فضل واقف مكانه الصدمة ملجماه ووجع كلمة انتي طالق لبنته وجعاه قوي .. ايوه ده قراره واختياره بس الكلمة قسمته .. امها كمان واقفه على باب الاوضة دموعها نازلة بصمت صمت تام مسيطر على الكل .. محسن بيحاول يقنع نفسه ان ده الصح : كان لازم ده يحصل .. كان غلط .. من الاول كان غلط … كان لازم ده يحصل .. ده الصح .. ده الصح .. شهد ما تزعليش ربنا ديما بيختار الخير لينا .. شهد وقفت تترنح وبصت لابوها : وده كان اختيار ربنا ولا اختيارك . سابتهم وراحت اوضتها تندب حبها .. مش هتنسى ابدا نظرة امير وهو بيقولها انتي طالق .. عنيه كانت بتصرخ وكانت سامعة صريخه واستنجاده .. كانت شايفة دموعه اللي طول الوقت بيحاول يداريها .. كانت حاسة بأنفاسه اللي كان بياخدها تقيلة .. كانت حاسة بوجع كل كلمة ابوها بينطقها .. للاسف هيا فشلت في مهمتها .. ولا هيا انقذت امير ولا هيا سابته في حاله هيا كل اللي عملته انها غرقته اكتر واكتر .. غمضت عنيها وسابت الدموع تنزل يمكن تقدر تخفف شوية من وجع قلبها .. امير اخيرا اخر الليل رجع بيته وطلع على اوضته بس ابوه فتح الباب بعنف ويدوب هيزعق اتفاجىء بأمير فاتح شنطة بيلم حاجته عدلي بخوف ورعب : انت فاكر نفسك بتعمل ايه ؟ سفر مش هتسافر فاهم . امير بهدوء تام : خير .. حضرتك عايز حاجة ؟ عدلي : مجبتش مراتك ليه ؟ امير تجاهله وبيكمل لم هدومه فعدلي شده من دراعه جامد : مراتك فين ؟ ومحسن ما بيردش على تليفوني ليه ؟ امير بص لابوه : طلقتها . عدلي للحظات مش مستوعب اللي امير قاله بس بعدها عمل اللي امير عمره ما تخيله ابدا .. ضربه بالقلم .. قلم جامد لدرجة انه كان هيقع وسند على السرير .. عدلي بانهيار : متخيلتش ابدا ان انت الامل مفقود فيك للدرجة دي .. كنت فاكر انك بني ادم وبتحس وحبتها فعلا ومش هتبعدها عنك .. كنت فاكرك بتهدد وبس .. متخيلتش ابدا انك واطي للدرجة دي وهتطلقها فعلا .. انت بني ادم وسخ وعلشان كده ما تنفعكش واحدة نظيفة زيها .. بتهددني انك تسافر انا بقولهالك اهو اطلع بره بيتي .. غور في ستين داهية . وامير من غير ما ينطق حرف قفل شنطته وشالها وخرج بره بيت ابوه .. دي اول مرة يمد ايده عليه او يكلمه كده دي اول مرة يفقد الأمل فيه … راح على شقته اللي كان مشتريها ودخل وقفل على نفسه .. ياه لو يختفي من الكون ده .. ياه لو الكل ينساه ويفضل مكانه كده لحد ما يموت ما يشفش حد ابدا ولا حد يشوفه … بس يرجع ويقول ان ده غلطه هو .. هو بس اللي غلطان .. ازاي يسمح لنفسه يتعلق ويحب حد !! هو مش سبق وحب .. كانت ايه النتيجة ! وجع ورى وجع .. مامته وماتت وسابته الحب مالوش مكان في الكون ده لان مفيش حاجة اسمها حب حقيقي .. المفروض يكون اسمه وجع حقيقي مش حب .. الحب ضعف ووجع وبس .. عدلي فضل الليل كله هيتجنن من امير.. كان واثق انه بيحبها ازاي يطلقها ؟ ليه عمل كده؟ ليه أتخلى عنها ؟ ليه عمل كده في الحفلة ؟ الف ليه ملهاش أجابه !! هو ما بيفهمش ابنه ابدا .. النهار طلع واول حاجة راح لصديق عمره .. واول ما فتحله عدلي اتكلم : بقى كده يا محسن ما تردش عليا. . العيال يفرقونا عن بعض ؟ العيال يبعدونا ؟ ده احنا عشرة عمر وسنين طويلة قوي . محسن بوجع : محدش ابدا ممكن يفرقنا بس كنت مضايق وقلت بلاها لحد ما نهدى شوية ادخل ياصاحبي ادخل . عدلي دخل وقعدوا : فين شهد ؟ وازاي تسمح باللي حصل ده ؟ ازاي تتفرج عليهم ؟ ازاي ما منعتش امير المجنون ده يطلقها ؟ هنا شهد دخلت : يمنعه !! اذا كان هو اللي اجبره يطلقني عايزو يمنعه ! عدلي شوية مش فاهم وبينقل نظراته ما بينهم هما الاتنين وبحيرة سألهم : يعني ايه ؟ مش فاهم . امير ما طلقكيش بمزاجه ؟ محسن اتكلم بهدوء : انا كلمته الصبح وطلبت منه يجي وقلتله يطلق بنتي . عدلي بصدمة : ازاي ؟ وامير سمع كلامك ونفذ ؟ من امتى امير بيسمع كلام حد ؟ شهد بعياط وبلوم لأبوها : لانه بابا ما قالوش بالهدوء ده .. بابا هزقه وغلط فيه وطلب منه رد الجميل لما فتح باب بيته ليه وهو عيل . محسن زعق سكتها : بس اسكتي . شهد بانهيار : اسكت ليه مش ده اللي حصل مش قلتله لما رفض انك هتقف قدام صاحبك في المحاكم .. مش هددته وقلتله انه هيهد عشرة سنين بينكم . محسن بوجع مش قادر يسمع اكتر من بنته : لاخر مرة هقولك بس يا شهد . سكتوا كلهم شوية وعدلي بيراجع في دماغه اللي حصل بالليل وانهيار ابنه اللي ماشافوش وهجومه على امير بالليل وضربه وطرده له من بيته .. كل مرة بيجي عليه قوي محسن بص لعدلي : هو امير مقالكش ولا ايه ؟
_________________